محمد ناصر العطوان

تقسيم الناس إلى درجات... نفيسة وخسيسة!
عزيزي القارئ! هذا المقال حساس جداً، وللكبار فقط، لذلك وجب التنويه، وأهلا بك في قسم تفكيك الطبقية.هل سوف تصدقني إذا أخبرتك أن الماضي ليس جميلاً دائماً، وأنك لو عشت في المدينة الإسلامية بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، وبعد فترة من الخلفاء الراشدين... فمن الممكن أن تسقط في «الخسة» وتصبح محتقراً اجتماعياً بسبب مهنتك!تخيل معي... لو سألك أحدهم في العصر العباسي: «ما وظيفتك؟» وكان ردك هو «دباغ» أو «حلاق»... فسينظر لك بخسة! لأن المجتمع كان يقسم مهن الناس إلى «نفيس» و«خسيس»! وأنت ممكن تكون من «الخسيسين» من دون أن تدري!يحدثنا الكاتب خالد زيادة، في كتابه «الخسيس والنفيس» -الصادر عن دار رياض الريس- عن معايير التقسيم، وكيف كانت المدينة الإسلامية عبر فقهائها ومفكريها تصنف الناس؟ نظرية «النفيس والخسيس» حيث النفيس هم التجار، الفقهاء، ورجال الدولة، أما الخسيس فهم معظم أصحاب المهن الأخرى باستثناء الجند والعسكر! (حتى لو كانوا أغنياء)!المفارقة العجيبة أن التقسيم هنا ليس له علاقة بحلالية الرزق من حرمته، بل هو تقسيمة اجتماعية تخلط الدم باللحم بالجلد بالشعر بالخشب دون أي منطق!ورغم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، أخبرنا أن الناس سواسية كأسنان المشط، إلا أن النظرة الاجتماعية كانت لها وجهة نظر أخرى... فالقَصَّاب (بياع اللحم) والنخَّاس (بياع الناس) كلاهما من ذوي المهن المحتقرة، رغم غنى أصحابها، الحطَّابون (جامعو الأخشاب) والخطَّابون (جامعو رأسين في الحلال)، وكذلك التراسون (حراس) والجمالون (أصحاب الجمال) والحجَّامون، والدبَّاغون (دابغو الجلود) والزبالون (جامعو القمامة)... وسقاة الماء، والسمّاكون، والحمالون وبائعو الدقيق... وكلها مهن كانت تصنف في مراتب اجتماعية متدنية... والغريب في الموضوع أنها حلال وليست حراماً، وبعض هذه المهن مربح جداً! ولكن النظرة الاجتماعية محتقرة للمهنة ولأصحابها!السؤال الآن هو: لماذا هذه المهن تحديداً؟ وما منطق الطبقية الاجتماعية في المدينة الإسلامية؟قسموا المهن إلى مهن تتعامل مع «النجاسة» مثل الدباغين الذين يتعاملون مع الجلود الميتة، والزبالين حيث التعامل مع القمامة، والحجَّامين والتعامل مع الدم، ومهن مزعجة مثل الحطابين والخطابين وسقاة الماء وبائعي الدقيق... وهناك مهن من فئة «الخسيس المركب» مثل كتبة الرسائل... تخيل عزيزي القارئ! مهنة الرجل الذي كان يكتب للناس رسائلهم بسبب انتشار الأمية كانت تعتبر مهنة دنيا!لاحظ أيها القارئ الكريم! أننا لا نتحدث عن مهن لهو ومجون مثل القرداتية (الذين يلاعب القرود) أو الطوافين على الدور الملبسين على الناس بالأباطيل والفلك والسحر، ولا أصحاب الحانات والقمارين والمنجمين والمتسولين المحترفين أو المشعِّبين الذين يشوهون الأطفال من أجل أن يعملوا شحاذين!... بل نتحدث عن مهن لا تقوم الحضارة إلا بفنونها، ورغم ذلك تم وسمهم اجتماعياً واحتقارهم... إنها مفارقة إنسانية لطالما استوقفت العقلاء، فالإسلام يساوي بين الناس... لكن التطبيق الاجتماعي للمدينة له رأي آخر!أما الفئات النفيسة، وهي «الدرجة الأولى» في المجتمع، فهم رجال السلطة، الخلفاء، الولاة... وبعدهم الفقهاء، القضاة، والأئمة، ومكانتهم محفوظة لأنهم «ورثة الأنبياء»... ويوازيهم في الأهمية -إذا لم يكونوا أهم أحياناً- كبار التجار أصحاب السلع النادرة.ولكن ما أسباب هذه الطبقية؟ هل لها أسباب دينية مثل تفسير خاطئ لمفهوم «الطهارة» وفهم متحيز لبعض النصوص؟ أم أسباب اقتصادية مثل احتقار العمل اليدوي وتقدير العمل الفكري والتجاري؟ أم أسباب اجتماعية مثل الرغبة في التميز ونظرة دونية للخدمات الأساسية؟في الواقع عزيزي القارئ الهمام! يا من تشكو الزحام وسرقة اللئام! الطبقية مرض قديم، ولا أعتقد أنه وُجِد مجتمع لم يعان من التمييز والتهميش منذ بابل والفراعنة مروراً باليونان والرومان وصولاً إلى الولايات المتحدة الأميركية... ولكن الأهم هو أن نعي ونعترف أن هناك قصوراً في الإدراك، وأن قيمة العمل عليه أن يخرج خارج إطار النفيس والخسيس ليدخل في إطار الشريف وغير الشريف، الحلال أم الحرام، فكل عمل شريف طالما يتقن ويُحسن للناس فهو رفعة لصاحبه... فيا رب يخرج منا جيل يقدر كل الأعمال... ويحترم كل البشر دون أن ينظر لمهنتهم على أنها مقياس لقيمتهم! فالتطور الإنساني والمجتمعات تكون في أحسن صورها عندما تتخلص من التمييز وتجعل الكرامة الإنسانية للجميع... وكل ما لم يُذكر فيه اسم الله... أبتر... وكل ما لا يُراد به وجه الله... يضمحل.

سارة النومس

السلبيات في تسويق «الكتاب»
أشعر بالملل من القراءة على الرغم من حبي لها، هذا الشعور جعلني أشعر بالذنب تجاه الكتب في مكتبتي والتي أرغب بالتقاعد كي أقضي بقية حياتي لقراءتها، اتجهت لليوتيوب بحثاً عن مقاطع فيديو تساعدني على التغلّب على الملل فكتبت في محرك البحث الملل من... جاءت الخيارات التلقائية التي أصابتني بالذهول، فكانت: الملل من الزواج، الملل الزوجي... وكل أنواع الملل المتعلق بالزواج.أعان الله كل متزوج يشعر بالملل من شريكته.لمحبي القراءة، شهر نوفمبر هو الشهر الأمتع بالنسبة لهم بسبب معرض الكتاب، مع توقيته المناسب لنزول الرواتب، أشتريت مجموعة من الكتب من دور نشر عربية وبعض الكتب لا أجدها في المكتبات عندنا فهي فرصة مناسبة لشراء الكتب والاستمتاع بقراءتها. ولكن ونضع خطاً عريضاً تحت كلمة لكن، هناك بعض المظاهر السلبية المتكررة، البعض يعامل الكتب كالخضار، فالبائع ينادي من بعيد ويناولنا كتاباً كي نشتريه مدعياً أنه من أفضل الكتب، وعندما نرفض شراءه تتغير تعابير وجهه وتبدأ لغة جسده بالتعبير عن اللامبالاة. من الملاحظ أن الكتب التي تتحدث عن غزة اجتاحت المعرض هذا العام بشكل ملحوظ نأخذها بصورة إيجابية كدعم الكتّاب للقضية الباقية في الوجدان، والصورة السلبية هو التسويق للكتب باستغلال القضية.من الملاحظ أيضاً قيمة الكتب المبالغ فيها، فالكتب في الخارج أرخص بكثير من قيمتها في معرض الكتاب. صدمت من الأسعار التي فاقت أسعار البضائع في الانترنت، تذكرت صاحب مكتبة في لندن، عندما قال لي: إنني أبيع الكتب بمبلغ زهيد كي أشجع الناس على الشراء والقراءة. أيضاً بعض البائعين يفتقدون للباقة في البيع، فعلى سبيل المثال أصرّ بائع عليَ شراء كتاب فقلت له إنني قرأت عن هذا الموضوع ولا أريد شراءه في الوقت الحالي لأنني... فقاطعني بجملة «لأنك تضعين الكتب كالمزهرية» فأجبته: لأن لديَ كتباً أرغب بقراءتها والانتهاء منها أولاً. تركته وأكملت طريقي.دائماً أنصح الناس بقراءة صفحات عدة من الكتاب قبل شرائه، فلم يكن هناك متسع من الراحة كي اقرأ على راحتي عند بعض دور النشر بسبب ازعاج البائعين ومقاطعتهم لي عند القراءة وإصرارهم على شراء كتاب يرغبون ببيعه، وأشكر بعض دور النشر التي جلبت لي كرسياً كي أجلس وآخذ وقتاً كافياً للقراءة قبل الشراء.قابلت إنسانة مثقفة رائعة في إحدى دو النشر، ودار حديثاً شيقاً لم يكتمل بسبب البائع الذي قاطعنا كثيراً بتعليقات ساخرة وبصوت عالٍ لم يكن هنالك مجال للحديث فشعرت بالازعاج وخسرت نقاشاً مثمراً.أتمنى أن يُعامل الكتاب في المعارض المستقبلية بما يليق به من مكانة عالية، وأن يصبح سعره معقولاً ليستطيع كل قارئ أن يقرأ ما يحب.إن البيئة العامة للمعرض تعطي انطباعاً أنه صُمم لمباركة كل كاتب على نشر كتابه وأخذ توقيع منه، والاحتفاء بانجازه. وكأن الهدف الأسمى لكل دار نشر هو الحصول على أعلى نسبة أرباح من الكتب.القراءة قد تساعد على معرفة كيفية كسب المال ولكنها لا تهدف له.

د. عبدالرحمن الجيران

الطّلاق مرّتان
تساهل كثير من الناس في الطلاق حتى الصالحين منهم بحيث يطلّق بالثلاث وربما بالعشر... ويطلّق لأتفه الأسباب.فمثلاً أراد أن يُضيّف جاره حلف بالطلاق وإذا غضب سبّ ولعنَ وطلّق... وإذا أراد منع زوجته من شيء طلّق...والله تعالى شرع الطلاق عند إرادة الفراق إذا قرّر الزوج إنهاء العلاقة الزوجية (المقدسة)، كما شرع للمرأة الخُلع عند تضررها بالبقاء مع الزوج، وعليه فلم يُشرع الطلاق من أجل تأكيد اليمين أو التهديد أو الهزل واللعب والتمثيل «ولا تتخذوا آياتِ اللهِ هُزُواً».وهذا الخليفة الراشد عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، حين رأى أن الناس أكثروا من الطلاق لسبب ولغير سبب فكان الواحد يطلّق ثلاثاً في مجلس واحد... فأمضاها عمر عقوبةً وزجراً لهم بمعنى أنّ من طلّق زوجته ثلاثاً في مجلس واحد، فإنها تُحرم عليه وتُحسب عليه ثلاث طلقات فلا تحل له من بعد حتى تنكحَ زوجاً غيره فيتزوجها ذلك الغير، ثم إن بدا له أن يطلقها طلقها لا بنيّة أن يُحلها للأول فإن هذا حرام وسماه الرسول، صلى الله عليه وآله وسلم، بـ(التيس المستعار) لأن هذا تحايل على الشرع، فإذا طلقها ذلك الغير فإن الزوج الأول يقوم بخِطبتها وبمَهرٍ جديد وعقد جديد.هكذا إذاً شأن الطلاق في الإسلام وهذا هو الطلاق الشرعي، لكن مؤسف حقاً أن كثيراً من العوام لا يتعب نفسه في السؤال عن هذا (الميثاق الغليظ) الذي تترتب عليه أحكام شرعية في الدنيا والآخرة تتعلّق بالنسب والمحرمية والميراث والعدّة والحلال والحرام في استحلال الفروج... بل ربما يذهب الى إمام المسجد في الحارة أو إلى صاحب عمامة لابس جبّة أو حتى دكتور في الشريعة ولو لم يكن من أهل الفتوى ثم يسألهم فيفتون بغير علم وهنا تقع المصيبة بأنه يعيش مع طليقته بالحرام؟والمصيبة الأخرى، تساهل بعض المفتين بحالات الطلاق ممن يجهل أحكام الطلاق وهو ليس أهلاً لتلك النوازل الحديثة.ومسائل الطلاق والحيض والطهر وقضايا الحضانة وما يترتب عليها والخوض في النيات ومسائل التكفير من المسائل التي فيها خلاف شديد ومعقّد بين أهل العلم قديماً وحديثاً، وفي كثير من مسائل الطلاق دقائق لا يفهمها إلّا من عنده قدمٌ راسخة في العلم ثم مع ما يترتب على الفتوى من أحكام عظيمة... والمفتي له شروط عند أهل العلم مذكورة في كتب أصول الفقه، فماذا يقال لمن جمع بين عدم الأهلية والجرأة على الفتوى؟وهذا ما سمعناه اليوم عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول قانون الأحوال الشخصية (وكل إناء بما فيه ينضح). حتى أفتى بعض السياسيين وأصحاب الدكاكين وبعض الكتّاب الصحافيين في الحضانة والرؤية والنفقة دون أن يسألوا أهل العلم!والتقول على الله بلا علم ذنب أعظم من الشرك بالله والشيطان يَغُرَّ الناس بالقول على الله بغير علم بحجة تغير الزمان! وعملاً بحرية الرأي لأن تعديل القانون مستحق لأنه قديم؟ ولأننا لا بد أن نواكب العصر... مع الانفتاح... ونشوف مصالح الناس! وهكذا (تكاثرت الظباء على خراش فما يدري خراش ما يصيدُ؟) حتى (ضاعت الصقلة).

خيرالله خيرالله

تركيز إسرائيل على طبطبائي... لم يكن صدفة
ليس صدفة التركيز الإسرائيلي على هيثم علي طبطبائي، القائد العسكري لـ«حزب الله» الذي اغتيل أخيراً في بيروت. لم يكن الرجل قائداً عادياً بأي مقياس من المقاييس. كان في الواقع تعبيراً عن إصرار على تولي عملية إعادة تأهيل «حزب الله» بشكل مباشر. نقل طبطبائي من اليمن إلى لبنان لتولي أمر «حزب الله» في مرحلة ما بعد قضاء إسرائيل على معظم قياداته.يرمز الرجل إلى أمرين. الأمر الأوّل عمق التورط في اليمن والأمر الآخر القرار بالإشراف المباشر على إعادة الحياة إلى «حزب الله» ذي الوظائف المتعددة. إنّها وظائف تندرج في سياق إستراتيجية شاملة.تقوم هذه الإستراتيجية على وجود أدوات في كلّ أنحاء المنطقة، أدوات تغني عن خوض أي حروب مع الأخصام. تنوب تلك الأدوات في الحروب، في حين يجري العمل من أجل عقد صفقات مع الولايات المتحدة، وهي صفقات باتت مستحيلة مع وجود إدارة مثل إدارة ترامب تربطها علاقات من نوع خاص مع إسرائيل.يعطي الكلام الأخير الذي صدر عن نعيم قاسم، الأمين العام لـ«حزب الله» فكرة عن الدور الذي يلعبه الحزب ومن وراءه، الذي لا يزال مصرّاً عليه، من خلال الحزب ومن خلال أشخاص مثل هيثم علي طبطبائي، خارج الحدود اللبنانية وخارج المواجهة مع إسرائيل... هذا إذا كان يمكن الحديث عن مواجهة، بمقدار ما يمكن الحديث عن «قواعد اشتباك» متفق عليها. لم تعد «قواعد الاشتباك» هذه قائمة منذ هجوم «طوفان الأقصى» الذي شنّته «حماس» في السابع من أكتوبر 2023.اعترف خليفة حسن نصرالله، بأنّ طبطبائي، الذي اغتالته إسرائيل في بيروت، كان في اليمن بين 2015 و2024. كذلك، قاتل أيضاً في سوريا دفاعاً عن النظام الأقلّوي الذي ورثه بشّار الأسد عن والده. لم ينفع التورط المباشر للحزب في الحرب على الشعب السوري سوى في خلق حال من العداء بين أكثرية السوريين وفئة لبنانيّة وضعت نفسها في خدمة المشروع التوسّعي.كانت المرّة الأولى التي يلمّح فيها الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح، إلى الدور الإيراني في دعم الحوثيين صيف العام 2004. كان ذلك في حديث أجريته معه ونشر في وسائل إعلام عربيّة عدة. كان بينها صحيفة «المستقبل» اللبنانيّة التي توقفت لاحقاً عن الصدور. تطرّق الرئيس اليمني الراحل الذي اغتاله الحوثيون في مثل هذه الأيّام قبل ثماني سنوات إلى العلاقة بين «حزب الله» والحوثيين أيضاً، وهي علاقة يبدو أنّها كانت قديمة. بعد أسابيع قليلة من الحديث، في خريف 2004، بدأت الحرب الأولى، من أصل ست حروب بين الحوثيين والجيش اليمني. استمرت تلك الحروب حتّى 2010، أي إلى ما قبل شهور من الانقلاب الذي نفّذه الإخوان المسلمون على نظام علي عبدالله صالح في فبراير 2011، مستغلين «الربيع العربي» ومجرياته على الصعيد الإقليمي.ما يهمّ في التاريخين اللذين وردا على لسان نعيم قاسم، بالنسبة إلى سنوات خدمة طبطبائي، في اليمن، أن المسؤول العسكري الكبير في الحزب بدأ نشاطه الواسع في اليمن في 2015، أي في مرحلة ما بعد وضع الحوثيين يدهم على صنعاء في 21 سبتمبر 2014. هذا لا يعني أن «الجمهوريّة» كانت بعيدة عن اليمن قبل ذلك التاريخ، بمقدار ما يعني أنّها كانت في حاجة إلى التركيز أكثر على تمكين الحوثيين من الإمساك بصنعاء. كذلك، لا يعني ذلك أنّ طبطبائي كان مع آخرين، غير معني باليمن قبل 2015.من هذا المنطلق، تظهر ضرورة جعل شخص بثقل هيثم طبطبائي، شبه متفرغ لليمن في ضوء التطورات التي شهدها ذلك البلد مع النجاح الحوثي في السيطرة على صنعاء. الأهمّ من ذلك كلّه ينكشف الدور، مباشرة أو عبر «حزب الله»، في حرق المراحل وصولاً إلى اليوم الذي لم يعد فيه أي طرف في صنعاء يستطيع أن يكون له وزن ما في عمليّة اتخاذ القرار السياسي اليمني، أقلّه في الشمال.ليس حدثاً عادياً أن يكون طبطبائي في صنعاء في الفترة التي سبقت احتدام الخلاف بين علي عبدالله صالح والحوثيين ابتداء من شهر أغسطس من العام 2017، وهي فترة توجت بإعلان الرئيس الراحل رفضه للهيمنة الحوثية في 2 ديسمبر 2017. لم تمض أيام إلّا واغتال الحوثيون الرجل الذي كان يمتلك حسابات خاصة به لم تعد تتفق مع «الشراكة» المتفق عليها بينه وبين عبدالملك الحوثي.لعب «حزب الله» أدواراً كثيرة خارج حدود لبنان. كان جزءاً من إستراتيجيّة حزب الله أو من من وراءه نفذها هيثم علي طبطبائي وآخرون غيره، أكان ذلك في سوريا أو العراق أو لبنان نفسه... أو اليمن. كانت لليمن أهمّية خاصة نظراً إلى أنّه، جغرافياً، جزء لا يتجزّأ من شبه الجزيرة العربيّة. كان تحويله إلى قاعدة صواريخ في شبه الجزيرة تلك تأكيداً للسعي إلى ابتزاز دول مجلس التعاون الخليجي الواحدة تلو الأخرى.لم تكن نهاية هيثم علي طبطبائي، بالطريقة التي انتهى بها مجرّد نهاية عادية. مثلت النهاية تلك سقوطاً لمشروع كامل تبيّن أنّه غير قابل للحياة. كان اليمن، وقبله لبنان، في قلب هذا المشروع الذي بات مصيره على المحكّ في ضوء الحدث السوري الذي أعاد سوريا إلى السوريين في انتظار اليوم الذي يعود فيه الجزء اليمني المحتل من حزب الله... إلى اليمنيين!لا شيء يحدث بالصدفة في منطقة ليس مسموحاً أن يسيطر عليها حزب الله أو من وراءه لا مباشرة ولا عبر أدواته.

عبدالله خلف

الموسيقى والغناء في حياة الشعوب
الفن وجه آخر للفكر الإنساني، كما يقول الفيلسوف «كانت»، ومن بعده «هيغل»، الفيلسوفان الألمانيان.الفن أقوى مظاهر الحياة بُروزاً وأشدها.والفن هو اللسان الذي تُعبر به الإنسانية عن نزعاتها الشعورية واللاشعورية والموسيقى والغناء ناحيتان من أهم نواحي الحياة، فهما ضرورة من ضرورات الحياة يلجأ إليهما الانسان فيجد عندهما واحة الفكر وأضواء المعرفة.وأقدم الفنون خمسة هي الموسيقى والرسم والنقش وهندسة البناء والشعر.ففي التوراة نصوص كثيرة تؤيد شيوع الآلات الموسيقية في تاريخ الحكماء.إن أول من وضع العود للغناء هو «لامك»، وكما قيل إن صانعه بطليميوس الحكيم والموسيقى والغناء في كل عصر حضاري قال حكيم الصين (كونفوشيوس) الذي عاش في القرن الخامس قبل الميلاد: إذا أردت أن تعرف مقدار المدنية في أي بلد فاستمع إلى موسيقاه.لقد جعل «أفلاطون» فيلسوف اليونان الكبير إحدى قواعد جمهوريته الموسيقى، فقال: يجب أن تستخدم الموسيقى في خدمة الدولة كسائر الفنون الأخرى.ومن قال إن الموسيقى والطرب رأي فاسد خالفه الكثير وإلى عهد قريب كانت دول تعاقب من ترى لديه آلة موسيقية.ويُقال إن الحامل تُسْمع جنينها الموسيقى فيهدأ ويسْكن.. وعُرفت الموسيقى مع كل الحضارات وهناك أديان لم تمنع الموسيقى وتُسْتعذب تلاوة القرآن الكريم بالأصوات الجميلة لذا ميّزوا القُراء بكبار المقرئين.

د. دانة العنزي

قائد الحكمة في القمة 46... تثبيت الأمن الخليجي وتجديد دور الكويت
جاءت كلمة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله ورعاه، خلال القمة الخليجية الـ46 في البحرين لتؤكد ثبات حكمة القيادة الكويتية ورؤيتها العميقة في حماية البيت الخليجي وتعزيز تماسكه، فقد حمل سموه خطاباً يتميز بالوضوح والقوة، عكست مكانته قائداً حكيماً يدرك حجم التحديات ويقود بلاده برؤية مستقبلية راسخة.أكد سمو الأمير أن أمن الخليج أمن واحد ومصير مشترك في رسالة حازمة تجاه أي تهديد يمس إحدى دول المجلس، مجدداً رفض الكويت لأي اعتداء يستهدف دولة خليجية، ومشدداً على أن التضامن هو أساس الردع الجماعي.كما جدد سموه الموقف الكويتي الثابت من القضية الفلسطينية، مشدداً على دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ومؤكداً أن الكويت ستبقى صوتاً راسخاً وعادلاً في الدفاع عن القضايا العربية العادلة.وتوقف الأمير عند دور الكويت في رئاستها السابقة للمجلس، مؤكداً أن ما تحقق من إنجازات جاء انطلاقاً من قناعة راسخة بأن وحدة الخليج ضرورة سياسية وأمنية وليست خياراً دبلوماسياً.تحمل رسائل سموه دلالات سياسية واضحة كدور الكويت الراسخ، والانخراط الأكبر في منظومات الدفاع الخليجي، والتأكيد أن أمن الكويت جزء لا يتجزأ من أمن محيطها الخليجي. وهي رسائل تعكس مرحلة جديدة من العمل الخليجي المشترك في ظل متغيرات إقليمية معقدة.ويبقى صاحب السمو وقيادتنا الكويتية الرشيدة ركناً راسخاً في صناعة الاستقرار وحصناً منيعاً تعتز به الكويت في الداخل، ويحسَب له وزنه الإقليمي ودوره العالمي بما يجسد حكمة قيادة لا تتغير ورسالة دولة حاضرة بثباتها وإنجازاتها.

علي الفيروز

كسر قواعد البروتوكول
هناك الكثير من المحللين والخبراء السياسيين اختلفوا وانقسموا إلى آراء وتفسيرات مختلفة حول أفعال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، حول البروتوكولات الرسمية التي تعوّد أن يكسرها أمام رؤساء الدول الأخرى ليسبب الإحراج الكبير لهم، فهل يتعمد صنع ذك؟! أم أنها تصرفات غريبة موقتة لا يهتم بها رغم أهميتها؟!بعض المفسرين والخبراء المتابعين لهذا الأمر عن كثب نجدهم حائرين ويتساءلون: هل الرئيس دونالد ترامب يمارس إستراتيجية فريدة من نوعها أم أنه يمارس إستراتيجية مدروسة تُعرف بنظرية الرجل المجنون، وذلك لإبقاء الخصوم في حيرة.فما يقوم به ترامب ليس مجرد أخطاء عادية أو زلة غير مقصودة، وإنما نلاحظ أن النمط الرسمي أصبح متكرراً في أكثر من مناسبة رسمية بين الرؤساء الآخرين.ففي اليابان مثلاً عندما التقى السيدة ساناي تاكايتشي رئيسة وزراء اليابان، ورئيس الحزب الليبرالي الديمقراطي، تجاهل ترامب مراسم الانحناء للعلم الياباني تاركاً رئيسة الوزراء في إحراج وحيرة!وفي بريطانيا عام 2018 قام بالمشي أمام ملكة بريطانيا السابقة الراحلة إليزابيث الثانية في خرق فاضح للمراسم والبروتوكول الرسمي أمام مشاهدة الملايين لهذا الحدث في جميع القنوات الإعلامية، مجبراً إياها على اللحاق به رغم كبر سنها ومكانتها الكبيرة في العرش الملكي البريطاني، ثم كرر هذا الفعل وخرق البروتوكول الملكي مع الملك البريطاني الحالي الملك تشارلز الثالث، وتقدّم بالمشي أمامه أثناء مراسم البروتوكول البريطاني مجدَّداً ليخرق القواعد الملكية، الأمر الذي أثار بأفعاله الكثير من الجدل، فهل كان هذا الفعل متعمداً؟!وفي عام 2017 أثناء انعقاد قمة الناتو وبحضور الرؤساء جميعاً، قام الرئيس دونالد ترامب بدفع رئيس وزراء الجبل الأسود دوسكو ماركوفيتش، بيده أثناء التصوير، ليتقدم الزعماء في بروكسل ويفسح المجال لنفسه للوقوف في الصف الأمامي خلال وقوف زعماء قمة حلف شمال الأطلسي حيث وقف مزهواً يهندم سترته متقدماً الجميع، فهل كان هذا التصرف لائقاً؟!بعد ذلك نجد أن الأمر تطور ليصبح أكثر حدة في مواجهته مع الآخرين وتصرف بشكل غير مسبوق أثناء مواجهته العلنية مع السفير الأسترالي كيفن رود، لدى الولايات المتحدة الأميركية وكان أثناء اجتماعه في البيت الأبيض في أكتوبر الماضي حيث قال له: «أنا لا أحبك... وعلى الأرجح لن أحبك أبداً!».لقد كان الرئيس ترامب صريحاً وجريئاً مع السفير رود بعد تعليقاته السلبية التي نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي ضد ترامب ثم قام بحذفها بعد توليه المنصب الجديد لدى واشنطن حيث وصفه بالأحمق وأكثر الرؤساء تدميراً في التاريخ.وفي مناسبة أخرى قام ترامب أثناء قمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادي (أبيك) بتقليد لهجة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، بشكل ساخر للهجة الهندية ووصفه بالوسيم ولكنه قاتل ورجل قوي صارم للغاية، فبالرغم من تدخل ترامب شخصياً لتهدئة التوتر بين الهند وباكستان ودعوته السابقة لوقف المواجهات الدامية لعودة الهدوء بين البلدين إلا أن هذه المواقف الساخرة في تعليقاته المستمرة قد دفعت (مودي) نحو تجنب القمة الاقتصادية بأكملها، وهي بالطبع رسالة اعتراض على أفعاله الساخرة، ورفض رئيس الوزراء الهندي حضوره يعد مؤشراً على شعوره بالاستياء والإساءة المباشرة، ناهيك عن فرض الولايات المتحدة الأميركية الرسوم الجمركية العالية على الهند إلى 50 في المئة، وفي تصريحاته المسيئة للاقتصاد الهندي ووصفه بالاقتصاد «الميت»!إذاً، بحسب الدراسة العميقة لشخصية دونالد ترامب، التي أجراها بعض الخبراء النفسيين وتم نشرها في كتاب بعنوان «The Dangerous Case of Donald Trump»، أو القضية الخطرة لدونالد ترامب تفيد بأن كل ما يقوم به ترامب ليس إلا مجرد أفعال نرجسية لا يمكن إنكارها، تدفعه لتكون كل الأضواء عليه وليس على الآخرين، وبحسب الدراسة الموجودة فإن ترامب قد سجل درجات عالية في ما يسمى بالثالوث المظلم من النرجسية والسيكوباتية والميكافيلية، فيبقى السؤال هنا: هل ما يقوم به، وما يقوله الخبراء والباحثون بمثابة «المبالغة»، أم أنه ببساطة لم يكن يدرك ذلك؟! فكيف يمكننا أن نفهم شخصية وسياسات ترامب بعد تصريحاته الغريبة وادعاءاته المبالغ فيها وخصوصاً في ثروته المثيرة للجدل وفي اتهامه للمهاجرين بإصابتهم بمرض الإيدز، ثم بفكرته لبناء نصب تذكاري وهمي لنهر الدم في نادٍ للغولف، وكذلك تعليقه لجميع طلبات الهجرة بشكل دائم لجميع دول العالم الثالث حتى يتعافى النظام الأميركي بالكامل! وآخرها مطالبته في الآونة الأخيرة بجائزة نوبل للسلام أمام الأمم المتحدة تحت مزاعم بإنهاء 7 حروب، وحله نزاعات عدة حول العالم، ولكنها في الواقع ذهبت إلى زعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو... فما رأيكم يا سادة؟!ولكل حادث حديث،،،[email protected]

عبدالعزيز الكندري

ممنوع الوقوف!
«لا شيء يؤذي الإنسان مثل الحقيقة، ولا شيء يسعده مثل الوهم»غازي القصيبي.كل واحد فينا يتمنى أن يرى أبناءه في أعلى المراكز، فتجده يوفر الحماية وفي كثير من الأحيان تكون زائدة عن الحد الطبيعي وفي بعض الأحيان تدخل في كل تفاصيل الحياة لدرجة أن هناك طلاباً في الجامعة ما زال أولياء أمورهم يراجعون عنهم في السحب والإضافة، وهذا بدوره يؤدي إلى نتائج سلبية على نموهم ومواجهة الحياة في قادم الأيام، فتجد لديهم ضعف الثقة بالنفس، ونقص المهارات الاجتماعية والمعرفية، وزيادة مفرطة بالاعتماد على الآخرين، وعدم تحمل المسؤولية وتعمد ممارسة الأخطاء للفت الانتباه وأنظار الناس.وهناك العديد من الجامعات الخاصة في الكويت، وفرت مواقف سيارات لطلبتها، ومن شدة حرصها قامت بعضها بالاتفاق مع بعض الجهات القريبة من الجامعة لكي يقوم طلاب الجامعة بالوقوف فيها، كما وفرت الجامعة باصات لنقل الطلاب بالرغم من قصر المسافة بين المواقف الجامعة.ولكن الغريب وغير المفهوم هو قيام عدد ليس بالقليل من الطلاب بالوقوف في مواقف ممنوع الوقوف فيها، أو الصعود على الأرصفة، بالرغم من وجود مواقف كثيرة شاغرة من السيارات ومخصصة للطلاب، وهذا الأمر بصراحة غير مفهوم لماذا يتم مخالفة أبسط القواعد المرورية؟!تذهب إلى المستشفى ولديك مراجعة فتجد عدداً كبيراً من السيارات مركونة في مواقف ممنوع الوقوف فيها، وبعضها يمنع سيارات الإسعاف من الوصول إلى قسم الطوارئ ولديه مريض! على الرغم من وجود مواقف كثيرة شاغرة، وهناك العديد من المؤسسات والأسواق، يتكرر هذا الأمر، وهل هو عدم مبالاة؟!وحالياً جهود وزارة الداخلية واضحة في مخالفة المخالفين، وهناك حرص واضح في مؤسسات الدولة على سيادة القانون مما يكفل حماية المواطنين ومن يعيش على هذه الأرض الطيبة من إخواننا الوافدين، وهناك انجاز في خفض معدلات الجرائم الجنائية والمخدرات، مع الشعور بالأمان وتطبيق القانون، وتم ايجاد تعديلات على قوانين المرور والإقامة والمخدرات الذي سيدخل حيز التنفيذ خلال الأيام المقبلة.والدولة مشكورة قامت ببناء أفضل الجامعات، ومن لا يقبل في الجامعة يتم توفير بعثة له، وهذا من وسائل الرفاهية والراحة، ولكن نجد البعض يخالف أبسط القوانين، شباب في عمر الزهور يملكون كل شيء ومع ذلك يتعثرون بالجامعة، ويفشلون في اختبارات الحياة، ويعجزون عن تحمل المسؤوليات البديهية، وهذا بسبب الدلال الزائد عن الحد، لأنه عاش حياته دون احتكاك وتحديات ويخالف أبسط قواعد المرور دون أن يتحدث معه أحد خوفاً على نفسيته!الشباب الذين يتركون سياراتهم في مواقف ممنوع الوقوف فيها، وعدم احترام الناس في الشوارع، ولا يرتبون غرفهم قبل مغادرتها... لن ينجحوا في حياتهم العملية وسيفشلون ويسقطون في أي اختبار، ومسألة عدم احترام قواعد المرور والوقوف في مواقف ممنوع الوقوف فيها ما هو إلا مؤشر على وجود خلل عميق في تركيبتهم النفسية، وهذه إن لم يتم تداركها فستكبر في قادم الأيام مثل كرة الثلج وستؤثر على كل نواحي الحياة.ولن ينمو الشباب بدون وجود تحديات بمقدورهم تجاوزها، والتحديات التي تواجه الإنسان فيها الكثير من الدروس والعبر التي من خلالها يتعلم كيف يواجه الحياة أو يتعامل مع الآخرين، لذلك، فإن التحديات تستنهض الهمم، ولا طعم للحياة من دونها، وسهولة الحصول على الأشياء تجعلها أقل قيمة وربما عدم استشعار وجودها.وفي كتاب (The Sweet Spot) يقول باول بلوم، أستاذ علم النفس في جامعة ييل «بدلاً من قضاء حياتنا نتجنب المشقّة يجب علينا اختيار المشقّة المُناسبة، تلك التي تغير حياتنا إلى الأفضل وتجعل لها معنى».

مقالات

د. تركي العازمي

«التربية» تطلب... ونحن ننتظر!
وزارة التربية تطلب من الجامعة والتطبيقي وقف القبول في 8 تخصصات سجلت فائضاً من المعلمين والمعلمات، ولا أعلم إن كان الطلب تم توجيهه لوزارة التعليم العالي أم لا؟ ولا نعلم إن كانت هناك خطة لتكويت الكادر التعليمي/التربوي.ونحن ننتظر هذا القرار منذ سنوات عدة، وكتبنا حوله وتشكر الوزارة على ذلك، ونتمنى أن نجد إجابة حول توافر الوصوف الوظيفية لتعليم الكبار حيث ما ورد إلينا من ردود لا تتضمن الوصوف الوظيفية المتعارف عليها في نموذج وصف وظيفي معتمد من الخدمة المدنية.نرى أن تكون التخصصات حسب احتياج السوق خاصة وأن السوق يعج بالمنتجات الصينية وحري بوزارة التربية الطلب من الجامعة والتطبيقي استحداث تخصص اللغة الصينية وغيرها من التخصصات التي ظهرت في السوق العالمي الجديد، حيث جاء في الأثر قول «مَنْ تعلم لغة قوم أمن مكرهم»! والتركيز على المهارات وأن نفهم أن التعليم رسالة وليست وظيفة فليس كل متعلم حاصل على درجة علمية يستطيع أن يكون معلماً.ونحن ننتظر أن يتم إقرار كادر خاص للمعلمين والمعلمات حيث لوحظ تدني رواتبهم.أتمنى من ديوان الخدمة المدنية أن يقوم بمراجعة قانون الخدمة المدنية رقم 15 لعام 1979... فالتعليم اختلف والأنماط الإدارية اختلفت واحتياجات السوق اختلفت وكذلك الحال في كثير مواد القانون... فمن غير المنطقي أن نستند على قوانين قديمة حيث جرت العادة إلى تحديث القوانين بما يتواكب مع التغيرات بما فيها النمط الإداري والقيادي اللذان اختلفا شكلاً ومضموناً.وكم كنت أتمنى أن يتم تحديث الوصوف الوظيفية لمواكبة المتغيرات وعلى الرغم من أن ما يتم تناقله من حديث المسؤولين يبشّر بالخير.ذكرنا في المقالات السابقة أهمية التطوير الإداري ورفع مستوى جودة التعليم بشقيه العام والعالي وجودة مستوى الرعاية الصحية وتنفيذ المشاريع.الزبدة:نريد أن نرتقي بالمنظومة الإدارية ومختلف نواحي الحياة وعلى رأسها المستوى المعيشي وهذا يعود بنا إلى المطلب الرئيسي لأي تغيير للأفضل.عندما نحدّث القوانين ومن أهمها قانون الخدمة المدنية رقم 15 لعام 1979 ونفهم احتياجات السوق والتخصصات الجديدة المطلوبة مع دراسة شاملة لوزن كل وظيفة في أي مؤسسة مقارنة بسلم الرواتب والحوافز والبدلات في دول الجوار وتحديث شامل للوصوف الوظيفية نستطيع بعدئذ النهوض بالمؤسسات... الله المستعان[email protected]: @TerkiALazmi

كامل عبدالله الحرمي

أرقام كويتية واكتشاف الغاز الحر
تُعَدّ هذه الأرقام من المؤشرات الأساسية المرتبطة بالاقتصاد الكويتي خلال السنة المالية الحالية، وهي لا تتجاوز سبعة أرقام. ومن أبرزها ميزانية دولة الكويت للعام المالي القائم، التي ستنتهي في نهاية شهر مارس من العام المقبل. وتشكّل الميزانية نقطة البداية لفهم الوضع المالي العام؛ إذ يبلغ إجمالي ميزانية هذا العام نحو 24 مليار دينار كويتي، في حين تُقدَّر الإيرادات المالية بحوالي 18 مليار دينار، ويُتوقَّع عجزٌ قدره 6 مليارات دينار.ويعني ذلك أن سعر النفط الحالي أقل من المعدل المطلوب لتحقيق التوازن في الميزانية العامة، وهو ما أدّى إلى استمرار العجز المالي بصورة شبه مستدامة منذ ما يقرب من عشر سنوات.وفي الوقت نفسه لم يَعُد السعر المطلوب للنفط، أي السعر اللازم لتحقيق التوازن بين الإيرادات والمصروفات، ثابتاً عند حدود 90 دولاراً للبرميل. إذ يتراوح سعر النفط الخام الكويتي بين 65 و66 دولاراً للبرميل، ما يعني عجزاً يومياً يقارب 24 دولاراً في البرميل الواحد. وهذا هو سبب العجز الحقيقي، إذ تحتاج الكويت إلى سعر يقارب 90 دولاراً للبرميل لتحقيق التوازن المالي.وبناءً على ذلك، قد يصل العجز المالي في نهاية السنة المالية (نهاية شهر مارس المقبل) إلى نحو 18 مليار دينار كويتي.ومن الصعب توقّع تحسّن أسعار النفط خلال الأشهر الخمسة المقبلة، ما يفرض على الجهات المختصة اتّخاذ قرارات مالية لمواجهة هذا العجز الكبير. وهنا تُطرح تساؤلات حول الاستمرار في سياسة الاقتراض من البنوك كما جرت العادة، أو اللجوء إلى تسييل بعض أصول الصندوق السيادي. كما ينبغي دراسة ما إذا كانت عوائد الصندوق السيادي أعلى بكثير من تكلفة الاقتراض الخارجي، لا سيما أن الاقتراض من البنوك العالمية أقلّ كلفة، في حين تبقى عوائد الصندوق أكبر، مما يفضّل الاستمرار في سياسة عدم تسييل الأصول والحفاظ عليها للأجيال القادمة، مع العمل على زيادة الإيرادات المحلية.ومن الصعب كذلك توقّع مسار أسعار النفط مستقبلاً، فقد تصل مثلاً أسعار مؤشر برنت إلى حدود 62 دولاراً للبرميل، أو يتراجع النفط الأميركي إلى ما دون 60 دولاراً، بل هو الآن عند حدود 58 دولاراً. وهذه الأسعار بالكاد تغطي تكاليف الإنتاج للمنتجين المحليين، ولا تحقق الأرباح المنشودة، ما يجعل الشركات تواجه المستثمرين وحملة الأسهم بأسباب عدم تحقيق العوائد المطلوبة.ولا يمكن كذلك زيادة إنتاج الكويت من النفط الخام في الوقت الحالي، إذ يبلغ الإنتاج نحو 2.55 مليون برميل يومياً، ومن غير المتوقع رفع الإنتاج قبل خمس سنوات تقريباً ليصل إلى حدود 3 ملايين برميل فأكثر. وقد تلجأ الكويت إلى شراء أنواع مختلفة من النفط لتزويد مصافيها الخارجية الثلاث في الدقم (عُمان) وفيتنام وميلازو (إيطاليا) بهدف تزويد عملائها بالنفط الخام.أما الخبر الأهم فهو اكتشاف حقول غاز حر في مناطق جزّة والنوخذة والجليعة، وهي حقول غاز حقيقية وواعدة، تمثّل مصدراً جديداً للكويت وللأجيال القادمة بإذن الله. ونتمنى من القطاع النفطي التعاون مع الشركات العالمية المتخصصة لتطوير عمليات التنقيب والإنتاج باستخدام أحدث التقنيات والأساليب.ونعلنها صراحةً: ليست لدينا الخبرة الكافية في تطوير حقول الغاز، لذلك فإن الاستعانة بشركات متخصصة سوف تُسهم في تسريع الإنتاج، اعتماداً على خبراتها المتنوعة حول العالم.لقد دخلت الكويت مجالاً جديداً من شأنه أن يساهم في خفض المصاريف والتكاليف، وذلك بتوفير ما يقارب 4 مليارات دينار سنوياً كانت تُنفق على استيراد الغاز من الخارج. إنه رزق جديد من الله تعالى لبلادنا، ومصدر واعد دخل أرضنا وجزرنا، يحمل الخير لنا ولأبنائنا من بعدنا.مبارك للكويت هذا الاكتشاف، ومبارك لنا جميعاً بدء تجربة جديدة في مجال البحث عن الغاز واستثماره محلياً، بما يسهم في تخفيض التكاليف. وفي المستقبل، سوف تُحتسب العوائد المالية من النفط والغاز معاً، ونسأل الله أن يبارك في الكويت ويجعلها دائماً في تقدّم وازدهار.كاتب ومحلل نفطي مستقل[email protected]

سلطان حمود المتروك

لابنتي حور... مع التقدير
البنون زينة الحياة الدنيا، تطمئن قلوب آبائهم وأمهاتهم بهم، وكثيرٌ من الأمثلة في الأدب العربي تحكي قصص الآباء مع أبنائهم، فهذه الأعرابية التي ترقص ابنتها تقول:يا حبذا ريح الولدمثل الخزامى في البلدأهكذا كل ولد؟!أم لم يلد مثلي أحد؟يقولون إن أحدهم فقد ولده فأنشد يقول:ولي كبدٌ مشطورة بيد الردىفتحت الثرى شطرٌ وفوق الثرى شطرابن عبد ربه الأندلسي فقد ابنه الأوسط فأنشد يقول:وأولادنا مثل الجوارح أيهافقدناه كان الفاجع البين الفقدهل العين بعد السمع تغني مكانه؟!أم السمع بعد العين يهدي كما تهدي؟!يقولون: إن أحدهم لم يرزق من زوجته بنين، فقرر أن يتزوج أخرى، فوقفت زوجته الأولى ترقص ابنتها بقولها:مال أبي حمزة لا يأتينا؟ويسكن البيت الذي يليناحزنان ألا نلد البنينا؟!ولم يكن ذلك في أيدينايقولون: إن أُمّاً هرب منها ولدها ولم يكن على الجَمال بدرجة فسألت عنه جماعة جالسين في قارعة الطريق: هل مر عليكم صبيٌّ مثل الدُنينير؟قالوا: لم يمر علينا أحدا يتمتع بهذه الصفات إنما بعكسها.قالت: هذا هو ولدي في نظري مثل الدُنينير.أحدهم فقد ولده فقرر ألا يخرج من البيت كي لا يكنيه أحد بولده، وبعد فترة قرر الخروج من المنزل فلقيهُ أحد أصدقائه مرحباً به فكناه بولده فأنشد يقول:كيف السلو وكيف أنسى ذكرهُ؟وإذا دعيت فإنما ادعى بهوخر صريعاً.هكذا موقع الأبناء في قلوب آبائهم وأمهاتهم، وكذلك موقع الآباء والأمهات كبير في قلوب أبنائهم.فهذا الشاعر السوري المعروف عدنان مردم، ينشد بحق والده، ويقول:أبيأرى الأيام تبسم ليبقربك حين تبتسموتعذب عندي البلوىويحلو المر والسقميهون الخطب والإملاق في لقياك والعدمُوتسطع بالرؤى دنياي ضاحكة وتنتظموكيف أخاف جائحةوأنت الحصن والحرمُمتع الله الكريم الأبناء بآبائهم وأمهاتهم، وكذلك الأمهات والآباء بأبنائهم لما لهم من أثر في قلوبهم، فهم يحسون بالنجاح إذا نجحوا وبالتألق إذا تألقوا.ونحن اليوم أمام مجتهدة اجتهدت فأخلصت وأدت وأبدعت هي دكتورة الغد، حور بشار.نتمنى لها النجاح في طريقها حتى تحقق ما تتمناه وتصبح مع الذين يحاربون المرض كي يجعلوا من الحياة بحبوحة من الراحة خالية من كل سقم وبلاء، ولا يسعني إلا أن أقول لابنتي حور:أملٌ أنتِ يا حورفاجتهدي نحو النورالوقت مملوء نورحقيقة يا حورعاشت الكويت وعاش أبناؤها الذين يجدون من أجل إسعادها كي تكون سفينة تمخر بحار الدنيا بالخير والنعمة والازدهار.

م. أحمد عبدالهادي السدحان

إقطاعي أمام بابي!
من المهم ترتيب وتشريع ما يناسب ويؤدي إلى تنظيم وربما الإنقاذ للسوق العقاري ومراقبة تضخّم الأسعار فيه والتي ترتفع بشكل غير مبرّر لبعض البيوت والمباني والأراضي من قبل بعض تجّار العقارات والمتلاعبين بأسعارها منذ زمن طويل. ولذلك، فإن الوضع يحتاج إلى حزم يساهم في كبح تلك الأسعار وتخفيف هذا الاحتكار، وهذا يتماشى مع القانون الإيجابي الجديد والمتمثل في قانون مكافحة احتكار الأراضي الفضاء في الكويت، وهو القانون رقم 126 لسنة 2023، الذي يفرض رسوماً سنوية على الأراضي الفضاء غير المبنية التي تزيد مساحتها على 1500 متر مربع.يهدف القانون إلى الحد من احتكار الأراضي ومنع المضاربات العقارية ويدخل فعلياً مع بداية 2026، وهو من الإيجابيات في هذه المرحلة ويتحقق بإذن الله بتطبيق فعّال ومراقبة دقيقة لمنع التحايل أو الالتفاف عليه!بالإضافة إلى التأكيد على سياسات إسكانية مدروسة ومتكاملة مثل التمويل العقاري إذا تم إقراره وتوفير وحدات سكنية كالمعتاد، وتحفيز الفكر العقاري الإبداعي والاقتصادي والتعاون مع مطورين عالميين مثل الصين فيما يتعلق بمدينة الصابرية، لذا، فإن مثل هذه التشريعات وتفعيلها على أرض الواقع يؤدي إلى تحسن ملموس وعقلانية في القطاع العقاري وينعكس إيجابياً على حياة المواطن ومنزله بعيداً عن جشع البعض.وهنا أتذكر مسمى الإقطاعي والذي كنا نقرأ عنه في التاريخ وهو ليس إساءة بل وصف لحالة معينة وتعريفه بشكل مجازي (هو شخص يملك مساحات كبيرة من الأراضي السكنية ويمارس نفوذاً واسعاً بالتحكم في أسعارها أو طريقة الانتفاع بها) وهو حالياً في واقعنا يكون بأن ينشط هذا الإقطاعي فجأة في عدد كبير من أراضيه بحركة إنشائية ضخمة وحفر وشاحنات وآليات رايحة وجاية وأين كنت من قبل؟ كل ذلك لتفادي الغرامة والمواطن في بيته يصحو على ذلك النشاط من حوله والغبار وما يتعلق بالتشييد وكأن لسان حاله يقول (إقطاعي أمام بابي!) مع أن بعض الشركات المنفذة لا تضع مثلاً سور حماية لتلك المنشآت، وأين الجهات الرقابية عنها؟! والبعض أزحم الطرق المزدحمة أصلاً.لذا، وعودة للقانون أعلاه، فإن الهدف أن تسير الأمور بالمنطق العقاري العقلاني، بعيداً عن التركيز على مصالح مجموعة معينة من دون الصالح العام، ولا بدّ من تهدئة قطار أسعار العقارات، حيث إنه يسير بسرعة إلى المجهول ولا بدّ من تصحيح السوق العقاري حتى يشعر المواطن العادي بسهولة الحصول على العقار، وهذا ما حصل فيما يتعلق بهذا القانون فهو يحد من قدرة مجموعة قليلة على تكديس الأراضي واحتكارها.لذلك، يُسهم القانون في أن يكون السوق بعيداً أن أيدي كبار المحتكرين. لعل وعسى أن يتحرك هذا السوق إلى الإصلاح المنشود، والله عزوجل المعين في كل الأحوال.

موسى بهبهاني

الاختناقات المرورية والحلول
الاختناق المروري أصبح هاجساً يُعاني منه مستخدمو الطرق في الكويت خلال السنوات الأخيرة، وتصل إلى حالة الذروة صباحاً عند الاتجاه إلى العمل وتوصيل الطلبة إلى المدارس وكذلك عند انتهاء الدوام الرسمي.وهي أزمة تؤرق الجميع خاصةً عندما يكون الإنسان في حالة اضطرارية فلا يجد مخرجاً لذلك، فما هي الأسباب؟؟- الطرق السريعة التي تخترق المناطق السكنية تسبّب اختناقاً مرورياً، على سبيل المثال:1 - طريق الفحيحيل - نجد الاختناقات المرورية في جميع المخارج بدءاً من الفحيحيل، المهبولة، الفنطاس، الفنيطيس، صباح السالم، الدائري السادس، سلوى، الرميثية، الدائري الخامس، ميدان حولي، الدائري الرابع، شارع القاهرة، الدائري الثالث، الدائري الثاني، الدائري الأول.2 - الدائري الخامسنجد الاختناق المروري وتكدس المركبات للقادمين من منطقة الجابرية والقادمين من الدائري الخامس، منهم مَنْ يقصد الدخول إلى منطقة بيان ومنهم مَنْ يتوجه إلى طريق الفحيحيل.وللأسف الازدحامات والاختناقات المرورية طالت جميع مناطق الكويت بلا استثناء.فالاختناق المروري وصل للحد الأعلى للمساحة العمرانية، ولذلك لا بد من إيجاد الحل الأمثل لتلك المشكلة التي يُعاني منها الجميع.ونتساءل أين تكمن الأزمة؟هل برجال المرور؟أو بالطرق؟أو بكثافة السيارات؟أو بثقافة الأفراد؟أو هي بجميع ذلك؟ومن أهم أسباب الزحمة المرورية هو تكدس الوزارات والجامعات والهيئات التطبيقية والجهات الحكومية والسفارات، في نطاق جغرافي متقارب، مما يجعل كل سكان الكويت شمالها وجنوبها يتوجهون يومياً إلى هذه المساحة الجغرافية الضيقة مسبّبين ازدحاماً خانقاً للطرق، لا تكاد تنفع فيه المحاولات بعمل مخارج ومداخل، ففي النهاية الكل سيرتاد هذه المساحة الجغرافية المتقاربة نفسها.علماً بان موظفي تلك الجهات... يتسبّبون أيضاً بالاختناق المروري، فما بالك بتكدس المراجعين!لذلك، على أصحاب الاختصاصات الفنية تقييم الوضع ووضع الحلول الحاسمة والناجحة لتلك المعضلة.ولدينا اقتراحات قد تساعد على تخفيف حدة الاختناقات وربما يجد لها المسؤولون مخرجاً:1/ بناء مدن سكانية جديدة كاملة الخدمات الحكومية والتعليمية والصحية، بحيث لا يحتاج سكانها للتوجه إلى خارج مناطقهم لإنهاء معاملاتهم، وفتح أفرع للكليات الجامعية وبناء مستشفيات جديدة في تلك المدن الإسكانية.2/ استحداث المخارج المتعددة لكل منطقة على حدة.3/ الطرق السريعة تُخصص فيها حارتان دون أي مخارج لمن يريد التوجه مباشرة إلى المناطق البعيدة، مثل الاحمدي والجهراء تكون بذلك طريق سريع (اكسبرس).4/ استحداث طرق بديلة.5/ تقنين إصدار التراخيص لسيارات الأجرة تحت الطلب، التكاسي الجوالة، شركات التوصيل، التكاسي الخاصة، مركبات توصيل الطلبات الاستهلاكية، مركبات توصيل المواد الغذائية والدراجات النارية لتوصيل الطلبات كل تلك المركبات تسبّب الزحمة المرورية.6 / تصميم وإنشاء نظام نقل سريع (مترو) لمواجهة النمو السكاني السريع.7/ إرجاع الإشارات الضوئية بدلاً من الدوارات التي تسبّب الاختناق المروري، و بتلك الآلية يتم تنظيم عملية انسيابية السير بمرور مجاميع كبيرة من المركبات على شكل دفعات في كل الاتجاهات.8/ تجهيز باصات عالية الكفاءة، والتركيز على تجهيزات السلامة مثل كاميرات المراقبة، إلى جانب أنظمة تكنولوجية متقدمة لتتبع الرحلة وعرض البيانات، مع الاستفادة من البنية التحتية المخصصة مثل مسارات الحافلات السريعة.9/ التعاون مع الدول المكتظة بالسكان مثل الصين للاستفادة من تجاربها في الجانب الانشائي للطرق.10/ تفعيل شروط إصدار رخصة القيادة للمهن العالية أو تحديد مستوى الراتب.- وهناك أمر آخر سنتطرق له:لماذا تم السماح للأندية الرياضية في المناطق السكنية الآمنة بممارسة الأنشطة التجارية؟ فالمناطق السكنية أصبحت تعاني من الاختناقات المرورية؟ تكدس السيارات في الأندية وركن إعداد كبيرة من سيارات ودراجات التوصيل في المنطقة السكنية بشكل يومي، كل ذلك له أبعاد إنسانية واجتماعية وأمنية.علماً بأن في كل المناطق السكنية توجد فيها الجمعيات التعاونية والأفرع المتعددة لها، وفيها جميع الأنشطة التجارية.إن كان القرار بتحويل تلك الكيانات الرياضية إلى كيانات تجارية، فلماذا لا تطبق على الأندية الجديدة التي ستبنى في المدن الرياضية المستحدثة؟الإدارة العامة للمرورنشكر وزارة الداخلية بقيادييها ومنتسبيها على جهودهم الحازمة في تطبيق القانون ومحاسبة المستهترين، فأنا فقدت ولدي المرحوم الشاب (مهدي) نتيجة هذا الاستهتار والرعونة وعدم الالتزام بسلامة المركبة والخطوط الأرضية.فالشدة مطلوبة للمستهترين بأرواح مرتادي الطريق خاصةً المخالفات الجسيمة السرعة والرعونة والاستهتار وتعدي الإشارات الضوئية.وتم أخيراً إضافة حجز المركبة لمدة شهرين في حال ارتكاب أي من المخالفات التالية:مخالفة شروط التخطي، تعمد تعطيل أو إعاقة حركة المرور في الطرقات العامة، الوقوف في الأماكن الممنوعة.وهنا نوجّه رسالة للإدارة العامة للمرور بأن الوقوف في الأماكن الممنوعة كالمستشفيات، تكون لغرض حدث استثنائي أو طارئ، ونقترح تخصيص خدمة ركن المركبات لشركات متخصصة ومعتمدة من الإدارة العامة للمرور تقوم بواجبها بركن المركبات في المستشفيات والأسواق والمجمعات التجارية.ختاماً،قضية أزمة المرور وكثافة السيارات سنتوقع بأنها في ازدياد، وستصل إلى الذروة الخانقة التي لا حلول لها إنما يجب أن نسارع بإيجاد حلول سريعة حتى نتمكّن من أن نحتويها قبل أن نفقدها.اللهم احفظ الكويت آمنة مطمئنة، والحمدلله رب العالمين.

مزيد مبارك المعوشرجي

البلد مقبل على إصلاحات
في الفترة الأخيرة، بدأت الدولة بفتح ملفات ظلّت لعقود طويلة مغلقة أو شبه مستحيلة، إلا أنها تُعالَج اليوم بخطوات مدروسة وجريئة.من أبرز هذه الخطوات ما أقرّته المحكمة الدستورية من تثبيت دستورية قانون مكافحة احتكار الأراضي الفضاء، مؤكدةً أن الملكية حق، لكنها أيضاً وظيفة اجتماعية نصّت عليها المواد 16 و21 و25 من الدستور.القانون لا يصادر الأملاك ولا ينزعها، بل يضع حدّاً لترك القسائم «نائمة» للمضاربة، فاتحاً الباب أمام انخفاض تدريجي للأسعار، وزيادة المعروض، وحماية الشباب، وكسر احتكار خنق السوق لسنوات طويلة.ويأتي ذلك بالتزامن مع التعديلات القضائية في تقييم الرسوم وتسريع إصدار الأحكام، إضافة إلى التعديلات المرتقبة على قانون الأحوال الشخصية.وفي جليب الشيوخ، تتواصل الإزالات للعقارات المتهالكة ومعالجة أوكار العمالة السائبة، بالتوازي مع تجهيز منطقة سكن عمالي منظّمة تُنهي فوضى عمرها عقود.أما مشروع مطار T2، فتسير الأعمال فيه بوتيرة عالية، نحو إنجاز منشأة ستغيّر وجه الحركة الجوية في البلاد بطاقة تبلغ 13 مليون مسافر و28 بوابة وفندقاً يضم 400 غرفة.ولا يمكن تجاهل خطوة مهمة على الصعيد المالي والاجتماعي، وهي تنظيم عملية التبرعات للجمعيات الخيرية، بما يضمن الشفافية ويحمي المانحين والجهات الرسمية والخيرية من أي استغلال... خطوة طال انتظارها لصون سمعة العمل الخيري الكويتي.وفي الرياضة، لاتزال الكويت حاضرة في منصات الألعاب الفردية واليد والصالات، لكنها تبتعد عن اللعبة الأكثر شعبية وهي كرة القدم التي أثقلتها الصراعات والمجاملات. ورغم ذلك، يبقى الأمل معقوداً على جهود الوزير عبدالرحمن المطيري، لإعادة الثقة بالرياضة والشباب، وإعداد أجيال مبدعة في مختلف المجالات، مع توفير الدولة للإمكانات اللازمة، بإذن الله.كما نشكر دولة الإمارات الشقيقة على انسحابها لصالح ملف الكويت لاستضافة أسياد آسيا 2031، وهي خطوة تُبرز اهتمام الدولة بتطوير الرياضة.ولعل مسك الختام، خبر توقيع وزارة الأشغال عقد ميناء مبارك مع الجانب الصيني الشهر المقبل.إن ما يجري اليوم ليس قرارات متفرقة، بل هو اتجاه واضح نحو معالجة الملفات المتراكمة، وإعادة ضبط السوق، وهيكلة الاقتصاد، ودعم الاستثمار، وتنظيم العمل العام.ونتمنى استكمال الجهود بإيضاح الرؤية في شأن مشاريع الـBOT، ومعالجة المناقصات المتوقفة بداعي إعادة النظر والتعديل في مختلف القطاعات، مع الحرص على تشغيل الشركات المحلية، وإشراك القطاع الخاص وأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة. ونأمل أيضاً أن تتضمن العقود المباشرة مع الشركات العالمية آليات واضحة للشراكة مع الشركات المحلية، بما يحقق المنفعة المتبادلة وتبادل الخبرات وتوسيع قاعدة الاستفادة للجميع.

سالم النخيلان

معرض الكتاب
بعد انتهاء معرض الكتاب، كان الحديث الذي أخذ حيّزاً من لقاءات القرّاء والأصحاب عند التلاقي هو السؤال عن حال المعرض؛ فكلٌّ يجيب من ناحيةٍ ما: فالكاتب يرى إقبال الناس على كتابه، وصاحب دار النشر يقيسه بالمبيعات والأرباح والخسائر، والمحاضرون يقيسونه بمدى دعوتهم أو دعوة أصحابهم للمحاضرات، والبعض يقيسه بازدحام الناس في المعرض كمؤشّرٍ للنجاح.وبين كل تلك المداخلات واختلاف الآراء وأدوات القياس المختلفة، تَبادر إلى ذهني أمرٌ وكأن قول الله تعالى يتمثّل أمامي: ﴿ثم لتسألن يومئذٍ عن النعيم﴾ (سورة التكاثر). فكثيراً ما أرى قرّاء يشترون كتباً ليسوا بحاجةٍ إليها، أو يشترونها من باب التجميع لا القراءة، أو لأن طبعة دارٍ معيّنة أفضل من طبعة دارٍ أخرى، بينما لا أرى أحداً حرم نفسه لقمةً ليشتري كتاباً، أو جوّع أولاده لاقتناء كتاب وهذا فضلٌ يستوجبُ شكراً.وهذا لا يقلّل من قيمة القارئ في أي ظروفٍ كانت من العيش، ولكنه استشعارٌ للمسؤولية تجاه نعمة الرخاء أمام المُنعم. فإذا كُفي الإنسانُ رزقه، وجب عليه أن يؤدّي زكاة هذه النعمة، وأقلّها القراءة الجادّة، أو استشعار نعمة الوقت والمال والصحة؛ فهي نعمٌ ليست بالقليلة، بل هي أعظم النِّعم التي قسمها الله له. وتكون القراءة حينها وسيلةً لتحرير العقل من قيود الاتباع الأعمى، ودرباً للتفكّر والتدبّر الذي أمرنا به، وقليلاً ما نأتمرُ به.وأعتقد أنه لو نظر الإنسان في حاله لعرف أن الوفرة والرخاء والترف الذي يعيش فيه هو نعمةٌ تستوجب استغلالها في إعمار الوقت والشعور بالمسؤولية، مقارنةً بمن حالت ظروفه دون شراء كتاب قد يكون في أمسّ الحاجة إليه لإنجاز بحث، أو استكمال دراسة، أو حتى لمجرّد الاطلاع. فيعرف حينها قيمة ما لديه من وقتٍ ومالٍ وصحّة، ليقرأ ويسدّ ثغرةً مجتمعية بشرية بأداء زكاة العلم: كنشر فائدة، أو إيصال معلومة.ومن الأمور التي تجعلني حريصاً على حضور معرض الكتاب بشكل شبه يومي هو الالتقاء بالقرّاء والكتّاب والمفكرين والمثقفين، وتبادل الآراء والخبرات، والتناصح في الكتب التي لم أقرأها بعد، أو مناقشة الكتب التي قُرِئت؛ فربما تقرأ كتاباً من منظورٍ آخر وزاويةٍ أخرى فتصل إلى نتيجة مختلفة.فتلك اللقاءات تُعدّ دافعاً نفسياً يدفع إلى الأمام، ويقاوم فتور القراءة الذي يغزو القارئ بين فترةٍ وأخرى، فيسعى القارئ بشتى الطرق للخروج من ذلك الفتور الثقيل على النفس، المانعِ مما يحبّ.كانت هذه الفترة محفّزةً، مشجّعةً، دافعةً - إضافةً إلى اقتناء كتبٍ جديدة تبعث في النفس الحافز. وإن كان الدافع للقراءة هو الفراغ وتوافر المادة، فذلك خيارٌ ناجح؛ فلا أحبُّ إلى قلبي من شخصٍ وجد عنده مالاً ومتّسعاً من الوقت فاستثمره في عقله، فهو خير ما يُستثمر فيه، ليعود ذلك الاستثمار على إيمان القلب، ونقائه من فراغ الغاية، وغياب الوجهة القلبية، والخواء الروحي الذي يدفع الإنسان إلى ضياع المال والوقت وإتلاف العقل وظلمة القلب.

حمد الحمد

الالتزام المغلوط والنظرة التوحدية!
هناك التزام مغلوط بمعنى إنسان يبالغ في محاولة فهم الدين من دون إعمال العقل، فيكون التزامه شعبياً بغير علم شرعي، أذكر حكايات قبل ظهور وسائل التواصل، يقول مواطن كنت أصحو كل صباح وأقرأ كل مقالات الصحيفة قبل أن يستيقظ أهل البيت خصوصاً الأبناء والبنات، وأقوم بقص كل مقال به رائحة فكر ليبرالي أو غير ذلك، وآخر اتصل بشيخ دين يقدم فتاوى على التلفزيون وسأله عن مشكلة يتعايش معها وهو أنه طوال عمره كان يمنع أطفاله من مشاهدة التلفزيون خشية أن تتلوث أفكارهم ولكن الأطفال كبروا والآن ماذا يعمل؟وهذه الأيام سمعتُ حديثاً لشاب خليجي يقول، التزمت وتركت لحيتي تأخذ راحتها حتى وصلت لمنتصف بطني، ولكن لنظرات الناس بدأت أقصر وأقصر في اللحية، لكن في يوم وقعت الطامة الكبرى حيث إنني التزمتُ حرفياً بنص (غض البصر)، لهذا كلما كنتُ أتحدّث مع امرأة صغيرة أو كبيرة كنت أنظر للأرض ولا أنظر للمتحدثة خشية الوقوع بالإثم، وكان ذلك يثير استغراب النساء، حتى جاء يوم وقالت لي فتاة وأنا أحدثها وأنظر للأرض، قالت بسخرية: (انت فيك توحد... انت مريض توحد؟)، هنا غضبت وقلت (لا ليس بي توحد) قالت (إذاً لماذا تنظر للأرض؟)!هذه الأيام ظهر الكثير من ذوي الالتزام الشعبي وليس الشرعي وارتفع صوتهم رغم أنهم كانوا يعيشون في صمت تام رغم مرور قضايا كبرى علينا في الفترة الأخيرة ولا حاجة لذكرها الجميع يعرفها!خرج هؤلاء يساندون القانون المقترح بشأن الأحوال الشخصية ويساندون بشدة إلغاء الوصية الواجبة من ناحية شرعية رغم أن لها مصالح كبرى للمجتمع والأسرة، ويساندون بند أن تخدم الزوجة زوجها رغم أن هذا أمر طبيعي وأن مَن لا تخدم، مصيرها الطلاق ولا حاجة أن نضعه في تشريع.ويساندون ألا تخرج المرأة إلّا بإذن زوجها .رغم أن ما ذكرته أمور بدهية تحدث داخل الأسر يفترض أن المشرع لا يؤطّرها بقانون، وأن الكثير من النساء يقمن بأدوار كبرى خارج أدوارهن، تجدها تدرّس الأولاد وتقوم بكل أعباء المنزل ولها وظيفة بل تجدها عند الحلاق تحلق لطفلها، وعند التموين وعند الجمعية والكثير والكثير، بينما الزوج في استراحة فكرية وذهنية منشكح بالديوانية .إذاً المبالغة في هكذا أمور خاصة بالأسرة لا يمكن أن نضعها في قوانين، ولو وضعت لكان الخاسر أولا وأخيراً الرجل.