اقرأ ما يلي...

البحث عن كويتي مهم

تصغير
تكبير

يمشي، بوقع أقدام ثابتة ونظرة حادة، دون التفات وربما عطره القوي ينشر الفتنة داخل المربع الذي يجلس فيه... ويتساءل بقية الناس، من هو هذا الشخص؟ ربما يكون مديراً في إحدى الشركات الكبيرة في الكويت، أو وزيراً في وزارة تتمتع بميزانية سنوية ضخمة، أو قد يكون أحد كبار الشخصيات الموزونة على كل الصعد، يفكر الجالسون كيف يتقربون من ذلك الشخص المهم الذي قد يكون في يوم من الأيام واسطة مجدية وسط زحام المتفاخرين بمعرفة نائب أو سكرتير نائب. لا يعلم أيٌ منهم أن ذلك الشخص هو مواطن مديون يهتم بهندامه، ومنَّ الله عليه بمهابة الطول والمظهر الملفت.

ذات يوم، أتى عبقري من الخارج، اعتقد بأنني شخصية مهمة في الكويت، وكرمني بمجاملاته وابتسامته المصطنعة في كل مرة يلقاني، حتى أنه قال لي مرة أنه تعلم اللغة العربية ويجيدها، وأطال الحديث عن سيرته العلمية والعملية، بعد مضي الأيام والشهور والسنوات، أيقن من هم الشخصيات المهمة التي يجب أن تكون تحت إبطه في حال حاجته، وثبت لديه أنني شخصية اجتماعية مرحة (لا أهش ولا أنش)، أصبح يستخدم الابتسامة الصفراء، ويوفر مشاعر الحب والتقدير أثناء حضور أي كويتي صاحب رونق مهيب، لقد تعلم كيف تُدار الأمور واستعان ببوصلة التوجيه، والمضحك استخدامه أحياناً بمشاهد بوليودية مقنعة على الرغم من بعدها عن المنطق.

تعجبت كثيراً، لِمَ لَم تكن هنالك بوصلة خاصة لتوجيهي؟ لماذا اعتمدت مسلسلاتنا على الواقعية البحتة والحياة الاجتماعية المملة؟ لم أستفد منها في حياتي. يتمنى العبقري لو أنني نسيت تعلمه العربية كي يستطيع الاستماع للثرثرة الكويتية أمامه، انتبه لا تسخر منه بالعربي فهو يفهمك تماماً وان رد سخريتك عليه بلغته فلا تلوم إلا جهلك.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي