No Script

ربيع الكلمات

لم يرسب أحد!

تصغير
تكبير
جاء «كورونا» في صالح البعض ، حيث نجح 38058 طالباً وطالبة في الصف الثاني عشر للعام الدراسي التكميلي 2019/ 2020، واعتمدت وزارة التربية نسب النجاح العامة التي بلغت 99.7 في المئة في القسم العلمي و97.89 في المئة في الأدبي و96 في المئة في التعليم للديني.

لم أقرأ عن أي دولة في العالم قامت بهذا الفعل غيرنا، وكما يقولون «نحن غير» فعلاً نتائج الثانوية بهذه الطريقة مهزلة، وقبل سنوات بلغت نسبة النجاح 90 في المئة، ولكن المفاجأة تسرب آلاف الطلاب من الجامعات والبعثات الدراسية، وكل ذلك يحدث بسبب عدم وجود منظومة تعليمية واضحة، وكان الارتباك سيد الموقف ومنذ بداية جائحة كورونا.

عن نفسي أتمنّى النجاح والتوفيق للجميع، ولست ضد تفوق الطلاب، ولكن حصول مجموعة من الطلاب على نسب كاملة يبيّن حجم الكارثة التعليمية الموجودة في التعليم العام، وأي مستقبل ينتظر أمة تتساهل في تعليم أبنائها، وهل يعقل المدارس الخاصة تدرس طلبتها 6 ساعات والتعليم في المدارس الحكومية من ساعتين إلى 3 ساعات.


التعليم في الكويت يحتاج إلى إعادة نظر، والذي ساهم في خراب جودة التعليم هي الكوادر العشوائية التي تم إقرارها، فأصبح الكثير يبحث عن الشهادة للمنصب والراتب وليس للارتقاء بمستواه والمساهمة في إعمار وطنه.

نحن اليوم نتحدث عن عجز في توفير أبسط الأمور للمواطن العادي أو متوسط الدخل، فالمواطن ليس لديه ثقة كبيرة بنظام التعليم فنرى التوجه الكبير للتعليم الخاص، مع أن الإنفاق على نظام التعليم في الكويت أعلى من متوسط الإنفاق في الاتحاد الأوروبي، لكن العائدات أقل بكثير من هذه الدول.

ولدينا هدر مالي كبير مع نتائج متواضعة، إضافة إلى عدم مكافأة المواطن المتميز أو الموهوب في العمل، لأن الأساس في التعيين في الإدارة والقيادة قائم على المحاباة والمعارف وليس الأكفأ... والنتيجة ضياع وبطالة.

ماذا سنفعل في المستقبل القريب خصوصاً أن غالبية المواطنين هم من فئة الشباب؟! وهناك أكثر من 150 ألف شاب وشابة سيدخلون سوق العمل خلال السنوات المقبلة، وهم الآن يدرسون في الجامعة والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والجامعات الخاصة، وفي هذا العام تم نجاح جميع الطلبة، وهل الحكومة قادرة على استيعاب كل هذه الأعداد؟!

وفي الوقت الذي تبدأ عجلة الإصلاح بالتنمية والقطار يسير على السكة، سنشعر بألم كبير وغصة بسبب كل السنوات السابقة التي ضاعت على الكويت، وحجم الهدر المالي الذي كان موجوداً فيها، ولكن يجب أن نعي أننا بحاجة إلى إدارة لديها إرادة صادقة وحصيفة تقوم بالمهمة... والكويت تستاهل.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي