No Script

مملكة الفئران

تصغير
تكبير

قصة أدبية بليغة للكاتب الكندي تومي دوغلاس Tommy Douglas تحدّث عن عالم آخر، فيه مملكة مستقلة للفئران، كان لها انتخابات ودستور وبرلمان يذهب الناخبون كل أربع سنوات إلى مراكز الاقتراع لاختيار ممثليها لتضع في صدورها أمانة العهد الديموقراطي تدفع كبارها وصغارها لصناديق الاقتراع.

شارك الفئران القطط لتكون حكومتهما مؤتلفة، وكانت القطط ذات شخصيات لطيفة... أدارت حكومتها مع الفئران بالعدل في أول الأمر.

ثم ساءت لصالح فئة على أخرى وكانت القوانين جيدة للقطط، ولكنها صارت ثقيلة على الفئران، وأخذت الحياة تصعب أكثر فأكثر عندما أخذت القطط تلتهم غذاءها وتطمع في غذاء الفئران، ومن القوانين برغبة أن طالبت القطط أن توسّع جحور الفئران لتدخل بسهولة عليها متى شاءت.

لذا كان أصحاب الأرض الأصليون تضيق بهم الحياة وتتأسف على السماح للقطط بمشاركتها الاستيطان ببلاد الفئران.

وهكذا ذهبت أعداد كبيرة من الفئران إلى صناديق الاقتراع بعد أن اتفقت لحجب أصواتها عن القطط السوداء، بعد أن كانت مباحة لأجيال، وسمحت فقط للقطط البيضاء، للترشح، وأُقر هذا المطلب بقانون... بعد أن كانت القطط السوداء لها كامل الحرية حسب القوانين ووعي الناخبين.

وافق مجلس مملكة الفئران على اتساع جحور الفئران لتتمكن القطط من دخولها متى شاءت.

وهكذا حتى ضاقت الحياة بالمواطنين أصحاب المملكة الأصليين من الفئران، وغدت أقسى وأمرّ مما كانت عليه في أي وقت، وعندما لم تعد قادرة على التحّمل حجبت أصواتها عن القطط التي امتلكت البيع والتجارة وأخذت تقذف بفتات الغذاء للفئران أصحاب المملكة الأصليين، وشجعت القطط السوداء التي أبعدتها القطط البيضاء عن المجلس وشؤون المملكة... ونشب الخلاف بينهما، إلى تهديد كيان المملكة.

لذا فكر المواطنون بتشكيل حكومة بالمناصفة نصفها من القطط البيضاء ونصفها الآخر من القطط السوداء بعد أن عرقلت البيضاء استمرارية المجلس.

تشكّلت الحكومة الائتلافية لتهدأ الأمور... ثم أدخل المجلس قانوناً لضم القطط المرقّطة بالسوداء وساند المرقطة المواطنون الأصليون من الفئران، والحقيقة أن القطط سُرعان ما تتآلف وتُسيطر على حياة المعيشة والانتفاع.

وتتوسل المواطنين الأصليين لكسب أصواتهم في الانتخابات، هكذا حتى انبثقت فكرة من فأر صغير عندما فكر بمواطنيه الأصليين. قائلاً لهم ما الذي يجبرنا على مواصلة انتخاب حكومة من القطط... لماذا لا ننتخب حكومة قوامها من الفئران، فصرخت الفئران مذعورة:

يا إلهي، إن المعارضين عنصريون، اقبضوا عليهم وجرّوهم إلى السجون... ولكن حبس الفئران لا يؤدي إلى حبس أفكارها ومطالبها الديموقراطية العادلة لتتساوى حقوق الفئران مع القطط الأخرى... ولتزدهر مملكة الفئران...

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي