أرسلت رئيسة اللجنة العليا لجائزة الام المثالية للاسرة المتميزة الشيخة فريحة الاحمد الجابر الصباح كتاباً الى «الراي» ردت فيه على «خواطر قلم» للكاتب الدكتور محمد العوضي في الآتي نصه:
ترسخت في المفهوم الثقافي العربي فكرة «الطمطمة» على بعض السلبيات وارتضى الكثير من الناس مرارة وجودها كآفة خفية في المجتمع ورفضوا المصارحة او المكاشفة بوجودها، ومن المؤسف ان تختلط المفاهيم لدى المثقفين فيصبح البحث عن الاسرة المتميزة اقرب الى وهم المدينة الفاضلة وتصبح المكاشفة بالاوجاع محط خربشات فكرية لدى المؤمنين بضرورة انتصار القيم السامية والاخلاق الحميدة.
لقد تعجبت حقا من مقال الاخ الشيخ الدكتور محمد العوضي في زاوية «خواطر قلم» بجريدة «الراي» المنشور امس (الاثنين) ورأيت فيه قدرة متميزة على الجمع بين المدح واللوم والاسقاط اللغوي ببراعة لا يختلف عليها اثنان في شأن العوضي، وكنت اود من الدكتور العوضي قبل ان يكتب هذه الخواطر ان يتذكر حديث رسولنا الكريم (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وهذا أضعف الايمان).
الاخ الدكتور العوضي:
ليس من العيب ان نتحدث عن سلبيات اجتماعية تنخر عظام بعض الشباب لكن العيب الاكبر أن «نطمطم» عليها وكأنها ليست موجودة ولأنني لست ضعيفة الايمان حتى اغير المنكر بقلبي ولست ولية امر حتى اغيره بيدي فلم يكن امامي وسيلة لتغيير هذا المنكر الا بلساني ومع اختلافنا في الاسباب التي يكون بعضها فسيولوجيا وجزء منها اخلاقيا الا انه يصبح من الواجب علينا ان نتعامل مع هذه الظاهرة بجرأة اكثر من دون مواربة او تأجيل.
الأخ العوضي:
لو تأنيت قليلا وراجعت اسم الجمعية التي اتشرف برئاستها لوجدتها «الاسرة المتميزة» فنحن لا نسعى فقط الى تكريم الام المثالية بل لدينا اهداف أعم واشمل وهي تخليص الاسرة من كل شائبة اوعائبة، وكنت اتمنى ان تجد بعض الاقلام الشجاعة الكافية للحديث بشكل مباشر عن هذه الظاهرة الشاذة على مجتمعنا دون التزام بقاعدة (من اكثر من شيء عرف به). وللاسف الشديد فهناك الكثير ممن يصنفون على انهم اصحاب فكر وخواطر لكنهم يخشون دخول المناطق الممنوعة ويرون فيها مستودعات الغام قد تصيبهم بالاذى او الشظى... وأنا والله لا اخاف في الحق لومة لائم ولا اخشى من الظرفاء الذين يقترحون ما حملته خواطرك امس عن «البوية المثالية» مع عمد منك في تصدير هذا المقترح «المستظرف» مع اسمي في عنوان المقال...
الأخ العوضي:
كلمات المجاملة الرقيقة التي تضمنها مقالك لم تخفف من حدة رغبتك في ايصال رسالتك والتي تجلت في الدعوة لترك الحديث عن موضوعات الجنوس والبويات وما لا نعلم لأهل الاختصاص والسلام... والحقيقة اننا فعلا نضع هذه الظواهر السلبية امام اهل الاختصاص لدراستها ولم ندع يوما اننا مختصون فيها لكننا فقط نحدد مواضع الاوجاع المجتمعي في بلدنا العزيز ونحاول علاجها عبر المختصين.
الاخ العوضي:
لست في موضع دفاع عن هذه الفئة المريضة «قهرا او عمدا» لكنني فقط اعمل على محاصرة تنامي ظاهرة صمت عنها الكثيرون حتى اعتقدوا انها غير موجودة وخاف من الحديث عنها المثقفون والمفكرون ولم يكتفوا بذلك بل صاروا «يستظرفون» و«ينتقدون» و«ينصحون» وهم الاولى بإسداء النصح لأنفسهم والعمل بتوجيهات الرسول الكريم في انكار المنكر قولا وفعلا!
بقلم الشيخة فريحة الأحمد الجابر الصباح
رئيسة الجمعية الكويتية للأسرة المتميزة