No Script
د. وليد التنيب

محطة قد تكون مهمة
هناك محطات عديدة بحياة الإنسان... بعضها يبتسم ويفرح إذا تذكرها ويحاول دائماً أن يتذكرها... وعلى النقيض هناك محطات في عمر الإنسان يحاول أن ينساها... وإن تذكرها تراه يمر بحالة من الحسرة... حسرة قد تمتد لحالة من الغضب.مهما تعددت هذه المحطات... كثرت أو نقصت فإن المركب مستمر بالتحرك والتنقل من محطة إلى أخرى... أنت محظوظ إن كنت ما زلت من ركاب المركب... لأن غيرك لم يعد كذلك.مركب الحياة السياسية في البلد مستمر بالتحرك... تواجهه العديد من الصعاب الداخلية والخارجية... صعاب حقيقية وأخرى مفتعلة.كان مركب الحياة السياسية في البلد قد توقف عند محطات عدة... في إحدى هذه المحطات قررت مجموعة من الركاب النزول والامتناع عن المشاركة في الرحلة لأسباب عديدة ليس هذا هو المجال لذكرها أو مناقشة صحتها أو خطئها... لكنهم قرروا النزول من هذا المركب والاكتفاء بمتابعة مشاهدة الرحلة أو انتقاد تحرك المركب... بعدها توقف المركب في محطات مهمة... بهذا التوقف اقتنع البعض بالعدول عن رأيه وقرر الصعود والمشاركة... وتحرك المركب وما زال البعض ممتنعاً عن الركوب... امتناعه لأسباب عديدة منها تغيير شروط تذكرة الدخول...!المركب الآن يستعد للوقوف في إحدى محطاته... ستكون محطة مهمة بجميع المقاييس... فالأحداث الدولية سيكون لها انعكاس على شأننا الداخلي.سمو الرئيس... نشكرك شكراً جزيلاً على ردودك في الاستجواب الأخير... ونشكر الفريق المساعد لك... سمو الرئيس نشكرك لأنك احترمت الشعب وقررت أن توضح له الأمور... سمو الرئيس إن غالبية مَنْ كانوا في القاعة لم يكن همهم الاستماع لك... لأنهم منشغلون بأمور أخرى... و لأن خطابك كان للشعب فقد أبدعت ولك جزيل الشكر.سمو الرئيس... الجميع في انتظار وقوف المركب، لمعرفة هل سيتم توجيه الدعوة للجميع للركوب أم أنها دعوة خاصة.الخلاصة...عفو خاص... سيفرح البعض ويغضب الطرف الآخر.عفو عام... سيفرح البعض ويغضب الطرف الآخر.الطرفان رافضان الجلوس مع بعضهما للتفاهم على صيغة ترضيهما جميعاً... و الكل مُصرّ على صحة رأيه وخطأ الرأي الآخر... والنتيجة كالعادة الشعب هو المخطئ... فهل يصلح الشعب خطأه في المحطة القادمة، ويختار أشخاصاً تؤمن أننا في بلد مؤسسات وأن المركب يتسع للجميع؟.

د.جميل سعود المنيع

الِاحْتِفَالَاتُ الْوَطَنِيَّةُ لِبِلَادِنَا... دَوْلَةِ الْكُوَيْتِ الْغَالِيَةِ
الِاحْتِفَالَاتُ الْوَطَنِيَّةُ لِبِلَادِنَا - دَوْلَةِ الْكُوَيْتِ، الْغَالِيَةِ - بِمَنْأَىً عَنِ اعْتِقَادَاتٍ بَاطِلَةٍ، بَلْ فِي نِطَاقَاتٍ صَحِيحَةٍ لِشَرَفِ غَايَاتٍ - بِأَهْدَافٍ نَبِيلَةٍ - لِإسْتِرَاتِيجِيَّةٍ سَامِيةٍ؛ سَنَا - لَمَعَانُ - تَوَهُّجِهَا - إِضَاءَتِهَا - إِشَارَاتٌ؛ هَا نَحْنُ - أَيُّهَا الْأَوْفِياءُ - مَعَ سِتِّ دُرَرٍ فِي طَلِيعَتِهَا:{الْأُولَىٰ} عَدَمُ إِغْفَالِ شُكْرِ اللهِ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ، دَائِمًا أَبَدًا - عَلَىٰ سَابِغِ إِنْعَامِهِ وَجَمِيلِ إِحْسَانِهِ وَكَرَمِ جُودِهِ وَعَطَايَاهِ - الْعَلِيَّةِ - بِمَا أَوْلَانَا وَحَبَانَا بِهِ، مِمَّا يَسْتَوْجِبُ الْمُحَافَظَةَ عَلَىٰ نِعَمٍ - كَبِيرَةٍ -، فِي طَلِيعَتِهَا خَمْسَ عَشْرَةَ:أَوَّلَاً:- هِدَايَتُنَا، وَحُكْمٌ رَشِيدٌ؛ نُحِبُّهُ وَيُحِبُّنَا، وَنَدْعُو لَهُ وَيَدْعُو لَنَا.ثَانِيًا:- اسْتِتْبَابُ أَمْنِنَا.ثَالِثًا:- وُجُودُ وَطَنِنَا وَرِفْعَتُهُ، بَلْ وَحُبُّهُ؛ إِعْلَاءً لِكَلِمَةِ اللهِ - تَعَالَىٰ -.رَابِعًا:- بَسْطُ رِزْقِنَا، وَمَتَانَةُ اقْتِصَادِ بِلَادِنَا؛ وَمَا وُهِبَتْ مِنْ ثَرْوَةٍ.خَامِسًا:-حِنْكَةُ سِيَاسَةِ وُلَاةِ أَمْرِنَا، وَنَجَاحٌ قَوِيٍّ لِدُبْلُومَاسِيَّتِنَا - الْكُوَيْتِيَّةِ-.سَادِسًا:- تَيْسِيرُ اسْتِكْمَالِ اسْتِقْلَالِ دَوْلَتِنَا.سَابِعًا:- تَلَاحُمٌ - شَعْبِيٌّ -، يُؤَكِّدُ تَجْدِيدَ مُبَايَعَةِ الشَّرْعِيَّةِ - الْكُوَيْتِيَّةِ -.ثَامِنًا:- صُدُورُ قَرَارَاتِ مَحَافِلَ دُوَلِيَّةٍ، مُنَاصِرَةٍ لِلْحَقِّ - الْكُوَيْتِيِّ -، وَتَوْفِيقُ وَتَسْخِيرُ حَشْدِ أَكْبَرِ تَحَالُفٍ دُوَلِيٍّ؛ يُقِرُّهُ مَجْلِسُ الْأَمْنِ - الدُّوَلِيُّ - لِلْقِيَامِ بِعَمَلٍ - عَسْكَرِيٍّ -، لِاسْتِرْجَاعِ حَقِّنَا - عِزَّةً، وَكَرَامَةً -.تَاسِعًا:- دَحْرُ مُحْتَلِّنَا، وَنَصْرٌ سَاحِقٌ لِتَحَالُفِنَا.عَاشِرًا:- إِتْمَامُ تَحْرِيرِ بِلَادِنَا كَامِلَةً، وَإِعَادَةُ الشَّرْعِيَّةِ - الْكُوَيْتِيَّةِ -.حَادِيَ عَشَرَ:- كَبْتُ عَدُوِّنَا، وَإِظْهَارُ أَمْنِنَا.ثَانِيَ عَشَرَ:- تَيْسِيرُ إِعَادَةِ إِعْمَارِ بِلَادِنَا.ثَالِثَ عَشَرَ:- جَمْعُ فُرْقَتِنَا.رَابِعَ عَشَرَ:- مَا تَمَّ مِنْ تَرْسِيمِ حُدُودِ بِلَادِنَا.خَامِسَ عَشَرَ:- التَّفْرِيجُ وَالتَّنْفِيسُ عَنَّا، وَإِعْطَاؤُنَا مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْنَاهُ - رَبَّنَا، سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ -.{الثَّانِيَةُ} اسْتِذْكَارُ تَجْدِيدِ بِلَادِنَا - دَوْلَةِ الْكُوَيْتِ الْأَكَارِمِ/ حُكَّامًا وَمَحْكُومِينَ، بِكُلِّ الْأَطْيَافِ - الْبُرْهَانَ عَلَىٰ مَوَاقِفِهَا الْمُشَرِّفَةِ فِي الْمُلِمَّاتِ وَالْمِحَنِ، مِنْ خِلَالِ أَوْجِ الْمَعَالِي وَشَرَفِ التَّضْحِيَةِ وَالْفِدَاءِ - يَزْدَادُ رُسُوخًا وَيَزْخَرُ شُمُوخًا، بِرُوحِ الْفَخْرِ وَالِاعْتِزَازِ -، فِي طَلِيعَتِهِ مِنْ خَمْسَةِ جَوَانِبَ:أَوَّلَاً:- شُهَدَاءُ - أَبْرَارٌ-.ثَانِيًا:- دِمَاءٌ - لِقُلُوبٍ أَبِيَّةٍ - زَكِيَّةٌ.ثَالِثًا:- أَسْرَىٰ - أَكَارِمُ -.رَابِعًا:- قَامَاتٌ وَطَنِيَّةٌ - حَكِيمَةٌ -.خَامِسًا:- اسْتِبْسَالَاتٌ - مَشْهُودَةٌ - بِالدِّفَاعِ، عَنِ الْحَقِّ - الْكُوَيْتِيِّ -.{الثَّالِثَةُ } الْحِرْصُ عَلَىٰ ازْدِيَادِ ثَلَاثَةِ ثَوَابِتَ:أَوَّلَاً:- تَمَاسُكِ وَتَعَاضُدِ وَحْدَتِنَا - الْوَطَنِيَّةِ - قُوَّةً وَثَبَاتًا وَشُمُوخًا، فِي ظِلِّ تَأْيِيدِ الْمَوْلَىٰ - جَلَّ فِي عُلَاهُ - لِوَلِيِّ أَمْرِنَا حَضْرَةِ صَاحِبِ السُّمُوِّ الشَّيخِ/ مِشْعَلِ الْأَحْمَدِ الْجَابِرِ الصّبَاحِ - حَفِظَهُ اللهُ تَعَالَىٰ، وَوَقَاهُ الْوِقَايَةَ الْكُمْلَىٰ مِنَ السُّوءَ دِقَّهُ وَجِلَّهُ وَمَا يُكَدِّرُ خَاطِرَ شَعْبِهِ الْوَفِيِّ الْمُحِبِّ لَهُ -.ثَانِيًا:- تَمَتُّعُنَا - وَالْأَجْيَالِ مِنْ بَعْدِنَا - بِاحْتِفَالَاتِنَا الْوَطَنِيَّةِ - الْمُبَارَكَةِ، السَّعِيدَةِ -، وَذِكْرَيَاتِهَا - الطَّيِّبَةِ، الْحَمِيدَةِ - عَلَىٰ الْوَجْهِ الَّذِي:1:- يُرْضِي اللهَ - تَعَالَىٰ - عَنَّا.2:- يَنْفَعُ اللهُ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ - بِهَا، بِإِحْسَانِهِ - الْجَزِيلِ - وَإِنْعَامِهِ - الْجَلِيلِ -.3:- يُلْهِمُنَا الْمَوْلَىٰ - الْقَدِيرُ، جَمِيعَنَا كَافَّةً - صَوْنَهَا، وَأَنْ نَرْعَاهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا.ثَالِثًا:- تَأَلُّقِ دَوْلَةِ الْكُوَيْتِ - مَرْكَزِ الْعَمَلِ الْإِنْسَانِيِّ -، فِي ظِلِّ:1:- صَدَاقَاتٍ - وَفِيَّةٍ -.2:- جِدِّيَّةٍ فِي الْعَمَلِ عَلَىٰ تَقْوِيَتِهَا وَتَعْزِيزِهَا وَعَدَمِ التَّسَبُّبِ بِتَنْقِيصِهَا، لاسِيَّمَا بِدُوَلِ الْجُوَارِ - الشَّقِيقَةِ -.بَلْ وَزِيَادَةِ عَلَاقَاتِ كُوَيْتِنَا - الْحَبِيبَةِ - بِبُلْدَانِ الْعَالَمِ - الْخَيِّرِ، كُلِّهِ - وُثُوقًا وَرُسُوخًا.وَجْعَلِ ذَٰلِكُمْ مِثَالَاً يُحْتَذَىٰ فِي كُلِّ وَقْتٍ وَحِينٍ.{الرَّابِعَةُ} أَنَّهُ لَمِنْ دَوَاعِي سُرُورِنَا وَسَعَادَتِنَا وَغِبْطَةِ قُلُوبِنَا أَمْرَيْنِ اثْنَيْنِ:أَوَّلَاً:- أَلَا يَفُوتَنَا اسْتِحْضَارُ وَافِرِ الشُّكْرِ، وَالْغَزِيرِ مِنَ الْعِرْفَانِ عَلَىٰ الصَّعِيدَيْنِ الْمَحَلِّيِّ وَالْخَارِجِيِّ، لِجَمِيعِ الْأَكَارِمِ/ الشُّعُوبِ وَالْحُكُومَاتِ وَالدُّوَلِ - الْخَلِيجِيَّةِ، وَالْعَرَبِيَّةِ، وَالْإِسْلَامِيَّةِ، وَالصَّدِيقَةِ - الْمُؤَيِّدَةِ وَالدَّاعِمَةِ لِبِلَادِنَا دَوْلَةِ الْكُوَيْتِ - الْحَبِيبَةِ -، لاسِيَّمَا دُوَلِ التَّحَالُفِ - ذَوَاتِ مَوَاقِفِ الشَّجَاعَةِ - عِنْدَ تَعَرُّضِنَا لِلْغَزْوِ - الْغَاشِمِ - وَرُزُوحِ بِلَادِنَا - الْغَالِيَةِ - تَحْتَ الِاحْتِلَالِ - الْغَادِرِ، عَامَ أَلْفٍ وَتِسْعِمِئَةٍ وَتِسْعِينَ مِيلَادِيًّا -.ثَانِيًا:- أَنْ نُقَدِّمَ عَاطِرَ الثَّنَاءِ وَجَزِيلَ الشُّكْرِ وَالتَّقْدِيرِ - بِعَونِ وَقُدْرَةِ الْقَادِرِ -، مِنْ خِلَالِ الصَّوْنِ لِأَهْلِ الْفَضْلِ فَضْلَهُمْ... وَلِلْأَوْفِيَاءِ قَدْرَهُمْ - مِنْ جَمِيعِ أَطْيَافِ وَفِئَاتِ الْمُجْتَمَعِ، الْجِنْسَينِ؛ مَنْ هُمْ عَلَىٰ خُطَا وَدُرُوبِ الْأَبْرَارِ، أَصْحَابِ حِسٍّ وَطَنِيٍّ مُفْعَمٍ بِالْإِيمَانِ، جَسَّدَ نُبْلَ شَرَفِ إِسْهَامَاتٍ فِي أَعْمَالٍ جَلِيلَةٍ زَيَّنَتْهَا الْحِكْمَةُ؛ الْكَاشِفَةُ الْمَعَادِنَ الطَّيِّبَةَ لِأَكَابِرِ الْأَمْجَادِ بَاذِلِيهَا؛ إِحْسَانًا أَوْ عَدْلاً، تَطَوُّعًا أَوْ تَكْلِيفًا - عَلَىٰ تَنَوُّعِهِ - قَلَّ أَوْ كَثُرَ، صَغُرَ أَوْ كَبُرَ.أَخْذًا بِالِاعْتِبَارِ:1:- الدَّوْرَ الْبَاهِرَ - النَّاجِحَ، الْمُقْتَدِرَ - لِلشَّرْعِيَّةِ - الْكُوَيْتِيَّةِ، الْمَحْبُوبَةِ -، فِي اضْطِّلَاعِهَا بِمَسْؤُولِيَّاتِهَا كَامِلَةً - غَيرَ مَنْقُوصَةٍ مِنْ جَمِيعِ نَوَاحِيهَا، بِفَضْلِ اللهِ وَإِحْسَانِهِ، تَبَارَكَ إِنْعَامُهُ، مُقَارَنَةً بِالْأَوْضَاعِ وَقْتَئِذٍ.2:- الْمَوْقِفَ الْبُطُولِيَّ لِنَشَامَىٰ الْمُقَاوَمَةِ - الْكُوَيْتِيَّةِ، الْبَاسِلَةِ-.3:- أَنَّ الْإِشَادَةَ مُسْتَحَقَّةٌ بِدَوْرِ الْمَرْأَةِ - الْكُوَيْتِيَّةِ، الْعَزِيزَةِ -، الَّتِي:أ:- أَبْلَتْ بَلَاءً حَسَنًا فِي مَيَادِينِ الْكِفَاحِ الَّذِي لَا يُغْفَلُ، وَالنِّضَالِ الَّذِي لَا يُنْسَىٰ.ب:- سَطَّرَتْ صَفَحَاتٍ نَاصِعَةً فِي تَارِيخِ بِلَادِنَا الْمَجِيدِ.فَلِلّٰهِ دَرُّ الْأَبْرَارِ!كَمَا وَنَجْأَرُ إِلَيْهِ - سُبْحَانَهُ - أَنْ يُوَفِّقَنَا - جَمِيعَ أَطْيَافِ وَفِئَاتِ الْمُجْتَمَعِ، الْجِنْسَيْنِ -؛ لِإِبْرَازِ الْمَزِيدِ مِنَ الْمُبَادَرَاتِ بِشَرَفِ إِسْهَامَاتٍ فِي أَعْمَالٍ وَطَنِيَّةٍ سَامِيَةٍ، إِلَىٰ مَحْبُوبَتِنَا وَمَعْشُوقَتِنَا الَّتِي تَسْرِي فِي عُرُوقِنَا؛ دَوْلَةُ الْكُوَيْتِ - الْغَالِيَةُ-.وَأَنْ يَجْعَلْنَا فِي الْحِلِّ وَالتِّرْحَالِ فَخْرًا لِبِلَادِنَا.{الخَامِسَةُ } إِسْهَامٌ بِالتَّوْثِيقَاتِ - التَّارِيخِيَّةِ -، مِنْ أَنَّهُ قَدْ تَرَتَّبَ عَلَىٰ الْغَزْوِ - الْغَادِرِ الْغَاشِمِ الْآثِمِ فِي 2/8/1990م. لِبِلَادِنَا دَوْلَةِ الكُوَيْتِ، الْحَبِيبَةِ - وَنَتَجَ عَنْ مُجْرَيَاتِ أَحْدَاثِهِ أَمْرَانِ اثْنَانِ:أَوَّلَاً:- آثَارٌ كَارِثِيَّةٌ مُدَمِّرَةٌ.ثَانِيًا:- دُرُوسٌ وَعِبَرٌ وَعِظَاتٌ لَايَزَالُ اسْتِلْهَامُهَا نَابِضًا لَا يَنْقَطِعُ.{السَّادِسَةُ } تَأْكِيدٌ عَلَىٰ التَّأْصِيلَاتِ الشَّرْعِيَّةِ - بِمَا وَرَدَ -، وَأَهَمِّيَةِ الْإِيمَانِ بِالْقَضَاءِ وَالْقَدَرِ - لاسِيَّمَا مُرِّهِ - بِشَكْلٍ عَامٍّ، وَفِيمَا هُوَ مُتَعَلِّقٌ بِالْغَزْوِ - الْغَادِرِ - بِشَكْلٍ خَاصٍّ، وَفِي مَوْضُوعِ الشُّهَدَاءِ أَوِ الْأَسْرَىٰ بِشَكْلٍ أَخَصَّ؛ فَقَدْ رَزَحَتْ دَوْلَةُ الْكُوَيْتِ - الْغَالِيَةُ - تَحْتَ الِاحْتِلَالِ - الْغَادِرِ - وَتَرَتَّبَ عَلَيْهِ مَا تَرَتَّبَ، وِفْقَ مَا اقْتَضَتْهُ الْمَشِيئَةُ الْإِلٰهِيَّةُ، حَسَبَ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي اللَّوحِ الْمَحْفُوظِ، كَمَا سَبَقَ فِي عِلْمِ اللهِ - تَعَالَىٰ -.وَمَزِيدًا مِنَ التَّقَدُّمِ وَالتَّطَوُّرِ وَالْفَخَارِ لِلدَّوْلَةِ - دَوْلَةِ الْكُوَيْتِ؛ الْحَبِيبَةِ، الْعَزِيزَةِ -، وَهِيَ تَرْفُلُ - مِنْ عَظِيمِ جُودِ الْمَوْلَىٰ الْكَرِيمِ، وَعَطَايَاهُ الْعَلِيَّةِ - فِي ثَوبِ الصَّحَّةِ وَالْأَمْنِ وَالْأَمَانِ وَالْعِزَّةِ وَالْكَرَامَةِ وَالْمَنَعَةِ وَالنَّصْرِ عَلَىٰ الْأَعْدَاءِ.فَلِمَقَامٍ - بِوَفِيرِ فَضْلِ اللهِ تَعَالَىٰ وَكَرَمِهِ غَيْرِ الْمَمْنُونِ، وَعَظِيمِ إِحْسَانِهِ غَيْرِ الْمَقْطُوعِ -؛ جَلِيِّ السُّمُوِّ كَرِيمٍ، وَلِلْفِدَاءِ مَحَلُّ إِجْلَالٍ وَإِكْبَارٍ وَإِكْرَامٍ، مَشْفُوعًا بِبَالِغِ التَّوْقِيرِ وَعَاطِرِ الثَّنَاءِ وَجَزِيلِ الشُّكْرِ وَوَافِرِ التَّقْدِيرِ وَالْغَزِيرِ مِنَ الْعِرْفَانِ.وَبُورِكْتِ يَا كُوَيْتَ الْعِزِّ وَالْفَخْرِ والْمَجْدِ وَالْعَطَاءِ وَالْخَيْرِ وَالْبَرَكَةِ وَالسَّعَادَةِ وَالرَّفَاهِ، وَنَحْنُ نُبَارِكُ.وَرَجَاؤُنَا وَدُعَاؤُنَا لِلْعِبَادِ - الْأَكَارِمِ - وَالْبِلَادِ - بِلَادِنَا الْغَالِيَةِ، وَسَائِرِ الْبِلَادِ الْخَيِّرَاتِ - وَوُلَاةِ أَمْرِهَا - زَادَهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَكَرَمِهِ وَتَأْيِيدِهِ وَعِزَّتِهِ وَنَصْرِهِ -، يَسْبِقُ عَاطِرَ جَمِيلِ تَهَانِينَا الْقَلْبِيَّةِ الصَّادِقَةِ الْمُفْعَمَةِ بِالْغِبْطَةِ، وَخَالِصِ الْوُدِّ - الْمَقْرُونِ بِبَالِغِ السُّرُورِ -؛ فِي أَجْوَاءِ احْتِفَالَاتِنَا الْوَطَنِيَّةِ؛ وَقَدْ هيَّجَتْ ذِكْرَاهَا قِصَّةَ حُبِّنَا، الْمُتَأَصِّلِ بِهَا اسْتِحْكَامُ بِرِّنَا لِوُلَاةِ أَمْرِنَا -آسِرِي الْقُلُوبِ، وَدَوْلَتِنَا- كُوَيْتِ الْإِنْسَانِيَّةِ -، وَأَهْلِهَا - الْأَوْفِيَاءِ.أَخْذًا بِالِاعْتِبَارِ مُعَالَجَةَ مَا قَدْ يَعْتَرِيهَا - قِصَّةَ حُبِّنَا - مِنْ أَخْطَاءٍ أَوْ تَجَاوُزَاتٍ.كَانَتْ تِلْكُمْ كَلِمَاتٌ يَسِيرَةٌ فِي مُهِمَّةٍ جَلِيلَةٍ... رَاجِينَ بِرَّهَا، وَذُخْرَهَا عِنْدَ رَبِّنَا - الْكَرِيمِ، سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ -.آمِلِينَ أَنْ يَكُونَ طَرْحُهَا مُوَفَّقًا، عَسَىٰ أَنْ يَنْفَعَ اللهُ - تَعَالَىٰ - بِهَا.(فَيَا لَيتَ شِعْرِي!)وَتَحِيَّاتُنَا - طَالَتْ أَعْمَارُكُمْ -؛ دَائِمَةٌ، مُتَوَاصِلَةٌ.

رجا طلب

مئوية الدولة الأردنية ... إسرائيل مازالت عدواً!
ليس سراً أن «الكيمياء» بين الملك عبدالله الثاني والمسؤولين الإسرائيليين - وتحديداً نتنياهو - ليست جيدة بل هي سيئة للغاية، ويتحاشى العاهل الأردني قدر الإمكان، ومنذ تسلمه عرش بلاده عام 1999 الالتقاء بمسؤولين إسرائيليين، والسبب هو قناعته بأن إسرائيل لا تريد السلام من حيث المبدأ، وأنها تعمل على تكريس معادلة نتنياهو واليمين الإسرائيلي القائلة «السلام مقابل السلام» وليس مقابل الأرض، وهو ما يعني أن إسرائيل - وبكل ألوان الطيف السياسي فيها - ليست مستعدة لدفع الأرض عربوناً للسلام، وذلك لأسباب عديدة منها الأمني ومنها العقائدي، وفي عقيدة نتنياهو - التى عبر عنها بوضوح شديد في كتابه (مكان تحت الشمس) والذي صدر عام 1993 قبل أن يصبح رئيساً لوزراء إسرائيل - أشار إلى «الخطيئة البريطانية» والمتمثلة بالاتفاق مع الملك عبدالله الأول، على إقامة دولة أردنية شرق نهر الأردن، والتى هي جزء من أرض إسرائيل المفترضة بحسب التوراة ووعد بلفور الشهير، ولذلك كان الملك الراحل الحسين بن طلال ينظر بريبة دائمة لنتنياهو ولليكود، ولمجمل اليمين الإسرائيلي الذي يستلهم عقيدته من «الأمل» النشيد الرسمي لدولة الاحتلال، والقائل (طالما داخل القلب روح يهودية نابضة... فحنينها يميل إلى الشرق وعينها ترنو إلى صهيون)، والشرق هنا هي الضفة الشرقية من نهر الأردن أي الأردن، أما الملك عبدالله الثاني فهو ينظر إلى «إسرائيل» على أنها باتت تحدياً وجودياً، بعد أن أصبح اليمين المتطرف هو من يحكمها وتلاشى فيها اليسار وأصبح من الماضي، وتحول المجتمع الإسرائيلي إلى مصنع لتفريخ التطرف بفضل سياسيات نتنياهو التى «هندست» وعلى مدى عقد كامل من حكمة الحياة العامة في إسرائيل، لتكون دولة لليهود فقط. يمينية إسرائيل أحد أكبر التحديات التى يواجهها الأردن مع دخوله المئوية الثانية، وهو ما يقلق المفاصل الحيوية في الدولة الأردنية، خصوصاً وأن الأردن - الذي اعتقد أن اتفاق وادى عربة قد «كفن» مشروع «الوطن البديل»، أو مشروع «إسرائيل التاريخية» - يقترب من القناعة بأن اتفاق السلام مع إسرائيل يرقد في غرفة الإنعاش بانتظار الدفن. مع كل التحديات الصعبة التى تراكمت تاريخياً وتفاعلت زمنياً خلال قرن من عمر الدولة الأردنية ما زال التحدي الوجودي المتمثل بخطر «إسرائيل» يطغى على التحدي الاقتصادي وتفرعاته المتعددة، خصوصاً أن القدس الملتهبة تبعد عن عمان 72 كيلومتراً، وكل شهيد يسقط فيها أو في غيرها من المدن الفلسطينية، يقام له بيت عزاء في مدينة أردنية. صحافي وكاتب أردني

رقية ابراهيم الشيخ

منع المعاناة الفطرية هدف مستحيل...
ذات يوم، قرأت مقولة تقول «رفض معاناتك هي زيادتها، وإنما عليك معرفة التعامل معها ومواجهتها وتحدّيها». الأمر ليس من قبيل المبالغة، فعندما نرفض أن نعاني فإننا نحن نرفض الحياة. الحياة الطبيعية هي مثل القطار، والمعاناة أو المصائب أو الحزن والفشل، وأيضاً النجاح والسعادة والبهجة جميعها محطات علينا المرور بها وتخطيها وليس الوقوف عند تلك المحطة ورفض سير الحياة. انظر إلى المجتمع... إلى من حولك، على اختلاف مستوياتهم الاجتماعية والتعليمية والمادية والثقافية، ستجد أن هناك شيئاً واحداً مشتركاً، وهو أن الجميع يُعانون.لا تعتقد بأن من يملك العلم والمال والجاه هو فارغ من الألم أو من الوجع أو من الفشل، الحياة لا تهديك ثمارها على طبق من ذهب، الحياة تعلمك وتهذبك بالتجارب والامتحانات والمعاناة أيضاً. وطبعاً كلماتي تلك لا تعني بأن نخلق معاناة من العدم أو المبالغة في الأمور، ولكن هناك ظروف تحتم علينا الحزن لفترة من الزمن ومواجهتها والتعلم منها لا الوقوف عندها. هناك دراسة لأهمية المعاناة الحقيقية للدكتور فيكتور فرانكل، وهو طبيب نفسي نمسوي، وأحد مؤسسي «العلاج بالمعنى»، تقول إنه خلال المعاناة يمنح الفرد الفرصة لإدراك حريته الأساسية في اختيار معنى لتلك المعاناة، فضلاً عن معنى حياته كلها. ما يعنيه فرانكل هنا أن الحياة البشرية لا تتحقق فقط بالسعادة والاستمتاع، ولكن أيضاً بالمعاناة. إن المعاناة تزيد من نضجنا نحن الأفراد، وتضفي معنى جديداً لحياتنا وتعلمنا وتفهمنا العديد من الأمور التي أحياناً نغفل عنها، تأكد بأنك ليس وحدك تعاني... الجميع يمر بظروف قاسية وصعبة حتى أولئك الذين تمتعوا بظروف حياة مثالية يعانون، لا أحد يخلو من الظروف المؤلمة التي ممكن أن يمر بها ولكن هناك من يعي تماماً كيف يتعامل معها ويمنعها من عرقلة سير حياته والسيطرة عليها، ولتجاوزك تلك المحن هناك طريقة عليك أن تؤمن بها وهي أن كل شيء موقت، تتحرك الحياة في دورات لتولد حياة جديدة، ولن يوقف أي شيء تلك الحركة. هناك مقولة تقول (إن هذا الوقت سيمضي)، الوقت العصيب سيمضي والوقت الجميل سيمضي، أيضاً الحياة لا تكن في حالة سكون إنما هي الحياة دائماً في حال جديد، لذلك، عليك أن تتعلم وتفهم كيفية التعامل مع مراحل حياتك وعدم اليأس أو الإحباط.

ريم الميع

دفعة مردي
أكتب لكم هذه المقالة بعد منتصف الليل، بيد مرتعشة وقلب تتسارع ضرباته حتى تكاد تسمع لها صدى، وجبهة تتصبب عرقاً بعد أن قصفت في جبهتها، هل سمعتم عن قصف جبهة الجبهة؟ أنا جربتها! قبل يومين وليست ثلاثة أيام أردت أن أتشبه بالصورة النمطية للأنثى العربية، كما وردت في قصيدة سعاد الصباح التي خالفتها: أن أحتسي القهوة في دفء فراشي، وأُمارس ثرثرتي في الهاتف دون شعورٍ بالأيّام... وبالساعاتْ! أن أتجمّل... أن أتكحّل... أن أتدلّل... أن لا أفعل شيئاً... أن لا أقرأ شيئاً.. أن لا أكتب شيئاً! أن أتفرّغ للأضواء... وللأزياء... وللرّحلاتْ..! وفعلت فتدللت عليكم ولم أكتب مقالة وتفرغت للثرثرة الفارغة عن الأزياء والرحلات، وأفضل وسيلة تجميل وتكحيل... ولكن بعد ساعات صحوت على صفعة، جعلتني أختار مواجهة الكلمات مجبرة لا بطلة! فبمجرد صدور عدد «الراي» من دون مقالتي... موجع، كوجع الغياب، الأكثر وجعاً أن ترى بعينيك من يحتل مكانك، وكان الزميل عامر الفالح - سامحه الله رغم أن ليس له دور في اختيار موقع مقالته في مكان مقالتي، سامح الله من اختاره - ولكن لاختياره ان يكون عنوان مقالته: دفعة كورونا! قد يتساءل هو وأنتم: ما علاقة العنوان، علاقته في التباسه، فللوهلة الاولى قرأت العنوان: دفعة مردي، وكأنه رسالة لي أنا الدلوعة المزيفة في بيتي ومكاني! ولمن لا يعرف معنى «دفعة مردي»، فهو مثل يقال على سبيل الشتيمة عند التخلص من الشخص الثقيل تشبيهاً بعصا تجديف القوارب الطويلة، التي كانت تسمى «مردي» وحين يهب الهواء من الشرق يدفعها فيبتعد القارب بعيداً، وعليه فإن عبارة «دفعة مردي والهوا شوفي» ما هي إلا أمنية ودعوة لإبعاد البعيد على وزن: عساه سعيد وهو بعيد! ولأن البعد لا يسعدني، ولو ابتعدت، ستحزنني سعادتكم لابتعادي ويسعدني حزنكم على غيابي، نعم في هذه الحالة لن أحزن لحزنكم أو أفرح لفرحكم! وبمقالة تحمل الرقم 355 في الإيكلاود وتنشد مع فيروز: «صار لي شي مية سنة عم ألف عناوين وكتبنا وما كتبنا»، قررت أنا الموقعة أدناه أن أقعد على قلوبكم وشعاري: عض قلبي ولا تعض مقالي.

زهراء الموسوي

صناديق الاقتراع مليئة برسائل الشعب
يجب أن تُسجّل انتخابات مجلس الأمة 2020 للفصل التشريعي السادس عشر في الكويت، بأنها حدث ديموقراطي مميز. حيث إن صناديق الاقتراع لم تكن مملوءة باختيارات الشعب لممثليهم، بل كانت مملوءة برسائل تم إيصالها للمرشحين والنواب والحكومة، منها ما يلي:- بيّن الشعب أن مستوى الوعي السياسي لديهم ارتفع عن السابق، ولم يعد اختيار مرشحهم حسب الخدمات التي يؤديها لهم، أو من خلال الواسطة المناسبة لإجراء معاملتهم، وعلى ذلك تم اختيار وجوه جديدة، ليس لديها سوابق خدماتية، لكن لديها مشروع انتخابي بنى الشعب آماله عليه. - أوصل الشعب رسالة تكشف كل المشبوهين في سرقات المال العام، أو النواب السابقين الذين يضعون مصالحهم فوق مصلحة الوطن، والذين ينظرون إلى الوطن كبقرة حلوب يجب حلبها قدر المستطاع. - رسالة لأصحاب الشعارات الرنانة التي أوصلت البلاد إلى عنصرية بغيضة، من دون أي تعديل ملحوظ، تقول لهم: كفاكم تشويهاً وشعارات بغيضة. - لأول مرة لم تكن الانتخابات انفعالية عاطفية، بل بحث الشعب عن المرشح الذي يُرجى منه التغيير، فكانت رسالة بأننا لم نعد أطفالاً نختار ما اعتاد آباؤنا على اختياره، بل نريد وجوهاً جديدة تحقق آمالنا في وطن نعيش فيه بكرامة. - أوصل الشعب رسالة إلى الحكومة بأننا نريد قوانين تحمينا، ولا نريد العبث بالوطن، لا من النواب ولا من الحكومة. - اختيار الشعب لنواب المعارضة أيضاً كانت رسالة لهؤلاء المرشحين تقول لهم: المعارضة ليست غاية بل وسيلة للإصلاح، فما يريده الشعب هو التغيير إلى الأفضل، وليس فقط المعارضة، فلا تتخذوا من ذلك صفة لكم، أو غاية لعملكم النيابي ينتهي فقط بنشر اليأس والإحباط في المجتمع. - نعم لم تفُز أي امرأة - للأسف - في هذه الانتخابات، لكن في ذلك أيضاً رسالة إلى المرأة التي تريد خوض هذا المجال، وهي أن المرأة لا تختاركِ فقط لأنك امرأة، بل يجب امتلاك المرشحة لصفات معينة ومشروع برلماني قوي ومنصف وتاريخ مشرف، كي يتم اختيارها لتمثيل المرأة الكويتية في مجلس الأمة، وليس فقط تمثيل المرأة، فهي في الواقع تنوب عن جميع الشعب ذكوراً وإناثاً. - في النهاية نتوجه برسالة إلى حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه تقول: «نحن أدينا واجبنا تجاه الوطن وحاولنا اختيار الأفضل، والآن كلنا أمل في الحكومة التي سيختارها سموّكم، كي تعود الكويت إلى المكانة التي تستحقها».

زينب الموسوي

حيرة....
كلمة أسمعها بعد كل صدمة أتلقاها من إدارات فاسدة، شغلها الشاغل قتل الأحلام وهدم الطموح. بعد استقالتي من وظيفتي في القطاع الخاص، والاستيلاء الكوروني على وقتي، أمضيتُ الوقت أفكر في وظيفتي الحكومية المستقبلية. يأخذني تفكيري تارةً في الوزارة التي ستقبلني، وتارةً بالأشخاص الذين سأتعرف عليهم. لكني أبداً لم أفكر في العملية الوظيفية البدائية التي ستواجهني، لم أفكر في المصاعب وبحقوقي التي ستُنتهك. مع كل هذه الموارد البشرية والمادية، نعيش في فقر الاحترافية، ملفاتنا تنتظر الفُرصة، فُرصة التّوظيف. وفي كل مرة يقفزُ قلبي فرِحاً، لقد قُبلتُ أخيراً. يخيبُ ظني من صعوبة الشروط، لا حاجة لنا بكِ في هذا القسم، لأننا لا نودُ منكِ أخذَ حقكِ من الكادر والبَدلات، لذلك إن رغبتِ فلتذهبي إلى قسمٍ آخر وتندثر حقوقكِ مع خبراتك. وهل الكادر والبَدلات تُخصم من راتب المُدير؟مُجتمع يعاني من سوء التواصل الوزاري، الشهادة لا تتوافق مع الشواغر الوظيفية. مُجتمع يقدس الواسطة والمحسوبيات. متى سنصل إلى كويت جديدة 2035 ؟هل سنصل ونحقق أهدافها ؟ماذا سيحدث لأجيالنا المقبلة ؟لا حقوق ولا حياة لمن تنادي. ننتظر فترة الانتخابات لنجد حلاً للمواضيع البسيطة، والتي تكون كما هو واضح معاملة حكومية طبيعية، من المفترض أن يتم تخليصها من الموظف المعني. حتى أبسط الحقوق تحتاج إلى معارف وواسطات. نبحث عن الحلول ونطالب بالتغيير، ومع ذلك نرفض التغيير ولا نمضي بالحلول. نتغير نحن، ونذبُل نحن. تتحطم أحلامنا ونتنازل عن حقنا لنصبح كالآلات، نمشي في خطٍ مستقيم لا نتحرك يميناً ولا شمالاً. نتغير ونتبدل لنصبح مثلهم، جنود بلا ذمة ولا ضمير. ماذا تستطيع فتاةٌ مثلي لا حول لها ولا قوة أن تفعل ؟سأكتب، لعل التغيير ينتج من وراء هذا المقال. مقال أشكو فيه حال مجتمعنا، وحال دولتنا. خواطر إنسانة عاطلة عن العمل.

سارة النومس

البحث عن كويتي مهم
يمشي، بوقع أقدام ثابتة ونظرة حادة، دون التفات وربما عطره القوي ينشر الفتنة داخل المربع الذي يجلس فيه... ويتساءل بقية الناس، من هو هذا الشخص؟ ربما يكون مديراً في إحدى الشركات الكبيرة في الكويت، أو وزيراً في وزارة تتمتع بميزانية سنوية ضخمة، أو قد يكون أحد كبار الشخصيات الموزونة على كل الصعد، يفكر الجالسون كيف يتقربون من ذلك الشخص المهم الذي قد يكون في يوم من الأيام واسطة مجدية وسط زحام المتفاخرين بمعرفة نائب أو سكرتير نائب. لا يعلم أيٌ منهم أن ذلك الشخص هو مواطن مديون يهتم بهندامه، ومنَّ الله عليه بمهابة الطول والمظهر الملفت. ذات يوم، أتى عبقري من الخارج، اعتقد بأنني شخصية مهمة في الكويت، وكرمني بمجاملاته وابتسامته المصطنعة في كل مرة يلقاني، حتى أنه قال لي مرة أنه تعلم اللغة العربية ويجيدها، وأطال الحديث عن سيرته العلمية والعملية، بعد مضي الأيام والشهور والسنوات، أيقن من هم الشخصيات المهمة التي يجب أن تكون تحت إبطه في حال حاجته، وثبت لديه أنني شخصية اجتماعية مرحة (لا أهش ولا أنش)، أصبح يستخدم الابتسامة الصفراء، ويوفر مشاعر الحب والتقدير أثناء حضور أي كويتي صاحب رونق مهيب، لقد تعلم كيف تُدار الأمور واستعان ببوصلة التوجيه، والمضحك استخدامه أحياناً بمشاهد بوليودية مقنعة على الرغم من بعدها عن المنطق. تعجبت كثيراً، لِمَ لَم تكن هنالك بوصلة خاصة لتوجيهي؟ لماذا اعتمدت مسلسلاتنا على الواقعية البحتة والحياة الاجتماعية المملة؟ لم أستفد منها في حياتي. يتمنى العبقري لو أنني نسيت تعلمه العربية كي يستطيع الاستماع للثرثرة الكويتية أمامه، انتبه لا تسخر منه بالعربي فهو يفهمك تماماً وان رد سخريتك عليه بلغته فلا تلوم إلا جهلك.

سالم النخيلان

الحُباب... وأدب النقاش
خرجَ رسولُ الله - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم - من المدينة المنورة ومعه ثلةٌ من الأولين إلى آبار بدرٍ، بعد أن علِم عليه الصلاة والسلام، بقافلةٍ لتجارة قريش يقودها أبوسفيان قبل إسلامه، حيث إن طريق القافلة العائد من الشام إلى مكة كان يمر بالآبار. بإرادةٍ من الله عز وجل، اكتشف أبوسفيان بترصد المسلمين وتتبعهم لقوافل قريش التجارية، فاستنفرت قريش لتدرك أموالها وتجارتها، بينما آثر أبوسفيان الاتجاه غرباً مُبتعداً عن «بدر» للنجاة بالقافلة التي تحمل جل أموال قريش. هرعت قريش إلى آبار بدر لإنقاذ قافلتها والورود إلى مصارعها، ترتدي ثوب الغرور وتجر رداء الكِبر، وكان رسول الله - صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم- ومَن معه ممن خرجوا وأصل وجهتهم الظفر بالقافلة لا الحرب، بل على وجه التحديد فرض الاحترام للكيان الجديد، وهذا ما تسبّب بتخلف بعض الصادقين من صحابته، رضي الله عنهم، للمُشاركة. وصلَ النبي، صلى الله عليه وسلم، إلى «بدر» وبين عدوتها الدنيا وعدوتها القصوى التي جاءت بكفار قريش والركب أسفل منهم ولو تواعدوا لاختلفوا في الميعاد، وعلى إثر ذلك تقدّم صحابيٌ جليلٌ قلَّ ما يُذكر بفائدةٍ عظيمةٍ وبموهبةٍ عسكريةٍ، هو الحُباب بن المنذر، رضي الله عنه، فقال مخاطباً: يا رسولَ الله، أَهذا منزلٌ أنزلك الله إياه، أم هي الحرب والخدعة والمكيدة؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: بل هي الحرب والخدعة والمكيدة. فقال الحُباب: ما هذا بمنزل؟ فأعطى لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- خطةً حربيةً كاملةً تتضمن تغيير الموقع وردم الآبار والاستفادة من الماء وإهلاك العدو عطشاً، والأهم من هذا وذاك، عَلَّمنا أدب النقاش والكلام مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في حال إن كان هذا وحيٌ وأمرٌ من الله فلا رفث ولا فسوق ولا جدالَ فيه، أم أمرٌ يسمح فيه بالنقاش وإبداء الرأي وإدلاء كل ذي دلوٍ بدلوه، فلمّا بدا له السماح بالرأي، قدّم ما يحمله من رأي سديد وقولٍ رشيد وأدبٍ بالكلام. فكانت خطة الحُباب بن المنذر - رضي الله عنه - من أسباب انتصار المسلمين في «بدر». والمتأمل لموقف الحُباب يدرك بعد فائدة المشورة وتعدد الرأي والأدب في طرحه، استفادة الإسلام من المواهب الشخصية في الفرد المسلم ومشاركة الكل بما كلّفه الله من وسعه، ناهيك عن تقدمه هو ذاته بموهبته وفكرته ليخدم بها دين الله عز وجل ويفيد بها عقيدته ودينه. وهذا ما لو أدركنا عمق معناه وغاية منتهاه لتَيَقنّا بأن جميع ما نملكه من قدرات فردية ومواهب شخصية علينا أن نضعها لخدمة الإسلام، فالإسلام ليس بحاجة رجال الدين فقط، فكلٌ ميسرٌ لما خُلق له يعمل بما أودعه الله عز وجل فيه من طاقات حبيسة الإقدام لفعلها والحاجة لها والتجرد من العجب بها. فكم نحتاج في زماننا هذا لاستخراج ودائع الله عز وجل، فينا واستخدامنا لمواهبنا وتوظيفها في طاعة الله عز وجل، في شتى مجالات الحياة العلمية والدينية والدنيوية لوجود مجتمع متكامل مبدع. فاقدم وفّقك الله بما تظنك ميسّرٌ لما خُلِقت له وأكمل البُنيان المرصوص لعلّنا نلقى الله عز وجل، يوم الحساب ونحن قد قدَّمنا ما نخدم به مجتمعنا ووطننا. فقليل من الفعل يعطي كثيراً من الأثر واللهُ يضاعفُ لمن يشاء.

سحر بن علي

مَن التالية ؟
انتفضت النساء أخيراً بعد مقتل فرح أكبر، فقد اختطفت وقتلت في وضح النهار وفي شهر رمضان وأمام مرأى الجميع وابنتها التي لم تبلغ السابعة من عمرها، فرح مثل أي إنسان لم تكن تستحقّ أن تموت بهذه الطريقة، ولا أن تسلب روحها أصلاً من أي شخص كان، ولا أن يلقى بجسدها عند باب مستشفى من دون أي احترام للميت. لم يكن هذا ما آلم النساء والمجتمع بأكمله فقط، بل إن هذا الشخص - صاحب سوابق بعدد 41 قضية مسجلة ضده - قد اختطف فرح وضربها في الشارع وسجّلت عليه قضية شروع بالقتل، إلا أنه أطلق سراحه ومن ثم قتلها، ليس ذلك فقط بل حتى أنهم رفضوا في البداية تسجيل تلك القضية حتى تمكّن أحد الأشخاص من التدخّل في الموضوع وتسجيل الدعوى. لا ننكر أن الكويت كانت دولة آمنة، لكن مع تزايد حالات العنف والقتل في السنوات الأخيرة بحاجة إلى تدخّل الجهات المختصة لتردعها، حتى لا تتزايد بشكل خطر على الجميع. انتفاضة النساء لم تحدث بسبب مقتل فرح أكبر فقط، بل بعد سلسلة من قتل النساء، كانت في إطار الأسرة واليوم لم تعد كذلك. السؤال المعتاد: لِمَ تعتبر النساء جرائم القتل السابقة هي جرائم ممنهجة ضدهن؟ فعندما يكون هناك قتل بين شخصين سواء بين رجلين أو امرأتين بسبب أمر ما، مثلاً الخلاف على موقف سيارات كما حدث في قضايا عدة، أو بسبب «ليش تخز»، تلك الجرائم حدثت بسبب مواقف محددة «السيارة أو الخزة»، وهذه هي الدوافع، لكن متى تصبح الجريمة بسبب فئة معينة؟ مثلاً إذا قتل شخص ما شخصاً آخر يختلف معه في الديانة لأنه يكره ديانته، أو يتعدى شخص على اللاجئين لأنه يكرههم، كما شاهدنا تلك المواقف عبر وسائل التواصل الاجتماعي. هنا تصبح القضية ضد «المختلف في الدين» وضد «اللاجئ»، وليس بسبب أمر ما، وهذا ما يحدث مع قضايا النساء، قتلهن الأب أو الأخ لكره النساء أو لفرض السلطة والهيمنة الذكورية عليهن، فإما أن ينصاعوا لطلباتهم وإما القتل، أما في قضية فرح فقد كان بسبب تراخي المؤسسات الأمنية مع قضيتها، وهذا يحدث مع الكثير من النساء عندما يرفعن دعاوى على معنفين لا تؤخذ على محمل الجد، أو قد لا تسجل الدعوى من الأساس خصوصاً إذا كان المعنّف أحد أفراد أسرتها، فيصبح الموضوع شأناً عائلياً، يكتب المُعنف تعهداً ثم تذهب معه إلى البيت، وحتى تنفيذ العقوبة، هناك تخفيف في شأن هذا الموضوع ما يجعل القتلة يستسهلون القتل. هذا لا يعني أن جميع النساء يحدث معهن ذلك، لكن وجود الكثير من النساء يشتكين من هذا الموضوع يعني أن هناك خللاً، والكويت باشرت إجراءات التحقيق في قضية فرح في حال هناك تهاون من المؤسسات الأمنية، وأرجو أن تكون هذه بادرة لتعديل أوضاع النساء في الكويت حتى يشعرن بالأمان الذي فُقد منذ سنوات. Instagram: saharbnali sahar.gh.b.a@hotmail.com

سعد السعيدي

أزمة الأردن تتجاوز حدوده والحل في «مارشال خليجي» يعيد الاستقرار...
أريد الصمت كي أحيا، ولكن الذي ألقاه ينطقني. «أحمد مطر» «الله يخون الموت عوايده يأخذ الغالي دنيانا يا ماخذت رجال خذت شيوخ ومخاتير»... كلمات نبطية رددتها الأم المكلومة بصوت مخنوق بالكاد تخرج من فمها وهي تنظر بعينين دامعتين إلى جثمان ابنها العسكري العقيد عبدالرزاق الدلابيح، الملفوف بعلم بلاده الاردن، والمسجى أمامها بعد ان اغتالته رصاصة اثناء الاحتجاجات الأخيرة في منطقة الحسينية بمحافظة معان جنوب الاردن... أوجعت كلمات (شوفه) وهو اسم الأم المكلومة كل من سمعها، لاسيما إن علمنا بان تلك الأم الصابرة بفقدها لابنها عبدالرزاق تكون قد فقدت الابن الرابع لها، بعد وفاة ثلاثة من أشقائه، أحدهم بسبب حادث سيارة وآخر غريق وثالث وهو ضابط عسكري بطلق ناري خطأ أثناء تنظيفه لسلاحه. وجع شوفه الزعبي، وقصتها المؤلمة وصبرها المدهش وتماسكها رغم شعورك واحساسك بانفطار قلبها لتحمله كل هذا الأسى والحسرة والألم ولكنه أسى وألم يشبه الألم والوجع الذي تمر به بلادها الأردن وتحمله للظروف الصعبة وتماسكه في ظل هزات اقتصادية أثرت كثيراً في دول ذات ملاءة مالية كبيرة، فما بالك ببلد ذي موارد محدودة وضعيفة مثل الأردن بلد «شوفه الزعبي». ما جرى ويجري في بعض مدن الأردن لاسيما الجنوبية منها، يجب أن يدق نواقيس التحذير، ولا أقول ناقوساً واحداً ويجب أن يُسمعُ صوت النواقيس في جميع عواصم ومدن دول الخليج، وذلك لأهمية الحدث وتعقيدات أطرافه وتشابك خيوط معالجة آثاره، ومن هنا قد يكون الوصف الأمثل لما حدث والتقييم الحقيقي والمناسب هو أن الخطب جلل، وليس في ذلك تضخيم أو سوء تقدير نظراً للواقعية السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي بدأت تضطرب وتأخذ منحى تصاعدياً على مستوى القاعدة، بعد ازدياد مساحة الفقر وتوسع رقعة نقد وغضب لا يمكن التنبؤ بنتائجه وإلى أي مسار وطريق يجر البلاد، وبالطبع لن تتوقف التأثيرات والنتائج عند حدود الأردن بل ستتعداها إلى دول الخليج إن لم تتجاوزها إلى ما هو أبعد من ذلك... وهنا مكمن الخطر والخطورة !! ما نشاهده عبر وسائل التواصل الاجتماعي من مقاطع فيديو مصورة لحالة الغضب الأردني تبين حالة احتقان تزحف نحو خط النهاية وتقترب من لحظة الانفجار، لاسيما وأن هذه الحالة أصبحت تتكرر في السنوات القليلة الماضية وتطل برأسها بين فترة وأخرى دون أن تنفع معها كما يبدو جميع المهدئات سواء الوعود الحكومية أو الحلول الترقيعية التي كان مصيرها الفشل في اختراق جدار الأزمة أو تهدئة الأوضاع والقضاء عليها بشكل تام، لذلك فإنه ما لم تتم اعادة ضبط الحالة والتعرف على المسببات ومعالجتها بشكل جذري فإن التوتر والاحتقان لن يذوب طالما محركاته موجودة ومتأصلة وبدأت تتعمق في المجتمع، بل إنها سوف تزداد حدة عن المرة التي قبلها حتى تأتي اللحظة التي تنفجر فيها الأوضاع، وحينها قد تدخل الاْردن صندوق الفوضى والتشظي لاسمح الله. وضع أعواد الثقاب بقرب محطة البنزين وتوقع عدم الاشتعال هو الجنون بعينه، لذلك فإن الحالة الاقتصادية المتردية التي تعاني منها الأسرة الأردنية دون الخوض في تفاصيلها حين يصاحبها رفع لأسعار سلع ضرورية فالنتيجة المتوقعة والطبيعية هي أن الناس لن تصمت لا سيما بعد أن فقدت قدرة الاحتمال والصبر على الرفع المتوالي والمستمر للأسعار، وعلى فترات زمنية متقاربة ولمواد ضرورية لاغنى للانسان عنها، ومن هنا ندرك ونتفهم غضب الشعب الأردني من هذه الزيادات المستمرة والمستعرة التي أحرقت المدخرات وهزت الوضع الاجتماعي بعد أن عبثت في الوضع الاقتصادي للأسرة الأردنية، غير أن هذا الأمر يقابله أيضاً محدودية موارد الدولة بل فقرها لاسيما وأن الأردن يعتمد على المساعدات الأجنبية سواء تلك التي تصله من الولايات المتحدة وأوروبا أو تلك المساعدات المتقطعة من بعض دول الخليج، فضلاً عن تحويلات المغتربين في الخارج ولا أظن كل ذلك قادراً على الحد من هذا التدهور السريع في ميزانيات العائلات الأردنية وإسكات الغضب الشعبي والقضاء على مسبباته. إذاً، ما الحل في ظل هذا العجز لحكومة الأردن الذي يمكن تفهمه وبين غضب شعبي لا يمكن ادانته أو استنكاره طالما الارتفاع المحموم في الأسعار لم يتوقف والظروف في الدولة كما يبدو لن تتغير بين عشية وضحاها ! هنا أريد أن أوسع الدائرة لإيماني بأن مجريات الحدث في مدن الأردن الجنوبية ستتعدى بشكل يكاد محسوماً ومؤكداً، حدود الأردن وستنتقل هذه الشرارة اذا ما اشتعلت إلى دول الجوار، ودول الجوار التي أقصدها هي دول الخليج أو ما تبقى من جيران سالمين للدولة الأردنية بعد غرق الجيران الآخرين العراق وسورية ولبنان وفلسطين بفوضى لا تزال تعمّق المشاكل بين مكونات مجتمعاتهم وتعقدت معها المعالجة والحلول والناظر لحال الدول الشقيقة والأسباب التي أدت بها إلى ذلك الحال يجعلك ترتعب من النتائج أو هكذا يفترض ! هل تبقى دول الخليج متفرجة على الأزمة الاردنية دون تحرك من جهتها للمساعدة والمساهمة في تخفيف أعبائها المثقلة لكاهل النظام هناك، أم تنوي دول الخليج ترك الأردن يصارع ظروفه وحيداً متحملة ما ينتج من آثار جراءها ؟ دون أدنى شك، وبنسبة خطأ تكاد تكون معدومة حين ترتبك الأوضاع في الأردن وتعم الفوضى فانه حينها لا يمكن التنبؤ بما ستؤول إليه الأمور، وأقصد هنا بالأمور تلك المتعلقة بدول الخليج مع ما نشاهده ونسمعه من أزمات حادة تمر بالعالم على جميع المستويات، سواء السياسية منها أو الأمنية والاقتصادية بل وحتى الصحية، وطالما محرك الحدث في الأردن اقتصادياً خالصاً حتى اللحظة فانه يمكن السيطرة عليه، وعدم تفاقم آثاره. ومن هنا، فإنه من مصلحة دول الخليج الإسراع بأقصى سرعة للمساهمة بوضع حلول تساعد صانع القرار الأردني في تفكيك محركات الأزمة وقطع دابرها واشتعال فتيلها بغية اعادة الاستقرار للبلاد، والعمل معاً على عدم تكرار تلك الاحتجاجات وتدوير الغضب الشعبي ليكون صوتاً داعماً للنظام والاستقرار، وذلك من خلال التوافق على خطة «مارشال خليجي» يتم بموجبها اصلاح ودعم الوضع الاقتصادي والاجتماعي للإنسان الأردني عبر انجاز مشاريع كبرى تهيئ فرص عمل للأردنيين، وفِي الوقت نفسه تُسرع في حركة ودورة الاقتصاد الأردني البطيء بسبب ظروفه، كما يمكن الاستفادة أيضاً من الإنسان الأردني واستقدامه للعمل في دول الخليج بحيث تكون له الأولوية في شتى المجالات التي تحتاجها دول الخليج، وحتى تتحقق هذه الأمور التي تحتاج إلى وقت ليس بالقصير فإنه يتوجب على دول الخليج لإطفاء الاحتجاجات وطمأنة المحتجين العمل على دعم البنك المركزي الأردني بودائع مالية، وإرسال مساعدات مالية عاجلة يتم التخطيط لتوجيهها بشكل مدروس من خلال التنسيق مع جمعيات مدنية أردنية معروفة ومشهود لها بالنزاهة، بحيث يتم تحويل تلك الأموال لمراكز البيع بغية شراء وتوفير السلع الضرورية من أماكنها وإعادة بيعها للمواطنين الأردنيين بأسعار معقولة وقبل الزيادة التي طالتها أخيراً، على أن تتحمل الجهات الخليجية الفروقات المالية بين عملية البيع والشراء، وهذا الإجراء يمكن تعميمه على محطات البنزين والديزل والمازوت وغيره من المواد الضرورية للإنسان الأردني، بالطبع هذا يساهم بوأد الأزمة ويخلق الاستقرار ويعيد الطمأنينة للنظام والمجتمع، وهو الأمر الذي ينعكس على استقرار دول الخليج حتى تدور عجلة المشاريع الكبرى التي تهدف لخلق فرص عمل واستثمارات تُبعد شبح الفوضى عن البلاد. الوقوف بجانب الأردن لم يعد ترفاً خليجياً بل كما أظن هو حاجة ماسة تتطلبها استراتيجية التعامل والعلاقة وتفرضها الواقعية الجيوسياسية، وما حدث مع البحرين وسلطنة عمان عام 2011 إبان الربيع العربي يشبه تقريباً ما يحدث في الأردن، وقد لا أكون متشائماً حين أرى تماثله وتطابقه وتشابهه مع سيناريو الدولتين الخليجيتين، أو تكراراً لما أصابهما قبل أحد عشر عاماً مضت، ولذلك سارعت دول الخليج في تخصيص ما سمي حينها بـ «مارشال خليجي» بقيمة عشرة مليارات دولار مناصفة بين الدولتين نجح في تهدئة الأوضاع وإبعاد شبح الفوضى عن الدولتين وبقية دول الخليج. مساعدة الأردن تتطلب من الحكومة الأردنية التأكيد على حرية التعبير والكلمة وحمايتها ورفض انتهاج سياسة القمع سبيلاً في إسكات الغضب الشعبي، فذلك يمثل خطراً داهماً قد يعجل في اخراج الأمورعن السيطرة، فكتم الغضب أو محاولة اتباع سياسة الضرب بيد من حديد أثبتت عدم جدواها في الحلول، ومخاطرها ومساوئها أكثر بكثير من منافعها، وفِي جيران الأردن أسوة وعظة حسنة لكل لبيب...! من القلب عزائي الحار لتلك المرأة الصابرة المحتسبة، والدة الشهيد بإذن الله العقيد عبدالرزاق الدلابيح، وأملي أن يتجاوز الأردن أزمته بمساعدة أشقائه من دول الخليج، فالأزمة أكبر ودائرتها أوسع من الأردن وتتجاوز حدوده... حفظ الله الأردن ودول الخليج وجيرانهم وشعوبهم من كل شر...

سلطان ابراهيم الخلف

الفرنسيس
يحاول الرئيس الفرنسي ماكرون البروز على مسرح الأحداث العالمية بشكل ملفت للنظر. بدأ في تدخله في ليبيا وأثار حفيظة الطليان المستعمرين الأوائل لليبيا، وقاموا بفضح سياسة فرنسا الاستعمارية في أفريقيا، ومنها انتهاك اقتصاديات الشعوب الأفريقية، وإحالتها إلى دول فقيرة، مما تسببت في أزمة الهجرة إلى أوروبا. كما سارع ماكرون إلى التدخّل في شرق البحر المتوسط منحازاً إلى اليونان ضد تركيا رغم حيادية الاتحاد الأوروبي في تلك المسألة الخلافية، ودعوته إلى الحلول السياسية. ولم يتردد ماكرون في زيارة لبنان بعد انفجار مرفأ بيروت، متظاهراً في صفة المنقذ للشعب اللبناني من أزماته السياسية والاقتصادية. وآخر مشاهده هو تصريحاته ضد الإسلام: (الإسلام يمر بأزمة في جميع أنحاء العالم ولا نراها في بلادنا فقط)، وهي تصريحات عدائية ضد الإسلام، وتنم عن مشاعر عنصرية مدفونة، ولعلها نابعة من جذور العنف التي تميّز بها التاريخ الفرنسي. فالشعب الفرنسي في ثورته 1789 لم يرحم الأسرة الملكية ولم يتردد في إعدام ملكهم لويس السادس عشر وزوجته الملكة أنطوانيت دي موبان بالمقصلة، ولم يرحم ابنهما ذا الثمانية ربيعاً، الذي مات مسجوناً مهملاً في سجنه من دون مشاعر إنسانية تجاه طفولته. وشن إمبراطورهم نابليون بعد الثورة حروباً على الدول الأوروبية عاشت أوروبا خلالها - وعلى مدى عقد من الزمان - حالة من الركود الاقتصادي والفوضى السياسية، ولم تتعاف إلا بعد هزيمته في معركة (واترلوا) عام 1815واقتياده إلى جزيرة (سانت هيلين) في المحيط الأطلسي، ليموت فيها سجيناً يعاني الوحدة والانكسار بعد جبروته وطغيانه. وعانت ألمانيا بعد الحرب العالمية الأولى من تسلّط الفرنسيين وفرضهم تعويضات باهظة عليها، وهو ما دفع هتلر إلى توعّد الفرنسيين وقد نجح في ذلك واحتل النازيون فرنسا في الحرب العالمية الثانية من دون مقاومة، وقاموا بعرض عسكري مهيب في شارع (الشانزليزيه) وكان الألمان يتندرون عليهم بأنهم كانوا مشغولين (بصرعات الموضة). ولم ينس الشعب الجزائري جرائم المحتل الفرنسي التي خلّفت مليون ونصف مليون شهيد جزائري دفاعاً عن أرضهم وهويتهم الإسلامية. فدائماً يتظاهر الفرنسيون بأنهم علمانيون لكن كنيسة (القلب المقدس) أو (sacre cuour ) التي بنوها بعد ثورتهم العلمانية وكلفتهم عشرات الملايين كتحفة معمارية، وحسرتهم على احتراق كنيسة (نوتردام) السنة الماضية وتخصيص ماكرون ميزانية خاصة لترميمها، لأدلة واضحة على تعصبهم لكاثوليكيتهم واعتزازهم بها. فالإسلام... دين لا يمر بأزمة كما يدعي ماكرون، والدليل إسلام الرهينة الفرنسية صوفي بترونين وإصابة ماكرون بالذهول عندما قابلها بعد إطلاق سراحها، وهي تعلن أمام الكاميرات: (تقولون صوفي... لكن أمامكم مريم)! وهو ما أثار غضب اليمين المتعجرف الفرنسي. فقبلها أسلم الجراح الفرنسي موريس بوكاي - رحمه الله - وأحدث هزة في الأوساط العلمية الفرنسية بعد نشر كتابه (التوراة والإنجيل والقرآن والعلم)، فكيف يكون الإسلام في أزمة؟

سلطان السعد القحطاني

الاستقرار... تاج الدولة الحصين
بعدما يعتاد الناس على الاستقرار في دولهم، وتحت أنظمتها، يظنُّ كثيرون بأن هذه الحالة، هي تطور طبيعي ثابت، وحتمي، ومع الوقت، يفقدون الإحساس بأهميته، وهكذا تتولد فكرة خطيرة غير محسوبة، يترتب عليها التضحية بما هو ثابت، من أجل مستقبل غير معروف. من يتتبع مسيرة الثورات في العالم العربي، يرى بوضوح كيف تم القفز على الحالة المهمة، (حالة الاستقرار) اعتقادا بأنها مجرد ترف، وليست إنجازا حقيقيا، وهكذا ذهب الاستقرار، ولم يأت البديل المرتجى. تذكرت أيام دراستي الأولى لمنهج العلاقات الدولية في جامعة لندن ساوث بانك، وكيف لفتني أن أهم ما تبحث عنه الدولة فور تكوينها: الاستقرار، فهو يعتبر ضرورة حتمية من أجل البقاء، ولا يمكن أن تتكون إلا نتيجة إدارة واعية بضرورات حماية المجتمع، ومتطلبات ازدهار الدولة، وآلية التعامل مع المحيط الجغرافي، مما أسهم في تكوينها فكرة واضحة المعالم لما يجمع السلم الوطني، ويضمن عدم التسبب في هزات داخلية أو خارجية. إن الاستقرار هو تاج الدولة الحصين، وأهم ما تبحث عنه، وإن وجد، فهو من أهم إنجازات قياداتها، ذلك إن كل موارد الدولة، مهما كان غناها، ليست سوى كائنات معطلة، لا يمكن استخدامها، مالم يكن هنالك استقرار، توافره إدارة سياسية واعية لمتطلبات التاريخ، والجغرافيا، والمجتمع، تستطيع أن تحول هذه الموارد، إلى منصات وفرة، تزيد من رفاهية الشعب، وتقوي أسس الدولة. بالنظر إلى الخريطة العالمية، سترى أمامك كيف فشلت دول، وأنهكتها الاهتزازات، رغم أنها تملك موارد غنى لا تحصى. من كان يتوقع أن عراق الأنهار يعطش، وفنزويلا النفط تفلس، وليبيا السواحل تتقسم، وإيران الغاز تنهار، وتركيا الخضراء تهتز.. إنها نتاج فشل إدارة ما، في توفير الاستقرار اللازم للقيام بعمليات تنمية وتطوير، يمكن من خلالها استغلال الموارد، وتحويلها إلى مكاسب تفيد البلاد. وهنا تفهم السر الذي مكّن المملكة العربية السعودية من البقاء في منطقة يصعب البقاء فيها.. منطقة تزنّر خاصرتها الحرائق، ولم تعش حالة استقرار منذ عقود.. أنظمة جاءت وذهبت. زعماء كانت قذائفهم المايكروفونية تملأ العالم العربي.. كلهم ذهبوا وبقيت السعودية، دولة كبرى في الشرق الأوسط، تحولت من مجرد صحراء، وتيه، وقبائل متناحرة، إلى واحدة من أكبر عشرين اقتصاد في العالم. إن السر السعودي ليس سراّ.. إنه وضوح الرؤية في منهج الإدارة التي تضع من الاستقرار أولوية الأولويات، ثم البناء عليه لتنفيذ التغيير المتدرج، الذي يتوافق مع رغبة الأغلبية الجامعة في البلاد.. إنها رغبة جمعية توضح سلّم الأولويات الذي تبني عليه الدولة رؤيتها للمستقبل. لقد تمكنت المملكة في وقت بسيط نسبيا في عمر الدول، أن تحقق نسبة نمو ضخمة، وحراك تنموي لافت، في وقت عجزت فيه دول ذات موارد، وخبرات، أن تحافظ على بقائها، واستقرارها، وهكذا «تضعضعت» مكانتها في الحاضر، رغم إن الماضي كان يحكي عنها الكثير... ولآلاف السنين.

سلطان حمود المتروك

عماكور
أهزوجة جميلة للعبة شعبية يستخدمها أطفال هذه الديرة، حيث تُغطى الأعين ويترك اللاعب يسير، ويحذر أن يقع في الشرك وهم يهتفون: عماكور طاح بالتنور.ويقصد من ذلك أن أعمى البصيرة هو الذي يقع في الهاوية.حقاً مفردات هذه الأهزوجة بليغة، والمتتبع لأفق الدنيا، يشاهد نماذج متنوعة ومختلفة من عميان البصيرة، الذين يقلبون الحق إلى باطل ويحولون الباطل حقاً.وهذا مستحيل... إنها أفكار بالية وقلوب أعمتها الضلالة، فضلت سبل الخير، واستغلت طرقاً متعرجة لصنوف من الشر والاستحواذ، ولا يهمهم في ذلك وطناً ولا مواطناً إنما أنفسهم.كثير من مشاهد لاختلاسات وأفكار بالية، وشهادات مزورة، ورشاوى في مجالات كثيرة، وتزوير لجنسيات، وتبني أناس لا يمتون بصلة لمتبنيهم، كلها أتون في هوة الباطل، ولعل آخر ما اطلعنا عليه من هذه المشاهد المعذبة للضمير والمقززة للذوق والمؤلمة للروح، اكتشاف العديد من جوازات السفر مادة (17)، التي لا يوجد لها قاعدة بيانات، لأن أصحابها استخرجوها عن طريق الواسطة أو بطرق غير قانونية.ما أبشعه من منظر يضاف إلى المناظر العديدة، التي تكدر الخاطر وتبعث على الألم.ومشاهد أخرى لأصحاب البصائر الناظرة والهمم العالية والأرواح الوثابة، إذا اطلع على مشاهدها المرء يحس بالاعتزاز والفخر.في الآونة الاخيرة تسلمت الكويت (21) رفاتاً من العراق، يعتقد أنها لأسرى ومفقودين كويتيين، وبانتظار تسلم مجموعة من الأرشيف الوطني.منظر من مناظر البطولة يعاد إلى الذاكرة لأناس سطروا ملاحم للخلود، وضحوا بأرواحهم من أجل تربة وطنهم وأصواتهم تدوي:علمتنا الكويت كيف نغاليفي هواها وكيف تحلو المنيةعلمتنا الكويت كيف نجازيمن يعادي وكيف نردع غيهولعين الكويت نبذل روحاًملأتها كرامة وحميةفحرام على الطواغيت شبر من بلاديوفي النفوس بقيةهكذا كان صوتهم فضحوا من أجل تربة وطنهم، وستحتضنهم هذه التربة، ليكونوا عطراً فواحاً يستلهم منه عشاق الوطن الخير والإصرار، ومواصلة الدفاع عن أمهم الكويت، وبذل كل ما في وسعهم من أجل التنمية والنهضة والتقدم والازدهار في جميع المجالات، بالتفكير والعلم والعمل الدؤوب.فالرحمة لجميع الشهداء السعداء الأحياء عند ربهم يرزقون.والدعاء بالشفاء العاجل لجميع مرضى هذا الوباء الوبيل فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19).وجميع المرضى والتهنئة للاخ الحبيب الأستاذ زيد فهد المزيد على نجاح العملية التي أجريت له أخيراً.مبروك يا أبا فهد، والحمد لله على السلامة.إذا كان شكري نعمة الله نعمةعليّ له في مثلها يجب الشكرفكيف بلوغ الشكر إلا بفضلهوإن طالت الأيام واتصل العمرُ

سلوى  حسين العبدالله

ليلة من ألف ليلة لن تعود
يخطئ مَن يظن أن الرد الإيراني كان جاداً.ويخطئ من يظن أن الرد كان عبثياً.ويخطئ من يظن أن الرد كان متفقاً عليه.ويخطئ من يظن أنه كان مفاجئاً.في الضربات الإيرانية لعمق الأراضي المحتلة اجتمعت كل التكهنات والآراء.كانت متوقعة منذ زمن، توقيتها، بل موعدها تحديداً، وصل للأطراف الأخرى عبر رسائل معنونة بعناوين صحيحة.حمولة المسيرات والصواريخ كانت (فشنق)لا تؤذي، وإن أصابت.فلماذا تجشمت الجمهورية الإسلامية الإيرانية عناء هذا العبث الحربي؟ كان لا بد لإيران أن تحافظ على ما تبقى من ماء وجه بعد كل تحرشات الكيان المحتل.السكوت كان يعني تمادي العدو في عدوان أكبر.والعدو يريد (توريط) إيران في مواجهة لا يقدر عليها العدو وحده، وسيجري لأحضان ماما أميركا لتهب لنجدته.كان يريد جبهة أخرى تخفف ضغط فشله في غزة، التي دمرها ووصل لإبادة بشرها، ولم يفلح في تحقيق أهدافه. وصار الخروج منها الآن بمثابة صفعات وركلات تترجم في محاكمة الداخل الإسرائيلي لأركان حربه وقيادته.لذا كان لا بد من استثارة إيران ومواجهتها.والمواجهة تعني إشعال حرب في المنطقة تطول كل دولها، وتشعل حتى فتنها النائمة. والمنتصر فيها هو الخاسر الأكبر.عنوانها الدمار الحتمي، وربما الظلام النووي.لذلك، سارعت الماما ومعها الخالات الأوروبية لتهدئة إيران، وتبصيرها بعواقب الأمور. وأمام هذه الجدلية كان القرار.الضرب دون إيلام.إعلان وجود وجرح كبرياء دون تدمير كيان.إيران خرجت بمكاسب:-هدأت من غضب البعض داخل الجمهورية، وروت غليلهم وتعطشهم للانتقام.-أعلمت الداخل الإسرائيلي بأن الوصول سهل، إن أرادت، ونشرت الفزع والرعب في نفوسهم ليزدادوا حنقاً على قيادتهم.وفق قواعد لعبة سياسية عسكرية لعبت كل الأطراف لتمتص حماقة ربيبة الشياطين وتهورها.بالتالي، من قال إن الهجوم كان متفقاً عليه صدق.ومن قال إيران كانت صاحبة القرار وردت الصفعات الإسرائيلية كان صادقاً بدوره.وهنا تقول الحكمة يجب أن تتوقف كل الأطراف ولا تتمادى.فهل تستطيع ماما أميركا أن تسيطر على ربيبتها التي فجرت في عدوانها بكل اتجاه، وتمنعها من الرد على الرد؟ أظن الربيبة اكتفت أمام وضوح وإصرار ماما على عدم المشاركة في التهور.وتبقى غزة معلقة بانتظار الخروج من عنق زجاجة الأنفاقوالدمار، وشروط «حماس»، بما يضمن سلامة قيادات أركان حرب الكيان، وضمان عدم زجهم في السجون.تظل الأنظار معلقة على تحركات قطر ومصر ومحادثات ستسير باتجاه الحل رغماً عن أنف الكيان المغتصب.

سهيلة بن علي

فارس العروبة... ترجّل
بدء الحديث عن قامة شامخة مثل سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد - رحمه الله - يحتاج إلى تذكرة عبور وتحديد المعابر للتعرّف على مجموع رجال في رجل، والتدقيق في مسيرة هذه الهالة الحكيمة التي تتقد بالمعرفة الشاملة والموسوعة الحياتية التي جمعها الراحل خلال رحلته الاجتماعية والسياسية والثقافية مع بدايات تطور ونمو الكويت. استفاق سموه - رحمه الله - وسط أسرة تحمّلت أعباء المسؤوليات الوطنية فانبرى يبحث منذ الطفولة عن دوره لخدمة أبناء جلدته وكانت أحلامه تكبر مع عمره ليرى الكويت عامرة في حضارتها شامخة في تكوينها ثابتة بأبنائها راسخة في وطنيتها صامدة بجيشها وأجهزتها، فحلم تكامل الدولة تحقق ولكنّه كان يطمح للمزيد فترك الوصية لتكتمل لاحقاً فهذه بعض إشراقات الراحل أمير التطور والتنمية. خطابات سموه - رحمه الله - كانت تتسم بخصوصية لم أعهدها في غيره لأنّها بمثابة خارطة طريق لمن يفهم ما بين ثنايا السطور وكم من مرّة توجه للمعنيين لتحمل المسؤولية عن جدارة، وكم من مرة كان يتوقف عند التنبه للمخاطر المقبلة، وكم نادى أبناءه في السلطتين لتجاوز الخلافات الضيقة وأخذ الحذر من الرياح العاتية، وهذا لا يتم إلا بالتكاتف وتضافر الجهود وتشابك الأيدي؛ لتصبح أقوى في وجه أي متغيّرات تطول المنطقة، فهذا المفهوم الذي تحلى به سموه يثبت كم كان حكيماً وعارفاً في ظواهر وبواطن الأمور ونشكر الله أننا استقينا من معينه بعض المعارف ونهلنا من وعيه بعض احتياجاتنا. التطرق إلى فلسفة سمو الأمير الراحل يستدعي وعياً مبرمجاً لفهم أبعاد الرؤى التي كان ينظر من خلالها إلى الأفق البعيد، فقد لا نجد وسيلة للحاق بفكره النير ولكن أقل الممكن فهم نظريته الثاقبة للواقع الدقيق الذي نعيشه، فقد كان يجمع بين الفلسفتين السياسية والإنسانية ويرسم من خلالهما خطوات المراحل ونقاط البحث وعليه كان يجاهد في سبيل الوحدتين الخليجية والعربية واستنهاض الأمم من المحن المتعدّدة فكم كان سموه بارعاً في استخدام فلسفته وحكمته وبنيويته الفكرية وكم سنتوق إلى رؤية ابتسامته الدائمة التي كانت مصدر تفاؤل. الإنسانية حزينة على فقد أميرها وشيخها وداعم مسيرتها الشيخ الراحل صباح الأحمد وهي ستبقى وفية لمسيرته الحافلة بالعمل الإنساني تجاه الشعوب التي تكن له كل محبة واحترام، كما ستبقى نفس الأمم تروي قصة الراحل الغالي الديبلوماسية الذي أرسى سياسة بلاده الخارجية المتوازنة على مدى ستة عقود كان فيها خير رجل لخير بلد باعتراف كل الدول التي تكن للكويت التقدير. الأمير الراحل كان قائداً استثنائياً وسياسياً حكيماً وأميراً متواضعاً ووالداً للجميع. حمل القاباً عديدة طوال مسيرة حكمه للكويت أبرزها «أمير الإنسانية» ورجل السلام «وزعيم المصالحة» على المستويين العربي والإسلامي، كان ظاهرة ليس من السهل أن تتكرّر، واستطاع بحكمته تجاوز مطبات الألغام السياسية واستطاع بديبلوماسيته المتزنة العاقلة أن ينهض بأوضاع الأمة من الشرذمة والتفتت إلى وحدة الصف العربي، فقد كان حامي الشموخ العربي والإسلامي. خبر وفاة سموه كان له وقع الصاعقة آلمنا في الصميم وأدمى قلوبنا كما بقية أحبابه في دول الخليج والعرب التي تحتاج إلى مشورته والتدخّل لرأب الصدع لأنّه كان عامل توازن وصوت حكمة اجتمعا في شخص الأمير الراحل. لقد كرّس حياته لخدمة وطنه والإنسانية وسخّر عمره يجوب بقاع الأرض يصلح بين الدول وينشر السلام وبعد وفاته عبر جثمانه نصف الكرة الأرضية قبل أن يتوارى في الثرى كما لو أنّه يودع البشرية وداعه الأخير. إنّه فقيد الأمتين العربية والإسلامية، فليحفظ الله الكويت والخليج والأمة العربية والإسلامية وليبقى الوطن جميلاً كما أراده الراحل. suhaila.g.h@hotmail.com انستغرام: @suhaila.g.h تويتر: @suhailagh1

صباح النصر

الكويت بخير
في مثل هذه الأيام تعود بنا الذكرى إلى أحداث غيّرت مجرى تاريخ كويتنا الغالية، مررنا جميعاً بمِحنة ولكن لأن رحمة الله تداركتنا فأصبحت بمثابة المنحة والدليل والبراهين عن مدى محبتنا وإخلاصنا للكويت، وهنا أتحدث عن ذكرى التحرير وعيد الاستقلال بعدما ضحى المخلصون بدمائهم الغالية لترتوي أرض الكويت وتُنبت عزة وكرامة وحُرية وفخراً.انتماؤنا للكويت وإن كان مصدره ما يحمله القلب من حُب ويحمله العقل من احترام ووطنية، إلا أنه يتوجب علينا أن نُبرهن على ذلك فإن كانت الألسن لا تنتهي عن نطق أعذب وأجمل كلمات الوطنية الصادقة، إلا أن للفعل نصيباً من محبتنا للكويت يتمثل ذلك في إتقان العمل، وبراعة في ابتكار ما يفيد الوطن وأبناءه، وإخلاص وجهد يُبذل من الجمع ليكون كل واحد منّا بمثابة الجندي المُرابط في ميدانه.وبين الماضي والأمس تحضُرني ذكرى الاحتفال بعيدي الاستقلال والتحرير، فقد كان الاحتفال يُزيد في نُفوسنا بكل عام مشاعر الفخر والعزة، واليوم في ظل مُتغيرات الحياة أرى أنه من الجوانب الجمالية هو حفاظ الكويت هذا الوطن الأصيل على مباهج هذا الانتصار التاريخي، فما زالت لذة الاحتفال كما هي لم تتغيّر، وما زالت الأجيال الجديدة تستقي الفخر الذي صنعه أجدادهم من بطولات باسلة لن ينساها التاريخ، وسيحفظها في صفحات مضيئة بسجلاته.وأعتقد أن «هلا فبراير» أصبحت أيقونة وشعاراً معروفاً في مختلف البلدان العربية عن احتفالات الكويت، فبعيداً عن الأجواء الاحتفالية وما يتخللها من حفلات، إلا أن هذه الفترة بالتحديد تُعد بمثابة تذكير للأجيال الجديدة ليس فقط في وطننا وإنما في مختلف ربوع العالم عن ما حدث من هجوم مُباغت، وبسالة وبطولة وتضحيات مجيدة ومُساندة دولية من الدول كافة المُحبة للكويت وشعبها، هذا البلد الذي لم ولن يعرف سوى الخير والسلام والتسامح.وكم يتملكني الشغف للاستماع لأحاديث من شاركوا في حرب التحرير، لأعيش معهم ولو جزءاً بسيطاً من الإحساس الذي عاشوه بين نيران الحرب، والقتال من أجل الكويت دون مهابة للموت، وكم أشتاق إلى اليوم الذي سأرى فيه الكويت تعمل على توثيق أكبر عدد من تصريحات الشهود العيان لهذه الأحداث، وإعداد مجموعة من الأفلام الوثائقية ويتم بثها على مستوى دولي، وتوزيعها على المدارس بمختلف المراحل الدراسية حتى نغرس في نفوس أبنائنا معنى الوطنية وبذل الذات.دامت الكويت حرية ذات عزة وكرامة، دامت مدرسة للإنسانية ورمزاً للخير والمحبة والسلام، وأدام الله علينا نعمه وخيراته، «دام عزج يالكويت».

ضاري الشريدة

هل بقي فينا أمل؟
لوهلة... وخلال الفترة الماضية التي شهدت أحداثاً محلية متصاعدة، شعرت بأن الانتخابات البرلمانية المقبلة ستكون مختلفة، وأن هناك موجة شعبية حقيقية للتغيير، وتعديل معايير الاختيار التي ستغير بدورها المخرجات، وكنت أظن أن الوعي الشعبي قد ارتفع بحدة، حتى جاءت اللحظات التي شهدنا خلالها تنظيم بعض الانتخابات التشاورية، فتوقف الحلم على الفور، وتيقنت أنه لا رهان على وعي شعبي ولا هم يحزنون، هي أضغاث أحلام فقط وغير قابلة للتطبيق ولن تتحقق يوماً ما! المشكلة ليست في التشاوريات المجرمة أصلاً في نظر القانون فحسب، وإنما في التنصل من المسؤولية الاجتماعية الملقاة على كاهلنا كشعب وكنخب، حيث إن البلاد والعالم يمر بجائحة وظروف استثنائية تحتم علينا التباعد الجسدي والتخلي عن جميع أشكال التجمعات وتطبيق الاشتراطات الصحية كافة، إلا أن هذه التجمعات كانت في مرمى نيران كورونا مباشرة، والأمر يمكن اعتباره مخالفة صريحة لتوصيات واحترازات وزارة الصحة، كما أنها شهدت كسراً لقواعد المرور من قبل بعض المستهترين، الذين عبروا عن فرحهم وفوز مرشحهم في الانتخابات التشاورية، بطريقة تمثل كسراً لقواعد المرور! المؤشرات كلها تقريباً، تدل على أن هناك فعلاً انحداراً كبيراً في الوعي الشعبي بكل أسف، وأن معيار الكفاءة لا يتبناه سوى عدد ضئيل من إجمالي الناخبين، وفي كل انتخابات نراهن على أن هناك تغييراً قادماً، فنتفاجأ بأن الأمور (على حطتها) ولم يتغير شيء، وكل القصة أن هناك أسماء جديدة ستفوز بالمقعد النيابي بدلاً من آخرين. أخيراً... المرشح الذي يخالف كل هذه الجهات الرسمية، وينتهك قوانين واضحة وصريحة، لن يكون محارباً للفساد في حال وصوله إلى المجلس، ولن يكون مشرعاً أو رقيباً ناجحاً، ولكنه حصاد اختيار الشعب الذي ينتقد في الدواوين ليلاً ونهاراً، ومن ثم يمنح صوته وفق المنطق السابق ذاته، فالعملية بحاجة إلى إعادة نظر حقيقية ومراجعة للذات، لأن الوضع الذي نعيشه اليوم يفرض علينا اختيار المخلصين فقط، فلا مجال ولا وقت للمجاملة على حساب الوطن ومستقبله. وخزة القلم: تماماً كإعادة النظر في اختيار ممثل الشعب، يجب إعادة النظر في اختيار أعضاء الجمعيات التعاونية، الكثير من المساهمين يمنحون أصواتهم وفق منطق الفئوية ثم ينتقدون أداء الجمعيات، لأنهم لم يمنحوا أصواتهم أصلا حسب معيار الكفاءة، وهذا هو سر إخفاق بعض الجمعيات التعاونية، وتميز بعضها الآخر. twitter : @ dalshereda

ضياء الربيعة

ردّوا التحيةَ بأحسن منها!
«نزولاً عند رغبة الشعب واحتراماً لإرادته». كانت تلك الجُملة من أجمل ما جاء في الخطاب السامي الذي القاه ولي العهد، حفظه الله، وهي جملة عميقة جداً من رجل ثمّن دور هذا الشعب الوفي واحترم رغبته، وعلى الشعب اليوم رد التحية بأحسن منها، واختيار المرشح الصادق الأمين في هذه الانتخابات المصيرية، والتي هي بمثابة الإنعاش الأخير لهذا البلد! دعونا نتعلّم من الدروس السابقة والصفعات السابقة والمقالب السابقة! لنبتعد عن الطائفية والقبلية، ونضع مستقبل الكويت فوق كل اعتبار، فوالله إن مستقبل الكويت بين أيدينا الآن، والأمر بيدنا كما حذّرنا سموه علانيةً من سوء الاختيار. اختاروا الأصلح للكويت وللأجيال القادمة. اختاروا نائباً للأمة وليس ناهباً لثروات الأمة! اختاروا مَن لم يساوم على الكويت، ولا تتخلوا عن نائب سابق دافع عن حقكم ولم يحد عن مواقفه ومبادئه الوطنية كي لا تساهموا في نجاح فاسد آخر، أو متقلب آخر أو منقلب آخر! دعونا نختار نواباً للأمة لا نوائب للأمة! فهذه المرة إن نجح الفاسدون فالشعب هو الفاسد! كن مواطناً إيجابياً وصوناً للصادق الأمين، ولا تكن سلبياً وتقاطع فتعطي فرصة لناخب فاسد ومرشح فاسد... وبعدها لن يحق لك أن تتذمر من أداء مجلس لم تشارك في اختياره! فليكن البرلمان هو بر أمان للكويت، يقوم بدوره الصحيح في الرقابة والتشريع. وقد شاهدنا ما تقوم به الحكومة الحالية من خطوات جادة نحو الإصلاح، والضرب بيد من حديد لأذيال الفساد وبتر الأيادي التي عطّلت مصالح البلد. فأحسنوا الاختيار إكراماً لهذه المساعي الجادة، وإكراماً للكويت، ولأميرها، وولي عهدها، حفظهما الله، ولا تتركوا فرصة للمخرّبين لتصفية حساباتهم واستغفالكم مرة أخرى. افهموا اللعبة وانهضوا بالبلد فالشعوب حين تنهض... تنتهي اللعبة! amwaaaj@