د. مبارك الذروة

التغيير لا مفرّ منه
كثيراً ما تخالجني أهمية الشعور بالتغيير ومواجهة النمطية في حياتي، فالتغيير لا مفرّ منه شئنا أم أبينا، فهو سنة الله في خلقه. كل ما حولك متغيّر ولو بشكل عفوي ومع ذلك تعود الأشياء إلى طبيعتها؛ فالشمس تشرق ثم تغيب لتعود مرة أخرى في صباح يوم جديد لتشرق. المياه الراكدة آسنة لا تصلح للحياة والشرب والطهارة لأنّها باختصار غير متجدّدة، والكلمات الباهتة المكرّرة لا روح فيها لأنّها تخلو من الحركة والتجديد. «إنّ الله لا يغيّر ما بقومٍ حتى يغيّروا ما بأنفسهم»، هي آية عظيمة تدعو إلى التغيّر الداخلي والانطلاق نحو الخارج، للتغيير والتجديد. فهل راجعنا أسلوب حياتنا وإدارتنا وسلوكياتنا؟ هل قوّمنا مساراتنا الفكرية والثقافية والإعلامية والسياسية والاجتماعية؟ كل الثقافات والحضارات والديانات الخالدة ما كان لها أن تولد، لولا روح التغيير والعزم على التجديد. وبالتغيير يتطوّر الإنسان وتتحسّن حالته ومزاجه، فلماذا نخاف إذاً من التغيير أو حتى نراجع مواقفنا وأفكارنا، ولماذا ننهزم أمام صوت اللاشعور الذي قد ينتابنا، حين يدعو إلى التغيير أو تجديد المسار. الجماهير العامة صماء والعقل العام مغلق يخشى من التغيير، لأنه ألف القديم وعاش على فتاته. وستظل كذلك لأنه السواد الأعظم الذي يتدفّق بصمتٍ خلف الجديد، ولو بعد حين ومن دون شعور وبعد فوات الأوان. خذ مثلاً؛ مدارسنا والتعليم لم تكن مستعدة للتغيير المفاجئ بسبب جائحة «كورونا»، وتعثرت خطواتها عند استخدام التعليم الرقمي وبرامج الأون لاين، وانقسم الناس بين مؤيد ومعارض ثم سارت خلف الجديد؛ وفي رأيي ليس لأنها غير مواكبة للتغيّر بقدر ما كانت غير مستعدة نفسياً للتغيّر والتجديد، وينتابها الخوف والجهل ومواكبة لمستجدات القرن الجديد، وقديماً قالوا: المرء عدو ما يجهل. لم يعد العالم قرية صغيرة بل أضحى بين يديك وأمام عينيك... فالتغيير قادم، فكن على وعي به وإلا سيجرفك تياره، وأنت في فراشك. إن لم نتغيّر بوعيٍ وإدراكٍ فالتغيير آتٍ، فاختر ما تشاء واقرأ ما تريد وحدّد وجهتك، وإلا فإنّ هناك ما يجرفك ويأخذك للمجهول الذي قد لا تعرفه. في الأدب والفكر والسياسة والعلم كان التغيير هو وقود العباقرة والمنتجين عبر التاريخ. لم يكن العقاد عبقرياً في أسوان لكنّه صنع عبقرياته بعد رحيله إلى القاهره، ونفض كل تركة الماضي ليشاهد مسرحاً من الحاضرالأجنبي والوافد الغريب والجديد تعج بها طرقاتها. فكان وعيه واستعداده اليقظ وإدراكه لمكونات التغيير مُعيناً له على امتصاص موجات التغيير وابتلاعها ليقدم روائع انتاجه. وما كان لأنيس منصور الكاتب الفيلسوف، أن يكون إحدى روائع أخبار اليوم وصاحب الصالون العظيم ورحلاته حول العالم، الذي عاش شبابه بين المدرسة والكتاب، لو لم يكن منفتحاً على الفنون والآداب واللغات. وكذا كان رفاعة الطهطاوي صاحب تخليص الإبريز، علماً من أعلام الفكر الحديث وتحديث التعليم، لو لم ينفض رواسب الماضي ليشاهد باريس ومعالم التجديد في حواضرها. لنتغيّر ولنتجدّد... لنرمي عن كواهلنا كل مفردات الرتابة والتحنيط. لنجدّد أنفسنا كي نتجدّد. حي على الفلاح... دعوة للتجديد... ونداء لذوي الهمم... فسيروا مع ذوي الهمم العالية ولا تقفوا. مئات الطرق والوسائل التي سلكها توماس إديسون في البحث عن خيط يوصله لاكتشاف المصباح... كلها فشلت وتساقطت همته، ولولا رغبته وعزمه في الاستمرار لوقف التغيير، ولما وصل أخيراً لاكتشافه ليصبح أبا الكهرباء العظيم. وهذا الطفيل الدوسي كان يضع قطناً على أذنيه حتى لا يسمع كلاماً سيغيّر نهجه وحياته، في ما بعد من النبي الأمين صلى الله عليه وسلم؛ لكنه كان شجاعاً حين عزم وقرر أن ينزع قطن الجمود، ليسمع ويتحقق بنفسه فكانت هدايته ومعرفته للفكر الحضاري الجديد وليكون داعياً لأهل اليمن بعد ذلك. إرادة التغيير هي البداية لأي نهضة والعزم على المسير دون التفاف للمشككين، هي سبيلنا لاستعادة التحول الحضاري والنهوض بأوطاننا. لا يعني التغيير أن نتنازل أو نتراجع عن الصحيح؛ ولا يعني التغيير أن نتحوّل إلى عقول مخدرة لا تميّز ولا تتفحّص، لكنها حالة من المواكبة للجديد ومواءمة للتحولات من حولنا، وضدها الجمود والركود الذي أول ما يقتل صاحبة ليموت مكانه بينما تسير الركبان لتستكمل المسير.

د. محمد البدّي

فقـه الاقتصاد الإسلامي وجامعة الكويت
وافق مجلس العمداء في جامعة الكويت مشكوراً على استحداث تخصص فقه الاقتصاد الإسلامي، وعلى الرغم من تأخر هذه الخطوة إلا أنها أتت في المسار الصحيح، فقد تزايد الاهتمام بهذا التخصص والحاجة إليه على المستوى المحلي والعالمي، ولا شك أن دولة الكويت رائدة في مجال الصناعة المالية الإسلامية، وينبغي أن تواكب ذلك التقدم وتسايره أكاديمياً، فنشكر كل من سعى للموافقة على هذا القسم المستحق، ونشكر على وجه الخصوص فضيلة الدكتور ياسر عجيل النشمي القائم بأعمال عميد كلية الشريعة تحريكه لهذا الملف واجتهاده وإخلاصه لإنشاء هذا التخصص الجديد، وتنسيقه مع مجلس العمداء وعميد كلية العلوم الإدارية. ومما يؤكد أهمية إقرار هذا القسم حاجة سوق العمل في القطاعات الاقتصادية المختلفة في الدولة، والتي هي في أمس الحاجة لخريجيّ تخصص فقه الاقتصاد الإسلامي ليسدوا فراغاً كبيراً في مؤسسات الاقتصاد الإسلامي سواءً في القطاع الخاص أم العام، وأذكر منها على سبيل المثال بنك الكويتي المركزي، وهيئة أسواق المال، وهيئة الشراكة بين القطاع العام والخاص، وهيئة تشجيع الاستثمار، والبنوك الإسلامية، والشركات والصناديق الاستثمارية الإسلامية، ووحدة التأمين بوزارة التجارة، وشركات التأمين الإسلامي، وبيت الزكاة، والأمانة العامة للأوقاف، وغيرها. والمتأمل في تخصص فقه الاقتصاد الإسلامي يجد أنه يجمع بين علم الفقه بالشريعة الإسلامية وعلم الاقتصاد الذي يدرس النشاط الاقتصادي من استهلاك وإنتاج وتوزيع وتبادل، وما ينشأ عن هذا النشاط من ظواهر وعلاقات، محاولاً تفسيرها من خلال القوانين الاقتصادية والتحليل الفني وذلك بالاستعانة بالنماذج الاقتصادية من رسوم ومعادلات ورياضيات للكشف عن الأسباب التي تكمن وراء هذه الظواهر ورصد العلاقات بين المتغيرات الاقتصادية، والتنبؤ بالمستقبل لرسم السياسات الاقتصادية. ولذلك، نشأ الخلاف في تبعية التخصص... في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية أم لكلية العلوم الإدارية، حتى أقر أخيراً تبعيته لكلية الشريعة والدراسات الإسلامية، إلا أن هذا الأمر يحتاج إلى أساتذة متخصصين في فقه الاقتصاد الإسلامي، والذين عندهم القدرة على تدريس المواد الاقتصادية والحكم عليها فقهياً وشرعياً مثل مبادئ الاقتصاد الإسلامي، ومدخل إلى النظرية الاقتصادية الكلية والجزئية، ونظريات التنمية، والمالية العامة، والرفاه الاجتماعي والاقتصادي، والنظرية النقدية والأسواق المالية، بالإضافة إلى مواد الرقابة والتدقيق الشرعي واقتصاديات الزكاة والوقف والمعاملات المالية والإسلامية وغيرها. وبذلك يتكوّن لدى طالب فقه الاقتصاد الإسلامي مجموعة من التحصيل العلمي الذي يؤهله للعمل في مؤسسات الاقتصاد الإسلامي، حيث تهدف دراسة هذه المواد إلى: 1 - معرفة الطالب لأهم المبادئ والنظريات والقواعد والمفاهيم الأساسية في مجال الاقتصاد والاقتصاد الإسلامي. 2 - اكتساب أهم الأدوات التي يمكن من خلالها فهم وتحليل الموضوعات الاقتصادية وربطها بما يتصل بها من أدلة شرعية ونصوص فقهية. 3 - قدرة الطالب على متابعة المسائل الاقتصادية والفقهية المستجدة في مجال الاقتصاد الإسلامي، وفهم تنزيل الأحكام الشرعية عليها. 4 - التأصيل العلمي المؤهل لدرجة الإفتاء في المسائل الاقتصادية والمالية وشغل عضوية هيئات الرقابة والتدقيق الشرعي. وأخيراً، فإن المأمول مواصلة الجهود لوضع المواد المناسبة لهذا التخصص وتعيين أساتذة أكفاء قادرين على تحقيق تلك الأهداف لإعداد مخرجات تفيد قطاعات الاقتصاد الإسلامي، سائلين المولى عز وجل التوفيق والسداد والنجاح. [email protected]

د. محمد العدواني

ورحلَ عن الكويت صُباحها
انتقل إلى جوار ربه ورحمته قائد الإنسانية أمير الكويت الراحل حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح. ترجّل الفارس عن صهوة العمل السياسي، والإنساني. بعد أن أفنى شبابه وجل عمره في ميدان السياسة. حتى أصبح أحد أساطينها وأحكم الرجال في تناولها، والعمل بها. فزادته حكمة وعقلانية في تعامله مع جل الخطوب وأعتى المواقف وأعقد القضايا. رجل صلب وحازم وصارم في تعامله مع الأمور. ولكن في قلبه لين ورحمة ومحب للسلام والإنسانية. حتى تربّع على عرشها بكل كفاءة واقتدار، فحصل على لقب قائد الإنسانية لمواقفه تجاه الإنسان والإنسانية. عمل طوال عمره في لملمة الشمل العربي، ورأب تصدعاته وانشقاقاته، وانقساماته، بكل حكمة وبصيرة، وبكل ما أوتي من قوة وقدرة، دعم العمل العربي معنوياً ومادياً، وشمله بحكمته، وسعة صدره. حتى أصبح الحكيم الذي يلجأ الجميع لأخذ مشورته، وسماع رأيه والاحتكام إلى قراره. لم يأل جهداً في دعم كل جهود المصالحة العربية في الماضي. كما هو الحال في وحدة اليمن، وإطفاء نيران الحرب في الأردن بين الفلسطينيين والأردنيين، وبذل قصارى جهده في رأب الصدع في الحرب الأهلية اللبنانية حتى تحقّق النصر في مؤتمر الطائف بالسعودية، وفي الأزمة الخليجية لم يتوانَ يوماً عن دعم جهود المصالحة وتقريب وجهات النظر بين الأطراف، ودعم الشعب السوري واللاجئين ، وتسامى على جراحه، ومد يد العون والسلام للعراق وأهله، وعمل على جمع العالم من أجل مساعدته، وفي الداخل كان كل همه الكويت وأهلها ، فقادها بسلام وحكمة، وكان ربانها الماهر وسفينتها تموج بها رياح الصراعات، وتلاطم المصائب والملمات على المستويين الإقليمي والعالمي. كان صديقاً للجميع ومتسامحاً مع العدو قبل الصديق، فحاز عن جدارة لقب أمير الإنسانية.رحم الله والدنا الشيخ صباح، وأسكنه فسيح جناته، وللكويت وأهلها خالص العزاء والمواساة. و«إنا لله وإنا إليه راجعون».

د. محمد خالد العازمي

محاربة الفساد... مسؤولية الجميع
تتناقل رسائل وإشاعات عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن الفساد، وربط محاربته بأشخاص وكأنهم هم فقط المسؤولون عن مواجهة كل هذه التجاوزات، وذلك غير صحيح لأن محاربة الفساد يجب أن تكون من الجميع، والمحافظة على أمن الكويت أيضاً هي مسؤولية الجميع. عزيزي القارئ... كم واحد منا لم يحارب الفساد وهو يعلم أن هناك فساداً، كم من أشخاص لم يقوموا بالواجب المنوط بهم لإيقاف هذا الفساد والحد منه، لماذا نحمل دائماً مسؤولية الفساد للحكومة أو لأعضاء مجلس الأمة المحترمين، ولا يعني ذلك أنه لا يوجد قصور من السلطتين التشريعية والتنفيذية، وإنما يجب على الجميع السعي للمساهمة في إيقاف والحد من هذا الفساد. ومن تجربة شخصية لم أواجه في حياتي مسؤولاً يدعو أو يوجه إلى الفساد، وإنما دائماً ما تكون التوجيهات نحو محاربة الفساد، وذلك لمصلحة دولتنا الغالية، والتي نطمح ونرغب جميعاً بأن تكون في مقدمة الدول، كما كانت وستعود بإذن الله درة الخليج. فالخلاصة: لا تنتظر من يوجهك لإيقاف الفساد، بل يجب أن تكون مبادراً، من خلال المهام والمسؤولية التي تتحملها ودع المسؤول الذي يليك يقوم بدوره المطلوب منه، وبذلك نصبح من الذين ساهموا في إيقاف الفساد ومحاربته بالطرق القانونية وفقاً للإجراءات المتبعة، فالمتفائلون يحققون نجاحات وإنجازات أكثر من المتشائمين الذين دائماً ما يتذمرون في وسائل التواصل الاجتماعي، وكأن الفساد والخراب والدمار بلغ منتهاه، وذلك بلا شك غير صحيح وغير مقبول أصلاً، فالتكاتف مطلوب خلال هذه الفترة بالذات، من أجل المصلحة العامة، وكذلك التعاون ودعم إجراءات الحكومة، للخروج من هذا الوباء، ونسأل الله العظيم أن يرحم جميع موتى المسلمين ويشفي مرضى المسلمين، وحفظ الله الكويت. [email protected]

د. منى عبدالمحسن الشمري

التسويق الصادم لمِهنة التمريض
التمريض، مِهنة عانت من التنميط العام والتخبط في الآراء والإدراكات والتوجهات لفترة طويلة. ويتغافل الجميع عن حقيقة المهنة بأنها مهنة إنسانية أثبتت وجودها عبر الزمن، وأحدثت تغييرات كبيرة في الانضباط والتصور المستقبلي للمهنة خصوصاً خلال جائحة (كوفيد-19)، والتي أثّرت بشكل مباشر وإيجابي على المهنة. وهنا يأتي دور دولة الكويت في التوجه نحو استثمار الطاقات من القائمين على المهنة (قطاعي التعليم والصحة)، وذلك للنهوض بها وتطويرها من ناحية التعليم والتدريب. ونقصد إنشاء اتحاد تمريض وهيئة مهنية قوية في التمريض تواكب ما نشارك فيه حضورياً حول العالم، ولكن دون حق العضوية بسبب التأخر التطويري في المهنة رغم وجود ثلاث مؤسسات تعليمية في مجال التمريض في الكويت تحتوي على هيئة تدريسية أكاديمية وتدريبية من ممارسين أكفاء في مهنة التمريض ولديهم خبرة علمية وعملية في التدريس والتدريب. فتعليم التمريض في الكويت يصنف إلى 3 مستويات كالآتي: المستوى الأول: خريج معهد التمريض بعد إتمام تسع سنوات من التعليم المدرسي ما يعادل الثانوية العامة إذا أتمّ الدراسة في المعهد بنجاح. المستوى الثاني: خريج الدبلوم والذي أتمّ 12 عاماً دراسياً من التعليم الثانوي (علمي) بنسبة 60٪ وما فوق. المستوى الثالث: حاصل على بكالوريوس العلوم في التمريض والذي أتمّ 12 عاماً دراسياً من التعليم الثانوي (علمي) بنسبة 70٪ وما فوق. أما في قطاع الصحة، فيصنف العاملون في الهيئة التمريضية حسب قرار مجلس الخدمة المدنية إلى ست فئات من الوظائف الفنية وفئتين من الوظائف المساندة حسب مؤهلاتهم العلمية، وبناء على التدرج المهني للممرض والممرضة، وبغض النظر عن كفاءة تلك التصنيفات أو عدمها وأنها تعزّز الصورة السائدة عن التمريض بأنها مهنة غير مستقلة لافتقارها للخوض في الهيكل التنظيمي لوزارة الصحة وشح بيروقراطية بعض السياسات في الدولة التي أدت إلى تدخل غير الممارسين للمهنة بوضع هذه المسميات «العشوائية» للعاملين في مهنة التمريض. ونتج عن ذلك زعزعة وضع الممرض والممرضة وأدى إلى إشكالية عدم قدرتهم على تطبيق الوصف الوظيفي والذي لا يعكس ممارسات التمريض، إضافة إلى أن أساس الوصف الوظيفي ضعيف فهو يحتاج إلى تطوير جذري. فإما أن يمارس الممرض أكثر مما ذكر في الوصف الوظيفي أو يطبق الوصف الوظيفي بحذافيره. وذلك لأن عمل الممرض والممرضة لا يتمحور حصرياً على الأفراد، ولكنه موجه نحو الأداء الفعّال لأنظمة الرعاية الصحية المتعدّدة بدليل التخصصات المختلفة التي يعمل بها الممرض حالياً في سوق العمل العالمي مثل باحث، استشاري، متخصص، رئيس عيادة وغيره. وهنا نتساءل: ماذا نحتاج للتمريض في الكويت؟ نحن بحاجة إلى هيئة تمريضية قوية ومدعومة في الكويت تتكون من كفاءات متعددة من قطاع التعليم والصحة العام والخاص. كذلك نحتاج تواجد صوت من التمريض في الهيكلة والتسلسل الهرمي لوزارة الصحة. والأهم من ذلك نحتاج إلى الصحوة والانتباه لأقوالنا وأفعالنا بالحديث عن التمريض. التمريض ليس دعاية أو تجارة، ولا يحتاج للتسويق.

د. نادية الخالدي

نتائج الثانوية وصحة أجيالنا النفسية
كل ما نحتاجه في تأسيس جيل جديد (هو صنع جيل يعي ما يستطيع تقديمه لنفسه وللأجيال بعده)، وما كنا نحتار فيه هو كيفية إيصال هذا الجيل لعمق الصحة النفسية والفكرية والاستقرار النفسي.وعند حدوث أزمة كورونا أصبحت الحياة ترتبنا معها، فما كان ممنوعاً بالأمس أصبح واقعاً اليوم فالهواتف كانت ممنوعة في المدارس والآن المدارس هي داخل تلك الهواتف، وهذا يدل على مرونة الحياة وتغيراتها المستمرة، وإن لم نواكب التغيير واكبنا بالتأكيد التأخر. ولأن التغيير الغريب والجديد الذي يحدث لنا هذه الأيام يحتاج أن نكون مبصرين وواعين كفاية له، نجد أن طلاب وخريجي «كورونا» هم من كان لهم نصيب الإبداع الكافي في قياس قدراتهم على التغير المفاجئ، والتأقلم مع النظم الجديدة التي لم يعتادوا عليها في تحديد مصير حياتهم، (وعند) استغرابي لكثير من المعارضين لنسبة النجاح العالية، إلا أنني أؤيدها بشدة فأبناؤنا يحتاجون أن نعطيهم الثقة والفرصة في اختيار تخصصات ومهن تواكب ميولهم الحقيقة، لا درجاتهم وتجميعها العالي، فكم من فنان لم نستطع اكتشافة لأن درجاته لم تسمح له دخول كلية الفنون، أو كم من جراح لم نتعرف عليه لأن درجاته وتجميعها لم تسعفه للدخول في كلية الطب، وكم من أديب ساقه القدر لاتجاه بعيد عن الأدب بسبب درجة أو درجتين !لا أمانع سلم الدرجات بل هو أمر مطلوب جداً، ولكن أؤيد اختبار الميول المهنية ودروس الموهبة والإبداع، وإعطاء ومنح الفرص وإطلاق القدرات، وألّا تحصر معايير القبول على رقم تم تجميعه فقط، من أسئلة وامتحانات نظرية بل يضاف إليها ميول ورغبات وإمكانات واستعداد الطالب نفسه.فكثير من الطلاب جيد شفهياً، وغير جيد كفاية في التحرير الورقي، هل هذا يعني أنه ضعيف التحصيل أو أنه قد يكون مبدعاً بحيث لا يستطيع حصر عقله بقلم وورقة؟العلم عالم واسع ولو كنت صاحبة قرار لجعلت الطلاب يختارون الكليات، بما يتوافق مع استعدادهم المهني والفكري والأدائي ورغباتهم وإبداعاتهم، هذه الخطوة الأولى ثم يبدأ ميدان خيارهم، ودراسته هو من يختبر ويحدد معيار استمرارهم أم انسحابهم. أخيراً ألف مبارك لكل الناجحين في الثانوية (الخريجون الكورونيون)، الذين دخل تخرّجهم التاريخ. وشكراً لكل مربٍ ومُعلم اجتهد في هذا الدور.‏Twitter &instgram:@drnadiaalkhaldi

د. هشام ناصر الرويح

الرياضة لم تعد ممارسة وهواية
ألزم الدستور الدولة رعاية الشباب، ولذلك أوكل إلى وزير الدولة لشؤون الشباب هذه المسؤولية عبر هيئتي الشباب والرياضة.الهيئة العامة للرياضة بموجب قانون إنشائها اهتمت برعاية الحركة الرياضية في البلد والعمل على تدعيمها ونشرها وتطويرها وفقاً للمبادئ الأولمبية الرياضية، الأمر الذي حد من فعاليتها وقدرتها على تطوير الرياضة، حيث اقتصر دورها على صرف الدعم المادي وتمويل إنشاء المنشآت الرياضية وصيانتها دون القدرة على التدخل بشؤون الأندية أو الاتحادات الرياضية أو حتى رسم السياسات العامة لتطوير الرياضة.كما كان لتغيير مفاهيم الرياضة بالعالم من هواية إلى احتراف، حيث تمكنت الفرق الرياضية من تعظيم مواردها المالية فتحوّلت إلى كيانات تجارية، كما تمكن عدد أكبر من الرياضيين من جعل الرياضة مهنتهم الأساسية، الأثر المماثل على عدم قدرة الهيئة العامة للرياضة على مواكبة تغييرات الرياضة العالمية فأصبحت عاجزة عن إدارة شؤون الحركة الرياضية أو حتى سن القوانين المنظمة المناسبة للاحتراف دون أن يعتبر ذلك تدخلاً بالرياضة ونقضاً للمواثيق الأولمبية الرياضية.في ظل ذلك القصور والتطور لمفاهيم الرياضة، يتعيّن إعادة النظر بمسؤولية الدولة اتجاه الرياضة، كما يتعيّن إعادة النظر في كيفية إدارة الحركة الرياضية.من الممكن أن تصبح الرياضة أحد موارد التنمية الاقتصادية، وعلى الدولة استغلال الرياضة لزيادة الإيرادات غير النفطية عبر توظيف الرياضة لجذب السياحة والترفيه، وذلك باستخدام منشآتها الرياضية كمرافق لإقامة الفعاليات الرياضية عبر تأجيرها للكيانات الرياضية التجارية (أندية أو أي كيان يرغب بإقامة نشاط رياضي أو ترفيهي). كما يتعين التوقف عن صرف الدعم المادي تدريجياً ومن ثم إعادة توجيهه نحو إقامة المزيد من البنى التحتية التي تخدم الهدف الجديد، على أن توجه الإيرادات الجديدة نحو الرعاية الواجبة بالدستور للنشء عبر تفعيل الرياضة المدرسية ولذلك عن طريق إقامة المسابقات الرياضية المدرسية لجميع الألعاب.أما الأندية فعلى الدولة مسؤولية تحويلها إلى كيانات تجارية، على أن تعمل الأندية على إيجاد مصادر دخل مستقلة عن الدولة وذلك باستخدام حقوق الاسم التجاري، أو البث التلفزيوني، أو تبادل حقوق اللاعبين، أو بيع تذاكر المباريات.كما يتعين أن تؤسس الأندية دوريات خاصة فيها وتضع قوانينها الخاصة فيها ويكون لاعبوها نواة المنتخبات. أما الاتحادات فتلغى وتكون اللجنة الأولمبية الكويتية المسؤولة عن المنتخبات الرياضية.لذلك، أرى أن يتم تفعيل دور اللجنة الأولمبية وإعادة تشكيلها والعمل على إعادة صياغة قانونها بما يتناسب ودورها الجديد كمظلة لإدارة الحركة الرياضية الوطنية مع إنشاء وزارة للرياضة لوضع السياسات العامة لتطوير الرياضة وتحفيز المستثمر المحلي والأجنبي للاستثمار بالرياضة لتوفير فرص عمل للشباب، على أن تترك إدارة الرياضة الاحترافية للكيانات الرياضية التجارية. وعليه يتعين تعديل قانون الرياضة وإلغاء قانون الاستغلال والاستثمار اللذين أفرغا الرياضة من مضمونها . كما يتعين العمل على خصخصة الرياضة (الأندية) بأسرع وقت وسن قانون خاص بها.وأخيراً، البدء من تفعيل اتحاد الرياضة المدرسية وتمكينه من إقامة دوري تنافسي بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم العالي عبر تشجيع مشاركة الطلاب والطالبات بالفرق الرياضية المدرسية، والاهتمام بمادة التربية البدنية كمادة أساسية، ليكون الدوري المدرسي الرافد الأساسي للفرق السنية للهواة ومن ثم للأندية المحترفة.إنّ الرياضة لم تعد ممارسة وهواية، بل أصبحت مسؤولية مشتركة لجهات عدة من أجل رفع اسم الكويت.

د. وائل الحساوي

أين تبخرت الـ 50 مليار دينار؟!
هل يعقل أن نفقد 50 مليار دينار خلال سنوات قليلة، وأين ذهبت تلك المليارات؟!كشف رئيس لجنة الميزانيات والحساب الختامي عدنان عبدالصمد أن الفوائض المالية الفعلية المحققة خلال السنوات 1999 ولغاية 2019 بلغت 50 مليار دينار، وأن هذه الفوائض جرى ترحيلها إلى الاحتياطي العام إلا أنها استنفدت نتيجة غياب النهج الحصين!وقال عبدالصمد إن هناك عجزاً تقديرياً قدره 14 مليار دينار في الميزانية، كما ذكر النائب صالح عاشور بأن الميزانية شاملة إلا أن الحكومة تعمل على تجزئتها، وبالتالي لا يمكن معرفة مركز الكويت المالي حتى على رئيس الحكومة أو وزير المالية، وعليه لا يمكن زيادة إيرادات الدولة بهذه الطريقة؟!كما طالب النواب باسترداد ديون الكويت من الدول التي اقترضت منها، ومنها مصر الشقيقة التي يبلغ دينها على الكويت 4 مليارات دينار وهي قادرة على السداد!وقد صرح وزير المالية الكويتي براك الشيتان بتاريخ 30/ 8/ 2020 بأن هناك حاجة لاقتراض 20 مليار دينار كويتي.وبالرجوع الى حسابات جريدة «الراي» فإن الدولة قد جنت 231 مليار دينار على مدى الخمس عشرة سنة، وقد حصل صندوق الاحتياطي العام على 52.2 مليار، وهو ما يعادل 22.6 في المئة من ايرادات الفترة، بينما حصل صندوق الأجيال القادمة على 33.6 مليار دينار.ويبين وزير المالية السابق بأن ما كونته الدولة من فوائض خلال السنوات السمان الـ15 الماضية محفوظ في الاحتياطات العامة للدولة، ولم يتبخر كما يخيل للبعض، وأن حالة العجز المسجل في ميزانية الدولة عن العامين الماضيين هو بسبب ترحيل العجز إلى الاحتياطي العام.كيف نوفق بين هذه التطمينات وبين الواقع الذي كشفه المتخصصون في الإدارة المالية في البلد، وكيف تبخرت فوائضنا المالية فجأة ؟ أم أن في الأمر سراً لا ندركه؟!الأمر المؤكد هو أننا نمر بمرحلة حرجة تتطلب شد الأحزمة ونسيان مرحلة التيسير التي عشنا فيها سابقاً، فالاستدانة من الغير تمثل ذلاً للإنسان ومرحلة من الهوان.ويجب عدم أخذ الأمور بسهولة، فإذا كانت تلك الفوائض قد تبخرت بهذه السرعة، فإن الجد مطلوب، ولا بد من الضغط على زر «الهون أبرك ما يكون».

د. وليد التنيب

محطة قد تكون مهمة
هناك محطات عديدة بحياة الإنسان... بعضها يبتسم ويفرح إذا تذكرها ويحاول دائماً أن يتذكرها... وعلى النقيض هناك محطات في عمر الإنسان يحاول أن ينساها... وإن تذكرها تراه يمر بحالة من الحسرة... حسرة قد تمتد لحالة من الغضب.مهما تعددت هذه المحطات... كثرت أو نقصت فإن المركب مستمر بالتحرك والتنقل من محطة إلى أخرى... أنت محظوظ إن كنت ما زلت من ركاب المركب... لأن غيرك لم يعد كذلك.مركب الحياة السياسية في البلد مستمر بالتحرك... تواجهه العديد من الصعاب الداخلية والخارجية... صعاب حقيقية وأخرى مفتعلة.كان مركب الحياة السياسية في البلد قد توقف عند محطات عدة... في إحدى هذه المحطات قررت مجموعة من الركاب النزول والامتناع عن المشاركة في الرحلة لأسباب عديدة ليس هذا هو المجال لذكرها أو مناقشة صحتها أو خطئها... لكنهم قرروا النزول من هذا المركب والاكتفاء بمتابعة مشاهدة الرحلة أو انتقاد تحرك المركب... بعدها توقف المركب في محطات مهمة... بهذا التوقف اقتنع البعض بالعدول عن رأيه وقرر الصعود والمشاركة... وتحرك المركب وما زال البعض ممتنعاً عن الركوب... امتناعه لأسباب عديدة منها تغيير شروط تذكرة الدخول...!المركب الآن يستعد للوقوف في إحدى محطاته... ستكون محطة مهمة بجميع المقاييس... فالأحداث الدولية سيكون لها انعكاس على شأننا الداخلي.سمو الرئيس... نشكرك شكراً جزيلاً على ردودك في الاستجواب الأخير... ونشكر الفريق المساعد لك... سمو الرئيس نشكرك لأنك احترمت الشعب وقررت أن توضح له الأمور... سمو الرئيس إن غالبية مَنْ كانوا في القاعة لم يكن همهم الاستماع لك... لأنهم منشغلون بأمور أخرى... و لأن خطابك كان للشعب فقد أبدعت ولك جزيل الشكر.سمو الرئيس... الجميع في انتظار وقوف المركب، لمعرفة هل سيتم توجيه الدعوة للجميع للركوب أم أنها دعوة خاصة.الخلاصة...عفو خاص... سيفرح البعض ويغضب الطرف الآخر.عفو عام... سيفرح البعض ويغضب الطرف الآخر.الطرفان رافضان الجلوس مع بعضهما للتفاهم على صيغة ترضيهما جميعاً... و الكل مُصرّ على صحة رأيه وخطأ الرأي الآخر... والنتيجة كالعادة الشعب هو المخطئ... فهل يصلح الشعب خطأه في المحطة القادمة، ويختار أشخاصاً تؤمن أننا في بلد مؤسسات وأن المركب يتسع للجميع؟.

د.جميل سعود المنيع

الِاحْتِفَالَاتُ الْوَطَنِيَّةُ لِبِلَادِنَا... دَوْلَةِ الْكُوَيْتِ الْغَالِيَةِ
الِاحْتِفَالَاتُ الْوَطَنِيَّةُ لِبِلَادِنَا - دَوْلَةِ الْكُوَيْتِ، الْغَالِيَةِ - بِمَنْأَىً عَنِ اعْتِقَادَاتٍ بَاطِلَةٍ، بَلْ فِي نِطَاقَاتٍ صَحِيحَةٍ لِشَرَفِ غَايَاتٍ - بِأَهْدَافٍ نَبِيلَةٍ - لِإسْتِرَاتِيجِيَّةٍ سَامِيةٍ؛ سَنَا - لَمَعَانُ - تَوَهُّجِهَا - إِضَاءَتِهَا - إِشَارَاتٌ؛ هَا نَحْنُ - أَيُّهَا الْأَوْفِياءُ - مَعَ سِتِّ دُرَرٍ فِي طَلِيعَتِهَا:{الْأُولَىٰ} عَدَمُ إِغْفَالِ شُكْرِ اللهِ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ، دَائِمًا أَبَدًا - عَلَىٰ سَابِغِ إِنْعَامِهِ وَجَمِيلِ إِحْسَانِهِ وَكَرَمِ جُودِهِ وَعَطَايَاهِ - الْعَلِيَّةِ - بِمَا أَوْلَانَا وَحَبَانَا بِهِ، مِمَّا يَسْتَوْجِبُ الْمُحَافَظَةَ عَلَىٰ نِعَمٍ - كَبِيرَةٍ -، فِي طَلِيعَتِهَا خَمْسَ عَشْرَةَ:أَوَّلَاً:- هِدَايَتُنَا، وَحُكْمٌ رَشِيدٌ؛ نُحِبُّهُ وَيُحِبُّنَا، وَنَدْعُو لَهُ وَيَدْعُو لَنَا.ثَانِيًا:- اسْتِتْبَابُ أَمْنِنَا.ثَالِثًا:- وُجُودُ وَطَنِنَا وَرِفْعَتُهُ، بَلْ وَحُبُّهُ؛ إِعْلَاءً لِكَلِمَةِ اللهِ - تَعَالَىٰ -.رَابِعًا:- بَسْطُ رِزْقِنَا، وَمَتَانَةُ اقْتِصَادِ بِلَادِنَا؛ وَمَا وُهِبَتْ مِنْ ثَرْوَةٍ.خَامِسًا:-حِنْكَةُ سِيَاسَةِ وُلَاةِ أَمْرِنَا، وَنَجَاحٌ قَوِيٍّ لِدُبْلُومَاسِيَّتِنَا - الْكُوَيْتِيَّةِ-.سَادِسًا:- تَيْسِيرُ اسْتِكْمَالِ اسْتِقْلَالِ دَوْلَتِنَا.سَابِعًا:- تَلَاحُمٌ - شَعْبِيٌّ -، يُؤَكِّدُ تَجْدِيدَ مُبَايَعَةِ الشَّرْعِيَّةِ - الْكُوَيْتِيَّةِ -.ثَامِنًا:- صُدُورُ قَرَارَاتِ مَحَافِلَ دُوَلِيَّةٍ، مُنَاصِرَةٍ لِلْحَقِّ - الْكُوَيْتِيِّ -، وَتَوْفِيقُ وَتَسْخِيرُ حَشْدِ أَكْبَرِ تَحَالُفٍ دُوَلِيٍّ؛ يُقِرُّهُ مَجْلِسُ الْأَمْنِ - الدُّوَلِيُّ - لِلْقِيَامِ بِعَمَلٍ - عَسْكَرِيٍّ -، لِاسْتِرْجَاعِ حَقِّنَا - عِزَّةً، وَكَرَامَةً -.تَاسِعًا:- دَحْرُ مُحْتَلِّنَا، وَنَصْرٌ سَاحِقٌ لِتَحَالُفِنَا.عَاشِرًا:- إِتْمَامُ تَحْرِيرِ بِلَادِنَا كَامِلَةً، وَإِعَادَةُ الشَّرْعِيَّةِ - الْكُوَيْتِيَّةِ -.حَادِيَ عَشَرَ:- كَبْتُ عَدُوِّنَا، وَإِظْهَارُ أَمْنِنَا.ثَانِيَ عَشَرَ:- تَيْسِيرُ إِعَادَةِ إِعْمَارِ بِلَادِنَا.ثَالِثَ عَشَرَ:- جَمْعُ فُرْقَتِنَا.رَابِعَ عَشَرَ:- مَا تَمَّ مِنْ تَرْسِيمِ حُدُودِ بِلَادِنَا.خَامِسَ عَشَرَ:- التَّفْرِيجُ وَالتَّنْفِيسُ عَنَّا، وَإِعْطَاؤُنَا مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْنَاهُ - رَبَّنَا، سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ -.{الثَّانِيَةُ} اسْتِذْكَارُ تَجْدِيدِ بِلَادِنَا - دَوْلَةِ الْكُوَيْتِ الْأَكَارِمِ/ حُكَّامًا وَمَحْكُومِينَ، بِكُلِّ الْأَطْيَافِ - الْبُرْهَانَ عَلَىٰ مَوَاقِفِهَا الْمُشَرِّفَةِ فِي الْمُلِمَّاتِ وَالْمِحَنِ، مِنْ خِلَالِ أَوْجِ الْمَعَالِي وَشَرَفِ التَّضْحِيَةِ وَالْفِدَاءِ - يَزْدَادُ رُسُوخًا وَيَزْخَرُ شُمُوخًا، بِرُوحِ الْفَخْرِ وَالِاعْتِزَازِ -، فِي طَلِيعَتِهِ مِنْ خَمْسَةِ جَوَانِبَ:أَوَّلَاً:- شُهَدَاءُ - أَبْرَارٌ-.ثَانِيًا:- دِمَاءٌ - لِقُلُوبٍ أَبِيَّةٍ - زَكِيَّةٌ.ثَالِثًا:- أَسْرَىٰ - أَكَارِمُ -.رَابِعًا:- قَامَاتٌ وَطَنِيَّةٌ - حَكِيمَةٌ -.خَامِسًا:- اسْتِبْسَالَاتٌ - مَشْهُودَةٌ - بِالدِّفَاعِ، عَنِ الْحَقِّ - الْكُوَيْتِيِّ -.{الثَّالِثَةُ } الْحِرْصُ عَلَىٰ ازْدِيَادِ ثَلَاثَةِ ثَوَابِتَ:أَوَّلَاً:- تَمَاسُكِ وَتَعَاضُدِ وَحْدَتِنَا - الْوَطَنِيَّةِ - قُوَّةً وَثَبَاتًا وَشُمُوخًا، فِي ظِلِّ تَأْيِيدِ الْمَوْلَىٰ - جَلَّ فِي عُلَاهُ - لِوَلِيِّ أَمْرِنَا حَضْرَةِ صَاحِبِ السُّمُوِّ الشَّيخِ/ مِشْعَلِ الْأَحْمَدِ الْجَابِرِ الصّبَاحِ - حَفِظَهُ اللهُ تَعَالَىٰ، وَوَقَاهُ الْوِقَايَةَ الْكُمْلَىٰ مِنَ السُّوءَ دِقَّهُ وَجِلَّهُ وَمَا يُكَدِّرُ خَاطِرَ شَعْبِهِ الْوَفِيِّ الْمُحِبِّ لَهُ -.ثَانِيًا:- تَمَتُّعُنَا - وَالْأَجْيَالِ مِنْ بَعْدِنَا - بِاحْتِفَالَاتِنَا الْوَطَنِيَّةِ - الْمُبَارَكَةِ، السَّعِيدَةِ -، وَذِكْرَيَاتِهَا - الطَّيِّبَةِ، الْحَمِيدَةِ - عَلَىٰ الْوَجْهِ الَّذِي:1:- يُرْضِي اللهَ - تَعَالَىٰ - عَنَّا.2:- يَنْفَعُ اللهُ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ - بِهَا، بِإِحْسَانِهِ - الْجَزِيلِ - وَإِنْعَامِهِ - الْجَلِيلِ -.3:- يُلْهِمُنَا الْمَوْلَىٰ - الْقَدِيرُ، جَمِيعَنَا كَافَّةً - صَوْنَهَا، وَأَنْ نَرْعَاهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا.ثَالِثًا:- تَأَلُّقِ دَوْلَةِ الْكُوَيْتِ - مَرْكَزِ الْعَمَلِ الْإِنْسَانِيِّ -، فِي ظِلِّ:1:- صَدَاقَاتٍ - وَفِيَّةٍ -.2:- جِدِّيَّةٍ فِي الْعَمَلِ عَلَىٰ تَقْوِيَتِهَا وَتَعْزِيزِهَا وَعَدَمِ التَّسَبُّبِ بِتَنْقِيصِهَا، لاسِيَّمَا بِدُوَلِ الْجُوَارِ - الشَّقِيقَةِ -.بَلْ وَزِيَادَةِ عَلَاقَاتِ كُوَيْتِنَا - الْحَبِيبَةِ - بِبُلْدَانِ الْعَالَمِ - الْخَيِّرِ، كُلِّهِ - وُثُوقًا وَرُسُوخًا.وَجْعَلِ ذَٰلِكُمْ مِثَالَاً يُحْتَذَىٰ فِي كُلِّ وَقْتٍ وَحِينٍ.{الرَّابِعَةُ} أَنَّهُ لَمِنْ دَوَاعِي سُرُورِنَا وَسَعَادَتِنَا وَغِبْطَةِ قُلُوبِنَا أَمْرَيْنِ اثْنَيْنِ:أَوَّلَاً:- أَلَا يَفُوتَنَا اسْتِحْضَارُ وَافِرِ الشُّكْرِ، وَالْغَزِيرِ مِنَ الْعِرْفَانِ عَلَىٰ الصَّعِيدَيْنِ الْمَحَلِّيِّ وَالْخَارِجِيِّ، لِجَمِيعِ الْأَكَارِمِ/ الشُّعُوبِ وَالْحُكُومَاتِ وَالدُّوَلِ - الْخَلِيجِيَّةِ، وَالْعَرَبِيَّةِ، وَالْإِسْلَامِيَّةِ، وَالصَّدِيقَةِ - الْمُؤَيِّدَةِ وَالدَّاعِمَةِ لِبِلَادِنَا دَوْلَةِ الْكُوَيْتِ - الْحَبِيبَةِ -، لاسِيَّمَا دُوَلِ التَّحَالُفِ - ذَوَاتِ مَوَاقِفِ الشَّجَاعَةِ - عِنْدَ تَعَرُّضِنَا لِلْغَزْوِ - الْغَاشِمِ - وَرُزُوحِ بِلَادِنَا - الْغَالِيَةِ - تَحْتَ الِاحْتِلَالِ - الْغَادِرِ، عَامَ أَلْفٍ وَتِسْعِمِئَةٍ وَتِسْعِينَ مِيلَادِيًّا -.ثَانِيًا:- أَنْ نُقَدِّمَ عَاطِرَ الثَّنَاءِ وَجَزِيلَ الشُّكْرِ وَالتَّقْدِيرِ - بِعَونِ وَقُدْرَةِ الْقَادِرِ -، مِنْ خِلَالِ الصَّوْنِ لِأَهْلِ الْفَضْلِ فَضْلَهُمْ... وَلِلْأَوْفِيَاءِ قَدْرَهُمْ - مِنْ جَمِيعِ أَطْيَافِ وَفِئَاتِ الْمُجْتَمَعِ، الْجِنْسَينِ؛ مَنْ هُمْ عَلَىٰ خُطَا وَدُرُوبِ الْأَبْرَارِ، أَصْحَابِ حِسٍّ وَطَنِيٍّ مُفْعَمٍ بِالْإِيمَانِ، جَسَّدَ نُبْلَ شَرَفِ إِسْهَامَاتٍ فِي أَعْمَالٍ جَلِيلَةٍ زَيَّنَتْهَا الْحِكْمَةُ؛ الْكَاشِفَةُ الْمَعَادِنَ الطَّيِّبَةَ لِأَكَابِرِ الْأَمْجَادِ بَاذِلِيهَا؛ إِحْسَانًا أَوْ عَدْلاً، تَطَوُّعًا أَوْ تَكْلِيفًا - عَلَىٰ تَنَوُّعِهِ - قَلَّ أَوْ كَثُرَ، صَغُرَ أَوْ كَبُرَ.أَخْذًا بِالِاعْتِبَارِ:1:- الدَّوْرَ الْبَاهِرَ - النَّاجِحَ، الْمُقْتَدِرَ - لِلشَّرْعِيَّةِ - الْكُوَيْتِيَّةِ، الْمَحْبُوبَةِ -، فِي اضْطِّلَاعِهَا بِمَسْؤُولِيَّاتِهَا كَامِلَةً - غَيرَ مَنْقُوصَةٍ مِنْ جَمِيعِ نَوَاحِيهَا، بِفَضْلِ اللهِ وَإِحْسَانِهِ، تَبَارَكَ إِنْعَامُهُ، مُقَارَنَةً بِالْأَوْضَاعِ وَقْتَئِذٍ.2:- الْمَوْقِفَ الْبُطُولِيَّ لِنَشَامَىٰ الْمُقَاوَمَةِ - الْكُوَيْتِيَّةِ، الْبَاسِلَةِ-.3:- أَنَّ الْإِشَادَةَ مُسْتَحَقَّةٌ بِدَوْرِ الْمَرْأَةِ - الْكُوَيْتِيَّةِ، الْعَزِيزَةِ -، الَّتِي:أ:- أَبْلَتْ بَلَاءً حَسَنًا فِي مَيَادِينِ الْكِفَاحِ الَّذِي لَا يُغْفَلُ، وَالنِّضَالِ الَّذِي لَا يُنْسَىٰ.ب:- سَطَّرَتْ صَفَحَاتٍ نَاصِعَةً فِي تَارِيخِ بِلَادِنَا الْمَجِيدِ.فَلِلّٰهِ دَرُّ الْأَبْرَارِ!كَمَا وَنَجْأَرُ إِلَيْهِ - سُبْحَانَهُ - أَنْ يُوَفِّقَنَا - جَمِيعَ أَطْيَافِ وَفِئَاتِ الْمُجْتَمَعِ، الْجِنْسَيْنِ -؛ لِإِبْرَازِ الْمَزِيدِ مِنَ الْمُبَادَرَاتِ بِشَرَفِ إِسْهَامَاتٍ فِي أَعْمَالٍ وَطَنِيَّةٍ سَامِيَةٍ، إِلَىٰ مَحْبُوبَتِنَا وَمَعْشُوقَتِنَا الَّتِي تَسْرِي فِي عُرُوقِنَا؛ دَوْلَةُ الْكُوَيْتِ - الْغَالِيَةُ-.وَأَنْ يَجْعَلْنَا فِي الْحِلِّ وَالتِّرْحَالِ فَخْرًا لِبِلَادِنَا.{الخَامِسَةُ } إِسْهَامٌ بِالتَّوْثِيقَاتِ - التَّارِيخِيَّةِ -، مِنْ أَنَّهُ قَدْ تَرَتَّبَ عَلَىٰ الْغَزْوِ - الْغَادِرِ الْغَاشِمِ الْآثِمِ فِي 2/8/1990م. لِبِلَادِنَا دَوْلَةِ الكُوَيْتِ، الْحَبِيبَةِ - وَنَتَجَ عَنْ مُجْرَيَاتِ أَحْدَاثِهِ أَمْرَانِ اثْنَانِ:أَوَّلَاً:- آثَارٌ كَارِثِيَّةٌ مُدَمِّرَةٌ.ثَانِيًا:- دُرُوسٌ وَعِبَرٌ وَعِظَاتٌ لَايَزَالُ اسْتِلْهَامُهَا نَابِضًا لَا يَنْقَطِعُ.{السَّادِسَةُ } تَأْكِيدٌ عَلَىٰ التَّأْصِيلَاتِ الشَّرْعِيَّةِ - بِمَا وَرَدَ -، وَأَهَمِّيَةِ الْإِيمَانِ بِالْقَضَاءِ وَالْقَدَرِ - لاسِيَّمَا مُرِّهِ - بِشَكْلٍ عَامٍّ، وَفِيمَا هُوَ مُتَعَلِّقٌ بِالْغَزْوِ - الْغَادِرِ - بِشَكْلٍ خَاصٍّ، وَفِي مَوْضُوعِ الشُّهَدَاءِ أَوِ الْأَسْرَىٰ بِشَكْلٍ أَخَصَّ؛ فَقَدْ رَزَحَتْ دَوْلَةُ الْكُوَيْتِ - الْغَالِيَةُ - تَحْتَ الِاحْتِلَالِ - الْغَادِرِ - وَتَرَتَّبَ عَلَيْهِ مَا تَرَتَّبَ، وِفْقَ مَا اقْتَضَتْهُ الْمَشِيئَةُ الْإِلٰهِيَّةُ، حَسَبَ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي اللَّوحِ الْمَحْفُوظِ، كَمَا سَبَقَ فِي عِلْمِ اللهِ - تَعَالَىٰ -.وَمَزِيدًا مِنَ التَّقَدُّمِ وَالتَّطَوُّرِ وَالْفَخَارِ لِلدَّوْلَةِ - دَوْلَةِ الْكُوَيْتِ؛ الْحَبِيبَةِ، الْعَزِيزَةِ -، وَهِيَ تَرْفُلُ - مِنْ عَظِيمِ جُودِ الْمَوْلَىٰ الْكَرِيمِ، وَعَطَايَاهُ الْعَلِيَّةِ - فِي ثَوبِ الصَّحَّةِ وَالْأَمْنِ وَالْأَمَانِ وَالْعِزَّةِ وَالْكَرَامَةِ وَالْمَنَعَةِ وَالنَّصْرِ عَلَىٰ الْأَعْدَاءِ.فَلِمَقَامٍ - بِوَفِيرِ فَضْلِ اللهِ تَعَالَىٰ وَكَرَمِهِ غَيْرِ الْمَمْنُونِ، وَعَظِيمِ إِحْسَانِهِ غَيْرِ الْمَقْطُوعِ -؛ جَلِيِّ السُّمُوِّ كَرِيمٍ، وَلِلْفِدَاءِ مَحَلُّ إِجْلَالٍ وَإِكْبَارٍ وَإِكْرَامٍ، مَشْفُوعًا بِبَالِغِ التَّوْقِيرِ وَعَاطِرِ الثَّنَاءِ وَجَزِيلِ الشُّكْرِ وَوَافِرِ التَّقْدِيرِ وَالْغَزِيرِ مِنَ الْعِرْفَانِ.وَبُورِكْتِ يَا كُوَيْتَ الْعِزِّ وَالْفَخْرِ والْمَجْدِ وَالْعَطَاءِ وَالْخَيْرِ وَالْبَرَكَةِ وَالسَّعَادَةِ وَالرَّفَاهِ، وَنَحْنُ نُبَارِكُ.وَرَجَاؤُنَا وَدُعَاؤُنَا لِلْعِبَادِ - الْأَكَارِمِ - وَالْبِلَادِ - بِلَادِنَا الْغَالِيَةِ، وَسَائِرِ الْبِلَادِ الْخَيِّرَاتِ - وَوُلَاةِ أَمْرِهَا - زَادَهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَكَرَمِهِ وَتَأْيِيدِهِ وَعِزَّتِهِ وَنَصْرِهِ -، يَسْبِقُ عَاطِرَ جَمِيلِ تَهَانِينَا الْقَلْبِيَّةِ الصَّادِقَةِ الْمُفْعَمَةِ بِالْغِبْطَةِ، وَخَالِصِ الْوُدِّ - الْمَقْرُونِ بِبَالِغِ السُّرُورِ -؛ فِي أَجْوَاءِ احْتِفَالَاتِنَا الْوَطَنِيَّةِ؛ وَقَدْ هيَّجَتْ ذِكْرَاهَا قِصَّةَ حُبِّنَا، الْمُتَأَصِّلِ بِهَا اسْتِحْكَامُ بِرِّنَا لِوُلَاةِ أَمْرِنَا -آسِرِي الْقُلُوبِ، وَدَوْلَتِنَا- كُوَيْتِ الْإِنْسَانِيَّةِ -، وَأَهْلِهَا - الْأَوْفِيَاءِ.أَخْذًا بِالِاعْتِبَارِ مُعَالَجَةَ مَا قَدْ يَعْتَرِيهَا - قِصَّةَ حُبِّنَا - مِنْ أَخْطَاءٍ أَوْ تَجَاوُزَاتٍ.كَانَتْ تِلْكُمْ كَلِمَاتٌ يَسِيرَةٌ فِي مُهِمَّةٍ جَلِيلَةٍ... رَاجِينَ بِرَّهَا، وَذُخْرَهَا عِنْدَ رَبِّنَا - الْكَرِيمِ، سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ -.آمِلِينَ أَنْ يَكُونَ طَرْحُهَا مُوَفَّقًا، عَسَىٰ أَنْ يَنْفَعَ اللهُ - تَعَالَىٰ - بِهَا.(فَيَا لَيتَ شِعْرِي!)وَتَحِيَّاتُنَا - طَالَتْ أَعْمَارُكُمْ -؛ دَائِمَةٌ، مُتَوَاصِلَةٌ.

د.ساره البسام

دور الأمن السيبراني في ضمان استمرارية الأعمال
في يوم الجمعة الموافق 19 /7 /2024 واجهت شركة برمجيات الأمن السيبراني «كراود سترايك» مشكلة فنية، أدت إلى تعطيل الأنظمة المستخدمة في حجز الرحلات الجوية وتسجيل الركاب، ما تسبّب في تأخير الرحلات في مطارات دولية مثل مطار طوكيو، ومطار هونغ كونغ، ومطار زيورخ السويسري، بالإضافة لعدد من البنوك العالمية والمستشفيات، وقد صرحت الشركة أن هذا ليس حادثاً أمنياً أو هجوماً إلكترونياً. بينما استمر العطل لفترة وجيزة، لكنه تسبّب في فوضى وتأخيرات كبيرة قبل أن يتمكن الفريق التقني من إصلاحه. حيث يعد توافر واستمرارية الأعمال من أهداف الأمن السيبراني، إلى جانب حماية خصوصية البيانات ونزاهتها بعدم التلاعب بها.وفي دراسة أُعدت مسبقاً لتأثير الابتكار الرقمي على استمرارية العمل: حالة نظام الأمن السيبراني في القطاع الحكومي في دول مجلس التعاون الخليجي تبين أنه من خلال استخدام التكنولوجيا الرقمية لتحسين أداء الأعمال وكفاءتها، ما يكفل استمرارية الأعمال في حين أن زيادة ترابط منظمات الأعمال رقمياً، يجعلها أكثر عرضة للمخاطر السيبرانية التي لم يسمع بها من قبل في عصر ما قبل العصر الرقمي، حيث وجدت الدراسة أن أحد أكبر التحديات التي تواجه منظمات الأعمال اليوم هي حماية الأصول الحيوية، والحفاظ على استمرار العمليات أثناء الاضطرابات، لتقليل الخسائر المالية وخسائر السمعة، ما يستوجب على جميع منظمات الأعمال اتباع النهج الاستباقي تجاه عمليات الأمان المحسنة في التخفيف من المخاطر المستقبلية المرتبطة بجهود التحول الرقمي نظراً لتأثيرها على ضمان استمرارية الأعمال، وضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل.فهذه الحوادث التقنية تؤكد على الحاجة الملحة لدمج اعتبارات الأمن السيبراني في جميع جوانب تخطيط استمرارية الأعمال للحفاظ على نظم آمنة وفعّالة لتجنب التأثيرات السلبية على نطاق عالمي. إضافة لضرورة تطوير خطط شاملة للاستجابة لحوادث تعالج حوادث الأمن السيبراني واضطرابات استمرارية الأعمال على نطاق أوسع، ما يضمن الحفاظ على سرية وخصوصية البيانات في مواجهة التحديات الرقمية المستقبلية.وأوصت الدراسة باستخدام نهج شامل للأمن السيبراني بمراعاة الجوانب الفنية والتنظيمية والعامل البشري في إستراتيجية الأمن الرقمي الداخلية الخاصة بمنظمات العمال، والتي يتوجب على صناع القرار مراعاتها والعمل بموجبها-:• استخدام نهج شامل للأمن السيبراني بمراعاة الجوانب الفنية والتنظيمية والعامل البشري في إستراتيجية الأمن الرقمي الداخلية الخاصة بمنظمات الأعمال.• اتباع النهج الاستباقي تجاه عمليات الأمان المحسنة في التخفيف من المخاطر المستقبلية المرتبطة بجهود التحول الرقمي نظراً لتأثيرها على ضمان استمرارية الأعمال في منظمات الأعمال.• القيام بإنشاء قسم مختص لإدارة الأمن السيبراني، تخصيص القدرات المالية واللوجستية للقسم وتوظيف متخصصين في الأمن السيبراني.• الحاجة لدعم الإدارة العليا خلال تلقي التقارير المتعلقة بالمخاطر بانتظام وتحمل مسؤولية التصرف واتخاذ قرارات معالجة المخاطر السيبرانية في الوقت المناسب.علاوة على تعزيز العوامل التنظيمية لإدارة الأمن السيبراني:• تطوير إطار عمل لحوكمة الأمن السيبراني كمكون ضروري لحوكمة منظمات الأعمال.• تعيين قادة مسؤولين عن مخاطر الأمن السيبراني على دراية بالمسؤوليات المحتملة الممارسات الجيدة، عليهم اعتماد تدابير أمنية مناسبة والإبلاغ عن نقاط الضعف.• تجهيز فريق أمن سيبراني متخصص عليه تحديد وتحسين الإجراءات الأمنية.• تطوير وتحديث سياسة الأمن السيبراني التي تساعد الموظفين على فهم مسؤولياتهم وما هو مقبول عند استخدامهم أو مشاركتهم بيانات المنظمة.• التعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين:المشاركة في مبادرات الأمن السيبراني الإقليمية والدولية ومنصات تبادل المعلومات للبقاء على علم بالتهديدات الناشئة وأفضل الممارسات.إقامة شراكات مع شركات الأمن السيبراني والمؤسسات الأكاديمية والمنظمات الأخرى للاستفادة من خبراتها ومواردها.المساهمة في تطوير معايير وأطر الأمن السيبراني الإقليمية والعالمية لتعزيز قابلية التشغيل البيني والمرونة.ومن خلال تنفيذ هذه التوصيات، يمكن لمنظمات القطاع العام في دول مجلس التعاون الخليجي الاستفادة بشكل فعال من الابتكار الرقمي لضمان استمرارية الأعمال مع الحفاظ على تدابير قوية للأمن السيبراني. ولن يؤدي هذا النهج إلى تعزيز قدرتهم على مواجهة التهديدات السيبرانية فحسب، بل سيعزّز أيضاً الثقة بين المواطنين وأصحاب المصلحة في المنطقة.

رجا طلب

مئوية الدولة الأردنية ... إسرائيل مازالت عدواً!
ليس سراً أن «الكيمياء» بين الملك عبدالله الثاني والمسؤولين الإسرائيليين - وتحديداً نتنياهو - ليست جيدة بل هي سيئة للغاية، ويتحاشى العاهل الأردني قدر الإمكان، ومنذ تسلمه عرش بلاده عام 1999 الالتقاء بمسؤولين إسرائيليين، والسبب هو قناعته بأن إسرائيل لا تريد السلام من حيث المبدأ، وأنها تعمل على تكريس معادلة نتنياهو واليمين الإسرائيلي القائلة «السلام مقابل السلام» وليس مقابل الأرض، وهو ما يعني أن إسرائيل - وبكل ألوان الطيف السياسي فيها - ليست مستعدة لدفع الأرض عربوناً للسلام، وذلك لأسباب عديدة منها الأمني ومنها العقائدي، وفي عقيدة نتنياهو - التى عبر عنها بوضوح شديد في كتابه (مكان تحت الشمس) والذي صدر عام 1993 قبل أن يصبح رئيساً لوزراء إسرائيل - أشار إلى «الخطيئة البريطانية» والمتمثلة بالاتفاق مع الملك عبدالله الأول، على إقامة دولة أردنية شرق نهر الأردن، والتى هي جزء من أرض إسرائيل المفترضة بحسب التوراة ووعد بلفور الشهير، ولذلك كان الملك الراحل الحسين بن طلال ينظر بريبة دائمة لنتنياهو ولليكود، ولمجمل اليمين الإسرائيلي الذي يستلهم عقيدته من «الأمل» النشيد الرسمي لدولة الاحتلال، والقائل (طالما داخل القلب روح يهودية نابضة... فحنينها يميل إلى الشرق وعينها ترنو إلى صهيون)، والشرق هنا هي الضفة الشرقية من نهر الأردن أي الأردن، أما الملك عبدالله الثاني فهو ينظر إلى «إسرائيل» على أنها باتت تحدياً وجودياً، بعد أن أصبح اليمين المتطرف هو من يحكمها وتلاشى فيها اليسار وأصبح من الماضي، وتحول المجتمع الإسرائيلي إلى مصنع لتفريخ التطرف بفضل سياسيات نتنياهو التى «هندست» وعلى مدى عقد كامل من حكمة الحياة العامة في إسرائيل، لتكون دولة لليهود فقط. يمينية إسرائيل أحد أكبر التحديات التى يواجهها الأردن مع دخوله المئوية الثانية، وهو ما يقلق المفاصل الحيوية في الدولة الأردنية، خصوصاً وأن الأردن - الذي اعتقد أن اتفاق وادى عربة قد «كفن» مشروع «الوطن البديل»، أو مشروع «إسرائيل التاريخية» - يقترب من القناعة بأن اتفاق السلام مع إسرائيل يرقد في غرفة الإنعاش بانتظار الدفن. مع كل التحديات الصعبة التى تراكمت تاريخياً وتفاعلت زمنياً خلال قرن من عمر الدولة الأردنية ما زال التحدي الوجودي المتمثل بخطر «إسرائيل» يطغى على التحدي الاقتصادي وتفرعاته المتعددة، خصوصاً أن القدس الملتهبة تبعد عن عمان 72 كيلومتراً، وكل شهيد يسقط فيها أو في غيرها من المدن الفلسطينية، يقام له بيت عزاء في مدينة أردنية. صحافي وكاتب أردني

رقية ابراهيم الشيخ

منع المعاناة الفطرية هدف مستحيل...
ذات يوم، قرأت مقولة تقول «رفض معاناتك هي زيادتها، وإنما عليك معرفة التعامل معها ومواجهتها وتحدّيها». الأمر ليس من قبيل المبالغة، فعندما نرفض أن نعاني فإننا نحن نرفض الحياة. الحياة الطبيعية هي مثل القطار، والمعاناة أو المصائب أو الحزن والفشل، وأيضاً النجاح والسعادة والبهجة جميعها محطات علينا المرور بها وتخطيها وليس الوقوف عند تلك المحطة ورفض سير الحياة. انظر إلى المجتمع... إلى من حولك، على اختلاف مستوياتهم الاجتماعية والتعليمية والمادية والثقافية، ستجد أن هناك شيئاً واحداً مشتركاً، وهو أن الجميع يُعانون.لا تعتقد بأن من يملك العلم والمال والجاه هو فارغ من الألم أو من الوجع أو من الفشل، الحياة لا تهديك ثمارها على طبق من ذهب، الحياة تعلمك وتهذبك بالتجارب والامتحانات والمعاناة أيضاً. وطبعاً كلماتي تلك لا تعني بأن نخلق معاناة من العدم أو المبالغة في الأمور، ولكن هناك ظروف تحتم علينا الحزن لفترة من الزمن ومواجهتها والتعلم منها لا الوقوف عندها. هناك دراسة لأهمية المعاناة الحقيقية للدكتور فيكتور فرانكل، وهو طبيب نفسي نمسوي، وأحد مؤسسي «العلاج بالمعنى»، تقول إنه خلال المعاناة يمنح الفرد الفرصة لإدراك حريته الأساسية في اختيار معنى لتلك المعاناة، فضلاً عن معنى حياته كلها. ما يعنيه فرانكل هنا أن الحياة البشرية لا تتحقق فقط بالسعادة والاستمتاع، ولكن أيضاً بالمعاناة. إن المعاناة تزيد من نضجنا نحن الأفراد، وتضفي معنى جديداً لحياتنا وتعلمنا وتفهمنا العديد من الأمور التي أحياناً نغفل عنها، تأكد بأنك ليس وحدك تعاني... الجميع يمر بظروف قاسية وصعبة حتى أولئك الذين تمتعوا بظروف حياة مثالية يعانون، لا أحد يخلو من الظروف المؤلمة التي ممكن أن يمر بها ولكن هناك من يعي تماماً كيف يتعامل معها ويمنعها من عرقلة سير حياته والسيطرة عليها، ولتجاوزك تلك المحن هناك طريقة عليك أن تؤمن بها وهي أن كل شيء موقت، تتحرك الحياة في دورات لتولد حياة جديدة، ولن يوقف أي شيء تلك الحركة. هناك مقولة تقول (إن هذا الوقت سيمضي)، الوقت العصيب سيمضي والوقت الجميل سيمضي، أيضاً الحياة لا تكن في حالة سكون إنما هي الحياة دائماً في حال جديد، لذلك، عليك أن تتعلم وتفهم كيفية التعامل مع مراحل حياتك وعدم اليأس أو الإحباط.

ريم الميع

دفعة مردي
أكتب لكم هذه المقالة بعد منتصف الليل، بيد مرتعشة وقلب تتسارع ضرباته حتى تكاد تسمع لها صدى، وجبهة تتصبب عرقاً بعد أن قصفت في جبهتها، هل سمعتم عن قصف جبهة الجبهة؟ أنا جربتها! قبل يومين وليست ثلاثة أيام أردت أن أتشبه بالصورة النمطية للأنثى العربية، كما وردت في قصيدة سعاد الصباح التي خالفتها: أن أحتسي القهوة في دفء فراشي، وأُمارس ثرثرتي في الهاتف دون شعورٍ بالأيّام... وبالساعاتْ! أن أتجمّل... أن أتكحّل... أن أتدلّل... أن لا أفعل شيئاً... أن لا أقرأ شيئاً.. أن لا أكتب شيئاً! أن أتفرّغ للأضواء... وللأزياء... وللرّحلاتْ..! وفعلت فتدللت عليكم ولم أكتب مقالة وتفرغت للثرثرة الفارغة عن الأزياء والرحلات، وأفضل وسيلة تجميل وتكحيل... ولكن بعد ساعات صحوت على صفعة، جعلتني أختار مواجهة الكلمات مجبرة لا بطلة! فبمجرد صدور عدد «الراي» من دون مقالتي... موجع، كوجع الغياب، الأكثر وجعاً أن ترى بعينيك من يحتل مكانك، وكان الزميل عامر الفالح - سامحه الله رغم أن ليس له دور في اختيار موقع مقالته في مكان مقالتي، سامح الله من اختاره - ولكن لاختياره ان يكون عنوان مقالته: دفعة كورونا! قد يتساءل هو وأنتم: ما علاقة العنوان، علاقته في التباسه، فللوهلة الاولى قرأت العنوان: دفعة مردي، وكأنه رسالة لي أنا الدلوعة المزيفة في بيتي ومكاني! ولمن لا يعرف معنى «دفعة مردي»، فهو مثل يقال على سبيل الشتيمة عند التخلص من الشخص الثقيل تشبيهاً بعصا تجديف القوارب الطويلة، التي كانت تسمى «مردي» وحين يهب الهواء من الشرق يدفعها فيبتعد القارب بعيداً، وعليه فإن عبارة «دفعة مردي والهوا شوفي» ما هي إلا أمنية ودعوة لإبعاد البعيد على وزن: عساه سعيد وهو بعيد! ولأن البعد لا يسعدني، ولو ابتعدت، ستحزنني سعادتكم لابتعادي ويسعدني حزنكم على غيابي، نعم في هذه الحالة لن أحزن لحزنكم أو أفرح لفرحكم! وبمقالة تحمل الرقم 355 في الإيكلاود وتنشد مع فيروز: «صار لي شي مية سنة عم ألف عناوين وكتبنا وما كتبنا»، قررت أنا الموقعة أدناه أن أقعد على قلوبكم وشعاري: عض قلبي ولا تعض مقالي.

زهراء الموسوي

صناديق الاقتراع مليئة برسائل الشعب
يجب أن تُسجّل انتخابات مجلس الأمة 2020 للفصل التشريعي السادس عشر في الكويت، بأنها حدث ديموقراطي مميز. حيث إن صناديق الاقتراع لم تكن مملوءة باختيارات الشعب لممثليهم، بل كانت مملوءة برسائل تم إيصالها للمرشحين والنواب والحكومة، منها ما يلي:- بيّن الشعب أن مستوى الوعي السياسي لديهم ارتفع عن السابق، ولم يعد اختيار مرشحهم حسب الخدمات التي يؤديها لهم، أو من خلال الواسطة المناسبة لإجراء معاملتهم، وعلى ذلك تم اختيار وجوه جديدة، ليس لديها سوابق خدماتية، لكن لديها مشروع انتخابي بنى الشعب آماله عليه. - أوصل الشعب رسالة تكشف كل المشبوهين في سرقات المال العام، أو النواب السابقين الذين يضعون مصالحهم فوق مصلحة الوطن، والذين ينظرون إلى الوطن كبقرة حلوب يجب حلبها قدر المستطاع. - رسالة لأصحاب الشعارات الرنانة التي أوصلت البلاد إلى عنصرية بغيضة، من دون أي تعديل ملحوظ، تقول لهم: كفاكم تشويهاً وشعارات بغيضة. - لأول مرة لم تكن الانتخابات انفعالية عاطفية، بل بحث الشعب عن المرشح الذي يُرجى منه التغيير، فكانت رسالة بأننا لم نعد أطفالاً نختار ما اعتاد آباؤنا على اختياره، بل نريد وجوهاً جديدة تحقق آمالنا في وطن نعيش فيه بكرامة. - أوصل الشعب رسالة إلى الحكومة بأننا نريد قوانين تحمينا، ولا نريد العبث بالوطن، لا من النواب ولا من الحكومة. - اختيار الشعب لنواب المعارضة أيضاً كانت رسالة لهؤلاء المرشحين تقول لهم: المعارضة ليست غاية بل وسيلة للإصلاح، فما يريده الشعب هو التغيير إلى الأفضل، وليس فقط المعارضة، فلا تتخذوا من ذلك صفة لكم، أو غاية لعملكم النيابي ينتهي فقط بنشر اليأس والإحباط في المجتمع. - نعم لم تفُز أي امرأة - للأسف - في هذه الانتخابات، لكن في ذلك أيضاً رسالة إلى المرأة التي تريد خوض هذا المجال، وهي أن المرأة لا تختاركِ فقط لأنك امرأة، بل يجب امتلاك المرشحة لصفات معينة ومشروع برلماني قوي ومنصف وتاريخ مشرف، كي يتم اختيارها لتمثيل المرأة الكويتية في مجلس الأمة، وليس فقط تمثيل المرأة، فهي في الواقع تنوب عن جميع الشعب ذكوراً وإناثاً. - في النهاية نتوجه برسالة إلى حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه تقول: «نحن أدينا واجبنا تجاه الوطن وحاولنا اختيار الأفضل، والآن كلنا أمل في الحكومة التي سيختارها سموّكم، كي تعود الكويت إلى المكانة التي تستحقها».

زينب الموسوي

حيرة....
كلمة أسمعها بعد كل صدمة أتلقاها من إدارات فاسدة، شغلها الشاغل قتل الأحلام وهدم الطموح. بعد استقالتي من وظيفتي في القطاع الخاص، والاستيلاء الكوروني على وقتي، أمضيتُ الوقت أفكر في وظيفتي الحكومية المستقبلية. يأخذني تفكيري تارةً في الوزارة التي ستقبلني، وتارةً بالأشخاص الذين سأتعرف عليهم. لكني أبداً لم أفكر في العملية الوظيفية البدائية التي ستواجهني، لم أفكر في المصاعب وبحقوقي التي ستُنتهك. مع كل هذه الموارد البشرية والمادية، نعيش في فقر الاحترافية، ملفاتنا تنتظر الفُرصة، فُرصة التّوظيف. وفي كل مرة يقفزُ قلبي فرِحاً، لقد قُبلتُ أخيراً. يخيبُ ظني من صعوبة الشروط، لا حاجة لنا بكِ في هذا القسم، لأننا لا نودُ منكِ أخذَ حقكِ من الكادر والبَدلات، لذلك إن رغبتِ فلتذهبي إلى قسمٍ آخر وتندثر حقوقكِ مع خبراتك. وهل الكادر والبَدلات تُخصم من راتب المُدير؟مُجتمع يعاني من سوء التواصل الوزاري، الشهادة لا تتوافق مع الشواغر الوظيفية. مُجتمع يقدس الواسطة والمحسوبيات. متى سنصل إلى كويت جديدة 2035 ؟هل سنصل ونحقق أهدافها ؟ماذا سيحدث لأجيالنا المقبلة ؟لا حقوق ولا حياة لمن تنادي. ننتظر فترة الانتخابات لنجد حلاً للمواضيع البسيطة، والتي تكون كما هو واضح معاملة حكومية طبيعية، من المفترض أن يتم تخليصها من الموظف المعني. حتى أبسط الحقوق تحتاج إلى معارف وواسطات. نبحث عن الحلول ونطالب بالتغيير، ومع ذلك نرفض التغيير ولا نمضي بالحلول. نتغير نحن، ونذبُل نحن. تتحطم أحلامنا ونتنازل عن حقنا لنصبح كالآلات، نمشي في خطٍ مستقيم لا نتحرك يميناً ولا شمالاً. نتغير ونتبدل لنصبح مثلهم، جنود بلا ذمة ولا ضمير. ماذا تستطيع فتاةٌ مثلي لا حول لها ولا قوة أن تفعل ؟سأكتب، لعل التغيير ينتج من وراء هذا المقال. مقال أشكو فيه حال مجتمعنا، وحال دولتنا. خواطر إنسانة عاطلة عن العمل.

سارة النومس

البحث عن كويتي مهم
يمشي، بوقع أقدام ثابتة ونظرة حادة، دون التفات وربما عطره القوي ينشر الفتنة داخل المربع الذي يجلس فيه... ويتساءل بقية الناس، من هو هذا الشخص؟ ربما يكون مديراً في إحدى الشركات الكبيرة في الكويت، أو وزيراً في وزارة تتمتع بميزانية سنوية ضخمة، أو قد يكون أحد كبار الشخصيات الموزونة على كل الصعد، يفكر الجالسون كيف يتقربون من ذلك الشخص المهم الذي قد يكون في يوم من الأيام واسطة مجدية وسط زحام المتفاخرين بمعرفة نائب أو سكرتير نائب. لا يعلم أيٌ منهم أن ذلك الشخص هو مواطن مديون يهتم بهندامه، ومنَّ الله عليه بمهابة الطول والمظهر الملفت. ذات يوم، أتى عبقري من الخارج، اعتقد بأنني شخصية مهمة في الكويت، وكرمني بمجاملاته وابتسامته المصطنعة في كل مرة يلقاني، حتى أنه قال لي مرة أنه تعلم اللغة العربية ويجيدها، وأطال الحديث عن سيرته العلمية والعملية، بعد مضي الأيام والشهور والسنوات، أيقن من هم الشخصيات المهمة التي يجب أن تكون تحت إبطه في حال حاجته، وثبت لديه أنني شخصية اجتماعية مرحة (لا أهش ولا أنش)، أصبح يستخدم الابتسامة الصفراء، ويوفر مشاعر الحب والتقدير أثناء حضور أي كويتي صاحب رونق مهيب، لقد تعلم كيف تُدار الأمور واستعان ببوصلة التوجيه، والمضحك استخدامه أحياناً بمشاهد بوليودية مقنعة على الرغم من بعدها عن المنطق. تعجبت كثيراً، لِمَ لَم تكن هنالك بوصلة خاصة لتوجيهي؟ لماذا اعتمدت مسلسلاتنا على الواقعية البحتة والحياة الاجتماعية المملة؟ لم أستفد منها في حياتي. يتمنى العبقري لو أنني نسيت تعلمه العربية كي يستطيع الاستماع للثرثرة الكويتية أمامه، انتبه لا تسخر منه بالعربي فهو يفهمك تماماً وان رد سخريتك عليه بلغته فلا تلوم إلا جهلك.

ساره بهزاد

عبودية الوظيفة
منذ بداية الألفية الثالثة في عصرنا الحالي، ومع التطورات التكنولوجية المتوافرة حالياً، إلا أننا كبشر لانزال في عصر عبودية مبرمجة غير مباشرة تخلق جيلاً يتفنن في انغماسه في العبودية.ومن أشهر الأمثلة الآن في العالم هي الاحتراق الوظيفي الذي بات حريقاً ممنهجاً يجعل من الإنسان في كل مكان في العالم آلة صماء تتطور مع تطور قوانين مؤسساتية تحت إدارة يفترض أن تكون بشرية، قابلة لدمج الإنسانية بالقوانين الصماء التي لا تتناسب مع الكيان البشري الفطريّ، بل هي أقرب ما تكون للآلة. وبالرغم من أن حتى الآلة لديها حساسية استشعار؛ فإذا تلفت، لا تعطي النتائج المرجوة من قيمة الإنسانية.يقول الفيلسوف الفرنس ميشال فوكو: «لا تحتاج إلى السلاسل لتقييدك، بل تصنع لك فضاءً لا ترى فيه القيود».وهذا ما تعيشه البشرية اليوم في مؤسسات تتقن بناء جدران غير مرئية حول العقول قبل الأجساد. فالاحتراق الوظيفي ليس مجرد إرهاق جسدي أو ضغط نفسي؛ بل هو عملية هندسة مسبقة لإعادة تشكيل الموظف ليكون ترساً في ماكينة، بلا صوت، بلا حتى حق في الانطفاء.تتحوّل الطاقات الخلّاقة إلى وقود يُستهلك بلا رحمة، ثم يُلقى رمادها في ملفات الأرشيف، كأن قيمة الفرد مرهونة بما يضيفه من ساعات عمل، لا بما يحمله من إنسانية أو رؤية. وفي هذا النمط، يصبح الإنسان مشروعاً مبرمجاً على التكيّف، ويُربَّى على تقبّل فكرة أن الاحتراق هو «طبيعي» و«جزء من الالتزام».المفارقة المرة أن هذه المنظومات التي تدّعي الكفاءة تُعامل موظفيها كآلات، لكنها تتجاهل أن الآلة إذا لم تُصن أو أُفرط في استهلاكها، ستتعطّل. لكن هنا، التعطّل البشري لا يُرى كخسارة، بل كفرصة لاستبدال الفرد بآخر، وكأننا قطع غيار في مخزن لا ينفد.هكذا يصبح الحريق الممنهج سلخاً للروح قبل الجسد، وصهراً للفطرة في قوالب جامدة، حتى يغدو الفرد كائناً مؤسسياً منزوع الحلم، مدرّباً على أن يبتسم وهو يحترق.إن «عبودية الوظيفة» اليوم تتجاوز حدود الالتزام أو الطموح لتصبح قيداً لا مفر منه، مبنياً على أساس الحاجة المادية، حيث يصبح الكفاح من أجل تأمين الطعام والشراب، وهما أكثر الحاجات الأساسية في سلم عالم النفس الأميركي أبراهام ماسلو، سجناً يحدّ من حرية الإنسان ويقيده في دائرة من الاستمرارية القسرية.فالعمل لم يعد وسيلة لتحقيق الذات، بل صار ضرورة بائسة للبقاء، وهذا يجعل من الاحتراق ليس مجرد حريق ممنهج بل مأساة مستمرة تُشعل نيران الاكتئاب بألوانه المتعددة في أعماق النفوس، معتمدة على القوة البشرية الفردية التي تُستنزف بلا رحمة.وبينما يحترق الإنسان، لا يقدر على الانطفاء أو الاستراحة، لأن فقدان القدرة على الاستمرار يعني فقدان الأمن، وهو الخوف الأكبر الذي يقيد الإرادة ويعزل الروح في قفص لا يُرى إلا من خلال ظلال الألم النفسي المتراكمة.هكذا، تحولت الحاجة إلى الأمن المادي إلى طوق يُكبّل الإنسان، يحوّله من كائن حي يتمتع بالكرامة إلى آلة مهددة بالتلف، ينهشها حريق ممنهج، لكن لا يُسمح لها أن تسقط، بل يجب أن تستمر في الدوران ضمن ماكينة الحياة الباردة.وفي هذا الإطار، يصبح الاحتراق الوظيفي في مختلف الدول بمثابة شهادة وفاة لذات الإنسان، وتأكيداً على مأساة العصر الذي لا يرحم، حيث يُسلخ الفرد من روحه تحت غطاء استمرارية البقاء، ويُجبر على العيش في جحيم مُبرمج لا مفر منه.وفي النهاية، يبقى الإنسان مشتعلًا في نيران وظيفته، لا ليُضيء طريقاً، بل ليحترق صامتاً، كشمعة تذوب في ظلمة قاعة فارغة، حيث لا صوت سوى صدى ألمٍ لا ينطفئ.

سالم النخيلان

الحُباب... وأدب النقاش
خرجَ رسولُ الله - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم - من المدينة المنورة ومعه ثلةٌ من الأولين إلى آبار بدرٍ، بعد أن علِم عليه الصلاة والسلام، بقافلةٍ لتجارة قريش يقودها أبوسفيان قبل إسلامه، حيث إن طريق القافلة العائد من الشام إلى مكة كان يمر بالآبار. بإرادةٍ من الله عز وجل، اكتشف أبوسفيان بترصد المسلمين وتتبعهم لقوافل قريش التجارية، فاستنفرت قريش لتدرك أموالها وتجارتها، بينما آثر أبوسفيان الاتجاه غرباً مُبتعداً عن «بدر» للنجاة بالقافلة التي تحمل جل أموال قريش. هرعت قريش إلى آبار بدر لإنقاذ قافلتها والورود إلى مصارعها، ترتدي ثوب الغرور وتجر رداء الكِبر، وكان رسول الله - صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم- ومَن معه ممن خرجوا وأصل وجهتهم الظفر بالقافلة لا الحرب، بل على وجه التحديد فرض الاحترام للكيان الجديد، وهذا ما تسبّب بتخلف بعض الصادقين من صحابته، رضي الله عنهم، للمُشاركة. وصلَ النبي، صلى الله عليه وسلم، إلى «بدر» وبين عدوتها الدنيا وعدوتها القصوى التي جاءت بكفار قريش والركب أسفل منهم ولو تواعدوا لاختلفوا في الميعاد، وعلى إثر ذلك تقدّم صحابيٌ جليلٌ قلَّ ما يُذكر بفائدةٍ عظيمةٍ وبموهبةٍ عسكريةٍ، هو الحُباب بن المنذر، رضي الله عنه، فقال مخاطباً: يا رسولَ الله، أَهذا منزلٌ أنزلك الله إياه، أم هي الحرب والخدعة والمكيدة؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: بل هي الحرب والخدعة والمكيدة. فقال الحُباب: ما هذا بمنزل؟ فأعطى لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- خطةً حربيةً كاملةً تتضمن تغيير الموقع وردم الآبار والاستفادة من الماء وإهلاك العدو عطشاً، والأهم من هذا وذاك، عَلَّمنا أدب النقاش والكلام مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في حال إن كان هذا وحيٌ وأمرٌ من الله فلا رفث ولا فسوق ولا جدالَ فيه، أم أمرٌ يسمح فيه بالنقاش وإبداء الرأي وإدلاء كل ذي دلوٍ بدلوه، فلمّا بدا له السماح بالرأي، قدّم ما يحمله من رأي سديد وقولٍ رشيد وأدبٍ بالكلام. فكانت خطة الحُباب بن المنذر - رضي الله عنه - من أسباب انتصار المسلمين في «بدر». والمتأمل لموقف الحُباب يدرك بعد فائدة المشورة وتعدد الرأي والأدب في طرحه، استفادة الإسلام من المواهب الشخصية في الفرد المسلم ومشاركة الكل بما كلّفه الله من وسعه، ناهيك عن تقدمه هو ذاته بموهبته وفكرته ليخدم بها دين الله عز وجل ويفيد بها عقيدته ودينه. وهذا ما لو أدركنا عمق معناه وغاية منتهاه لتَيَقنّا بأن جميع ما نملكه من قدرات فردية ومواهب شخصية علينا أن نضعها لخدمة الإسلام، فالإسلام ليس بحاجة رجال الدين فقط، فكلٌ ميسرٌ لما خُلق له يعمل بما أودعه الله عز وجل فيه من طاقات حبيسة الإقدام لفعلها والحاجة لها والتجرد من العجب بها. فكم نحتاج في زماننا هذا لاستخراج ودائع الله عز وجل، فينا واستخدامنا لمواهبنا وتوظيفها في طاعة الله عز وجل، في شتى مجالات الحياة العلمية والدينية والدنيوية لوجود مجتمع متكامل مبدع. فاقدم وفّقك الله بما تظنك ميسّرٌ لما خُلِقت له وأكمل البُنيان المرصوص لعلّنا نلقى الله عز وجل، يوم الحساب ونحن قد قدَّمنا ما نخدم به مجتمعنا ووطننا. فقليل من الفعل يعطي كثيراً من الأثر واللهُ يضاعفُ لمن يشاء.