أعلنت وزارة التربية أنها تبحث مقترحاً لإلغاء طباعة الكتب والاكتفاء بنسخة إلكترونية ليتمكن الطالب من طباعتها أو جزء منها ما سيوفر ما يقارب 8 ملايين دينار سنوياً.
طبعاً، لا حاجة للقول إن الفكرة ليست بجديدة وهي مطبقة في كثير من الدول الأخرى، ولكننا تعودنا على بطء إن لم نقل انعدام القرار في أهم وزارة تُعنى بالأجيال القادمة، الأمر الذي أدى ولا يزال إلى مناهج ضعيفة تعتمد على الحفظ والحشو ولا تقدم أي شيء لبناء الشخصية وتحفيز التفكير، ما يفسر ضعف مخرجات التعليم خلال السنوات الماضية.
ومع ذلك أن تبدأ متأخراً خير من ألا تبدأ أبداً، ولا أجد أي مبرّر لعدم البدء بالتنفيذ فوراً واستغلال عطلة الصيف قبل بداية السنة الدراسية الجديدة لتنفيذ المشروع، كما أرجو ألا تضيع المسألة بين تشكيل لجان وفرق عمل لدراسة الموضوع ونحن نعلم تماماً أن ذلك سيؤدي إلى ضياعه.
أما إذا أردنا أن نحقق قفزة جيدة على طريق التطوير الحقيقي، لقمنا بإخضاع المناهج بعد طباعتها إلى مراجعة وتحليل شامل بواسطة أنظمة الذكاء الاصطناعي لنعرف مدى حجم كارثة التكرار والحشو والتناقض في تلك المناهج بسرعة قياسية، وهو ما سيؤدي إلى عملية تطوير شاملة لتلك المناهج تنعكس آثارها إيجابياً على عملية التعليم وتجعلنا نتدارك ما فاتنا ونلحق بركب الدول المتقدمة.
والله المستعان.