الكويت بخير

تصغير
تكبير

في مثل هذه الأيام تعود بنا الذكرى إلى أحداث غيّرت مجرى تاريخ كويتنا الغالية، مررنا جميعاً بمِحنة ولكن لأن رحمة الله تداركتنا فأصبحت بمثابة المنحة والدليل والبراهين عن مدى محبتنا وإخلاصنا للكويت، وهنا أتحدث عن ذكرى التحرير وعيد الاستقلال بعدما ضحى المخلصون بدمائهم الغالية لترتوي أرض الكويت وتُنبت عزة وكرامة وحُرية وفخراً.

انتماؤنا للكويت وإن كان مصدره ما يحمله القلب من حُب ويحمله العقل من احترام ووطنية، إلا أنه يتوجب علينا أن نُبرهن على ذلك فإن كانت الألسن لا تنتهي عن نطق أعذب وأجمل كلمات الوطنية الصادقة، إلا أن للفعل نصيباً من محبتنا للكويت يتمثل ذلك في إتقان العمل، وبراعة في ابتكار ما يفيد الوطن وأبناءه، وإخلاص وجهد يُبذل من الجمع ليكون كل واحد منّا بمثابة الجندي المُرابط في ميدانه.

وبين الماضي والأمس تحضُرني ذكرى الاحتفال بعيدي الاستقلال والتحرير، فقد كان الاحتفال يُزيد في نُفوسنا بكل عام مشاعر الفخر والعزة، واليوم في ظل مُتغيرات الحياة أرى أنه من الجوانب الجمالية هو حفاظ الكويت هذا الوطن الأصيل على مباهج هذا الانتصار التاريخي، فما زالت لذة الاحتفال كما هي لم تتغيّر، وما زالت الأجيال الجديدة تستقي الفخر الذي صنعه أجدادهم من بطولات باسلة لن ينساها التاريخ، وسيحفظها في صفحات مضيئة بسجلاته.

وأعتقد أن «هلا فبراير» أصبحت أيقونة وشعاراً معروفاً في مختلف البلدان العربية عن احتفالات الكويت، فبعيداً عن الأجواء الاحتفالية وما يتخللها من حفلات، إلا أن هذه الفترة بالتحديد تُعد بمثابة تذكير للأجيال الجديدة ليس فقط في وطننا وإنما في مختلف ربوع العالم عن ما حدث من هجوم مُباغت، وبسالة وبطولة وتضحيات مجيدة ومُساندة دولية من الدول كافة المُحبة للكويت وشعبها، هذا البلد الذي لم ولن يعرف سوى الخير والسلام والتسامح.

وكم يتملكني الشغف للاستماع لأحاديث من شاركوا في حرب التحرير، لأعيش معهم ولو جزءاً بسيطاً من الإحساس الذي عاشوه بين نيران الحرب، والقتال من أجل الكويت دون مهابة للموت، وكم أشتاق إلى اليوم الذي سأرى فيه الكويت تعمل على توثيق أكبر عدد من تصريحات الشهود العيان لهذه الأحداث، وإعداد مجموعة من الأفلام الوثائقية ويتم بثها على مستوى دولي، وتوزيعها على المدارس بمختلف المراحل الدراسية حتى نغرس في نفوس أبنائنا معنى الوطنية وبذل الذات.

دامت الكويت حرية ذات عزة وكرامة، دامت مدرسة للإنسانية ورمزاً للخير والمحبة والسلام، وأدام الله علينا نعمه وخيراته، «دام عزج يالكويت».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي