جليل الطباخ / وأخيراً... أكل أوباما الفستق الإيراني
حينما يتمسك الانسان او الدولة بمبادئ العزة والكرامة، ويكون الاعتماد على الله سبحانه وتعالى في رسم نهج حياته وبنائها تكون النتيجة ان ينتصر الحق على الباطل مهما كبر حجم الباطل.ثلاثة عقود من الزمن مرت تكالبت خلالها الامبريالية والولايات المتحدة الاميركية واسرائيل (الدولة الوهمية) والدول الاوروبية، وللأسف بعض الانظمة العربية (الموالية لاسرائيل) على مبادئ الثورة في ايران لإسقاط الثورة ومبادئها والتي من اهمها «هيهات منا الذلة» وان من ينصر الله ينصره ويثبت أقدامه.لقد عانى الشعب الايراني المظلوم اكثر من اي شعب خلال هذه العقود حرباً دامت ثمانية اعوام شنت عليه باتفاق اميركي اسرائيلي - عربي، ثم جاء الحصار القاسي والظالم المستمر حتى هذه اللحظة ناهيك عن التدخلات السافرة في الشؤون الداخلية لإيران... وآخرها ما رأيناه في الانتخابات الرئاسية يونيو 2009 وحشد الطاقة الاعلامية ضد هذه الدولة.لكن مهما بلغ حجم التواطؤ بين هذه الدول وبعض الانظمة العربية مع اسرائيل فإيران مستمرة على طريق العزة والكرامة مستلهمة هذا النهج من مبادئ القرآن الكريم ومبادئ الثورة الحسينية.ولم يكن المهاتما غاندي كاذبا حينما قال «علمني الحسين كيف أكون حرا» وكل هذه القوى المتكبرة تعلم تماما ان نشاط ايران النووي سلمي، وقد اكد قائد الثورة الايرانية سماحة آية الله علي الخامنئي ان النظام في ايران وأخلاقيات الثورة ومبادئها تمنعها من ان يكون النشاط النووي حربياً او للأغراض العسكرية.لكن للأسف فإن موقف بعض الدول العربية كان متفقا مع موقف اسرائيل المتحكمة برقاب الشعوب، إلا ان هذه الرؤية تغيرت اخيرا بعض الشيء حينما بدأت الاصوات الحرة في الدول ومؤسسات المجتمع المدني تؤكد ان لكل دولة الحق في ان تنتج الوقود النووي للأغراض السلمية، وهذا ما أكدته «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» مرارا.الاصوات التي تغرد خارج سرب الكرامة والحرية والإباء تهاجم ايران وتترك اسرائيل التي تمتلك اكثر من 200 رأس نووي، كما انها ليست عضوا في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتغتصب ارض فلسطين والجولان وجنوب لبنان، ومستمرة في شن الحروب على العرب والمسلمين... يا للعجب ويا للعار غدت بعض الدول العربية عبرية وتركت القرآن الكريم والاسلام وبدأت تقرأ التوراة مع اليهود والصهاينة.وأخيرا بعد ان رأت الولايات المتحدة الاميركية ان هذا الشعب لا يمكن لي ذراعه كما تفعل في بعض الانظمة العربية، وبعد ان لاقت الويل في المنطقة، من فشل عسكري واستراتيجي في افغانستان وباكستان والعراق ولبنان، بدأت تفكر بالجلوس على طاولة المفاوضات مع ايران وهذا ما تم في جنيف قبل ايام، وصرح أوباما ان لإيران الحق في انتاج الوقود النووي السلمي، وهو ما كان معروفا منذ البداية غير ان تصديهم لإيران هدفه ألا تقف هذه الدولة على قدميها صناعيا وتجاريا فإيران الآن تعتبر رابع دولة عالمية في انتاج السيارات، بالاضافة الى انتاجها الصناعات البترولية والزراعية حيث وصلت الى مرحلة الاكتفاء الذاتي وبدأت تصدر الى دول العالم، ناهيك عن انتشار مبادئها التي تعلم الانسان في العالم كيف يكون حرا شامخا.وفي الختام نقول ان الرئيس الاميركي أكل الفستق الإيراني... اللذيذ.جليل الطباخكاتب كويتي