تواصل

معلومات منتهية الصلاحية!

تصغير
تكبير

إن أردنا اختصار حياتنا -بكل تفاصيلها- في كلمة واحدة فسأختار «المعلومات».

نحن نتعامل مع المعلومات كما نتعامل مع الهواء، لا نستطيع أن نسير خلال يومنا (وحياتنا) بدون المعلومات.

نتداولها في كل وقت، ونتبادلها مع المعارف والغرباء، ونبني عليها مواقفنا وقناعاتنا واتجاهاتنا، وحتى أذواقنا.

قد تكون معلومات مهمة جداً، وقد تكون تافهة جداً، ولكنها تظل معلومات. وقد تكون صادقة جداً، وقد تكون كاذبة جداً، لكنها أيضاً معلومات.

المهم هنا كيف ننظر نحن لتلك المعلومات، وما القيمة التي نعطيها إياها.

إن المعلومات، ومنها الأخبار التي تنشرها وسائل الإعلام التقليدية والجديدة، تعتبر مُنتجاً استهلاكياً، تماماً كأي منتج استهلاكي نشتريه ونستخدمه، ونتعامل معه.

من المهم جداً أن تكون هكذا نظرتنا لأخبار وسائل الإعلام، والمعلومات التي تصلنا منها، خاصة الآن من مواقع التواصل الاجتماعي، بأنها مواد معلوماتية حول حدثٍ ما، تم صناعتها وصياغتها وتسويقها علينا لكي نقبلها ونتقبلها وندخلها عقولنا، ونبني عليها قناعاتنا ونظرتنا لما يحصل في مجتمعنا والعالم من حولنا.

إن الأحداث التي تحصل من حولنا (أياً كان نوعها) هي في حقيقتها مادة خام، تأخذها وسائل الإعلام، أو المنصات الإخبارية الإلكترونية، أو حتى الأشخاص الفاعلون في مواقع التواصل، أقول يأخذون هذه المادة الخام، لكي «يصنعوا» منها خبراً أو معلومة، ينشرونها للجمهور المستهدف، الذي يتلقفها على أنها الحقيقة المحضة التي حصلت فعلاً عن الحدث الذي تم تغطيته، بل ويبادر الجمهور إلى بناء مواقفه، وتصرفاته على أساس هذه المعلومات التي لا تعكس حقيقة ما حدث، بقدر ما تنقل رؤية صانعي الخبر عما حدث، وهذا أمرٌ من المهم أن يعيه الجمهور.

إن الخبر أو المعلومة التي نقرأها، نسمعها، نشاهدها، بغض النظر عن مصدرها، سواء كان شخصاً من العائلة، أو وسيلة إعلامية تقليدية، أو منصة إخبارية أو فردية على مواقع التواصل الاجتماعي، هي مادة مصنوعة وتم إنتاجها، بناء على خبرة ومصلحة واهتمام مصدر الخبر أو المعلومة.

إن المعلومة يصيبها ما يصيب المواد الاستهلاكية التي نشتريها، فقد تكون مغشوشة، أو مزيفة، أو منتهية الصلاحية، أو ضارة وسامة... هكذا هي الأخبار والمعلومات سواءً بسواء.

قبل الختام، أعود للكتابة الصحافية بعد انقطاع دام سنوات عدة، أعود إليها حباً وشغفاً في الكتابة لوسائل الإعلام، ومنها الصحافة، وأتمنى أن أطرح هنا -من خلال زاويتي الأسبوعية- وجهة نظر تتناول المشهد الإعلامي بكل تفاصيله، سواءً في الكويت أو العالم من حولنا، كما لا يفوتني التعليق على بعض الأحداث السياسية والاجتماعية هنا وهناك.

كل الشكر للزميل وليد الجاسم رئيس التحرير على إتاحة الفرصة لي من جديد لمتابعة شغفي القديم في الكتابة الصحافية، والشكر موصول للزملاء العاملين في صحيفة «الراي» الموقرة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي