No Script
موسى بهبهاني

نِعْمَ الحاكم...
جميعاً كنا ننتظر عودة الشيخ صباح الأحمد الصباح - طيّب الله ثراه - سالماً معافى إلى أرض الوطن، لتقر أعيننا برؤيتك،إنما هي مشيئة الرحمن سبحانه رجعت جسداً وأدميت قلوبنا بفراقك، اللهم لا اعتراض على القدر فالموت حق على الجميع، وبرحيلك خسر العالم حكيماً وصاحب مواقف مشرّفة وعطاء لامحدود في مساعدة الآخرين، ولك بصمات واضحة لا تمحى في حل قضايا عدة شائكة. (حب الأوطان من الإيمان) أحببت الكويت وشعبها بل أحببت العالم أجمع،وتفضّل الله عليك بالعدل والشفقة، فكسبت محبة شعبك ومحبة شعوب العالم، متميزاً في كل شيء بالأخلاق العالية، بالمودة والرحمة، والكرم والعفو عند المقدرة، والحزم والشدة عند الفتن، الابتسامة لا تفارق محياك تبعث الطمأنينة في قلوب الآخرين. فقد مد يد العون للجميع بمختلف مشاربه، من دون تمييز سواء في الدين أو العرق أو اللون، بل تعامل مع الجميع بإنسانية، ورفع قدر وطنه في العالم، وتم اختيار الكويت منارةً ومركزاً للعمل الإنساني ونال وسام قائد الإنسانية. ورغم بساطة مراسم العزاء واقتصارها على الأسرة بسبب الظروف الصحية السائدة، إلّا أنها كانت كبيرة ومهيبة، فقد خلت الشوارع من المرتادين، فالجميع كانوا يقومون بواجب العزاء من خلال المتابعة خلف الشاشة الصغيرة، لحظة بلحظة مواطناً ومقيماً ومحباً وذلك هو الأثر الطيب الذي تركه محبة الناس له. كما منح الكرامة للكويتي في كل أنحاء العالم، ولاننسى عملية الإجلاء الكبيرة عندما وعد شعبه بإعادة الكويتيين خلال تفشي وباء كورونا إلى وطنهم قبل شهر رمضان المبارك، ليكونوا على موائد الإفطار مجتمعين مع ذويهم، وبالفعل وعد فأوفى فاكتملت فرحتنا بوجود أبنائنا معنا. إن الكويت حزينة على رحيله... وإن العين لتدمع وإن القلب ليحزن، ولا نقول إلّا ما يُرضي الرب، وإنا لفراقه لمحزونون. كنتَ شهمًا وخيّراً وحُساما وسَلامًا لِمَنْ أرادَ السَّلاما كنـتَ رمزًا وفارسَاً وكريمًا وأميرًا عنِ السُّقوطِ تسَامَى يا أميرَ الكُويتِ طِبتَ حَياةً ومَمـاتاً وعِزةً واحْتِراما اللهم احفظ الكويت آمنة مطمئنة والحمدلله رب العالمين.

ناصر بدر العيدان

السياحة... نفط جديد
من المرّات القليلة، بل من النوادر، أن تتفق السلطتان، التشريعية والتنفيذية، على تحقيق ما لا يريده المواطن، لكن هذا النادر حضر بقوة في ملف يعد من أكثر الملفات أهمية ألا وهو ملف «الاستثمار السياحي». لقد بات القطاع السياحي من أهم القطاعات التي تعول عليه حكومات الدول لزيادة مواردها المالية، بل تحوَّل إلى محرك أساسي لاقتصاد بعض الدول ومورد مالي لا يقل أهمية عن الموارد الطبيعية، مثل: النفط والغاز والذهب وغيرها من الثروات. ويكفي القول إن السياحة باتت قطاعاً اقتصادياً عالمياً ضخماً، حتى انه يمثل نحو 12 في المئة من الناتج المحلي لدولة الإمارات، و10 في المئة من الناتج القومي لدولة مثل فرنسا التي لا تملك سوى 3 في المئة من الآثار التاريخية العالمية! لقد لجأت دول العالم إلى صياغة استراتيجياتها السياحية للتنافس على جذب السياح، والفوز بجزء من هذه الكعكة، وتحقيق العوائد المرجوة، أما الكويت، فحدّث ولا حرج، المواطن يريد الاستغناء عن السفر وقضاء عطلته في بلده، بدل أن يذهب للسياحة بالخارج، لكن الاستراتيجية غائبة، والرغبة السياسية منعدمة، أو لنقل غير قادرة على حل هذه المسألة؛ إما لغياب الكفاءات التي تستطيع العمل على هذا الملف، وإما لأن هذا الملف ليس على سلم أولويات السلطتين، وإما لعدم وجود هذا الملف من الأساس! نحن ما زلنا نعتمد على الاستهلاك وعلى المشاريع التي تموّلها الحكومة وتدعمها عائدات النفط، ويجب علينا إيجاد محفزات اقتصادية حقيقية لا تعتمد على النفط بشكل مباشر، أو غير مباشر، من خلال إشراك المواطنين بشكل حقيقي في هذه الجهود، وأخذ العِبرة مما حدث بسبب جائحة كورونا، وما صاحبها من تباطؤ اقتصادي عالمي، وانخفاض أسعار النفط إلى 23 دولاراً في بعض الأوقات! إن السياحة تخدم ما لا يقل عن 35 قطاعاً يمكن أن تلعب أدواراً مهمة في تحقيق الأهداف التنموية وإنعاش الاقتصاد، خصوصاً إذا علمنا أن الكويتيين ينفقون مليار دينار سنوياً على السفر، وأننا سنكون الرابح الأكبر في حال تحويل بوصلة هذه الأموال إلى الداخل. وأن الحكومة تنشئ مطاراً تزيد كلفته على 4 مليارات دولار، فكيف يمكن أن تتحقق الاستفادة القصوى من هكذا مشروع وليس هناك أي استثمار للسياحة في البلد؟! لقد اطلعت على القانونين المُقدَّمَين أخيراً إلى مجلس الأمة بهذا الشأن، ولي ملاحظات عدة عليهما أعتقد أنها مهمة: أولاً: إن العامل المشترك الذي يجمع هذين القانونين هو أنهما يفتقدان لخبرة أهل الشأن. ورغم أن لدينا قطاعاً للسياحة في وزارة الإعلام، لكننا لم نرَ أي أثر لتلك الاستراتيجية «الجبارة» التي أعدها القطاع في العام 2005 في عهد الوكيلة المساعدة السابقة الأستاذة نبيلة العنجري: أين ذهبت هذه الاستراتيجية؟ وهل تم قياس مدى التقدم في تنفيذها؟ إن كانت الحكومة جادة في تنفيذ هذا المشروع فعليها الرجوع لهذه الاستراتيجية، التي ذكرت ما ذكره النواب اليوم، بعد 16 عاماً من خروجها إلى النور، ومن اقتراحاتها المهمة إعادة هيكلة شركة المشروعات السياحية لا تصفيتها. ثانياً: يجب أن يكون المُنطلَق واضحاً بالنسبة لصاحب القرار: هل السياحة نشاط إعلامي أم أنها صناعة؟ لقد أسلفت القول إن الدول المتقدمة تعتبر السياحة رافداً اقتصادياً وصناعة لها أبعادها على مختلف السلع والخدمات، ولغرفة التجارة والصناعة ورقة موجزة قدمتها في العام 2009 تطرح من خلالها مفهوم «سياحة الأعمال»، وأنه عملية استقطاب المستثمرين وإنعاش الأعمال والمشاريع المتعلقة بالسياحة، وأكدت هذه الورقة (التي جاءت تعقيباً على استراتيجية قطاع السياحة في وزارة الإعلام المذكورة أعلاه) أن السياحة صناعة أكثر منها نشاطاً إعلامياً وترفيهياً. ثالثاً: لقد تقدم أحد نواب مجلس الأمة في العام 2013 بمقترح لإنشاء «الهيئة العامة للسياحة»، ورفضته اللجنة التشريعية آنذاك بحجة الظروف الاقتصادية، وبعد هذا الرفض يقر مجلس الأمة إنشاء هيئتين مستقلتين تكلفتهما السنوية تعادل كل مشاريع هيئة السياحة التي كانت ستقدم مردوداً مادياً وعائداً مادياً جيداً لميزانية الدولة! كيف يفكر النواب؟ وهذا لا يعني أننا مع التطبيق السيئ للهيئات المشهرة من تجاربنا الأخيرة، وإنما مع الصورة المثالية التي تنهض بالسياحة وتشرف على الاستراتيجية السياحية! إن انعدام الفكر الاستثماري في السياحة، والجهل بحاجة المجتمع إلى أهمية النشاط السياحي هما ضربة قاصمة لإيجاد مصادر بديلة للدخل وعلاج ناجع لسد عجز الميزانية، في ظل هدر فاضح لأراضي الدولة وأملاكها غير المستثمرة، والمتوقف بعضها منذ سنوات بحجة الصيانة! لا تهربوا من المسؤولية بمشاريع الخصخصة وتنفيع بعض التجار، ادفعوا إلى إصلاح الهياكل المنظمة وقنّنوها وقيّدوها بالقوانين الصارمة إن تطلّب الأمر، واستفيدوا من جهود السابقين، لعلنا نلحق بالركب، ونعوّض القليل مما فاتنا.

ناصر سالمين

حتى لا ينسى التاريخ
غزو، «يعني غدر، زحف، واقع»... سمها ما شئت فقد تعددت الأسماء والفعلُ واحدٌ. غزو، كلمة من ثلاثة أحرف ولكنها كرصاصات غُرست في قلب جميع أبناء الشعب الكويتي، الغين غدر، الزين زحف والواو واقع. غدر، نخطو نحوه بخطوات ثقيلة ونحو أعتاب ذكرى أليمة، ذكرى وددنا لو انها ما وجدت ولا كانت، ولكنها أصبحت جزءاً لا يتجزأ من تاريخ الكويت، وباتت تطرق أبواب المجتمع الكويتي في كل عام، هي ذكرى لقصة حزينة حملت بين دفتيها مأساة موجعة وأليمة، سُطرت بحروف خُطت بدم الشهداء واستلهمت معانيها من تضحيات الأسرى، وكُتبت على صفحات تاريخ الكويت لتبقى ذكرى راسخة على مر السنين وهي الذكرى الثانية والثلاثون للغزو العراقي الغاشم على دولة الكويت. هو زحف حاقد مرير وسواء شئنا أم أبينا سنستذكره رغماً عنا، ورغم ما تحمله للعديد من الكويتيين من أحزان ظاهرها آهات ودموع، وباطنها بطشٌ وتعذيب للشعب الكويتي، ففي كل بيتٍ ستجد رواية حزينة ومأساة يشيب لها شعر الوليد، فما فعله طاغية العراق وجنوده من أفعال شنيعة لا توصف ولا تخطر على عقل بشر، فقد تفننوا بتعذيب من يقع تحت أيديهم، عذاب وويل وفتك لا يستوعبه العقل البشري نهائياً، فذاك من قطعت أوصاله ارباً اربا، وتلك من جُردت من سترها كي يُنتزع منها معلومات عن خلايا المقاومة، وذلك كهل كبير نُكّل به من باب التسلية والاستهزاء، ناهيك عن رُضع لا حول لهم ولا قوة تم رميهم في الطرقات ليواجهوا مصيرهم المحتوم، لقد ابتكر العدو العراقي طرقاً للتعذيب لم نسمع بها أو نرها من قبل وكل ذلك من أجل أطماع وحقد دفين على مر السنين، والغريب في الأمر أن دولة الكويت كانت اليد الحانية على العراق، كانت بمثابة الدواء لجراحه، كانت السند له وقت المحن، كنا أشقاء ونسباً وكنا الداعمين له دوماً، لم نبخل عليه لا بمال ولا بمشورة فما كان جزاء الإحسان إلا الغدر والنذالة. واقعة الخميس الأسود 2 / 8 / 1990، واقعة مليئة بالعبر والدروس يجب أن نقف عندها ونسلط الضوء عليها إن كنا نريد أن نستوعب الدرس جيداً، فأولاً قاعدة حب الوطن، فيجب أن يكون حب الوطن مغروساً بداخلنا كي نضمن وجودنا وبقاءنا، فمن لا يحب وطنه لن يقف بجانبه في الأزمات ويدافع عنه في أحلك الظروف، والقاعدة الثانية هي التكاتف والتحالف لأطياف الشعب كافة للوقوف بوجه العدوان، متناسين الفكر القبلي والمذهبي ومتذكرين هويتنا الرئيسية وانتماءنا لوطننا الكويت، أي أننا جميعاً كويتيون... كويتيون فقط، فبالوحدة تقر أعين الوطن ويقوى ويستمر العطاء، أما القاعدة الثالثة فهي أنه لا أمر يدوم للأبد، فمثلما كانت هناك بداية حتماً ستأتي النهاية، فطاغية العراق بدأها بأكاذيب واعتقد بأنه سيد الموقف وغرته عظمة جيشه ونصرة أعوانه المتخاذلين، متناسياً قدرة الله عز وجل إن أراد أمراً أن يقول له كن فيكون، فسبحان من أمره بين الكاف والنون أعاد الحق لأصحابه، وعادت الكويت حرة أبية تحت مظلة حكام الكويت آل الصباح الكرام، وشعبها الذي حمل راية الحق وجاهد بمعية دول التحالف إلى أن وصل لشاطئ التحرير والنصر، فهنيئاً للكويت بأبنائها البررة الأوفياء. وقبل الختام أصدح بصوت عالٍ يملؤه الخوف على مستقبل بلدنا الحبيب الكويت، لأقول لقد واجهنا عدواً صنديداً قد خافت من مواجهته بلدان لا يستهان بها وخضعت له راغمة، كان الدافع آنذاك وراء هذه المواجهة هو حب الوطن والخوف عليه من تصاريف الزمان، ضربنا وقتها أروع الأمثال في البسالة والتضحية من أجل بقاء الكويت والمحافظة عليها من براثن العدو، لم نخش حينها لائمة لائم ولم تهزنا أعدادهم وكثرة عتادهم، تسلحنا بالإيمان بالله وحب الوطن، واستمددنا قوتنا من تلاحمنا وتكاتف وحدتنا ووصلنا للهدف المنشود بمساعدة الأصدقاء والمحبين، فهل من الصعب عودة تلك الروح الكويتية الأصيلة لسابق عهدها. وختاماً، أود أن أقدم نصيحة لنفسي أولاً، ثم لأبناء الكويت المخلصين مختصراً إياها بكلمتين (الكويت أمانة) فهل صنا الأمانة؟... دام الوطن ودمتم سالمين. الأسير المحرر العقيد الركن المتقاعد ناصر سلطان سالمين Prisonerkwt1990

ناصر سالمين

رثاء فقيد الكويت
فجعت الكويت بالأمس برمز من رموز أبطال الكويت الأوفياء والذي رحل جسداً ولكن سيبقى طيب أثره على مر السنين، رحل صوت الكويت الصادح ابان فترة الغزو العراقي الغاشم والذي أطلقت حنجرته بشائر التحرير، رحل القامة الشامخة والهامة التي تنحني لها النواصي، رحل حبيب الوطن صاحب اللثام الذي أزعج حينها القوات العراقية الغازية، رحل من أعطى الوطن دون مقابل، رحل من كان للوطن درعاً في وجه العدوان العراقي، رحل مترجلاً من صهوة الحياة ليسلم روحه للباري عز وجل وينضم لكوكب رجال المقاومة الراحلين، غاب عن الوجود للأبد ولكن ترك خلفه إرثاً من حب الوطن يشار له بالبنان...أحبتي، لقد رحل القيادي والمعلم الفريق الركن المتقاعد أحمد محمود الرحماني (طيّب الله ثراه)، ولو حاولنا أن نسلّط الضوء على شخصية الفقيد فلن نستطيع أن نوفيه حقه، وستقف سطور الحزن وكلمات الرثاء عاجزة عن وصف ما تجيش به النفس من وجعٍ وألم لهذا المصاب الجلل، ولكن لا نقول إلا ما يرضى الرب «إنا لله وإنا إليه راجعون»، وإن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا أبا فهد لمحزونون، ولكن فقدٌ بهذا الحجم لا يحتمل... فقدٌ لا يحتمل... فقدٌ موجع لدرجة كبيرة.الراحل من أبطال رجال المقاومة الكويتية ابان فترة الغزو العراقي الغاشم على دولة الكويت حيث كان يعمل بهيئة العمليات والخطط برتبة مقدم ركن، ومنذ انطلاق شرارة الغزو آثر الفقيد على نفسه إلا الوقوف بوجه المعتدين وتلقينهم درساً في حب الوطن والذود عنه، فشحذ الهمة وتسلح بسلاح الإيمان بالله وحب الوطن وراح يدافع عن معشوقته الكويت بكل ما أُوتي من قوة وإخلاص، حيث عرف بلثامه الذي أزعج القوات العراقية، وبات هدفاً لهم للإطاحة به والقبض عليه، ولكنه كان حريصاً كل الحرص في تحركاته فخاب مسعى العراقيين وبات رمزاً لرجال المقاومة الكويتية.لقد عمل الراحل جاهداً بمعية زملائه للدفاع عن حق الكويت المغتصب ووضع لنفسه خارطة طريق يسير من خلالها في طريق التحرير وكان له ما يطمح إليه، كان على ثقة بأن النصر آت لا محال، وما هي إلا مسألة وقت وتعود الكويت حرة أبية وتعود القيادة الشرعية إلى عرينها المنشود، وخلال تلك الفترة كان الفقيد مثالاً يُحتذى به في حب الوطن والتفاني من أجله ضارباً أروع الأمثلة في التضحيات والبطولات الباسلة التي يشار لها بالبنان، معرّضاً حياته للخطر في العديد من المواقف الخطرة، كان الراحل صوت الكويت الأصيل الذي كان يحث زملاءه على مواصلة العطاء والصبر والصمود وبذل الغالي والنفيس من أجل رفعة الكويت والتصدي للعدوان العراقي مهما كانت النتائج المحتملة، كان يضع روحه بكفة وهذا الوطن في كفة أخرى راجحة، لقد أحب الفقيد الكويت فأحبته الكويت.الفريق المتقاعد/ أحمد محمود الرحماني (رحمه الله) ليس من الشخصيات العادية ليكون فقده عادياً، بل هو ذاك الكويتي الأصيل الذي يجب علينا الوقوف عنده وشرح مآثره للجميع.باختصار إن الراحل رجلٌ من الطراز الأول في الإخلاص والتضحية ومثالٌ للرجل الكويتي المخلص وعسكريٌ لا يشق له غُبار، صفات عدة يعجز المقام عن ذكرها في هذا السياق.باختصار، كنت لي القائد منذ دخولي الكلية العسكرية سنة 1979، كنت المعلم، المدرب، المرشد، الناصح واستمرت العلاقة الأخوية وكنت رجل المواقف... والمواقف كثيرة لن ننساها ما حيينا.أبا فهد، ترثيك الكويت قاطبةً وتشهد لك ذكريات الغزو بشجاعتك وتضحياتك، عملت بصمت ورحلت بهدوء وعلى مثلك تبكي العيون ويحزن الفؤاد، فنسأل المولى عز وجل أن يسكنك فسيح جناته ويغفر لك ما قد كان منك ويرحمك رحمة واسعة، وتبقى الكويت بأبنائها المخلصين ودمتم سالمين.العقيد الركن المتقاعد ناصر سالمينالأسير المحرّر

نجاة الحشاش

فاشينستات... جوارٍ بلا قيود
عندما كتبتُ منذ سنة عن عودة سوق الجواري (النخاسة) من جديد، ولكن باختلاف العصور والزمن الذي تحت مسمى السوق الإلكتروني أو البوتيك الإلكتروني، كان هناك رأي مخالف لكلامي. ولكن اليوم كم كنت سعيدة عندما اتفق معي الرأي المخالف وأكد على عودة النساء إلى زمن العبودية بأرجلهن وبمحض إراداتهن وبمباركة الأهل والزوج.قديماً كان سوق يُسمى (سوق النخاسة) كانت المرأة الجارية فيه هي (البضاعة والسلعة).أما اليوم ومع صيحات المطالبات بحرية المرأة وإنهاء العبودية والظلم الذي يقع عليها، للأسف تدخل برجلها إلى سوق النخاسة بالقرن العشرين تحت مسمى فاشينستات أو بلوقرات. وقد أغضب البعض كلامي هذا ولكن لو قارنا الوضع لوجدنا أوجه الشبة كثيرة بين الجواري والفاشينستات مع اختلاف بسيط ولكنه جوهري.زمن الجواري تُقاد المرأة إلى هذا السوق والأمر ليس بيدها، فهي لا حول لها ولا قوة يتم عرضها والتجارة بها لأنها استعبدت عبر السلب أو النهب في الحروب أو من قبل قُطّاع الطرق. فلو كان الأمر بيدها لرفضت وأصرت على بقائها في بيوتها معززة مكرمة فهي أجبرت أن تكون جارية في سوق العبودية. الأمر الثاني يكون سلبها وبيعها عاراً تجلبه لقبيلة بأكملها، ولذلك كان هناك وأد للبنات. وجاء الإسلام وحرّم وأد البنات وكرّم المرأة وعزّز مكانتها في الإسلام وفي مجتمعها وبيتها. ومن المضحك والمحزن معاً وفي عصر المطالبات بحقوق المرأة ونبذ العنف عنها، نجد أنها هي مَنْ تظلم نفسها وتسترخص جسدها وتعود إلى زمن عبودية آخر يُسمى (عبودية الشهرة والمال) وتعرض مفاتنها وجسدها في سوق النخاسة الجديدة تحت مُسمى السوق الإلكتروني، وهي تشعر بالفخر وأن هذه نعمة قد حباها الله وميّزها عن غيرها. دخلت هذا السوق لرغبتها في الشهرة وتسليط الأضواء عليها، وزيادة عدد متابعيها والتربح والتكسب المادي، وافقت أن تخرج مفاتنها وتخرج عن نطاق الحشمة والستر، الذي جُبلت عليه المرأة الحرة العربية المسلمة، وتكون «موديل» لملابس وعارضة لأزياء تفتقد الاحتشام والتستر، وذلك لعرض أرخص الإعلانات والمنتجات التجارية.نعم جوارٍ للمال والشهرة ولكن بلا قيود، كنا في السابق، نستنكر على نساء الغرب ثقافة التعري وإظهار مفاتنهن، فاليوم المرأة العربية دخلت وبقوة ومنافسة إلى الساحة مع نساء الغرب ولحقت بهن المرأة الخليجية، إنها ثقافة إظهار المفاتن والتعري والميوعة في الكلام، وكلما كشفت عن مفاتنها ارتفع سعرها في سوق الإعلانات والدعايات وتسابق إليها تجار الإعلانات والدعايات، وأصحاب منصات التواصل الاجتماعي، سلطوا الضوء عليهن وعلى أخبارهن وتحركاتهن، وجعلوا من هؤلاء الفاشينستات وبعض مشاهير السوشيال ميديا (نساء قدوة) في مجتمعاتنا. وللأسف حجبت ضوءها عن النساء القياديات والمتميزات والمنجزات في الوطن العربي، نساء بضاعتهن العقل والفكر والعلم والأخلاق والحشمة، نساء لم يسلط الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي الضوء عليهن، لأن بضاعتهن العقل والفكر والحكمة وهي بضاعة رخيصة في زمن اللهو الفساد.وأخيراً رسالتي إلى بناتي وأبنائي الشباب، إن المكانة الاجتماعية السريعة أو الثروة المفاجئة لا تستمران لأن صاحبهما لم يسعَ لتحقيقهما حق السعي، فنحن لا نأخذ إلّا بقدر ما نعطي والذين يحاولون أن يأخذوا بدون أن يعطوا دائماً يفرض عليهم قانون التعويض. ومبدأ التعويض دائماً يأتي على حساب الشخص نفسه فيفقد مكانته وسمعته وأهله وحتى محبيه، فما بُني على باطل فهو باطل. فلا يوجد مَنْ يربح ملايين في أشهر، خدعوكم فقالوا دعاية وإعلان ولكن هي سرقة للمال العام. Najat-164@hotmail.com

نورة شعلان المسلم

ثقافة الهدم
أعتقد بأن ما يجول برأسي منذ سنوات قد كبر، وبات من المستحيل أن يسعه رأسي. لم أعد قادرة على تهدئته أو بالأحرى لا أريد، لأن على الرغم من فضاضته إلا أنه أصدق عابرة مرت عليّ.كثيراً ما أتساءل بحكم هوسي بالتراث والترميم، منذ متى ونحن نربط الهدم بالتطور؟ ودائماً ترجعني الذاكرة إلى لحظة هدم السور الثالث لمدينة الكويت في بداية الخمسينات القرن الماضي وما تلاها من نهضة عمرانية شاملة غيّرت ملامح البلاد رأساً على عقب.فخلال العشر سنوات التالية ولدت مدينة حديثة لا تمت بالطين صلة، ونفضنا أنفسنا من الغبار العالق علينا إثر هذه المواد العتيقة، ولبسنا ثياب الحداثة وتزينا ببيوت وصروح تليق بدورنا الجديد على هذه الأرض.هنا أقف. هنا ومن غير قصد (أو من قصد) ارتبط الهدم بالتطور. فنحن ببساطة نهدم لنفسح الطريق، نهدم لننسى ونصفح، نهدم لننهض من جديد.أنا لا أدعي بأننا خسرنا ولم نكسب من هذه النهضة. بل على العكس كسبنا تراثنا الحديث الذي مازال يتبختر بين أرجاء مدينتنا متكأ على بضع مكاتب وأسواق بسيطة تمسكت به لغلاء ما حوله. لكن ما خسرناه بالمقابل هو تجاهلنا أن الكويت لن تشهد ما شهدته منذ أكثر من سبعين سنة مرة أخرى. ولا أظن أن لنا الكرة بأن نكون جزءاً من مضاعفات هدم مدينة كاملة. فما تم هدمه منذ أكثر من سبعين عاماً مازلنا نجني أثره بنا، بفكرنا وبارتباطنا.ما جنيناه هو ثقافة تهدم لتبني، ثقافة بنيت على النقيض فيستحيل علينا أن نمضي قدماً أو نكبر أو نتعمق. جنينا ثقافة عالقة بأبعاد الزمن.نعم، كتب التاريخ على ورق ونعم بنينا ديارنا على أرض العدم. إلا أن الأقلام التي كتبنا بها تاريخنا لم ترفع وأرض العدم هذه لم تكن قط عدماً إنما كانت كياناً ووئداً. ولم نعط الصحف الوقت الكافي بأن تجف وترسخ بأذهاننا. فمازلنا نغيّرها، نعدّلها، نجمّلها وفي بعض الأحيان نقبّحها. نعبث بها إلى أن تبتعد كل البعد عن الأصل. مازالت الأقلام تكتب ومازال الحبر يسيل على أطراف المدينة. والمدينة تعوم بين ما كانت عليه وما أصبحت، تترنح بين الحقيقة وظلها.في الهدم فظاعة لا أربطها إلّا بالدمار، في الهدم ضياع لتاريخ، لقصص ولذاكرة المكان.هناك عبارة ترن في ذهني سمعتها من شخص في ما مضى. يقول «نحن لا نوالف الحديد». نعم، نحن لا نألف الجامد الساكن، لكن هذا الجمال هو ما يحضن ذكرياتنا، مبادئنا، تفاصيل حياتنا. نعم، هذا الجماد لا يتكلّم ولا يعبّر لكن بلاغة المكان كفيلة بأنه تعطيه صوتاً يصدح بأرجاء المدينة ويقول «أنا مرجعكم، أنا الذاكرة، احفظوني».ارفعوا الأقلام من على الورق وأوقفوا الجرافات. ودعوا الصحف تجف والمباني تتجذّر بالأرض.العابرة مرت وانتهت.

هاشمية الهاشمي

رحل صباحنا... وبقي الأثر
نعزي أنفسنا وأهلنا في الخليج وفي كل مكان عُرف فيه قائد الإنسانية... فقيدنا الشيخ صباح الأحمد الجابرالصباح رحمه الله وغفر له وأسكنه فسيح جناته. كان أباً حنوناً يتابع أخبار الناس ويرعى الكثيرين ويقوم بزيارتهم ويطمئن عليهم، رحمه الله فقد كان أباً للجميع. أصبحت الكويت في عهده رمزاً للثقافة والآداب وكان يرعى بنفسه حفل تخريج أبنائه الطلبة، داعماً للعلم ومشجعاً له. كانت له نظرة ثاقبة في المجال التجاري والاقتصادي وكان له اهتمام كبير نحو تطوير الكويت في علاقاته التجارية المتبادلة مع الدول العظمى، كاستثمارات مستقبلية لتصبح الكويت أكثر ازدهاراً وتطويراً ونهضةً، كما تمنى رؤية الكويت الحديثة كمركز مالي وتجاري في 2035. دأب سموه على حل الخلافات الأسرية في البيت الخليجي، وتقريب وجهات النظر ووضع حلول مرضية لجميع الأطراف بحنكته وحكمته التي تميز بها، كما عمد سموه استضافة الأطراف المتنازعة من الدول التي نشبت بينها الحروب، وحمل هموم الكثيرين وعزم على حل قضاياهم، وإعادة الهدوء والاستقرار إلى المنطقة. وقد كانت له مكانة مرموقة وجهود مضنية في إرساء الحق وثبات القيم، ورعاية قضايا الأمتين العربية والإسلامية، ونصرة الشعوب الضعيفة ومد العون لهم، فقد كان حكيم السياسة والديبلوماسية. افتقدنا رمز الحكمة والعطاء... رمز الود والإخاء، رحمك الله يا أبا ناصر وإننا على فراقك لمحزونون. نسأل الله العلي القدير أن يحفظ الأمير القائد الشيخ نواف الأحمد الصباح، وأن يسدد خطاه ويوفقه لإكمال مسيرة التقدم والتنمية، فهو خير خلف لخير سلف، وأن يحفظ الله ولي عهده الأمين الشيخ مشعل الأحمد الصباح... والله الموفق. Twitter: @H_ALHASHEMMI Alhashimi636@hotmail.com

هاني المير

مناهج التعليم ومشي السلحفاة
أعلنت وزارة التربية أنها تبحث مقترحاً لإلغاء طباعة الكتب والاكتفاء بنسخة إلكترونية ليتمكن الطالب من طباعتها أو جزء منها ما سيوفر ما يقارب 8 ملايين دينار سنوياً.طبعاً، لا حاجة للقول إن الفكرة ليست بجديدة وهي مطبقة في كثير من الدول الأخرى، ولكننا تعودنا على بطء إن لم نقل انعدام القرار في أهم وزارة تُعنى بالأجيال القادمة، الأمر الذي أدى ولا يزال إلى مناهج ضعيفة تعتمد على الحفظ والحشو ولا تقدم أي شيء لبناء الشخصية وتحفيز التفكير، ما يفسر ضعف مخرجات التعليم خلال السنوات الماضية.ومع ذلك أن تبدأ متأخراً خير من ألا تبدأ أبداً، ولا أجد أي مبرّر لعدم البدء بالتنفيذ فوراً واستغلال عطلة الصيف قبل بداية السنة الدراسية الجديدة لتنفيذ المشروع، كما أرجو ألا تضيع المسألة بين تشكيل لجان وفرق عمل لدراسة الموضوع ونحن نعلم تماماً أن ذلك سيؤدي إلى ضياعه.أما إذا أردنا أن نحقق قفزة جيدة على طريق التطوير الحقيقي، لقمنا بإخضاع المناهج بعد طباعتها إلى مراجعة وتحليل شامل بواسطة أنظمة الذكاء الاصطناعي لنعرف مدى حجم كارثة التكرار والحشو والتناقض في تلك المناهج بسرعة قياسية، وهو ما سيؤدي إلى عملية تطوير شاملة لتلك المناهج تنعكس آثارها إيجابياً على عملية التعليم وتجعلنا نتدارك ما فاتنا ونلحق بركب الدول المتقدمة.والله المستعان.

وليد إبراهيم الأحمد

استعجلوا قانون التجريم!
بات من الضروري والضروري جداً قيام مجلس الأمة باستعجال إنهاء قانون تجريم التطبيع مع الكيان الإسرائيلي الغاصب، حمايةً لموقف الكويت البطولي تجاه القضية الفلسطينية على مر السنين، وتحصيناً للموقف الحكومي والشعبي المنسجم تجاه هذه القضية، وايقاف الضغوطات الأميركية المتواصلة على الحكومة من اجل التطبيع!وآخرها ما قاله الرئيس الأميركي دونالد ترامب من أن (الكويت متحمسة للتطبيع) مع هذا الكيان، الذي أصبح مستحوذاً على (مطبخ) القرار السياسي في واشنطن، ويسيره بالريموت كونترول!على الشعب اليوم أن يساند الحكومة في موقفها المشرف، من خلال القوى بمختلف توجهاتها السياسية،الإسلامية والليبرالية والمستقلة، بعقد الندوات التي تكشف المخطط الذي يحاك للبلاد خلال الفترة الحالية، بعيداًعن الطعن في الدول التي طبعت، والتركيز على خطر التطبيع سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، والجانب الشرعي للمحتل، وللمسجد الأقصى، وما يقوم به العدو من توسع في المستوطنات وقتل وتشريد للفلسطينيين.وقد كان بيان القوى السياسية الأخير في البلاد بشأن تصريحات الرئيس الأميركي تجاهنا، للضغط علينا من أجل أن نركب القطار يستحق التأييد والمساندة والدعم.على الطاير:بعض رجال الدين - ومعهم اعلاميون - اخذوا يصفقون للتطبيع فجأة، كونهم مستفيدين من تلك الأجواء السياسية (النتنة)!القسم الأول يهدف إلى التقرب من السلطة... والثاني التقرب من الثروة!ومن أجل تصحيح هذه الأوضاع بإذن الله... نلقاكم!bomubarak1963@gmail.comtwitter: bomubarak1963

وليد الجاسم

حديث في «الوثيقة»
ضج الفضاء الإلكتروني «ضيق الصدر خِلْقَةً» الأيام الماضية بالحديث عن «الوثيقة»، وكلٌ أدلى بدلوه وأفتى فيها من دون أن يسألهم أحد، هذا يعارضها وذاك يساندها، هذا يخوّن كاتبها وذاك يُسبغ عليه أنبل الألقاب والصفات الوطنية!و... كالعادة... غرقنا في الاختلاف على ما لا يجب أن نختلف عليه، وتبادلنا الاتهامات وكأن هذا الأسلوب في التحاور صار (عادات وتقاليد).الكل يجب أن يفتي، والكل يجب أن يكون عالي الصوت حاد الطباع قاسي المفردات، متخذاً إما أقصى اليمين تأييداً أو أقصى اليسار معارضة، المهم أن يكون متطرفاً في موقفه، حتى غاب عنا (ونحن الأمة الوسط) الفكر الوسطي الهادئ القادر على الحوار والاختلاف دونما تشنج وتوتر... ولكن هيهات، صرنا مثل بوش الابن وترامب... إن لم تكن معي فأنت ضدي!والحقيقة التي أعتقدها في موضوع «الوثيقة»، ولست معنياً بفرضها على أحد، أعرضها في ما يأتي من نقاط:أولها، أن الوثيقة لم تقدَّم لي ولا لك ولا لفلان أو علان، ولكنها قُدّمت من الدكتور عبدالله النفيسي والدكتور عبيد الوسمي إلى سمو نائب الأمير ولي العهد الشيخ نواف الأحمد حفظه الله، وبالتالي فإن سموه هو المعني الأول بالنظر في الوثيقة وتقييمها وتقدير الموقف مما ورد فيها، وليس من اللائق ممارسة «لقافة» الاستباق المتعمد ومحاولة خلق انطباع مسبق تجاهها، وهذا لا يعني سلب حق الغير في إبداء رأيه، ولكن أن يكون رأياً لإبداء الرأي وليس لخلق انطباع مناهض مبكر.الأمر الآخر، قد نتفق أو لا نتفق مع بعض المفردات أو العبارات الواردة في الوثيقة، ولكن هذا لا يعطينا حق التجريح أو الإساءة أو التخوين واستخراج مفردات من قبائح قواميس اللهجة في حق أستاذين جامعيين اجتهدا، ولهما ما لهما وعليهما ما عليهما. ولكن ليس مقبولاً انتهاج أسلوب التطاول بدلاً من الحوار والنقاش.أيضاً، نحن في بلد ديموقراطي ولله الحمد والمنّة، وهذه حقيقة مهما شابت ديموقراطيتنا من شوائب، فالكويت أيقونة حرية خليجية وإقليمية... فلا نكونن معاول هدم في بناء الحريات، ولا نكونن دعاة لتكميم الأفواه، ولنبذل جهداً إضافياً في تعلم الصبر والهدوء والحوار مع المختلف.أخيراً، في الكويت... مهما زادت الخصومات والتحزبات، فإن أحداً لن يقضي على أحد أو يقصيه، فلكل من على الساحة الكويتية مكانه وكيانه ومن يظن أن بإمكانه أن يقصي من يخالفهم وينهيهم تماماً، فهو واهم بلا شك، ولن يصل إلى مبتغاه بكل تأكيد، لأن الكويت بلدٌ جماله في التنوع، وبريقه في الاختلاف، ولكن ما نصبو إليه هو الاختلاف الراقي والحوار البنّاء الذي يصنع الفرق بين الإنسان... وقطعان الماشية.

وليد الرجيب

أمام العهد الجديد
لا شك أننا أمام مرحلة جديدة، مع عهد جديد واستحقاق جديد، من خلال تسلم صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح مقاليد الحكم، في ظل تحديات كبيرة وتعقيدات جمة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، وفي ظرف استثنائي فرضته جائحة كورونا على العالم أجمع. ولعل من أهم التحديات ومن أولوياتها، ما تمر به الكويت من أزمات أدت مع مرور الوقت إلى اهتراءات كبيرة في جسد المؤسسات والمجتمع، وإلى ما واجهه الوطن من فساد وسرقة وتخريب، وغياب لهيبة الدولة المركزية، وبروز كيانات وهويات فرعية من طائفية وقبلية وعائلية وفئوية، نخرت في لُحمة الجبهة الوطنية، وسعت لتفتيت المجتمع لانتماءات وولاءات غير وطنية، وأثر ذلك على كل مفاصل الدولة ومؤسساتها وبنيتها التحتية. ومن ضمن ما طاله التخريب والإهمال والتهميش، هي الثقافة الشاملة وبكل مكوناتها، وليس فقط مظاهرها من الفنون والآداب، بل بما فيها القيم والأخلاق والسلوك الحضاري، وهي عناصر أساسية من الثقافة الشاملة، كما هُمش رجالات الثقافة والفكر، واستبدلوا بمن لا يمتون للثقافة بصلة، وقيدت استقلالية المؤسسات الثقافية بإلحاقها بجهات ومسؤولين ليس لهم أي علاقة بالثقافة، حتى تحولت الثقافة إلى مجرد ديكور شكلي. ولعل من أهم ما حاصر الإبداع من فنون وآداب، هي القيود التي كبلت بها الثقافة من قوانين، تخالف نص وروح الدستور، بما فيها حرية الرأي والتعبير والاطلاع، فتراجع المشهد الثقافي السائد وتوارت الثقافة الراقية والرفيعة التي كانت تميز الكويت، باعتبارها منارة للثقافة العربية. ومن المعروف أن صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، يهتم ويقدر الثقافة وتجلياتها الإبداعية، ويعرف تمام المعرفة قيمتها في عكس صورة الكويت للعالمين العربي والدولي، ويتأمل المثقفون والأدباء والمفكرون، أن تكون الثقافة بمفهومها الشامل، أولوية من أولويات التنمية المستدامة، لما يحقق هدف الوصول إلى كويت جديدة، ودولة مدنية حديثة تعيد للنهضة الثقافية والحضارية اعتبارها. وقد يكون الأوان قد آن لإنشاء وزارة للثقافة أسوة بالدول المتقدمة، كما أن الأوان قد حان للإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي، بما يعيد ثقة الشعب الكويتي وفي طليعتهم المثقفون والأدباء والمفكرون، بدولتهم المدنية بما يعنيه ذلك من دولة القانون العادل والمؤسسات. رحم الله أميرنا الراحل وغفر له، ووفق الله أميرنا الحالي وأعانه بالبطانة الصالحة النصوحة، على إعادة الاعتبار لمشروع الدولة المدنية الحديثة، بما يضمن سير الكويت على طريق التنمية والتقدم والرخاء.

د. ابتهال عبدالعزيز الخطيب / الحقيقة
| بقلم د. ابتهال عبدالعزيز الخطيب | أن يبدأ يوم ابني البكر الجامعي بالنظر لصورة والدته في الصفحة الأولى للجريدة مذيلة بخبر رخيص منقول من الإنترنت، أن يقرأ والدي الخبر الذي يعلن ابنته مؤيدة للمواقع الاباحية وحاثة على الالحاد ومشجعة للتوجه المثلي، هذا الرجل ذو السمعة التي تبرق كما الألماس، أن يتواجه زوجي والصفحة الأولى لجريدة تعلن زوجته إنسانة خارجة وصاحبة آراء مبتذلة، وهو الذي أبقى يديه خلف ظهري يحميه عندما يدفعني الغير للسقوط وهو الذي بقي صدره أمامي يتلقى السهام ويحجب نيران الاذى ويظللني بظله الذي هو بحق ظل رجل وليس ظل «حيطة» كتلك الحوائط التي ما فتئت ترميني بالطوب والحجر، يرشقونني بسهام القبيح من الحديث لينالوا مني ما تصل إليه أيديهم، دون حتى أن يتحققوا من «الجريمة» ودون عناء معاينة «موقع الحادث» قبل اصدار الحكم الأخير الرخيص برخص الجهد المدفوع فيه، وكل ذلك وبكل أسف باسم الدفاع عن الدين وحمايته من المتآمرين عليه والذين هم... أنا، وحدي أنا.أعلن أنا اليوم أنني ألتزم بكل كلمة ورأيي أطلقته في مقابلة LBC مع وفاء الكيلاني موضع القصف اليوم، ولمعرفة تلك الآراء، فكل ما يحتاجه المهتم هو التوجه لليوتيوب لمتابعة المقابلة ولا شيء أكثر من ذلك. أحد أهم ما ذكرته في تلك المقابلة اننا شعوب سمعية، نتناقل الخبر شفاهة، لا نملك الوقت لنحقق ونتحقق: نفتح كتاباً أو نحضر مقابلة؟ في هذا تضييع لوقت وجهد يمكن تسخيره للجلوس في المقاهي ولتصفح المنتديات وللعب الدامة، لذا واختصاراً للوقت، وبطريقة تذكرني بما يفعل الطلبة أحياناً حين يرومون الموجزات المشوهة المتوافرة على الانترنت للأعمال الأدبية الرائعة التي تدرس لهم في الجامعة، يتطلع العموم للمواقع التي تختصر الآراء، تقدم الزبدة دسمة وثقيلة ولذيذة الطعم وقاتلة التأثير، مواقع تكنس سمعة الناس ومستقبلهم وأمنهم الشخصي. ولهذا النقل الثقيل الدسم لذة تزداد حدتها كلما حُبكت القصة وترذلت تفاصيلها، كأس خاثر مسكر يتجرعه من يريد خدر الخبر ولذة التشفي، حتى تنتهي السكرة بالحمد والعرفان والدعوة بالموت والخذلان لأعداء الرحمن، الذي أعلنوه سبحانه في صفوفهم وأعلنوا أنفسهم جيشه الجرار الكرار.أنا ابتهال الخطيب، جلست في حجر والدي وأنا في السابعة من عمري، على يمينه خريطة تشرح مسيرة الرسول وآل بيته، قصة عميقة ببعد السرد التاريخي والاجتماعي الذي زودني والدي به، على يساره كتب شكسبير بالعربية المبسطة للأطفال، أول كتب تشعل ولعي بالأدب فوقها اهداؤه الشعري الأول، ديوان بدر شاكر السياب، نعم، لطفلة في السابعة، وأمامه كتب الفلاسفة الذين قتلتهم آراؤهم، فكانت الصورة متكاملة لما يريدني أن أكون هذا الرجل العظيم، وكنت أنا، قارئة نهمة، قلبي متعطش لكل معلومة، ولكل سؤال عندي سؤال آخر يحيي البحث في نفسي ويبقيني حية قلباً وروحاً وعقلاً.جرعني خبر يوم أمس على جريدة «الراي» ومانشيته الحارق أول قطرة سم على الاطلاق. لم يهمني في يوم التطحلب المخضر على صفحات الانترنت، فهذا مصدر مفتوح للأقلام الجيدة ولتلك التي يخلو حبرها فتكتب حتى بالدم، وهذا ثمن الحرية الموسعة على الانترنت، وهو ثمن أقبل به بل وأنا تحديداً من يجب أن تحترمه وتتقبله أياً كان بدعواتي المستمرة لحرية الرأي لأقصى حدودها، لكن أن ينتقل خبر مقطع ومشوه بل وفيه ما لم أنطق به على الاطلاق على وجه الصحيفة الوحيدة التي أعطيتها تصريحاً لأنها جريدة بلدي التي، حسب ما جاء على لسان المحرر، يسعون لتوضيح موقفي ومساعدتي على تخطي سوء الفهم واساءة التعبير التي تعبئ الانترنت، فذاك السم الحارق.«الراي» عرضت نشر بياني هذا كاملاً في موقع نشر الخبر، وفتحت صدرها بسعي من الجريدة ذاتها لاستضافتي في ديوانيتها ثم على شاشتها التلفزيونية مع السيد عبدالله بوفتين في مقابلة مباشرة، للتوضيح والتفنيد. وأنا شاكرة لمساعيهم التصحيحية ومساندة من يعتقدونه يستحق المساندة. هم يتكبدون العناء للمساهمة في توضيح ما أساء البيان تبيانه، وأنا أتكبد العناء لا لأنفض عن قلبي سواد قلوب الآخرين، فذاك سواد مثل الديزل المعتق، لا يزول ولا سبيل لتخفيف روائحه، لن يقطع ما أقول وأفعل سبيل لذة تناقل قصة مفعمة بالتفاصيل، لكنني أتكبد العناء لأنني مؤمنة بأن الخلاص في الحرية، في تقبل الاختلاف وتحرير الصوت، في استيعاب أن نجاتنا ونجاحنا سيكونان عندما نتوقف عن محاولتنا أن نحوّر الآخرين نسخاً من أنفسنا، عندما نتقبل بل ونحب اختلافاتنا. أترك صغيرتي ذات الثمانية أعوام يوم الخميس المقبل تحتفل بعيد ميلادها في البيت وأتوجه أنا لإجراء المقابلة لأن خوفي على مستقبلها يفوق حزني على دموع أدري انها ستسكبها لمغادرتي حفلها الصغير الجميل.ليس هذا بياناً معتاداً في مثل هذه المواقف، نعم، وليت مثل هذه المواقف لم تكن معتادة، مواقفي وآرائي أقف خلفها كاملة، كما أفصحت عنها في المقابلة لا كما تناقلتها بعض الصحف وصفحات الإنترنت. الآراء معروضة في المقابلة الكاملة على اليوتيوب، وسيكون لي عودة لها في ديوانية «الراي» ومقابلة السيد بوفتين، وسأتحاور وأتحدث لأن الحوار هو الهدف، ولا هدف بعده.

«الراي»

مارسيل غانم ... وشاح الحرية
يستحقّ «ابن المهنة» مارسيل غانم وشاحاً للحرية من رتبة «فارس» مع اقتراب «كلام الناس» من يوبيله الفضي. فهذا الإعلامي الذي تغلّبتْ وطنيّتُه اللبنانية على الألوان السياسية في بلاده، تحوّل «ظاهرةً» أصيلةً كأنها «ماركة مسجّلة» يَصْعُبُ التشكيك فيها أو تقليدها أو النيْل منها.ولعلّ الصمود الطويل لمارسيل غانم على الهواءِ الصعب يَتجاوز «كاريزما» الرجل وتَحوُّل برنامجِه الأوسع انتشاراً لاعباً مرهوبَ الجانبِ، فهو شكّل مرآةً لضمير اللبنانيين في أسوأ مراحلِ كمِّ الأفواه، والمنبر الأكثر جرأةً في أزمنةِ كواتمِ الصوت وغَدْرِها وخطوطِها الحمر.كان مارسيل غانم، في برنامجه وإطلالاته في مراحل عدّة، «بدلاً عن ضائع» حين غُيّبت زعاماتٌ لبنانيةٌ عن المَشهد. وفي الأيامِ الحالكةِ، شكّل «قطرةَ ضوءٍ»، ونَقَلَ كلام الناس من الشارع الى الشاشة عبر الرأي والرأي الآخر وفي حوارٍ بـ «بَصْمَةٍ خاصةٍ» لا تُشْبِه إلا مارسيل غانم.يَصْرخ، يَبْتسم، يُجادِل، يَهزأ، يُقَهْقِه، يَغْضب، يكرّ ويفرّ، يَلين ويقسو، توليفةٌ محبَّبةٌ لحواراتٍ مع كبارٍ وصغار في الداخل والخارج، في السياسة وغيرها، خاض غمارها مارسيل، الذي كبر على الشاشة وكبرتْ به في برنامجٍ لم يَشِخْ... يطلّ كل مرّة وكأنه أوّل مرّة.يتعرّض مارسيل غانم اليوم الى المُلاحَقَةِ في بيروت بسبب استضافته صحافييْن سعودييْن عبر الأقمار الاصطناعية تعرّضا لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون ولمسؤولين آخرين على خلفية الأزمة الناجمة عن اتّهام الرياض لأحد مكوّنات الحكومة اللبنانية، أي «حزب الله»، بالاعتداء على أمن السعودية ودولٍ خليجية أخرى.إدانةُ التعرُّض، ومن أيٍّ كان لرئيس البلاد في أي دولة أمرٌ محسوم... ولكن هل المشكلة في الهواء السائب فحسب، أم في الحدود السائبة ومكبّرات الصوت السائبة والسلاح السائب وإلى الحدّ الذي يكاد أن يُصوِّر لبنان وكأنه دولة راعية للشتائم العابِرة للحدود والخلايا المزْروعة في غير مكانٍ والتدخّلات هنا وهناك؟يُلاحَق مارسيل غانم لأنه أُخذ عليه ترْك الهواء لمَن أساؤوا للمسؤولين في لبنان... حسناً ماذا عن الشاشات والمَنابر والقامات التي تُمْعن في الإساءة والشتم والاتّهام والتهديد للعالم العربي بأسْره... فمَن سيُلاحقهم؟ وهل حرية التعبير مسموحة ذهاباً وممنوعة إياباً؟«الراي»

(أ ف ب)

ترامب نسخة شقراء عن أوباما
بقي الكلام الاميركي الكبير في التعاطي مع تركيا مجرّد كلام. أظهرت إدارة دونالد ترامب مرّة أخرى، بعد خيانتها الاكراد، انّها من النوع الذي لا يمكن الاعتماد عليه. وهذا ما جعل بغض العرب يعتمد الحذر في التعاطي معها. جاءت زيارة نائب الرئيس الاميركي مايك بنس لتركيا برفقة وزير الخارجية مايك بومبيو لتؤكد ان لادارة ترامب حسابات خاصة بها تجعلها تتخلى عن حلفائها في حال دعت الحاجة الى ذلك، على الرغم من كلّ التضحيات التي يمكن ان يقدّمونها. تبيّن ان الولايات المتحدة ليست مستعدّة للتضحية بعلاقتها بتركيا من اجل حفنة من الاكراد في سوريا. اثبتت مرّة أخرى حجم لااخلاقيتها عندما يتعلّق الامر بمجموعة وقفت الى جانبها في الحرب على الإرهاب وعلى "داعش" على وجه الخصوص. اكتفى دونالد ترامب في تبريره للتخلي عن الاكراد بقوله انّهم "ليسوا ملائكة". هذا صحيح ولكن لماذا اكتشف ذلك بعد كلّ هذه السنوات من التعاون معهم؟ ظهر، مع مرور الوقت، انّ دونالد ترامب لا يختلف كثيرا عن باراك أوباما، عندما يتعلّق الامر بالمبادئ الكبرى، مثل حريّة الشعوب. الدليل على ذلك واضح كلّ الوضوح. ما الذي يختلف فيه ترامب عن أوباما عندما يتعلّق الامر بالشعب السوري الذي انتفض على نظام اقلّوي لا يؤمن سوى بنهج واحد هو الغاء الاخر؟ لم يفعل ترامب شيئا للسوريين الباحثين منذ العام 2011 عن نوع من كرامة. على العكس من ذلك، عمل كلّ ما يستطيع عمله من اجل بقاء النظام في دمشق وتمكينه من متابعة حربه على شعبه بواسطة ايران والروس في الوقت ذاته. لدى ايران ميليشياتها المذهبية التي تقاتل السوريين ولدى روسيا سلاح الجوّ وقوات على الأرض تتولّى مهمات لا يستطيع غيرها توليها من نوع الفصل بين الاكراد والأتراك في مناطق سورية معيّنة وعندما تدعو الحاجة. ما الذي فعله ترامب من خلال بنس وبومبيو اللذين التقيا الرئيس التركي رجب طيب اردوغان؟ استسلم عمليا للرغبات التركية من جهة وسلّم الملف السوري بكامله الى روسيا من جهة أخرى. عمليا، صارت تركيا في سوريا وستسيطر على منطقة بعمق ثلاثين كيلومترا بموافقة أميركية. هذا هو الواقع الجديد في سوريا. في حال قبول الاتراك بعودة الجيش التابع للنظام الى مواقع على الحدود الرسمية بين البلدين، ستكون هذه العودة ذات طابع شكلي لا اكثر. ما حصل هو ان تركيا ستقيم "منطقة آمنة" في العمق السوري. سترسل الى هذه المنطقة مواطنين سوريين لجأوا الى أراضيها. لن يريح ذلك تركيا فحسب، بل سيريح ايضا الاوروبيين الذين كانوا في العمق مع العملية العسكرية التركية في الشمال السوري ورفعوا صوتهم معترضين عليها من باب رفع العتب ليس الّا. هناك في نهاية المطاف رغبة أوروبية في تفادي تدفّق لاجئين سوريين على دول القارة، خصوصا المانيا. جاءت العنتريات التركية لترامب، بما في ذلك الرسالة العجيبة الغريبة التي وجهها الى اردوغان، لتتوج سلسلة من التصرفات التي لا تنمّ سوى رغبة في تقليد باراك أوباما وان بطريقة غير مهذّبة. بدأت علامات الاستفهام في شأن جدّية إدارة ترامب تطفو منذ التدخل الاميركي، بناء على طلب بريطاني، لمنع استعادة الحديدة من الحوثيين في ايّار – مايو 2018. معروف ان بريطانيا مهتمّة بالمحافظة على الحوثيين لاسباب خاصة بها في مقدّمها مستقبل ميناء الحديدة على البحر الأحمر. لكنّ الطفل يعرف ان لا فائدة من التفاوض مع الحوثيين عبر الوسيط الدولي مارتن غريفيث او من دونه في غياب انتصار عسكري في حجم استعادة الحديدة. لم يظهر في ايّ وقت اهتمام أميركي جدّي في اليمن وفي الدور الايراني الذي لا يستهدف سوى السيطرة على قسم من هذا البلد وتحويله الى قاعدة تهدّد امن كلّ دولة من دول الخليج العربي، في مقدّمها المملكة العربية السعودية. لم يحدث أي تطور يشير الى رغبة أميركية في ترجمة الكلام الجميل الى أفعال، لا بعد اسقاط ايران طائرة من دون طيّار فوق مضيق هرمز ولا بعد الاعتداء الايراني على منشآت نفطية سعودية تابعة لشركة "أرامكو"، ولا قبل ذلك، لدى حصول الاعتداء الايراني المموّه جيدا على ناقلات للنفط قبالة ميناء الفجيرة الاماراتي. هناك ما يدعو الى القلق بسبب التصرّفات الاميركية، خصوصا بعدما ابعد ترامب جون بولتون من موقع مستشار الامن القومي. كان بولتون شخصا واضحا يعرف الكثير عن ايران وتصرفاتها وسلوكها العام. ان دلّ التخلّص من بولتون على شيء، فهو يدلّ على رغبة في مهادنة ايران والسعي الى إيجاد تسوية معها وذلك على الرغم من تمزيق الرئيس الاميركي للاتفاق في شأن الملف النووي معها. لا يمكن تجاهل انّ العقوبات الاميركية على ايران اثرت عليها كثيرا، بل تكاد تخنق اقتصادها. لكنّ ما لا يمكن تجاهله أيضا انّ هذه العقوبات لم تؤد بعد الى كبح المشروع التوسّعي للملالي الذين يديرون شؤون "الجمهورية الإسلامية"، وهو مشروع يقوم على الاستثمار في اثارة الغرائز المذهبية في كلّ المنطقة العربية من اجل تمزيقها. الخوف كلّ الخوف من استمرار حال الفوضى التي تسود واشنطن حيث يبني المقيم في البيت الأبيض كلّ مجده على انّه معترض على كلّ ما قام به سلفه، فاذا به نسخة أخرى عن باراك أوباما ولكن بشعر اشقر وخطاب سياسي اقلّ ما يمكن ان يوصف به انّ لا علاقة له بالديبلوماسية من قريب او بعيد. من حق كلّ من يتعاطى مع دونالد ترامب التزام جانب الحذر. وعد بالتصدي لإيران بعدما تلا خطابا يصف بدقة ليس بعدها دقّة سياستها العدوانية ليس تجاه الدول العربية فحسب، بل تجاه الولايات المتحدة أيضا. اكتفى بالعقوبات وانصرف الى الاعداد باكرا للعودة الى البيت الأبيض بعد انتخابات تشرين الثاني – نوفمبر 2020. هل تكون المنطقة كلّها، وليس اكراد سوريا وحدهم، ضحيّة الحملة الانتخابية لترامب التي تقوم على تفادي أي صدام عسكري مع ايّ احد في أي منطقة من العالم؟ بكلام أوضح، وعد دونالد ترامب بالكثير ولم يقدّم سوى القليل. لم يكن في نهاية المطاف سوى نسخة أخرى عن باراك أوباما الذي اختزل كلّ مشاكل الشرق الاوسط والخليج بالملفّ النووي الايراني. لماذا لا يقول دونالد ترامب صراحة انّ اميركا قرّرت مغادرة الشرق الاوسط والخليج، على غرار ما فعلته بريطانيا أواخر ستينات القرن الماضي. لماذا لا يقول انّ المنطقة كلّها لم تعد تهمّه وان على كلّ دولة من دول المنطقة تدبّر امورها بنفسها؟  

(رويترز)

اختراق إلكتروني يكشف بيانات أكثر من مليون متقاعد في اليابان
أعلنت هيئة معاشات التقاعد باليابان اليوم الاثنين أنه حدث اختراق لأنظمتها الإلكترونية مما أدى إلى تسرب معلومات شخصية تخص أكثر من مليون حالة وذلك في واقعة محرجة أعادت إلى الأذهان فضيحة أسهمت في الإطاحة برئيس الوزراء الحالي شينزو آبي من منصبه خلال ولايته الأولى. وقال مدير الهيئة تويشيرو ميزوشيما في مؤتمر صحافي إن فيروسا حمله بريد إلكتروني خارجي اخترق أجهزة الكمبيوتر مما أدى إلى تسرب معلومات شخصية لنحو 1.25 مليون حالة. واعتذر ميزوشيما عن التسرب الذي شمل أسماء وأرقاما تعريف وتواريخ ميلاد وعناوين، مشيرا إلى أن الهيئة تعكف على تشكيل فريق للتحقيق في أسبابالاختراق ومنع تكراره. وقال آبي في تصريحات مقتضبة بثتها هيئة الإذاعة والتلفزيون «الأمر يمس معاشات الناس الحيوية.. أصدرت تعليماتي لوزير الصحة والشؤون الاجتماعية»ياسوهيسا«شيوزاكي ببحث حالات متلقي هذه المعاشات واتخاذ كل الإجراءات اللازمة».

آرنولد كلينغ

آرنولد كلينغ / هل هناك عدم مساواة في أميركا؟
إن اليسار الأميركي يحشد قواه لانتخابات 2008 بتقديم اقتراحات للتدخل الحكومي «لإصلاح» توزيع الدخل. على سبيل المثال، مركز التقدّم لأميركا، اقترح أخيراً رفع الحد الأدنى للأجور، وإعطاء اتحادات العمال صلاحيات أكبر في مواقع العمل، وزيادة دور الحكومة في رعاية الطفل، بالإضافة إلى سياسات أخرى ستكون ضارّة بالنمو الاقتصادي، الذي هو الطريقة الوحيدة المثبتة لرفع مستوى المعيشة.ولضمان الدعم لجدول أعمالهم، يقوم الدعاة «لدور أكبر للدولة» وسياسيون متعاونون ومثقفون آخرون بنشر مجموعة من المفاهيم الخاطئة عن عدم المساواة. فنحن نسمع بأن دخول الطبقة الوسطى في أميركا راكدة، وأن قابلية الحراك لتلك الطبقة تختفي، وأن اللعبة السياسية منحازة للأغنياء. فلتفحص المفاهيم التالية: 1 - العامل متوسط الأجر: ما أعنيه بالعامل متوسط الأجر هو الشخص الذي يتراوح دخله السنوي بين 30.000 و50.000 دولار تقريباً. موقع العمل ذو أهمية هنا؛ إذ ان الـ 30.000 دولار قد يكون مبلغاً ممتازاً في توبيكا (بلدة صغيرة في كانزاس) لكنه ليس مناسباً لمانهاتن (احد أحياء نيويورك).من ناحية الغذاء والملبس والسكن، فإن وضع العمال متوسطي الأجر لا بأس به. فالمساحات التي يسكنونها بشكل خاص أوسع. وكلهم تقريباً لديهم تكييف وتدفئة مركزيان، بينما البعض من نظرائهم الأجانب لا يملكون هذا. أما في مجال الرعاية الصحية، فالخدمات الطبية ممتازة (وهي خدمات يقوم بتزويدها مختصون يستخدمون أجهزةً متقدمة). وهم على الأرجح أكثر قدرة على التغلب على السرطان وأمراض القلب والكآبة، أو حالات الحمل الخطرة.2 - أرستقراطية أم جدارة؟ الأرستقراطية بمعناها المبسّط جداً تعني أن فرص الفرد الاجتماعية وفرص دخله محددة عند الولادة. ومعنى نظام الجدارة، بشكل مبسط جداً أيضاً، أن أي فرد يمكن أن يكبر ليصبح غنياً وناجحاً.الأرستقراطية على الأرجح كان لها فرصة أكبر في الوجود في القرون السابقة، لأن التغيير الاقتصادي كان بطيئاً. لكن المعرفة اليوم هي المصدر الرئيسي للثروة. والخطى الأسرع لوسائل النمو الاقتصادية جعلت القيمة الحقيقية للثروة الموروثة تهبط مقارنة مع الثروة التي تم تحقيقها أخيراً. هذان العاملان الأخيران جعلا الأهمية الملموسة للثروة الموروثة أقل من الماضي. وقد يكون الميراث الأكثر أهمية اليوم هو الصفات البيولوجية الوراثية. فالأطفال الذين يتمتعون بقدرات إدراكية طبيعية وقوية من المحتمل أن يكون لديهم إمكانية تحقيق مداخيل عالية.إن توزيع العوائد في أميركا اليوم مازال قائماً نسبياً على نظام الجدارة. لكن من الصعب تقييم مدى قدرة الحراك الاقتصادي والاجتماعي. أحد المؤشرات المتفائلة للحراك ان اختلافات الثروة بين الأقران مازالت عالية نسبياً. والمؤشر المتفائل الآخر أن التحصيل العلمي يستمر بالارتفاع جيلاً بعد جيل خصوصاً بين المهاجرين. وعلى الجانب المتشائم، فإن الاتجاه نحو العوائل الأصغر يميل إلى التقليل من اختلاف الأقران، وأظن أنه يقلل انحراف موقف الأطفال الاجتماعي مقارنة بآبائهم.الاتجاه المتشائم الآخر هو أن عادات الزواج ستصبح أكثر تركيزاً. فقبل خمسين عاماً كان الاحتمال أن يقوم خريج جامعة بالزواج بأنثى متوسطة الإدراك أو دون مستوى القدرة الإدراكية التي يتمتع بها هو، أكبر مما هو عليه اليوم. وعموماً من غير المحتمل أن نرى نوع المجتمع الذي يكون فيه لأطفال الأغنياء وأطفال الفقراء فرصاً متساوية للوصول لشرائح الدخل العالية. أفضل ما يمكننا أن نتمناه أن قدراً معيناً من القدرات الموروثة ستجعل فرص الأطفال الفقراء مساوية على الأقل لفرص أولاد الأغنياء.ومن الممكن أن تكون الأمور أسوأ. إلا أن أميركا محصنة إلى حدّ ما من الشكل الأسوأ للأرستقراطية، الذي يستند على الثروة الموروثة من دون اعتبار كبير للجدارة، كما هي الحال في دولة رفاه أوروبية الطراز لا تعطي حافزاً كافياً للعمل والادخار أو العمل الحر خصوصاً.3 ـ السلطة السياسية: عدم المساواة في النتائج الاقتصادية يبرز قضية احتمال عدم المساواة في السلطة السياسية. والسيناريو المخيف هنا أن تتركز السلطة السياسية في كفة الأغنياء بشكل واضح بحيث يصبحون هم الممسكون بعتلات القوة.تقترح بعض المؤشرات أن مثل ذلك التركيز في السلطة السياسية ليس ذا تهديد الآن. فالانتخابات عادلة، وليس لأي من الحزبين احتكار للسلطة. وحريتا التجمع والصحافة مازالتا عاليتين. وأجهزة الإعلام، خصوصاً ما هو منها على الإنترنت، تبدو أنها أكثر استفاضة وتنوعاً مما كان عليه الحال في الجيل الماضي.لكن المؤشرات الأخرى الأكثر مدعاة للإزعاج هي أن نسبة إعادة انتخاب الذين يشغلون المناصب المرتفعة. والسلالات السياسية (كعائلة بوش وكينيدي وديلي، وغيرهم) تزدهر، مما يقترح أن النظام أقل انفتاحاً مما نظن.حصة الحكومة في الاقتصاد تتصاعد باستمرار. فالقطاع الأسرع نمواً في اقتصادنا، وهو الرعاية الصحية، يتوجّه نحو الهيمنة الحكومية، سواء  تم «إصلاح» الرعاية الصحية أو لا.العديد من السياسيين يقومون بحملتهم كما لو أنهم يعتقدون أن تركيز السلطة السياسية شيء حسن، طالما أن القوة بيدهم هم. و«الشعبويون» منهم يعدون باستعمال تلك القوة لمحاربة الأغنياء وأصحاب الامتيازات. ويبدو أن الشركات الرئيسية والمصالح المتخندقة يتم تفضيلها بتركيز أكبر من قبل السلطة السياسية. أما المنافسة المفتوحة والحكومة الصغيرة فهما صديق الرجل الضعيف! إن اليسار السياسي سيوثّق بشكل مؤكد تقريباً العلاقة بين القوى السياسية والقوى الاقتصادية. إلا أن فهم أهمية نتائج «التضخم السياسي» أكثر أهمية الآن من الجدل على طريقة قراءة الإحصاءات التي تقيس الخلل في العدالة الاقتصادية.آرنولد كلينغ خبير اقتصادي في معهد كيتو بواشنطن العاصمة، وهذا المقال برعاية «مصباح الحرية»، www.misbahalhurriyya.org

آلن رينولدز

آلن رينولدز / أسعار الفوائد وأساسيات الدولار
هل هبط الدولار أم صعد اليورو؟ ذلك، من غير ريب، هو الشيء نفسه والذي يتم النظر إليه من جوانب مختلفة. ولكن، قد يتم في أحيان كثيرة جدا النظر إلى الموضوع من مجرد جانب واحد. فعند النظر إلى عملة الدولار الأميركي وحدها فسوف يقوم الكثيرون من الخبراء الاقتصاديين بإلقاء اللوم على بنك الاحتياطي الفيديرالي (البنك المركزي الأميركي) بخصوص خفض أسعار الفوائد. ولكن، عندما يتم النظر من الجانب الآخر، قد يتساءل المرء لماذا لم تقم بنوك مركزية أخرى بخفض أسعار فوائدها؟لا تعتبر العملة الصاعدة بحكم الضرورة علامة تشير إلى وجود قوة اقتصادية. فقبل وأثناء الكساد الاقتصادي الذي حدث في العام 2001، قام الدولار الأميركي بالصعود بشكل حاد. وبدءاً من شهر مارس 2000 ولغاية يناير 2002، كان المؤشر التجاري المرجح لقيمة الدولار مقابل 26 عملة قد صعد بنسبة وصلت 10.5 في المئة بينما كان سوق الأسهم والاقتصاد في حالة تعثر.وفي الرسم البياني الذي تم عرضه في صحيفة «الإيكونوميست»، في عدد أغسطس 2007، تم الإثبات بأن «الدول التي كانت عملاتها قد كسبت الكثير (مقابل الدولار) هي اقتصادات ذات عملات أسعار فوائدها مرتفعة مثل تركيا والبرازيل ونيوزيلندا، أو أنها دول منتجة للسلع مثل كندا، أو مزيج من كليهما مثل أستراليا».قد تقوم أسعار الفوائد المرتفعة بدعم عملة معينة لمدة وجيزة من خلال جذب «أموال هاربة» دولية. إلا أن أسعار الفوائد المرتفعة بإفراط، كتلك الموجودة في تركيا والبرازيل، تعتبر من الناحية النموذجية أحد أعراض السياسة النقدية المعرضة للتضخم التي تتطلب علاوة شديدة المخاطر. وفي كندا، كان الصعود المذهل في الدولار الكندي قد ارتبط بشكل وثيق بأسعار النفط أكثر من ارتباطه بأسعار الفائدة رغم أن بنك كندا قام فعلاً برفع أسعار الفوائد في شهر يوليو، تماماً قبل أن يبدأ بنك الاحتياطي الفيديرالي بتحريك أسعار الفائدة نحو الهبوط.وفي الوقت الذي تكون فيه أسعار النفط والذهب تحلق عالياً، سيكون بإمكان مصدري النفط والذهب، مثل كندا، أن يقايضوا سلعهم مقابل تكنولوجيا وخدمات أميركية إضافية. مثل هذه «الشروط التجارية» المحسنة سوف تعمل على صعود الطلب العالمي بالنسبة إلى موجودات دول منتجة للسلع، ووفقاً لذلك، على صعود عملاتها.وبطريقة مماثلة، تقوم عملات الدول المصدرة للسلع بالهبوط عندما تهبط أسعار تلك السلع. فعندما هبطت أسعار النفط في أوائل العام 1986، وفي أواخر العام 1998، وفي العام 2001، هبط الدولار الكندي بدرجة كبيرة، حتى وإن كانت أسعار فائدة البنك المركزي السائدة في كندا أعلى منها في الولايات المتحدة.ماذا عن اليورو؟ في الوقت الحالي، تعتبر أسعار الفائدة التي قام البنك المركزي الاوروبي بتحديدها هي تقريباً نفسها كما في الولايات المتحدة. إلا أن ذلك يشكل أمراً جديداً تماماً. وبعد شهر يونيو 2006، توقف بنك الاحتياطي الفيديرالي عن رفع أسعار الفائدة، لكن البنك المركزي الأوروبي استمر في دفع أسعار الفائدة نحو الصعود. ونتيجة لذلك، ضاقت الفجوة بين أسعار الفائدة الأميركية والأوروبية في أول الأمر، ثم بعد ذلك اختفت لدى قيام بنك الاحتياطي الفيديرالي بالإراحة. وبشكل لا يبعث على الذهول، قام اليورو بالصعود.وقد عمل الصعود الأخير في اليورو على إشراك أعمال مراهنات على توقعات بأن بنك الاحتياطي الفيديرالي سوف يقوم قريباً بخفض أسعار الفائدة مرة أخرى، بل أيضا بألا يحذو البنك المركزي الأوروبي حذوه. ومع ذلك، كان البنك المركزي الأوروبي على الدوام يقوم باتباع حركات أسعار فائدة بنك الاحتياطي الفيديرالي رغم كونها حركات بطيئة تماماً. ولم يقم البنك المركزي الأوروبي بالبدء في خفض أسعار الفائدة لغاية شهر مايو 2001، أي بعد قيام بنك الاحتياطي الفيديرالي بذلك بخمسة شهور. ولم يقم البنك المركزي الأوروبي بوضع أسعار فائدة فوق نسبة 2 في المئة لغاية شهر ديسمبر 2005، أي بعد قيام بنك الاحتياطي الفيديرالي بذلك بسنة واحدة.وفي الأحداث التي وقعت في الماضي بخصوص أسعار النفط المرتفعة في الأعوام 1974 و1980 و2000، قامت البنوك المركزية الكبرى كافة برفع أسعار فوائدها بشكل جماعي. وكان ذلك ينتهي على الدوام بحدوث كساد عالمي، يعقبه وبشكل متأخر، حدوث تخفيضات كبيرة في أسعار الفائدة. وبعد الارتفاع الحاد في النفط في الفترة الممتدة ما بين شهر أغسطس ونوفمبر 1990، عندما كان سعر الفائدة على أرصدة البنوك فوق 8 في المئة، أخفق البنك الاحتياطي الفيديرالي في خفض أسعار الفائدة بشكل كبير إلى ما بعد سنة واحدة من انتهاء الكساد.يجب على أولئك الذين يطالبون بأسعار فائدة بنوك مركزية مرتفعة عند ارتفاع أسعار النفط أن يدركوا بأن مثل تلك السياسات قد أدت في الماضي إلى أسعار فائدة تراوحت ما بين 1 في المئة ـ 2 في المئة بعد عامين أو ثلاثة أعوام (وكانت على سبيل الجدال منخفضة جداً ومتأخرة جداً) من حدوث انتكاسات صناعية عالمية خفضت أسعار النفط تخفيضاً شديداً.وفي هذه المرة، كان بنك الاحتياطي الفيديرالي هو السبّاق في التخلي عن توجه قديم واهن، وبشكل أحادي الجانب. وكان ذلك قد أثر بشكل واضح على أسعار الصرف. ورغم ذلك، فان هذا لا يعني بالضرورة بأن هناك بنوكاً مركزية أخرى قامت باتباع مسار أكثر حكمة وعقلانية.هناك جانبان لكل سعر صرف عملة. وربما قد حان الوقت بالنسبة إلى الجانب الآخر، وبشكل بارز من جانب البنوك المركزية في أوروبا وكندا والمملكة المتحدة، لكي تقوم بأخذ دورها في خفض أسعار فوائدها، حتى وإن قام بنك الاحتياطي الفيديرالي بعدم المشاركة بذلك. آلن رينولدزخبير اقتصادي أميركي في معهد كيتو بواشنطنوهذا المقال برعاية «مصباح الحريةwww.misbahalhurriyya.org