سحر بن علي

مَن التالية ؟
انتفضت النساء أخيراً بعد مقتل فرح أكبر، فقد اختطفت وقتلت في وضح النهار وفي شهر رمضان وأمام مرأى الجميع وابنتها التي لم تبلغ السابعة من عمرها، فرح مثل أي إنسان لم تكن تستحقّ أن تموت بهذه الطريقة، ولا أن تسلب روحها أصلاً من أي شخص كان، ولا أن يلقى بجسدها عند باب مستشفى من دون أي احترام للميت. لم يكن هذا ما آلم النساء والمجتمع بأكمله فقط، بل إن هذا الشخص - صاحب سوابق بعدد 41 قضية مسجلة ضده - قد اختطف فرح وضربها في الشارع وسجّلت عليه قضية شروع بالقتل، إلا أنه أطلق سراحه ومن ثم قتلها، ليس ذلك فقط بل حتى أنهم رفضوا في البداية تسجيل تلك القضية حتى تمكّن أحد الأشخاص من التدخّل في الموضوع وتسجيل الدعوى. لا ننكر أن الكويت كانت دولة آمنة، لكن مع تزايد حالات العنف والقتل في السنوات الأخيرة بحاجة إلى تدخّل الجهات المختصة لتردعها، حتى لا تتزايد بشكل خطر على الجميع. انتفاضة النساء لم تحدث بسبب مقتل فرح أكبر فقط، بل بعد سلسلة من قتل النساء، كانت في إطار الأسرة واليوم لم تعد كذلك. السؤال المعتاد: لِمَ تعتبر النساء جرائم القتل السابقة هي جرائم ممنهجة ضدهن؟ فعندما يكون هناك قتل بين شخصين سواء بين رجلين أو امرأتين بسبب أمر ما، مثلاً الخلاف على موقف سيارات كما حدث في قضايا عدة، أو بسبب «ليش تخز»، تلك الجرائم حدثت بسبب مواقف محددة «السيارة أو الخزة»، وهذه هي الدوافع، لكن متى تصبح الجريمة بسبب فئة معينة؟ مثلاً إذا قتل شخص ما شخصاً آخر يختلف معه في الديانة لأنه يكره ديانته، أو يتعدى شخص على اللاجئين لأنه يكرههم، كما شاهدنا تلك المواقف عبر وسائل التواصل الاجتماعي. هنا تصبح القضية ضد «المختلف في الدين» وضد «اللاجئ»، وليس بسبب أمر ما، وهذا ما يحدث مع قضايا النساء، قتلهن الأب أو الأخ لكره النساء أو لفرض السلطة والهيمنة الذكورية عليهن، فإما أن ينصاعوا لطلباتهم وإما القتل، أما في قضية فرح فقد كان بسبب تراخي المؤسسات الأمنية مع قضيتها، وهذا يحدث مع الكثير من النساء عندما يرفعن دعاوى على معنفين لا تؤخذ على محمل الجد، أو قد لا تسجل الدعوى من الأساس خصوصاً إذا كان المعنّف أحد أفراد أسرتها، فيصبح الموضوع شأناً عائلياً، يكتب المُعنف تعهداً ثم تذهب معه إلى البيت، وحتى تنفيذ العقوبة، هناك تخفيف في شأن هذا الموضوع ما يجعل القتلة يستسهلون القتل. هذا لا يعني أن جميع النساء يحدث معهن ذلك، لكن وجود الكثير من النساء يشتكين من هذا الموضوع يعني أن هناك خللاً، والكويت باشرت إجراءات التحقيق في قضية فرح في حال هناك تهاون من المؤسسات الأمنية، وأرجو أن تكون هذه بادرة لتعديل أوضاع النساء في الكويت حتى يشعرن بالأمان الذي فُقد منذ سنوات. Instagram: saharbnali [email protected]

سعد السعيدي

أزمة الأردن تتجاوز حدوده والحل في «مارشال خليجي» يعيد الاستقرار...
أريد الصمت كي أحيا، ولكن الذي ألقاه ينطقني. «أحمد مطر» «الله يخون الموت عوايده يأخذ الغالي دنيانا يا ماخذت رجال خذت شيوخ ومخاتير»... كلمات نبطية رددتها الأم المكلومة بصوت مخنوق بالكاد تخرج من فمها وهي تنظر بعينين دامعتين إلى جثمان ابنها العسكري العقيد عبدالرزاق الدلابيح، الملفوف بعلم بلاده الاردن، والمسجى أمامها بعد ان اغتالته رصاصة اثناء الاحتجاجات الأخيرة في منطقة الحسينية بمحافظة معان جنوب الاردن... أوجعت كلمات (شوفه) وهو اسم الأم المكلومة كل من سمعها، لاسيما إن علمنا بان تلك الأم الصابرة بفقدها لابنها عبدالرزاق تكون قد فقدت الابن الرابع لها، بعد وفاة ثلاثة من أشقائه، أحدهم بسبب حادث سيارة وآخر غريق وثالث وهو ضابط عسكري بطلق ناري خطأ أثناء تنظيفه لسلاحه. وجع شوفه الزعبي، وقصتها المؤلمة وصبرها المدهش وتماسكها رغم شعورك واحساسك بانفطار قلبها لتحمله كل هذا الأسى والحسرة والألم ولكنه أسى وألم يشبه الألم والوجع الذي تمر به بلادها الأردن وتحمله للظروف الصعبة وتماسكه في ظل هزات اقتصادية أثرت كثيراً في دول ذات ملاءة مالية كبيرة، فما بالك ببلد ذي موارد محدودة وضعيفة مثل الأردن بلد «شوفه الزعبي». ما جرى ويجري في بعض مدن الأردن لاسيما الجنوبية منها، يجب أن يدق نواقيس التحذير، ولا أقول ناقوساً واحداً ويجب أن يُسمعُ صوت النواقيس في جميع عواصم ومدن دول الخليج، وذلك لأهمية الحدث وتعقيدات أطرافه وتشابك خيوط معالجة آثاره، ومن هنا قد يكون الوصف الأمثل لما حدث والتقييم الحقيقي والمناسب هو أن الخطب جلل، وليس في ذلك تضخيم أو سوء تقدير نظراً للواقعية السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي بدأت تضطرب وتأخذ منحى تصاعدياً على مستوى القاعدة، بعد ازدياد مساحة الفقر وتوسع رقعة نقد وغضب لا يمكن التنبؤ بنتائجه وإلى أي مسار وطريق يجر البلاد، وبالطبع لن تتوقف التأثيرات والنتائج عند حدود الأردن بل ستتعداها إلى دول الخليج إن لم تتجاوزها إلى ما هو أبعد من ذلك... وهنا مكمن الخطر والخطورة !! ما نشاهده عبر وسائل التواصل الاجتماعي من مقاطع فيديو مصورة لحالة الغضب الأردني تبين حالة احتقان تزحف نحو خط النهاية وتقترب من لحظة الانفجار، لاسيما وأن هذه الحالة أصبحت تتكرر في السنوات القليلة الماضية وتطل برأسها بين فترة وأخرى دون أن تنفع معها كما يبدو جميع المهدئات سواء الوعود الحكومية أو الحلول الترقيعية التي كان مصيرها الفشل في اختراق جدار الأزمة أو تهدئة الأوضاع والقضاء عليها بشكل تام، لذلك فإنه ما لم تتم اعادة ضبط الحالة والتعرف على المسببات ومعالجتها بشكل جذري فإن التوتر والاحتقان لن يذوب طالما محركاته موجودة ومتأصلة وبدأت تتعمق في المجتمع، بل إنها سوف تزداد حدة عن المرة التي قبلها حتى تأتي اللحظة التي تنفجر فيها الأوضاع، وحينها قد تدخل الاْردن صندوق الفوضى والتشظي لاسمح الله. وضع أعواد الثقاب بقرب محطة البنزين وتوقع عدم الاشتعال هو الجنون بعينه، لذلك فإن الحالة الاقتصادية المتردية التي تعاني منها الأسرة الأردنية دون الخوض في تفاصيلها حين يصاحبها رفع لأسعار سلع ضرورية فالنتيجة المتوقعة والطبيعية هي أن الناس لن تصمت لا سيما بعد أن فقدت قدرة الاحتمال والصبر على الرفع المتوالي والمستمر للأسعار، وعلى فترات زمنية متقاربة ولمواد ضرورية لاغنى للانسان عنها، ومن هنا ندرك ونتفهم غضب الشعب الأردني من هذه الزيادات المستمرة والمستعرة التي أحرقت المدخرات وهزت الوضع الاجتماعي بعد أن عبثت في الوضع الاقتصادي للأسرة الأردنية، غير أن هذا الأمر يقابله أيضاً محدودية موارد الدولة بل فقرها لاسيما وأن الأردن يعتمد على المساعدات الأجنبية سواء تلك التي تصله من الولايات المتحدة وأوروبا أو تلك المساعدات المتقطعة من بعض دول الخليج، فضلاً عن تحويلات المغتربين في الخارج ولا أظن كل ذلك قادراً على الحد من هذا التدهور السريع في ميزانيات العائلات الأردنية وإسكات الغضب الشعبي والقضاء على مسبباته. إذاً، ما الحل في ظل هذا العجز لحكومة الأردن الذي يمكن تفهمه وبين غضب شعبي لا يمكن ادانته أو استنكاره طالما الارتفاع المحموم في الأسعار لم يتوقف والظروف في الدولة كما يبدو لن تتغير بين عشية وضحاها ! هنا أريد أن أوسع الدائرة لإيماني بأن مجريات الحدث في مدن الأردن الجنوبية ستتعدى بشكل يكاد محسوماً ومؤكداً، حدود الأردن وستنتقل هذه الشرارة اذا ما اشتعلت إلى دول الجوار، ودول الجوار التي أقصدها هي دول الخليج أو ما تبقى من جيران سالمين للدولة الأردنية بعد غرق الجيران الآخرين العراق وسورية ولبنان وفلسطين بفوضى لا تزال تعمّق المشاكل بين مكونات مجتمعاتهم وتعقدت معها المعالجة والحلول والناظر لحال الدول الشقيقة والأسباب التي أدت بها إلى ذلك الحال يجعلك ترتعب من النتائج أو هكذا يفترض ! هل تبقى دول الخليج متفرجة على الأزمة الاردنية دون تحرك من جهتها للمساعدة والمساهمة في تخفيف أعبائها المثقلة لكاهل النظام هناك، أم تنوي دول الخليج ترك الأردن يصارع ظروفه وحيداً متحملة ما ينتج من آثار جراءها ؟ دون أدنى شك، وبنسبة خطأ تكاد تكون معدومة حين ترتبك الأوضاع في الأردن وتعم الفوضى فانه حينها لا يمكن التنبؤ بما ستؤول إليه الأمور، وأقصد هنا بالأمور تلك المتعلقة بدول الخليج مع ما نشاهده ونسمعه من أزمات حادة تمر بالعالم على جميع المستويات، سواء السياسية منها أو الأمنية والاقتصادية بل وحتى الصحية، وطالما محرك الحدث في الأردن اقتصادياً خالصاً حتى اللحظة فانه يمكن السيطرة عليه، وعدم تفاقم آثاره. ومن هنا، فإنه من مصلحة دول الخليج الإسراع بأقصى سرعة للمساهمة بوضع حلول تساعد صانع القرار الأردني في تفكيك محركات الأزمة وقطع دابرها واشتعال فتيلها بغية اعادة الاستقرار للبلاد، والعمل معاً على عدم تكرار تلك الاحتجاجات وتدوير الغضب الشعبي ليكون صوتاً داعماً للنظام والاستقرار، وذلك من خلال التوافق على خطة «مارشال خليجي» يتم بموجبها اصلاح ودعم الوضع الاقتصادي والاجتماعي للإنسان الأردني عبر انجاز مشاريع كبرى تهيئ فرص عمل للأردنيين، وفِي الوقت نفسه تُسرع في حركة ودورة الاقتصاد الأردني البطيء بسبب ظروفه، كما يمكن الاستفادة أيضاً من الإنسان الأردني واستقدامه للعمل في دول الخليج بحيث تكون له الأولوية في شتى المجالات التي تحتاجها دول الخليج، وحتى تتحقق هذه الأمور التي تحتاج إلى وقت ليس بالقصير فإنه يتوجب على دول الخليج لإطفاء الاحتجاجات وطمأنة المحتجين العمل على دعم البنك المركزي الأردني بودائع مالية، وإرسال مساعدات مالية عاجلة يتم التخطيط لتوجيهها بشكل مدروس من خلال التنسيق مع جمعيات مدنية أردنية معروفة ومشهود لها بالنزاهة، بحيث يتم تحويل تلك الأموال لمراكز البيع بغية شراء وتوفير السلع الضرورية من أماكنها وإعادة بيعها للمواطنين الأردنيين بأسعار معقولة وقبل الزيادة التي طالتها أخيراً، على أن تتحمل الجهات الخليجية الفروقات المالية بين عملية البيع والشراء، وهذا الإجراء يمكن تعميمه على محطات البنزين والديزل والمازوت وغيره من المواد الضرورية للإنسان الأردني، بالطبع هذا يساهم بوأد الأزمة ويخلق الاستقرار ويعيد الطمأنينة للنظام والمجتمع، وهو الأمر الذي ينعكس على استقرار دول الخليج حتى تدور عجلة المشاريع الكبرى التي تهدف لخلق فرص عمل واستثمارات تُبعد شبح الفوضى عن البلاد. الوقوف بجانب الأردن لم يعد ترفاً خليجياً بل كما أظن هو حاجة ماسة تتطلبها استراتيجية التعامل والعلاقة وتفرضها الواقعية الجيوسياسية، وما حدث مع البحرين وسلطنة عمان عام 2011 إبان الربيع العربي يشبه تقريباً ما يحدث في الأردن، وقد لا أكون متشائماً حين أرى تماثله وتطابقه وتشابهه مع سيناريو الدولتين الخليجيتين، أو تكراراً لما أصابهما قبل أحد عشر عاماً مضت، ولذلك سارعت دول الخليج في تخصيص ما سمي حينها بـ «مارشال خليجي» بقيمة عشرة مليارات دولار مناصفة بين الدولتين نجح في تهدئة الأوضاع وإبعاد شبح الفوضى عن الدولتين وبقية دول الخليج. مساعدة الأردن تتطلب من الحكومة الأردنية التأكيد على حرية التعبير والكلمة وحمايتها ورفض انتهاج سياسة القمع سبيلاً في إسكات الغضب الشعبي، فذلك يمثل خطراً داهماً قد يعجل في اخراج الأمورعن السيطرة، فكتم الغضب أو محاولة اتباع سياسة الضرب بيد من حديد أثبتت عدم جدواها في الحلول، ومخاطرها ومساوئها أكثر بكثير من منافعها، وفِي جيران الأردن أسوة وعظة حسنة لكل لبيب...! من القلب عزائي الحار لتلك المرأة الصابرة المحتسبة، والدة الشهيد بإذن الله العقيد عبدالرزاق الدلابيح، وأملي أن يتجاوز الأردن أزمته بمساعدة أشقائه من دول الخليج، فالأزمة أكبر ودائرتها أوسع من الأردن وتتجاوز حدوده... حفظ الله الأردن ودول الخليج وجيرانهم وشعوبهم من كل شر...

سعود وليد التنيب

تعفن الدماغ...
اليوم أترك مكاني للشباب، فمازلت على رأيي بإعطاء فرصة للشباب لكي يكتبوا ونستفيد من أفكارهم ونتعلّم منهم فهم قادة المستقبل، اليوم يأخذ مكاني سعود وليد التنيب...اختار قاموس أوكسفورد مصطلح «تعفن الدماغ» ليكون مصطلح عام 2024، واعتمد خبراء اللغة هذا المصطلح لوصف تأثير التصفح المفرط والمتواصل على محتويات الانترنت ذات القيمة المنخفضة.لا توجد أدلة علمية لتعفن الدماغ، إنما هو تعبير مجازي يجسّد المخاوف العالمية تجاه التكنولوجيا بشكل عام ومنصات التواصل الاجتماعي بالأخص.مما لا شك فيه أن ثقافة الإنترنت غيّرت حياة البشر واهتمامات الناس بصورة لافتة للانتباه.الأمر المثير للاستغراب في هذا الموضوع هو أن معظم الناس الذين ينطبق عليهم هذا الوصف يدركون تماماً بأن معظم محتوى التواصل الاجتماعي تافه ولا فائدة منه، ولكنهم على الأغلب ينغمسون في هذا المحتوى بشكل مفرط، هؤلاء الغالبية يدركون بأنهم أضاعوا أوقاتهم، وبعضهم قد يعلمون أنه كان بإمكانهم أن يستثمروا وقتهم بشكل أفضل.قادني هذا الموضوع إلى تساؤل مهم: لماذا يكتب الصحافيون وأصحاب الأقلام اللامعة ومَن الذي يقرأ كتابتهم؟كلمة عقل في اللغة العربية تعني الضبط والمنع والإمساك وضده التسيب والإطلاق والإرسال، العقل يمنع صاحبه عن ذميم القول وسوء الفعل والعاقل هو الذي يحبس نفسه عن هواها.وهذا العقل البشري يتقوّى بأمور عديدة، كالقراءة والتجربة والحوار والرياضة.القراءة من أهم العادات التي تنشّط ذاكرة الإنسان وتقوي تركيزه وتغذي عقله وتمنع الدماغ من التردي والتعفن.لذلك، فإن الكاتب الذي يكتب في عالم تتزايد فيه المهازل والمخاوف مثل تعفن الدماغ إنما يكتب لإنقاذ العقول من التعفن واضطراب المبادئ، إنهم يكتبون لعلهم ينالون الشرف في تغذية عقول البشر وترسيخ الثقافة المفيدة التي تنمي الذات وتطور الشخصية.وأترككم مع حِكمة قالها لي شخص عزيز على قلبي:«اللي ما يقرأ ما يعرف يسولف».

سلطان ابراهيم الخلف

الفرنسيس
يحاول الرئيس الفرنسي ماكرون البروز على مسرح الأحداث العالمية بشكل ملفت للنظر. بدأ في تدخله في ليبيا وأثار حفيظة الطليان المستعمرين الأوائل لليبيا، وقاموا بفضح سياسة فرنسا الاستعمارية في أفريقيا، ومنها انتهاك اقتصاديات الشعوب الأفريقية، وإحالتها إلى دول فقيرة، مما تسببت في أزمة الهجرة إلى أوروبا. كما سارع ماكرون إلى التدخّل في شرق البحر المتوسط منحازاً إلى اليونان ضد تركيا رغم حيادية الاتحاد الأوروبي في تلك المسألة الخلافية، ودعوته إلى الحلول السياسية. ولم يتردد ماكرون في زيارة لبنان بعد انفجار مرفأ بيروت، متظاهراً في صفة المنقذ للشعب اللبناني من أزماته السياسية والاقتصادية. وآخر مشاهده هو تصريحاته ضد الإسلام: (الإسلام يمر بأزمة في جميع أنحاء العالم ولا نراها في بلادنا فقط)، وهي تصريحات عدائية ضد الإسلام، وتنم عن مشاعر عنصرية مدفونة، ولعلها نابعة من جذور العنف التي تميّز بها التاريخ الفرنسي. فالشعب الفرنسي في ثورته 1789 لم يرحم الأسرة الملكية ولم يتردد في إعدام ملكهم لويس السادس عشر وزوجته الملكة أنطوانيت دي موبان بالمقصلة، ولم يرحم ابنهما ذا الثمانية ربيعاً، الذي مات مسجوناً مهملاً في سجنه من دون مشاعر إنسانية تجاه طفولته. وشن إمبراطورهم نابليون بعد الثورة حروباً على الدول الأوروبية عاشت أوروبا خلالها - وعلى مدى عقد من الزمان - حالة من الركود الاقتصادي والفوضى السياسية، ولم تتعاف إلا بعد هزيمته في معركة (واترلوا) عام 1815واقتياده إلى جزيرة (سانت هيلين) في المحيط الأطلسي، ليموت فيها سجيناً يعاني الوحدة والانكسار بعد جبروته وطغيانه. وعانت ألمانيا بعد الحرب العالمية الأولى من تسلّط الفرنسيين وفرضهم تعويضات باهظة عليها، وهو ما دفع هتلر إلى توعّد الفرنسيين وقد نجح في ذلك واحتل النازيون فرنسا في الحرب العالمية الثانية من دون مقاومة، وقاموا بعرض عسكري مهيب في شارع (الشانزليزيه) وكان الألمان يتندرون عليهم بأنهم كانوا مشغولين (بصرعات الموضة). ولم ينس الشعب الجزائري جرائم المحتل الفرنسي التي خلّفت مليون ونصف مليون شهيد جزائري دفاعاً عن أرضهم وهويتهم الإسلامية. فدائماً يتظاهر الفرنسيون بأنهم علمانيون لكن كنيسة (القلب المقدس) أو (sacre cuour ) التي بنوها بعد ثورتهم العلمانية وكلفتهم عشرات الملايين كتحفة معمارية، وحسرتهم على احتراق كنيسة (نوتردام) السنة الماضية وتخصيص ماكرون ميزانية خاصة لترميمها، لأدلة واضحة على تعصبهم لكاثوليكيتهم واعتزازهم بها. فالإسلام... دين لا يمر بأزمة كما يدعي ماكرون، والدليل إسلام الرهينة الفرنسية صوفي بترونين وإصابة ماكرون بالذهول عندما قابلها بعد إطلاق سراحها، وهي تعلن أمام الكاميرات: (تقولون صوفي... لكن أمامكم مريم)! وهو ما أثار غضب اليمين المتعجرف الفرنسي. فقبلها أسلم الجراح الفرنسي موريس بوكاي - رحمه الله - وأحدث هزة في الأوساط العلمية الفرنسية بعد نشر كتابه (التوراة والإنجيل والقرآن والعلم)، فكيف يكون الإسلام في أزمة؟

سلطان السعد القحطاني

الاستقرار... تاج الدولة الحصين
بعدما يعتاد الناس على الاستقرار في دولهم، وتحت أنظمتها، يظنُّ كثيرون بأن هذه الحالة، هي تطور طبيعي ثابت، وحتمي، ومع الوقت، يفقدون الإحساس بأهميته، وهكذا تتولد فكرة خطيرة غير محسوبة، يترتب عليها التضحية بما هو ثابت، من أجل مستقبل غير معروف. من يتتبع مسيرة الثورات في العالم العربي، يرى بوضوح كيف تم القفز على الحالة المهمة، (حالة الاستقرار) اعتقادا بأنها مجرد ترف، وليست إنجازا حقيقيا، وهكذا ذهب الاستقرار، ولم يأت البديل المرتجى. تذكرت أيام دراستي الأولى لمنهج العلاقات الدولية في جامعة لندن ساوث بانك، وكيف لفتني أن أهم ما تبحث عنه الدولة فور تكوينها: الاستقرار، فهو يعتبر ضرورة حتمية من أجل البقاء، ولا يمكن أن تتكون إلا نتيجة إدارة واعية بضرورات حماية المجتمع، ومتطلبات ازدهار الدولة، وآلية التعامل مع المحيط الجغرافي، مما أسهم في تكوينها فكرة واضحة المعالم لما يجمع السلم الوطني، ويضمن عدم التسبب في هزات داخلية أو خارجية. إن الاستقرار هو تاج الدولة الحصين، وأهم ما تبحث عنه، وإن وجد، فهو من أهم إنجازات قياداتها، ذلك إن كل موارد الدولة، مهما كان غناها، ليست سوى كائنات معطلة، لا يمكن استخدامها، مالم يكن هنالك استقرار، توافره إدارة سياسية واعية لمتطلبات التاريخ، والجغرافيا، والمجتمع، تستطيع أن تحول هذه الموارد، إلى منصات وفرة، تزيد من رفاهية الشعب، وتقوي أسس الدولة. بالنظر إلى الخريطة العالمية، سترى أمامك كيف فشلت دول، وأنهكتها الاهتزازات، رغم أنها تملك موارد غنى لا تحصى. من كان يتوقع أن عراق الأنهار يعطش، وفنزويلا النفط تفلس، وليبيا السواحل تتقسم، وإيران الغاز تنهار، وتركيا الخضراء تهتز.. إنها نتاج فشل إدارة ما، في توفير الاستقرار اللازم للقيام بعمليات تنمية وتطوير، يمكن من خلالها استغلال الموارد، وتحويلها إلى مكاسب تفيد البلاد. وهنا تفهم السر الذي مكّن المملكة العربية السعودية من البقاء في منطقة يصعب البقاء فيها.. منطقة تزنّر خاصرتها الحرائق، ولم تعش حالة استقرار منذ عقود.. أنظمة جاءت وذهبت. زعماء كانت قذائفهم المايكروفونية تملأ العالم العربي.. كلهم ذهبوا وبقيت السعودية، دولة كبرى في الشرق الأوسط، تحولت من مجرد صحراء، وتيه، وقبائل متناحرة، إلى واحدة من أكبر عشرين اقتصاد في العالم. إن السر السعودي ليس سراّ.. إنه وضوح الرؤية في منهج الإدارة التي تضع من الاستقرار أولوية الأولويات، ثم البناء عليه لتنفيذ التغيير المتدرج، الذي يتوافق مع رغبة الأغلبية الجامعة في البلاد.. إنها رغبة جمعية توضح سلّم الأولويات الذي تبني عليه الدولة رؤيتها للمستقبل. لقد تمكنت المملكة في وقت بسيط نسبيا في عمر الدول، أن تحقق نسبة نمو ضخمة، وحراك تنموي لافت، في وقت عجزت فيه دول ذات موارد، وخبرات، أن تحافظ على بقائها، واستقرارها، وهكذا «تضعضعت» مكانتها في الحاضر، رغم إن الماضي كان يحكي عنها الكثير... ولآلاف السنين.

سلطان حمود المتروك

عماكور
أهزوجة جميلة للعبة شعبية يستخدمها أطفال هذه الديرة، حيث تُغطى الأعين ويترك اللاعب يسير، ويحذر أن يقع في الشرك وهم يهتفون: عماكور طاح بالتنور.ويقصد من ذلك أن أعمى البصيرة هو الذي يقع في الهاوية.حقاً مفردات هذه الأهزوجة بليغة، والمتتبع لأفق الدنيا، يشاهد نماذج متنوعة ومختلفة من عميان البصيرة، الذين يقلبون الحق إلى باطل ويحولون الباطل حقاً.وهذا مستحيل... إنها أفكار بالية وقلوب أعمتها الضلالة، فضلت سبل الخير، واستغلت طرقاً متعرجة لصنوف من الشر والاستحواذ، ولا يهمهم في ذلك وطناً ولا مواطناً إنما أنفسهم.كثير من مشاهد لاختلاسات وأفكار بالية، وشهادات مزورة، ورشاوى في مجالات كثيرة، وتزوير لجنسيات، وتبني أناس لا يمتون بصلة لمتبنيهم، كلها أتون في هوة الباطل، ولعل آخر ما اطلعنا عليه من هذه المشاهد المعذبة للضمير والمقززة للذوق والمؤلمة للروح، اكتشاف العديد من جوازات السفر مادة (17)، التي لا يوجد لها قاعدة بيانات، لأن أصحابها استخرجوها عن طريق الواسطة أو بطرق غير قانونية.ما أبشعه من منظر يضاف إلى المناظر العديدة، التي تكدر الخاطر وتبعث على الألم.ومشاهد أخرى لأصحاب البصائر الناظرة والهمم العالية والأرواح الوثابة، إذا اطلع على مشاهدها المرء يحس بالاعتزاز والفخر.في الآونة الاخيرة تسلمت الكويت (21) رفاتاً من العراق، يعتقد أنها لأسرى ومفقودين كويتيين، وبانتظار تسلم مجموعة من الأرشيف الوطني.منظر من مناظر البطولة يعاد إلى الذاكرة لأناس سطروا ملاحم للخلود، وضحوا بأرواحهم من أجل تربة وطنهم وأصواتهم تدوي:علمتنا الكويت كيف نغاليفي هواها وكيف تحلو المنيةعلمتنا الكويت كيف نجازيمن يعادي وكيف نردع غيهولعين الكويت نبذل روحاًملأتها كرامة وحميةفحرام على الطواغيت شبر من بلاديوفي النفوس بقيةهكذا كان صوتهم فضحوا من أجل تربة وطنهم، وستحتضنهم هذه التربة، ليكونوا عطراً فواحاً يستلهم منه عشاق الوطن الخير والإصرار، ومواصلة الدفاع عن أمهم الكويت، وبذل كل ما في وسعهم من أجل التنمية والنهضة والتقدم والازدهار في جميع المجالات، بالتفكير والعلم والعمل الدؤوب.فالرحمة لجميع الشهداء السعداء الأحياء عند ربهم يرزقون.والدعاء بالشفاء العاجل لجميع مرضى هذا الوباء الوبيل فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19).وجميع المرضى والتهنئة للاخ الحبيب الأستاذ زيد فهد المزيد على نجاح العملية التي أجريت له أخيراً.مبروك يا أبا فهد، والحمد لله على السلامة.إذا كان شكري نعمة الله نعمةعليّ له في مثلها يجب الشكرفكيف بلوغ الشكر إلا بفضلهوإن طالت الأيام واتصل العمرُ

سلوى  حسين العبدالله

ليلة من ألف ليلة لن تعود
يخطئ مَن يظن أن الرد الإيراني كان جاداً.ويخطئ من يظن أن الرد كان عبثياً.ويخطئ من يظن أن الرد كان متفقاً عليه.ويخطئ من يظن أنه كان مفاجئاً.في الضربات الإيرانية لعمق الأراضي المحتلة اجتمعت كل التكهنات والآراء.كانت متوقعة منذ زمن، توقيتها، بل موعدها تحديداً، وصل للأطراف الأخرى عبر رسائل معنونة بعناوين صحيحة.حمولة المسيرات والصواريخ كانت (فشنق)لا تؤذي، وإن أصابت.فلماذا تجشمت الجمهورية الإسلامية الإيرانية عناء هذا العبث الحربي؟ كان لا بد لإيران أن تحافظ على ما تبقى من ماء وجه بعد كل تحرشات الكيان المحتل.السكوت كان يعني تمادي العدو في عدوان أكبر.والعدو يريد (توريط) إيران في مواجهة لا يقدر عليها العدو وحده، وسيجري لأحضان ماما أميركا لتهب لنجدته.كان يريد جبهة أخرى تخفف ضغط فشله في غزة، التي دمرها ووصل لإبادة بشرها، ولم يفلح في تحقيق أهدافه. وصار الخروج منها الآن بمثابة صفعات وركلات تترجم في محاكمة الداخل الإسرائيلي لأركان حربه وقيادته.لذا كان لا بد من استثارة إيران ومواجهتها.والمواجهة تعني إشعال حرب في المنطقة تطول كل دولها، وتشعل حتى فتنها النائمة. والمنتصر فيها هو الخاسر الأكبر.عنوانها الدمار الحتمي، وربما الظلام النووي.لذلك، سارعت الماما ومعها الخالات الأوروبية لتهدئة إيران، وتبصيرها بعواقب الأمور. وأمام هذه الجدلية كان القرار.الضرب دون إيلام.إعلان وجود وجرح كبرياء دون تدمير كيان.إيران خرجت بمكاسب:-هدأت من غضب البعض داخل الجمهورية، وروت غليلهم وتعطشهم للانتقام.-أعلمت الداخل الإسرائيلي بأن الوصول سهل، إن أرادت، ونشرت الفزع والرعب في نفوسهم ليزدادوا حنقاً على قيادتهم.وفق قواعد لعبة سياسية عسكرية لعبت كل الأطراف لتمتص حماقة ربيبة الشياطين وتهورها.بالتالي، من قال إن الهجوم كان متفقاً عليه صدق.ومن قال إيران كانت صاحبة القرار وردت الصفعات الإسرائيلية كان صادقاً بدوره.وهنا تقول الحكمة يجب أن تتوقف كل الأطراف ولا تتمادى.فهل تستطيع ماما أميركا أن تسيطر على ربيبتها التي فجرت في عدوانها بكل اتجاه، وتمنعها من الرد على الرد؟ أظن الربيبة اكتفت أمام وضوح وإصرار ماما على عدم المشاركة في التهور.وتبقى غزة معلقة بانتظار الخروج من عنق زجاجة الأنفاقوالدمار، وشروط «حماس»، بما يضمن سلامة قيادات أركان حرب الكيان، وضمان عدم زجهم في السجون.تظل الأنظار معلقة على تحركات قطر ومصر ومحادثات ستسير باتجاه الحل رغماً عن أنف الكيان المغتصب.

سهيلة بن علي

فارس العروبة... ترجّل
بدء الحديث عن قامة شامخة مثل سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد - رحمه الله - يحتاج إلى تذكرة عبور وتحديد المعابر للتعرّف على مجموع رجال في رجل، والتدقيق في مسيرة هذه الهالة الحكيمة التي تتقد بالمعرفة الشاملة والموسوعة الحياتية التي جمعها الراحل خلال رحلته الاجتماعية والسياسية والثقافية مع بدايات تطور ونمو الكويت. استفاق سموه - رحمه الله - وسط أسرة تحمّلت أعباء المسؤوليات الوطنية فانبرى يبحث منذ الطفولة عن دوره لخدمة أبناء جلدته وكانت أحلامه تكبر مع عمره ليرى الكويت عامرة في حضارتها شامخة في تكوينها ثابتة بأبنائها راسخة في وطنيتها صامدة بجيشها وأجهزتها، فحلم تكامل الدولة تحقق ولكنّه كان يطمح للمزيد فترك الوصية لتكتمل لاحقاً فهذه بعض إشراقات الراحل أمير التطور والتنمية. خطابات سموه - رحمه الله - كانت تتسم بخصوصية لم أعهدها في غيره لأنّها بمثابة خارطة طريق لمن يفهم ما بين ثنايا السطور وكم من مرّة توجه للمعنيين لتحمل المسؤولية عن جدارة، وكم من مرة كان يتوقف عند التنبه للمخاطر المقبلة، وكم نادى أبناءه في السلطتين لتجاوز الخلافات الضيقة وأخذ الحذر من الرياح العاتية، وهذا لا يتم إلا بالتكاتف وتضافر الجهود وتشابك الأيدي؛ لتصبح أقوى في وجه أي متغيّرات تطول المنطقة، فهذا المفهوم الذي تحلى به سموه يثبت كم كان حكيماً وعارفاً في ظواهر وبواطن الأمور ونشكر الله أننا استقينا من معينه بعض المعارف ونهلنا من وعيه بعض احتياجاتنا. التطرق إلى فلسفة سمو الأمير الراحل يستدعي وعياً مبرمجاً لفهم أبعاد الرؤى التي كان ينظر من خلالها إلى الأفق البعيد، فقد لا نجد وسيلة للحاق بفكره النير ولكن أقل الممكن فهم نظريته الثاقبة للواقع الدقيق الذي نعيشه، فقد كان يجمع بين الفلسفتين السياسية والإنسانية ويرسم من خلالهما خطوات المراحل ونقاط البحث وعليه كان يجاهد في سبيل الوحدتين الخليجية والعربية واستنهاض الأمم من المحن المتعدّدة فكم كان سموه بارعاً في استخدام فلسفته وحكمته وبنيويته الفكرية وكم سنتوق إلى رؤية ابتسامته الدائمة التي كانت مصدر تفاؤل. الإنسانية حزينة على فقد أميرها وشيخها وداعم مسيرتها الشيخ الراحل صباح الأحمد وهي ستبقى وفية لمسيرته الحافلة بالعمل الإنساني تجاه الشعوب التي تكن له كل محبة واحترام، كما ستبقى نفس الأمم تروي قصة الراحل الغالي الديبلوماسية الذي أرسى سياسة بلاده الخارجية المتوازنة على مدى ستة عقود كان فيها خير رجل لخير بلد باعتراف كل الدول التي تكن للكويت التقدير. الأمير الراحل كان قائداً استثنائياً وسياسياً حكيماً وأميراً متواضعاً ووالداً للجميع. حمل القاباً عديدة طوال مسيرة حكمه للكويت أبرزها «أمير الإنسانية» ورجل السلام «وزعيم المصالحة» على المستويين العربي والإسلامي، كان ظاهرة ليس من السهل أن تتكرّر، واستطاع بحكمته تجاوز مطبات الألغام السياسية واستطاع بديبلوماسيته المتزنة العاقلة أن ينهض بأوضاع الأمة من الشرذمة والتفتت إلى وحدة الصف العربي، فقد كان حامي الشموخ العربي والإسلامي. خبر وفاة سموه كان له وقع الصاعقة آلمنا في الصميم وأدمى قلوبنا كما بقية أحبابه في دول الخليج والعرب التي تحتاج إلى مشورته والتدخّل لرأب الصدع لأنّه كان عامل توازن وصوت حكمة اجتمعا في شخص الأمير الراحل. لقد كرّس حياته لخدمة وطنه والإنسانية وسخّر عمره يجوب بقاع الأرض يصلح بين الدول وينشر السلام وبعد وفاته عبر جثمانه نصف الكرة الأرضية قبل أن يتوارى في الثرى كما لو أنّه يودع البشرية وداعه الأخير. إنّه فقيد الأمتين العربية والإسلامية، فليحفظ الله الكويت والخليج والأمة العربية والإسلامية وليبقى الوطن جميلاً كما أراده الراحل. [email protected] انستغرام: @suhaila.g.h تويتر: @suhailagh1

صالح المسباح المريخي

شاعر الوطن... يعقوب يوسف السبيعي
وغاب نجم من نجوم الكويت‏غنّت له الأذهان في كل بيتتعرّفت عليه بعد تحرير الكويت حينما قرّرت زيارة رابطة الأدباء الكويتيين عام 1991، بعد التحرير لتجميع العدد الأول من مجلة البيان، وتجميع إصدارات ومُؤلفات الأدباء.فشاهدت كوكبة من الأدباء احتضنتني وباركت وجودي في الرابطة وشجّعتني وحمّستني للزيارة المستمرة ومنهم: خالد سعود الزيد، د. خليفة الوقيان، د. سليمان الشطي، سليمان الخليفي، ويعقوب السبيعي، اكتشفت أن لهم علاقة حميمة ومتجذرة مع بعض من بداية منتصف الستينات... ولا شك في آخرين أمثال فاضل خلف ويعقوب الرشيد ود.عادل العبدالمغني، وأحمد السقاف ولكن الأسماء الخمسة تربطهم علاقة تواصل متجذرة وتفاهم وتناغم أصيل.يتواجد شبه يومي بعد صلاة العصر، وإذا حان وقت الصلاة يتقدم هو الإمام، شيء متعارف عليه لا يتقدم أحد عليه فقط لصلاة المغرب، يجلس بعدها ربع ساعة ويغادر للمنزل. هكذا دأبه بشكل يومي... في حي المرقاب، ولد الشاعر يعقوب يوسف السبيعي عام 1945، وتلقى العلم في مدارس الكويت حتى أنهى الثانوية العامة.كان في المرحلة الثانوية يسكن في السكن الداخلي، ثانوية الشويخ، الأمر الذي مَكَّنَه من قراءة كثير من الكتب التراثية والشعرية، فمن مكتبة المدرسة الثانوية اكتسب ثقافةً كبيرةً مَكَّنَتْه من الكتابة الصحافية، فعمل في بداية حياته بوزارة الداخلية، لكن حب الاطلاع والقراءة جعله ينتقل بعمله إلى جامعة الكويت، لينهل من معين العلم ويكون قريباً من مصادر العلم والمعرفة، فعمل في مكتب الأمين العام، وكان قريباً من مكتبة الجامعة، لذا قرأ كثيراً من دواوين الشعر العربي وحفظ قصائد كثيرة، ففاضت قريحته...شغل منصب أمين سر رابطة الأدباء الكويتيين* عضو لجنة النصوص في وزارة الإعلام* عضو لجنة الاستماع إلى الأغاني في وزارة الإعلام وعضو لجنة دعم المطبوعات الإبداعية في المجلس الوطني ‏وعضو لجنة تحكيم جائزة عبدالعزيز البابطين للإبداع الشعري* حاز الجائزة التشجيعية لأفضل ديوان شعري 2016 وتم تكريمه من وزير الإعلام الشيخ سلمان الحمود الصباح.ويعدّ الراحل قامة ثقافية كبيرة، بإسهاماته البارزة في الحركة الثقافية بالكويت والوطن العربي، إلى جانب أعماله الرائدة في الأغنية الوطنية، وله العديد من القصائد الشعرية، التي اتّسمت بالجمال والمعاني الإنسانية الراقية، ولقد دُرّست نماذج من شعره بالمناهج التعليمية.‏رمز من رموز الحركة الأدبية في الكويت‬، ‏تغنّى من قصائده العديد، ‏ولعل أشهرها والخالدة بأذهاننا:‏كلنا للكويت والكويت لنا‏كلمة قالها جابرٌ معلنا‏كلنا للكويت والكويت لنا‏لك يغني الزمان يا بلاد الأمان‏قال بأحلى لسان‏كلنا للكويت والكويت لنا.‏يا شمس الأعيادي، ‏من قصائده الوطنية‏يا وردتي يا نديّه ‏روحي لخلّي هديّة.غنّيت له العديد من القصائد، أبرزها:عصفورة ووردة وجدول صغير،وركعة وسجدة وربنا كبير، ‏لعبدالكريم عبدالقادر.‏وتبقى الكويت لشادي الخليج، ‏سلام سلام لعبدالله الرويشد،‏يا قربك لي لمحمد المسباح، ‏ووردي لعبدالمحسن المهنا،‏تدور النجوم لنبيل شعيل، ‏جزى الله لسليمان الملا، عصفورة ووردة، وتوشحت لعبدالكريم عبدالقادر، ياذا النسيم لمصطفى أحمد.‏«هلّي على الكويت هلّي يا شمس الأعيادي»الحمد لك والشكر لك والملك لك ‏يااللهأحتفظ بمكتبتي من دواوينه الشعرية:* السقوط إلى الأعلى وهو أول دواوينه، صدر عام 1971م - ط 19792* مسافات الروح 1985م* الصمت مزرعة الظنون 1989م* - إضاءات الشيب الأسود، طبع بدعم من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب. سنة1997، في 168 صفحة، واحتوى على 27 قصيدة‏عندما أقابله في رابطة الأدباء ابتسامته لا تفارقه وكان دائماً من يدعم ويشجع الشباب، يأتي إليه طلبة الجامعة والمهتمون بالشعر فيعرضون عليه أشعارهم وأفكارهم ويتجاوب بكل سرور وهمة معهم.من أراد الاستزادة بالمعلومات عن الشاعر:- له ترجمة في معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين -معظم أعداد مجلة البيان الصادرة من رابطة الأدباء الكويتيين منذ عام 1966 -الدليل الكويتي الثقافي للآداب والفنون والإعلام منذ عام 1960 حتى 2018.... حمد الحمد -موسوعة تراث الشعر الغنائي في كويت حمد حمد -أدباء وأديبات الكويت ليلى محمد صالح -موسوعة اعلام الكويت - ماضي الخميس -أرشيف إذاعة الكويت. رحم الله شاعر الكويت والوطن العم يعقوب السبيعي، بوزيد، وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان.مقتطفات سردتها للإذاعة س 10 صباح اليوم الأربعاء الماضي في حلقة خاصة لتأبين المرحوم.

صباح النصر

الكويت بخير
في مثل هذه الأيام تعود بنا الذكرى إلى أحداث غيّرت مجرى تاريخ كويتنا الغالية، مررنا جميعاً بمِحنة ولكن لأن رحمة الله تداركتنا فأصبحت بمثابة المنحة والدليل والبراهين عن مدى محبتنا وإخلاصنا للكويت، وهنا أتحدث عن ذكرى التحرير وعيد الاستقلال بعدما ضحى المخلصون بدمائهم الغالية لترتوي أرض الكويت وتُنبت عزة وكرامة وحُرية وفخراً.انتماؤنا للكويت وإن كان مصدره ما يحمله القلب من حُب ويحمله العقل من احترام ووطنية، إلا أنه يتوجب علينا أن نُبرهن على ذلك فإن كانت الألسن لا تنتهي عن نطق أعذب وأجمل كلمات الوطنية الصادقة، إلا أن للفعل نصيباً من محبتنا للكويت يتمثل ذلك في إتقان العمل، وبراعة في ابتكار ما يفيد الوطن وأبناءه، وإخلاص وجهد يُبذل من الجمع ليكون كل واحد منّا بمثابة الجندي المُرابط في ميدانه.وبين الماضي والأمس تحضُرني ذكرى الاحتفال بعيدي الاستقلال والتحرير، فقد كان الاحتفال يُزيد في نُفوسنا بكل عام مشاعر الفخر والعزة، واليوم في ظل مُتغيرات الحياة أرى أنه من الجوانب الجمالية هو حفاظ الكويت هذا الوطن الأصيل على مباهج هذا الانتصار التاريخي، فما زالت لذة الاحتفال كما هي لم تتغيّر، وما زالت الأجيال الجديدة تستقي الفخر الذي صنعه أجدادهم من بطولات باسلة لن ينساها التاريخ، وسيحفظها في صفحات مضيئة بسجلاته.وأعتقد أن «هلا فبراير» أصبحت أيقونة وشعاراً معروفاً في مختلف البلدان العربية عن احتفالات الكويت، فبعيداً عن الأجواء الاحتفالية وما يتخللها من حفلات، إلا أن هذه الفترة بالتحديد تُعد بمثابة تذكير للأجيال الجديدة ليس فقط في وطننا وإنما في مختلف ربوع العالم عن ما حدث من هجوم مُباغت، وبسالة وبطولة وتضحيات مجيدة ومُساندة دولية من الدول كافة المُحبة للكويت وشعبها، هذا البلد الذي لم ولن يعرف سوى الخير والسلام والتسامح.وكم يتملكني الشغف للاستماع لأحاديث من شاركوا في حرب التحرير، لأعيش معهم ولو جزءاً بسيطاً من الإحساس الذي عاشوه بين نيران الحرب، والقتال من أجل الكويت دون مهابة للموت، وكم أشتاق إلى اليوم الذي سأرى فيه الكويت تعمل على توثيق أكبر عدد من تصريحات الشهود العيان لهذه الأحداث، وإعداد مجموعة من الأفلام الوثائقية ويتم بثها على مستوى دولي، وتوزيعها على المدارس بمختلف المراحل الدراسية حتى نغرس في نفوس أبنائنا معنى الوطنية وبذل الذات.دامت الكويت حرية ذات عزة وكرامة، دامت مدرسة للإنسانية ورمزاً للخير والمحبة والسلام، وأدام الله علينا نعمه وخيراته، «دام عزج يالكويت».

ضاري الشريدة

هل بقي فينا أمل؟
لوهلة... وخلال الفترة الماضية التي شهدت أحداثاً محلية متصاعدة، شعرت بأن الانتخابات البرلمانية المقبلة ستكون مختلفة، وأن هناك موجة شعبية حقيقية للتغيير، وتعديل معايير الاختيار التي ستغير بدورها المخرجات، وكنت أظن أن الوعي الشعبي قد ارتفع بحدة، حتى جاءت اللحظات التي شهدنا خلالها تنظيم بعض الانتخابات التشاورية، فتوقف الحلم على الفور، وتيقنت أنه لا رهان على وعي شعبي ولا هم يحزنون، هي أضغاث أحلام فقط وغير قابلة للتطبيق ولن تتحقق يوماً ما! المشكلة ليست في التشاوريات المجرمة أصلاً في نظر القانون فحسب، وإنما في التنصل من المسؤولية الاجتماعية الملقاة على كاهلنا كشعب وكنخب، حيث إن البلاد والعالم يمر بجائحة وظروف استثنائية تحتم علينا التباعد الجسدي والتخلي عن جميع أشكال التجمعات وتطبيق الاشتراطات الصحية كافة، إلا أن هذه التجمعات كانت في مرمى نيران كورونا مباشرة، والأمر يمكن اعتباره مخالفة صريحة لتوصيات واحترازات وزارة الصحة، كما أنها شهدت كسراً لقواعد المرور من قبل بعض المستهترين، الذين عبروا عن فرحهم وفوز مرشحهم في الانتخابات التشاورية، بطريقة تمثل كسراً لقواعد المرور! المؤشرات كلها تقريباً، تدل على أن هناك فعلاً انحداراً كبيراً في الوعي الشعبي بكل أسف، وأن معيار الكفاءة لا يتبناه سوى عدد ضئيل من إجمالي الناخبين، وفي كل انتخابات نراهن على أن هناك تغييراً قادماً، فنتفاجأ بأن الأمور (على حطتها) ولم يتغير شيء، وكل القصة أن هناك أسماء جديدة ستفوز بالمقعد النيابي بدلاً من آخرين. أخيراً... المرشح الذي يخالف كل هذه الجهات الرسمية، وينتهك قوانين واضحة وصريحة، لن يكون محارباً للفساد في حال وصوله إلى المجلس، ولن يكون مشرعاً أو رقيباً ناجحاً، ولكنه حصاد اختيار الشعب الذي ينتقد في الدواوين ليلاً ونهاراً، ومن ثم يمنح صوته وفق المنطق السابق ذاته، فالعملية بحاجة إلى إعادة نظر حقيقية ومراجعة للذات، لأن الوضع الذي نعيشه اليوم يفرض علينا اختيار المخلصين فقط، فلا مجال ولا وقت للمجاملة على حساب الوطن ومستقبله. وخزة القلم: تماماً كإعادة النظر في اختيار ممثل الشعب، يجب إعادة النظر في اختيار أعضاء الجمعيات التعاونية، الكثير من المساهمين يمنحون أصواتهم وفق منطق الفئوية ثم ينتقدون أداء الجمعيات، لأنهم لم يمنحوا أصواتهم أصلا حسب معيار الكفاءة، وهذا هو سر إخفاق بعض الجمعيات التعاونية، وتميز بعضها الآخر. twitter : @ dalshereda

ضياء الربيعة

ردّوا التحيةَ بأحسن منها!
«نزولاً عند رغبة الشعب واحتراماً لإرادته». كانت تلك الجُملة من أجمل ما جاء في الخطاب السامي الذي القاه ولي العهد، حفظه الله، وهي جملة عميقة جداً من رجل ثمّن دور هذا الشعب الوفي واحترم رغبته، وعلى الشعب اليوم رد التحية بأحسن منها، واختيار المرشح الصادق الأمين في هذه الانتخابات المصيرية، والتي هي بمثابة الإنعاش الأخير لهذا البلد! دعونا نتعلّم من الدروس السابقة والصفعات السابقة والمقالب السابقة! لنبتعد عن الطائفية والقبلية، ونضع مستقبل الكويت فوق كل اعتبار، فوالله إن مستقبل الكويت بين أيدينا الآن، والأمر بيدنا كما حذّرنا سموه علانيةً من سوء الاختيار. اختاروا الأصلح للكويت وللأجيال القادمة. اختاروا نائباً للأمة وليس ناهباً لثروات الأمة! اختاروا مَن لم يساوم على الكويت، ولا تتخلوا عن نائب سابق دافع عن حقكم ولم يحد عن مواقفه ومبادئه الوطنية كي لا تساهموا في نجاح فاسد آخر، أو متقلب آخر أو منقلب آخر! دعونا نختار نواباً للأمة لا نوائب للأمة! فهذه المرة إن نجح الفاسدون فالشعب هو الفاسد! كن مواطناً إيجابياً وصوناً للصادق الأمين، ولا تكن سلبياً وتقاطع فتعطي فرصة لناخب فاسد ومرشح فاسد... وبعدها لن يحق لك أن تتذمر من أداء مجلس لم تشارك في اختياره! فليكن البرلمان هو بر أمان للكويت، يقوم بدوره الصحيح في الرقابة والتشريع. وقد شاهدنا ما تقوم به الحكومة الحالية من خطوات جادة نحو الإصلاح، والضرب بيد من حديد لأذيال الفساد وبتر الأيادي التي عطّلت مصالح البلد. فأحسنوا الاختيار إكراماً لهذه المساعي الجادة، وإكراماً للكويت، ولأميرها، وولي عهدها، حفظهما الله، ولا تتركوا فرصة للمخرّبين لتصفية حساباتهم واستغفالكم مرة أخرى. افهموا اللعبة وانهضوا بالبلد فالشعوب حين تنهض... تنتهي اللعبة! amwaaaj@

ضيف الله المفرج

القطاع الصحي في الكويت... نهضة شاملة وإنجازات متميّزة
يشهد القطاع الصحي في دولة الكويت نهضة شاملة وتطوراً ملحوظاً في مختلف المجالات، وذلك بفضل الاهتمام الكبير الذي توليه القيادة السياسية وعلى رأسها سمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد الصباح، لتطوير المنظومة الصحية في البلاد، فمنذ توليه مقاليد الحكم، أولى سمو الأمير اهتماماً خاصاً بالقطاع الصحي، إيماناً منه بأن صحة المواطن والمقيم هي أساس التنمية المستدامة وركيزة أساسية من ركائز رؤية «كويت جديدة 2035».وتترجم وزارة الصحة الكويتية هذا الاهتمام من خلال تنفيذ إستراتيجية طموحة لتطوير البنية التحتية الصحية، وتحسين جودة الخدمات الطبية، واستقطاب أحدث التقنيات العلاجية، وتدريب الكوادر الوطنية، والارتقاء بمستوى الرعاية الصحية لتضاهي أفضل المعايير العالمية. كما تولي الوزارة اهتماماً كبيراً بالجانب الإنساني للرعاية الصحية، سواءً داخل الكويت أو من خلال المساعدات الطبية التي تقدمها للدول المحتاجة حول العالم.ومنذ تولي سمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد الصباح، مقاليد الحكم في دولة الكويت، أصدر توجيهات واضحة لتطوير المنظومة الصحية والارتقاء بمستوى الخدمات الطبية المقدمة للمواطنين والمقيمين وقد تجلى هذا الاهتمام في العديد من المبادرات والقرارات التي تهدف إلى تعزيز البنية التحتية الصحية وتحسين جودة الرعاية الطبية.ومن أبرز مظاهر اهتمام سمو الأمير بالقطاع الصحي، المكرمة الأميرية للكوادر الطبية الوطنية، التي جاءت تقديراً لجهودهم المتميزة وتضحياتهم الكبيرة في خدمة المرضى والمحافظة على صحة المجتمع.وقد أكد وزير الصحة الدكتور أحمد العوضي، أن «تكريم سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، للكوادر الطبية الوطنية يعكس تقدير القيادة السياسية لدور هذه الكوادر في تطوير المنظومة الصحية وتحقيق رؤية كويت جديدة 2035».وفي إطار متابعة سمو الأمير المستمرة لتطوير القطاع الصحي، شهدت الكويت افتتاح العديد من المنشآت الطبية الحديثة، ومن أبرزها مستشفى الولادة الجديد بمنطقة الصباح الصحية، الذي تم افتتاحه تحت رعاية سمو الأمير وبحضور ممثل سموه سمو ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، وخلال حفل الافتتاح، أكد وزير الصحة الدكتور أحمد العوضي، أن «هذا المستشفى ما هو إلا بداية فصل جديد من فصول العناية الطبية التخصصية التي تقدمها الدولة لمواطنيها»، مشيراً إلى أنه «تم تجهيزه وفق أعلى المعايير العالمية ليضيف إلى المنظومة الصحية صرحاً متكاملاً، يجمع بين الدقة الطبية واللمسة الإنسانية الراقية».ومن جانبه، أكد سمو ولي العهد خلال جولته في مرافق المستشفى الجديد على ضرورة «الحفاظ على سمعة الكويت في المجال الصحي مع الاهتمام بالكوادر الطبية والتمريضية والفنية وتوفير كل ما تحتاجه من دعم وتدريب وتطوير لقدراتها»، وقال سموه: «الأجهزة الطبية الموجودة مهمة لكن الأهم تطوير الكوادر الطبية والتمريضية والفنية، فالكويت منذ الثمانينات لها وضع متقدم في الخدمات الصحية وتجب المحافظة على هذه السمعة والتوسع في تطويرها وتقدمها»، وأضاف سموه: «كما يجب استقطاب الشباب والشابات الكويتيين للانضمام إلى هذه الكوادر مع الاستعانة بالكفاءات الطبية».وتنفيذاً لتوجيهات سمو الأمير، تعمل وزارة الصحة الكويتية بقيادة الدكتور أحمد العوضي، على تطوير إستراتيجية شاملة للقطاع الصحي تتوافق مع رؤية «كويت 2035» وتهدف إلى تحقيق التغطية الصحية الشاملة وتعزيز جودة الخدمات الطبية. وتشمل هذه الإستراتيجية تطوير البنية التحتية الصحية، وتحسين الخدمات الطبية، وتدريب الكوادر الوطنية، وتطبيق أحدث التقنيات في المجال الطبي.وقد أكد وزير الصحة في مناسبات عديدة أن «الوزارة تعمل وفق رؤية واضحة لتطوير القطاع الصحي، وتسعى إلى تحقيق أهداف إستراتيجية تتمثل في تقديم خدمات صحية متميزة للمواطنين والمقيمين، وتعزيز الوقاية من الأمراض، وتطوير نظم المعلومات الصحية، وتحسين كفاءة النظام الصحي».وتولي وزارة الصحة اهتماماً كبيراً بتطوير الكفاءات الوطنية من خلال التدريب والابتعاث وإبرام الاتفاقيات مع الجامعات والمؤسسات الصحية العالمية كما تعمل على تطبيق أحدث التقنيات في المجال الطبي، وتحسين جودة الخدمات الصحية، وتعزيز الوقاية من الأمراض، وتطوير نظم المعلومات الصحية.وتأتي هذه المشاريع التنموية والتطويرية ضمن إستراتيجية وزارة الصحة التي تتوافق مع رؤية «كويت 2035» وتهدف إلى تحقيق التغطية الصحية الشاملة وتعزيز جودة الخدمات الطبية. وقد استطاعت دولة الكويت أن تحقق حوالي 80 في المئة من أهداف خطتها الإستراتيجية للقطاع الصحي، وتسعى إلى استكمال تحقيق بقية الأهداف في السنوات المقبلة.يتضح جلياً، مما سبق أن القطاع الصحي في دولة الكويت يشهد نهضة شاملة وتطوراً ملحوظاً في مختلف المجالات، بفضل الاهتمام الكبير الذي توليه القيادة السياسية وعلى رأسها سمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد الصباح، فقد أصبحت الكويت اليوم تمتلك منظومة صحية متكاملة تضاهي أفضل المنظومات الصحية العالمية، وتقدم خدمات طبية متميزة للمواطنين والمقيمين.وتعكس هذه الإنجازات رؤية واضحة وإرادة قوية لتطوير القطاع الصحي وتحقيق التغطية الصحية الشاملة وتعزيز جودة الخدمات الطبية وتتوافق هذه الرؤية مع إستراتيجية «كويت 2035» التي تهدف إلى تحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري وثقافي إقليمي، وتحقيق التنمية المستدامة في مختلف المجالات.

عادل حمود الجسار

الوقوف على مسببات... المشكلة المرورية
«قالوا: صفوا صفين. قالوا: حنا اثنين».... مثل كويتي قديم يفسر نفسه بنفسه، إذ ليس من المنطق والحكمة فعلاً أن تطلب من شخصين أو حتى سبعة أن يصطفوا في صفين. بلدنا عدد سكانه قليل ومساحته صغيرة نسبياً، فليس من المنطق أن نعاني من اختناقات مرورية كما نرى في المدن الكبرى.نجد الحكومة ومنذ سنين تعكف على معالجة التحديات المرورية (كما يقال) لتحقيق انسيابية الحركة على الطرق، وتواصل الجهود منذ سنين لإيجاد حلول جذرية ومستدامة لمشكلة الاختناقات المرورية في البلاد. اعتمد مجلس الوزراء أخيراً التقرير النهائي الذي أعدته وزارة الداخلية في شأن سبل معالجة الأزمة والذي تضمن ستة حلول عملية تنوعت ما بين حلول قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى، وكلفت ست جهات حكومية بتنفيذ الحلول المقررة.طرحت على برنامج الذكاء الاصطناعي السؤال التالي: هل من المنطق محاولة التوصل إلى حل دون معرفة مسبب المشكلة أولاً؟فأجابني نصاً بالتالي:سؤال ممتاز. من غير المنطقي غالباً محاولة حل مشكلة دون معرفة سببها، لأن:• الحلول تكون عشوائية وقد تعالج الأعراض لا الجذر.• قد تضيع الوقت والجهد في اتجاهات خاطئة.• بعض الحلول قد تزيد المشكلة سوءاً إذا كانت مبنية على افتراضات خاطئة.لذلك، فإن فهم السبب أولاً هو أساس أي حل فعال ومستدام.لذا، تعالوا ننظر في بعض الأمور لعلنا نتوصل فكرياً إلى بعض المسببات ونفهم بعضنا أكثر.بالنسبة إلى الحل المتمثل في زيادة عدد باصات النقل لطلبة المدارس، فهل يغيب عن ذهن الكويتي صورة خروج الطلاب والطالبات من المدارس وهجوم السيارات العشوائي على المدرسة فوق الأرصفة وعلى الأصفر والأسود وإغلاق الحارات ومداخل ومخارج المواقف والوقوف على الشوارع المقابلة والعبور بالتلاميذ؟ بالمقابل فلننظر إلى إحدى المدارس الخاصة وكيف تصطف السيارات صفاً واحداً طويلاً لكن ترى الانسيابية والأولوية ويقوم المدرسون والمدرسات بفتح أبواب السيارات للطلاب والطالبات ضماناً لسلامتهم الأمر الذي يريح الجميع.وبالنسبة إلى الحل المتمثل في تطبيق نظام الدوام المرن، فهل يخفى على أحد وقوف كثير من الموظفين والموظفات بسياراتهم مقابل مقار عملهم للنزول لأداء البصمة والعودة إلى سياراتهم؟ هل يخفى على أحد وجود كثير من الموظفين والموظفات أوقات عملهم في أماكن لا تتعلق بعملهم كالمجمعات التجارية وغيرها؟هل لنا أن نتساءل كيف يتم التوجه إلى التحول الرقمي بهدف إنهاء التعاملات الورقية مع الجهات الحكومية، ويرادف ذلك بناء مواقف سيارات متعددة الأدوار ضخمة لمراجعي مجمع الوزارات؟ هل نتساءل لم نحتاج عمالة تحت مسمى مندوب تخليص معاملات حكومية؟هل لنا أن نتساءل كيف يتم التوجه إلى التحول الرقمي بهدف تسهيل وتعزيز كفاءة وسرعة إنجاز المعاملات الحكومية، ومع ذلك نجد المحاكم تغص بدعاوى إدارية ومدنية للمطالبة بتنفيذ معاملات حكومية؟

عامر الفالح

أي سياحة تعنون ؟!
إعلانات منتشرة خلف سيارات النقل العامة تشجع على السياحة الداخلية، بعنوان «الكويت قلب السياحة في العالم»، و«معاً لتشجيع السياحة الداخلية». طبيعي أنها ستثير حملة سخرية على مستوى عالٍ، في ظل مجموعة من المتناقضات، ستنسف - بالطبع - فكرة تشجيع السياحة الداخلية، أو أن الكويت قلب السياحة العالمية. كيف نشجع على السياحة الداخلية، وقد أعدمنا كل المرافق السياحية العامة، التي كانت - رغم تواضعها وتخلفها - تجذب على استحياء المواطن والمقيم، وقلة من السائحين كالمدينة الترفيهية وحديقة الشعب والجزيرة الخضراء وشوبيز؟ كيف نشجع على السياحة الداخلية، وحتى اللحظة لم تعاد السينمات إلى العمل أو افتتاحها؟ كيف نشجع على السياحة الداخلية، ولا يوجد أي مرفق خاص بترفيه الأطفال على الإطلاق، لا قبل ولا بعد كورونا؟ كيف نشجع على السياحة الداخلية، والفنادق ما زالت لا تقبل إلا المتزوجين وبإثبات عقد الزواج، ولا تستقبل الشباب الأعزب؟ كيف نشجع على السياحة الداخلية، ووزير الصحة يخرج باستمرار ليقول للمواطنين والمقيمين: «أستحلفكم بالله لا تخرجوا من بيوتكم إلا للضرورة»؟ كيف نشجع على السياحة الداخلية، واللجنة العليا لكورونا تلوح يومياً عبر ناطقها الرسمي بأن خيار الحظر قائم؟ كيف نشجع على السياحة الداخلية، والقرارات التي تقيد حركة المواطن وخروجه كل يوم بشكل، وآخرها... لا دخول إلى المطاعم والمقاهي والمولات إلا بمواعيد؟ أي سياحة داخلية تتحدثون عنها، وأي عالم تقصدونه في أن الكويت قلب السياحة العالمية؟ كورونا ومحنتها وأزمتها نسفت الروح البقيةة القليلة، التي كانت في قلب سياحتها، التي كانت في الواقع خارج خارطة السياحة العالمية. [email protected]

عايشة مبارك الصباح

رحم الله والدي الشيخ صباح الأحمد
تعجز الكلمات في هذه اللحظة، التي تتساقط فيها العبرات، في أن تعبر عمّا في داخلي وعمّا يعتريني من حزن. فهل أكتب عن أبي صاحب السمو الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، الإنسان أم الأب أم عميد الديبلوماسية العربية والدولية، أم أمير الإنسانية؟! لقد جمعتني به - في الفترة الأخيرة - مناسبتين، الأولى على مائدة الإفطار، والثانية على مائدة الغداء، حيث غمرني - رحمه الله - بمشاعر الأب الحنون العطوف، وكان معي في قمة العطف والحنان، حينها شعرت أن أبي رحمه الله ما زال حيّاً. لقد أبحر - رحمه الله - بسفينة الكويت، وسط أمواج متلاطمة محلية وإقليمية ودولية، حيث حافظ على ثوابت دولة الكويت العربية والإسلامية، ونأى بالكويت عن التجاذبات الإقليمية والدولية، وحافظ على استقلال القرار الكويتي، كما حافظ على منطقة الخليج من الوقوع في أتون حرب جديدة، ووقف في صف الوحدة الخليجية. كما أنه - رحمه الله - حافظ على موقف الكويت التاريخي من قضية المسلمين الأولى - قضية فلسطين-، وكان أكبر داعم للقضية الفلسطينية. بل لا أبالغ إذا قلت إن الكويت هي الدولة العربية الوحيدة - بفضل قيادته رحمه الله الحكيمة - التي حافظت على ثوابتها العربية والقومية والإسلامية. رحمك الله رحمة واسعة، وسيذكرك التاريخ بصفحات من نور، وسيسجل اسمك في سجل الخالدين... أبي الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح. ووفّق اللهم أميرنا الجديد حضرة صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، لما تحبه وترضاه، واحفظه بحفظك، الذي حفظت به كتابك، وأطلْ في عمره وارزقه البطانة الصالحة.

عبدالرحمن العتيبي

الاستقرار غاية
مفهوم الاستقرار مفهوم جميل لأنه يحمل بين طياته الطمأنينة والثقة في المستقبل، والكل أفراداً وجماعات ينشد الاستقرار سواء السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي لضمان البقاء والعيش الكريم... الاستقرار عكس الفوضى والاضطراب. لم تتقدم الأمم إلّا بعد أن حققت الاستقرار وتخلّت عن الحروب والنزاعات والصراعات الداخلية، وهذا لم يتحقق إلّا بوجود سياسات اقتصادية واجتماعية تحقّق للشعوب الراحة والأمان والعمل بروح وطنية لتحقيق التنمية والازدهار. الاستقرار يعني ترابط المجتمع بكل فئاته والتلاحم في ما بينهم من جهة ومع السلطة من جهة أخرى وبين مؤسسات هذه السلطة من جهة ثالثة ترابطاً عضوياً يكفل وقوف الجميع أمام أي تقلبات كوحدة متجانسة متماسكة، وهذا يبرهن على أن هذه الدولة تتمتع بالوحدة الوطنية، وهو أساس رئيسي للاستقرار، وأن الولاء هو للدولة والذي تذوب فيه الولاءات الأخرى. الاستقرار يحتاج إلى سياسات اقتصادية واجتماعية واضحة تكفل الأمن والأمان للمجتمع، الاستقرار هو مواجهة مكامن الخلل ومعالجتها قبل استفحالها وعدم ترحيلها والمراهنة على عامل الوقت. يقول ريتشارد هيقوت «إن الاستقرار السياسي هو قدرة مؤسسات النظام على تسيير الأزمات التي تواجهه بنجاح وحل الصراعات القائمة داخل الدولة بصورة يستطيع معها أن يحافظ عليها في منطقة تمكنه من إنهاء الأزمات والحد من العنف السياسي وتزايد شرعية النظام». الاستقرار يحتاج إلى مناخ سياسي متوازن، ولا يوجد ما يبعث على الاطمئنان والثقة في المستقبل أكثر من العدالة والانصاف، وأن القانون يساوي بين الجميع، وأن أجهزة الدولة التنفيذية مقيّدة بدستور وقوانين، وأن الدستور فوق الجميع ولا يمكن تجاهل أحكامه، وأن القضاء ملاذ الجميع والذي يتوجب أن يكون نزيهاً ومستقلاً. لا يمكن أن يكون هناك استقرار اقتصادي واجتماعي في ظل وجود ضبابية في العلاقات بين السلطات خصوصاً التشريعية والتنفيذية، وان يكون هناك لغط وتشكيك في مؤسسات القضاء، ولا يمكن أن يكون هناك بناء وتنمية في ظل وجود نظام برلماني قائم على أسس المحاصصة ومن ثم تكون مخرجاته قائمة على الولاءات الفئوية والطائفية والقبلية. ولا يمكن أن يكون هناك بناء وتنمية في ظل عدم الاستقرار البرلماني والذي ينعكس سلبياً على واجبات التشريع والمراقبة... لا يمكن أن يكون هناك استقرار في ظل التغييرات المتكررة والمتعاقبة للحكومات، فمطلب محدودية التغيير في مناصب القيادات السياسية في السلطة التنفيذية مؤشر للاستقرار السياسي، ولكن يجب أن يكون ذلك مشروطاً بالإنتاجية والرضاء الشعبي. في النهاية... الكل ينتظر حكم المحكمة الدستورية في شأن انتخابات البرلمان الأخيرة، وهناك من يتمنى الإبطال، وهناك من يتمنى استمرار المجلس الحالي وهو أمر يبعث على الأسف، لأنه يعكس انقسام المجتمع إلى فريقين، وهو انقسام لا يمت للديموقراطية بصلة بدرجة الولاء لفريق على حساب الفريق الآخر، وهذا هو مكمن الخطورة والذي يتوجب على الجميع استشعار هذا المؤشر الخطير وتردداته السلبية على ديموقراطيتنا... وأياً كان حكم المحكمة التي نجلّها ونجلُّ قضاءنا، أقترح في أي انتخابات مقبلة وقبل إجرائها أن تحدد المحكمة فترة محدّدة للطعن في دعوة الانتخابات، ومن ثم تحكم قبل إجراء الانتخابات والتي ستكون صحيحة بعد ذلك، ولا يحق بعد ذلك الطعن في دستوريتها ويكون الطعن فقط للنتائج والتي لا تؤثر بالمطلق على العملية الانتخابية... فالناس وصلت إلى درجة الملل، والوطن يئن من إهدار الوقت.

عبدالرحمن المسفر

عبدالرحمن العطية... مودة خاصة للكويت!
على الرغم من تأهبه للسفر وانشغالاته الشخصية، غير أنه أصر على أن يقتطع من وقته ما يسمح باللقاء معه في مكتب أعماله الخاصة.في بناية تجارية أنيقة بقلب «الدوحة» التي تعج بالحيوية والنشاط المفعم بالأمل، التقيت بأمين عام مجلس التعاون الخليجي السابق الأستاذ عبدالرحمن العطية، الذي أمضى قرابة تسع سنوات في هذا الموقع المهم واستحقاقاته المعقدة.كنت قد استضفت العطية في برنامجي التلفزيوني «حوار على الخارطة» الذي كان يُبث عبر تلفزيون دولة الكويت قبل نحو 18عاماً في إحدى قاعات فندق الشيراتون، حيث ارتكز الحوار وقتذاك على التعاون الخليجي المشترك والملفات المطروحة في تلك المرحلة.الأستاذ عبدالرحمن العطية، فضلاً عن كونه سياسياً من طراز رفيع، فإنه كذلك يجيد مهارات العبور بانسيابية خلال طرق السياسة الوعرة المليئة بالموضوعات الشائكة والمفخخة أحياناً.ومع ما يحيط مهنة أمين عام مجلس التعاون الخليجي من محاذير ولاسيما في دائرة «التصريحات الصحافية»، إلا أن العطية كان متفاعلاً بفراسته المعهودة وعلى نحو كبير مع الإعلاميين، إيماناً منه بأن الإعلام جسر تفاعلي فعال بين المسؤول والجمهور، وأداة لا غنى عنها في خدمة التوجهات والتحركات السياسية على وجه العموم، فما بالنا إذا تعلق الأمر بست دول مجتمعة تحت مظلة مجلس تعاون خليجي بقطاعات ومهام متنوعة وقضايا وملفات في غاية الحساسية.استذكر العطية أثناء لقائي معه محطات الوفاء الكويتية التي مازالت تحفل بها ذاكرته، ومن أبرزها دعم القيادة السياسية له في الكويت وعلى رأسها الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد - رحمه الله - كي يبقى مستمراً في موقع الأمين العام في تلك المرحلة، ومساندة التمديد له في المرة الثالثة التي جاءت بمبادرة كريمة من أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون الخليجي في ظل رئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله - في قمة الرياض عام 2008م، وبمباركة كريمة من صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، والأمير الشيخ صباح الأحمد، أسكنه الله فسيح جناته.العطية أبدى من خلال تجاربه وخبراته السياسية وبخاصة في مناصبه التي تولاها في السلك الديبلوماسي كسفير لبلده قطر في دول مختلفة، وكذلك كأمين عام لمجلس التعاون إعجابه الشديد بالنهج المتوازن والرشيد الذي تسلكه الكويت في سياستها الخارجية، معبراً عن تفاؤله بتحقيق الكويت معدلات عالية من التنمية والنمو في شتى المجالات في عهد صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الصباح - حفظه ورعاه- باعتباره قائداً ملهماً بمعاضدة ولي عهده الأمين الشيخ صباح الخالد الصباح - حفظه الله - الذي وصفه العطيه بالشخصية السياسية المتزنة وبعيدة النظر.الأستاذ عبدالرحمن العطية، أشاد بوسائل الإعلام والصحافة الكويتية، ونوه بالدور الكبير الذي يلعبه الإعلاميون الكويتيون في صياغة الفكر والوعي داخلياً وخارجياً.تشرفت في نهاية لقائي مع العطية بإهدائه نسخة من كتابي «قطر دوحة المجد» الذي استعرضت فيه المنجزات التنموية في عهد سمو أمير دولة قطر الشقيقة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني - حفظه الله - حيث ثمّن هذا الجهد، ودعا إلى مزيد من الأعمال التأليفية والحوارات المشتركة ذات الطابع الإعلامي والفكري والثقافي لتنمية وتعزيز الروابط المشتركة بين الكويت وقطر خصوصاً على مستوى النخب والمؤسسات الإعلامية ومراكز الدراسات والأبحاث.

عبدالعزيز التميمي

حاربنا معكم في 73
اليوم، هو السبت والوقت قبل صلاة العصر، والمكان القاهرة، نجلس بالقرب من المعدية التي تنقل العابرين من الضفة المقابلة لقسم امبابة في منطقة الكت كات إلى شارع ابو الفدا، في الزمالك، مستمتعين بنسيم النيل، نسلي صيامنا تحت ظل شجرة عريضة وارفة الظلال.تشبعنا بالأكسجين النقي وبوادر الشتاء المنعش لليوم العاشر من رمضان، تزيد شبابنا انتعاشاً واذ بصوت أحد الأصدقاء القاهريين يعلو إلى مسامعنا صارخاً بعلو صوته (عبرنا القنال عبرنا قناة السويس الجيش المصري هد خط بارليف). كانت ملامحه تؤكد لنا صدقه وأسباب فرحته التي رسمت بعد ذلك على كل من كان حولنا من ذاك الشعب الطيب الذي لم اشاهد مثلهم وطنية واخلاصاً وفرحاً. نعم ضجت من حولنا تهاليل الفرح والتكبيرات، وكانت أقل كلمة قالها لسان حالنا في تلك الساعة المباركة «عظيمة يا مصر»، اعادت لذاكرتنا انتصارات غزوة بدر المجيدة التي انتصر بها الرسول صلى الله عليه واله وسلم على طغاة قريش، فلم نجلس مكاننا ذهبنا نسبق الريح لنقل الخبر الجميل واذ بنا نحن آخر من يعلم.كانت مصر كلها والعالم العربي بأسره يعيش حال الفرح والانتصار بعبور قناة السويس والوصول للضفة الشرقية وتدمير خط بارليف الذي قالت عنه الصهاينة إنه لا يقهر. فرفع العلم المصري على تلالها وفتحت المعابر بالساتر الترابي لتعبر المعدات والأسلحة الثقيلة إلى أرض سيناء المباركة الطاهرة بعد أن حررها خير أجناد الأرض رجال الجيش المصري الباسل رغم أنوف القيادات الصهيونية التي مرغت بالتراب وتحقق للأمة العربية حلماً ما كنا نحلم به لولا أن رأينا وسمعنا وكنا شهود عيان على ذلك الحدث منشدين مع أحرار الأمة نشيد الحماس عالياً من كل القلوب العربية بكل صدق وحب وأمانة وليس فقط من اذاعتها الرسمية، حتى اذاعة مونتو كارلو الناطقة بالعربية من فرنسا كانت تبث عبر الأثير الأخبار المفرحة لنا، فقد كان العرب كلهم دون استثناء في 6 من أكتوبر 1973 يقفون صفاً واحداً يحاربون الغطرسة الصهيونية، في الوقت الذي كانت فيه الجيوش العربية تشارك الأشقاء في مصر انتصاراتهم وترفعنا بأصوات الفرح علواً فخراً وشموخاً وعزةً.ولم يكتفِ الشعب المصري بهذا فقد كانت الجموع تعانق أي عسكري أو ضابط في القوات المسلحة المصرية، وأعرف صديقاً لي كان والده لا يتقاضى أي أجر من الجنود المصريين والعرب العائدين من الجبهة وهو سائق سيارة أجرة ويوصلهم إلى مبتغاهم، وكم سمعت من بعض الأصدقاء أن محاضر الشرطة خلت ذلك اليوم من أي قضية ولم تسجل ما يعكر صفو البلاد من مخالفات.كلنا كنا في السادس من أكتوبر 1973 كعرب جنوداً نخدم بعضنا البعض، نتقاسم رغيف العيش، نسأل عن بعضنا رغم ما كنا نعيشه من حالة اقتصادية عصيبة تغلبت عليها فرحة الانتصار الذي حققته الجيوش العربية المشاركة في هذه المعركة التاريخية التي ربطت بين أكتوبر وبدر الذي فيه تنفسنا الصعداء. فلله الحمد والمنة والله أكبر وستعود أمتنا العربية بإذن الله إلى مجدها وعزتها بفضل جهود المخلصين من أبنائنا وكل عام والجميع بخير.