السيد هاني فحص

السيد هاني فحص / مقال / قراءة... في فصل من الذاكرة
| بقلم: العلامة السيد هاني فحص |أنا عاملي من جبل عامل من جبل القبيلة العربية اليمنية. التي تشأمت فيمن تشأم من القبائل اليمنية بعد سيل العرم وانهيار سدّ مأرب، واستوطنت كتف الجليل... من الجبل الذي اتبعه الصليبيون إدارياً بإمارة القدس... لأنهم ربما كانوا قد قرأوه جيداً... أنا عربي مسلم شيعي هاشمي من نسل الحسين ذي الدمعة نجل الامام علي بن الحسين (زين العابدين) جئنا الى حوران ومنه انتقلنا الى جبل عامل الذي اكتسب معنى اضافياً الى معناه عندما أصبح جزءاً من لبنان دون أن ينفصل عن فلسطين، الامتداد الكلي والقضية.على مدى عقود من التجزئة والكيانات التي عادت فترسخت. ظلت لغتي ووجداني وذاكرتي وأشواقي تتمنع على الكيان. تتجاوزه شعراً وأحلاماً، تمر به، تتعامل معه واقعاً. تسافر في سوريتها وعروبتها الى آخر المدى المفتوح والمغلق، الى آخر الرمل والنخيل. وترتدي اسلامها شكلاً ومضموناً على عروبة رأت فيها ولها وظيفة حضارية دونها يرتبك الأداء الاسلامي ولا يصل ودون الاسلام هماً حضارياً انسانياً مفتوحاً واسعاً لها، تصبح محارة فارغة لا تملك الا أن تتقوقع على هواء وتعتدي لتحيا أو تعيش ولا تحيا ولا تعيش...واذا ما كان التشيع قد غلب علينا وكان رؤية لدينا فانه بمقتضى هذه الرؤية لم يحبسنا ولا حبسناه، لم يقطعنا، بل أعاد دمجنا وتأهيلنا للفعل في السياق الملائم مكاناً وزماناً واتجاهاً، لقد اتخذناه نهجاً يغلَّب مصلحة الأمة على مصلحة الفئة، مسترشدين بفقه أهل البيت (ع) وأخلاقيتهم وسلوكياتهم، منضبطين بها.مرة حصلت مشادة بيننا وبين الشيخ ظاهر العمر ثم انهمكنا واياه بقيادة ناصيف النصار في معركة ضد أحد الظلمة من الولاة قبل قرنين ونيف من الزمان وانتصرنا معاً... وكنا من قبل قد تعاملنا مع السلطة العثمانية من دون عقد، عارضنا لما فيها من جور نسبي، شأن بقية العرب والمسلمين، وعندما طغى الجور وارتفع منسوبه رفعنا من وتيرة معارضتنا وحجمها، دون أن يصب حبنا في طاحونة الآخر... الخارج، العدو... بل كنا اذا ما تصدى الخارج، أي خارج، لهذه السلطة بالعداء والصراع، سرعان ما نتنازل ونأخذ موقعنا في الصف الواحد مقابل الخارج المعتدي، وعلى لساننا وفي الأعماق منا المأثور من قول علي (ع) عندما أشيع في صفين أن جيوش ملك الروم تهاجم أطراف الشام، قال علي (ع) : والله لو فعلها ابن الأصفر ـ ملك الروم ـ لوضعت يدي في يد معاوية أو لقاتلت تحت لواء معاوية أو كما قال... في حين كان معاوية باجماع المؤرخين قد صالح ملك الروم على جزية وفيرة ليتفرغ للصراع الداخلي.وفي أواخر القرن الماضي، كان الارباك قد بلغ غايته في أداء الدولة العثمانية، زمن عبدالحميد، فانعكس ضعفاً وتفككاً وامتد جوراً. وعسفاً يميل المنصفون الى التخفيف من مسؤولية عبدالحميد عنه، لكونه وارثاً ومستهدفاً لا مؤسساً مقترفاً فقط، وقد أصابنا في جبل عامل الكثير من الآثار السلبية لهذا الوضع، فكيف تعاطينا معه؟رأينا الغرب وراءه، يريد من ورائه اسقاط الدولة العثمانية، لا عقاباً لها على جور ترتكبه ازاءنا وازاء الأطراف الأخرى من ديار السلطنة، بل عقاب على ما حققته من وحدة حسب منظور الغرب، وهنا أجرينا حساباتنا الشرعية وحكمنا معيارنا، معيار المصلحة والمفسدة، مصلحة الأمة بالطبع، فكنا مع عبدالحميد بوضوح قاطع، بانين في ذلك أو متزامنين مع موقف ومسعى القائد المجاهد جمال الدين الأفغاني (السني الشيعي معاً بشجاعة وانسجام يغري العقلاء)، الذي رأي الغرب يتوحد ليعد موحداً لعدوانه على الدولة العثمانية مركزاً وأطرافاً... وكان السيد الأفغاني من قبل يناصب الدولة العداء لاستبدادها وظلمها ويريد أن يسقطها هو، بيده ولحسابه - حسابنا - لا أن يسقطها الغرب بيده ولحسابه أو بيدنا لحسابه، ولملم السيد مبادئه وشرفه وحميته وعلمه ووعيه وذهب الى الأستانة ليقف الى جانب عبدالحميد مشيراً ناصحاً كاد أن يثمر لولا أن تدخل الصهاينة والماسونيون ليحدثوا الشرخ بينه وبين عبدالحميد الذي اقترف خطيئة الغضب على الصهيونية والمعاندة لهرتزل ولم يفرط بفلسطين... وقد كان من انجازات جمال الدين على هذا الطريق ما أحدثه من فتحة واسعة في السد الذي كان قائماً بين الدولة العثمانية وايران القاجارية باتجاه الوحدة في مواجهة العدوان الغربي، قياساً على التجربة التي تمت بعد محاصرة دمياط من قبل الصليبيين بين الدولة الفاطمية والدولة العباسية ممثلة بالسلطان الشهير نور الدين محمود، وغني عن البيان أن جمال الدين كانت له يد في مصرع ناصر الدين شاه ايران الذي انكفأ في لحظة عن هذا المسار الوحدوي فقتله ميرزا رضا كرماني تلميذ جمال الدين ومريده في المكان نفسه الذي سبق للشاه أن سجن فيه السيد جمال وعذبه في احدى ضواحي طهران...هذا ليس حدثاً فرداً في تاريخنا الذي يتعامد فوق الجراح والفوارق والمسافات. بل له جذور وتقاليد سابقة وتجليات متعددة، مضمونها الأساس المصلحة المضبوطة بفقه توحيدي وأخلاقية نبوية امامية، تعطي الأولوية للخطر الخارجي بما يقتضي ذلك من تعطيل تلك الصراعات الداخلية والمشاحنات.بعد معركة «جالديران» في الربع الأول من القرن السادس عشر الميلادي، واحتلال تبريز عاصمة السلطنة الصفوية من قبل العثمانيين وهروب الشاه اسماعيل الى أصفهان، عاد العثمانيون بعد أكثر من قرنين ليجدوا في المصداقية الشيعية في العراق اشكالية لا تحل بالعنف والعداء، وكان لابد من تعديل في التوجه العثماني في العراق على تعقيدات كثيرة وشائكة، وحصل التعديل فعلاً، وتصدى العلماء لدورهم التوحيدي فكان الشيخ جعفر الكبير ـ كاشف الغطاء ـ المرجع، رسول خير بين الطرفين العثماني والصفوي، لم يرسله أحد، بل ندب نفسه للرسالة، فقرب ما قرب وحلّ ما حلّ من اشكالات ومشكلات ووفر كثيراً من المتاعب والخسائر والدماء والمصالح، وعنه ورث حفيده المرجع الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء هذا الموقف التوحيدي عندما أمّ المصلين المؤتمرين في القدس عام 1936 وهم قادمون من أقطار العالم العربي والاسلامي في مواجهة التحدي والعدوان الصهيوني ومن بعد جاءت مذكرته الشهيرة ـ الكتاب ـ (المثل العليا في الاسلام في بحمدون) وثيقة ناصعة في مواجهة محاولة الغرب العدوان على الاسلام بتقويض قيمه السياسية التحررية من الداخل.وامتدت المواقف والمسالك والمعايير عاملة فاعلة الى ما بعد سقوط عبدالحميد ووصول الاتحاديين الى السلطة بما فيهم من سوء وعنصرية وعصبية وماسونية... وعندما أكل المخلصون الطيبون من المشاركين في المؤتمر العربي الأول في باريس عام 1913 الطعم الاستعماري بطرح الاستقلال الذاتي الملغوم بالانفصال لبلاد الشام، توسل الاتحاديون التتريكيون بخصمهم العروبي المسلم الشيعي الصلب عبدالكريم الخليل ليذهب الى باريس ويقنع المخلصين من المؤتمرين بأن الاستقلال الذاتي ليس الا غطاء لنوايا التجزئة والاحتلال، وذهب واقنع وأحدث ارتباكاً في المؤتمر بعدما كان أحد المؤتمرين المسيحيين القادمين من أميركا الجنوبية بصفاء وبُعْد نظر عظيم قد قدم اقتراحاً بإدراج بند الأخطار الخارجية على بلاد الشام على جدول المناقشة فسقط الاقتراح بالأكثرية الساحقة أو الاجماع!! لأنه - حسب التعليل - ما من خطر على بلاد الشام سوى الخطر العثماني!! عشية الحرب الأولى؟.وكانت الحرب، وسقطت السلطة العثمانية التي كنا قد أصبحنا معها، كما كل المسلمين لأن عدوها هو الغرب... (أذكر المرحوم عجاج نويهض عام 1981 وقبل سنة واحدة من وفاته كيف كان يروي لنا ويبكي ذكرياته عن الأمير العظيم شكيب أرسلان وهو يخطب في قرى المتن الاعلى يستحث الأهل على التطوع للدفاع عن الوطن وهو يبكي بكاءً مراً وكيف أنه جهز كتيبة قاتل بها في ليبيا...) وبكاها - السلطة العثمانية - عالمنا المرجع التقي السيد محسن الأمين بقصيدة طويلة.وحاولنا انقاذها في العراق وهي على مشارف السقوط دون حساب للربح والخسارة، في ثورة العشرين التي قادها علماؤنا بنبل وبسالة وشهامة ما زلنا نفتخر بها وسنبقى.وطوال فترة حكم الاتحاديين كان الشريف حسين، وبسبب صلف الاتحاديين قد وقع في قبضة مكماهون، وكنا في الخط المقابل، الى أن سقط الاتحاديون، فانفتح باب التناقض والتناحر بين حسين واسرته وبين الغرب، وانكشفت المؤامرة وأصبح الحسين وأسرته موضوعياً في مواجهة الغرب، وهنا أصبحنا مع الشريف حسين دون تردد لأننا ضد المستعمر، وعندما أراد المستعمر أن يدرجنا في مشروع التجزئة بإعطائنا دويلة مسخاً في جبل عامل، وأرسل لنا لجنة كينع كراين لتستفتينا -أفتينا قيادة وقاعدة، علماء وزعماء وجمهوراً واسعاً، أفتينا بالوحدة... وعندما اشتدت الوطأة علينا، عقدنا مؤتمر الحجير وطيرنا مذكرتنا من هناك الى فيصل في دمشق والى العالم والتاريخ، على يد العلماء قائلين: ان جبل عامل جزء من سورية بحدودها الطبيعية.قفزاً على المراحل والعقود والسنوات والأيام والأحداث والتواريخ والمناسبات... من منا لا يذكر فرحنا بالثورة المصرية... والجزائرية... ووو؟؟؟ورحلاتنا أطفالاً على ضيق ذات اليد الى دمشق للمشاركة في أعراس الوحدة والدبكة على ضفاف بردى والعيون معلقة على شرفة قصر الضيافة و«حموي يا مشمش»! من منا، نحن جيل أطفال الوحدة وفتيانها من لا يقول لزوجته وأطفاله لو مرّ الف مرة على طريق دمشق - بيروت هذه ميسلون ويوسف العظمة؟ ويمتد حبل الذكريات... سعيد العاص وأحمد مريود وابراهيم هنانو وحسن الجزار وسلطان باشا ووو. الى آخر الثورة العربية الى أدهم وصادق وسليمان النابلسي وسليمان الحلبي وسليمان خاطر وأبو علي أياد وأبو جهاد والأخضر العربي وكمال ناصر الخ... والله وبالله وتالله لم يكن فرحنا بعبدالناصر فرحاً بالاشتراكية بل كان فرحاً بالوحدة وحسب... لم تكن علاقتنا بالوحدة مشروطة الا بشرط العدالة والحرية والديموقراطية.ومن دمشق صالح العلي والقسام وجول جمال وبدوي الجبل وأدونيس كنا ندلف الى بغداد، من دمشق حبل سرتنا الى العلم والأدب... من السيدة زينب وحجر بن عدي الى النجف وكربلاء، الى علي نهج البلاغة والسبط الشهيد والأحفاد، ونعود مفعمين علماً وأدباً ولغة عربية وقراراً بالجهاد ضد الفرنسيين والصهاينة واحتضان المقاومة الفلسطينية والصبر على الخطأ لأن جبل الجليل شقيق جبلنا ورفيقه الى الأبد لم يغب عن عيوننا وشوقنا أن نرى القدس من قممه... ولهجة عراقية ومصطلحات يومية من الاستكانة، لكوب الشاي ذي الخصر اللطيف والفم المذهب الى «النومي بصرة» الحامض العماني... الى المائدة وأصناف الطعام من المسمّى الى القيمة الى الفسانجون... الى المراثي التي تصل بنا الى آخر الحزن فنفرح ومن فرحنا نقاتل الأعداء...عندما نفقد أباً عزيزاً نصغي الى سكينة بنت الحسين في (الحسجة العراقية):هضيمة يا بويا والله هضيمة / أنا صير من زغري يتيمةأتاري الأبو يا ناس خيمة / يفيي على بناته وحريمهوعندما تضيق بنا السبل والأوطان والسجون والأفكار والضلوع والمشاعر... عندما نشتاق الى النجف وحواريها والكوفة ونخيلها وبغداد ودجلتها وأبي نواس والكميت ودعبل الخزاعي والحلاج والكرخي وأبي حيان التوحيدي والشريف الرضي والجواهري والرصافي ورفائيل بطي وأنستاس الكرملي ومصطفى جواد وغائب طعمة فرمان والسياب وعبدالحسين العبدالله وموسى الزين شرارة وعلي الزين والحوماني وفتى الجبل وجورج جرداق وبولس سلامة ومعروف سعد والشيخ راغب ومحمد سعد نصرخ مع مظفر النواب:يكضن ورد يا ديرتي لحسنك وموتن عالتبنشوقي الك شوق القطا التايه وموعات الدهنهمِّينه أذوق مّيتك واركض بزخات المزندونك يحز بلوزتي الخنجر... عيب اونواذا ما اشتقنا الى الحبيب قلنا مع مظفر:من ظني كظك بالحلم عنبر فحتردت أجيسك جست روحي وفرفحتويفتخر ثلاثة من أولادي الخمسة على اخوتهم بأنهم عاشوا في العراق بعضاً من عمرهم... وتفتخر احدى ابنتي على الجميع بأنها ولدت في الكوفة... في حي كندة، في حي الكندي والمتنبي على مقربة من الشهيد هيثم التمار الذي صلب على النخلة، ومسجد الكوفة حيث جرح ابن مراجانة علياً (ع)، وقصر الامارة البائد كغيره من القصور، وهاني بن عروة ومسلم بن عقيل سفير الحسين... على مقربة من شط الفرات والكناسة وآثار ديارات النصارى وحيرة المناذرة وبيت علي بن أبي طالب (ع) الذي مازال قائماً... في الستينات كنا نتمشى على الرمل، نطالع شجر العاقول ونبات الحنظل ونقرأ التاريخ في رمل الكوفة.ذات أصيل رأينا أحد أمراء البيان العربي المرحوم الشيخ أمين الخولي مرتبكاً قرب منزل الامام علي (ع) قلنا ما بك أيها الأستاذ؟ قال: الولية حتقتل نفسها... وجدناها... الدكتورة عائشة عبدالرحمن - بنت الشاطئ - تمرغ راسها وجبينها في تراب جدران بيت فاطمة الزهراء (ع) وتبكي حتى النشيج... تبكي من الفرات الى النيل.... من أحمد شوقي الكردي، أمير شعراء العرب، الى محمد مهدي الجواهري الفارسي سلطان الشعر العربي:«أنا ابن كوفتك الحمراء لي طنب بها وإن طاح من أركانه عمد».

الشيخ الدكتور أحمد حسين

الشيخ الدكتور أحمد حسين / ردع أهل الكراهية من الإيمان
تصاب الأجسام بالأمراض التي تعطل الحواس أو بعضاً منها كما تصاب المجتمعات بالأمراض التي تعطل مسيرتها التنموية على كافة الأصعدة.ولا ريب أن القلق الذى يعيشه مجتمعنا الكويتى اليوم مرض عضال نتج من رعونة سياسية قضت على معالم الاستقرار والتطوير والتقدم فى الكويت.ان الانغلاق الفكري واللاتوازن الأخلاقي هما عنوان كثير من الأفعال التي نشهدها يومياً في كافة المجالات وبعض وسائل الإعلام تبرزها بأسلوب أدى ويؤدي إلى إفساد ذوق المجتمع وأصاب قيمه الأصيلة في مقتل.هذا ما يجري اليوم فلقد أصبح الانسان الكويتي كئيباً مجرداً من أي تخطيط للمستقبل لا يفكر إلا في الإشكاليات ويقتات على الجدل ويحاول أن يعالج مخاوفه بالتخندق تارة وبالسلبية تارة أخرى كل ذلك أدى إلى إنحدار شديد في أخلاقيات المجتمع والفرد على حد سواء وأصبح التضامن الوطني أو الوحدة الوطنية أول ضحايانا وانقطع جسر المحبة الاجتماعى وآية ذلك عندما تسمع الاتهامات المتبادلة فيقوم كل واحد منا ويدعي انه قد اعتدي عليه وشتم وقد مست كرامته دون ان يلتزم بردع من يعتدي من جماعته او حلفائه على مواطنين آخرين يهانون ليل نهار ويطعن فى ولائهم وانتمائهم للكويت الغالية من دون أن نسمع صوت معارض ينتصر لهم، بل يقوم هذا وذاك بخلط الأوراق والاستهانة بالظلم الذى يقع على شريكه فى الوطن كل ذلك ببرود مشاعر وعدم احساس ونفاق سياسي مما جعل المشهد الاجتماعي مشهداً مليئاً بالنفاق والمنازعات وغرائب المفارقات.نرى بعض الناشطين من الشباب الكويتي من المهتمين بالعمل السياسي يدعون إلى التوقيع على الالتزام بنبذ خطاب الكراهية ولأننى ممن يؤمن بضرورة محاربة مثل هذا الخطاب لخطورته على المجتمع وضرورة سرعة معالجته فقد شاركت في الحضور إلى اللقاء الحواري مع الشباب وتبادلنا النقد بكل رحابة صدر وسعة بال ولقد لمست منهم وعياً أخلاقياً حقيقياً رغم اختلافي معهم في تفاصيل الحراك السياسي.ولقد كنت أحمل في نفسي أملاً واعداً بأن أرى أي رجل دين يوقع على تعهد نبذ الكراهية الا انني كنت الوحيد في هذا المضمار ولا أدري أين ذهب الدعاة الفضائيون المزيفون الذين يملأون الدنيا عويلاً حيثما تكون مصالحهم الخاصة الا أننا نفقدهم عند الشدائد والتحديات الحقيقية، لقد كشف الواقع زيف أهل الدعاوى الفارغة الذين يتشدقون باسم الدين ويتكسبون منه من دون أن يؤمنوا بأن حقيقة الإيمان والإسلام هي العدل واحترام الآخر والابتعاد عن التنابذ والتباغض وسوء الأخلاق.حينما نتفق على قبح الكراهية لابد أن نعمل صادقين على إزالة مظاهرها وأسبابها من المجتمع وهذا يقتضي وضع تحديد علمي لتعريف الكراهية بعيداً عن الأهواء والشهوات حتى لا يتحول القانون الأخلاقي إلى أداة قمع وتخوين كما يفعله الكثير من المتخلفين في زماننا. وحينما سألنى احدهم متى يصبح خطابنا خطاب كراهية أجبته بأن الكراهية وان كانت فعلاً نفسياً إلا أنه لابد أن يرتبط بمفهومين حقوقيين هما عدم التمييز بأي شكل من الأشكال واحترام حقوق الآخرين وعدم محاولة الانتقاص منها البتة عندئذ يتحول ما في النفس إلى وسيلة مجتمعية فاعلة يجب أن توظف من أجل ترسيخ التضامن الاجتماعي والوحدة الوطنية ولا ريب ان مفهوم الافساد في الأرض ومفهوم الفتنة هما حقائق اجتماعية تتحدد معانيها وفقاً للنتاج المعرفي الذي يحتضنها أي من خلال وعي الإنسان والعدالة الاجتماعية المرتكزة على منظومة الحقوق الانسانية فإن لم يكن الأمر كذلك فإن الأهواء ستتجاذبها يمنة ويسرة.أخيرا أقول: إن للفتنة أبوابا ومزامير ودعاة بألوان وأشكال متنوعة وهم كلهم مبغوضون عند الله لأنهم لا ينتجون إلا الحقد والبغض والكراهية بين الناس وهم موجودون في كل زمان ومكان والتحدي لا يكون في كشفهم وحسب ولكن نجاحنا في ردعهم يكون عندما نؤسس لمجتمع وأفراد واعين مخلصين صادقين فكم عندنا أمثال هؤلاء في مجتمعنا اليوم.هذا سؤال أجيبوه بأفعالكم المخلصة وليس بأقوالكم التائهة في بحار السلبية. الشيخ الدكتور أحمد حسين

الشيخ مبارك عبدالله المبارك

مقال / الشيخ مبارك عبدالله المبارك / إلى والدي ومعلمي
بقلم الشيخ مبارك عبدالله المباركأكتب إليك في ذكراك العشرين ذكرى رحيلك عنا ونستلهم من كل ذكرى لك تجدد الحياة وانبعاثك فينا مجموعة من قيم ومبادئ عشنا لأجلها وناضلت وغادرتنا آملاً ان تبقى معنا استمراراً لنهجك وهذا ما عاهدنا الله عليه وعاهدناك.اكتب لك اليوم وفي داخلي يرتسم السؤال! لماذا بعد عشرين سنة على غيابك أكتب؟ وأجيب... انني أكتب لك، نعم لك وليس عنك... فمن كتب عنك طيلة هذه الفترة كان أدق تعبيراً وأكثر عمقاً وصدقاً... انها الوالدة الحنون... رفيقة دربك وشريكة حياتك... هي من كتب ما يليق بك وبتاريخك مخزوناً من الكتب والمقالات وقصائد الشعر في حياتك وبعد غيابك... والتي كنا نستشرف في كل خاتمة من خواتيمها اننا على موعد مع المزيد مما يزخر به تاريخك ويفيض به قلبها وقلمها.أكتب لك يا والدي... يا من سكنت القلب وكان لك من العقل والفكر الحيز الأكبر. تأخرت... نعم تأخرت... ولكنني اليوم وفي هذه الظروف التي نعيشها أراني أعود لأبدأ من جديد، أفكرُ بصوتٍ عالٍ، وأقول... ما أحوجنا في هذه الأيام إليك؟ يا من كنت رجل المرحلة في كل محطة من محطات هذا الوطن الذي كان بالنسبة لكَ الأبُ والأمُ، الحلمُ والحقيقة، الحاضر والمستقبل. أستذكرك ياوالدي في هذه الظروف الصعبة التي تعيشها الأمة العربية والتي كانت وحدتها بالنسبة إليك... الحلم الذي يجب ان نعمل من أجل تحقيقه. لكن يا والدي ما نراه... يباعد كثيراً بين الحلم والحقيقة، خصوصاً في ظل الغموض الذي يلف بعض الأقطار العربية، والتفكك الذي ينذر بتفتت الأوطان وفي ظل استئساد العدو الاسرائيلي... ولكن هناك قبس من نور يضيء قليلاً هذا الليل المظلم وهو ثورة الشباب الذي يتوق إلى التغيير ويصبو إلى الانعتاق من تخلف بعض الانظمة والعبور إلى الدولة العادلة القادرة الحاضنة لكل ابنائها والمؤمنة بحق شعوبها بالحرية والديموقراطية وحقوق الانسان وإفساح المجال أمام الكفاءات الشابة لخدمة المجتمع بروح عصرية مبدعة بعيداً عن الخوف من الأجهزة القمعية التي ما زرعت إلا الفساد والتخلف والتعمية عن الحقائق.رهانك يا والدي كان على الشباب أوليتهم قسطاً كبيراً من اهتمامك وقد كنت تعمل جاهداً على خلق جيل واعٍ متعلم يكتسب الخبرات ويتولى مراكز قيادية في مؤسسات الدولة من خلال تشجيعك للعلم والمعاهد المتخصصة في ميادين عدة، وبعد تركك كرسي الحكم بهدوء وكرامة وعزة نفس كنت ترسل البعثات الشبابية ولا تفرق بين ذكر أو انثى على حسابك الخاص وسجلت ذلك في وصيتك. استذكرك يا والدي اليوم وانا أرى قادةً تمارس أبشع انواع الإجرام بحق شعوبها، تدمر مؤسسات الدولة ومقدرات الشعوب وتستحضر كل انواع الأسلحة الدينية والمذهبية والفئوية وتشعل حروبا أهلية. كل ذلك من أجل المحافظة على السلطة غير آبهين بما سيؤول إليه مصير بلدانهم... وأقول ما أحوجَنا إلى عبدالله المبارك ثانٍ - هذا الرجل الذي عاش كبيراً وتولى أرفع المناصب القيادية وكان قادراً ان يحتفظ بسلطاتها حتى آخر أيامه، لكن إيماناً منه بالحفاظ على الوطن بكل أطيافه متماسكاً منيعاً، تخلى عن كل شيء إلا وطنيته، وسلم الأمانة لغيره، كي يكمل المسيرة، ولم يتخلَ عن حبه للوطن ومواطنيه، بل كان حتى في غربته يحمل وطنه في قلبه وضميره أينما حل، ممارساً دوره في خدمة الوطن والكويتيين بما يمليه عليه الواجب. وقد حاول أكثر من حاكم ان يغير قناعاتك تجاه أهلك ووطنك ولكنك رفضت وقلت لهم انا لا أكون في يوم من الأيام خنجراً في ظهر أهلي ووطني فاحترموك. كنت كبيراً في كل شيء وما بين قسوتك وتسامحك، ميزانك العدل في الرعية أبداً كنت حازماً في قراراتك حيث يقتضي الحزم والشدة ورقيقاً عطوفاً على الجميع بلا تفرقة يوم تكون الحالة الاجتماعية أولوية تساعد وتعطي بلا منة، شملت بعدلك ورعايتك جميع أبناء هذا الواطن حتى المقيمين كانوا يرون فيك عوناً لهم وملاذاً، كنت عفيف اللسان فلم ترضَ ان يتكلم على أهلك ووطنك أحد في مجلسك وقد حاول كثير من الصحافيين استدراجك رغم انك كنت في الستينات تمسك زمام الصحف في بيروت ولكنك رفضت ان يذكر أهلك ووطنك بسوء أو ان تمس كرامة أحد. ثلاثون عاماً وانت خارج الحكم والكويت وأهلها في قلبك.ديوانك كان صورة مصغرة عن مجتمع الكويت يضم كل فئات النسيج الوطني، ما كنت تفرق بين بدو وحضر أو بين عائلة وأخرى تحترم الجميع وتساعد الجميع، أردت من ديوانك ان يكون الجامع الموحد المنتج وكثيراً ما أُتخذت قرارات مهمة وتوحدت رؤى في مصلحة هذا البلد من ضمن التجمع الذي كنت تقيمه.تلك كانت نظرتك لأي تجمُّع وملتقى وإلا فلا حاجه لهُ. تَجَمُع بعيد كل البعد عن التكتلات السياسية الصغيرة أو الفئوية الضيقة التي تزرع الشقاق والتنافر، ترفض الصراخ والصوت العالي لانك تؤمن بالإصلاح الهادئ والتبصر في كل الأمور كبيرها وصغيرها فعندما تكون مصلحة الوطن هي الأساس فلا صوت يعلو على صوت الحكماء الذين يعرفون أين تكمن هذه المصلحة. وإيمانك مطلقاً بان من رسمت ملامحه شمس الصحراء ورمالها وحددت معالم شخصيته طبيعة البادية وأصالتها، وعانى من الظلم ما عاناه وناضل في سبيل حرية بلده واستقلاله، ودفع في سبيل وطنه الغالي والنفيس، لايمكن ان يكون في يوم من الأيام أسير مصالحه الشخصية وأطماعه السلطوية بل الحامي لهذا الوطن كل الوطن بكل فئاته ومقدراته. والدي الحبيب. أشتاق إليك اليوم... كما في كل يوم... ولكن لانها الذكرى، أردت ان أعبر عما في داخلي. لقد ذقت مرارة يُتم الأب صغيراً ولكن ليس مثلك... فانت الذي لم يذق طعم الأبوة منذ عامه الأول، واجهت الحياة وحيداً بحلوها ومرها... مقداماً... كنت تخوض غمارها تواجه المصاعب والمطامع... وما أكثرها كانت من حولك، رغم ذلك أغدقت علينا بحنانك وعطفك وأعطيتنا مالم يعطه الكثيرون ممن عاشوا في كنف أهلهم. وانشأت عائلة متماسكة تسير على خطاك في كثير من الأمور، برعاية الوالدة التي ساعدتها ان تكون كما هي في مجالات التعليم والاجتماع، سيدة قوية تحملت المسؤولية الكبيرة بجدارة وأكملت المسيرة بما أتيح لها من مجالات وأَوْلَت اهتمامها ما كان يهمك في مجال التعليم وخلق جيل واعٍ سلاحه العلم والمعرفة. وأحاطت عائلتك برعايتها وحنانها وحكمتها حتى توصلها إلى الطريق الذي رسمته انت لنا ولأبنائنا بكل صدق وأمانة. والدي الحبيب أعاهدك على إكمال المسيرة مهما واجهتنا الصعاب وان أكون كما أردتني. وان خالفتك في بعض النصح ولكن أعلم ان روحك ستسامحني. خالفت رغبتك ودخلت الحياة العسكرية لانني مؤمن بها مدرسة للولاء والانضباط وعدت إلى رغبتك في تحصيل العلم إلى أعلى الدرجات ووصلت إلى حيث انا وأعلم انك ستغفر لي فقد أحببت النهج الذي تربيت عليه انت وأحببت فيك روح القائد وصورتك باللباس العسكري ودخلت مرحلة كنت أتمناها ولو تشبهاً ببعض مزاياك. والدي الحبيب، أكتب إليك هذه الكلمات وأقول باسمي وأهلي وجميع محبيك اننا على خطاك سائرون، ولا خوف على وطن يؤمن به أبناؤه. سيدى أقبل جبينك الموسوم بجرح غائر من أحد معاركك في الصحراء تدافع عن حدود الوطن وتذود عن سياجه... وطن هو وطن آخر في قلبك... رحمك الله أبي.

الشيخة فريحة الأحمد الجابر الصباح

الشيخة فريحة الأحمد الجابر الصباح / الظرفاء... وإنكار المنكر
أرسلت رئيسة اللجنة العليا لجائزة الام المثالية للاسرة المتميزة الشيخة فريحة الاحمد الجابر الصباح كتاباً الى «الراي» ردت فيه على «خواطر قلم» للكاتب الدكتور محمد العوضي في الآتي نصه:ترسخت في المفهوم الثقافي العربي فكرة «الطمطمة» على بعض السلبيات وارتضى الكثير من الناس مرارة وجودها كآفة خفية في المجتمع ورفضوا المصارحة او المكاشفة بوجودها، ومن المؤسف ان تختلط المفاهيم لدى المثقفين فيصبح البحث عن الاسرة المتميزة اقرب الى وهم المدينة الفاضلة وتصبح المكاشفة بالاوجاع محط خربشات فكرية لدى المؤمنين بضرورة انتصار القيم السامية والاخلاق الحميدة.لقد تعجبت حقا من مقال الاخ الشيخ الدكتور محمد العوضي في زاوية «خواطر قلم» بجريدة «الراي» المنشور امس (الاثنين) ورأيت فيه قدرة متميزة على الجمع بين المدح واللوم والاسقاط اللغوي ببراعة لا يختلف عليها اثنان في شأن العوضي، وكنت اود من الدكتور العوضي قبل ان يكتب هذه الخواطر ان يتذكر حديث رسولنا الكريم (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وهذا أضعف الايمان).الاخ الدكتور العوضي: ليس من العيب ان نتحدث عن سلبيات اجتماعية تنخر عظام بعض الشباب لكن العيب الاكبر أن «نطمطم» عليها وكأنها ليست موجودة ولأنني لست ضعيفة الايمان حتى اغير المنكر بقلبي ولست ولية امر حتى اغيره بيدي فلم يكن امامي وسيلة لتغيير هذا المنكر الا بلساني ومع اختلافنا في الاسباب التي يكون بعضها فسيولوجيا وجزء منها اخلاقيا الا انه يصبح من الواجب علينا ان نتعامل مع هذه الظاهرة بجرأة اكثر من دون مواربة او تأجيل.الأخ العوضي: لو تأنيت قليلا وراجعت اسم الجمعية التي اتشرف برئاستها لوجدتها «الاسرة المتميزة» فنحن لا نسعى فقط الى تكريم الام المثالية بل لدينا اهداف أعم واشمل وهي تخليص الاسرة من كل شائبة اوعائبة، وكنت اتمنى ان تجد بعض الاقلام الشجاعة الكافية للحديث بشكل مباشر عن هذه الظاهرة الشاذة على مجتمعنا دون التزام بقاعدة (من اكثر من شيء عرف به). وللاسف الشديد فهناك الكثير ممن يصنفون على انهم اصحاب فكر وخواطر لكنهم يخشون دخول المناطق الممنوعة ويرون فيها مستودعات الغام قد تصيبهم بالاذى او الشظى... وأنا والله لا اخاف في الحق لومة لائم ولا اخشى من الظرفاء الذين يقترحون ما حملته خواطرك امس عن «البوية المثالية» مع عمد منك في تصدير هذا المقترح «المستظرف» مع اسمي في عنوان المقال...الأخ العوضي:كلمات المجاملة الرقيقة التي تضمنها مقالك لم تخفف من حدة رغبتك في ايصال رسالتك والتي تجلت في الدعوة لترك الحديث عن موضوعات الجنوس والبويات وما لا نعلم لأهل الاختصاص والسلام... والحقيقة اننا فعلا نضع هذه الظواهر السلبية امام اهل الاختصاص لدراستها ولم ندع يوما اننا مختصون فيها لكننا فقط نحدد مواضع الاوجاع المجتمعي في بلدنا العزيز ونحاول علاجها عبر المختصين.الاخ العوضي: لست في موضع دفاع عن هذه الفئة المريضة «قهرا او عمدا» لكنني فقط اعمل على محاصرة تنامي ظاهرة صمت عنها الكثيرون حتى اعتقدوا انها غير موجودة وخاف من الحديث عنها المثقفون والمفكرون ولم يكتفوا بذلك بل صاروا «يستظرفون» و«ينتقدون» و«ينصحون» وهم الاولى بإسداء النصح لأنفسهم والعمل بتوجيهات الرسول الكريم في انكار المنكر قولا وفعلا! بقلم الشيخة فريحة الأحمد الجابر الصباح رئيسة الجمعية الكويتية للأسرة المتميزة

العقيد عادل أحمد الحشاش

العقيد عادل أحمد الحشاش / «العلاقات العامة» ترد على «لبننة الكويت والحل غير الدستوري المقبل»
جاءنا من إدارة العلاقات العامة والتوجيه المعنوي بوزارة الداخلية رد على مقال «لبننة الكويت والحل غير الدستوري المقبل» للكاتب خالد عيد العنزي، وهذا نص الرد:السيد رئيس تحرير صحيفة «الراي»... المحترمتهديكم إدارة العلاقات العامة والتوجيه المعنوي بوزارة الداخلية أطيب تمنياتها وخالصتقديرها لدور صحيفتكم في تغطية الاهتمامات الأمنية.وبالاشارة الى ما نشر في صحيفتكم الغراء بالعدد رقم (10562) الصادر بتاريخ 1/6/2008 تحت عنوان (لبننة الكويت... والحل غير الدستوري المقبل).تود إدارة العلاقات العامة والتوجيه المعنوي ان تعرب عن شكرها وتقديرها لكاتب المقال لمتابعته للقضايا الأمنية التي تهم المواطن والمقيم للصالح العام... نود احاطتكم أن الادارة العامة للمؤسسات الاصلاحية أوضحت بانه تم الاشتباه في أحد العسكريين من قبل رجال أمن السجون يقوم بتوصيل مواد ممنوعة الى أحد النزلاء، وعلى الفور تم ضبطه واحالته الى الجهات المختصة للتحقيق، وقد اتخذت كافة الاجراءات المتبعة في هذا الشأن من قبل إدارة السجن المركزي... لذا يرجى نشر الرد للتوضيح.العقيد عادل أحمد الحشاشمدير إدارة العلاقات العامة والتوجيه المعنوي

العقيد محمد هاشم الصبر

العقيد محمد هاشم الصبر / «الداخلية» ترد على فوزية الصباح
ردت «ادارة الاعلام الامني» بلسان الناطق باسم وزارة الداخلية العقيد محمد هاشم الصبر على مقال «الى وزيري الداخلية والعدل» للزميلة فوزية سالم الصباح والمنشور في «الراي» بتاريخ 22 سبتمبر الماضي. وهذا نص الرد:السيد/ رئيس تحرير صحيفة «الراي» المحترمنتوجه اليكم بخالص التحية وعميق التقدير لدوركم الاعلامي الرائد في خدمة قضايا الامن والمجتمع. والتحية والتقدير موصولان للكاتبة الاستاذة فوزية سالم الصباح على ما تطرحه من قضايا تهم الصالح العام.وبالاشارة إلى ما تناولته الكاتبة في صحيفتكم بالعدد رقم (10675) الصادر بتاريخ 22/9/2008 تحت عنوان «الى وزيري الداخلية والعدل».تود ادارة الاعلام الامني بوزارة الداخلية افادتكم بان اللجنة التنفيذية لشؤون المقيمين بصورة غير قانونية قد اوضحت الحقائق الآتية:اولا: انها تدعو بل ترحب بتقديم الدعم للطلبة المقيمين بصورة غير قانونية لمن يحملون احصاء سنة 1965 او ما قبله، كما انها لا تمانع في مساعدة الطلبة المحتاجين الذين لا يحملون هذا الاحصاء.ثانيا: الدولة قامت بانشاء صندوق الرعاية التعليمية لابناء المحتاجين من فئة المقيمين بصورة غير قانونية ومن الفئات الاخرى المقيمين على ارض الكويت، وتقوم بدعمه ماديا منذ انشائه في سبتمبر 2003 وحتى الآن.ثالثا: الحالات التي لم يستطع اصحابها اثبات انهم مسجلون في احصاء سنة 1965 او ما قبله ملزمة بتعديل اوضاعها بما يسمح لهم ولاسرهم بالاقامة والعمل في البلاد بصورة قانونية سليمة، فالوضع القانوني للاقامة والعمل في البلاد يمثل اساسا لا يمكن تجاوزه بالنسبة لجميع المقيمين.وترتيبا على ما سبق فانه لا يوجد اي اساس من الصحة، لما نشر في شأن قيام اللجنة التنفيذية بحرمان الطلبة من فئة المقيمين بصورة غير قانونية من الدعم الذي يقدمه مشروع طالب العلم. لذا يرجى نشر الرد للتوضيح.شاكرين لكم حسن تعاونكم...وتفضلوا بقبول فائق الاحترام،العقيد محمد هاشم الصبرمدير ادارة الاعلام الامنيالناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية

المقدم عادل أحمد الحشاش

المقدم عادل أحمد الحشاش / «الداخلية» ترد على الشراح
ردت إدارة العلاقات العامة والتوجيه المعنوي في وزارة الداخلية على مقال «الداخلية وضبط التسلل»، للزميل يعقوب أحمد الشراح، المنشور في «الراي» يوم 8/2/2008، وهذا نص الرد:بالاشارة الى ما تناوله الكاتب الدكتور يعقوب أحمد الشراح في صحيفتكم بالعدد رقم «10448» بتاريخ 8/2/2008 تحت عنوان «الداخلية وضبط التسلل».تود إدارة العلاقات العامة والتوجيه المعنوي بوزارة الداخلية افادتكم بان قطاع أمن الحدود أوضح الحقائق التالية:أولا: قطاع أمن الحدود لم يرصد أي مؤشرات تبين تضاعف أعداد المتسللين عبر الحدود، بل ان الاحصائيات تشير الى أعداد المتسللين تضاءلت وبشكل كبير.ثانيا: القطاع يملك من الأجهزة الكافية وآليات الرصد والكشف والردع وغيرها من الاجراءات التي تمنع الغالبية العظمى من حالات التسلل او التهريب.ثالثا: وزارة الداخلية تعكف على امداد القطاع بأحدث الأنظمة الأمنية المتطورة بالاضافة الى العمل على تنفيذ مشاريع أمنية اضافية داعمة لها.رابعا: هناك خطط محكمة لضبط التسلل من البحر الى جانب تطبيق القوانين واللوائح الامنية بعدم الابحار في بعض المواقع خلال الفترة من غروب الشمس الى شروقها في اليوم التالي.خامسا: جار عمل دراسة واحصاء للمسنات المنتشرة على الشريط الساحلي لدولة الكويت لتحديد المسنات الرسمية واغلاق الاخرى لما تشكله من ثغرة أمنية كبيرة.سادسا: تواصل الادارة العامة لخفر السواحل تطبيق كل ما هو جديد في عالم التكنولوجيا وذلك باستخدام المنظومة الرادارية المتكاملة وباستخدام الكاميرات الحرارية الليلية والنهارية على الدوريات البحرية والجزر وتسخيرها لاغراض المراقبة والضبط والسيطرة على المياه الاقليمية.سابعا: رجال الادارة العامة لأمن الحدود البرية ورجال الادارة العامة لخفر السواحل في حالة كاملة من الاستعداد واليقظة لحماية حدودنا من أي عمل تسلل أو تهريب.المقدم عادل أحمد الحشاشمدير إدارة العلاقاتالعامة والتوجيه المعنوي

انوار مرزوق الجويسري

انوار مرزوق الجويسري / فواصل فكرية / وسطية أم تنازل؟
| أنوار مرزوق الجويسري |إن الحد الفاصل بين الوسطية والتنازل لا يكمن في النوايا بل في التطبيق، ولا يكمن في النظرية كما يكمن في الواقع، وإن استنادنا على الدليل دائماً ما ينجينا من المزالق في مثل تلك الأمور التي تحتمل فهماً مختلفاً من شخص لآخر وفي تفسيرنا لمثل هذه المفاهيم التي تتسع بحيث يصعب السيطرة على ظواهرها وتصنيف ما هو منها وما هو خارج عنها، لذلك كان النقد الموضوعي البعيد عن الشخصانية هو وسيلتنا الأولى في تفسير الظواهر الشائكة وفي التفريق بين المفاهيم المتداخلة.من هذا المنطلق لنا أن نفسّر الوسطية التي تمثّل حاجة أساسية في مجتمعنا وعصرنا وتعد أداةً لوصول الخطاب الإسلامي وتقبّله بعد فترة من رفضه واستهجانه، نحن لا نبخس حق العلماء والدعاة والشباب في محاولتهم للوصول للوسطية المنشودة التي كانت وسيلة الأنبياء والرسل وطريقا أساسيا في الدعوة والإصلاح، لكن من يسلك طريق الفضيلة فاحتمالية وقوعه في الرذيلة ضعف احتمالية وصوله للفضيلة، ذلك لأن كل فضيلة تحدها رذيلتان، فالوسطية تحدها التشدد والتزمت من جهة والتنازل من جهة أخرى.ولنا أن نأخذ مثالا واقعيا في تفسير الوسطية، وذلك في الرهط الذين أتوا النبي عليه الصلاة و السلام وكان أحدهم يصوم ولا يفطر والآخر يصلي ولا ينام والثالث لا يتزوج النساء، فبماذا رد عليهم النبي؟ كان بإمكانه أن يُهنئهم بالتزامهم المفرط ويوافق على نشرهم لمثل هذا التشدد وكان بإمكانه أن يصرفهم عن الزيادة في العبادة ويلزمهم ما هو واجب عليهم فقط، لكن رده كان في صميم الوسطية وأصلها فقال «إني لأخشاكم لله وأتقاكم له لكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني»، ففي هذا الموقف تتبين مظاهر الوسطية وأسسها. فكان عليه الصلاة والسلام في خطابه يبيّن أن الوسطية تكمن في اليسر ورفع الحرج لا في التعب والمشقة، وأن من الحكمة أن يرفض الحماسة ويقبل بما يقبله العقل فلا طاقة لبشر على تشددهم فكان عادلاً بين واجبات العبادة وواجبات النفس وكان بين الانقطاع عن العبادة والانقطاع لها، فألزمهم الاستقامه بـ «من رغب عن سنتي فليس مني»، فكان الالتزام بسنة النبي عين الاستقامة. من ذلك كله تتمثل لنا شروط الوسطية كما ذكرها الدكتور علي الصلابي أن لا وسطية بلا عدل واستقامة وحكمة رفع حرج وبينية وخيرية، فلننظر في دعوتنا وفي خطابنا الدعوي، وفي خطاب المنابر وحتى في الخطاب السياسي الإسلامي هل نحن في دائرة الوسطية أم أننا في تنازل عن مبادئنا وعن ديننا، التشدد واضح لا اختلاف عليه لكن التنازل غالباً ما يُغلّف بلفظة الوسطية لنقبل به ونبارك له، فمن واجب الداعية والمعلم و السياسي والمربي أن ينظر لخطابه، أسلوبه وطريقته في توضيح مفاهيم الدين وفي تفسير أحكامه، حتى لا نظلم الدين فنظلم أنفسنا.@anwar1992anwaraljuwaisri@hotmail.com

انور احمد راشد الفزيع

أنور أحمد راشد الفزيع / «قانون الأحزاب»... يخربون بيوتهم بأيديهم
طالعتنا الصحف الصادرة يوم الجمعة الموافق 30/10/2008 بنبذة عن اقتراح بقانون تقدم به مجموعة من أعضاء مجلس الأمة الأفاضل، ويدعو هذا الاقتراح بقانون الى تنظيم العمل الحزبي في الكويت، مبينا شروط ترخيص الاحزاب ونظام عملها والتزاماتها وتمويلها وتجريم بعض السلوكيات المخالفة لأهداف القانون.ولا ريب ان الاعضاء الأفاضل اجتهدوا برأيهم للارتقاء بالعمل السياسي في الكويت من خلال تطوير آلياته والنأي بالسلطة التشريعية عن استخدام أدواتها في غير المصلحة العامة والسعي لأن تضع الأحزاب السياسية برامج عملها لتحاسب على أساسه.والسؤال الذي ينبغي الاجابة عنه قبل مناقشة هذا الاقتراح بقانون هو مدى ملاءمة فكرة الأحزاب مع طبيعة مجتمعنا وليس مدى صلاحية هذه الفكرة في الأنظمة الديموقراطية المقارنة، ذلك ان العمل السياسي في أعرق الديموقراطيات سواء في أوروبا أو أميركا أو بعض دول آسيا يعتمد كلية على تنظيم النشاط الحزبي الذي هو عصب الحياة السياسية فيها، ولا يتصور امكان استمرار الديموقراطية فيها من دون ذلك.بيد ان نجاح العمل الحزبي في الدول الديموقراطية نتاج تطور تاريخي طويل مرت به لا يمكن اختزاله او التقليل من شأنه، والناس في تلك البلاد يتمتعون بوعي سياسي متميز يعتبر الضمانة الاساسية لاستمرار الديموقراطية وتأكيد حقوق الانسان، ثم ان الحروب العرقية والدينية أدت الى فصل الدين عن الدولة وانصهار الناس في بوتقة واحدة واصبح المبدأ السائد هو «ما لقيصر لقصير وما لله فهو لله»، وعليه فان القيمة العليا في تلك البلاد الانتماء للدولة والاعتزاز بذلك والعمل على الارتقاء بها، ولا توجد لديهم قيمة اجتماعية مشتركة أكبر من هذه القيمة. ومن هنا فان مجال التنافس هو السعي الى ترسيخ قيم الديموقراطية من العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص وحق الانسان في التعبير عن رأيه وحقه في الاعتقاد وحقه في الرعاية الاجتماعية وغيرها.وتنافس الاحزاب في ما بينها لتحقيق أكبر معدل من التنمية الاقتصادية وتحقيق أعلى درجة من الرفاهية للمواطن محترمة مبادئ الديموقراطية.هذه ا لصورة المتقدمة للعمل السياسي في العالم المتطور لا يمكن ان تنقل كما هي الى مجتمعنا لاعتبارات كثيرة، أولها أن الدين في بلدنا مترسخ في ضمير الانسان الى درجة كبيرة ويشعر في كثير من الأحيان بأن انتماءه الديني أو المذهبي أسمى من انتمائه الوطني وكما لا توجد أي درجة من التسامح بين المنتمين الى المذاهب المختلفة، بل ان الاختلاف يدب بين أصحاب المذهب الواحد على مسجد او فكرة معينة او مشروع معين، والعمل الحزبي سيعطي مشروعية لهذه التيارات الدينية التي ستجد نفسها منقسمة على نفسها الحزب تلو الآخر، وكل منها يطعن في الآخر. وثانيها انه لو نقلنا انفسنا من المشهد الديني الى المشهد القبلي، فسنجد ان القبيلة السياسية اصبحت متجذرة في العمل السياسي الكويتي لانه تمت تغذيتها في السابق الى تطورات وأصبحت عبئا على كل من ساهم في تطويرها وأصبح من الصعوبة بمكان تحجيمها او تشذيبها، هذه الكيانات القبلية صارت في الوقت الراهن من أهم الكيانات السياسية التي ستستخدم العمل الحزبي كقناع جديد لممارسة العمل السياسي تحت مسميات جديدة تظهر قيما سامية وتبطن تعصبا قبليا مقيتا سيؤدي بدوره الى ظهور المزيد من الأحزاب القبلية لفئات اجتماعية تجد نفسها مضطهدة داخل القبيلة الواحدة اما بسبب قلة عددها واما بسبب توارث الامارة في غيرها من مكونات القبيلة.واذا أضفنا الى ما سبق غياب الوعي السياسي واعتبار العمل البرلماني أداة لتحقيق المزيد من المغانم والمكاسب، فان العمل الحزبي سيكون وبالا على الكويت لانه سيتم الافصاح عن الصراع الاجتماعي الديني العرقي من خلال الاحزاب التي تمثله وسيكون أكثر حدة وفتكا في جسد الامة وتمزيقها.فاذا مازلنا الى هذا اليوم نعاني من بعض أعضاء مجلس الامة الذين يعتقدون بدستورية الانتخابات الفرعية والدعوة الى عدم تجريمها، فان العمل الحزبي سيكون تقنينا وتأصيلا للطائفية والقبلية من خلال استخدام آليات حديثة في العمل السياسي.وليسمح لي الاعضاء الأفاضل الذين تقدموا بالاقتراح القول إن بعض أعضاء مجلس الأمة يستغلون الادوات الدستورية لغير مبتغاها، فالسؤال يستخدم للتشهير والهمز واللمز والاستجواب انجح طريقة للابتزاز السياسي، ثم تحقيق مكاسب خاصة وضيقة لا تعود على الامة باي نفع، فهل هؤلاء الاعضاء سوف يغيرون من سلوكهم إذا انخرطوا في العمل الحزبي ام سيكونون اكثر شراسة، لان احزابهم لا تقوم على اساس وطني وانما تقوم على اساس ديني او قبلي، وبالتالي لا يهمه ما يقول الاخرون في ما يقدمه من اسئلة او استجوابات، وانما المهم له سيكون هو تحقيق المزيد من المصالح الخاصة للمنتمين إلى هذا الحزب، مهدرين مصالح الوطن العليا؟وهل يعتقد السادة الاعضاء الذين تفضلوا بالاقتراح ان حوارا وطنيا على مستوى عالٍ سوف يجري بين الاحزاب المقترحة، ام سيكون حوارا عقيما لا يبتغي مصلحة الوطن وانما النيل من الاحزاب الاخرى وكسر عظمها والتصيد لها بالماء المعكر من دون النظر إلى اي قيم عليا شعارهم وفي ذلك قول الشاعر:وهل انا الا من غزية ان غوتغويت وان ترشد غزية ارشدهل تتوقعون حوارا تكامليا يهدف إلى تعزيز مكانة الكويت في الخارج وتأكيد سيادتها وتسخير الظروف كلها لضمان افضل مستقبل لابنائها، كالذي جرى بين جاك شيراك وميشل روكار عقب فوز الاول في الانتخابات الرئاسية لعام 1995، إذ اتخذ مجموعة من القرارات غير الشعبية الهادفة الي تعزيز مكانة فرنسا في العالم وتحسين اوضاعها الاقتصادية إذ امر - من ضمن سلسلة طويلة من القرارات - بالاستمرار في التجارب النووية ضد رغبة حماة البيئة، كما امر بتعديل نظام الضمان الاجتماعي والغاء بعض المزايا المقرة لبعض العمال كسائقي القطارات وغيرهم لتقليل العجز الحاصل في مؤسسة الضمان الاجتماعي، ولكون هذه المزايا فقدت مبررها في الوقت الراهن، فكان ينبغي في مثل هذه الظروف ان يتأثر الخاسر في الانتخابات الرئاسية ميشل روكار ويطعن في قرارات الفائز جاك شيراك، لكن ما حصل كان العكس، إذ نشر ميشل روكار مقالا مطولا في الصفحة الاولى من صحيفة «لوموند» عنوانه بما يلي: «لهذه الاسباب ادعم قرارات الرئيس» وهي الاسباب ذاتها التي قدمها جاك شيراك عندما اصدر قراراته غير الشعبية.بالله عليكم هل نتوقع سلوكا حضاريا عندنا بمثل هذا المستوى يتسامى الانسان على جراحه ورغباته في الثأر انتصارا لمصلحة الوطن العليا، ام سيكون الشأن عندنا هو قرع طبول الحرب واستنفار الاتباع والنفخ في النار؟اعتقد أننا نحتاج وقتا طويلا لامكان اقرار قانون الاحزاب، وهي مسألة رهينة بالنضج الاجتماعي والوعي السياسي للكويتيين بفئاتهم كلها وترسيخ مجموعة من القيم السياسية الغائبة عن واقعنا والتي من اهمها ان الانتماء لهذا الوطن اعلى قيمة سياسية يجب الدفاع عنها قبل اي قيم حزبية ضيقة تدور في اطار الطائفية او القبلية او الطبقية، وهذا يحتاج وقتا طويلا لتطوير العقلية الكويتية وزيادة الوعي السياسي لدى فئات المجتمع كافة من شباب وشيوخ ونساء ورجال.والواقع أننا نعيش اليوم في ردة سياسية. بالامس كانت الانتخابات الفرعية تحصل في اطار الانتخابات التشريعية، اما اليوم فانها انتشر كالسرطان في الجسم، حتى وصلت إلى الانتخابات الطلابية في الجامعات والمعاهد، وبالامس كنا نشاهد قوائم انتخابية تنتمي إلى مذاهب مختلفة او طبقات اجتماعية مختلفة، اما اليوم فأصبحت الطائفية والطبقية سمة رئيسية في الانتخابات، بل الانكى من ذلك وجود صراع بين اصحاب المذهب الواحد.أنني اشبه اقرار قانون الاحزاب كمن يعطي طفلا سكينا ليستخدمها في قضاء حوائجه من اكل وغيره، ولكن لا يدري بان هذا الطفل قد يقتل نفسه بهذه السكين من دون ادراك لمخاطرها.ما اريد ان اقوله باختصار ان فكرة الاحزاب هي فكرة اساسية في الديموقراطيات الغربية التي فصلت الدين عن الدولة، وتناسى الناس منذ زمن بعيد اصولهم العرقية، ولا تصلح هذه الفكرة لنا واننا ما فتننا نؤصل الانتماء الطائفي والقبلي والطبقي يوما بعد يوما، بل ونزرعه في نفوس ابنائنا منذ الصغر، انها ردة سياسية ما بعدها ردة. فهل في مثل هذه الظروف ندعو إلى تنظيم الاحزاب.ومن هذا المنبر فانني ادعو المخلصين كافة من الغالبية الصامتة والحالمين بوطن آمن لابنائهم ومستقبل زاهر لاحفادهم ان يقفوا في وجه هذا الاقتراح بقانون. وذلك لان الاسلاميين (اخوان وسلف وشيعة) والقبليين، ومن باب اولى الليبراليون والقوميون، سيقفون معه، لانه يحقق لهم المزيد من المكاسب، ولكن الامل معقود على البقية الباقية من اصحاب العقول النيّرة وثقتنا بولاة امورنا اكبر لان اقرار هذا القانون يعني تقوية شوكة الغوغاء والفوضويين من الفئات الاجتماعية كلها، وستكون لهم اليد الطولى في ادارة البلاد والتسلط على مصالح العباد وعندها نكون محلا لقول الشاعر:لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهمولا سراة لهم إذا جهالهم سادواأنور أحمد راشد الفزيعاستاذ القانون المدني جامعة الكويت ونائب رئيس لجنة الخبراء القانونيين في منظمة العدل الدولية

ايليا ج. مغناير

نتائج الحرب السورية على العالَم و... الإعلام
لم تَحصد الحرب السورية الدائرة منذ سبعة أعوام، القتلى والجرحى والممتلكات والبنية التحتية فقط، بل حصدتْ معها صدقية الإعلام واصطفافه من جهة او أخرى مقابلة، وكذلك مهنيّته ومن فوق كل ذلك حرية الكلمة والرأي الآخر.وبدأ الاعلام الغربي بالالتفاف على الحرب السورية وترْكها وراءه لأنه خسر المعركة، معركة الحرب الشاملة ومعركة تغيير النظام الذي طالب به منذ الأيام الأولى من الحرب.وفَقَدَ الإعلام مهمته الصحافية التي تقتصر على إبراز الحقائق وإبداء التحليلات من دون ان تلغي الرأي الآخر المضاد لها. ولم يعد العالم بعيداً عن الحقائق، اذ ان البحث عن الأخبار لم يعد يقتصر على قراءة الصحف والمجلات ومتابعة شاشات التلفزيون والقنوات الإخبارية، بل بفضل وجود الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي أصبح كل فرد يتقصى الحقائق على طريقته الخاصة بتفحُّص كل المصادر التي يستطيع الوصول إليها لأنه لم يعد يؤمن بالإعلام الكلاسيكي الذي فَقَدَ صدقيّته.فعندما يتبنى الإعلام وجهة نظر الدولة التي يعمل فيها ويدعو الى الحرب وتغيير النظام، يصبح طرفاً في النزاع ويوجّه مراسليه نحو رأي واحد وهدف مشترك يقضي بتنفيذ واتباع «سياسة الجريدة» كما تقول مراسلة «واشنطن بوست» لويز لافلوك، من دون الاهتمام بحقيقة ما يجري على الأرض. إذ أصبح استقصاء الخبر من الناشطين المعادين لحكومة دمشق «عُرْفاً» صحافياً أبطل حيادية الصحافة العالمية وصدقيّتها.ولم يقتصر دور الإعلام على مهاجمة النشطاء الداعمين لحكومة دمشق والمناهضين لتغيير الأنظمة بشكل عام، بل ذهب أبعد من ذلك الى مهاجمة الأكاديميين الذين يرفضون تبني وجهة نظر واحدة وينادون بالاستماع وإفساح المجال لأكثر من وجهة نظر ليتسنى للمراقبين الوصول الى آراء مختلفة ليبنوا عليها آراءهم من دون فرْض خيار الحرب عليهم.فلا عجب ان يقول اون جونز الكاتب في صحيفة «الغارديان» البريطانية ان «الشيء الوحيد الذي تعلّمتُه من العمل في وسائل الإعلام البريطانية ان الجميع يتأثر بفكر جماعي خانق، غير متسامحين مع النقد، يعاقبون المنشقّين (الذي يفكرون بطريقة مختلفة) الداخليين، ويعمل في مراكز مهمة في هذه الصحف فقط مَن لديه صلات (واسطة) او خلفية شخصية (عائلية او من طبقة معينة) بدل الجدارة».من الطبيعي ان تنتفض الصحافة العالمية في انتفاضتها الأولى الكبرى لأنها خسرتْ الحرب السورية التي دعمتْها ووجهت كل طاقتها لإسقاط النظام... ولم يسقط. وتعلم الصحافة ان حربها الخاصة الفاشلة سترتدّ عليها لأن القرّاء سيحاسبونها على الأخبار والتحاليل الخاطئة طوال الأعوام السبع من الحرب. ومن أجل ذلك فهي - الصحافة العالمية - تبحث عن كبش الفداء لحرف النظر عن فشلها وعن خداع القراء. ومن المستحيل ان تقبل هذه الصحف بالهزيمة من دون رد فعل، ولذلك اتجهت نحو أفراد معينين لتُسكِت أصواتهم وتتّهمهم بأنهم يعملون لدولة عظمى مثل روسيا.طبعاً فهذا يذكّرني بيوم قامت حركة«امل»بتوجيه ضربة قاسية لاسرائيل في التسعينات من القرن الماضي. فأعلنت تل ابيب ان«حزب الله»يقف وراء الضربة، لأنها لا تريد الإقرار بأن حركةً ضعيفةَ التنظيمِ العسكري وجهت هكذا ضربة بل احتاجت اسرائيل إلى اتهام تنظيم قوي للتخفيف عنها ولأجل سُمْعتها.وهذا ما تفعله الصحافة العالمية: اذ ان اتهام روسيا يَحْفظ لها ماء وجهها الذي فقدتْه. فأثناء عملي في وكالات إعلام عالمية، تعوّدنا قراءة الوكالة ذات الصدقية الدائمة وإبعاد الى اقصى مسافة الوكالة ذات الأخطاء المتكررة. وهذه قاعدة يتبعها جميع مَن في هذه المهنة. ولذلك سيكون صعباً جداً على الصحافة العالمية استعادة عافيتها ولا سيما ان كتّاباً محترفين ومن القدماء ذات الصدقية وقعوا في خطأ السعي«وراء الساحرة لصيدها»ووراء الاتهامات الخاطئة وعلى رأس هؤلاء«بي. بي. سي» البريطانية.من الممكن ان يعتقد هؤلاء ان الوسيلة للخروج من هذه الأزمة الحقيقة وخسارة الصدقية هو الخطأ الجماعي. إلا ان هؤلاء نسوا ان القراء لا يرحمون ويحاسبون كل مَن أخذهم الى ناحية الأخبار الكاذبة. لقد خسر الإعلام أمام نشطاء ولم يتقبلوا الهزيمة فسعوا الى الهجوم المنفرد. نعم هذا الإعلام يستطيع التأثير على الأشخاص لإن هذا الاعلام محترف ومتّحد أمام اشخاص تعلّموا من الحرب فقط.إلا ان الحرب السورية أودت بمناصب رؤساء كثر ورؤساء حكومات عدّة وبقيت الحكومة السورية صامدة. واليوم، تذهب الحكومة السورية بأسس الصحافة العالمية وتضربها في الصميم. والسؤال مَن الضحية التالية قبل انتهاء الحرب في بلاد الشام؟

بدر ناصر العتيبي

بدر ناصر العتيبي / الشذوذ السياسي أسبابه وعلاجه
في تطور لافت لوتيرة الأحداث في البلاد تشهد الساحة المحلية ظهور مواقف خارجة عن المألوف الذي اعتدناه في بعض العباد، ممن يحسبون على بعض الكتل داخل مجلس الأمة وخارجها من خلال أطروحات تؤكد على أن الوصاية بمفهومها السياسي مازالت تحتل رصيداً عالياً من تفكيرهم وتحليلهم للأمور الطارئة ومستجداتها وفق المصلحة الحزبية الضيقة، وما تتطلبه من تخبط واضح لتسجيل هدف عاجل في مرمى التكسب الإعلامي والجماهيري وغيره.غياب الموضوعية المبنية على أصول المعرفة، التي تحددها طبيعة أدوار البطولة أحياناً لذلك النائب أو ذلك الناطق باسم كتلة أو حزب وغيرها من تسميات أخرى، ليس الغرض من ورائها التأكيد بالضرورة على دور مؤسسات المجتمع المدني من خلال القيام بدورها المطلوب منها على أكمل وجه، فأمور كثيرة منها تصريحات صدرت عن «جمعية الإصلاح الاجتماعي» في شأن قانون منع الاختلاط، وغيرها من تصريحات أخرى صدرت وستصدر لاحقاً، تدل في مجال لا يدعو للشك أن ثمة شذوذاً في الطرح يكتنف العمل السياسي الجديد في الكويت اليوم يجب دراسته بروية، حتى يمكن تصحيح مساره للوقوف على أسبابه الحقيقية، ثم المعالجة قبل أن تتسبب في وأد ديموقراطيتنا، أو حتى إزالتها كإرث حضاري وثقافي وسياسي وتاريخي أسوة بباقي دواويننا التي تنتظر في أي لحظة بدء سريان تنفيذ قرار هدمها!أعتقد أن زيادة الفجوة في مثل هذه المواقف تساهم إلى حدٍ كبير في إيصال رسالة مغايرة تختلف عن تلك المراد إيصالها بصدق، والتي سرعان ما تنكشف بجلاء كدليل على انحدار مستوى العمل السياسي المحلي في الأعوام الأخيرة، والذي يرتكز على الشأن العام خصوصاً من خلال العلاقة المباشرة بين النائب وناخبيه أو الكتلة ومريديها من أعضاء وغيرهم، فكثيراً ما تكون بعض التصريحات السياسية الشاذة ردوداً لأفعال أخرى أكثر شذوذاً لم يتقبلها ذلك العضو أو تلك الكتلة نتيجة فقدان عنصر المكاشفة والتعاطي بشفافية مع بعض تداعيات تلك الأمور ومستجداتها المرحلية أولاً بأول ولحظة بلحظة بتعقل وبعيداً عن العاطفة!            بدر ناصر العتيبيكاتب ومهندس كويتيbader_otaibi@hotmail.com

بن ليبرمان

بن ليبرمان / أزمة الأوزون التي لم تحدث
بن ليبرمانبلغت المعاهدة الدولية لحماية طبقة الأوزون عامها العشرين هذه السنة ومازالت تدّعي النجاح. ولكن هل هناك فعلاً سبب للاحتفال؟قدم مناصرو البيئة تنبؤات رؤيوية كثيرة على مدى العقود الماضية، وعندما لم تحدث هذه التنبؤات صرحوا بأن إجراءاتهم الوقائية حالت دون وقوع الكارثة، مثلما حدث مع بروتوكول مونتريال لعام 1987 في شأن المواد المستنفذة لطبقة الأوزون (بروتوكل مونتريال). فالتنبؤات العديدة المرعبة والرهيبة بالإصابة بأوبئة سرطان الجلد وتدمير النظام البيئي وغيرها لم تتحقق. وبالنسبة إلى مؤيدي «بروتوكول مونتريال»، يعد هذا سبباً لتهنئة الذات.ولكن بالنظر إلى ما مضى يظهر الدليل أن استنزاف طبقة الأوزون كان تهديداً مبالغاً فيه في المقام الأول، وأن سلسلة المصائب الفظيعة لم تكن فعلاً في الصورة أبداً. وبينما عاد أطراف المعاهدة إلى مونتريال للاحتفال بذكراها العشرين، وجب أن يكون هذا سبباً للتأمل، وليس للاحتفال، لاسيما لأولئك الذين يرون الأمر كقصة نجاح تتكرر بالنسبة إلى التغير المناخي.تمت المعاهدة في ضوء قلق مشروع ومبالغ فيه مصرحة بأن مركبات «الكلوروفلوروكربون» (التي كانت في ذلك الوقت غازاً يستخدم على نطاق واسع) ومركبات أخرى آخذة بالارتفاع إلى الغلاف الجوي العلوي (ستراتوسفير) وتدمير جزيئات الأوزون. وتعرف هذه الجزيئات ككل بطبقة الأوزون. وهذه الجزيئات تقي الأرض من الأشعة فوق البنفسجية الفائقة التي تأتي من إشعاعات الشمس. وأدى «بروتوكول مونتريال» إلى حظر استخدام مركبات «الكلوروفلوروكربون» في معظم الدول المتقدمة بحلول 1996، بينما أُعطيت البلدان النامية تمديداً، ولكنها تتعرض إلى ضغوطات لتقليص استخدامها.إذاً ما الذي نعرفه الآن؟ قال تقرير للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية لعام 1998 إن «مسار الاستنزاف الأفقي الذي تمت ملاحظته خلال الثمانينات من القرن العشرين لم يعد مستمراً منذ عام 1991، ولكن إجمالي الأوزون العمودي كان ثابتاً تقريباً...». وكان الوقت مبكراً جداً لعزو هذا إلى «بروتوكول مونتريال»، إذ أشار التقرير ذاته إلى أن التركيزات «الستراتوسفيرية» للمركبات المضرة كانت لا تزال تتزايد في وقت كتابة التقرير. وفي الواقع، لم تبدأ بالانحسار حتى نهاية التسعينات من القرن العشرين. وهذا يصادق على وجهة النظر، التي تعرضت إلى سخرية واسعة في وقت «بروتوكول مونتريال»، والقائلة إن الانحرافات الطبيعية تفسر التذبذبات الحاصلة في طبقة الأوزون العالمية أكثر من استخدام «الكلوروفلوروكربون».والأهم من ذلك أن الزيادة واسعة الانتشار، التي أثارت المخاوف، في إشعاع الأشعة فوق البنفسجية على مستوى الأرض لم تتحقق أيضاً. ويجب الأخذ في عين الاعتبار أن استنزاف الأوزون بحد ذاته لا يتسبب بعواقب على صحة الإنسان أو البيئة. ولكن القلق من أن طبقة الأوزون المتآكلة ستسمح لمزيد من إشعاعات الأشعة تحت البنفسجية المنبعثة من الشمس والمدمرة من الوصول إلى الأرض، هو الذي أدى إلى نشوء «بروتوكول مونتريال». ولكن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تقر بأنه لم يتم اكتشاف أي اتجاهات طويلة الأمد مهمة من ناحية إحصائية، مشيرة في بداية هذا العام إلى أن «استنزاف الأوزون خارج المناطق القطبية كان ضئيلاً نسبياً، لذا في كثير من الأماكن، يصعب فصل الزيادات في الأشعة فوق البنفسجية الناتجة عن هذا الاستنزاف عن الزيادات التي تسببها عوامل أخرى، مثل التغيرات في الغيوم والهباء الجوي». وبكلمات أخرى، فإن تأثير استنزاف الاوزون على الأشعة فوق البنفسجية فوق المناطق المأهولة بالسكان يكون ضئيلاً جداً بحيث يمكن أن يضيع بسهولة وسط ضجيج تغير الخلفية.ولا حاجة للقول إنه إن لم ترتفع الأشعة فوق البنفسجية، عندها يكون لا أساس للمخاوف: وبالفعل لم يحصل التسارع المفرط في معدلات سرطان الجلد. على سبيل المثال، تظهر إحصاءات معهد السرطان الوطني الأميركي أن حالات الورم الجلدي الخبيث ومعدلات الوفاة، التي أظهرت زيادة طويلة الأجل سبقت تأريخ استنزاف الأوزون، كانت آخذة بالاستقرار فعلاً خلال فترة أزمة الأوزون المزعومة. وبالإضافة إلى ذلك، لم يُظهر أي نظام بيئي أو كائن حي قط التعرض لأي ضرر خطير بسبب استنزاف الأوزون. ويعد هذا الأمر صحيحاً حتى في القارة القطبية الجنوبية، حيث تحصل في كل عام أعظم استنزافات موسمية للأوزون، والتي تسمى بثقب الأوزون فوق القارة القطبية الجنوبية. وثمة قائمة طويلة جداً من الادعاءات المنسية، مثل ذلك الادعاء من كتاب آل غور عام 1992 «أنه بفضل ثقب الأوزون فوق القارة القطبية الجنوبية يُبلغ الصيادون عن العثور على أرانب عمياء؛ ويصيد الصيادون سمك سلمون أعمى». ولم يساعد «بروتوكول مونتريال» في التخلص من هذه المشاكل، فهي لم تحدث في المقام الأول!إن المتوازيات مع التغير المناخي مذهلة. ومجدداً نحن نواجه مشكلة بيئية حقيقية، ولكنه مبالغ فيها. وفي كلتا الحالتين، فإن كل شيء مروع كان قيل للناس ليس صحيحاً فعلياً. ولا حتى آل غور غيّر الكثير، فإن ادعاءاته المتعلقة بالحيوانات العمياء استبدلت بتأكيدات مريبة مكافئة لتلك الادعاءات في فيلمه عن الاحتباس الحراري، الذي يشمل تنبؤات بحصول ارتفاع هائل في مستوى البحر من شأنه أن يمحو جنوب فلوريدا ومناطق ساحلية أخرى.ربما يلتقي، بعد عقود من الآن، المشاركون في «بروتوكول كيوتو» (المعاهدة المتعلقة بالتغير المناخي التي تم صياغتها بعد «بروتوكول مونتريال»)، ويهنئون أنفسهم لأن أياً من تأكيداتهم المخيفة لم تتحقق. ولكن كم سيُنفق في سبيل حمايتنا من المشاكل التي لا نعاني منها في المقام الأول؟بن ليبرمانكبير محللي سياسات الطاقة والبيئة في مؤسسة هيريتج في واشنطن العاصمة، وهذا المقال برعاية «مصباح الحرية» www.misbahalhurriyya.org

بو سعف

بو سعف / رسالة اعتذار
هذه رسالة اعتذار لسيدة كويتية لا أعرف اسمها ولكن الظروف كانت سببا في جعلي أتجسس دون قصد على المكالمة الهاتفية لها مع صديقتها أثناء جلوسي في أحد مقاهي السوليدير في بيروت منذ أيام عدة، وهذه الرسالة اعتذر فيها لهذه السيدة ولكي تعرف نفسها سأنقل ما سمعته من المكالمة «طبعاً من طرف السيدة فقط، أي الصادر فقط، أما الوارد فلم أسمعه». واذا قرأت السيدة هذه الرسالة وعرفت نفسها فأرجو اعتبار هذه الرسالة اعتذارا شخصيا مني لها لسماعي المكالمة دون قصد كون المقهى زحمة والطاولات متلاصقة...المكالمة حسب ما سمعته كالتالي:السيدة: ألو أم مساعد اشلونج شخباركم الى الحين عندكم اغبار في الكويت... الله يكون في العون... أقول تدري أنا شفت أم عبدالمحسن الحرمة غير والشكل غير ولو تشوفينها ما تعرفينها... نعم اي والله ما جنج شايفة أم عبدالمحسن... اي... اي كل شي فيها متغير سوتها هي قالت والحرمة الصراحة سوّت كل الي قالته كل العمليات سوتها شرط ترد الكويت والله ما تعرفينها تقول عمرها 50 أو 45 سنة ما تقولين فيها 75 ما أدري 73 سنة لا الحرمة صارت بنت... ها... ها... هاي، اي والله الله يعين بو عبدالمحسن شكله كل ليلة بيقول راسي يعورني بطني يعورني فيني ضغط، ضايق خلقي بس عشان يفتك ويحط راسه وينام عن الفشلة...اي سألت أنا ما خليت شي، شوفي أنا أخذت منها اي... اي أشفيج خليني أكمل... لو سمحت كباتشينو اي... وي لا مو حقج الحجي حق الكرسون... اي أكملج... شوفي أنا أخذت منها رقم تلفون الطبيب واتصلت فيهم كلمتني السكرتيرة أحلييييوه، وعطتني الأسعار ما تصدقين اشرايج... تقصين تذكرة وانطيحله عمليات تجميل ونرجع قبل رمضان حق الغبقات ما حد يعرفنا الله وكيلج ملكات جمال... اي... صبري... قالت لي السكرتيرة «تقبريني 3 أسابيع وانتي ترجعي عبيتك... اي لا وتقول بصير عمركم شي 50 أو 45 سنة»... اشرايج أم مساعد نرجّع عمرنا 25 سنة ورا وأحجزلج موعد معاي؟!!!... اي قلتلج الأسعار عندي... سمعي... سمعي، ترى رخيص اذا سويتي أكثر من شغله، سمعي... انتي لا تقاطعيني وخذي عندج الأسعار:- نفخ شفة بـ 40 دولارا، شفتين 65 دولارا- نفخ خد 80 دولارا، خدين 150 دولارا- نفخ جبهة 120 دولار- رسم حاجب 20 دولارا، حاجبين 30 دولار- نفخ صدر 100 دولار، صدرين 180 دولارا- نفخ الي خبرج وتطميرها 4000 دولار... اي المقعدة استحي الناس جمبي- سحب دهن وماي الكرش 20000 دولار- غمازة في الخد 250 دولارا، غمازتين عالخدين 400 دولار- تعديل خشم 15000 دولار- تضييج فتحت خشم 1000 دولار، فتحتين 1800 دولار يعني ما في «خنافر»... خشم مسلّباي وبعد، قالت شوي شغلات في تضييج وتجميل مالها داعي لي ولج... رياييلنا راحت عليهم مالا داعي نسويها ماكو فايده من الي خبرج...اي... عاد اشرايج الحين... اي تعالي شجعيني والي يخليج بس تعالي وما يصير الا الخير... أوكي أوكي... منو عندتج؟ ها البنات، البنات اليوم زايرينتج؟ عيل سلمي عليهم واذا عزمتي اتصلي.مع السلامة... سلمي... سلمي.أنا هنا حاسبت عن الطاولة التي كنت جالس عليها وغادرت المكان وأنا في حيرة من أمري كيف سمحت لنفسي الفضولية أن أسمع المحادثة الهاتفية... والسبب الرئيسي في ذلك قرب الطاولات من بعضها البعض، وارتفاع صوت جارتي أثناء المكالمة الهاتفية، وانتظاري الطويل لدفع فاتورتي... أنا آسف سيدتي وأرجو المعذرة.بو سعف

تاكيس مايكاس

تاكيس مايكاس / اليونان تحترق... كيف يقود فقدان المبدأ إلى فقدان السيطرة
عندما وصل «الحزب اليوناني المحافظ الديموقراطي الجديد» إلى سدة السلطة في مارس عام 2004، وعد بأمور ثلاثة: «إعادة اختراع» الدولة، والقضاء على الفساد، وإطلاق إصلاح تعليمي مُلحّ. وبعد مرور أعوام أربعة، بقي الوضع كما هو عليه، فالدولة لا تزال أداة لمنح الهبات والعطايا، والفساد مازال متفشياً في القطاع الحكومي العام، بينما باءت جميع محاولات إصلاح التعليم بالفشل الذريع.لقد مهدت هذه الأمور للاضطرابات التي التهمت اليونان منذ أيام، فتلاشت الصورة الجميلة لليونان بوصفها أرض الشواطئ المشمسة والناس الودودين، لتتكشف صورة بلد مزقته الصراعات الاجتماعية، واستهلكته الكراهية والعنف البليد.كان السبب الظاهري المعلن وراء الاضطرابات مقتل شاب يبلغ من العمر خمسة عشر عاماً على يد رجل شرطة، تحت ظروف لا تزال غامضة لحد الآن، قرب منطقة أكساركيا في أثينا، وهي معقل لليساريين والفوضويين المحترفين. ألقي القبض على اثنين من الضباط واتهما بقتل الشاب. إن التدريب الضعيف، والافتقار إلى الدافعية، والرواتب المنخفضة أنتجت جهاز شرطة غير كفؤ وسيئ الصيت يميل منتسبوه إلى ارتكاب مثل هذه الحوادث المأسوية. ومن هذا المنظور، فإن الشرطة تشترك مع القطاع العام في المسؤولية عن حال التذمر والقلق في اليونان. ولكن الفرق الوحيد أنها مرخصة بحمل السلاح. لقد أدت الوفاة إلى قيام الطلبة، وبشكل فوري، بمظاهرات جماهيرية سلمية في الغالب، في جميع أرجاء اليونان، مظاهرات تعبر عن غضبهم لمقتل زميلهم، كما تنم عن سخطهم على النظام التعليمي المفرط في المركزية والذي يحث على الحفظ والاستظهار، ويخنق الابتكار والإبداع. ولكن سرعان ما تحولت الاحتجاجات إلى اضطرابات عنيفة، فقامت مجاميع من الفوضويين المتنكرين بطقوس غريبة من الحرق والنهب والتخريب في أثينا، وثيسالونيكي وغيرهما من المدن الكبرى في اليونان. ولكن الغريب في أحداث اليونان، على عكس الاضطرابات التي حصلت في ضواحي باريس على سبيل المثال قبل أعوام قليلة، الانسحاب التام للحكومة وقوات الأمن من مشهد الاضطرابات. فتُرك المجتمع المدني لوحده، المجتمع الذي لم يكن مسلحاً ليصد عن ممتلكاته الهجمات العنيفة التي شنتها حشود المفترسين الكواسر. وكانت ليلة الثلاثاء، ما قبل الماضي، أسوأ ليالي الاضطرابات، فقد هوجم أكثر من 400 دكان في أثينا، بعضها أحرق بالكامل، بينما نهب البعض الآخر وتعرض إلى تخريب كبير. كما حدثت أحداث مشابهة في سائر المدن الكبرى في اليونان. حدث هذا كله، بينما كانت قوات الأمن واقفة تتفرج على فصول المأساة، إذ كانوا يتبعون الأوامر الواضحة من السياسيين في اتخاذ «وضع دفاعي»، وهو ما كان يعني بالنتيجة ألا يحاولوا منع طقوس التدمير.كل من كان يراقب هذا المشهد العبثي له الحق لو استنتج أن هناك صفقة سرية عُقدت ما بين الحكومة والمضطربين مفادها: ندعك تحرق وتنهب، كما يشتهي قلبك، ودعنا ننعم بالمسؤولية وندعي القدرة على تسيير شؤون البلاد. لقد بررت الحكومة سلبيتها بالزعم أن أي محاولة لإيقاف التخريب قد تؤدي إلى حدوث خسائر بشرية. وفي الوقت نفسه، ومن أجل تهدئة أصحاب المحلات المنهوبة الغاضبين، الذين كانوا يشاهدون بأم أعينهم آمالهم في موسم مربح في عطلة أعياد الميلاد، وهي تتلاشى وتذهب أدراج الرياح، وعدت الحكومة باستخدام أموال دافعي الضرائب لتعويضهم عن الأضرار التي تسبب فيها المضطربون.قال أنتونيس باباينيديس، رئيس التحرير السابق في صحيفة «إلفثيروس تيبوس»، المحافظية اليومية: «إن ما نشهده اليوم هو تنازل الدولة اليونانية التام عن المسؤولية. وقد حدث هذا في كل من قضية إطلاق النار على الشاب من قبل شرطي عديم الأهلية، وقضية الاضطرابات التي تلتها، على حد سواء».إن سلبية الحكومة في خضم هذا الانحلال أو الانهيار الذي أصاب النظام والقانون لا تدل سوى على إدارة سيئة للازمات، أو انعدام كبير في الكفاءة، رغم أن لكلا العاملين باعاً طويلاً في تفسير تلك السلبية، ولكن تدل على أمر أعمق، فشل الحكومة المحافظة في فرض النظام والاستقرار إنما يدل على هزيمتها في المعركة الفكرية والقدرة على تأطير الشباب.كان هذا التنازل عن المسؤولية نتيجة جزئية لتخلي «الحزب الديموقراطي الجديد» عن قيم الحرية، والتي يعتبر حجر الزاوية فيها سيادة القانون واحترام الملكية الخاصة. ففي قيادة رئيس الوزراء كوستاس كارامينليس، قام الحزب بتصفية جميع أصوات الليبرالية الكلاسيكية من صفوف قيادته، ورفض على نحو واضح القصص المبنية على القيم، مفضلاً عليها فلسفة براغماتية غير معروفة. ولكن هذه الأخيرة أثبتت عدم تكافؤها ومضاهاتها للهجوم الأيديولوجي اليساري، الذي انتهى به المطاف وهو يحتكر سوق الأفكار في الجامعات وسائر المؤسسات التعليمية الأخرى في البلد.لقد وصل التخبط الأيديولوجي لدى الحكومة إلى حد أنه ليلة التدمير الجسيم، كان النقد الوحيد الذي تمكن وزير الداخلية بروكوبس بافالوبولوس من إطلاقه ضد المجرمين اللصوص هو أنهم كانوا يتبعون مصالحهم الشخصية! والأسوأ من ذلك كان تصريح أدلى به باناغيوتيس ستاثيس، الناطق الرسمي باسم الشرطة الوطنية، وهو يفسر سلبية السلطات الحكومية: «العنف لا يمكن أن يجابه بالعنف». وبهذه العبارة، ساوى بشكل فاعل بين العنف الذي تمارسه السلطات لحماية النظام الاجتماعي بالعنف الذي يمارسه هؤلاء الذين يريدون تدمير هذا النظام.كتب سينيكا، كاتب المسرح الروماني العظيم، أن «سقوط روما قد حدث عندما توقفت فلسفة روما البراغماتية عن كونها براغماتية». ولسوء الحظ، فإن المحافظين في اليونان لا يقرأون سينيكا، بل إنهم لا يقرأون الكثير غيره أيضاً.تاكيس مايكاسصحافي في صحيفة «إيلفثروتايبا» اليونانية اليومية، وعضو في مركز «دراسات الليبرالية الكلاسيكية» في أثينا، وهذا المقال هو برعاية مشروع مصباح الحرية www.misbahalhurriyya.org

تحت الحزام

تحت الحزام / جعفر رجب / صباح بلون عينيك
صباحك ورد... في بلاد يكثر فيها «سيافي الزهور»، وجلادي الربيع، وملوثي  النسمات المسائية الباردة..!صباحك جميل... في بلاد مشجعي الكآبة، وزارعي الغم والهم، وعلماء القباحة..!صباحك سكر... في بلاد يشربون القهوة المرة، ويسقونا العلقم، ونصاب بالمرارة، والضغط والسكر!صباحك  نور... في بلاد تطفأ فيها «لمبات» العقل، بدعوى الترشيد، و«حبنا لها...»!صباحك عشق...  في بلاد يحاربون «الحب» واعياده، وتستدعى فرق الاطفاء كلما «اشتعل» نار الهوى بين قلبين!صباحك حلم... في بلاد الكوابيس المرعبة، وحراس الاحلام الذين يراقبون احلام المراهقين الوردية..! صباحك بحر... في بلاد يعدمون الاسماك، ويصبغون البحر بلون «القار»، ويكسرون مجاديف الصيادين، ويحكمون على «النهام» واغانيه غرقا في ظلامهم حتى الموت...صباحك ماء... في بلاد يعتقلون الغيوم الممطرة، ويفتشون الأمطار في المطار بحثا عن قطرة ماء مهربة..! صباحك  ابيض... في بلاد تتشح بالرمادي... والوان طيفها بدرجات الاسود، هذا ان اصدروا لقوس قزح «كرت زيارة»!صباحك صوت هادئ... في بلاد الصخب والضجيج، وأبواق السيارات، وارتفاع اصوات الرعاع واعتقال «الفكرة» بتهمة خدش «الغباء» العام!صباحك فل... في بلاد «يفل» الناس منها بكل مناسبة، وبدون مناسبة، ويتزاحمون على بوابة «المغادرون»!صباحك لحن جميل... في بلاد تضيع حقوق مبدعيها ومفكريها، ليرفع من شأن حامل «الطبل والمزمار» ويحفظ حق «الداعر المتسكع»! صباحك مرح... في بلاد يقطعون يد الفرح، ويسحلون الابتسامة، وتقدس الوجوه الكئيبة!صباحي لكل الوجوه العابسة، التي تقتحم الطرق صباح كل احد، متجهين الى أعمالهم..! صباحي لكل القلوب اليائسة، من أوضاع بائسة، في بلد المليارات الفائضة، والفرص الضائعة..!صباحي لكل عاشق لوطنه، يعشق ويخاف على «ديرته» من ابنائه، قبل اعدائه..!صباح بلون عينيك يا وطني... لا يجول بخاطري حديث، ولا عندي «سالفة» لأسولف فيها معك... فقط اشتقت أن أصبح عليك!       جعفر رجب jjaaffar@hotmail.com

تيد غالين كاربنتر

تيد غالين كاربنتر / كابوس «الناتو» في الضفة الغربية
أطلقت واشنطن بالون اختبار على وضع قوات من حلف شمال الأطلسي (الناتو) كقوة لحفظ السلام في الضفة الغربية. ونقلت صحيفة «الجيروساليم بوست» خبراً مفاده أن قائد حلف «الناتو» السابق، الجنرال جيمز جونز، وهو حالياً المبعوث الخاص لإدارة بوش إلى الشرق الأوسط، يتولى طرح هذه الفكرة على مختلف البلدان الأوروبية.إنها فكرة رديئة بشكل صارخ. فإذا كان لمبادرة جونز خيط فضي، فهو أن واضعي السياسة الأميركية على الأقل، لا يفكرون بضم قوات أميركية ضمن تلك القوة. وعلى ما يبدو فإن واشنطن تعتقد بأن جلد الذات أقوى بين الشعوب الأوروبية مما هو عليه بين الشعب الأميركي. ومع ذلك، فإن المرء يحتار في ما إذا كانت الولايات المتحدة سوف تستطيع مقاومة الدعوة التي لا مفر منها من سائر أعضاء «الناتو»، بوجوب تكافؤ التضحيات وبأن تمارس الولايات المتحدة قيادة الحلف.وحتى إن استطاعت الولايات المتحدة تجنب الانغماس مباشرة في مغامرة مهمة حفظ السلام، فإن الاقتراح ينطوي على مشاكل خطيرة. إنه سوف يضع قوات «الناتو» في وسط ربما هو أكثر المناطق اضطراباً في شرق أوسط مفعم بالاضطرابات. أشار جونز، كما تقول الأنباء، إلى أن وضع قوات «الناتو» سوف يكون موقتاً، بحيث يعطي للقوات الإسرائيلية فرصة الانسحاب من الضفة الغربية، كمرحلة من مراحل اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين. بيد أن إسرائيل والولايات المتحدة، قد تعلمتا من خلال تجارب مريرة، أن الإجراءات العسكرية «الموقتة» في الشرق الأوسط تصبح عادة التزامات بعيدة المدى.الأسوأ من ذلك، أن القوات الأجنبية في الضفة الغربية سوف تشكل أهدافاً مثالية بالمعنى الحرفي والرمزي معاً بالنسبة إلى الراديكاليين الإسلاميين. الراديكاليون سوف يصورون وضع تلك القوات، من دون شك، كاحتلال إمبريالي غربي آخر للأراضي الإسلامية، وسوف يستخدمون تلك المقولة لتجنيد المزيد من المقاتلين في صفوف المنظمات الإرهابية. وأسوأ من ذلك، فإن أفراد قوات حفظ السلام، سوف يصبحون أهدافاً لبنادق وقنابل الراديكاليين.حتى لو سعوا لأن يكونوا محايدين كقوة حفظ سلام، فإنهم، كأمر حتمي، سوف يجدون أنفسهم وسط المنافسات والصراعات في الأراضي الفلسطينية. ماذا سوف يفعلون، على سبيل المثال، إذا تجدد العنف بين أتباع «حماس» ومؤيدي «فتح»؟ أو إذا شن مقاتلو «حماس» هجمات جديدة ضد المستوطنات الإسرائيلية؟ لا يوجد شيء يمكن أن يكون تدخلاً عسكرياً محايداً. إن مجرد وجود قوة حفظ سلام تعمل لصالح بعض الفرقاء على حساب فرقاء آخرين. والفرقاء الذين يتم التدخل لغير صالحهم يصبح لديهم حافز قوي لمهاجمة قوة حفظ السلام.يبدو أن واشنطن تعتقد بالفعل بأن جلد الذات أقوى بين الشعوب الأوروبية مما هو عليه بين الشعب الأميركي!لقد اكتشفت الولايات المتحدة هذه الحقيقة بمرارتها كلها في لبنان، إبان عقد 1980. تدخلت القوات الأميركية بداية كجزء من اتفاق يمكن القوات الإسرائيلية من إنهاء حصارها لبيروت الغربية. لم يكن لدى الولايات المتحدة أي نية للانحياز لهذا الجانب أو ذاك في الحرب الأهلية اللبنانية التي كانت قائمة. بيد أن القوات الأميركية أصبحت في فترة وجيزة متحالفة مع حكومة البلاد المسيحية وضد الفئات الإسلامية. وسرعان ما بدأت بارجة أميركية بقصف القرى المسلمة المعادية، واشتبكت القوات الأميركية في مناوشات مع الميليشيات الإسلامية. أدى ذلك العمل إلى الانتقام ووصل ذروته في الهجوم الذي شنته شاحنة ملغومة على البراكيّات السكنية للبحرية الأميركية في بيروت، والذي قتل فيه 241 من رجال البحرية.«الناتو» تغامر بمأساة مماثلة، إذا كانت من الحماقة بحيث تقحم نفسها في الأراضي الفلسطينية. إن اقتراح وضع مثل هذه القوات ليس بالجديد. فمنذ أكثر من ستة  أعوام قدم المعلق في صحيفة «النيويورك تايمز» توماس فريدمان فكرة مماثلة، بيد أن واضعي السياسة الأميركية، لحسن الحظ، أسقطوا ذلك الاقتراح. يجب على إدارة بوش دفنه مرة أخرى، آملين أن يتم ذلك بشكل نهائي. تيد غالين كاربنترنائب رئيس معهد كيتو لشؤون دراسات الدفاع والسياسة الخارجية، وهذا المقال برعاية «مصباح الحرية»، www.misbahalhurriyya.org 

تيمبو نولوتشانغو

تيمبو نولوتشانغو / الاستعماريون الجدد
منذ الزحف على أفريقيا في القرن التاسع عشر، اعتدنا على التدخل الغربي، مع أن زوال الاستعمار كان يفترض أن يكون نهاية لذلك، لكن بعد مغادرة القبعات النسيجية والبدلات الضيقة أفريقيا، وُلد استعماريون جدد: المنظمات غير الحكومية الموجودة لحفظ أفريقيا من كل شيء، من الغذاء المعدَّل وراثياً إلى العولمة!تتكون المنظمات غير الحكومية من جماعات المستهلكين، الفرق الإنسانية، ومؤسسات التنمية الخيرية، التي توحدت في الاعتقاد أن الحضارة الصناعية الحديثة، والأرباح والمنافسة ليست أخلاقية. من وجهة نظرهم، ستتم خدمة الافراد، خصوصاً في الدول النامية، بشكل أفضل بواسطة الأنظمة الشاملة وتدخل الدول الذي يفضل إعادة توزيع الثروة على الدينامية التي أثْرت الغرب وبعض الدول الآسيوية مثل تايوان، واليابان وكوريا الجنوبية.لكن رغم ادعاءاتها بأنها تمثل مصالح الفقراء، جاءت فئات عدة فقط من المنظمات غير الحكومية المسجلة بالأمم المتحدة من الدول النامية، والغالبية الساحقة من الولايات المتحدة، والكثير من بريطانيا، وفرنسا وألمانيا.لهذه المجموعات تأثير يفتح الطرق لأبعد من حجمها. العديد من الدول الأفقر ليس لديها المقدرة على تشكيل سياساتها الخاصة بالخدمات الاجتماعية مثل الصحة، لذلك فهي تتعاقد بشكل فرعي مع منظمة الصحة العالمية والتي استُعمرت من منظمات غير حكومية عملت كاستشاري سياسات يلعب دوراً كبيراً في تشكيل النصائح الفنية للدول الأعضاء مع أن «خبراء» المنظمات غير الحكومية يعملون بشكل خاطئ وباستمرار.خذ مثلاً مرض الإيدز. بسبب عدم إمكانية الشفاء، الطريقة الوحيدة لمواجهة انتشار الوباء تفضيل استخدام الوسائل الوقائية لوقف تزايد عدد الإصابات سنوياً. بالطبع، المعالجة ضرورية لكن ليس لدرجة استثناء الوقاية. ومع ذلك، ضغطت المنظمات غير الحكومية بشدة للحصول على معظم الأموال العامة من أجل صرفها على برامج المعالجة الدوائية للذين أصيبوا فعلاً، مع أن الدول الأشد إصابة لا يوجد بها أطباء وعيادات لإدارة الدواء.خضعت منظمة الصحة العالمية للضغط، وهكذا استمرت الإصابات بالزيادة وأصبحت المعالجة غير منظمة.حصل شيء مشابه بالملاريا: سيطرت دول من الهند إلى جنوب أفريقيا بنجاح على الملاريا بواسطة رش داخل البيوت بالـ»دي دي تي». روّج ناشطو البيئة والمنظمات غير الحكومية لقصص مرعبة وغير منطقية من الولايات المتحدة للسيطرة على المبيد وضغطوا من أجل حظره. فأوقفت منظمة الصحة العالمية التوصية باستخدامه في التسعينات وحظر بشكل فعال. فازدادت الملاريا عالمياً. وحديثاً، أعادت جنوب أفريقيا إنتاج مبيد الرش الـ دي دي تي»، وانخفضت الحالات!أخافت المنظمات غير الحكومية الغربية أيضاً المستهلكين الأوروبيين، ودفعتهم إلى عدم شراء المحاصيل المعدلة وراثياً التي تزرع في أفريقيا، وصعّبت الأمر على المزارعين الذين يصدرون للاتحاد الأوروبي من أجل إعالة أنفسهم. كما عملت المنظمات غير الحكومية على مستوى الحكومات المحلية أيضاً، من خلال النصائح المباشرة للحكومات الأفريقية. واهتمت الحملة الأخيرة بالعلاقة بين الملكية الفكرية والصحة العامة، إذ جادل الناشطون لأعوام عدة بأنه، وللتطور البطيء جداً من أدوية الأمراض الاستوائية بالدول الأفقر، منعت براءات الاختراع ذلك، وهذا ظلم موروث حسب ادعائهم.استخدم الناشطون هذا الادعاء لدفع منظمة الصحة العالمية لعقد معاهدة للأبحاث والتطوير الطبي يحدد بموجبها البيروقراطيون، وليس الأسواق، ما هي الأمراض التي سيتم إجراء بحوث عليها. وأملوا أنه لو استثنيت الأرباح من المعادلة، فإن ذلك سيدخلنا إلى عهد خيالي جديد تنفجر فيه قنبلة من الأدوية الرخيصة التي ستتوافر مجاناً للفقراء بغض النظر عن حقيقة أن عمليات الأبحاث والتطوير التي قادتها السوق أنتجت الغالبية الساحقة من العلاجات المتاحة في الدول الغنية والفقيرة بتكلفة بسيطة، أو من دون تكلفة، على دافعي الضريبة. ستضعف هذه المعاهدة أيضاً حقوق الملكية الفكرية، وستمكن أي حكومة من نسخ الأدوية المرخصة، وتزيل الحوافز إلى الأبحاث والتطوير الابتكارية. لقد حققت المنظمات غير الحكومية ذلك بالضغط على الحكومات الأفريقية في منظمة الصحة العالمية: المتشابهات بين أدب حملات المنظمات غير الحكومية والموقف الرسمي لكينيا، المؤيد الرئيسي لهذا المخطط، كثيرة وليست محض مصادفة. بالطبع، حكومة كندا لديها أسبابها الخاصة لدعم هذا المخطط، لحماية صناعتها الدوائية وتحويل اللوم في فشلها الخاص في الرعاية الصحية على الأجانب مثل الشركات الدوائية الدولية!كان لأعضاء المنظمات غير الحكومية المنادين بالسياسة الدولانية تأثير كبير على الرأي العام، وعلى أيديولوجيات الأمم المتحدة والحكومات الأفريقية، رغم أن مقترحاتهم لم تعمل في بلادهم؛ في الغرب. وقبل أن نأخذ بنصائحهم، يجب أن نقرأ الوصفة بعناية، وبخلاف ذلك سنعاني من آثار جانبية خطيرة.تيمبو نولوتشانغومدير مؤسسة السوق الحرة في جنوب أفريقياوهذا المقال برعاية «مصباح الحرية www.misbahalhurriyya.org

جاسم بودي

جاسم بودي / الرأي اليوم / حديث الهيبة
هل تكون خطوة صاحب السمو الامير بداية النهاية لتراجع هيبة السلطة؟ قبل الاجابة عن السؤال لا بد من التذكير بان لكل مرحلة انتقالية ظروفها وخصوصياتها، وتحديدا في الكويت التي شهدت في الاعوام الـ17 الماضية مراحل انتقالية خارجية وداخلية كبيرة كانت كفيلة بزعزعة مقومات الوطن، ان لم يكن الوجود نفسه، لولا عناية الله وحكمة القيادة ومساعدة الاصدقاء ووعي الكويتيين.اليوم، تعبر الكويت عنق الزجاجة بعد استرخاء التهديد الخارجي واستتباب الوضع الداخلي نتيجة لذلك، مع ما يعنيه الأمر من ضرورة الانصراف الى مواكبة تطلعات الكويتيين في بناء مستقبل افضل، مستفيدين من ظروف مالية قد لا تتكرر.ترتيب البيت الداخلي لم يكن بالسهولة التي بدا عليها، لكن طبيعة الكويت والكويتيين تدفع بتجاوز الامور حرصا على استمرار العجلة في الدوران ما دامت الثوابت واضحة واهمها الالتفاف حول الدستور والاسرة والنظام الديموقراطي والحريات. ولنكن صريحين اكثر فان ترتيب بيتنا الداخلي لم ينته بحسم موضوع الامارة بعد رحيل المغفور له الشيخ جابر الاحمد بل هو عملية دائمة ومستمرة ينبغي ان تســـــتـــــمر كـــــي يســــتعــــيد النظام السياسي العام رونقه الحضاري وتستقيم ادارة السلطة بعد سلسلة المطبات التي اعترضتها من داخل وخارج.في اطار هذا الحراك، حصل ما حصل من محاولات للتعايش بين المجلس والحكومة على اسس الاوضاع السابقة، فاثبتت التطورات على الارض ان ذلك مستحيل، وان تغييرا واصلاحا كبيرين لا بد ان يتحققا لمواكبة العهد الجديد. تغير المجلس وتغيرت حكومات في مسيرة البحث عن صيغة جديدة للتعاون لا التعايش، لكن شيئا لم يتغير في طبيعة الازمات نتيجة لتدخل السلطات في اعمال بعضها البعض وبحث كل سلطة عن اوراق قوة اضافية من مختلف المصادر والجهات، رسمية وشعبية.بحثت كل سلطة للاسف الشديد عن اوراق دعم لعملها ولوكان ذلك على حساب المصلحة العامة، ولا نريد ان نذكر هنا بتضحية الحكومة بوزراء اكفاء وبرامج متقدمة فقط من اجل استرضاء المجلس وبتضحية المجلس، بآمال المواطنين في التعاون لاقرار مشاريع التنمية فقط من اجل تحقيق انتصارات على الحكومة...وفي الحالتين انتصر التخلف وخسر الكويتيون.بصراحة اكثر، لم يؤد تراجع الحكومة وتنازلها في هذه القضية او تلك الى ما كانت تصبو اليه من استقامة للعلاقة مع المجلس، فكل تراجع يقابل بهجوم جديد، وكل تنازل يقابل بمطلب جديد. هذا الامر ادى ايضا الى تشجيع المجتمع النقابي والعمالي على اعتماد سياسة «الهجوم المطلبي» لتحصيل ما يمكن تحصيله بالضغط والتهديد ما دامت هذه السياسة نجحت بين المجلس والحكومة، من دون التوقف عند مصالح الناس الحيوية في قطاعات حساسة مثل الصحة والتعليم والموانئ والمواصلات والنفط وغيرها من الامور التي تمس مباشرة كل بيت في الكويت.تصرفت الحكومة مع هذه المطالب تماما كما تصرفت مع المجلس. رفض سريع من دون دراسات موضوعية للرفض... ثم قبول اسرع باكثر مما طرح سابقا وايضا من دون دراسات موضوعية، اللهم الا حيازة الرضا وعبور المرحلة بشعار «الهون ابرك ما يكون».تساقطت مناعة الحكومة امام مطالب الموظفين والنقابات كما تتساقط حجارة الدومينو المصفوفة بانتظام. تصعيد فتهديد فندوة فاعتصام يتصدره نواب فاضراب ... فاذعان للمطالب بل لأكثر منها. وقد تكون حكومتنا الأسرع على مستوى العالم في مساعدتها للنقابات والتجمعات على التشكل لانها عندما تذعن للتهديد والاضراب تحفز مجاميع اخرى في قطاعات اخرى على التجمع وتشكيل نقابة او هيئة او رابطة ثم اصدار البيان الرقم واحد بالتصعيد فالتهديد فالاضراب، ثم تقيم مأدبة عشاء عامة احتفالا بتحقيق مطالبها.نرجو الا يفهم احد اننا ضد تحقيق المطالب العادلة للموظفين والعمال فهم يستحقون كل الخير، لكننا نتمنى ان تفهم الحكومة ان الشارع غير المجلس وان ما يجوز (ولو خطأ) مع البرلمان لا يجوز ابدا مع حركة شارع تموج خارج اطار التوقعات احيانا، ولا يمكن ضبطها باقالة وزير او تدويره.ما نريده ويريده بالطبع اخواننا الذين يعملون في مختلف القطاعات الوظيفية والمهنية، ان تبادر الحكومة للنظر في مطالبهم واوضاعهم من دون ان ينبهها الى ذلك بيان او تحرك، وان تجري بالاتفاق مع المعنيين الدراسات اللازمة والموضوعية لدعم حقوقهم المالية والوظيفية بما يليق بهم مقارنة مع ما يحصل عليه نظراؤهم في دول اخرى لا تتمتع حتى بالوفرة المالية الموجودة في الكويت، وان تحقق مطالبهم ليس منّة او منحة منها بل لان ذلك في صلب واجبها كسلطة منوط بها العمل على كل ما من شأنه الدفاع عن حقوق الكويتيين ومصالحهم... اما ما جرى في الايام السابقة فكان نكسة حقيقية عكست قصورا فاضحا في ادارة شؤون الناس من قبل الحكومة وتحديدا من قبل وزراء ضيقي الآفاق، كما كشفت شهوة كثيرين من خارج الحكومة للتصعيد والتخريب على مصالح الناس من خلال التحريض على الاضرابات ولو طالت القطاع الطبي.في ظل هذه الصورة اتى قرار صاحب السمو الامير باجراء الدراسات اللازمة لبحث زيادات الاجور والرواتب لجميع الموظفين وليس للقطاعات التي تملك كوادر، معيدا للمساواة اعتبارها وواضعا حدا للتراجع الحكومي المستمر في ادارة السلطة ومهدئا من شهوة الاضرابات التي كادت تشل البلاد في حال تعممت.عود الى السؤال: هل تكون خطوة صاحب السمو بداية النهاية لتراجع هيبة السلطة؟ الجواب ليس عند صاحب السمو وحده.جاسم بودي

جاسم محمد الخرافي

جاسم محمد الخرافي / الترشح قرار لن نختلف عليه
| بقلم: جاسم محمد الخرافي |أخي وصديقي وابن خالي العزيز جاسم بودي، اطلعت على مقالتك المنشورة في صحيفتكم الغراء في عددها الصادر بتاريخ 25/ 11/ 2011، بعنوان «جاسم الخرافي... لاتترشح»، وأود ان أعبر لك في البداية عن خالص تقديري لما جاء فيها من مشاعر الود التي عبرت عنها وهي مشاعر تعودتها منك وأبادلك إياها، غير أني أود توضيح بعض مما جاء فيها وذلك من باب الإثراء لا بداعي الرد.اتفق معك بأننا نمر بمرحلة صعبة نشفق على من يتحمل المسؤولية فيها، وقد أصبت في وصفها، فالممارسة السياسية حادت عن طريق الصواب، وارتفعت نبرة الصوت العالي والتهديد والوعيد، وتم تهميش المؤسسات الدستورية، وأخشى أن أقول إنه حتى نظامنا القضائي الذي هو حصننا ودعامة نظامنا الديموقراطي لم يسلم كذلك من خطاب سياسي يتبناه البعض ليصف كل شيء بالسوء إلا من يقف في صفهم، ولعل الحادث الأليم باقتحام مبنى مجلس الأمة، وهو الذي حزنت بسببه الكويت ولم تشهد له نظيراً كان تعبيراً صارخاً عن كل ذلك، وأساء لتجربة ديموقراطية وضع أساسها الحكم والشعب الكويتي لتكون نموذجاً واسلوب حياة، ان ذلك كله دون شك مبعث قلق ليس لك ولي فقط وانما هو قلق عام، والمصلحة الوطنية تقتضي التوقف عنده والعمل على معالجته.وأود ان أؤكد لك في البداية بأن قرار ترشحي للانتخابات المقبلة من عدمه أنت أول من سيعلمه، لانك تعلم متى وكيف أتخذه، وإن كنت قد تأخرت في قرار الترشح في الانتخابات الماضية فإنك تعرف بأن ذلك القرار لم تحكمه اعتبارات شخصية فقط وانما جاء في سياق اعتبارات أخرى، وفي إطار رؤية للمصلحة الوطنية ومقتضياتها، وفي ضوء تقييم موضوعي لما هو ممكن لصيانة مسيرة ديموقراطية وضع اساسها الآباء والأجداد، وكل خشيتي من الحديث المبكر عن انتخابات رئاسة المجلس هو أن يقحم هذا المنصب المهم في تنافس وصراع يعطل انجازاتنا ويلحق ضررًا بعملنا النيابي، ولعلك تعلم ما أعني بذلك وربما أشرت له أنت ضمناً، بينما عبرت عنه أنا بوضوح في خطابي في افتتاح دور الانعقاد العادي.ما ذكرته عن بساطة وتسامح وخصال شخصية أخرى بحقي في مقالتك هو أمر أشكرك عليه جزيل الشكر، ولكن تلك أمور شخصية، وحين تكون المسألة استقرار وطن، ومستقبل جيل، ومصير خيار ديموقراطي اخترناه نهجاً، فإن الأمر جد مختلف، إذا ستجد الإصرار على المصلحة الوطنية، والصلابة في الموقف، والحكمة في القرار والحرص على دولة المؤسسات والقانون، وأنت تعرف ذلك عني.لقد ذكرت في مقالتك أن الحراك السياسي في نظامنا الديموقراطي قوي وصاخب، وكنت محقاً في ذلك، ولكن ذلك لم يفاجئني، وما ولده انحراف الممارسة الديموقراطية من صعاب لم يتعبني كما ذكرت، فأنت تعرف تجربتي الطويلة في العمل الوطني، نعم إنه يقلقني كما يقلق الشعب الكويتي، فحالة الفوضى ليست أمرا مريحاً، والخروج عن المؤسسات لا يخدم الديموقراطية، ومفردات التجريح لا تتناسب مع قيم الديموقراطية. وذلك كله كما ذكرت وكما يردده الكويتيون أصبح يتفاقم ويصل إلى حدود تتجاوز مساحة أي نظام ديموقراطي وتعرض المؤسسات الدستورية للشلل، غير أن ذلك لا ينبغي أن يدفعنا لليأس أو التعب بل إلى المزيد من الإصرار على إصلاح المسيرة، والحفاظ على مكتسباتنا الدستورية حتى لا تزعزعها مصالح فئوية أو تقلل من شأنها ممارسات خاطئة.وصدقني إذا تطلبت المصلحة الوطنية مني موقفاً فستجدني في مقدمة الصفوف، ولعلك من مهنتك كصحافي وباعتبارك صديقاً وأخاً ولما بيننا من محبة وقرابة عائلية قد خبرتني في أحداث وأزمات عديدة منذ بداية مشاركتي في العمل الوطني والشأن العام لم يفاجئني فيها حدث أو يتعبني فيها حادث. ولم تكن «الاتهامات تنهمر عليّ من كل حدب وصوب» كما ذكرت في مقالتك، بل على عكس ذلك كنت ألمس طوال تلك الفترة مشاعر الود والتقدير بل والدعم والمساندة والاحترام حتى عند الاختلاف في الرأي.ودعني أوضح أمراً مهماً، إن الانفعال والاندفاع يولدان الأخطاء، وجل من لا يخطئ، وأنت تعرفني جيداً فلا الانفعال من شيمي ولا الاندفاع من قيمي، وحين أصر دائماً على التعاون بين السلطتين وضرورة التنسيق والتشاور والعمل الجماعي البرلماني، فإنني أكرّس مبادئ دستورية وقواعد ديموقراطية لا يمكن لتجربتنا الدستورية أن تحقق أهدافها من دونها. نعم هناك مصالح وصراعات واختلافات في الرأي، وأنا أعرفها جيداً، وأدرك عواملها وأسبابها، وأعلم أن منها ما يلحق ضرراً كبيراً بممارستنا الديموقراطية، ولكن علينا في كل الأحوال أن نواجهها ونحتويها في حدودها الدنيا، ونعمل على تكريس مبادئ وقواعد ممارسة ديموقراطية بناءة ونصّر عليها حتى وإن كانت في بيئة معادية لها. وتلك المبادئ وقيم الديموقراطية الحقة هي الوسيلة الوحيدة لمقارعة من وصفتهم في مقالتك بـ «الجهلاء السفهاء الذين يتسيدون المشهد السياسي».أخي وصديقي العزيز، لقد قمت بواجبي في العمل الوطني طيلة أربعة عقود لا أتزحزح عن مبادئي ولا أتهاون في مصلحة الكويت وثوابتها الوطنية، ولن يثنيني عن ذلك أي كان، وحرصت طيلة فترة رئاستي لمجلس الأمة على الحفاظ على استقلاليتي وعلى أن تكون الرئاسة محايدة، مع الأكثرية إذا كانت صائبة، ومع الأقلية حين تتحلى بالحكمة، ومع الحكومة إذا كانت مقنعة وضدها إذا حادت عن الصواب، ومع الجميع إذا كانت مصلحة الكويت هي الغاية والهدف.وفي الختام، صدقني أنه لم يخطر ببالي إطلاقاً أن أسأل بعد قراءة مقالتك «شعنده بو مرزوق» فأنت بالنسبة لي الأخ والصديق والقريب، وتأكد أن دوافعك أبداً لم تكن محل تساؤل بالنسبة لي فقد كنت لي دوماً سنداً ومعيناً وصديقاً صدوقاً، بارك الله فيك يا ابن الخال، وعسى الله أن يديم المودة والمحبة بيننا، ويحفظ الكويت وشعبها من كل مكروه، ولنتذكر قول الشاعر:إن المناصب لا تدوم لواحدإن كنت تنكر ذا فأين الأول

جعفر رجب

جعفر رجب / تحت الحزام / خطاب وزير الاسكان... المُسكِّن!
جعفر رجب بالأمس، كنت جالسا أمام التلفزيون، وبيدي الريموت، ولم افعل شيئاً سوى تقليب القنوات، كي لا أشاهد شيئا... فرمتني يد الأقدار على قناة تلفزيون وزيرنا المحيلبي زاده الله في وزاراته، واذا باعلان مفاجئ...يقول الاعلان «ايها السادة المشاهدين والشباب والربع... سننقل لكم الآن خطاب وزير الدولة لشؤون الاسكان، وزير المواصلات، وزير الدولة لشؤون مجلس الامة بالوكالة السيد عبد الواحد العوضي...».قرأت الاعلان وانتظرت وقلت لنفسي ما دام السيد الوزير سيطلع بالتلفزيون فلابد ان يكون الخطاب اعلان حرب مثلا أو على الاقل اعلان انقلاب عسكري، ولكن تبين بعد ذلك ان مناسبة الخطاب هو يوم «الاسكان العربي»، وهو يوم أسود كبقية أيام العرب، فالعربي لا يحصل على سكن الا وهو محمول على الأكتاف، الى مسكنه الابدي! وتبين أيضا ومن خلال ما سمعته من الخطاب ان كل ما في الموضوع،ان وزير الاسكان والمواصلات ومجلس الامة اتصل بوزير الاعلام والصحة - ما شاء الله وزيرين بخمس وزارات - وقال له: طلبتك.. ورد عليه وزير الاعلام: عطيتك...! وعندها نط علينا وزير الاسكان ليلقي علينا خطابه الاسكاني الساحق الماحق!ووفقا لسياسة الطلة التلفزيونية، والبدعة الجديدة، لابد أن نتوقع من الوزير العوضي أن يطل علينا مرة أخرى ويلقي كل يوم، خطاباته بمناسبة يوم المواصلات العربي، ويوم التلفون العالمي، ويوم المنزل الدولي ويوم الترميم الاسلامي، ويوم الموبايل الخليجي... يعني الوزير ما راح يهدنا في حالنا... وكل يوم خطاب!واذا كنتم تريدون معرفة ما قاله الوزير... فاقول لكم: الوزير قال الكثير، ووعدنا بالكثير، ولم يقل شيئاً، ولن يفعل شيئاً...!***وزراء الاسكان... بدل أن يوفروا للناس المسكن... يعطونهم المسَكِّن! jjaaffar@ hotmail.com