No Script

ليلة من ألف ليلة لن تعود

تصغير
تكبير

يخطئ مَن يظن أن الرد الإيراني كان جاداً.

ويخطئ من يظن أن الرد كان عبثياً.

ويخطئ من يظن أن الرد كان متفقاً عليه.

ويخطئ من يظن أنه كان مفاجئاً.

في الضربات الإيرانية لعمق الأراضي المحتلة اجتمعت كل التكهنات والآراء.

كانت متوقعة منذ زمن، توقيتها، بل موعدها تحديداً، وصل للأطراف الأخرى عبر رسائل معنونة بعناوين صحيحة.

حمولة المسيرات والصواريخ كانت (فشنق)لا تؤذي، وإن أصابت.

فلماذا تجشمت الجمهورية الإسلامية الإيرانية عناء هذا العبث الحربي؟ كان لا بد لإيران أن تحافظ على ما تبقى من ماء وجه بعد كل تحرشات الكيان المحتل.

السكوت كان يعني تمادي العدو في عدوان أكبر.

والعدو يريد (توريط) إيران في مواجهة لا يقدر عليها العدو وحده، وسيجري لأحضان ماما أميركا لتهب لنجدته.

كان يريد جبهة أخرى تخفف ضغط فشله في غزة، التي دمرها ووصل لإبادة بشرها، ولم يفلح في تحقيق أهدافه. وصار الخروج منها الآن بمثابة صفعات وركلات تترجم في محاكمة الداخل الإسرائيلي لأركان حربه وقيادته.

لذا كان لا بد من استثارة إيران ومواجهتها.

والمواجهة تعني إشعال حرب في المنطقة تطول كل دولها، وتشعل حتى فتنها النائمة. والمنتصر فيها هو الخاسر الأكبر.

عنوانها الدمار الحتمي، وربما الظلام النووي.

لذلك، سارعت الماما ومعها الخالات الأوروبية لتهدئة إيران، وتبصيرها بعواقب الأمور. وأمام هذه الجدلية كان القرار.

الضرب دون إيلام.

إعلان وجود وجرح كبرياء دون تدمير كيان.

إيران خرجت بمكاسب:

-هدأت من غضب البعض داخل الجمهورية، وروت غليلهم وتعطشهم للانتقام.

-أعلمت الداخل الإسرائيلي بأن الوصول سهل، إن أرادت، ونشرت الفزع والرعب في نفوسهم ليزدادوا حنقاً على قيادتهم.

وفق قواعد لعبة سياسية عسكرية لعبت كل الأطراف لتمتص حماقة ربيبة الشياطين وتهورها.

بالتالي، من قال إن الهجوم كان متفقاً عليه صدق.

ومن قال إيران كانت صاحبة القرار وردت الصفعات الإسرائيلية كان صادقاً بدوره.

وهنا تقول الحكمة يجب أن تتوقف كل الأطراف ولا تتمادى.

فهل تستطيع ماما أميركا أن تسيطر على ربيبتها التي فجرت في عدوانها بكل اتجاه، وتمنعها من الرد على الرد؟ أظن الربيبة اكتفت أمام وضوح وإصرار ماما على عدم المشاركة في التهور.

وتبقى غزة معلقة بانتظار الخروج من عنق زجاجة الأنفاق

والدمار، وشروط «حماس»، بما يضمن سلامة قيادات أركان حرب الكيان، وضمان عدم زجهم في السجون.

تظل الأنظار معلقة على تحركات قطر ومصر ومحادثات ستسير باتجاه الحل رغماً عن أنف الكيان المغتصب.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي