ولي رأي

... على خطى والدي

تصغير
تكبير

جلست مراراً مع والدي المرحوم بإذن الله، مبارك مزيد المعوشرجي، وهو يبحث في مكتبته ويتصفح أرشيف الصحف ليكتب مقالته في جريدة «الراي». حيث كانت «الراي» تنشر مقالات والدي أسبوعياً، وكانت هذه الزاوية مهمة جداً لأبي، وكان حريصاً جداً على ان يتأكد من جميع المعلومات في مقاله، ويستأذن أي شخص سيكتب عنه سواءً ايجاباً أم نقد بناء. حرص بجد لأن يجعل من زاوية «ولي رأي» ملاذاً للمواطن الكويتي المعتدل، الذي لا تتجاذبه رياح السياسة. ينتقد المجلس تارة، ويعكس حالة اجتماعية تارة أخرى.
وكان رحمة الله عليه، يرفض ان يكتب في شهر رمضان المبارك، لأن رمضان شهر خاص بالعبادات وجمعة العائلة يومياً.

سنون عديدة وأنا اشاهد أبي كيف يكتب وكيف يبحث... والآن كباحث في دراسات الإعلام، أرى انه عكس أعلى مستويات أخلاقيات الإعلام. حرص على الإعلام المفيد والبنّاء، ورفض استسقاء العاطفة وبث معلومات مغلوطة ليكسب انتباه الجمهور.
نرى اليوم طفرة جديدة في الإعلام، فلا يقتصر مفهوم الإعلام على الصحف والتلفاز والإذاعة، بل بات مفهوماً عملاقاً ومطاطاً، يشمل برامج التواصل الاجتماعي، وبرامج المحادثة مثل الواتس آب ومواقع لنشر الفيديوهات مثل اليوتيوب. أصبح اليوم الجميع مرسلاً والجميع متلقياً للرسائل الإعلامية، ولكن كيف نفرق ما بين الحقيقي والدرامي؟ كيف نعلم حقيقة ما وراء الستار الإعلامي؟ في زاوية «ولي رأي» سأتحدث عن «الطلاقة الإعلامية» وهي مصطلح اطلقه على معرفة كيفية استخدام وسائل الإعلام الجديدة وكيفية تفسير ما يجري فيها في جميع أنحاء العالم. من اجندات وإطارات وغيرها من المواضيع الشيقة.
إضاءة:
رحمة الله عليك يا بومشاري، مثواك الفردوس الأعلى يا رب.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي