نسمات

كور مخلبص!

تصغير
تكبير

بالرغم من الهدوء القاتل الذي يهيمن على الأوضاع الداخلية في الكويت، واختباء الناس في بيوتهم هرباً من الحر، إلا أن جعجعة السلاح التي تجري من حولنا تجعلنا في قلق دائم وتخوفات قد لا تكون حقيقية!
تهديدات ترامب بأن يمنع إيران من بيع نفطها، وإعادة فرض العقوبات الأميركية على إيران ابتداء من شهر نوفمبر المقبل، كل ذلك قد أدى بإيران إلى أن يجن جنونها وبدأت تهدد بأنها لن تسكت عن الحصار الأميركي وبأنها ستقوم بإغلاق مضيق هرمز لمنع الجميع من تصدير النفط من خلاله إذا ما نفذت أميركا تهديدها!
لكن روحاني هدد ترامب قائلاً: إياك أن تعبث بذيل الأسد!


ونحن في الحقيقة لا ندري ماذا يحدث لمن يعبث بذيل الأسد، ولكن ترامب لم يعجبه ذلك الفصل الفكاهي، فقال لروحاني: إياك أن تهددني مرة أخرى وإلا فإن مصيرك سيكون مثل قلة من الدول التي فعلت ذلك، ومرة أخرى لا ندري ما هي تلك الدول وماذا كان مصيرها؟!
الخوف الإيراني من ترامب كان حقيقياً، فقد كان بمعاقبة حليفتها المهمة، العراق، إذ قامت إيران بقطع الكهرباء عن العراق لا سيما في مناطق الجنوب من باب أنه: إذا لم أستطع التمتع ببيع نفطي فليعان معي كل أصدقائي!
وقد جاء قطع الكهرباء الإيراني عن الجنوب العراقي في أسوأ فصول السنة، حيث تبلغ درجات الحرارة 50 درجة، والشعب يعاني أصلاً من شح المياه وانعدام الخدمات وفساد الحكومة، وسبق ذلك بأيام انتهاء أكثر الانتخابات البرلمانية المثيرة للجدل والتي أقرت مفوضية الانتخابات بأنه قد شابها الكثير من الانتهاكات وطالبت بإعادة الفرز اليدوي لمناطق عدة!
بالطبع فإن شدة الحرارة والعطش تلعب في عقول الناس لعبها وتفجر الغضب والسخط، وهو ما حصل مع العراقيين الذين انتفضوا ضد الأحزاب العراقية الفاشلة التي هيمنت على العراق 15 سنة بنفس القيادات العميلة، وتكررت أسماء من لعبوا بمقدرات الشعب العراقي وأمواله ودمروا كل خير فيه! واليوم يحاولون الظهور بمظهر المجدد والمحارب لإيران، بينما جلهم عبارة عن دمى تحركها طهران وتلعب بها!
وفي الوقت الذي نرى عشرات الشاحنات تنطلق من الكويت لنقل مولدات الكهرباء والديزل إلى العراق لمساعدتهم في محنتهم، فإن النظام الإيراني يصرّ على قطع الكهرباء عنهم!
وللأسف، فإن رئيس الوزراء العراقي العبادي الذي يعتبرونه من المعتدلين، هو الذي شجّع التنظيمات المتطرفة في العراق على الانخراط في العملية السياسية وسهّل لها أعمالها مثل الحشد الشعبي وحزب الله العراقي وقوات بدر وقوات هادي العامري وغيرها، وهم أدوات بيد إيران لاستعمار جيرانها وزعزعة الاستقرار فيها.
لا يبدو في ظل تلك الظروف الراهنة بأن اللخبطة المحيطة بنا ستنتهي بسهولة، فكثرة الطباخين على تلك الطبخة تهدد بحرقها وحرق المنطقة من حولها! الله يستر!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي