جليل الطباخ

جليل الطباخ / وأخيراً... أكل أوباما الفستق الإيراني
حينما يتمسك الانسان او الدولة بمبادئ العزة والكرامة، ويكون الاعتماد على الله سبحانه وتعالى في رسم نهج حياته وبنائها تكون النتيجة ان ينتصر الحق على الباطل مهما كبر حجم الباطل.ثلاثة عقود من الزمن مرت تكالبت خلالها الامبريالية والولايات المتحدة الاميركية واسرائيل (الدولة الوهمية) والدول الاوروبية، وللأسف بعض الانظمة العربية (الموالية لاسرائيل) على مبادئ الثورة في ايران لإسقاط الثورة ومبادئها والتي من اهمها «هيهات منا الذلة» وان من ينصر الله ينصره ويثبت أقدامه.لقد عانى الشعب الايراني المظلوم اكثر من اي شعب خلال هذه العقود حرباً دامت ثمانية اعوام شنت عليه باتفاق اميركي اسرائيلي - عربي، ثم جاء الحصار القاسي والظالم المستمر حتى هذه اللحظة ناهيك عن التدخلات السافرة في الشؤون الداخلية لإيران... وآخرها ما رأيناه في الانتخابات الرئاسية يونيو 2009 وحشد الطاقة الاعلامية ضد هذه الدولة.لكن مهما بلغ حجم التواطؤ بين هذه الدول وبعض الانظمة العربية مع اسرائيل فإيران مستمرة على طريق العزة والكرامة مستلهمة هذا النهج من مبادئ القرآن الكريم ومبادئ الثورة الحسينية.ولم يكن المهاتما غاندي كاذبا حينما قال «علمني الحسين كيف أكون حرا» وكل هذه القوى المتكبرة تعلم تماما ان نشاط ايران النووي سلمي، وقد اكد قائد الثورة الايرانية سماحة آية الله علي الخامنئي ان النظام في ايران وأخلاقيات الثورة ومبادئها تمنعها من ان يكون النشاط النووي حربياً او للأغراض العسكرية.لكن للأسف فإن موقف بعض الدول العربية كان متفقا مع موقف اسرائيل المتحكمة برقاب الشعوب، إلا ان هذه الرؤية تغيرت اخيرا بعض الشيء حينما بدأت الاصوات الحرة في الدول ومؤسسات المجتمع المدني تؤكد ان لكل دولة الحق في ان تنتج الوقود النووي للأغراض السلمية، وهذا ما أكدته «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» مرارا.الاصوات التي تغرد خارج سرب الكرامة والحرية والإباء تهاجم ايران وتترك اسرائيل التي تمتلك اكثر من 200 رأس نووي، كما انها ليست عضوا في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتغتصب ارض فلسطين والجولان وجنوب لبنان، ومستمرة في شن الحروب على العرب والمسلمين... يا للعجب ويا للعار غدت بعض الدول العربية عبرية وتركت القرآن الكريم والاسلام وبدأت تقرأ التوراة مع اليهود والصهاينة.وأخيرا بعد ان رأت الولايات المتحدة الاميركية ان هذا الشعب لا يمكن لي ذراعه كما تفعل في بعض الانظمة العربية، وبعد ان لاقت الويل في المنطقة، من فشل عسكري واستراتيجي في افغانستان وباكستان والعراق ولبنان، بدأت تفكر بالجلوس على طاولة المفاوضات مع ايران وهذا ما تم في جنيف قبل ايام، وصرح أوباما ان لإيران الحق في انتاج الوقود النووي السلمي، وهو ما كان معروفا منذ البداية غير ان تصديهم لإيران هدفه ألا تقف هذه الدولة على قدميها صناعيا وتجاريا فإيران الآن تعتبر رابع دولة عالمية في انتاج السيارات، بالاضافة الى انتاجها الصناعات البترولية والزراعية حيث وصلت الى مرحلة الاكتفاء الذاتي وبدأت تصدر الى دول العالم، ناهيك عن انتشار مبادئها التي تعلم الانسان في العالم كيف يكون حرا شامخا.وفي الختام نقول ان الرئيس الاميركي أكل الفستق الإيراني... اللذيذ.جليل الطباخكاتب كويتي

جهاد أزعور

جهاد أزعور / إلى الحميضي مع... التقدير
|   بقلم جهاد أزعور *   |تماماً كما لا يمكن للمرء الا ان يحترم الديموقراطية الكويتية المتجذرة، ودور مجلس الأمة الفاعل، لا يمكن للمرء في المقابل الا ان يشعر بالأسف لاســــــتقالة الوزير بدر الحميضي، نظراً لدوره الريادي وكفاءته المرموقة وخبرته العالية ونشاطه المميز.لقد خبرت معالي الوزير، زميلاً من ابرز وزراء المالية العرب واكثرهم حضوراً وجدارة واسهاماً في الاجتماعات العربية والدولية، وخبرته كذلك كشخصية كويتية لامعة عبر دوره في وزارة المال، وخبرته ايضاً صديقاً للبنان يعكس بأمانة العلاقة المميزة بين البلدين الشقيقين، فنحن في لبنان نكن  له كل التقدير والامتنان.لقد كنت واثقاً من ان بدر الحميضي قادر على القيام بمسؤولية وزارة النفط في هذه المرحلة بالذات، وكنت متأكداً من ان بصماته سرعان ما ستظهر نجاحاً في تطوير هذا القطاع الحيوي، تماماً كما كانت  له بصمات في وزارة المالية.ومع احترامي الكامل لمبادرة الوزير الحميضي إلى الاستقالة، ولقرار الحكومة الكويتية بقبولها، ولتوجهات مجلس الأمة في هذا الشأن، وهو  شأن كويتي محض، لا بد من ان أبدي، من منطلق خبرتي الشخصية مع بدر الحميضي، أسفي لاستقالة الوزير الصديق، اذ كان من ابرز وزراء المالية قدرة وفعالية في المحافل الدولية ويشكل حضوره اللافت كوزير عربي حيوية مميزة لما يتمتع به من جدارة وكفاءة وخصال وعلم وتاريخ مهني.* وزير المالية اللبناني

جون سامبلز

جون سامبلز / وهم إصلاح تمويل الحملات الانتخابية
نظام تمويل حملات الانتخابات الرئاسية، وهو النظام العاجز والمكروه، قد احتل فجأة مركز الصدارة في انتخابات هذا العام، إذ يجد كل من السيناتور جون ماكين والسيناتور باراك أوباما نفسيهما بين المبادئ التي دعوا إليها منذ زمن بعيد ومصلحتهما الذاتية. لقد كان ماكين وأوباما يفاخران منذ أمد طويل بتأييدهما لوضع رقابة قوية على استخدام المال في السياسة. ولكن الآن فإن كلاً منهما يود لو يستطيع أن يتحاشى أخذ أموال عامة. وهنا نجد السخرية في ما يتعلق بإجراء «إصلاح» على تمويل الحملات الانتخابية. يعود نظام تمويل الحملات الانتخابية للرئاسة إلى عام 1974، بعد استقالة الرئيس ريتشارد نيكسون. في ذلك الحين كان الديموقراطيون يملكون غالبية كبيرة في الكونغرس، بيد أن مرشحيهم للرئاسة كانوا يواجهون صعوبات خطيرة في تمويل حملاتهم.ورغم جميع ما يقال عن «الإصلاح» والفساد، والأنظمة التي تقيّد تمويل الحملات الانتخابية، فإن جميع هذه الأقوال هي في الواقع تتصل بتسخير الانتخابات لدعم المصالح الذاتية.منذ العام 1960، كان المرشحون الجمهوريون للرئاسة يحوزون على تقدم كبير في جمع الأموال للحملات الانتخابية على منافسيهم الديموقراطيين. ولو كُتب لذلك النمط أن يستمر لكان المرشحون الجمهوريون للرئاسة يجمعون مراتٍ عدة ضعف المبالغ التي يجمعها الديموقراطيون في عام 1976 وما بعدها. بيد أن التمويل العام وضع حداً لذلك التهديد.القانون يقدم مبالغ متساوية لمرشحي الحزبين الكبيرين كليهما لحملة الخريف الرئاسية، مادام أنهم لا يجمعون أموالاً من المساهمين الأفراد. وقد فرض هذا مساواةً في جمع الأموال وأوقف التفوق الذي كان يتمتع به الحزب الجمهوري في هذا الميدان.وبعبارة أخرى، فإن جميع ما يقال عن «الإصلاح» والفساد والأنظمة التي تحكم تمويل الحملات هي في حقيقة الأمر مُسخّرة لتسيير الانتخابات وتوجيهها بحيث تدعم المصالح الخاصة. (في انتخابات العام 1974، كان الديموقراطيون هم المستفيدون في حلبة الانتخابات الرئاسية. قوانين «إصلاحية» أخرى أفادت إلى حد كبير المسؤولين من المرشحين على حساب المرشحين الجدد الذين يتحدونهم. وقوانين أخرى مثل، قوانين مدينة نيويورك، التي تدعم القوة السياسية لنقابات العمال على حساب رجال الأعمال).عودة إلى الحملة الانتخابية الحالية 2008، فقد بدأ السيناتور ماكين حملته للبيت الأبيض بتمويل خاص، ولكنه صرف كل ما لديه من مال في شهر يونيو الماضي. وحتى يتمكن من الاستمرار فقد سعى إلى أن يصبح مؤهلاً لتلقي تمويل رسمي للمرحلة التمهيدية من الحملة، واستخدم إمكانية حصوله على ذلك التمويل، كسند للحصول على قرض.تلك الحركة مكّنته من الاستمرار. لقد أصبح ماكين الآن المرشح الوحيد للبيت الأبيض بالنيابة عن الحزب الجمهوري. بيد أن ذلك يضعه في موقف صعب عندما يتطلع إلى الانتخابات العامة. فإذا وجد نفسه مقيّداً بنظام التمويل العام، فإنه لا يستطيع أن ينفق سوى أربعة ملايين دولار ما بين الآن وانعقاد مؤتمر الحزب الجمهوري. هذا مبلغ قليل جداً لمواصلة عرض رسالته على الجمهور. وهذا يشكل كارثة بالنسبة إليه. ذلك أن باراك أوباما وهيلاري كلينتون قد أثبتا قدرات فائقة على جمع الأموال، وقد ابتعدا جانباً عن التمويل العام للمرحلة التمهيدية من الحملة. فإذا تمكن أي منهما من نيل الترشيح في وقت مبكر، فإنه، هو أو هي، يستطيع مواصلة جمع الأموال وإنفاق الأموال الخاصة على امتداد الربيع والصيف الطويلين. في غضون ذلك، فإن أوباما يود الهرب من التمويل العام للحملة الانتخابية العامة، وهي المرحلة التي تبدأ بعد مؤتمرات الحزبين. وقد وعد في العام الماضي بقبول التمويل العام إذا فعل مرشح الحزب الجمهوري ذلك، ولكنه تعلّم الآن بأنه يستطيع أن يجمع مالاً يفوق إلى حد كبير ما يستطيع ماكين جمعه من القطاع الخاص.إن الرأي العام الأميركي، يشارك بشكل واضح في هذه النظرة المتهكمة لنظام التمويل العام الذي يسمى تمويلا «نظيفاً». ففي الأعوام الأخيرة، فإن 6 في المئة فقط من دافعي الضريبة الفيديرالية لم يمانعوا تخصيص ثلاثة دولارات من استحقاقاتهم لتمويل صندوق الحملة الرئاسية. هذا يمثل 94 في المئة من المصوتين الذين أعربوا عن عدم ثقتهم بنظام التمويل العام مقابل 6 في المئة فقط.إن نظام التمويل العام، وفرض قيود مشددة على التمويل الخاص، للمرشحين السياسيين له من يدافعون عنه دفاعاً صادقاً، أناس يعتقدون أن الديموقراطية تتطلبه، بيد أن الحقائق تتحدث عن نفسها. لقد تم تشريع ذلك النظام من أجل الكسب الحزبي، ولم يكن لأهداف عامة سامية. والآن يحاول اثنان من أقوى مؤيديها التلاعب على النظام، أي التهرّب من التمويل العام والاعتماد على التمويل الخاص، لأن ذلك يصب بوضوح في مصلحتهما الذاتية.لقد حان الوقت لوضع حد لذلك الادعاء الكاذب بأن نظام التمويل العام يخدم الديموقراطية.جون سامبلزمدير مركز الحكومة التمثيلية في معهد كيتو بواشنطن، وهذا المقال برعاية «مصباح الحرية»، www.misbahalhurriyya.org 

جيرالد بي. أودريسكول

جيرالد بي. أودريسكول / ألقوا اللوم على الاحتياطي الفيديرالي
الاقتصاد الأميركي الآن في خضمّ أزمة مالية تقليدية جلبتها سياسات سيئة بالترافق، مع تهاون لا يصدّق في مستوى الضمانات التي تتقاضاها المؤسسات المالية الأميركية. الإخفاق الأكبر كان القرار الذي اتخذه آلان غرينسبان رئيس مجلس الاحتياط الفيدرالي الأميركي في ذلك الوقت، في الإبقاء على نسبة الفوائد منخفضة جداً وعلى أمدٍ طويل. وقد أدى ذلك إلى طوفانٍ تسونامي من الإقراض أغرق الاقتصاد بالمال الرخيص. دائنو الأملاك المرهونة بوجه خاص كانوا يسبحون بكميات هائلة من الأموال، وكانوا يبحثون عن صفقات حيثما وجدوها، ومن هنا جاء المقترضون غير المؤهلين وأصبحوا مؤهلين نتيجة لتخفيض مستويات ضمانات الإقراض ومن ثم العمل بدونها.وبتشجيع من البيانات التي كان يصدرها غرينسبان، أصبح اللاعبون في السوق يعتقدون بأن مرحلة نسب الفوائد المنخفضة سوف تستمر إلى ما لا نهاية. بيد أن تلك المرحلة جاءت إلى نهايتها، ذلك أن الاحتياطي الفيدرالي وجد نفسه مرغماً على البدء في رفع نسب فوائد الإقراض، وقد وجد المقترضون بأنه سوف يترتب عليهم دفع نسب أعلى من الفوائد على عقاراتهم المرهونة في المستقبل، فأخذوا يتخلفون عن الدفع. أولاً، توقفت أسعار السكن عن الارتفاع، ومن ثم أخذت في الانخفاض، وبشكل قوي في بعض الأسواق الملتهبة. والآن مضى حوالي سبعة أشهر في الدورة الجديدة لمرحلة الفوائد المنخفضة، ومع ذلك فلا يوجد أي أمل في الأفق لنهاية الأزمة المالية الطاحنة.عاملان اثنان على الأقل ساهما في تشديد الأزمة. أولاً، أدوات مالية عدة فريدة خارجة عن المعتاد، والتي رُبطت بشكل أو بآخر بأسعار السكن وقيم الضمانات التي أُعطيت الرهونات على أساسها. جاء تسعير تلك الأدوات المالية نتيجة لنماذج اقتصادية معقّدة ولم يكن نتيجةً لمعاملات السوق. وحيث أن قيمة المساكن والرهونات انخفضت، فإن أسعار تلك الأدوات المالية أصبحت أقرب إلى المستحيل. وكما تعلّمنا من حوادث سابقة، فإن تلك النماذج التسعيرية فشلت بسبب عدم دقّتها، وهي العنصر الأهم في أوقات الاضطراب المالي. إن عدم القدرة على تحديد سعرٍ لتلك الأدوات المالية قد فاقم من الخسائر التي تكبّدتها الشركات التي في حوزتها تلك الأدوات.هناك مثل رائع موازٍ نراه في انهيار الاتحاد السوفييتي، وكما أوضح العالم الاقتصادي لودفيغ فون ميزس، قبل حوالي 100 عام، فإن التخطيط المركزي لا بد من أن يفشل حتماً لانعدام وجود أسعار سوق تُقرر تخصيص الموارد. أسعار السوق لا يمكن إلا أن تكون نتيجة لصفقات سوق فعلية ما بين المشترين والبائعين. المخططون يستخدمون معادلات رياضية لتقييم الموارد، وبالأخص رأس المال. والآن نرى أن فطاحلة الوول ستريت قد استوردوا التفكير السوفييتي في تخصيص رأس المال. فهل نستغرب عندما نرى أن سعيهم قد فشل؟ العامل الثاني الذي ساهم في انهيار أسعار المساكن كان نتيجة لالتزام الحكومة الفيدرالية بتوفير مساكن يستطيع المشترون تحمل أسعارها وقد وُضع الضغط على الدائنين، بترويج بيع المساكن إلى الجماعات ذوي المداخيل المنخفضة، والذين لا يكونون مؤهلين لتلقي قروض عادية. تلك السياسة كانت مبنية على أساس الاعتقاد بأن هنالك جماعات من الناس كان بالإمكان أن تملك مساكن لها لولا وجود شكل من أشكال الانحياز الاقتصادي، أو فشل في عوامل السوق. هذا الهدف الاجتماعي، ورغبة الدائنين في كسب المزيد من الصفقات، اندمجا في رهونات غير كافية في ضماناتها. لقد تعلمنا درسين من الاندفاع نحو توفير المساكن إلى من كانوا معتبرين غير مؤهلين لحيازتها. أولاً، عدد كبير منهم لم يكونوا من المُلاّك لأنهم كانوا عاجزين عن تملك المساكن، وفقط تحت المظلة المؤقتة من الظروف الملتهبة في أسواق الرهن العقاري أصبحوا يبدون وكأنهم يستحقون تملك المساكن. ثانياً، إن الناس اللذين لا يملكون من المساكن شيئاً لا يمكن أن يقال عنهم بأنهم مُلاّك. فعندما تُصبح الأمور صعبة، فإنهم ينسحبون. لقد كانوا من الناحية الفعلية مستأجرين ولم يكونوا مُلاّكاً. سوف تنتهي الأزمة عندما يهبط سوق السكن إلى القاع، وعندما تستقر أسعار ضمانات الرهونات، كما يتوجب على البنوك أن تتخلى عن ارتباطاتها في الالتزامات المالية الفرعية الغريبة عن الإطار المتبع. ومن واجب الاحتياطي الفيدرالي أن يفهم بأنه يواجه أزمة رأس مال، وليس أزمة سيولة. إن معدل أسعار الفوائد شديدة الانخفاض على أصول آمنة يدل على أن هنالك سيولة كبيرة في الأسواق المالية. ولا يجب على الاحتياطي الفيدرالي أن يُقدم مزيداً من رأس المال، فهذه هي وظيفة الأسواق وهي تقوم بعمل ذلك.جيرالد بي. أودريسكولمدير سابق لتحليل السياسات في بنك سيتي جروب وهو حالياً كبير الزملاء في معهد كيتو بواشنطن العاصمة. وهذا المقال برعاية «مصباح الحرية» www.misbahalhurriyya.org   

جيمس روث

جيمس روث / شعبٌ قارئ ولكن...
التعليم في العالم العربي هو خليط بين الأنباء الجيدة والسيئة. فمن ناحية، يواصل التعلّم التقدم على امتداد الإقليم مع تقدم بعض البلدان بأكثر من البعض الآخر. ومن ناحية أخرى، فإن العالم العربي مازال متاخراً عن معظم بلدان العالم، وهو يخرّج مواطنين غير مؤهلين للمشاركة في السوق العالمية التي تتطور سراعاً. قطاع التعليم العالي ينمو في معظم الـ22 بلداً عربياً. هذا التوسع يبدو نتيجة لتجمع من المبادرات الخاصة والعامة الموجهة تجاه تعليم الأعداد المتعاظمة من الشبّان في كل بلد من تلك البلدان. ومع ذلك، وباستثناء حالات قليلة معزولة فإن الغالبية العظمى من تلك المؤسسات تفتقر إلى الجودة الضرورية في التعليم والقيادة المستقلة والمناهج التقدمية التي من شأنها تدريب الطلبة على مواءمة حاجات أرباب العمل المتوقعين. ففي دراسة قامت بها مجموعة تصنيف الخبراء الدولية ومؤسسة سياسات التعليم العالي في واشنطن نالت جامعة عربية واحدة فقط موقعاً على قائمة تتألف من 3000 جامعة على امتداد العالم، وقد جاء ترتيبها في آخر تلك القائمة. الخريجون العرب يجدون أنفسهم في مواضع غير ملائمة بشكل متزايد عندما يسعون إلى الدخول في أسواق العمل في بلدانهم، إذ لا تتطابق مهاراتهم في كثير من الحالات مع احتياجات السوق. على سبيل المثال، في المملكة العربية السعودية، نحو 5.5 مليون عامل أجنبي يلعبون دوراً أساسياً في الاقتصاد السعودي، وخصوصاً في قطاعي الخدمات والبترول. ومع ذلك، ورغم سياسة الحكومة الداعمة بقوة لتعيين موظفين من حملة الجنسية السعودية، فإن البطالة المستمرة وفق الإحصاءات الرسمية تُشير إلى أنها تبلغ 13 في المئة بين السعوديين الذكور، ويعتقد الكثيرون من الخبراء المستقلين بأن هذه النسبة قد تكون عالية بما يصل إلى 25 في المئة.الاستثمارات الكبيرة على امتداد أعوام عدة التي قامت بها الحكومة السعودية لم تحقق نتائج مرضية. والنتائج السعودية هي مماثلة للنتائج التي تم تحقيقها في بلدان الخليج الغنية. فالإحصائيات تشير إلى أن الخريجين في كثير من الحالات غير قادرين على الاندماج بشكل ناجح في الاقتصادات الوطنية. يعتمد تحسين التعليم العالي في العالم العربي على إصلاح المناهج ورفع توقعات الأساتذة من طلبتهم ليس فقط على مستوى الجامعات، ولكن أيضاً على مستويات التعليم الابتدائي والثانوي. وكما تظهر التجارب العالمية، فإن علامات الطلبة العرب في المدارس الابتدائية والثانوية هي بين العشرينات الأدنى في مادتي الرياضيات والعلوم. نتائج المدارس الابتدائية العامة هي الأسوأ بما لا يقارن. إن حظ تلميذ يتخرج من مدرسة حكومية في القاهرة أو دمشق أو الخرطوم بأن يصبح رئيساً لشركة كبرى أو أن يصبح طبيباً متخصصاً هو ضعيف إلى أقصى الحدود. وإذا أخذنا في الاعتبار الكميات الكبيرة التي تنفقها تلك الحكومات على التعليم، فإن هذه النتائج المزرية والمؤشرات المرتبطة بها هي مفزعة بكل بساطة وتتطلب معالجة فورية.ليس فقط أنه يتوجب إعادة تصميم المناهج بحيث تُعطى أولوية للرياضيات والعلوم، بل يتوجب على الأساتذة أيضاً أن يعتبروا مسؤولين عن أداء طلبتهم. أحد التفسيرات للعلامات الضعيفة التي حققها الطلبة العرب ناتجة عن أن توقعات الأساتذة هي منخفضة أكثر مما يجب. وفي الوقت الذي يواصل فيه القادة العرب السعي إلى إيجاد الطرق الكفيلة بتحسين التعليم، فإن التدقيق في سوية الأساتذة يصبح أمراً حيوياً. هل الغالبية العظمى من الأساتذة مؤهلة بأن يركن إليها تعليم الأجيال القادمة؟ ربما لا. إن استقطاب وتدريب كادرٍ جديد من الأساتذة من الدرجة الأولى، والذين يعوضون تعويضاً جيداً، يتطلب بحثاً معمّقاً. لقد شهد العالم العربي في الأعوام الأخيرة نمواً دراماتيكياً في عدد الجامعات الخاصة. لدى الأردن، على سبيل المثال، ما لا يقل عن 12 جامعة خاصة. هذه الجامعات التي أنشئت أخيراً سوف تسمح للبلدان من ذوي الدخل المتوسط بالاعتماد أكثر على المصادر الخاصة للإنفاق على التعليم العالي. ومع ذلك، فإن التخاصية وحدها ليست الجواب الشافي، وعلى غرار الجامعات الحكومية، فإن تلك المؤسسات الخاصة يجب أن تعتبر مسؤولة نحو تخريج طلبة يحققون الحاجات الوطنية المطلوبة. الحكومات، ربما على مستوى إقليمي، سوف تحتاج إلى إيجاد مستويات أداء تسمح للجامعات التعليمية، سواء كانت خاصة أو عامة، بأن تحقق حداً أدنى من المستويات.محو الأمية كان يشكل رسالة مهمة في العالم العربي ما بعد الفترة الاستعمارية. لقد حقق العرب إنجازاً كبيراً على هذه الجبهة. ورغم أن نحو 70 مليون عربي مازالوا أميين، فإن هذا العدد يتناقص بسرعة. ومع ذلك، فهناك فرق بين أن تُعلّم لتحقيق القراءة والكتابة وبين تقديم تعليم من سوية عالية. وعموماً، فإن العالم العربي لم يطور بعد أنظمته التعليمية من التركيز على محو الأمية من جهة إلى نظام يخلق مؤسسات ضرورية قادرة على دمج الفئات الشبابية في أسواق عملها وأن تدفع ببلدانها إلى ميدان التنافس العالمي.وفي الوقت الذي يواصل فيه واضعو السياسة العربية معالجة مخططات التنمية المستقبلية، يتوجب عليهم التركيز على إصلاح وتحسين مؤسساتهم التعليمية. إن الفشل في تحقيق ذلك سوف يؤدي من دون شك إلى زيادة الملايين من العاطلين عن العمل، وربما يهددون استقرار المنطقة. إن معالجة الإصلاح التعليمي يجب أن يُعطى الأولوية اليوم.جيمس روثنائب رئيس مجموعة هورون الاستشارية للصحة والتعليمشيكاغو، الولايات المتحدة، ويقدم روث خدمات استشارية لمؤسسات تعليميةفي أميركا والشرق الأوسط وآسيا، وهذا المقالبرعاية «مصباح الحرية» www.misbahalhurriyya.org

حسن أدهم

حسن أدهم / أخلاق الملوك وكفى
كانت ومازالت سيرة الملك فاروق ملك مصر والسودان ووالي النوبة ودارفور محيرة، حتى الآن يتنازع فيها كل ذي مقارن بين الماضي والحاضر، فقد قام انقلاب 23 يوليو لتطهير مصر من الاجانب وسلطة الاقطاع وفساد الحكم فما كان منه الا ان وقع على التنازل عن العرش ورحل في اقل من ثماني واربعين ساعة ومن دون نقطة دم واحدة وقد عرض عليه قائد الحرس الملكي ان يقاوم القوات المحاصرة لقصر رأس التين فقال عبارته الشهيرة: «أتطلق النار على زملائك وهم مصريون! ورحل».وبعد رحيله تم القضاء على الاقطاع المنتج، وظهر الاقطاع الاتكالي الذي قبض على ارواح العباد وارزاقهم بقرار عسكري، وظهر الفساد العلني بدلاً من الفساد الخفي المستحي، وغادر الاجانب الذين وجدوا في مصر الامان، وجاء الاجانب الذين يشترون كل مصر حتى القرار.رحل ملك ذو خلق رفيع آثر الرحيل على الا يضرب المصري المصري. وفي ليبيا رحل السنوسي ذلك الرجل الورع والذي نظر من شباك بيته وقال: «أرحل مادام الشعب لا يريدني! ورحل»، وفي العراق اطلق العسكريون النار على الملك الشاب فيصل الرصاص من دون ذنب! ورحل.هذه اخلاق الملوك الذين ورثوا ملك ابائهم وخانت فيهم شعوبهم بعد ما وثقوا فيمن حولهم، ما نراه اليوم هو حصاد الشعوب التي خدعت بالاشتراكية والقومية التي ادت الى تفكك نسيج المجتمع، وظهرت الطفيليات التي تسلقت اكتاف الشعوب حتى وأدوا احلام الصغار في مهدها واهدروا كرامة الوطن والمواطنين، وبالنظر الى الانظمة العسكرية كافة في جميع انحاء العالم نجدها ظهرت في دول غنية ثم افقرتها، وكله تمام يا افندم على حساب كرامة الشعوب وثرواتها، وقامرت على حساب شعوبها وعلمتهم لاعوام طوال حرفة الكذب، واطعمتهم النفاق، وكستهم بالصمت والا الضياع في غياهب الجب.فلنترحم على ملوكنا الذين قتلناهم بأيدينا مرتين حين فرحنا بالانقلاب، ومرة حين ساهمنا في دمار ملكهم، فلنترحم عليهم وهذا ما جنته ايدي الشعوب التي لا تعي حدود الحرية.حسن أدهمكاتب مصري

حسين ابراهيم

هل من أمل بالتغيير؟
هل سيأتي يوم لا نعود فيه نحن اللبنانيين نهاجر إلى بلاد الله الواسعة؟هذا السؤال حضرني، بينما كنت أراقب على شاشات التلفزة التظاهرات الشعبية الأخيرة التي فجّرتها في بيروت قضية النفايات.كنت أمضي إجازتي السنوية في لبنان، قبل وقت قصير من بدء هذه التظاهرات، وكانت النفايات بدأت تتكوّم في الشوارع. وعاينت خلال الأيام القليلة التي تردّدت فيها الى بيروت، كم هو صعب العيش في ظل هذه الظروف، لا سيما وان مشكلة النفايات، تصاحبها مشكلة مزمنة في الكهرباء وثالثة في المياه ورابعة في الاتصالات والطرق، وخامسة في غلاء الأسعار غير المتناسب أبداً مع معدل دخل الفرد في لبنان، وغيرها كثير.منذ زمن طويل لبنان ينتج أجيالا، ثم يهجّرها إلى الخارج، والسبب هو التركيبة الطائفية للبلد الطاردة لقليلي الحظ من أبناء الطوائف، اضافة الى الحرية النسبية التي لولاها لما استطاع اللبنانيون الهجرة، ولكانوا سجنوا في وطنهم كما حصل في دول كثيرة لم تكن امكانية المغادرة فيها سهلة.خلال الحراك، خرج من بين المشاركين فيه من يقولون ان الحراك منحهم أملاً بالبقاء في وطنهم وعدم الاضطرار الى مغاردته. وانا نفسي، تملكني شعور بأن بلدي الذي هجرته طوعا، أو هجّرني قسرا، لا فرق، قد يتسع لي أنا ايضاً في يوم من الأيام.من الشعارات الرئيسية التي طرحت خلال التظاهرات، المطالبة باسقاط النظام الطائفي، وهو بالفعل لب المشكلة، لانه يمنع بناء دولة تساوي بين مواطنيها في الحقوق والواجبات، حتى نظرياً.والتاريخ في لبنان يقول ان الطائفية هي السبب الأول لهجرة اللبنانيين الى الخارج، وهي هجرة تناوبت عليها الاقليات التي تتكون منها البلاد في المئتي سنة الأخيرة على الاقل، اما لأنها كانت خائفة كجماعات بسبب الحروب والنزاعات، واما لأسباب اقتصادية كانت وما زالت تجعل الهجرة أفقية، أي تشمل الفئات الاجتماعية الأقل حظا في كل الطوائف والمذاهب والعرقيات.الاعتراض اللبناني الأخير، هو اعتراض اوسع بكثير من كل المطالب الحياتية التي رفعها حول النفايات والكهرباء والماء وضآلة فرص العمل، وكان احتبس طويلا في صدور من قاموا به وغيرهم ممن لم يشاركوا فيه، وقبلهم آباؤهم واجدادهم، نتيجة ضعف الأمل بالتغيير، فآثروا في الماضي ركوب السفن، والآن الطائرات، والرحيل لبناء حياة أخرى في بلدان أخرى. انه احتجاج على تركيبة النظام الذي يتوارث الزعامة فيه الأبناء عن الآباء والأجداد، وعلى توزيع مغانم الحكم، مع التبرؤ التام من مسؤولياته وعواقبه، على أصحاب النفوذ في ما يسمى بـ «العائلات الروحية»، ولم يعد منه بدّ، بعدما فاحت الرائحة، وزكّمت الأنوف، ولم يعد جائزا ولا ممكنا السكوت عليها، فرفع المحتجّون شعاراتهم المبدعة التي تصل بسهولة إلى الإنسان البسيط مثل «طلعت ريحتكم» و»بدنا نحاسب» غيرها.وإذا كان بعض الشخصيات والأحزاب من خارج النادي استطاع اختراق هذه التركيبة، ولا سيما قادة الميليشيات في الحرب اللبنانية التي دامت من 1975 إلى 1990، فإن هؤلاء لم يستطيعوا ان يحلّوا مكانها، فتحالفوا معها، وأصبحوا يضاهونها فساداً إن لم يكونوا أكثر فساداً منها، فزادت الرائحة الكريهة سوءا.ولأن الحراك يلامس مكامن عميقة إلى درجة كبيرة في نظام الحكم اللبناني، اتضح من خلال التجربة أنه لا بد من معالجتها، اذا أريد لأي أمر أن يتحلحل، فإنه لن يكون سهلاً عليه الوصول إلى نتيجة، ولا سيما لجهة إحداث تغيير أساسي على هذا النظام، الذي اثبت مناعته وقدرته على النجاة من حروب وغزوات خارجية كثيرة، وهو لن يعدم وسيلة الآن لضرب هذا الحراك، لا سيما في ظل بحر الدماء العربي الذي يعيش لبنان في وسطه، وهو، أي النظام، قد تداعى إلى حوار بين أركانه، لعل القضاء على هذا الحراك على رأس جدول أعماله، ولو من خلال تلبية بعض مطالبه.مع ذلك، لنأمل بأن الحراك سيكون من جانبه أكثر مناعة هذه المرة، متسلّحا بأن القناعة المزمنة السائدة بين اللبنانيين بأن التغيير صعب جداً ان لم يكن مستحيلاً، تقابلها قناعة لا تقل رسوخاً بأنه لا يوجد غير هذا الطريق، وغير هذا الحل للأزمات التي لا تنتهي.

حسين الراوي

حسين الراوي /أبعاد السطور / كلما أمسكت بالقلم!
حسين الراويفي هذا الزمن ان كنت صادقاً أو ناصحاً أو شهماً أو صاحب ضميرٍ حي أو أنك تحارب الفساد ولا ترضى الباطل وتمقت الاستعباد وتقف في وجه الظلم، فانك ستكون في عيون الكثيرين مشبوهاً خطيراً! وسيهرب عنك كل من كان في يوم من الأيام يقف يتحدث معك، وكأنك تاجر ممنوعات! وسيتبرأ منك كل من كان يجالسك وكأنك عميل للموساد الاسرائيلي، وسيرتجف جسد كل من تمر بجانبه وكأنك أسدٌ جائع، والذي تدخل عليه فجأة في مكانٍ ما سيتحوّل فمهُ الى زاويةٍ منفرجة، وعيناه شاخصتان، وكأنك سفاح مشهور جاءه يحمل في يديه ساطوراً وسكيناً يقطران دماً!كم هو احساسٌ مؤلم أن ينتابك شعور الوحدة وأنت محاط بعشرات الوجوه! وكم هو مؤلم أن تشعر بالنبذ وعشرات الأيدي تربتُ على كتفك! وكم هو مؤلم أن تشعر بالاقصاء وأنت تعمل وتتحرك بين عشرات الأرواح حولك! وكم هو مؤلم أن تشعر بأنك غير مرغوب فيك وعشرات الشفاه من حولك تبتسم في وجهك! وكم هو مؤلم أن تجد كل كلمةٍ قلتها قد زِيد عليها مليون كلمة من أجل تشويه سمعتك! وهذا كله من أجل أنك لم تقاسمهم رغيف الذل وتحتسي معهم كأس العبودية، ومن أجل أن روحك لم ترض أن تشابه أرواحهم التي أدمنت على رعشة الخوف وأصفاد الرق.في هذا الزمن الذي انقلبت فيه مفاهيم كثيرة رأساً على عقب، اياك أن تتعجب من أي شيءٍ يثير العجب! فالحرامي أصبح ضابط شرطة، والغبي أصبح مُفكراً مشهوراً في القنوات الفضائية، والفاشل أصبح دكتوراً جامعياً، والتافه أصبح أديباً، والفاسد أصبح مسؤولاً وصاحب قرار، والمطربون والمطربات أصبحوا نجوماً وقُدوات، والأطباء أصبحوا جزارين، والتجار أصبحوا لصوصاً يمصون دم الفقراء، والسجون ضاقت بالأبرياء، وكلام الله هناك من يتاجرون به بكل جشع!لا أعرف لماذا كل ما أمسكتُ القلم بيدي أخذ يرتجف كل شيءٍ حولي! زملائي الموظفون والكراسي والطاولات والسقف والجدران وقهوتي وكُتبي وممرُ القِسم وعامل النظافة والدرب الذي يوصلني لسيارتي! هل أنا عندما أُخرجُ القلم من جيبي أكون أخرجتُ قنبلةً عنقودية! وهل عندما أرفع الغطاء عن رأس قلمي لكي أكتب أكون كالذي استل سيفاً من غِمدِه؟ يا الله، لم أعلم من قبل أن القلم الذي يسيل بمداد الحق قد يصنع من صاحبه مشبوهاً خطيراً بأعين الكثيرين في مجتمعٍ انقلبت فيه مفاهيم كثيرة رأساً على عقب!حسين الراويalrawie1@hotmail.com

حسين علي العتال

حسين علي العتال /أين وزير الداخلية من التدخين في مطار الكويت الدولي؟
مطار الكويت الدولي هو الواجهة الاولى التي يمر بها اي مسافر او قادم إلى دولة الكويت، وانا كمواطن اجد نفسي اشعر بالضيق والاسى والاسف واللوعة والمرارة والكدر من قيام اخواننا الكويتيين، واخص منهم منتسبي وزارة الداخلية وادارة الجمارك الذين يفترض بهم القيام بتطبيق القانون واحترام الزي الرسمي الذي يرتدونه، اذ انهم يمثلون جهة حكومية يفترض بها ان تكون رادعة لمن تسول له نفسه التعدي على القانون وحفاظا على سلامة المواطن والمقيم من تعدي اي شخص على القانون.ولعل ظاهرة التدخين التي اعتبرها بحق ظاهرة سيئة، وان من يقوم بالتدخين داخل الاماكن العامة المغلقة فهو انسان لا يحترم نفسه، ولا يحترم الآخرين ويكسر القانون كسرا متعمدا، وذلك لامتاع نفسه بتدخينه سيجارة تضر الموجودين في هذا المبنى ضررا اكبر من الضرر الذي يجلبه على نفسه، فالمشرع الكويتي الذي اصدر قانونا لمنع التدخين داخل الاماكن العامة المغلقة لم يعبث عند اصداره هذا القانون وانه يعلم علم اليقين ان التدخين عادة خبيثة وسيئة، وان به مضرة كبيرة لصحة الموجودين داخل الاماكن العامة المغلقة، لذلك اصدر العقوبات المغلظة الموجودة في هذا القانون.والذي يزيد الطين بلة، بان الادارة العامة للمطار وضعت اماكن مخصصة للاخوة المواطنين، لكن مع الاسف فإن بعض المواطنين الكويتيين وكثيرين من منتسبي وزارة الداخلية والادارة العامة للجمارك الذين ابتلوا بالتدخين لم يحترموا هذا القانون، اذ انهم يدخنون خارج هذه الاماكن، وهذا مدعاة من الكويتيين لاخوانهم المقيمين والجنسيات الاخرى للقيام بالتدخين داخل الصالات المغلقة وترك الاماكن المخصصة للتدخين خالية، اللهم من يوجد داخلها من اناس يحترمون انفسهم بالدرجة الاولى ويحترمون الآخرين بالدرجة الثانية ويطبقون القانون تطبيقا ترتضي بها تصرفاتهم، لعلمهم بان حريتهم تنتهي عندما تبدأ حرية الاخرين والذي دفعني إلى كتابة هذا المقال  هو ان نتقدم للاخ وزير الداخلية بطلب ورجاء بان يذهب إلى المطار ويتفقد موظفيه الذين يسيئ البعض منهم بقيامهم بالتدخين غير القانوني وغير الانساني في مطار الكويت الدولي، اذ انهم يعلمون بإنه من امن العقوبة اساء الادب، وانا شخصيا قدمت النصيحة، كما امرني ديننا الحنيف، وكما يقول رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم): (الاسلام دين النصيحة) الي الاخوة الذين يدخنون بلا احترام للمواطنين ولا القانون، ولكن مع الاسف الشديد جميعهم يردون بعبارة «وانت شكو، كيفي بدخن واللي موعاجبه ...»اتمنى من الاخ الوزير الشيخ جابر الخالد الصباح الذي يعرف عنه من خلال تصريحاته المستمرة عبر اجهزة الاعلام المرئي والمسموع والمقروء بانه يحارب الفساد بجميع انواعه، ولعل هذا النوع من الفساد الذي نشمئز منه كوننا مترددين على مطار الكويت الدولي في كل لحظة ونشعر بالاذى من قيام موظفيه بالدرجة الاولى من هذه العادة السيئة غير الحضارية والتي يجرمها القانون في هذه الاماكن العامة المغلقة، ان يشد على ايدي موظفيه على احترام القانون، وان يثبت للشعب الكويتي انه رجل لا يرضى بانتهاك القانون ويحارب الفساد بالقول والعمل، وذلك لمصلحة المواطنين ولمصلحة الكويت الحبيبة، وانتصارا لتطبيق القوانين التي تفتخر الكويت فيها في كل محفل، ونريد منه كذلك محاسبة المقصرين حسابا رادعا لمن تسول له نفسه القيام بهذا العمل مرة اخرى، خصوصا وانهم قدوة لغيرهم من المواطنين والمقيمين على حد سواء.ولعل الغريب العجيب نجد ان هؤلاء المواطنين والمقيمين لا يدخنون في مطارات الدول التي يسافرون اليها، وذلك احتراما وخوفا من العقوبة المنصوص عليها في هذه الدول، فالاحق ان نكون نحن يا سعادة الوزير احق بهذا الامر، لان التهاون في تطبيق القانون مفسدة للبلاد والعباد ايما مفسدة.حسين علي العتالكاتب كويتيh_Kuwriter@yahoo.com

حصة انور الدعي

سورية... بلا خط رجعة
إن الانتخابات صورة من صور الممارسة الديموقراطية، حيث يعبر الناس فيها عن اختياراتهم وتوجهاتهم بحرية وشفافية بلا إجبار أو ضغط، فالانتخابات هي الوسيلة التي بموجبها يختار المواطنون الأشخاص الذين يسندون إليهم مهام ممارسة السيادة أو الحكم نيابة عنهم سواء على المستوى رئاسة الدولة أو على المستوى النيابي أو المرافق، لكن الأمر يختلف في الانتخابات السورية الصورية الأخيرة، فهي انتخابات محسومة قبل أن تبدأ، فقد كتب السيناريو وجاء الممثلون لتجسيد أدوارهم في مسرحية سخيفة مضحكة.في بداية الثورة السورية، من الممكن أن ينقسم الناس إلى قسمين ( مؤيد ومعارض ) وكلاهما لهم الحرية في التعبير عن إراداتهم وأرائهم، لكن عندما يصل الأمر إلى القتل، فشرعية الحاكم تسقط تلقائيا (فلا حكم بدم ). فالنظام السوري أعطى للعالم كافة نماذج ودروس في القتل والوحشية وسفك الدماء والتنكيل بأبناء شعبه.من أكبر الأخطاء التي ارتكبها النظام في بداية الثورة هو أنه لم يجعل للناس خط رجعة فكل الطرق تؤدي إلى الموت، فإذا استمروا بالثورة قصفوا وإذا تراجعوا أُبيدوا... فبهذه الحالة الاستمرار بالثورة والموت بكرامة واجب مقدس.ومن الحجج المضحكة للمؤيدين للنظام، هو انه بعد رحيل بشار ستصل إلى الحكم جماعات متطرفة، ففي طبيعة الحال في أي ثورة قد تظهر جماعات متطرفة وغير متطرفة، لكن السؤال هل هذه الجماعات المتطرفة أسوأ من بشار؟! لا اعتقد. إذ من الممكن أن يأتي يوم يترحم فيه المصريون على رئيسهم السابق، لكن هل سيأتي يوم ويترحم العالم على بشار الذي سفك و شرد و رمّل ويتّم!!وأخيرا : أتمنى النصر والسداد للمعارضه السورية، والاستقرار والأمان للشعوب العربية العظيمة التي دائما تبحث ( باللا أمل بصيص أمل).hissa_91@hotmail.com

حمد المطيري

كور مخلبص!
بالرغم من الهدوء القاتل الذي يهيمن على الأوضاع الداخلية في الكويت، واختباء الناس في بيوتهم هرباً من الحر، إلا أن جعجعة السلاح التي تجري من حولنا تجعلنا في قلق دائم وتخوفات قد لا تكون حقيقية!تهديدات ترامب بأن يمنع إيران من بيع نفطها، وإعادة فرض العقوبات الأميركية على إيران ابتداء من شهر نوفمبر المقبل، كل ذلك قد أدى بإيران إلى أن يجن جنونها وبدأت تهدد بأنها لن تسكت عن الحصار الأميركي وبأنها ستقوم بإغلاق مضيق هرمز لمنع الجميع من تصدير النفط من خلاله إذا ما نفذت أميركا تهديدها!لكن روحاني هدد ترامب قائلاً: إياك أن تعبث بذيل الأسد!ونحن في الحقيقة لا ندري ماذا يحدث لمن يعبث بذيل الأسد، ولكن ترامب لم يعجبه ذلك الفصل الفكاهي، فقال لروحاني: إياك أن تهددني مرة أخرى وإلا فإن مصيرك سيكون مثل قلة من الدول التي فعلت ذلك، ومرة أخرى لا ندري ما هي تلك الدول وماذا كان مصيرها؟!الخوف الإيراني من ترامب كان حقيقياً، فقد كان بمعاقبة حليفتها المهمة، العراق، إذ قامت إيران بقطع الكهرباء عن العراق لا سيما في مناطق الجنوب من باب أنه: إذا لم أستطع التمتع ببيع نفطي فليعان معي كل أصدقائي!وقد جاء قطع الكهرباء الإيراني عن الجنوب العراقي في أسوأ فصول السنة، حيث تبلغ درجات الحرارة 50 درجة، والشعب يعاني أصلاً من شح المياه وانعدام الخدمات وفساد الحكومة، وسبق ذلك بأيام انتهاء أكثر الانتخابات البرلمانية المثيرة للجدل والتي أقرت مفوضية الانتخابات بأنه قد شابها الكثير من الانتهاكات وطالبت بإعادة الفرز اليدوي لمناطق عدة!بالطبع فإن شدة الحرارة والعطش تلعب في عقول الناس لعبها وتفجر الغضب والسخط، وهو ما حصل مع العراقيين الذين انتفضوا ضد الأحزاب العراقية الفاشلة التي هيمنت على العراق 15 سنة بنفس القيادات العميلة، وتكررت أسماء من لعبوا بمقدرات الشعب العراقي وأمواله ودمروا كل خير فيه! واليوم يحاولون الظهور بمظهر المجدد والمحارب لإيران، بينما جلهم عبارة عن دمى تحركها طهران وتلعب بها!وفي الوقت الذي نرى عشرات الشاحنات تنطلق من الكويت لنقل مولدات الكهرباء والديزل إلى العراق لمساعدتهم في محنتهم، فإن النظام الإيراني يصرّ على قطع الكهرباء عنهم!وللأسف، فإن رئيس الوزراء العراقي العبادي الذي يعتبرونه من المعتدلين، هو الذي شجّع التنظيمات المتطرفة في العراق على الانخراط في العملية السياسية وسهّل لها أعمالها مثل الحشد الشعبي وحزب الله العراقي وقوات بدر وقوات هادي العامري وغيرها، وهم أدوات بيد إيران لاستعمار جيرانها وزعزعة الاستقرار فيها.لا يبدو في ظل تلك الظروف الراهنة بأن اللخبطة المحيطة بنا ستنتهي بسهولة، فكثرة الطباخين على تلك الطبخة تهدد بحرقها وحرق المنطقة من حولها! الله يستر!

حمد عبدالرحمن الكوس

حمد عبدالرحمن الكوس / سحب الجنسية مؤشر إصلاح أم فساد؟
فرحة ما تمت بسحب الجنسية من خمسة أشخاص، وضج معها النواب الذين ينتظرون أي غلطة ليشبعوا الحكومة بوابل من الكلم المؤلم. وإذا كانت الحكومة قد قررت سحب الجنسية فمن المقرر أن تسحبها مع التعليل لذلك، وهذا ما لا يرضي بعض النواب ذوي الشهية المفتوحة للانتقاد، فسينصر الخمسة المجنسين ظالمين كانوا أو مظلومين، لأن لديهم مبدأ «من ليس معي فهو ضدي»!ولعل بعض النواب والنقاد اعتبروا تراجع الحكومة غير مبرر وابتزاز سياسي، ولكن قضية التجنيس سيادية، والتراجع عن الباطل إلى الحق، إن وجد، خير من التمادي في الباطل، ولن أقف حكماً على ما قررته حكومتنا الرشيدة، ولكن لابد من تتبع ملفات هؤلاء، ثم يحكم على هؤلاء المختصين الذين أبدى تجاههم النائب أحمد المليفي ملاحظاته، والتي وصفها البعض بأنها خطيرة، ثم العدل معهم في الحكم. ولا شك أن الحيف والجور لا يرضاه الجميع، سواء كان الظلم لخمسة أو لخمسة آلاف، ولا نريد من أصحاب الأقلام إيجاد عقدة الألم النفسي والتثريب على الحكومة إذا تراجعت عن حق تجاه بعض القرارات، فهذا موطن قوة ومؤشر إصلاح، وهذا ما لا يفهمه بعض السياسيين المراهقين، ولنا معهم وقفة مقبلة بإذن الله.حمد عبدالرحمن الكوس

حميد المالكي

حميد المالكي / قراءة في كلمة الكويت بالأمم المتحدة
حميد المالكيالدورة 62 للأمم المتحدة هذه السنة كانت حافلة بالكلمات وهو تعبير غير دقيق. صحيح أن الكلمات هي أداة التعبير لكن المضامين التي تعبر عنها الكلمات تختلف باختلاف الموضوع فهذه كلمات كتبت في صياغة قصيدة شعرية أو كتبت لقصة أو مسرحية، وما قيل في الأمم المتحدة من «كلمات» هو صياغات بمثابة مرافعات أو كشوفات حساب وتوثيق مواقف ازاء أكثر القضايا الكبرى التي تواجهها البشرية أمام محفل أممي يمثل الدول كافة، وبعبارة أخرى إن كل دولة تعترف بما انجزته وما الذي لم تنجزه ورؤيتها الرسمية لقضايا عالمية هي الشغل الشاغل للأمم المتحدة.ولذلك فلو جمعنا كل ما قيل في الدورة 62 وطبعناه في كتاب مستقل لكان هذا الكتاب من أهم الكتب على صعيد الديبلوماسية والسياسة والاقتصاد والفكر والاجتماع وقضايا السلام والحرب وغيرها، لأنه يمثل خلاصات واستنتاجات ومعالجات صيغت بعناية فائقة واستغرقت وقتاً طويلاً اشتركت فيها الوزارات والدوائر كافة في جميع الدول، ومن هنا تنبع أهميتها التاريخية والوثائقية الكبرى، وهذه المسألة ربما لا يدركها الكثيرون، ولذلك فهي ليست كلمات إنما هي تقارير رسمية علنية تتكثف فيها سياسات الدول في الميادين كافة الداخلية والخارجية.ولنأخذ كنموذج كلمة دولة الكويت التي القاها نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ الدكتور محمد الصباح التي بدأها بالتحذير من تحديات تواجه السلم والأمن الدوليين، مثل الإرهاب والفقر والجوع وتفشي الأمراض الخطيرة والمعدية كالإيدز والملاريا وتدهور البيئة وانتهاكات حقوق الإنسان، وإعادة إحياء النعرات العنصرية، والفتن الدينية، والحض على الكراهية والزنوفوبيا، فقال: «قطعت الكويت شوطا طويلاً في ترجمة التعهدات وقرارات القمة العالمية لعام 2005 على أرض الواقع، وساهمت في الجهود الرامية إلى تعزيز قيم التسامح والوسطية ونبذ التعصب». وقال: «من المؤلم ان نرى أكثر من نصف سكان الأرض يعيشون على أقل من دولارين في اليوم الأمر الذي يتطلب نظرة جادة ومراجعة حقيقية لمعوقات التنمية في العالم النامي»، ثم تطرق إلى قضايا التسلح النووي وفلسطين ولبنان وعن العراق قال: «فالمصالحة الوطنية هي الطريق الوحيد لبناء عراق ديموقراطي وحر وآمن ومستقل يعيش في سلام مع نفسه ومع جيرانه ويحترم تعهداته والتزاماته الدولية ونرحب بقرار مجلس الأمن 1770 الذي عزز من مهام وولاية بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في العراق ونتطلع إلى دور حيوي ومهم للمجتمع الدولي في مساعدة العراق على تنفيذ التزاماته في اطار العقد الدولي في المجالين السياسي والاقتصادي».وللكلمة تلك دلالات عميقة أبرزها ان المعالجات كافة التي تضمنتها لأكثر مشاكل العالم حراجة وحساسية كانت نابعة من روح واقعية موضوعية رصينة، وعلى أسس الحوار السلمي البناء، وفقاً للقوانين والاعراف والاتفاقيات الدولية والوفاء بالالتزامات والاتفاقيات التي وقعت عليها الدول وضرورة إحقاق الحقوق المشروعة، لأن المعالجة السلمية الديبلوماسية ستجنب العالم الحروب وعدم الاستقرار وتوقف التنمية المستدامة، فالجلوس إلى طاولة المفاوضات كفيل بحل الكثير من المشكلات، وإن تكريس قيم التسامح والوسطية ونبذ التعصب ومعالجة الفقر والمرض والتخلف سيجعل العالم أكثر أمنا وازدهاراً.كاتب عراقيhamedalmaky@yahoo.com

حواس محمود

حواس محمود / الفرد ومأزقه في العالم العربي
نادراً جداً ما يشعر المرء وبخاصة الفرد المبدع بحالة من الراحة النفسية الكاملة تجاه ما يتم تقديره واحترامه وتشجيعه في الأوساط الاجتماعية المحيطة به لما يقوم به من دور وإبداع في خدمة مجتمعه والإنسانية جمعاء.ولعل الأكثر معاناة في هذا الصدد هو ذو الكفاءة أو صاحب موهبة أو من امتلك طاقة خلاقة، إذ يشعر الإنسان المبدع أنه بالرغم من عطائه الرائع فإنه يهمل ويهمش، ليس هذا فحسب وإنما يتعرض للمضايقة والعرقلة والتشويش عليه وعلى إبداعاته، وفي كثير من الأحيان يحارب، بفتح الراء، (بالاستناد إلى مقولة مفادها: يكتشف المبدع بتلك العلاقة الدالة وهي تحالف جميع الأغبياء ضده) إن هذه الظاهرة تندرج ضمن إطار مأزق الفرد في المجتمع.لقد تناول هذا المأزق كتاب وباحثون مرموقون عدة في العالم العربي، فالشاعر العربي الكبير أدونيس المرشح لجائزة نوبل للآداب يسلط الضوء على هذا المأزق ويرى، في محاضرة له بالقاهرة، أن الفرد في المجتمع العربي المسلم يعاني التهميش الذي تمارسه مؤسسات تمحو الذاتية لصالح مفهوم الأمة أو الجمهور الذي قال بأنه فكرة أيديولوجية. إن الفرد المسلم، بحسب أدونيس، يعيش الآن رهين محبسين هما التأويل الوحداني، والتأويل السلفي للنص الديني وهذا يؤدي إلى انمحاء وذوبان الفردية في الجماعة الأمة، ويشير إلى محاولات في التاريخ العربي لاختراق هذين المحبسين على أيدي بعض الشعراء والمتصوفة، حيث يرى أن التصوف أعمق ثورة في تاريخ الإسلام، ويضيف أدونيس بالقول: «إن جميع الأحزاب تلغي الهو في سبيل الهم».ويتناول الباحث الدكتور مصطفى حجازي في كتابه «الإنسان المهدور» تهميش الفرد في المجتمع من خلال البحث في سيكولوجية هدر الطاقات وهدر الإمكانات وانمحاء الفرد ضمن الجماعة، الدين، القومية، القبيلة، الطائفة... ويرى حجازي أنَ ثقافة الولاء للعصبية لا تفعل سوى هدر الطاقات والكفاءات التي طالما اعتبرت ثانوية، تهدر الطاقات الأكثر حيوية وعطاء على مذبح الولاء والتبعية، وبالتالي تهمش فئات كبيرة من ذوي الكفاءات حتى النادرة منها، وتدفع إلى المنفى الداخلي أو الخارجي ما لم تقدم فروض الطاعة والولاء وبراهين التبعية التي لا يداخلها شك. ثقافة الولاء هي ثقافة الهدر ذاته، وهذا ما يفسر تعثر التنمية ويعم التخلف، والمبعدون والمنفيون من ذوي الكفاءات يجترون الإحباط والمعاناة ويشتعل في نفوسهم الغضب على واقع الحال. يشدد الباحث على ثقافة الإنجاز والعمل تبعا لناموسها، وبرأيه في ثقافة الإنجاز التي تشكل قاعدة كل نماء وبناء لا يرى المرء من مفهوم لذاته أو تصور إلا باعتباره كائناً منجزاً يحسن تنمية طاقاته وتوظيفها، كما أن صناعة المستقبل قائمة على الجهد الذاتي والجماعي بما فيه من تجديد وإبداع.ويؤكد الباحث على ضرورة الاعتراف بحق الإنسان بالكيان، وصيانة حرمة هذا الإنسان وتأمين الحاجة والخوف كشرط مسبق لبناء الاقتدار الإنساني الذي يشكل نواة أي إنجاز أو إنتاج أو تقدم أو تنمية، الإنسان أولاً وفي الأساس، والاعتراف بإنسانيته كمنطلق ومآل ووسائل، وكل ما عدا ذلك جهد مهدور وأمل ضائع. أما الأستاذ حازم صاغية فيحرر في كتابه «مأزق الفرد في الشرق الأوسط» مقالات عدة للعديد من الباحثين والكتاب في مجال الفردانية في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى مقدمة غنية بالأفكار الحيوية والمهمة، إذ ضمت رؤية نقدية واضحة لمكانة الفرد في التاريخ العربي. يشير الباحث صاغية على أنه في الواقع لقد وجد الأفراد دائماً في الشرق الأوسط، كما في غير مكان من كوكبنا، وهؤلاء الذين تربطهم ألفة ما بالتاريخ والأدب العربيين يعرفون عن الشعراء «الصعاليك» فآراء وأعمال هؤلاء الشعراء كانت مرفوضة في قبائلهم وجماعاتهم، وكان عليهم أن يهجروا منازلهم وأصحابهم ليعيشوا في منافي الأراضي المهجورة في الصحراء، غير أن ما لم يوجد هو الفردانية لأن هذه لا تظهر إلا مع الحداثة وبفضلها. وهنالك هضم للحقوق الفردية ضمن سياق المطالبة بالحريات سواء للشعوب المنضوية تحت أطر دول معترف بها أو للأقليات المضطهدة، فالتجربة توضح أن هنالك تضحية بالحريات الفردية من أجل الحريات الجماعية، ولقد شهدت الأحزاب العربية والكردية حالات من إهمال الفرد والتضييق على حرياته، ورغم شعارات وأهداف هذه الأحزاب بالحرية والديموقراطية والنضال ضد الاضطهاد والدكتاتورية والاستبداد ومارست هذه الأحزاب أساليب غريبة بحق الأعضاء الذين قرروا لسبب ما الانفكاك من هذه الأحزاب من نبذهم وعزلهم واتهامهم وحتى تخوينهم في كثير من الحالات، هذا ولعل اندفاع الكثير من الأفراد للانخراط في هذه الأحزاب لا يأتي بسبب قناعاتهم بهذه الأحزاب وإنما بغية صنع وجاهات سياسية للحصول على رضا الجماهير وتقديرها مستغلين حالات التخلف الشعبي الواسعة، ولعل تهميش الفردية يتبدى في المجال الإعلامي والفكري على شاشات الفضائيات الكردية من خلال إظهار شخصيات لا تمتلك الإمكانات الإعلامية والفكرية للدفاع عن الكرد وقضيتهم العادلة وذلك بسبب انتمائهم الحزبي بينما يتم إهمال وتهميش شخصيات تمتلك تلك الإمكانات وذلك لأنها شخصيات مستقلة غير منتمية لأي أحزاب.وهذا الإقصاء وهذا التهميش الممارس من قبل الأحزاب بحق أعضائها المستقيلين يقابله في الأنظمة العربية إقصاء وتهميش للخبرات والكفاءات والطاقات العلمية والثقافية والفكرية، وهذا ما يؤدي في الداخل للاغتراب والتقوقع والانحسار الإبداعي وفي الخارج إلى هجرتها والاغتراب الاجتماعي عن البلد الأصلي والتعرض لازدواجية التجنس واللغة والثقافة والتقاليد.لكن رغم ذلك فإن هذه الطاقات تبدع وتنجز في مجالاتها إنجازات رائعة ما لا يتاح أمامها في بلدانها الأصلية بسبب توافر المناخات الديموقراطية الكافية، وملاقاتها للدعم والتحفيز والمساندة من المؤسسات الحكومية والمدنية في بلدان المهجر. إنَ ما يدعو للألم والأسى حقاً أن الفردية في العالم العربي تغيب وتتيه أمام موجات من المغالاة والمتاجرة الشعاراتية والصراخ في الفراغ بينما الفرد المبدع يبحث عن إنسانية مبدعة متجسدة في الفرد لبناء مجتمعات قوية وسليمة ومعافاة من أمراض سياسية واجتماعية أدت وتؤدي إلى تخلف هذا العالم (العالم العربي) وتعرقله عن اللحاق بركب الحضارة العالمية. حواس محمود هذا المقال منشور بالتعاون مع مشروع «منبر الحرية»www.minbaralhurriyya.org

خالد الحجرف

خالد الحجرف / سعد العبدالله... رجل بحجم وطن
قال تعالى «من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا» صدق الله العظيم.في حياة الخلود ترفرف أرواح الرجال الذين لا يستطيع الموت أن ينتزعهم من قلوبنا أو يسدل ستارة على أعمالهم الجليلة التي تضيء الحياة للآخرين وتمنحهم سمو الإنسانية بمعناها وتتوجها بمغزاها... هؤلاء الرجال تظل سيرتهم العطرة تفوح بين ثنايا القلوب لتعمرها وتغمرها بالحب.والأمير الوالد سمو الشيخ سعد العبدالله - طيب الله ثراه - لا نزكيه على الله، ولكن نحسبه بإذن الله تعالى من الذين قال فيهم المولى عز وجل «أحياء عند ربهم يرزقون»، فهو بمقاييس الشهادة يحمل أنواطها وبمقاييس الرجال فهو الأمير الوالد وبمقاييس الزمن هو البقاء الذي لا يعرف الفناء بما قدمه من عطاء وسخاء لم يتوقف ولم يتوان عبر أعوام طوال... سيظل سمو الأمير الوالد باقياً في قلب كل كويتي... وسيظل باقياً في قلوب العرب... وسأظل أنا فخور بأن الزمان جاد بكرمه ومنحني فرصة العمل مع الأمير الوالد الراحل (طيب الله ثراه).وقد عرفت سموه عبر رحلة طويلة من العمر وأنا إلى جواره حيث جميع الصفات وحميد الخصال، فقد كان رجلا عظيما وقائدا حكيما مبادرا وعقلا كبيرا يمتلك إرادة صلبة وعزما لا يلين، وكان رحمه الله يتسم بالتسامح والمودة في التعامل مع الجميع، حنونا شفوقا كأنه والدهم.لقد تعلمت من سموه الكثير من المعاني ولا عجب أن قيادته أكسبته محبة الشعب الكويتي ومودته، ويأتي في مقدمة هذه الصفات الهدوء والوقار والتواضع الجم والتسامح، وعرفت عن سموه القناعة والصبر والعمل الدؤوب المتواصل من أجل المصلحة العامة للكويت ولأهلها... حيث كانت الكويت في قلبه على الدوام فبادلته حباً بحب، حتى صار رجلاً بحجم وطن.ومهما قلت فإنه يعجز اللسان ويجف القلم عن ذكر مناقب وأعمال سموه تجاه الكويت وأهلها رحمه الله.وخلال فترة تزيد على خمسة عقود بذل سموه وفير الجهد والعطاء ولم يبخل بمال أو صحة في سبيل أن يؤدي ما عليه من واجب تجاه الكويت وأهلها، إذ شارك مع أخيه المغفور له بإذن الله تعالى سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح، أمير القلوب، وبمساندة من أخيه صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح (أطال الله في عمره وحفظه) فكان للكويت سنداً واخوانه أبناء الأسرة والوزراء وممن عملوا وتفانوا بالعمل من أهل الكويت والمقيمين على أرضها في بناء الكويت الحديثة والحفاظ على كيانها وصون استقلالها، وستظل الكويت وأهلها يستذكرون بكل عرفان وتقدير ذلك الدور البطولي والتاريخي الذي قام به سموه إبان محنة الغزو الغاشم والصلابة والصمود والبلاء الحسن لسموه منذ مساندته فرق المقاومة الوطنية ضد القوات الغازية، فقد كنت إلى جواره أعايش تلك اللحظات أولاً بأول، ورأيت بنفسي كيف انه كان يحمل روحه على كفه ليقدمها فداء للوطن ولثرى الكويت الغالي، وبمتابعة سموه لأهل الكويت بالداخل والخارج من مكتب الكويت في المنطقة المشتركة بالخفجي وقصر الخليج بالدمام وشيراتون الهدا بالطائف إلى أن عاد للكويت في مارس 1991.عشت مع سموه (يرحمه الله) أصعب اللحظات وعايشت معه أدق التفاصيل التي كانت تنم عن معادن الرجال التي تظهر في أوقات الشدة، ورأيت أن رجلاً مثل سمو الشيخ سعد هو رجل بحجم الوطن ورمز للوفاء بكل المعاني، وظل هكذا حتى استعادت الكويت عافيتها وشرعت في مواصلة مسيرة بناء نهضتها الاقتصادية والاجتماعية من جديد، فكان سموه بطلاً لما بعد التحرير، كما كان بطلاً إبان التحرير وأثناء الغزو الغاشم... وهكذا هم الأبطال يصنعون التاريخ، وهم أحياء فيظل التاريخ يذكرهم بعد وفاتهم.سيظل التاريخ يذكر رجلاً بحجم سمو الشيخ سعد (طيب الله ثراه) وسأظل أصبو إلى الافصاح عن مكنونات نفسي تجاه هذا الرجل الذي تبوأ في قلبي وقلب الكويتيين مكانة لا تضاهى ومنارة للسمو في الأخلاق والاخلاص لدى الجميع.سأظل أرتوي من عبق تاريخه المضيء المنير وسأظل أفخر انني كنت دوماً إلى جواره، وستظل الكويت تفخر أنها أنجبت سعداً (طيب الله ثراه) وستظل محبته في قلب الجميع.خالد الحجرف

خالد السيد عبدالمحسن الرفاعي

خالد السيد عبدالمحسن الرفاعي / من هي والدة سمو الشيخ ناصر المحمد؟
في ندوة الجمعة الماضية حدث أمر خطير من قبل أحد الأشخاص حيث أخذه الحماس السياسي ووجه النقد إلى سمو رئيس مجلس الوزراء وعلى سياساته وعلى طريقة إدارته لمجلس الوزراء وأيضاً قام بالتطاول والازدراء على والدة سموه ونحن هنا لسنا بمحل الدفاع عن سياسات سموه في إدارة مجلس الوزراء ولسنا نصادر حق أي شخص بحرية الرأي والتعبير، ولكن أن يقوم ذلك الشخص بالتعرض إلى والدة الشيخ ناصر المحمد فهذا شيء مرفوض تماماً ولا يقبل أي شخص بأن يتم ازدراء والدته بنفس الطريقة المقززة، فكيف بوالدة الشيخ ناصر المحمد، فنحن نسجل اعتراضنا ونكتب هذا المقال ليس للدفاع عن منصب الرئيس فهو من أسرة الصباح الكريمة الحاكمة، ولكن لإيضاح من تكون والدته السيدة نسيمة السيد طالب النقيب (الرفاعي) سليلة آل بيت الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فجدها الأمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، وجدتها السيدة فاطمة رضي الله عنها.ان عائلة الرفاعي التي استوطنت الكويت منذ أكثر من 300 عام حسب الوثائق، كانت تسكن في موطنها الأصلي في مكة إلى حين استدعاء الخليفة العباسي القائم بأمر الله لأحد أجدادنا حسب ما أشارت كتب عدة منها كتاب «روح الأكسير» لعلي بن الحسن الواسطي الذي جاء فيه ما يلي: «السيد أحمد بن السيد علي ابا الحسن بن يحيى وهو أول قادم من بني رفاعة الحسينيين إلى البصرة نزلها سنة خمسين وأربعمئة هجرية وفوض له الخليفة العباسي القائم بأمر الله نقابة الأشراف في البصرة».فتاريخ عائلة الرفاعي بالمنطقة يمتد لقرون عدة فالسادة والهاشميون مرحب بهم في كل البقاع الإسلامية منذ القدم ولا يعاملون كطارئين بل كأصحاب البلد، وهذا السيد علي أبو الحسن الرفاعي المتوفى سنة 848 للهجرة كان نقيب اشراف البحرين وهو صاحب كتاب «عمدة الأحباب في الأنساب»، والمعلوم قديماً بأن مسمى البحرين يشمل الاحساء والكويت بالإضافة إلى البحرين حالياً، وتشير الوثائق بأن أسر عدة من عائلة الرفاعي هاجرت من البصرة وسكنت مدينة المبرز في الاحساء في حدود عام 1600 ميلادية في حي مشرفة عند العين الحارة ومازالت وثائق المنازل والأوقاف والمساجد بحوزتنا وانتقلت العائلة مع عدد من عوائل من الاحساء، بعد حدوث وباء بها، إلى الكويت بحدود عام 1700 ميلادية.شخصيات تاريخية من عائلة النقيبالسيد خلف باشا النقيب:لقد ذكر السيد ج ج لورميروهو الرحالة البريطاني والمندوب السامي في البحرين في كتابه دليل الخليج وعمان في القسم الجغرافي الصادر سنة 1905 في وصفه لقرية الجهراء (نصف مزارع الجهراء ملك للشيخ مبارك والنصف الآخر ملك للسيد خلف النقيب). كما ذكر مؤرخ الكويت عبدالعزيز الرشيد أن ديوان سيد خلف باشا النقيب أشهر ديوان بالخليج وأشهر رواده الإمام عبدالرحمن آل سعود والد الملك عبدالعزيز، والشيخ أحمد الجابر طيب الله ثراهم جميعاً، وعبدالرحمن بن سيد خلف النقيب كان عضو أول مجلس شورى في الكويت سنة 1921.ونرى إشارة في كتاب «تاريخ الكويت السياسي» لحسين الشيخ خزعل عندما ذكر التالي: «ذهب الشيخ مبارك الكبير إلى السيد خلف النقيب لحل الخلاف الذي حصل بينه وبين اخيه الشيخ محمد وقد جمعهما السيد خلف في ديوانه وقد اتفق الشيخان في حينه». وللعلم فإن تلك الحادثة حدثت قبل فترة حكم الشيخ مبارك الكبير التي بدأت في عام 1896 م.السيد رجب النقيب:السيد رجب النقيب والد السيد طالب وقد ورد ذكره في كثير من الكتب عن مشاركته بالمباحثات بين الانجليز والعثمانيين وكان نقيب اشراف البصرة ويقع منزله في موقع مجلس الأمة الحالي وقد توفي بالكويت أثناء الحرب العالمية الأولى.السيد طالب باشا النقيب جد سمو الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح:ولد في الكويت واصبح حاكما على الاحساء حين ولاه العثمانيون عليها من عام 1900 حتى عام 1905 وكان عضو مجلس الشورى في اسطنبول ورشح لعرش العراق واشترط انهاء الاحتلال الانكليزي لذلك إلى أن نفي لمدة عامين إلى بومبي بسبب نزعته العروبية وتوفي في نهاية العشرينات.إسهامات عائلة النقيبتبرع السيد خلف النقيب بمنزله ليكون مدرسة للبنات وذلك في عشرينات القرن الفائت وسميت بالمدرسة القبلية، ومازالت موجودة بالحي القبلي، وأيضاً للعائلة نقعة سميت بنقعة النقيب تقع مقابل المستشفى الأميري الذي كان منزل السيد هاشم النقيب قبل أن يتحول إلى مستشفى. حفظ الله الكويت وأميرها وشعبها من كل مكروه. خالد السيد عبدالمحسن الرفاعيكاتب كويتي

خالد حيدر الهزاع

خالد حيدر الهزاع / الهجوم المنظم على وليد الطبطبائي
في الأيام الماضية دأبت بعض الأقلام على هجوم منظم موجه إلى النائب الفاضل وليد الطبطبائي، وتلك عادة سيئة جداً في بعض صحافتنا، أعني أنه يتم تبييت النية وتوزيع الأدوار بطريقة غير أخلاقية، لإسقاط شخص بسبب خلاف فكري أو سياسي، والأقبح من هذا استغلال رسالة الصحافة لممارسة هذا الانحراف.ولسنا هنا ننكر النقد الحر، ولا ندعو إلى حجر الفكر والأقلام، ولكن ندعو إلى ألا يكون النقد بهذه الطريقة المقززة التي هي أشبه بأساليب الأنظمة البوليسية، مع أننا لا ننكر أننا نلمس من بعض التوجهات الأيديولوجية في البلد ما هو أسوأ من ممارسات الأنظمة البوليسية ضد من يعارضونهم!النائب وليد الطبطبائي يخطئ كما يخطئ كل إنسان، ثم كل رجل يمارس السياسة ويتعرض إلى الضغوط والمواقف والأعباء الكثيرة، ثم إن كل نائب يعيش الأزمة الخانقة التي تعيشها الكويت هذه الأيام، ومع ذلك يحافظ على مبادئه وأفكاره المستقيمة، وبالتالي لا بد أن يخطئ، والخطأ منه دليل على أنه نشط وقائم بما يؤمن به قياماً يشرفه ويشرف الذين انتخبوه، ولهذا تقع منه الأخطاء التي هي دليل العمل والإنتاج.ولكن إذا ما قارنا أخطاءه بإنجازاته فإنها ثانوية ويسيرة، خصوصاً بالمقارنة مع الذين ينتقدونه، فمواقف النائب الفاضل الدكتور وليد معروفة، وإنجازاته معلومة، وأكبر دليل على ذلك نجاحاته المتواصلة في منطقته وحب ناخبيه له، وسمعته الطيبة في الوسط الإسلامي، وفي الشعب الكويتي أيضاً.والدكتور وليد من الذين بقوا صادقين ومخلصين لما يعتقدونه من مبادئ، لم ينحرف عنها، ولم يتخل عن منهجه الإصلاحي الإسلامي، ولم يتلوث بأي ملوثات تعكر عليه صدقه بارك الله فيه.ومن أشنع الوسائل وأقبحها التي يسلكها بعض المتصيدين لبعض كلماته في الإعلام، وهم يعلمون علم اليقين أن من يقف وراءهم قال أسوأ منه أضعافاً مضاعفة. ومن أشنع الوسائل أن يتم استغلال تهمة الإرهاب بينما الجميع يعلم أن النائب الطبطبائي بفكره المعتدل والمتزن والوسطي والبعيد عن الغلو، بينه وبين هذه التهمة بعد المشرقين.لكن يبقى السؤال الأهم هنا: لماذا في هذا الوقت بالذات، وهذا الهجوم كله، وتصيد السقطات، وتتبع الكلمات التي صدرت من النائب الطبطبائي، فهل هو المقصود أم أن ثمة شيئاً وراء الأكمة؟ هذا ما سنلقي عليه الضوء لاحقاً بإذن الله تعالى.   خالد حيدر الهزاعكاتب كويتيKhalid_alsomo@yahoo.com

خالد طعمة

خالد طعمة / الوحدة الوطنية الكويتية
إن جملة الوحدة الوطنية الكويتية هي جملة تدفع المرء إلى الشعور بالزهو والاعتزاز، كيف لا وهو عندما يستنطقها تستحضره الأحداث الخالدة من تاريخ الكويت الكبير، لقد تعاضد أهل الكويت ولقرون عديدة بأسمى معاني التعاون والإخاء، فها هي معركة الرقة البحرية حين طمع بنو كعب في الكويت، وتذرعوا لذلك برفض الشيخ عبدالله الصباح خطبة أحدهم لابنته (مريم)، وجرت المعركة قرب جزيرة فيلكا، وكان النصر حليف الكويتيين بعد أن وقفوا معاً وحاربوا معاً ضد العدو. وهل يمكن لنا نسيان الغزو العراقي الغاشم والذي وحد كل الشعب الكويتي من جديد تحت قيادة الشيخ جابر الأحمد الصباح حتى عادت الكويت حرة مستقلة.الوحدة الوطنية هي بكل تأكيد مجموعة أفعال تصدر من أعراق وأطياف مختلفة اجتمعت على وطن واحد، إن الوحدة الوطنية هي اشتقاق من الأساس (الوطن) والذي لو قدمنا له ما قدمنا لن نوفيه أبداً حقه.اليوم تظهر على الساحة تحديات واضحة لوطننا الكويت، فهناك من يتدخل في الشأن الداخلي من جهة، وغيره من يسعى إلى بث سم الطائفية على خيرات الوطن، فما الفائدة أو المنفعة من شعب متفرق يحركه العدو على هواه متى ما شاء بأي طريقة كانت، وعلى سبيل المثال نجد قنوات فضائية تخصصت في ضرب مكونات المجتمع الكويتي تحت شعار التوحيد وهي منه براء، فما الفائدة من أحقاد وقصص قديمة عاف عليها الدهر والزمان فكانت منسية، إن السؤال الذي يطرح نفسه هو هل كان أعداء الكويت في معركة الرقة أو الجهراء أو الغزو العراقي الغاشم يفرقون بيننا على أساس طائفي أو عرقي أو غيره من التقسيمات العصبية المقيتة، هل كان الكويتيون يقولون هذا من طائفة غير طائفتي ويتركه يواجه العدو؟ لا أبداً والله لم يحدث، أتذكر أننا أثناء الاحتلال العراقي الغاشم وبعد أن دمرت المراكز الحيوية في البلد وشلت على أيدي الغزاة قد ذهبنا إلى إحدى الحسينيات داخل الكويت وتزودنا منها من الغذاء وغيره من الأمور اللازمة للحياة اليومية، فلماذا نسعى اليوم إلى التشرذم والتفرق؟!هنالك نموذج ماثل أمامنا ونحن لا نراه ألا وهو بيت شهداء القرين، البيت الذي جمع بين حيطانه شباباً كويتيين من أفراد المقاومة الباسلة الذين جمعهم حب الكويت والسعي نحو خلاصها من الاحتلال العراقي البغيض، كانت هذه الثلة الطيبة والمكونة من شباب أصولهم مختلفة مابين تفريعات اجتماعية مختلفة وطوائف متعددة وتسمت باسم مجموعة ( المسيلة) وكان الغزاة قد علموا بأن المجموعة تجتمع بهذا البيت فقرروا في تاريخ 1991/2/24 مهاجمتهم بوسائل وإمكانيات أكثر من وسائلهم وقاموا بقصفهم حتى استشهد منهم من كل أطياف البلد سنة وشيعة وحضر وبدو. واليوم بقي بيت شهداء القرين رمزاً للوحدة الوطنية الكويتية فالعدو العراقي لم يفرق بين الكويتي فقط هاجمه وقصفه وقتله لأنه كويتي فقط كويتي وليس كويتيا من أصل كذا أو من طائفة كذا، فهل مازلنا نفكر في التفرق والتشرذم ونحن نملك ذخيرةً تاريخية في الوحدة الوطنية؟ أتمنى من كل كويتي فينا أن يفكر عند الصباح الباكر فالكيفية التي سيخدم بها الكويت وفي المساء يقف ويسأل نفسه عما قدمه لها؟ هنا سننشغل عن تلك القشور البالية.خالد طعمةكاتب كويتيkhaledtoma@hotmail.com

خالد عيد العنزي

خالد عيد العنزي / الملاس / الجار قبل الدار يا إيران...صفوا النية
خالد عيد العنزي«تجيك التهايم وإنت نايم»، مثل كويتي.- 1 -بالأمس أطل علينا نائبان إيرانيان في مجلس الشورى ليمطرونا بالتهديدات ويتوعدونا بالويل والثبور وعظائم الأمور في حال اندلعت حرب بين أميركا وبين الإيرانيين، ولا ندري ما علاقتنا بكل هذا، فالقضية المشكلة هي بين إيران من جهة ووكالة الطاقة النووية والأمم المتحدة وأميركا من جهة أخرى، ولا دخل للكويت ولا لدول الخليج في هذا الملف كله، إضافة إلى أن رفض العمل العسكري الغربي ضد إيران وتأييد حقها بالحصول على الطاقة النووية هو موقف خليجي عموماً وكويتي خصوصاً عبر عنه وزير الخارجية ورئيس مجلس الأمة وأكد عليه وزير الداخلية والدفاع مراراً. لكن من سخرية الأقدار أن قدر الكويت أن تتحمل حماقة الأشقاء والجيران دوماً، مع أن الكويت والبحرين وباقي دول الخليج هي من يحق لها أن تخاف، وأن تتوجس من أطماع إيران وسياستها الرعناء ولسان حالها يقول «أبوي ما يقدر إلا على أمي»!- 2 -على إيران أن تطمئن جيرانها العرب وإخوانها في الدين إن لم تكن تمارس الغموض السياسي معنا، بمعنى آخر إن كانت إيران جادة في مواقفها الرسمية المعلنة في شأن الخليج والعرب، فعليها أن تعلن بكل صراحة وبشكل لا لبس فيه تخليها عن أيديولوجيا تصدير الثورة، وتوقفها عن التدخل في الشؤون الداخلية لدول الجوار، وخصوصاً العراق ولبنان، والأهم من هذا كله عليها أن «تصفي النية» وتترك المراهقة السياسية و«فلتات» اللسان.منذ فترة ليست بالطويلة خرج علينا مسؤول إيراني ليقول إن البحرين جزء من إيران، كما الجزر الإماراتية، وفي الفترة نفسها تم الاعتداء بالضرب على الديبلوماسي الكويتي في طهران، واليوم يهددنا مسؤولون إيرانيون، فما العمل؟ ليعلم إخواننا الإيرانيون أن مواقفهم هذه وما شابهها قد يجبرنا على تبديل مواقفنا الحالية، بل وقد تدفعنا يوماً للارتماء في حضن الغرب ليحمينا منهم!- 3 -الغريب أننا لم نسمع صوتاً لبعض النواب والسياسيين في شأن هذه التصريحات، وهو ما يذكرنا بما حدث عندما تعرض الديبلوماسي الكويتي للضرب، أما الأكثر غرابة فإننا، حتى ساعة كتابة المقالة، لم نقرأ ولا نسمع أي تعليق أو كلمة عن الموضوع للسيد محمد المهري الذي يمثل ما يمثل، فأين هو ومن معه عن كل ما يحدث؟ نذكر إخواننا أن العرب يقولون «الجار قبل الدار»، بمعنى أن عليك إعطاء الأولوية لمعرفة جيرانك قبل شراء بيتك، وهذا كلام لا غبار عليه في موضوع السكن والمنزل، لكن الكلام نفسه يصبح عليه غبار، كثير ونووي بعد، عندما يكون الحديث متعلقاً بالجغرافيا، فينقلب المثل ليصبح الدار قبل الجار، لا تنسوا ذلك...خودافس!ماسيج:- بعدما نجونا من جنون بقرها، بريطانيا تؤكد إصابة أغنامها بمرض اللسان الأزرق...والله يستر!- أمين في أحد المراكز الصحية يداوم الساعة 12 ظهراً، ويستعمل أسلوباً بذيئاً في التكلم مع الموظفات والموظفين...اللهم إني صائم!خالد عيد العنزيكاتب وصحافي كويتيAl_malaas@yahoo.com