مارسيل غانم ... وشاح الحرية

تصغير
تكبير
يستحقّ «ابن المهنة» مارسيل غانم وشاحاً للحرية من رتبة «فارس» مع اقتراب «كلام الناس» من يوبيله الفضي. فهذا الإعلامي الذي تغلّبتْ وطنيّتُه اللبنانية على الألوان السياسية في بلاده، تحوّل «ظاهرةً» أصيلةً كأنها «ماركة مسجّلة» يَصْعُبُ التشكيك فيها أو تقليدها أو النيْل منها.

ولعلّ الصمود الطويل لمارسيل غانم على الهواءِ الصعب يَتجاوز «كاريزما» الرجل وتَحوُّل برنامجِه الأوسع انتشاراً لاعباً مرهوبَ الجانبِ، فهو شكّل مرآةً لضمير اللبنانيين في أسوأ مراحلِ كمِّ الأفواه، والمنبر الأكثر جرأةً في أزمنةِ كواتمِ الصوت وغَدْرِها وخطوطِها الحمر.


كان مارسيل غانم، في برنامجه وإطلالاته في مراحل عدّة، «بدلاً عن ضائع» حين غُيّبت زعاماتٌ لبنانيةٌ عن المَشهد. وفي الأيامِ الحالكةِ، شكّل «قطرةَ ضوءٍ»، ونَقَلَ كلام الناس من الشارع الى الشاشة عبر الرأي والرأي الآخر وفي حوارٍ بـ «بَصْمَةٍ خاصةٍ» لا تُشْبِه إلا مارسيل غانم.

يَصْرخ، يَبْتسم، يُجادِل، يَهزأ، يُقَهْقِه، يَغْضب، يكرّ ويفرّ، يَلين ويقسو، توليفةٌ محبَّبةٌ لحواراتٍ مع كبارٍ وصغار في الداخل والخارج، في السياسة وغيرها، خاض غمارها مارسيل، الذي كبر على الشاشة وكبرتْ به في برنامجٍ لم يَشِخْ... يطلّ كل مرّة وكأنه أوّل مرّة.

يتعرّض مارسيل غانم اليوم الى المُلاحَقَةِ في بيروت بسبب استضافته صحافييْن سعودييْن عبر الأقمار الاصطناعية تعرّضا لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون ولمسؤولين آخرين على خلفية الأزمة الناجمة عن اتّهام الرياض لأحد مكوّنات الحكومة اللبنانية، أي «حزب الله»، بالاعتداء على أمن السعودية ودولٍ خليجية أخرى.

إدانةُ التعرُّض، ومن أيٍّ كان لرئيس البلاد في أي دولة أمرٌ محسوم... ولكن هل المشكلة في الهواء السائب فحسب، أم في الحدود السائبة ومكبّرات الصوت السائبة والسلاح السائب وإلى الحدّ الذي يكاد أن يُصوِّر لبنان وكأنه دولة راعية للشتائم العابِرة للحدود والخلايا المزْروعة في غير مكانٍ والتدخّلات هنا وهناك؟

يُلاحَق مارسيل غانم لأنه أُخذ عليه ترْك الهواء لمَن أساؤوا للمسؤولين في لبنان... حسناً ماذا عن الشاشات والمَنابر والقامات التي تُمْعن في الإساءة والشتم والاتّهام والتهديد للعالم العربي بأسْره... فمَن سيُلاحقهم؟ وهل حرية التعبير مسموحة ذهاباً وممنوعة إياباً؟

«الراي»
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي