د. تركي العازمي

سمو الرئيس... عطوهم لابتوب!
زميل لي متخصص في أجهزة الكمبيوتر من لابتوب وتابلت وآيباد وغيرها، ونتحدث اللغة نفسها في ما يخص المواصفات يقول: مو معقول يستغلون التدريس أون لاين، ويرفعون الأسعار بشكل كبير. فيا سمو الرئيس الشيخ صباح الخالد، تحدث مع وزير التربية أو عن طريق أي شخصية كفؤة متخصصة في مجال تكنولوجيا المعلومات، هندسة الكمبيوتر، اتصالات، نظم معلومات ويعرف كيف يعقد الصفقات ليوفر لكم كمية ضخمة من الأجهزة بمواصفات جيدة على الأقل (i5 و8 GB٬ Sdd 256) بسعر مدعوم. من غير المعقول في ظل أزمة كهذه أن يتحمل رب أسرة متقاعد أو من محدودي الدخل لديه 3 أبناء مثلاً، ما يزيد على 1000 دينار... ما يصير؟ لا نريد أن تتكرر سالفة الكمامات مع فارق التشبيه! ولا نريد أن تتكرر سالفة تابلت وزارة التربية، الذي يباع بقرابة 80 ديناراً مستعملاً ولا المايك ولا الكاميرا يعملان! ما نطالب به هو حق للطلبة في ظل أزمة الـ«أون لاين»... عطوهم لابتوب على الأقل بمواصفات جيدة، فأهل التخصص يعلمون أن هناك مواصفات معينة يجب توافرها في الأجهزة، ومؤسف جداً أن البعض ما زال يعرض أجهزة قديمة ونحن نعلم أن المنصات في طياتها ملفات ضخمة وسرعة Processor و RAM وذاكرة SDD مهمة جداً، وما هو معروض إما مستعمل بسعر مبالغ فيه وإما جديد مواصفاته متدنية وسعره غالٍ جداً. الزبدة: الطلبة مقبلون على الدراسة «أون لاين»، وإن لم ندعمهم بفهم احتياجاتهم ومستوى أرباب أسرهم المعيشي، فسنكون قد تسببنا في إيذائهم. ففي وقت الكوارث - وكورونا تندرج تحتها - تستدعي الضرورة الالتفات لهم ومراعاتهم. أقول هذا بعد بحث مع زميل ومشاوير ميدانية، زرنا فيها معظم محلات التجزئة ومعارض بيع أجهزة الكمبيوتر، ورأينا كيف أن السوق «ناشف» تقريباً وما هو معروض لا يلبي الاحتياج. استدرجوا عروض أسعار بشكل مباشر وبسعر منخفض بشكل كبير عما هو معروض، ومن ثم يتم التوزيع عن طريق المدارس ويحتفظ بها الطالب! إذاً توفير أهم متطلب للدراسة «أون لاين»، وهو بسيط للغاية، لم نستطع فهمه وتوفيره لمن راتبه الشهري حده حده... فما بالنا بإخواننا البدون أو من تم تسريحهم أو...! الواحد ما بين إيجار، وقسط سيارة، وفاتورة هاتف، وراتب خادمة وسائق، وتموين... وين يلحق على آخر الشهر. لفتة إنسانية، والله نسأل أن تتقبلوا النصيحة وتعينوا أرباب الأسر، ليستطيع الطلاب والطالبات البدء في الدراسة «أون لاين»... الله المستعان. [email protected] Twitter: @Terki_ALazmi

د. تهاني المطيري

في وداع أمير الإنسانية
لا أدري من أين أبدأ مقالتي عن صاحب السمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح (طيب الله ثراه)، هل أبدأ من العمل الإنساني الذي جعل من الكويت مركزاً عالمياً للأعمال الخيرية الإنسانية بشهادة الأمم المتحدة، أم أدواره الجوهرية ووساطته المعروفة في الأزمة الخليجية الأخيرة، أم سأنطلق من دوره الداخلي وكونه صمام أمان المجتمع الكويتي ضد الأزمات والانقسامات، أم من حكمته وحنكته في معالجة جميع القضايا العربية. ظلت ابتسامة الفقيد الراحل - المغفور له بإذن الله - الشيخ صباح المضيئة، الواثقة مصدراً للاطمئنان والتفاؤل، نلوذ بها في ساعات الشدة فيهدأ روعنا، ونرمقها في أوقات الرخاء فتملؤنا عزاً وفخراً، ولا عجب إن صار أميرنا الراحل قائداً ورمزاً للعمل الإنساني. فقد عمل طوال حياته لأجل رفاهية وكرامة الإنسان داخل الوطن وخارجه، بالطبع لن أستطيع بمقال أن أُحصي مآثر فقيدنا وفقيد الأمة العربية والإسلامية والعالمية، فهو ربان سفينة الكويت، الذي قادها في أحلك الظروف والأوقات خلال مسيرته العامرة بالعطاء، التي امتدت لما يزيد على الستة عقود من الزمان. وفى السنوات الأخيرة التي تولى فيها زمام القيادة، تعززت مكانة الكويت في محيطها الإقليمي وتعاظم دورها العالمي في العمل السياسي والإنساني والخيري، لا سيما مع اتساع نطاق الأزمات بين البلدان والنزاعات المسلحة، التي عصفت بالمنطقة وما زالت تعصف إلى الآن. فقد شهدنا في عهده الزاهر أول تكريم من نوعه في العالم، ففي عام 2014 م توجت الأمم المتحدة الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، قائداً للعمل الإنساني تقديراً لدوره الرائد ولجهود الكويت في خدمة الأجندة الخيرية والإنسانية في العالم، وهو أول تكريم من نوعه ولم يحظَ به قائد أو زعيم في العالم من قبل. وفى حفل التكريم المشهود، قال بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة آنذاك: إن الكويت أظهرت كرماً استثنائياً تحت قيادة سمو الأمير الشيخ صباح واستطرد قائلاً: برغم صغر مساحتها إلا أن قلبها كان أكبر من الأزمات والفقر والأوبئة. إن تكريم الأمم المتحدة لسمو الأمير الراحل الشيخ صباح، بهذه الرؤية المختلفة تماماً في الشكل والمضمون عن السائد في أروقة المجتمع الدولي ومنظمة الأمم المتحدة، هو تتويج لمسيرة طويلة من الإرث التاريخي للعمل الخيري المتأصل في أوساط المجتمع الكويتي منذ قرون، وليس خافياً أن العمل الخيري في الكويت ليس طارئاً أو حديثاً فقد بدأ منذ عام 1913م، قبل دخول الكويت عصر النفط، وما يميز الكويت هذا التوافق الكبير لقوى المجتمع المدني في البلاد منذ عقود خلت على ترتيبات الانتقال السلس والسلمي للسلطة عبر مؤسساتنا الدستورية، وهذا ليس غريباً على الشعب الكويتي وتقاليده الديموقراطية، فتجربتنا السياسية والبرلمانية تُعد الأكثر نجاحاً وريادةً في المنطقة، لذا ستظل راية الكويت مرفوعة عالية، ولن تسقط أبداً بإذن الله طالما هناك قيادات حكيمة تتوارث الحكم. وستتواصل مسيرة الخير والازدهار في وطن الصباح والاشراق، فرمز الكويت أمير التواضع صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح خير خلف لخير سلف، ونحن نبدأ عهداً جديداً بقيادته للبلاد، نتفاءل خيراً بقدومه ونرفع أكف الدعاء لله تعالى أن يسدد خطاه ويشمله برعايته وتوفيقه لخدمة البلاد والعباد، وولي عهده الأمين الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح وأن يعينهما على حمل الأمانة، وسيظل الشيخ صباح الأحمد رحمه الله حاضراً رغم الغياب، فسيرة العظماء لا تموت بمغادرتهم الحياة. أسأل الله لفقيدنا الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح المغفرة والرحمة ولنا جميعاً الصبر والسلوان. Twitter: t_almutairi Instagram: t_almutairii [email protected]

د. جمال عبدالرحيم

حين أنقذتني المعرفة... ليس دفاعاً عن ChatGPT وغيره
في خضم الجدل الدائر حول منع استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT، وغيره من الأدوات المعرفية الحديثة، رأيت أن أشارك تجربتي الشخصية، لا دفاعاً عن التقنية هذه أو تلك، بل عن حق الإنسان في الاستفادة من المعرفة حين تُسخَّر لخدمته.أولاً: حين أنقذني العلمبعد عناية الله، كان ChatGPT أحد الأسباب غير المباشرة في إنقاذ حياتي. فقد دخلتُ إلى قسم الطوارئ في أحد المستشفيات في نهاية شهر أبريل، أعاني من ضيق في التنفس وتسارع في ضربات القلب، لكن طبيب الطوارئ رفض إدخالي الجناح بحجة عدم وجود ألم في الصدر. كانت تلك في الحقيقة ذبحة صدرية متكررة ثلاث مرات.حينها تذكّرت ما تعلمته سابقاً من الذكاء الاصطناعي بأن مرضى السكري كثيراً ما لا يشعرون بألم الصدر رغم خطورة حالتهم. أشرت إلى طبيبة استشارية هندية فاضلة بذلك، فطلبت إجراء قسطرة عاجلة، ليُكتشف انسداد خمسة شرايين بنسبة بين 95 و98 %.أجريت بعدها عملية قلب مفتوح ناجحة على يد الدكتور محمد البنا، وكانت القسطرة الاستكشافية على يد الدكتور محمد الفداغي، حفظهما الله.تلك اللحظة علّمتني أن المعرفة، متى وُظّفت بشكل صحيح، قد تنقذ حياة.ثانياً: بين الخوف والمعرفةشاهدت أخيراً مقاطع لأساتذة جامعات يمنعون طلابهم بعصبية من استخدام ChatGPT، وربما يعود هذا الرفض إلى خشية البعض من أن يكتشف الطلاب محدودية بعض المناهج أو ضعف أدوات المراجعة الأكاديمية.ليس الحل في المنع المطلق، بل في تعليم الطلاب كيف يستخدمون التقنية بمسؤولية: كيف يبحثون ويحللون ويتحققون من المعلومة، لا كيف ينسخونها.الخطأ الحقيقي أن بعض الجامعات ما زال يعتمد على تقديم البحوث الورقية بدل استخدام المنصات الإلكترونية الحديثة، ما يصعّب عليهم التحقق من أصالة الأبحاث ومصادرها.ثالثاً: شريك لا بديلأنا شخصياً أستخدم ChatGPT بشكل يومي:• أراجعه في الأخبار والدراسات التي تصلني عبر وسائل التواصل الاجتماعي للتأكد من صدقيتها، وأطلب منه توثيق المصادر قبل أن أتحقق منها بنفسي.• أستعين به في مراجعة وصياغة النصوص بالعربية والإنكليزية.• أوفر من خلاله الوقت والمال في ترجمة بحوثي العلمية، كما يساعدني أثناء السفر في التواصل بلغات متعددة.• يترجم التقارير الطبية بلغة يفهمها المريض، لا الطبيب فقط.كل ذلك لا يعني أنه بديل عن الإنسان، بل شريك ذكي حين نحسن التعامل معه.ختاماً:ما زلت أعتبر الذكاء الاصطناعي جزءاً من رحلتي مع التعافي والمعرفة.الذكاء الاصطناعي ليس خطراً على التعليم أو التقييم، بل الخطر الحقيقي هو أن نحرم أنفسنا من أداة قادرة على توسيع مداركنا وإنقاذ حياتنا.

د. جمال عبداللطيف الصالح

تصنيف جامعة الكويت عالمياً... والطريق إلى المراكز العليا
من المُحزن جداً، والغريب أيضاً، أن تُصنف جامعة الكويت في المركز 801 - 1000 عالمياً، ضمن المؤسسات البحثية الأكاديمية على مستوى العالم، وفقاً للمؤشر العام لتقرير «التايمز البريطاني» الأكاديمي لمؤسسات التعليم العالي لسنة 2020، وهو الترتيب نفسه الذي حصلت عليه العام الماضي. إن تصنيف «التايمز البريطاني» الأكاديمي يستخدم معايير تعتمد في تقريره على قاعدة بيانات بحثية على مستوى العالم. من هذا المنطلق، وبصفة عملي عضو هيئة تدريس في جامعة الكويت، أعرف أنه رغم الظروف الحالية، التي فرضتها جائحة كورونا، إلا أني أرى جامعة الكويت، تعمل على قدم وساق، وعلى كل الجبهات، بقيادة أعضاء هيئة تدريس أكفاء، وفي وقت واحد، بدعم كل جهود البحث والابتكار العلمي، والنشر العالمي، لرفع المكانة الدولية، التي نسعى إليها جميعاً، خلال الفترة الحالية والمقبلة. ضمن خطة مدروسة، من أجل الوصول إلى المراكز العليا عالمياً، ومنافسة كبرى الجامعات العربية والدولية. وهو ما سيتحقق في القريب العاجل، بالتفوق فعلياً على الكثير من المؤسسات الأكاديمية الكبرى، وفي العديد من التصنيفات العالمية، من حيث الأداء البحثي، والمجتمعي، والابتكار العلمي. ونحن نعلم بأن الوصول إلى المراكز العليا، يستلزم علينا، أن نعمل كُلنا جاهدين، آخذين في الاعتبار المهام المقترحة الآتية: 1 - أن يتم تشكيل لجنة خاصة، لمتابعة، ومراقبة، كل تصنيفات جامعة الكويت عالمياً، وكذلك يكون من مهام هذه اللجنة، وضع مؤشر تقييمي مُركب بناءً على كل التصنيفات، يعكس ستة معايير رئيسية، للتقييم الذاتي، كالأداء البحثي، والنشر الدولي، والابتكار، والمشاركة في التنمية، والتأثير الإيجابي على المجتمع. 2 - كما يُؤخذ في عين الاعتبار، مكافأة أعضاء هيئة التدريس، خصوصاً الذين لهم أداء بحثي متميز، وابتكار فذ، ومشاركة فعالة دولية، تساهم في التنمية، بكل أبعادها، وأنواعها، والتأثير الإيجابي على المجتمع من خلال كتابة الكتب، والمقالات في الصحف المحلية، والعالمية، وإعطاء الدورات التدريبية للعامة. 3 - كما يتم تفعيل مهمة التفرغ البحثي الدائم لعضو هيئة التدريس، بما يسمى «باحث أكاديمي»، للباحث والمبتكر الذي له نشاط بحثي متميز، يكون له مردود ملموس على التنمية في دولة الكويت خصوصاً، والعالم عامة، بتوفير ميزانية بحثية له، وإعفائه من عبء التدريس كلياً، حتى يتفرغ لنشاطه البحثي. 4 - إن إعادة هيكلة جامعة الكويت، وتقسيمها إلى جامعات عدة متخصصة، سيؤدي إلى التنافس البنّاء، والإيجابي، فعلى سبيل المثال، يمكن إنشاء جامعة الكويت للحقوق في الشويخ، وجامعة الكويت للطب والطب المساند في الجابرية، إلخ. 5 - كما أنه يجب أن تقوم جامعة الكويت، بتطبيق نظام التآخي، والزمالة البحثية، مع جامعات متفوقة بحثياً، ذات مكانة مرموقة عالمياً، لعمل أنشطة بحثية ومشاريع مشتركة، يكون لها مردود كبير على التنمية المستقبلية في البلاد. 6 - إن جلب واستعارة أساتذة وباحثين متميزين، ذوي صيت وسمعة، بحثية مرموقة، من جامعات متميزة، كجامعة ماساشيوستس للتكنولوجيا، وجامعة هارفرد، للتدريس، وإلقاء المحاضرات، والدورات التدريبية، سيرفع مستوى معلومات الطلبة إلى مستويات عالية. 7 - كما أن السماح لأعضاء هيئة التدريس حديثي التخرج، المبعوثين من قِبل الجامعة والحاصلين على الدكتوراه حديثاً، بالاستمرار في الدراسة لمدة عام، أو عامين، بما يسمى «الدراسة ما بعد الدكتوراه»، للدراسة والتدريس وعمل البحوث التي ستكون مقبولة للترقية، قبل الرجوع إلى الكويت، وملازمة عملهم في الجامعة. 8 - إن تطبيق نظام التبادل الطلابي، مع جامعات معروف عنها، ذات مستوى طلابي متميز، سيرفع مستوى معلومات الطلبة إلى درجات عالية.

د. حمد الجدعي

ندوات على خطى التعليم
أرى تشابهاً كبيراً في التكنيك بين بعض أعضاء مجلس الأمة وعدّائي سباقات المسافات، ودائماً ما يبرز وضوح وجه الشبه في آخر دور انعقاد، عندما يبدأ عدد من النواب في استخدام آخر الأوراق الرابحة، ويتجهون إلى طريق النهاية بكل ما يملكون من قوة، حتى يضمنوا العودة إلى البرلمان من جديد، من خلال سباق الانتخابات، فتكثر في آخر سنة أو في الدورة الأخيرة التصريحات الإعلامية الرنانة، وتبني القضايا الشعبية لدغدغة مشاعر الناخبين، أو حتى تحديد المسار بين نائب معاملات أو نائب معارض أو نائب استجوابات، ونائب يقدم مصلحة الشعب والوطن على مصلحته الشخصية والعكس. أن دور الانعقاد هذا طغت عليه الاستجوابات بشكل لا يمت للديموقراطية بصلة، لأنه باختصار عندما تمر ثلاث سنوات ونصف من دون «أكشن» نيابي، وفِي آخر شهر تفتح شهية النواب للاستجوابات بهذا الشكل، تصبح الاستجوابات أشبه بندوات انتخابية غير مدفوعة التكاليف، وتكون الديموقراطية قد حادت عن مسارها الصحيح، ولذلك أدعو الناخبين إلى تقييم أداء ممثليهم من النواب تقييماً شاملاً، والرجوع إلى أدائهم البرلماني منذ بداية دور الانعقاد الأول، وعدم اختزال سنوات من الممارسة البرلمانية في شهر «الأكشن» النيابي هذا. يبدو أن موسم الانتخابات يسير على خطى وزارة التربية في التعليم عن بعد، والذي ستصبح فيه الندوات الانتخابية أيضاً عن بعد، ليأتي التساؤل المهم، هل سيكون وقع الندوات الإلكترونية كوقعها المباشر في المقرات على الناخب وخياراته، في اعتقادي أن الربكة الانتخابية لن تكون بعيدة عن الربكة التعليمية، ولن يكون هذا التحول الجديد سهلاً على الناخبين، خصوصاً وأن الدواوين يفترض أن تكون مغلقة أو خاصة جداً. كما أن المؤثرين في الخطابات الرنانة سيفقدون شيئاً من بريق «كاريزما» المنابر، مما يؤثر على نتيجة الاختيار وسيكون الناخب المتأرجح أكثر نضجاً من خلف الشاشات، غير أن المعتادين على «شاورما» المقرات الانتخابية لن يكونوا سعيدين بهذا القرار الاحترازي. وأخيراً... حتى نكون أكثر إدراكاً ونشاهد كل ما يحدث في الميدان بشكل واضح، يجب أن نجلس في مكان جمهور مدرجات المنتصف، فكلما صرنا مع جماهير الرابطة المتعصبة ستقل زوايا المشاهدة والتقييم، وستكون النظرة غير واضحة إلا من جانب واحد، وبالتالي نكون قد سلكنا طريقاً لن يؤدي إلا إلى نتيجه محتومة.

د. خالد أحمد الصالح

رجل بألف عنوان
بالأمس انتهى عزاء الدكتور شهاب أحمد الشهاب، الذي وافته المنية يوم الأحد الماضي. عرفته منذ ستة وخمسين عاماً، واستمرت علاقة الإخوة بيننا إلى أن كتب الله الفراق. حين أكتب عن (أبو أحمد) رحمه الله أشعر - ربما للمرة الأولى - أن قلمي يبخس الرجل حقه مهما بالغ فيه، مثل هذا الإنسان لا ينتهي عزاؤه بالأيام، سيبقى عزاؤه في نفوس محبيه، وما أكثرهم، ستبقى في نفوسهم ذكراه وأثره، إنه رجل لا تطوي الأيام أفعاله. كان، رحمه الله، رجلاً بألف عنوان، كرمٌ وصدقٌ وأمانةٌ واجتهادٌ وإخلاص، عناوينه لا تُحصى بمقال، وكل من عرفه عرف فيه باباً للخير والقيم، أما لمن لم يعرفه فيكفيهم خسارة أنهم حُرموا مثل هذه المعرفة. هذا هو، باختصار شديد، أبو أحمد رحمه الله، تحمّل في غزو الكويت مسؤولية مرضى الحميات فلم يدعهم لحاجة أبداً، وتحمّل سنوات مرضه العضال بصبر جميل، وحين أذن الله له بالرحيل رحل تاركاً تاريخاً من الإخلاص في العمل ونشر المحبة والوفاء للأهل والأصدقاء، ترك قيماً بذرها أينما حلّ وحيثما سكن. وسيبقى أثرها في نفوس كل من عرفه. كان خُلُقه دينه القويم وقدوته نبيه المصطفى، ومن كانت تلك صفاته فلا خوفٌ عليه بإذن الله. أيها الإنسان الذي سيبقى بيننا، السلام عليكم.

د. خالد القحص

معلومات منتهية الصلاحية!
إن أردنا اختصار حياتنا -بكل تفاصيلها- في كلمة واحدة فسأختار «المعلومات». نحن نتعامل مع المعلومات كما نتعامل مع الهواء، لا نستطيع أن نسير خلال يومنا (وحياتنا) بدون المعلومات. نتداولها في كل وقت، ونتبادلها مع المعارف والغرباء، ونبني عليها مواقفنا وقناعاتنا واتجاهاتنا، وحتى أذواقنا. قد تكون معلومات مهمة جداً، وقد تكون تافهة جداً، ولكنها تظل معلومات. وقد تكون صادقة جداً، وقد تكون كاذبة جداً، لكنها أيضاً معلومات. المهم هنا كيف ننظر نحن لتلك المعلومات، وما القيمة التي نعطيها إياها. إن المعلومات، ومنها الأخبار التي تنشرها وسائل الإعلام التقليدية والجديدة، تعتبر مُنتجاً استهلاكياً، تماماً كأي منتج استهلاكي نشتريه ونستخدمه، ونتعامل معه. من المهم جداً أن تكون هكذا نظرتنا لأخبار وسائل الإعلام، والمعلومات التي تصلنا منها، خاصة الآن من مواقع التواصل الاجتماعي، بأنها مواد معلوماتية حول حدثٍ ما، تم صناعتها وصياغتها وتسويقها علينا لكي نقبلها ونتقبلها وندخلها عقولنا، ونبني عليها قناعاتنا ونظرتنا لما يحصل في مجتمعنا والعالم من حولنا. إن الأحداث التي تحصل من حولنا (أياً كان نوعها) هي في حقيقتها مادة خام، تأخذها وسائل الإعلام، أو المنصات الإخبارية الإلكترونية، أو حتى الأشخاص الفاعلون في مواقع التواصل، أقول يأخذون هذه المادة الخام، لكي «يصنعوا» منها خبراً أو معلومة، ينشرونها للجمهور المستهدف، الذي يتلقفها على أنها الحقيقة المحضة التي حصلت فعلاً عن الحدث الذي تم تغطيته، بل ويبادر الجمهور إلى بناء مواقفه، وتصرفاته على أساس هذه المعلومات التي لا تعكس حقيقة ما حدث، بقدر ما تنقل رؤية صانعي الخبر عما حدث، وهذا أمرٌ من المهم أن يعيه الجمهور. إن الخبر أو المعلومة التي نقرأها، نسمعها، نشاهدها، بغض النظر عن مصدرها، سواء كان شخصاً من العائلة، أو وسيلة إعلامية تقليدية، أو منصة إخبارية أو فردية على مواقع التواصل الاجتماعي، هي مادة مصنوعة وتم إنتاجها، بناء على خبرة ومصلحة واهتمام مصدر الخبر أو المعلومة. إن المعلومة يصيبها ما يصيب المواد الاستهلاكية التي نشتريها، فقد تكون مغشوشة، أو مزيفة، أو منتهية الصلاحية، أو ضارة وسامة... هكذا هي الأخبار والمعلومات سواءً بسواء. قبل الختام، أعود للكتابة الصحافية بعد انقطاع دام سنوات عدة، أعود إليها حباً وشغفاً في الكتابة لوسائل الإعلام، ومنها الصحافة، وأتمنى أن أطرح هنا -من خلال زاويتي الأسبوعية- وجهة نظر تتناول المشهد الإعلامي بكل تفاصيله، سواءً في الكويت أو العالم من حولنا، كما لا يفوتني التعليق على بعض الأحداث السياسية والاجتماعية هنا وهناك. كل الشكر للزميل وليد الجاسم رئيس التحرير على إتاحة الفرصة لي من جديد لمتابعة شغفي القديم في الكتابة الصحافية، والشكر موصول للزملاء العاملين في صحيفة «الراي» الموقرة.

د. دانة العنزي

أبعاد الحرب التكنولوجية بين الصين وأميركا
إن تنافس أميركا والصين في مجالات تكنولوجية متعدّدة - خصوصاً في عهد ترامب - يؤكد بوضوح أن التكنولوجيا، قد أُدرجت كأحد مجالات التنافس الرئيسة بين هاتين الدولتين العظميين، فقد شنّ ترامب خلال فترة رئاسته لبلده حرباً شرسة ضد شركة هواوي الصينية. وذلك أزعج الجانب الصيني، وجعله يسعى إلى الرد، ما أسهم في تصاعد وتيرة المنافسة إلى حدود بعيدة. ويرى الخبراء أن التنافس التكنولوجي - على وجه الخصوص - سيحظى بالأولوية عن بقية مجالات التنافس الأخرى المتعددة بين الجانبين - الأميركي والصيني - في المستقبل. والذى يبدو في ظاهره تنافساً على الريادة العالمية في هذا القطاع، ولكن في حقيقته له اعتبارات وأبعاد أخرى أكثر عمقاً، تتعلق بجوهر التنافس الإستراتيجي الحقيقي بين بكين وواشنطن على زعامة النظام الدولي. فالصين خطت خلال الأعوام الماضية خطوات واسعة جداً في مجال التكنولوجيا، فائقة الدقة والسرعة، بحيث أصبحت قريبة من انتزاع الريادة العالمية من واشنطن، ومن ثم فقد تغير هذه الريادة على نحو كبير من معادلات التوازن الشاملة لصالح الصين، ما يمهد لها انتزاع زعامة النظام الدولي من واشنطن. فالأرباح الخيالية من تصديرها التكنولوجيا ستقوى اقتصادها على حساب الاقتصاد الأميركي لدرجة ربما تصل إلى ثلاثة أضعاف. وعلى الصعيد العسكري، ستقلب التكنولوجية الصينية معادلة التفوق العسكري رأساً على عقب لصالح الصين، في ظل اعتماد الجيوش الحديثة على التكنولوجيا المتطورة. التفوق التكنولوجي أيضاً قد أصبح من أهم أدوات بكين لتمديد النفوذ العالمي على حساب واشنطن، قد يكون هذا السبب الرئيسي لإشعال إدارة ترامب الحرب على شركة هواوي، بعدما رأت هرولة دول العالم بما في ذلك حلفاء واشنطن الأوروبيون وراء التعاقد على شبكة الجيل الخامس، ما اضطر ترامب للضغط على حلفائه كإسرائيل وإنكلترا - على سبيل المثال - لإلغاء التعاقد على تركيب الشبكة، وقد انصاع البعض ورفض البعض الآخر هذه الضغوط. في حين لجأ ترامب إلى اتخاذ سياسة شديدة القسوة ضد شركات التكنولوجيا الصينية، على اعتبار أنها تهديد للأمن القومي الأميركي متهما إياها بأنشطة تجسس لصالح الصين، وعلى سبيل المثال حظرت الشركات الأميركية التعامل مع شركة هواوي، وحظر الاستثمارات الأميركية في أي شركة تكنولوجية صينية، ربما من شأنها المساعدة على تطوير الجيش الصيني. أثارت سياسة ترامب جدالاً واسعاً إذ يراها البعض فعّالة في تقويض مسيرة الريادة التكنولوجية للصين، بينما يراها آخرون غير فعّالة مستشهدين باستمرار توسع أنشطة التكنولوجية الصينية في العالم. أخيرا نصحت مجموعة عمل - عكفت على تقييم أفضل السبل للتصدي للتفوق التكنولوجي للصين - الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن على التخلي عن سياسة ترامب، التي وصفتها بسياسة الاستبعاد التام لعدم فعاليتها، والتركيز بدلاً من ذلك على الاستثمار بفعالية، خصوصاً في أبحاث تقنيات التكنولوجيا المتطورة، لضمان استمرار التفوق الأميركي على الصين. ومن المرجح أن ينصاع بايدن لتلك النصيحة، مع الاستمرار في بعض سياسات الاستبعاد التام، في حال استشعار تهديد يتعلق بسرقة الملكية الفكرية أو التجسس وسرقة البيانات.

د. صالح الجلاهمة

شرطة التعليم!
تدني مستوى التعليم في الدولة في السنوات الأخيرة أصبح أمراً لا يختلف عليه اثنان. فمن الواضح تراجع مستوى التعليم في دولة الكويت على صعيد المؤشرات القياسية العالمية، بل وحتى على المستوى المحلي الداخلي. لاحظنا في الآونة الأخيرة كثرة البيانات والصرخات من الأكاديميين والمعلمين المطالبة بالالتفات لأزمة تدني التعليم والتي لم تشهد أي تجاوب حقيقي فعلي من المجتمع وأصحاب القرار. يحدثني أحد المعلمين في المدارس الحكومية عن ضعف التحصيل العلمي للطلبة، والذي وصفه بالكارثي خصوصاً في المرحلة الابتدائية. بل وحتى على مستوى الجامعة والتطبيقي لاحظنا هذا الضعف موجوداً عند الطلاب والطالبات بشكل واضح. فعلى سبيل المثال الطالبة أسماء التي تكتب اسمها على ورقة الاختبار (اسمائ)، أو الطلبة الذين يطلبون مني مراعاتهم لأنهم «دفعة كورونا». و من هنا تخطر على أذهاننا أسئلة كثيرة أهمها كيف وصلوا إلى هذه المرحلة الدراسية المتقدمة في ظل هذا الضعف العلمي؟ من السهل إلقاء اللوم على التلميذ ووصفه بالكسول أو ضعيف الاستيعاب. لكن لو أردنا أن ننظر للموضوع بنظرة منصفة واقعية نجد بأن الطالب ضحية عدم جديتنا في مواجهة الفساد في التعليم. نعم هناك فساد كبير منتشر في الحقل التعليمي في الكويت والذي من أبرز مظاهره هو انتشار ١- الدروس الخصوصية. ٢- مراكز الطباعة التي تقوم بحل الواجبات و الأبحاث للطلبة. انتشار الدروس الخصوصية بكثرة في السنوات الأخيرة أصبح شيئاً ملفتاً للنظر، لماذا يضطر ولي الأمر إلى دفع مبالغ تفوق الـ100 دينار للمعلمين الخصوصيين في كل فصل دراسي؟ أليس من دور المدرسة أن تقدم المنهج كاملاً بطريقة تعليمية مناسبة للطلبة تضمن استيعابهم للمادة؟ لماذا هناك تقصير من جهة المعلمين (وخصوصاً الوافدين) في تقديم المنهج بشكل سلس وكامل للطلبة لضمان تعليمهم؟ إذا كان هذا المعلم غير قادر على إيصال المعلومة والمنهج للطالب داخل الفصل الدراسي فمكانه يجب ألا يكون في مدارسنا، وإذا كان يتعمد التقصير لأجل فتح طلبات أكثر على الدروس الخصوصية فيجب محاسبته قانونياً ونقله للجانب الإداري. وفي السياق ذاته، تلك المراكز التي تقدم الحلول والأبحاث الجاهزة للطلبة (سواء في المدارس أو حتى المراحل الجامعية) والتي أصبحت تجاهر في إعلاناتها وتوزيع بطاقاتها في مواقف السيارات في الكليات المختلفة في الجامعة والتطبيقي. رأيت شخصياً أحد هذه الإعلانات في الأسبوع الماضي، وتم اتخاذ إجراء داخلي على مستوى الكلية تجاه هذا المركز، لكن هل هذا يكفي؟ من سيتصدى للمراكز الأخرى ؟ لماذا لا تطبق القوانين على مثل هذه المراكز؟ يجب أن تتم محاربة مثل هذه المراكز قانونياً ومن يقف وراءها فهي معول هدم ضخم للعملية التعليمية في الكويت. وأتساءل في الختام، هل نحتاج أن تكون لدينا شرطة تعليمية مثل شرطة البيئة وشرطة الآداب لتراقب وتتابع مثل هذه الممارسات التي ساهمت وما زالت في هدم العملية التعليمية في الكويت، وإنقاذ التعليم من الهبوط المستمر والملحوظ قبل فوات الأوان؟ إن أردنا أن ننهض بالوطن فإن أول وأهم ركن يجب الالتفات إليه وإصلاحه هو التعليم. فعليه سيبنى مستقبل هذا الوطن والقيادات التي ستكون في يوم من الأيام صاحبة القرار لهذا الوطن.

د. صالح زيد العتيبي

سؤال الغفوة مجرد هفوة
غفوتُ يوماً فرأيتُ أني في عام 48 بعد الألفين أستمع لخبر عاجل مفاده أن زلزالاً ضرب القدس المحتلة... فخلت أني صحوت مفزوعاً لهول ما رأيت أو ربما لخشيتي من المزيد، حيث هرعت يدي تسابق عيني للبحث في قنوات الأخبار عن التفاصيل. إذ طلع مسؤول فلسطيني يقول إننا نطالب بضمانات أميركية لاستئناف مفاوضات الوضع النهائي، فتعجبت كيف نكون بعد مئة عام من احتلال فلسطين والمفاوضون يراوحون مكانهم ويجترون أقوالهم.ثم عمّ سيتفاوضون ولم يبق شيء من فلسطين، وأي أميركا التي يعول عليها وقد شاخ اقتصادها وتراجع بريقها وأفل سحرها أمام أقطاب دولية فتيّة باتت تزاحم العم سام في القيادة؟دخل المقاومون على الخط يصرُّون على الوعد بالتحرير والصلاة في الأقصى! فذهلتُ لهذا الوعد وبدأ لي أني لست في منتصف القرن الحادي والعشرين.تزاحمت الأسئلة... وصحوت قبل أن أتمادى، لكن ما بين الغفوة والصحوة مسافة سؤال فتح أمامي كل المدى...هل سؤال الغفوة مجرد هفوة؟لا مجال للعودة.من يومها وذات السؤال يؤرقني؟ فقررت أن الموت أهون من غفوة!طيلة قرن ما قبل ألفين وثمانية وأربعين كابوس مع وقف التنفيذ... لكن ما سيتبقى من فلسطين بعد قرن من احتلالها سيكون كابوساً مع التنفيذ، المشهد يبدو كفسيفساء تتقاطع جزئياتها لتعكس حقيقة ممكنةانطلاقاً من يقين حسابي يقول إن اثنين أكبر من واحد، وانطلاقاً من تلفيق يسوق لأيديولوجية إن اثنين أفضل من واحد ستقرر حركتا فتح وحماس الاستقلال وإقامة دولتين من خلال جدار فاصل بينهما، وكأن الجدران الأخرى التي قطعت أوصالهما لا تفي بالغرض!الأصوليون اليهود سيستغلون النظام الانتخابي في إسرائيل للسيطرة على كل أجهزة الدولة الإسرائيلية. ولكن بكل ديموقراطية، وعندها سيعلنون الجهاد ضد اليسار العلماني وأنصار السلام فتكون لهم دولة.يبدو أن ديمومة المعايير المزدوجة سيكون لها في العمر بقية.أميركا راعية السلام، ربما لن تكون قادرة إلا على رعاية نفسها، فبذرة فنائها تكمن فيها، يمحقها نظام مالي ربوي، وتحيد بها اللوبيات عن وصايا أبراهام لينكولن وتطرح حلم لوثر كينغ في المزاد... الفوضى الخلاقة المبرمجة تنقلب فوضى خارج الحساب لتطرح منه سلام العرب.إيران حينها تكون قد دخلت نادي الكبار، فتهدأ شهوتها للرؤوس النووية وكذا عداوتها لأميركا، وإن كانت لا تستغني عنها باعتبارها وقود استغفال المخدوعين بشعاراتها التي تستقوي بها حماس، فتختزل فلسطين في غرة غزة.تركيا القريبة البعيدة، حبيبة الكل، وسياسة الاسترجال أمام الحليف الإسرائيلي ستؤتي أُكلها، فكلما احمرّت عينا أنقرة في وجه إسرائيل تغازلها أوروبا بالقربى... يومها ستكون تركيا أقرب إلى جغرافيا أوروبا.أما الصين التي ورثت الميزان من المرحوم السوفياتي... فستنصر حركة مقاومة الامبريالية الإسرائيلية بسجادات مرسوم عليها الأقصى تحقيقاً لوعد الصلاة فيه... وللعرب غير المنحازين ستصنع لهم بكين مجسّمات للمسجد الأقصى بسعر يناسب (غلاوة) القدس... أما ما يبقى من عرب اللاءات فستبيعهم الصين لاءات جديدة مقلدة... المتنورون سيرفضون فتعوضهم (لاء) أخيرة مقلدة درجة أولى تحمل (كود بار) وشهادة (ايزو) صالحة للاعتراض في مجلس الأمن.في خضم هذه الفسيفساء المحيطة بحاضر فلسطين... هل بقي لفلسطين وجود؟ المتحمسون المنغلقون في أدبيات الوعد والوعيد كما المنفتحون على كل المسارات الهالكة سيقولون نعم... لكن الواقفين بين البين يدركون أن فلسطين ازدادت ضياعاً وبعداً ولم نعد نحتفظ منها إلّا بالكوفية وملف بالقضية.Email : [email protected]

د. عادل البحلق

حسن الظن من حسن العبادة...
يُحكى أن رجلاً خرج في سفر مع ابنه إلى مدينة تبعد عنه قرابة اليومين، وكان معهما حمار وضعا عليه الأمتعة، وبينما هما يسيران في طريقهما، كُسرت ساق الحمار في منتصف الطريق. فقال الرجل: ما حجبه الله عنا كان أعظم، فأخذ كل منهما متاعه على ظهره، وتابعا الطريق، وبعد مدة كُسرت قدم الرجل، فما عاد يقدر على حمل شيء، وأصبح يجر رجله جراً. فقال: ما حجبه الله عنا كان أعظم. فقام الابن وحمل متاعه ومتاع أبيه على ظهره وانطلقا يكملان المسيرة، وفي الطريق لدغت أفعى الابن، فوقع على الأرض وهو يتألم. فقال الرجل: ما حجبه الله عنا كان أعظم. وهنا غضب الابن الصابر وقال لأبيه: أهناك ما هو أعظم مما أصابنا؟! وعندما شفي الابن أكملا سيرهما ووصلا إلى المدينة، فإذا بها قد أزيلت عن بكرة أبيها، فقد جاءها زلزال أبادها بمن فيها، فنظر الرجل لابنه وقال له: انظر يا بني، لو لم يُصبنا ما أصابنا في رحلتنا لكنا وصلنا في ذلك اليوم ولأصابنا ما هو أعظم، وكنا مع من هلك. لهذا يجب علينا أن نحسن الظن بالله، فإن أعطانا فرحنا مرة، وإن منعنا فرحنا عشر مرات، لأن العطاء والمنع اختيار الله عز وجل.

د. عادل فهد المشعل

قائد العمل الإنساني... لن ننساك
لم يحصل الشيخ صباح الأحمد الصباح طيب الله ثراه على لقب قائد العمل الإنساني في عام 2014م إلا بعد سلسلة من الإنجازات الإنسانية من خلال تنظيم فعاليات إنسانية عدة، منها منتدى الكويت الدولي للعمل الإنساني وتقديم يد العون إلى كل دولة بحاجة إلى دعم مادي ومعنوي، كما أكد ذلك الأمين العام السابق لهيئة الأمم المتحدة السيد بان كي مون في كلمة أشار فيها إلى أن قلب تلك الدولة كان أكبر من الأزمات والفقر والأوبئة كما أنه تم تكريمه من قبل العديد من الدول الخليجية والعربية والعالمية.وقبل ذلك بكثير فإن الشيخ صباح الأحمد الصباح - رحمه الله - نذر عمره لخدمة بلده والأمتين العربية والإسلامية إضافة إلى خدمة الإنسانية في المنتديات الدولية، ولا يمكن أن يُنسى الدور الذي قام به في حل الكثير من المشاكل التي حدثت بين الدول الخليجية والعربية والإسلامية، وظل إيجاد الحلول عبر الديبلوماسية ديدنه طوال فترة عمله وزيراً للخارجية ورئيس وزراء وأمير دولة الكويت، وكان آخرها التوسط لعدم تفاقم الخلاف الخليجي.وكان الشيخ صباح الأحمد رحمه الله مهندس السياسة الكويتية، فمنح خلال عمله وزيراً للخارجية وأميراً مكانة مرموقة لدولة الكويت الصغيرة في مساحتها والعملاقة في الأثر الذي تركته في الميادين الدولية. ولم تبخل الكويت في منح المساعدات لأي دولة شقيقة أو صديقة في تقديم المنح لبناء المؤسسات والمشاريع التنموية، أو في تقديم المساعدات وقت الكوارث من دون أن ينتظر مقابل ومن دون أن يتم الاستفادة من ذلك إعلامياً، إلا أن التاريخ شهد للكويت هذا الدور الإنساني الفاعل.وكان رحمه الله قد شغل منصباً في وزارة الأنباء والإرشاد، وهو منصب يضاهي وزير الإعلام، فكان وراء وضع اللبنات الرئيسة لانطلاق الكويت إعلامياً وثقافياً وفنياً، وكان قد قدم للشعب العربي هدية ثقافية عبارة عن مجلة العربي في عام 1985م، حيث كان الدكتور أحمد زكي أول رئيس تحرير للمجلة التي قدمت الكثير للقارئ العربي، كما وجد في عالمها المبدعون العرب فرصة ذهبية للوصول إلى القارئ العربي بسهولة، فكتب بها عباقرة الأدب العربي أمثال طه حسين وعباس العقاد ونجيب محفوظ ويوسف إدريس ونزار قباني وفاروق شوشة، وتلك الأسماء للذكر وليس للحصر، وقد أكد لي أكثر من مفكر عربي أنها مجلة راقية في شلكها وفي مضمونها، كما أن من يقرؤها لا يشعر أنها طبعت في دولة الكويت لأن مواضيعها كانت تعنى بالثقافة العربية من دون توجه معين، الأمر الذي جعلها تدخل البيوت العربية من دون «فيزا».وكان يرحمه الله داعماً للحركة الثقافية في الكويت بشكل عام، فكم رأيناه يحضر الأوبريتات الوطنية التي قدمها الفنان شادي الخليج على مدى نصف القرن من الزمن، مع الملحن غنام الديكان والمطربة سناء الخراز ومع مشاركة لفرقة تلفزيون الكويت وبعض الفرق الفنية الأخرى، كما أنه كان يدعم الفنانين التشكيليين في أكثر من مناسبة ولم يتوقف الأمر عند معطيات الثقافة فقط بل امتد إلى دعم الكويت في المجال الرياضي.ولم يأتِ ذلك إلا لأنه تحمل المسؤولية في سن صغيرة، كونه ينتمي إلى الأسرة الحاكمة الأصيلة، وبالتالي اكتسب خبرة فن الإدارة كما أنه عاصر تطور الكويت قبل النفط وبعده، وبالتالي فقد شهد مراحل تطور المجتمع الكويتي في شتى المجالات بدءاً بالتعليم مروراً بالصحة وانتهاء ببقية وزارات الدولة ومؤسسات المجتمع المدني.وطوال حياته وهو ينظر إلى أبناء الشعب الكويتي بأنهم كأسنان المشط الواحد، فلا فرق بينهم مهما كانت انتماءاتهم الطائفية والأيديولوجية، ولا داعي لاستعراض تلك المناقب فهي كثيرة ويطول الحديث عنها، لكنها محفورة في ذاكرة المجتمع الكويتي.والأهم من ذلك كله كان قائداً قادراً على التعامل مع مختلف الأزمات السياسية الداخلية والخارجية، بفضل الحنكة السياسية التي يمتلكها كما أنه يتمتع بحضور مميز وبعلاقات عميقة مع معظم السياسيين على مستوى العالم، إضافة إلى علاقته الوطيدة مع حكام دول مجلس التعاون الخليجي ورؤساء الدول العربية والإسلامية، الأمر الذي أتاح له القدرة على التأثير في الكثير من القضايا بما يخدم المصلحة العامة.ولم ننسَ موقفه الداعم للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني على مدى عقود من الزمن، هو عمر النكبة الفلسطينية فقد نشأت منظمة التحرير الفلسطينية في الكويت، وقدمت الكويت للشباب الفلسطيني البعثات للدراسة في الخارج، كما أنه وقف ضد التطبيع مع الكيان الصهيوني، رغم الضغوط الكبيرة التي تعرضت لها الكويت، ولم يأتِ هذا الموقف إلا إيماناً منه بالقضية الفلسطينية وأنها قضية الشعب الفلسطيني العادلة.رحل قائد العمل الإنساني لكنه لن يُنسى من قِبل الشعب الكويتي بقيادة أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه، ولن ينساه الشعب الخليجي، وكذلك الشعب العربي والشعوب الإسلامية وبقية دول العالم، لأنه كان صاحب بصمة مميزة منحت الكويت بعداً كبيراً.

د. عالية شعيب

لماذا التغيير مخيف؟!
نشرت مجلة هارفارد للأعمال أخيراً دراسة مفادها أنه بعد اجتماع مئة مدير تنفيذي لأهم شركات الأعمال في أميركا. اتضح أن 85 في المئة من شركات الأعمال تعمل خططاً للتغيير على مستوى الفرد والمجتمع، سواء على المدى القريب أو البعيد، لكن 15 في المئة فقط، من ينجح منها في تنفيذ تلك الخطط.مما استدعى سؤالنا التالي: لماذا التغيير صعب. ولماذا يتمسك الفرد - وبالتالي المجموعات في البيت والعمل والشارع والسوق - بالروتين المعتاد، و رغم الانفتاح على مواقع التواصل والأفكار الجديدة، نجد تخوفاً كبيراً وتردداً في ما يخص التغيير، مما يعكس انخفاض درجة الثقة بالنفس والقلق من الفشل والمغامرة، والاستعانة لما هو معروف وموجود ومعهود ومعتاد. التغيير السياسي يبنى غالباً على:أسس جديدة، عمليات وأدوات وتكنولوجيا مختلفة، كما تركز كبريات الشركات على أنماط مختلفة من السلوك، طرق التدريب والمهارات المغايرة لما هو موجود. سواء بالطلب من الموظف تقديم أفكار جديدة، تحفز تلك المقابلة لها لدى الزبون أو المشتري/ المستهلك. لكن ما يغفله هؤلاء هو: حالة «التعود الأخلاقي» من الأفكار والشعور لدى الفرد، وغالباً من هنا تنشأ حالة المقاومة للتغيير.حيث المعتقدات الثابتة وأنماط السلوك المتوارثة عن قناعات يصعب الحياد عنها، المغروسة عميقاً في الإدراك وتمتد جذورها للاوعي، التي من شأنها تحديد نظرتنا لأنفسنا والآخر والعالم من حولنا. كل ما سبق يصب في ما يسميه علم النفس الحديث بـ«المناعة ضد التغيير». وأميل لتعبير: مناعة ضد التطور/ التحرر/ التخلص من المنظومة القديمة التي لقنت الفرد أفكاراً قديمة ضد إرادته وذكائه وحريته وتحقق هويته وإبداعه، وحشرته في علب فكرية قاتمة... قيدته وكبلته وقتلت كل إمكانية فيه لتحقيق ذاته، كما هو يرى وليس كما يرى «المجموع»: القطيع، التراث؛ توجه المجتمع التقليدي. لذا أرى أن أي نظرية تغيير/ تطوير، لابد أن تكون موجهة للإنسان، لـ«عقله وإرادته وقلبه»؛ كي يكون ذكياً، حراً، شجاعاً.

د. عبدالرحمن الجيران

مَرُّوا كِراماً
الحياة تعجُّ بالمُنغصات والمكدرات وهي سريعة الزوال، ومما يزيد من كدرها ويعكر صفوها هذه الطبقة من البشر الذين نزلوا بأخلاقهم إلى أسفل السافلين، في مقابل القلة القليلة التي حملها حُسن الخلق على التأدب بآداب الشرع في أخلاقهم وسمتهم وهديهم، وتَميّزوا بوصف الوقار والسكينة والتواضع لله ثم لعباده، وإذا وُجه لهم خطاب أو انتقاد من الجهلة خاطبوهم خطاباً يسلمون به من مقابلة الجاهل بجهله، وهم مع ذلك إذا حصل لهم جلوس في مجلس اشتمل على أمر مُحرم مثل اللغو، فنجدهم يجتنبونه سواء كان في الأقوال أو الأفعال كالجدال بالباطل أو الغيبة والنميمة أو الاستهزاء بالناس وكشف أسرارهم وعوراتهم أو شرب الخمر ومجالس اللهو والغناء المحرم، وإذا كانوا لا يشهدون الزور فمن باب أولى أنَّهم لايقولونه ولا يفعلونه، كما أنّ شهادة الزور داخلة في قول الزور.واللغو يكاد يكون هو الغالب اليوم في وسائل التواصل الاجتماعي وهو الكلام الذي لا خير فيه ولا فائدة دينية ولا دنيوية.فهؤلاء الكرام إذا حصل لهم مرور في هذه المجالس نزّهوا أنفسهم وأكرموها عن الخوض فيها، ورأوا أنّ الخوض فيها وإن كانَ لا إثمَ فيه فإنّه سَفَه ونقص للإنسانية والمروءة فنزّهوا أنفسهم عنها، كما أنّهم إذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً.وهذه صفة مدح كبيرة، هذا هو الحِلْم ومقابلة المُسيء بالإحسان والعفو دليل على رزانة العقل الذي أوصلهم إلى هذه الحال، ولا يتكبرون على الصغير لصغره، ولا ناقص العقل لنقصه، ولا الفقير لفقره ، بل يعاملون الجميع بما تقتضيه طبائع نفوسهم الزكية، ولا يكلفونهم بما لا تسمح به طبائعهم، بل بما سهل عليهم من الأعمال والأخلاق.وهم مع هذا الإحسان تجدهم يستشعرون شدة حاجتهم إليه سبحانه في جميع أحوالهم في الدنيا، خصوصاً في يوم العرض عليه وهو يوم الحساب، وأنّهم ليس في طاقتهم احتمال العذاب.كما أنّهم من جميل أوصافهم في الدنيا أنّهم إذا أنفقوا من أنواع النفقات، لا يزيدون عن الحد فيدخلوا في قسم التبذير وإهمال الحقوق الواجبة، ولم يُقتروا فيدخلوا قسم البخل والشُّح، وكانت نفقاتهم على الوجه الذي ينبغي من غير ضرر ولا ضرار، وهذا من عدلهم واقتصادهم في تدبير معايشهم.هذا الوصف خالص لعباد الرحمن وهذا إضافة تشريف لهم بأنّ الله تعالى أضافهم لنفسه، وما أحوجنا لمثل هذا الصنف الذين تطيب بهم الحياة.ومن صفات الكرام أنّهم إذا شعروا بوسوسة الشيطان لهم في تثبيطهم عن الخير أو حثّ على الشر، فإنّهم يتذكرون وعد الله ووعيده، فيستعيذون بالله ويحتمون بحِماه، والله تعالى يعلم صدقهم وضعفهم وقوة التجائهم إليه، فإنّه سيحميهم ويقيهم من وساوس الشيطان، ولمّا كان الكرام لابد أن تنالهم الغفلة أحياناً وينال منهم الشيطان الذي لايزال مرابطاً ينتظر منهم الغِرّة والغفلة، فإنّهم حينئذٍ إن شعروا بوخز الذنب في قلوبهم، سواء بفعل محرم أو ترك واجب، تذكروا من أيّ باب أتى هذا الشيطان، ومن أيّ مدخل دخل عليهم، فانبعثت في قلوبهم لوازم الإيمان، فأبصَروا واستدركوا ما فات بالتوبة والحسنات الماحية، وردّوا شيطانهم خاسئاً وهو حسير، وقد أفسدوا عليه كل ما أدركه منهم.الخُلاصة: سبب تخلفنا وزيادة مشاكلنا اليوم تَكلّم الرويبضة في أمور العامة، وإسناد التوجيه لمَن لم يتزكَّ بالإسلام، وانقلاب الموازين لدى النخب الفكرية.

د. عبدالله الناصر

التربية البدنية والتعليم عن بُعد
بعدما أقرّت وزارة التربية والتعليم العالي، الدراسة عن طريق (التعليم عن بُعد)، كثرت الأقاويل من قِبل بعض المتعلمين وأولياء أمورهم، حول كيفية تدريس مادة التربية البدنية، بنظام (التعليم عن بُعد)، ويرى البعض أنه لا داعي لها ومن الأفضل إلغاؤها، لأنهم يرون - من وجهة نظرهم الشخصية - أنها مادة دراسية غير مهمة وتقتصر فقط على اللعب والترفيه. فكيف يتم تدريسها عن طريق (التعليم عن بُعد)؟ ونسوا أن مادة التربية البدنية مادة أساسية تؤثر على معدل الطالب، ونحن كمختصين في هذا المجال، ليس من واجبنا الرد على هذه الآراء بقسوة، بل من الواجب علينا تثقيفهم بمادة التربية البدنية، وإبراز دورها في المؤسسة التعليمية، وكذلك إبراز مدى تأثيرها على حياة الفرد والمجتمع. إن فلسفة التربية البدنية والرياضة عبارة عن مجموعة من علوم رياضية متكاملة، كـ(المناهج وطرق التدريس في التربية الرياضية والإدراة الرياضية والترويح والعلوم التربوية والنفسية والاجتماعية في التربية الرياضية وعلوم الصحة الرياضية والتدريب الرياضي وعلوم الحركة ونظريات وتطبيقات الرياضات الجماعية والفردية والتمرينات، والعروض الرياضية والإصابات الرياضية، والإسعافات الأولية، والقياس والتقويم في المجال الرياضي وغيرها). فالتربية البدنية - الرياضة - أسلوب متكامل يراعي جميع جوانب تطور الفرد الجسمي والعقلي والاجتماعي والروحي، من خلال الأنشطة البدنية المختلفة، التي تراعي جميع مراحل نمو الفرد وتطوره، تحت إشراف مختصين في هذا المجال، وبذلك فإن التربية البدنية أعمق من كونها مجرد ألعاب رياضية كما يعتقد البعض. فالتدريس عن طريق التعليم عن بُعد (Distance Learning Method)، يعتبر من إحدى طرق تدريس التربية البدنية، ويعرّف (التعليم عن بعد) بأنه عملية الحصول على الخبرات التعليمية، عندما يكون مصدر العلم والمتعلمين مفصولين، في المكان أو الزمان أو الاثنين معاً. ويتم الاعتماد على استخدام (التعليم عن بعد)، عندما تفصل المسافة الطبيعية بين المعلم والمتعلم، أثناء حدوث العملية التعليمية، وخلالها تستخدم تكنولوجيا الاتصالات، مثل الفيديو والاتصال بالصوت والمواد المطبوعة وغيرها، وكذلك الاتصال وجهاً لوجه بين المعلم والمتعلم لتوجيه التعليمات. ومثال على كيفية تدريس مادة التربية البدنية بطريقة (التعليم عن بعد): يقوم معلم التربية البدنية بتصميم موقع إلكتروني، أو استخدام برامج كـ(الزوم والتيمز) وغيرهما من البرامج الداعمة لعملية (التعليم عن بعد)، ومن خلاله يقوم بعرض صور وفيديوهات، تتناسب وتتعلق بمحتوى منهج التربية البدنية، التي من خلالها يقوم المتعلمون بالدخول إلى الموقع للتواصل والتعلم عن بعد. ومن الممكن أن تكون هناك مشاركات إلكترونية بين المتعلمين والمعلم، تسير في اتجاه المقرر الدراسي، ومن الممكن - كذلك - أن يتواصل المعلم مع المتعلمين عن طريق البريد الإلكتروني. في الختام... ليس العيب أن تخطئ في فهم مجال معين، ولكن العيب أن تدّعي الكمال في ما أخطأت فيه. [email protected]

د. عبدالله سهر

نصيحتي لبعض النواب الأحبّة... «لا تضيعون صيدكم بعجاجكم»
مما هو ملفت للنظر تسارع بعض النواب في تقديم اقتراحات ومقترحات لقوانين غريبة وملفتة للنظر، في حين أن هناك ملفات وقضايا أكثر أهمية وأبلغ. من هذه المقترحات العجيبة مثلاً استقطاع نسبة من عوائد احتياطي الأجيال القادمة وتقديمها للمواطنين، نشر محتوى المشاورات وترشيحات التيارات ورئيس مجلس الأمة للوزراء، اقتراح منع الاختلاط في الجامعات والمدارس الخاصة، علاوة الأبناء من 50 الى 100 دينار «من دون سقف لعدد الأبناء»، معاهد دينية في كل المحافظات، تقليص حق المشاركة السياسية لحاملي الجنسية وفقاً للمادة الأولى، حظر الوشم وعمليات التجميل، عودة الرقابة المسبقة على الكتب المستوردة، السجن عشر سنوات للسحرة، ولعل هنالك غيرها من مقترحات. لست بصدد نقد أو رفض هذه المقترحات التي يحتاج كل منها إلى نقاش أكبر بكثير مما تستوعبه مقالة صحافية، ولكني أؤكد أن جميع هذه المقترحات أقل أهمية من الكثير من القضايا والقوانين الملحة. فعلى سبيل المثال لا الحصر، قانون الخطة الخمسية الذي لم يقدم وقد مضى على الخطة الخمسية الثالثة، ثلاث سنوات تقريباً، وقد بدأت المشاريع فيها دون غطاء قانوني أهم بكثير من هذه المقترحات لكونه يتصل بمليارات الدنانير عوضاً عن علاقته بالتنمية التي تستهدفها الدولة لصناعة روافد أخرى للدخل القومي وتنويع مصادر الاقتصاد. ما يجري في التعليم العام والعالي من أزمات وفساد وانحدار وتزوير وتضبيط، أليس هو أهم من هذه المقترحات؟ صحة البشر وتدني مستوى الرعاية الصحية، أليس أهم من هذه المقترحات؟ خراب البنية التحتية الذي يدفع ثمنه كل مَنْ يُقيم على أرض الوطن، أليس أهم من تلك المقترحات؟ تفشي التمييز وبث الفتنة والعنصرية والتعصب الذي تدفع ثمنه الكفاءات الوطنية، أليس أهم من هذه المقترحات؟ يا جماعة يا نواب أنتم الآن غالبية وتعيشون «توافق» كبيراً مع الحكومة وتستطيعون أن تنتشلوا ملف التنمية مما هو فيه من ضياع، وتستطيعون أن تصلحوا مؤسسات التعليم التي عاثت بها النخب التجارية والحزبية والشللية فساداً، وبمقدوركم عبر التعاون مع الحكومة أن ترتقوا بالخدمات الصحية، وأن تقدموا شيئاً للمتقاعدين، وتحلوا مشكلة الشباب العاطلين عن العمل، فلماذا تتركوا جميع تلك الملفات على ركن التأجيل أو في أدنى سلم الأولويات وتذهبوا إلى مقترحات جدلية وبعضها قد تكون غير دستورية وأخرى غير واقعية وبعضها أقل أهمية! نصيحتي لكم لا «تضيعون صيدكم بعجاجكم» الزمن يمر بسرعة كبيرة، والتحديات آتية لا محال، والوضع الشعبي يحدو في جنباته الملل والضجر واليأس، والنفس لاتزال طيبة، فركزوا على الصيد الذي بين أيديكم ولا تثيروا العجاج.

د. علي عبدالرحمن الحويل

السامية بين العداء والتقريب
تعود جذور عداء الغرب المسيحي لليهود إلى تسبّبهم بصلب السيد المسيح (شُبّه لهم)، واضطهادهم تلاميذه في القرون المسيحية الأولى، وإلى ازدراء اليهود للديانة المسيحية وأصولها العقدية كالتوحيد والتثليث والولادة من عذراء، وهجومهم على السيد المسيح في أدبياتهم وادعائهم عليه كذباً بتخريب هيكل المعبد ما حدا بالحاكم الروماني إلى صلبه (شُبّه لهم)، فإيمانهم بأنهم شعب الله المختار يجعل غلاتهم يعتبرون الآخرين أغياراً دونهم قيمة ولا مانع من التنكيل بهم بل وحتى قتلهم والاستيلاء على ممتلكاتهم، فوصايا نبي الله موسى عليه السلام العشر تنطبق في رأي هؤلاء الغلاة على اليهود فقط.تشكّلت الأحزاب السياسية المعادية للسامية بداية في ألمانيا والنمسا وفرنسا في القرن 19، ولعبت سيطرة اليهود آنذاك على اقتصاد الدول التي يقيمون فيها وتعاملهم بالربا الفاحش دوراً رئيساً في كراهية شعوبها لهم، ولذا فقد لجأوا إلى تملك الذهب والمعادن الثمينة والألماس وتقطيعه واستخدامه كحلي لتفادي إثارة الشعوب، إلّا أن إنشاء روتشايلد لأول بنك في العالم أظهر هيمنتهم على المال ومن ثم اقتصاد الدول التي كانت تقترض من أثريائهم أحياناً.لعبت النزعة القومية التي انتشرت بسرعة في دول أوروبا قبيل الحرب العالمية الثانية دوراً مهماً في ظهور معاداة السامية، وظهرت كتب عدة نسبت لليهود والصهاينة واكتسبت شهرة ورواجاً كبيرين بين الأوروبيين كان أشهرها بروتوكولات حكماء صهيون الذي يصف مؤامرة يهودية على العالم - بما فيه الدول العربية - أكسبت اليهود كراهية شديدة، مما جعلهم يبذلون جهوداً مضنية في إنكار صدور هذا الكتاب عنهم، و أضاف الباحثون في علوم أصل الإنسان ذات النزعة العنصرية بعداً علمياً يدعم فكرة دونية العرق السامي اليهودي ولؤمه وخداعه ونكرانه الجميل، وأضاف حزب أدولف هتلر النازي عام 1919 بعداً سياسياً يبرهن به على صحة نظرياته، ومع توليه السلطة عام 1933 سن القوانين المعادية لليهود و للسامية.كان العداء للسامية في المجتمعات الإسلامية أقل عنه في أوروبا، ومن أشكاله فرض زي خاص على اليهود ومنعهم من الاختلاط بالمسلمين في بعض الحقب الإسلامية، وأدى تعامل اليهود بالربا الفاحش إلى موجات غضب قام بها مسلمون استعادوا فيها أملاكهم في صفد وفي العراق، وضاعف قيام دولة إسرائيل في فلسطين من المشاعر المعادية لليهود في الدول العربية والإسلامية، ودور إسرائيل في حرب اليمن عام 1962، والعدوان الثلاثي على مصر عام 1956، ونكسة عام 1967، إلى تعطيل انتشار تيار القومية العربية المعادي للغرب في الجزيرة العربية، الأمر الذي قابلته الولايات المتحدة تحديداً والغرب بشكل عام بالتقدير والعرفان والاعتماد على إسرائيل لتكون اليد الضاربة لأميركا في الشرق الأوسط وسنّت التشريعات التي جعلت من عداء السامية جريمة يعاقب عليها القانون، ونسب إلى الرئيس الأميركي ترامب قوله إنه لولا هذه القوانين التي سنناها لقتل اليهود في كل أصقاع الأرض لفرط كراهية الشعوب لهم! ساهم تميز اليهود العلمي في قبول المجتمعات الغربية لهم، فهم أصحاب النظريات الاكثر تأثيراً وانتشاراً في العالم وفي كل المجالات العلمية، فمنهم واضعو نظريات أصول الاقتصاد العالمي، فآدم سميث هو مؤسس الرأسمالية وكارل ماركس مؤسس الاشتراكية، وفرويد وضع قواعد علم النفس، ويُعد ميكافيللي مؤسس علوم السياسة، وأدت مساهمة اينشتاين في تفجير القنبلة النووية إلى إنهاء الحرب العالمية الثانية لصالح الحلفاء، وانتشرت تسمية اليهودية بالأخ الأكبر للمسيحية وأطلق على شريعتها مسمى العهد القديم، تقريباً لها من المسيحية التي سُميت بالعهد الجديد.

د. عيسى محمد العميري

... إلى الأشغال!
إن مشكلة التلوث البيئي والمائي، نتيجة سوء معالجة الصرف الصحي في البلاد تكاد تكون أزلية!، والتي بح من خلالها صوت هيئة البيئة في التحذير من خطورتها بمناسبة ومن غير مناسبة، ولقد انصب اهتمام وزراء الاشغال في العناية بالشوارع بدرجة كبيرة، ورغم أهمية هذه المسألة في بلدنا الحبيب، إلا أن هناك - كما أشرنا - مهمة لا تقل عن إصلاح الشوارع، وهي الاهتمام أكثر بأدوات تصريف الصرف الصحي غير الصحية، تلك التي تفتقد الكثير من المواصفات الأساسية العالمية أو حتى المحلية!إن المشكلة التي تنتج عن سوء تصريف المجاري قد تشكل كارثة بيئية على مر الزمن، إذا ما تركت على وضعها الحالي، فلطالما اشتكى المواطنون من الروائح الكريهة المنبعثة في العديد من مناطق الكويت، والتي بحاجة إلى اهتمام وزارة الأشغال، وهي تشكل - كما أسلفنا - مشكلة خطيرة تهدد البيئة، وتهدد مورداً مهماً هو الثروة السمكية وتصيبها بمقتل، جراء سوء المعالجة المفترض اتباعها، والتي يمكننا أن نرى بعض آثارها في سمك البلطي الملوث، الذي وجد في مصرف مجارير الصرف الصحي في منطقة صباح الأحمد، والتي تلقفها بعض أفراد الجالية الآسيوية وقاموا ببيعها على أساس أنها طازجة! ولكنها في حقيقة الأمر هي ملوثة، نتيجة عدم معالجة الصرف الصحي في تلك المنطقة.فالمطلوب من وزارة الأشغال معالجة المصارف الصحية، التي تلقي بمحتوياتها داخل البحر من دون معالجة مبدئية مفترضة، لتخفيف تركيز التلوث فيها، والاستفادة منها في ترطيب بعض المناطق في الصحراء، التي تعاني جفافاً وتصحراً خصوصاً في فصل الصيف اللاهب.كما أن المناهل الصحية - التي تنتشر على امتداد الشواطئ في الكويت - تعاني سوءاً كبيراً وإهمالاً غير مسبوق ولا تتضمن أي إجراءات صحية يتوجب اتخاذها، قبل أن تلقي بمحتوياتها في البحر مباشرة، والبعض منها يشكل خطراً حقيقياً، رغم عشرات التحذيرات التي وجهتها إليها الهيئة العامة للبيئة مشكورة، ولكن تجاوب وزارة الأشغال بطيء، ويحتاج إلى تسريع من أجل أن تكون بيئة الكويت نظيفة وخالية من كل ما من شأنه أن يضر بالصحة، ومن ثم التقليل من دائرة الخطر من حدوث كوارث بيئية غير محمودة العواقب.ويتعين على وزارة الأشغال عدم تجاهل تحذيرات البيئة في كيفية التعامل مع مناهيل الصرف الصحي، وعدم الاهتمام الكافي بهذه المشكلة...  والله الموفق[email protected]

د. فهد الراشد

الملياردير
طبيـعة خـلابة وتربة ملوّثة، صوت خـرير الماء في جـداول صغيرة تسقي البعـيد وتتجـاهل القـريب، زقـزقات عصافـير تنادي بعضها إيذاناً بالهجرة، حفيف ورق الأشجـار يتطاير إلى الأعلى متـباعداً، ورود ملونة هجـرتها الأيادي النـديّة، رذاذ الماء يسقط عليـها فتـغدو باكـية، ممرات خـضراء تصحـّـر الدفء والإحـساس فيـها. وقـف (المبشّت) على الشرفـة ينـظر إلى فـضاء قـصره المـترامي الأطراف، هناك من يقـلـّـم الأزهار وكأنه يتصارع معـها، وهناك من يشذب الأعشاب خـنقاً، وهناك من ينـقي الممرات التي خـلت من التراحم وفقـدت اللُحمة. موظفو الخـدمة بلباسهم الأصفر الموحـد منتـشرون في كل أرجاء القصر بلا حـياة وبلا روح، يعملون بصمت رهيـب ليس مسموحاً لهم سوى النظر إلى بعضهم فقط. وقـف ورجـله اليمنى قد ارتفعت على عتـبة سور الشرفة بمقاس ثلاثين سنتمتراً تقريباً. رجـل في العقد السادس يبلغ من العمر خمسين ونيفاً، جـميلُ الوجـه، وجـيهُ الطـلّة، ملابسهُ فاخـرة جـداً، عقالُ مرعز الأصلي، غـترة ذات جودة عالية، قماشٌ لدشداشة فاخـرة جداً، بيده سيجـار بني اللون، وصل إلى منتـصفه، وباليد نفسها كان ممسكاً بفنـجان قهوة يرتشـف منه رويداً رويداً، أما طـبق الفنـجان فكان يمسكه باليد اليسرى، بدا مـترنح الفكـر، سرح في خـياله: - إييه حطله قناتين قعد يتفلسف علينا، كل شوية طالع لنا أنا أثرى الأثرياء، أنا أغنى واحد، وهالقنوات ما عندهم شغل غيره الملياردير راح، الملياردير قعد، الملياردير انسدح، الملياردير كوكس، والله شغله، راح تشوف هالسنة مَن هو أغنى واحد فينا، أنا والا أنت، ما راح أخلي لك ذكر نهائياً، راح يكون تصنيفك مو الثاني أو الثالث، راح يكون تصنيفك الرابع أو الخامس، وراح تشوف.

د. فواز العجمي

قول وفعل...معالي الوزير: تجربة نجاح كويتية
بعد عقدٍ من الصمت، أجد نفسي مدفوعاً للعودة إلى الكتابة، ليس لمجرد التعبير عن الرأي، بل لتوثيق لحظةٍ مشرقةٍ تستحق الاحتفاء. فقد أثبت معالي وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن بداح المطيري، بما لا يدع مجالاً للشك، أن العمل الجاد والالتزام الوطني قادران على تحويل التحديات إلى إنجازات تُخلّد في الذاكرة.قبل 90 يوماً فقط من انطلاق بطولة كأس الخليج لكرة القدم السادسة والعشرين، أُسند إلى معالي الوزير ملف استضافة البطولة. مهمة قد تبدو شبه مستحيلة في ظل ضيق الوقت، لكنها قوبلت بروح قيادية لا تعرف المستحيل. شعاره كان واضحاً منذ البداية: «يأمرون وننفذ». ومع أول اختبار حقيقي عقب الأحداث المؤسفة في مباراة منتخب الكويت والعراق، حَملَ الوزير جزءاً من المسؤولية، مؤكداً أن الفشل ليس نهاية المطاف، بل بداية جديدة للتحدي والإصرار.عمل معالي الوزير والفرق العاملة معه ليلاً ونهاراً ليؤكد أن الكويت بأبنائها قادرة على تنظيم بطولات بمعايير تضاهي أفضل التنظيمات العالمية. لم يكن الأمر مجرد شعارات، بل خطة عمل واضحة استوعبت جميع القطاعات، من مؤسسات الدولة والقطاع الخاص إلى المجتمع المدني والمتطوعين. قاد العمل بفكرٍ شموليٍ، حيث أدخل الجميع في دائرة المسؤولية لتحقيق رؤية سمو الأمير، حفظه الله ورعاه، باستضافة مشرفة للبطولة.ولأن الإعداد الجيد أساس النجاح، اعتُبرت مباراتا منتخبنا مع كوريا الجنوبية والعراق في تصفيات كأس العالم بروفة حقيقية. أظهر التنظيم آنذاك حُسن إدارة مع تجهيز عالي المستوى، حيث تم تحسين الخدمات داخل وخارج الملعب، ما رفع من جودة تجربة المشجع وأعطى الفريق المنظم الثقة اللازمة لتقديم بطولة استثنائية.بدأت البطولة قبل انطلاق صافرة البداية، حيث خطف الاستعداد جمال الأنظار. من مواقف السيارات المهيأة بعناية، إلى شعار البطولة العميق «المستقبل خليجي»، وصولاً إلى تجربة المشجع الممتعة من لحظة وصوله إلى الملعب وحتى مغادرته. وكانت المفاجأة الكبرى في حفل الافتتاح الذي وصفه الجميع داخل وخارج الكويت بأنه تحفة فنية تحمل رسائل عميقة عن التاريخ والهوية الكويتية.نجاح البطولة لم يكن فقط في التنظيم المادي، بل في خلق تجربة ترفيهية متكاملة جعلت الحضور يتجاوز التوقعات. فقد بلغ الطلب على تذاكر إحدى مباريات المنتخب الكويتي ربع مليون طلب، وهو دليل على ثقة الجمهور في جودة التنظيم ومتعة التجربة.ما حققه معالي الوزير لا يعكس فقط مهاراته القيادية، بل يعبّر عن روح كويتية أصيلة قادرة على تحقيق الإبهار رغم كل التحديات. ومما أعرفه عن الوزير، فإنّ ما شاهده الجميع هو جزء صغير من إمكاناته الإدارية والتنظيمية، ولو كان الوقت أطول لكان الإبهار أكبر.ختاماً، أقول بكل فخر: كفيت ووفيت، يا أبا يوسف. أثبت أن الكويت، بأبنائها المخلصين، قول وفعل، وأنها قادرة على صنع المجد في كل ميادينها.