عبدالعظيم محمود حنفي

عبدالعظيم محمود حنفي / مصر بين مدرسة «المنار» و «الإخوان»!
| عبدالعظيم محمود حنفي * |نما في النصف الأول من القرن التاسع عشر وعي بعض المثقفين في البلاد الناطقة بالعربية بالأفكار الأوروبية الحديثة ونظمها، وحينما شعروا بقوة ضغطها عليهم في النصف الثاني من هذا القرن. تساءلوا عما يجب أو عما يكون قد أخذوه من الغرب، وإذا أخذوا منه شيئا فعلا فكيف يظلون محتفظين بعروبتهم وإسلاميتهم... وانقسم الفكر العربي المستيقظ إزاء ذلك إلى اتجاهين: اتجاه مرتبط بالسيد جمال الدين الأفغاني والشيخ محمد عبده ورشيد رضا. وهذا الاتجاه كان يهدف إلى تقديم تعريف جديد لمبادئ الإسلام الاجتماعية. أما الاتجاه الثاني فكان يرمي إلى فصل الدين عن السياسة وخلق مجتمع مدني مماثل للمجتمعات الأوروبية ولا أثر للإسلام فيه إلا بوصفه عقيدة دينية.وقد اتفق الاتجاهان على أن هناك تدهورا داخليا في المجتمعات الإسلامية، وعليه لابد من التغيير. ويعتبر جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده ورشيد رضا من رواد مدرسة المنار وهي مدرسة إصلاحية اسمها مقتبس من جريدة المنار. وهذه المدرسة بمثابة الجذر الذي نشأت منه الصحوة الإسلامية المعاصرة، وهي مرتبطة بكل رموز هذه الحركة، وبصماتها واضحة على مختلف التوجهات الفكرية في عالمنا الإسلامي الآن. ويضيف البعض إلى هؤلاء الرواد حسن البنا (مؤسس حركة الإخوان المسلمين عام 1928) مستندين إلى إعلانه أن حركته امتداد طبيعي لجمعية الدعوة والإرشاد التي أسسها رشيد رضا ولإحيائه لجريدة المنار، ولبدئه التفسير في صحيفة الشهاب بسورة الرعد معللا ذلك بالبدء من حيث انتهى محمد رشيد رضا.ويقول بعض الباحثين مثل المستشار طارق البشرى في تحديده للوعاء الزمني للحركة الإسلامية المعاصرة بالقرون الثلاثة المنصرمة، أن مدرسة المنار تأتي في وضعية الحلقة الثالثة الفاعلة، فقد سبقتها حركتا إصلاح: اهتمت أولاهما بالدعوة إلى التجديد الفقهي. واهتمت الثانية بالإصلاح المؤسسي الذي بدأ باقتباس أساليب التنظيم العسكري الغربية وانتهى باقتباس الآداب والنظم القانونية الغربية، وأدى إلى ما اسماه ازدواجية المؤسسات في العالم الإسلامي. إن موجة الإصلاح الثالثة جاءت على يد رواد مدرسة المنار، فوضع الأفغاني حجر الأساس في الفكر الإسلامي الحديث المقاوم للاستعمار، ووضع محمد عبده حجر الأساس للفكر الإسلامي المقاوم للقابلية للاستعمار، واهتم رشيد رضا بالوصل بين التوجه السلفي وحركة التجديد، وركز حسن البنا على الحركة السياسية وربطها بالفكر وركزوا جميعا على العودة إلى الإسلام للخروج من الجمود والاستبداد والتبعية. وتبقى أهمية الإشارة إلى تلك المدرسة هي رؤيتها لموضوع التغيير في المجتمعات. حيث ترى أن حال الأمة هو المحدد الأعلى لأنسب طرق إصلاح أمرها، والسمو بها على مدارج الأدب السياسي للأمم. ومعنى ذلك أنها أرست تقليدا سياسيا مهما هو شرعية اختلاف وسائل تحقيق الهدف الواحد حسب متطلبات الواقع مع تحبيذها للتدرج في الإصلاح، فهم لا يحبذون الثورات ويرون الثورة كالريح الصرصر، وأن الدعوة الهادئة بالحجج الناهضة أولج في المسامع، وأجول في المجامع، بطيئة السير خفيفة الأثر في أول أمرها. والأمة لا تأخذ من الخطتين إلا بقدر استعدادها. فالثورة أسرع لكن إثمها اكبر من نفعها إن كانت الأمة غير مستعدة للبناء عقب الهدم، أما الدعوة اللينة فهي اسلم عاقبة وقد يخفى أمرها وتأثيرها حتى على المنتفعين بها... ولم تتخذ تلك المدرسة بكل اتجاهاتها موقف الرفض تجاه السلطة على طول الخط. فغايتها هي إصلاح السلطة لا نبذ السلطة، ووصلت في ذلك إلى حد الطمع في دور موقت للمستبد العادل. وقد قبل الأفغاني ومحمد عبده مناصب رسمية الأول في إيران والثاني في مصر. والفروق بين رواد تلك المدرسة فروق وسائلية مرحلية لا فروق في الهدف أملتها المعطيات الموقفية... ولما كان الأفغاني قد بدأ حركته قبل أن تترسخ أقدام الاستعمار الغربي في القلب الإسلامي فانه رأى أن دروسه الرامية إلى التحرر الوطني والمقرونة بالتنظيم السياسي السري الثوري هي الحل. أما محمد عبده الذي عاد إلى مصر وقد ترسخت فيها أقدام الاحتلال الانكليزي فقد رأى في الإصلاح التدريجي وسيلة للوصول إلى تلك الغاية بثورة سلبية لا تروى بالدماء بل بماء النيل، ولا يخلطها شيء من دمع العيون، ولا يتكدر صفوها بماء النفوس، وحكم محمد عبده على أسرة محمد علي بميزان الحرية التوحيدية، وهي الحرية المؤسسة على مبدأ التوحيد كناظم لها وهي القيمة التي تتأسس على مبدأ لا إكراه في الدين وتستدعي منظومة قيم التحلية المتعلقة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما تستدعي قيم التحلية المتعلقة بالنهي عن المنكر، والانتهاء عنه. والحرية بهذا المعنى مرتبطة بالمسؤولية. وحدد العلاقة بين الدين والدولة وبين الدولة والمجتمع بقوله: لا دين إلا بدولة، ولا دولة إلا بصولة، ولا صولة إلا بقوة، ولا قوة إلا بثروة، وليس للدولة تجارة ولا صناعة، وإنما ثروتها بثروة أهاليها، وشرط ثروة الأهالي هو نشر العلوم فيهم.من المفيد العودة إلى المنابع الفكرية للتيار الإسلامي في مصر للإجابة عن التساؤلات الحائرة حول هذا التيار، مثل لماذا تلكأ في الالتحاق بالثورة ولماذا دخل بقوة بعد تيقنه من نجاحها ولماذا كان يعقد الصفقات والمساومات مع النظام السابق ومع القيادة الحالية، وما سر تحركه في الأحياء الفقيرة والمهمشة وإنشاء جمعيات خيرية باتفاق ضمني مع السلطة السابقة وعلاقته بالتيار السلفي؟ ويمكن في هذا الإطار فهم مغزى و أبعاد رسالة الدكتور محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، التي ضمنها ان تكوين الخلافة الراشدة من الأهداف المرحلية التي حددها الإمام حسن البنا لتحقيق الغاية العظمى للجماعة، وهي أن تحيا من جديد الدولة المسلمة وشريعة القرآن، «إن تحقيق الغاية العظمى بات قريبا بعد ثورات الربيع العربي».والإشكالية ربما تكون أن ذلك التيار يفتقد القيادة الملهمة التي بدأت مع رواد مدرسة المنار ولذلك تجد بعض المواقف مشوشة ومرتبكة وعاجزة عن اتخاذ القرار السليم في الوقت الصحيح مما يضع علامات استفهام حول: هل أقوال الإخوان ستكون مطابقة لوعودهم بتعزيز مجتمع ديموقراطي منفتح أم لا؟ وعما إذا كانت تجربة الحكم ستضع نهاية للهالة البراقة المحيطة بهم على محك الواقع العملي العسير. المقال منشور بالتعاون مع مشروع منبر الحريةwww.minbaralhurriyya.org

عبدالله زمان

عبدالله زمان / يا سمو الرئيس... الهيئة العامة للشباب والرياضة أم السياسة؟
لقد تعاقبت على الهيئة قيادات عديدة، كل له طريقته في إدارة الأعمال داخل وخارج الهيئة العامة للشباب والرياضة. تلك القيادات حظيت بعضها بالدعم السياسي من قبل الأجهزة الحكومية وقيادات أخرى تمتعت بالرضا التام من قبل بعض أعضاء مجلس الأمة. وفي حقبة من الزمن تراكمت الأخطاء والتجاوزات من قبل الهيئة، إلا أن ذلك كله لم يكن سوى شهد وعسل على قلوب مطالبي الإصلاح في ذلك الوقت. أما اليوم، وإذ بدأت حركة الإصلاح تنطلق وعملية إزالة تلك التراكمات التي خلفتها القيادات السابقة تسير وفق منهج علمي، فأخذ البعض من أقطاب السياسة والرياضة يكيلون اللكمات في وجه هذه العملية والإصلاحات الجديدة.قد يسأل أي مهتم بالرياضة والشباب سؤالاً مجرداً من أنواع العواطف والمحسوبيات كلها: إلى متى سوف يستمر هذا الصراع الدائر في الوسطين الرياضي والشبابي، لا سيما وأن الهيئة كجهة حكومية تتلقى الهجمات ويتلقى قياديوها أنواعاً متعددة من الابتزاز؟ ثم كيف السبيل لوأد الانحرافات التي شابت بكل تأكيد مطالبي الإصلاح الرياضي في تطبيق ما يصبون إليه؟ وأخيراً، هل هؤلاء النفر يريدون إصلاحاً رياضياً وفق القوانين أم إصلاحاً رياضياً يتماشى ومطالبهم التي أصبحت واضحة أمام الشارع الرياضي؟إن الاستقرارين السياسي والنفسي للدور الإشرافي ممزوجاً بالخبرة يعتبر ان مفتاحاً لحل الوضع الرياضي عموماً وتفعيل دور الهيئة وتطوير أدائها خصوصاً. من هنا يمكن أن ننطلق في تشخيص مسار المستقبل واستشرافه بصورة مليئة بالتفاؤل. إذاً الحديث عن توفير تلك العناصر لقيادات الهيئة يصبح بالضرورة مطلباً منطقياً لكل من يطالب بالإصلاح الحقيقي. كما أن الدعم السياسي من أعلى سلطة تنفيذية بالبلد يعتبر مصداقاً قوياً لمواقف المؤسسات الحكومية بعدم الانصياع لأي نوع من الابتزاز السياسي يمارسه أي شخص مهما علا مقامه.لا نختلف بأن الهيئة اليوم تمر في مخاض عسير قد ينتج عنه قيادات تتصف بالجرأة في الطرح والمواجهة، أو الإتيان بقيادات تكون محل قبول لدى بعض الأشخاص. وهنا تعود المواجهة إلى المربع الأول لسببين. الأول بأن هذه القيادة سوف تأتي لتحل محل سابقتها التي شرعت في عملية الإصلاح، ودليل ذلك الانزعاج الحاصل من قبل بعض السياسيين والرياضيين، وقليل من موظفي الهيئة، لأن هذه الإصلاحات أتت على خلاف أهوائهم وما تعودوا عليه، فقد أصبح القانون أمامهم لغة غريبة لم يتعودوا عليها. أما السبب الثاني فإن القيادة الجديدة، إن أتت، فإنها، على أقل التقدير، سوف تكون في الطرف المغاير لسياسة القيادة الحالية، وهذا يترتب عليه الكثير من الأمور من أهمها معاودة ممارسات من شأنها استجداء عطف أو دعم أي خصم سياسي يكون هو الأقوى على الساحة، كما أن هذه القيادة الجديدة تجد نفسها أمام عملية إصلاح قد بدأت فإما تستكملها وتتحمل الهجوم الدائر حالياً، كما قلنا في السبب الأول، وإما أنها تلتف حول هذا الإصلاح وبذلك يكون القانون آخر من يتكلم.قد يوافقني الكثيرون من الأوساط الرياضية والشبابية بأن هذه الحال المزرية التي أصابت هذين القطاعين المهمين تعتبر من أشد أنواع الأمراض التي تصيب أي مجتمع، إذ الشحناء والبغضاء تسود بالتعامل بدلاً من الأخوة والمحبة، فهذا الطرف يشد الحبل نحوه لأنه الأقوى تشريعياً، وذلك الطرف يتصارع معه لأنه الأقوى قانونياً، وبذلك تدور الدوائر على المحاور كلها بأنواعها عدا محور استقرار الأوضاع واستتباب المجتمعين الرياضي والشبابي، وما يؤدي ذلك كمحصلة نهائية إلى النهوض بسمعة رياضة الكويت في محافل التنافس.المتصفح لأوراق الرياضة في الصحف أو داخل الملفات الضخمة في الهيئة يتلمس فظاعة ما كان وما سوف يكون، والمطلع على ممارسات بعض السياسيين الحاليين أو الرياضيين السابقين يعرف بأن وراء الأكمة ما وراءها. وعزاؤنا بأن العقول التي يراد لها ألا تعمل سوف تعمل في يوم من الأيام، وعندها سوف يكتشف الكثيرون بألا يمكن أن يكون الصواب حليف أحد الأطراف إلى الأبد، والخطأ يعتري الطرف المقابل إلى ما له حدود. وللعلم فإن الساعة المعطلة تصدق في اليوم مرتين.يا سمو الرئيس... إننا اليوم نناشد سموكم التدخل المباشر في سبيل إيقاف هذه الحال المرضية التي أصابتنا، فلا أقل من أن سموكم وبصدره الذي يتسع إلى سماع وجهات النظر بأن تتفضلوا بمقابلة تلك الأقطاب وتمحيص أقوالهم ودوافعهم، وتبقى أنت بعد ذلك الفيصل في إيقاف حال الجذب والشد الحاصل في الساحة الرياضية. ويبقى لنا أن نسأل: هل هي الهيئة العامة للشباب والرياضة أم الهيئة الخاصة للسياسة؟عبدالله زمانit.zaman@hotmail.com

عبدالله فيروز

عبدالله فيروز / الفرعيات وعلة التجريم... تَذْكِرَة للفاهم والغشيم
بادئ ذي بدء.. أتوجه بالتحية للقراء الأعزاء متمنياً لهم سنة سعيدة يتكللها النجاح و تسودها الأفراح إن شاء الله. ونعود لموضوعنا عن الفرعيات أو ما اصطلح لها من أسماء للتمويه أو بالأصح لإرضاء النفس. لقد قرأت تقرير مركز «اتجاهات» للدراسات والبحوث عن هذه الممارسة في الحياة الانتخابية في دولة الكويت والتي بدأت منذ 40 عاماً - و هو بالمناسبة يتميز بالمصداقية والحيادية - ونحن لسنا في صدد التأكيد على مخالفة الفرعيات للقانون الساري بالبلاد، فهذا أمر محسوم بالحكم الصادر من المحكمة الدستورية بتاريخ 5 ديسمبر 2011 برقم 30 /2009 دستوري. ولكن هل ناقشنا هذا الأمر مع من لا يزال مقتنعاً بضرورة ممارسة هذه الفعالية و لو غيّر في اسمها وبدّل من ملامحها، لأن الاقتناع هو أساس الإصلاح الذي يجعل المرء يعمل به فعلاً على أرض الواقع بلا إجبار أو خوف من وعيد. لا شك أننا قد قرأنا عن الرأي الشرعي وفقاً لاجتهادات رجال دين مشهود لهم بالعلم والفقه وقد رأوا بعدم جواز هذا الفعل نظراً لخروجه عن أمر ولي الأمر.. هنا سيقول قائل : عندما نلتزم بتطبيق الشريعة الإسلامية 100% حينها يكون واجباً علينا ذلك. و أرد عليه بأن هناك قاعدة فقهية تنص على أن ما لا يدرك كله لا يترك جله، هذا والغالبية العظمى من تشريعاتنا تأتمر بحكم الشريعة الإسلامية السمحاء ولله الحمد. وبالتالي فإن الجانب الشرعي قد حسم المسألة. نأتي للجانب السياسي.. سيقول قائل بأن الأحزاب السياسية حول العالم تقوم بالفرعيات لتقديم ممثل لها أمام الناخبين، بل ان بعض الكتل السياسية المحلية تقوم بذلك بالفعل فلماذا الالتفات عنهم والتشدد فقط مع القبائل؟ هنا يجب أن نفرق بين مرشح قد جاء ليمثل فكرا سياسيا عاما غير محصور بفئة أو طائفة وبين مرشح جاء باسم القبيلة أو العائلة وليعبر عن تطلعاتها هي فقط. إن الناخب حين يختار مرشح الكيان السياسي فهو يختاره لأنه يمثل برنامج الحزب وليس لاسم المرشح أو طائفته لأن هذا المرشح بالنهاية يأتمر بأمر الحزب ويسير على نبراسه وإلا لتم فصله عن العضوية. أما مرشح القبيلة أو العائلة الذي جاء عن طريق فرعية فما الفرق بينه وبين أي فرد آخر من القبيلة أو العائلة نفسها قد يكون حاملاً لمؤهلات وحائزاً لكفاءات أعلى من الفائز بالفرعية؟! فضلاً عن أن تغيير المسميات لتشاورية مثلاً لن يغير من الأمر شيئاً، لأن الغاية من هذا الإجراء هو إلزام ناخبي تلك القبيلة أو العائلة بهذه الأسماء فقط.. أما غيرها فاقطع.ونأتي للجانب الاجتماعي.. حيث ان جميع الفرعيات منذ بدايتها قبل 40 عاماً وحتى اليوم لا يزال المرشحون هم من الرجال دون النساء، بل ان القاعدة التصويتية هي أيضاً من الرجال و دون اعتبار لرأي النساء بالرغم من أنهن سيقمن بالتصويت في يوم الانتخابات!! فلماذا الحجر على آرائهن بالفرعيات ثم اللجوء إليهن في صندوق الانتخابات؟! بينما في الكيانات السياسية يترشح الرجل والمرأة ويتم أخذ آراء جميع أعضاء الكيان السياسي دون تفرقة بسبب الجنس.وأخيراً نختم بالجانب الأخلاقي.. إننا عندما نرى قبيلة أو عائلة معينة تقوم باختيار مرشحين على وجه الخصوص لخوض الانتخابات أشعر وكأنها تقول للناخبين عامةً : لا يوجد من يستحق في الدائرة الانتخابية غير هؤلاء الأربع! وهو بالطبع شعور يؤلم النفس ويجرح الفؤاد لما له من عنصرية واضحة للعيان. و هنا يجب أن نفرق بين قبيلة أو عائلة ترشح 4 أسماء و بين أخرى ترشح 3 وأخرى ترشح 2 وأخرى ترشح اسماً واحداً وهي بالطبع الأقل ضرراً بين سابقيها لأنها تقول للناخب من القبيلة أو العائلة ذاتها بأننا نزكي لك اسماً واحداً ولك مطلق الحرية في اختيار الأسماء الثلاثة الباقية. فضلاً عن أن التجارب السابقة أثبتت للجميع بأن مخرجات الفرعيات ليست بالضرورة كلها نزيهة وتستحق التزكية فلماذا الإصرار عليها؟!وعلى كل حال يجب ان نرجع للقانون حيث ينص على معاقبة من يقوم بالفرعية بصورة غير رسمية، وهذا يعني أن هناك صورة رسمية غير مجرمة.. وهي التي تنطبق على الكيانات السياسية المشهرة التي تضم جميع طوائف المجتمع. وبالتالي فإن أي فرعية يقوم بها كيان سياسي قبل إشهار الأحزاب قد تكون مجرمة. أما بشأن عدم قيام تلك الكيانات السياسية بترشيح امرأة فهذا خطأ جسيم.. حيث نجد الأحزاب الإسلامية في مصر مثلاً ترشح نساء بقوة القانون. وفي النهاية أقول بأننا نحترم جميع مكونات الشعب الكويتي سواء الحضر أو البدو.. السنة أو الشيعة.. الرجال أو النساء. و إنني على ثقة بأن الجميع لديه من الوعي و الإرادة لاختيار من هو أصلح لتولي الشأن العام وتمثيل الأمة، فالمهم لدينا هو أن نرى الأشخاص الأكفاء الذين يعبرون بالكويت لبر الأمان ويحفظون كرامة الإنسان.نبراسيات : لا تخـاصـم إنسـاناً... فـربمـا لا تـعيـش حتـى تصـالحــه. عبدالله فيروز Twitter : @AbdullahFairouz

عبدالله كمال

عبدالله كمال / ... ولكن / قبل اللقاء
لا أعتقد أنه قد توافرت الظروف الموضوعية التي كان يمكن أن تجعل لقاءً بين الرئيسين المصري محمد حسني مبارك والسوري بشار الأسد ممكناً في باريس، على هامش قمة «الاتحاد من أجل المتوسط»، وفق ما راحت تقول بعض وسائل الإعلام، أو تسرب أخبار من جانب دمشق عن احتمالات إتمامه.من ناحية الشكل، ليس الرئيسان العربيان في حاجة إلى أن يعقدا لقاءً من هذا النوع في باريس في قلب أوروبا، والأولى أن يعقد في القاهرة أو في دمشق. وإذا كان لي أن أقترح اختياراً فإن القاهرة لابد أن تكون هي مقر مثل هذا اللقاء، وليس دمشق. لكن لماذا ينعقد أصلاً؟ إن هذا السؤال هو ما ينقلنا إلى مناقشة المضمون الذي لابد أن تنبني عليه أسس اللقاء.لقد كان لمصر رأي معلن في ما يتعلق بأزمة لبنان، وأنه لابد من توفير المناخ لكي يتم انتخاب رئيس ينهي فراغ السلطة الذي استمر أشهر قبل أن يتولى الرئيس ميشال سليمان مسؤولياته. ولكن، هل المسألة تقتصر على ذلك؟ لا أعتقد بهذا.في باريس أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عن المضي قدماً في تأسيس علاقات ديبلوماسية بين لبنان وسورية، وأن الرئيسين الأسد وسليمان قد اتفقا على ذلك في لقاء جمعهما هناك. حسناً هذا كلام قيل أكثر من مرة منذ فترة، ولم يحدث أي تقدم عملي في اتجاه ذلك، وللأمر مدلولاته.ثم ماذا عن مسألة ترسيم الحدود بين البلدين؟ إن المنطق غير المفهوم هو أن يكون الحديث عن ترسيم الحدود على جميع المناطق بدءاً من الشمال إلى الجنوب، باستثناء مزارع شبعا، وهي أرض عربية محتلة يؤدي تعطيل ترسيم الحدود في شأنها إلى إعطاء إسرائيل ذريعة لإبقائها قيد سيطرتها، وهي - أي إسرائيل - تقول إنها أرض بلا صاحب. لو كانت أرضاً  سورية سوف يتفاوضون في شأنها مع سورية، ولو كانت لبنانية فإن هذا سوف يجبر إسرائيل على الانسحاب منها استكمالاً لانسحابها من المناطق التي كانت تحتلها في لبنان.إن تسليم خرائط واضحة للحدود يفرغ حجة إسرائيل من محتواها، لكن بقاء الوضع كما هو  يوفر غطاءً لـ «حزب الله»، ويعطيه حججاً يدعم بها وضعه الحالي كدولة داخل الدولة، متذرعاً بأنه إنما يقاوم احتلالاً.ثم ماذا عن موقف سورية من «حزب الله» ووضع تسليحه وميليشياته وتأثير ذلك على الأوضاع داخل لبنان، وعلى التفاعل بين أطرافه تحت ضغط تأثير هذا السلاح غير المبرر؟وليس بعيداً عن ذلك، من خلال المنطق، أن يتضح موقف سورية من الفصائل الفلسطينية الـ 13 التي تقيم على أرضها، وتناوئ سلطة الحكم الذاتي ليس استضافتها لـ «حماس» فقط. ومن ثم ما هو تأثير ذلك على التفاعلات الفلسطينية الداخلية، وعلى التهدئة في غزة، وعلى بيئة عودة المفاوضات التي تبذل مصر جهوداً مضنية، لكي تعضدها وتمنع اختصار القضية الفلسطينية في مجرد وضع يخص غزة وحدها، فالموضوع أكبر وأعقد من هذا.والأهم، ماذا عن العلاقات السورية - الإيرانية، وهذه المساندة التي تلقاها إيران من دمشق، إذ تسعى طهران إلى بسط نفوذها وهيمنتها على الشرق الأوسط العربي ليس فقط في الخليج ولبنان والعراق وفلسطين وإنما أيضاً في أفريقيا، حيث تجري محاولات إيرانية للعبث في السودان.وماذا عن موقف إيران من عملية السلام، وعن موقفها من المفاوضات الدائرة بشكل غير مباشر بين إسرائيل وسورية، أليس ذلك موضوعاً من شقين حيويين كل منهما يمثل معضلة وتحيط بهما علامات استفهام عدة؟إذاً هناك أكثر من «ماذا» واحدة تضع نفسها في قلب أوراق الترتيب لهذا اللقاء الذي راح البعض يتوقعه، رغم أنه عملياً لا توجد إجابات عنها من جانب دمشق ولا توجد ترتيبات له.عبدالله كمال عضو مجلس الشورى المصري وهذا المقال يُنشر بالتزامن مع «روزاليوسف» القاهرية اليومية

عبدالله نايف المجيحم

عبدالله نايف المجيحم / الديموقراطية المزعجة!
في الأمس القريب، وتحديداً في جلسة مجلس الأمة السابقة، كنت في قاعة عبد الله السالم، وكان الرئيس قد افتتح الجلسة بعد أن رفعها لمدة نصف ساعة كالمعتاد، وهذه دلالة على عدم انضباط بعض النواب، بل الكثير منهم، وعدم احترام الرئاسة، وغرور وعدم مبالاة البعض بعدم المساءلة، ناهيك عن أنه إذا بدأت الجلسة تكاد لا تسمع المتحدث بسبب «هذرة» بعض النواب وعدم احترامهم لزملائهم، ونسوا أو تناسوا أن من آداب الحديث الانصات والاستماع حتى ينتهي المتحدث مما يريد قوله، وهذا من الآداب المتعارف عليها في أي مجلس فما بالك إن كنا في مجلس الأمة، وبين ممثلي الشعب... أو من يمثل عليهم!وما زلنا كذلك في المجلس، وما زلنا مع الهرج والمرج، ولكن هذه المرة من الجمهور، بل الصحافة والإعلام (الذين كنت أجلس بينهم) ولقد رأيت العجب العجاب... أصواتهم تسمعها وأنت عند باب الدخول للقاعة وكان بعضهم أتى للنزهة وليس للتغطية الإعلامية، وإن من قلة أدب البعض أن تضطر الرئاسة لاسكاته لعلو صوته أو ضحكاته وكأنه يتفرج على مسرحية، ولكنه مع ذلك لا يلام لأن من يشاركه في ذلك بعض النواب، والرئيس ينظر إلى ذلك ولا حول له ولا قوة، ولا يخلو أيضاً من إزعاج سكرتارية بعض النواب وتصرفاتهم، وكل هذا يحدث وللأسف أمام وفود أجنبية اتو ليتعرفوا على التجربة الديموقراطية الكويتية وهم يضعون السماعات على آذانهم ولكن أصوات مرتفعة شوشت عليهم حتى غادروا ولسان حالهم يقول... هذه النوعية من الشعب تستحق هذه النوعية من النواب... للأسف الشديد.بصيص ضوء كل الاحترام والتقدير لرجال حرس المجلس، ونخص الأخ العميد بسام الرفاعي والأخ العقيد ناصر المطرقة، وحتى لا أنسى أحداً أشكر الأخوة الضباط جميعاً مع مفرزة التوجيه المعنوي للحرس الوطني، وذلك على العمل الراقي الذي يقومون به، وإلى ضباط الصف والأفراد جميعاً تحية إكبار وإجلال.عبدالله نايف المجيحمAljble1111@hotmail.com

عبدالوهاب العنزي

عبدالوهاب العنزي / ما ضرّ السحاب نباح الكلاب
في الكويت كتاب صحافيون يحملون توجهات مختلفة، وهناك الكثير ممن نتفق أو نختلف معهم، فيحظون بالاحترام، بينما هناك فئة أخرى لا تستحق الاحترام حتى وإن تميز قلمها بالسخرية، فقد عرف عنها الابتزاز والعمالة والتلون، بل الافتخار بالمجاهرة علناً باستعانتها واستقائها معلوماتها من «السي اي ايه»، و«الموساد»، ولكي تغطي على ذلك تتخذ من الهجوم على «حزب الله» وإيران وسورية ذريعة لإيهام الناس بوطنيتها، ولا يعلم هؤلاء أنهم مكشوفون لدى الرأي العام، وأنهم بأفعالهم وكتاباتهم يلعبون بالنار عبر اللعب على أوتار الطائفية البغيضة، ويعرضون علاقات الكويت مع جيراننا وأصدقائنا للخطر، ونحمد الله أن هذه القوى والدول واعية ولا تنطلي عليها مثل هذه الألاعيب، خاصة وأنها تدرك حجم هؤلاء ودورهم خصوصاً من فاحت رائحته أمام كل من يعرفه، حتى أصبحوا يتندرون عليه ويزدادون ضحكاً عندما يتحدث عن المبادئ والقيم والمثل العليا وهو أبعد ما يكون عنها.الأوساط المحلية وشارع الصحافة يعرفون عن أحد هؤلاء حبه للمال والهدايا والمنافع التي يحصل عليها، وليس لديه مانع بأن يقلب مواقفه مقابل المال أو ينقلب على بطنه وهز وسطه الذي هو في عرض دوار صادق ما دام التنقيط يتساقط عليه، فلا وطنية ولا هم يحزنون، والمتتبع لكتاباته ومن يدقق وراءه يكتشف أن هذا الستربتيز ليس لديه مانع في أن يوصل شخصيات إلى السماء، طالما أغدقت عليه العطايا، وفي الغد ينقلب عليها إذا أمسكت عنه وأوقفت جشعه وطمعه.إننا نتحسر في الكويت أن نماذج من هؤلاء يعيشون في صفوفنا، وتنفتح لهم أبواب الحرية الصحافية ليستغلوها أبشع استغلال، ويتطاولون على مصالح ورجالات الكويت، لكننا نقول لهم «ما ضر السحاب نباح الكلاب»، و«إن لم تستح فاصنع ما شئت»، فالشعب الكويتي يعرف من هو المرتزق فاقد المصداقية والأدب.عبدالوهاب العنزيكاتب كويتي

عدنان عويد المشعان الهذال

عدنان عويد المشعان الهذال / عندما تخسر اجتماعياً وسياسياً!
قال الله سبحانه وتعالى: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ».مما لا شك فيه أن مقياس الكرامة بين البشر يكون على أساس التقوى واتباع الأوامر واجتناب النواهي، هذا من الناحية الدينية، والذي لا نختلف عليه لأنه نص قرآني صريح وثابت. لكنني سأتناول الموضوع من جانب سياسي واجتماعي قابل للنقاش وإبداء الرأي والرأي الآخر. ففي ظل هذه الأجواء المشحونة تخرج علينا بعض الأصوات المنفردة بالرأي، والتي تسعى للتكسب الاجتماعي والسياسي باسم القبيلة، وعلى مرأى ومسمع من الجميع. بما أنني من أبناء قبيلة عنزة العريقة فإني كغيري سأدلو بدلوي، بما حدث في الأيام الفائتة من إصدار بيان يعبر عن وجهة نظر فردية ولا يعبر عن وجهة النظر الأخرى.إنَّ من تصدى للتحدث باسم القبيلة عليه أن يتحمل تبعات ما نشر! كان الأجدر بهم أن يصدروا بياناً يستنكرون فيه ما حدث في بيت الدكتور جمعان الحربش.إن طاعة ولي الأمر شيء منصوص عليه في القرآن ولا جدال فيه، أما ما يحدث في الساحة السياسية من قبل بعض أعضاء مجلس الأمة، ما هو إلا ممارسة دستورية باستجواب قُدِم لسمو رئيس الوزراء على أحداث الصليبخات الحزينة، لكن فاقد الشيء لا يعطيه! إنَّ من خسر اجتماعيا وسياسيا بات يخلط خلطاً متعمدا بين الثوابت والمتغيرات، لعله يدرك ما فاته من خسـائر!إني أضم صوتي لصوت كل من قال إنَّ المتصدر لأمر القبيلة، هو من يتلمس هموم الناس ويقضي حوائجهم ويشاركهم أفراحهم وأتراحهم، لا من يجلس بعيداً ويخرج بين الفينة والأخرى وينتظر الجزاء والشكر من غير مشاركة. أين أنتم من هموم وأحزان الناس بل أين أنتم من هموم شريحة كبيرة من اخواننا البدون من أبناء هذه القبيلة العريقة، إنهم يعانون ويقاسون الهموم وأنتم من تتكلمون باسمهم وتريدون منهم التأييد على مواقفكم؟ التأييد على ماذا؟ للأسف لا شيء؟وصدق الشاعر عندما قال:الطيب سندي والردي ذاك من لاشواللي يريد الطيب ما هو بمردودفي خضم هذه الأزمة، ظهرت معادن الرجال وبانت، لقد خسر كثير من النواب الجولة، فهم من كانوا بالأمس يستجدون أبناء عمومتهم بالصوت والصوتين، واليوم تنكروا لهم بعد أن أوصلوهم إلى الكرسي الأخضر، لذلك يجب أن يكون أساس الاختيار مبنياً على الكفاءة والأمانة، لا على كم معاملة أنهيت لي! إننا نبحث عن نواب يمثلوننا خير تمثيل، لا أن يمثلوا علينا وبأدوار باهته و مدفوعة الثمن سلفاً! ما أجمل أن تكون حر الإرادة فتقود ولا تنقاد، وهذا ما افتقدناه في بعض ممثلي الأمة!للأسف بسب وجود الإعلام الفاسد، تم فرز المجتمع الكويتي على أساس طبقي وفئوي وطائفي وقبلي، بل إننا وصلنا إلى مرحلة ضرب العائلة بالعائلة! إلى أين نحن سائرون؟في ما سبق نؤكد السمع والطاعة لولي الأمر صاحب السمو الأمير صباح الأحمد الصباح حفظه الله ورعاه، مصداقاً لقول الله تبارك تعالى «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ» ونسأل الله تعالى له التوفيق والسداد، ونؤكد حق كل نواب الأمة في ممارسة دورهم التشريعي والرقابي في محاسبة الحكومة إن أخطأت أو حادت عن طريق الصواب.وبعد أن هدأت العاصفة! وتجاوز سمو رئيس الوزراء جلسة عدم التعاون، لابد أن يتم ترميم البيت الحكومي من الداخل وأن تتم إعادة استراتيجية تعامل الحكومة مع المعارضة، فالمعارضة أثبتت مع الأيام أنها الرقم الصعب والخيار المستقبلي بالنسبة لتطلعات الشعب، فالشبكة العنكبوتية والمنتديات و«الفيس بوك» وتويتر تؤكد صحة هذا الكلام. ومن الجانب الآخر، يجب على المعارضة أن تساهم وبشكل فعّال في إنجاز الكثير من التشريعات والقوانين الشعبية العالقة، وذلك لا يتم إلا بتعاون السلطتين التنفيذية والتشريعة، فهل نرى ذلك في المقبل من الأيام؟وختاماً نؤكد أن الكويت هي الشجرة الوارفة الظلال، والتي يستظل بها الجميع وهي الخيمة التي تضم وتستوعب العائلة والقبيلة والطائفة بكافة شرائحها. إن كنت أصبت فمن الله تعالى وإن كنت أخطأت فمن نفسي والشيطان.وبعد العاصفة نستذكر قول الشاعر:الماء يغسل ما بالثوب من درنوليس يغسل قلب المذنب الماءموت التقي حياةٌ لانفاد لهــاقد مــات قومٌ وهم في الناس أحياءُفهل وصلت الرسالة؟ والله المستعان.عدنان عويد المشعان الهذالadnanalhathal@yahoo.com

عزيز مشواط

عزيز مشواط / الهوية... ذلك الحاضر الغائب في أزمة المجتمعات الإسلامية
تشكل شعوب العالم العربي الإسلامي في الوقت الراهن احد الشعوب الأكثر التصاقاً بماضيها، في الوقت نفسه الذي تواجه فيه تحدي التحديث والتقدم والذي يمثل الغرب نموذجهما. يقول عبد الله العروي في كتابه «الايديولوجيا العربية المعاصرة»: «منذ 75 عام والعرب يطرحون السؤال نفسه: من هو الآخر؟ ومن هو الأنا؟». وإذا كان صاحب مفهوم العقل قد طرح السؤال أواخر الستينات، فإن الملاحِظ لحركية المشهد العربي الفكري والثقافي لابد أن يكتشف استمرار حضور الهواجس نفسها وإن اختلفت صيغها، ما بين حافر في العقل العربي وناقد له. يقدم العالم العربي للملاحِظ الأجنبي صورة حية لمجموعة من التناقضات أمام عنف التغيير المفروض بقوة تكنولوجية وحضارية واقتصادية تروج لنموذج النجاح الغربي المدعوم بإيمان عميق بالتفوق. ولعل مأثورة عصام العطار التالية خير معبر عن هواجس جيل بأكمله. يقول: «كيف نقبل الجمود، بل كيف يمكن الجمود في عالم تتجدد معلوماته ومعطياته ومطالبه ووسائله؟ باستمرار لا بد لنا من التجدد الدائم والإبداع المتواصل والجهاد المضني في كل مجال... وإلا فقدنا حياتنا ووجودنا الفاعل المؤثر وأزاحنا الركب البشري عن طريقه، وقذف بنا إلى هامش الهامش أو هوة التاريخ. فذهبنا جفاء كما يذهب الزبد وغثاء السيل ومحينا من لوحة الحاضر والمستقبل وتحولنا إلى ذكرى من ذكريات الماضي البعيد». فما بين انجذاب كلي إلى ماض مجيد ورهانات التحديث تختلط الدعوات بالصراخ، بالعواطف اللاعقلانية وغليان اجتماعي وسياسي. إنها ملامح أزمة هوية عميقة.لا بد من العودة إلى الانفجار الحداثي الذي رافق الاستعمار ابتداء من القرن التاسع عشر حيث واجه المسلمون أسئلة هوياتية عميقة. فأصبح مفهوم الخصوصية المؤسس على عدم المساس اللغة والتاريخ المشتركين موضع نقاش منذ النصف الثاني من القرن وتعمم بعد ذلك على امتداد العالم العربي الإسلامي. وقد أفرز هذا الاختلال مجموعة من الاستتباعات أهمها على الاطلاق العداء الذي انتصب بين الوطنيين والاسلاميين عند بداية القرن العشرين حيث اعتبرت النزعة الوطنية نقيضاً لروح الدين، ولم تتردد في وصفها بالمؤامرة الغربية التي تمس وحدة الأمة. غير أن المسافة الموضوعية بين المثالي والواقعي أفرزت فكرة الاصلاح. ومن ثم دعا مفكرو الاصلاح إلى العودة إلى السلف الصالح وإلى التقاليد الصافية للدين.كما لم يحدث قط على امتداد تاريخ الدولة الاسلامية، تطبيق الليبرالية السياسية.أما الملاحظة الثالثة فهي غرابة مدى الحيوية الحاسمة للانتماء إلى الأمة الإسلامية المتصورة كوحدة في حين أن الحقيقة التاريخية تكذب هذه الاطروحة بشكل سافر. مبدئياً كل المسلمين اخوة في الدين، مهما كان انتماؤهم الإثني، لأن منهج الإسلام العالمي يتجاهل الحدود الوطنية.ولحماية الذات من كل تشرذم وانقسامات طالما لجأت الأدبيات الإسلامية إلى اتهام الغير للرد على الواقع المتشرذم للأمة الإسلامية، فتعزى الانقسامات إلى عدو محتمل يكون سبب المؤامرة المحبوكة الذين يرمون إلى تقزيم الدين من الداخل، وهذا ما يمكن أن يفسر الحذر الذي تقابل به أي محاولة تجديدية، ومن أجل الهدف نفسه، أي حماية الذات، يعتبر وضع وحدة الأمة في خطر خطيئة كبرى لا يمكن التساهل فيها، ويرمى هذا بالضرورة إلى الحفاظ على الانسجام الاجتماعي، حيث يحتل العنصر العربي في الايديولوجية الإسلامية وضعية خاصة في العالم الإسلامي.صحيح أن الساسة الليبراليين حاولوا أمام عجز الاصلاح الذي قاده رواد التقليدية ملء الفراغ، حيث شكلوا المؤسسين الفعليين لاستقلال الدول العربية، فمزجوا بين ثنائية العروبة والإسلام مستعيرين جهازاً مفاهيمياً مستمداً من التراث، غير أن نموذجهم السياسي والاجتماعي ظل مستمداً من النزعة اللائكية والعقلانية الاوروبية. إلا أن الاضطرابات التي أعقبت الحرب العالمية الثانية، والحرب العربية الإسرائيلية أسهمت في إحداث تغيرات فجائية وجذرية في انبثاق حركات التحرر حيث شكل مفهوم الثورة إحدى المفاهيم العامة التي طبعت المرحلة.وقد طرحت على النزعة العروبية مجموعة من التحديات تمثلت في هذا التحدي المزدوج الذي يمثله الغرب من جهة، والبنيات التقليدية المهيمنة من جهة أخرى. فسادت نزعة مناوئة للنموذج الغربي باسم الأصالة والخصوصية والقيم المسماة أصيلة، كما شهدت المرحلة نوعاً من التماهي بين العروبة والإسلام. وهو اتجاه شمل حتى بعض المنظرين المسيحيين الذين أكدوا على الأبعاد الاسلامية للشخصية العربية معتبرين بأنها موروث مشترك بين أفراد الأمة.يعرف العالم العربي الإسلامي حالياً العديد من التغيرات تمس العقلية السائدة يرافقها قلق حاسم ناتج عن تعدد الإجابات المقترحة للرد على إكراهات وضعية فقدان الهوية، ويمكن تلخيص ذلك في التناقض بين الأصالة والمعاصرة الثورية. تلك هي بعض سمات المجتمعات العربية الإسلامية الباحثة عن استقرار هوياتي تأوي إليه عندما تضيع كل النماذج المسماة مرجعية، وهي السمات التي لا يمكن فهمها في انفصال عن بنية شديدة التعقيد من العوامل التاريخية والسياسية والدينية.عزيز مشواطأستاذ فلسفة وصحافي من المغرب. هذا المقال برعاية «مصباح الحرية» www.misbahalhurriyya.org

علي الخرس

كمال علي الخرس / كلمة صدق / عودة بوتين
| كمال علي الخرس |«الأسد الذي يسير على الثلج لا تتجلد قوائمه» حكمة مغولية.يعود بطل الجودو مرة أخرى الى رئاسة الحكومة في روسيا يعود ليناوش خصومه علنا بعدما كان يفعل ذلك بالظل.ماذا تعني عودة بوتين الذي يجلس على كرسي حكم امبراطورية مترامية الأطراف ومخزن للثروات والأسلحة النووية؟ ماذا تعني عودته بالنسبة للعالم الغربي؟ صحيفة «الغارديان» البريطانية متشائمة، فقد اعتبرت في مقالها إبان الانتخابات الروسية أن عودة فلاديمير بوتين رجل الاستخبارات السوفياتية السابق نذيرا لأجواء مستقبلية كئيبة على روسيا وكذلك على الغرب. واعتبرت الصحيفة البريطانية بأن عودة بوتين تعني للغرب عقدا آخر في العلاقات الصعبة مع روسيا.فلاديمير بوتين الذي لم يغب عن الساحة السياسية لسنوات لم يخف سرا في نظرته وتعامله مع العالم الغربي ومن يمثله من الولايات المتحدة وحلف الناتو فقد عبر عن سأمه كدولة كبيرة من قبول أي املاءات من أحد، فقد نقلت وكالة رويترز عنه بأن «روسيا تود أن تكون حليفة للولايات المتحدة لكن..الناس سئموا الإملاءات من دولة واحدة». بعد عقود من اتفاقيات وعمليات نزع الأسلحة النووية لم يعد بوتين الذي يمثل الناخب الروسي ويمثل قوة نووية وعالمية كبيرة متقبلا ومقتنعا بتكافؤ العلاقة مع واشنطن، وقد قال في ذلك «احيانا يبدو لي أن أميركا لا تريد حلفاء..أنها تحتاج إلى خدم» شعور رجل الكرملين هذا سيكون أثره كبيرا على الأرض، هذا الشعور الذي يخالجه ويشعره بالغبن وربما الازدراء قد يدفع العالم نحو إعادة تسلح جديدة، فقد تعثرت المحادثات بين روسيا وحلف الناتو حتى في عهد الرئيس السابق ديمتري مدفيدف، وكانت اعتراضات روسيا واضحة ضد مشروع الدرع الصاروخية لحلف الناتو. الآن الرئيس الجديد يعد بإعادة تسليح روسيا بشكل غير مسبوق ويحمل أميركا وحلف الناتو مسؤولية ذلك بسبب سياساتهم في مجال الدفاع الصاروخي، ولا يعتبر بوتين إعادة التسليح الروسي مستهلكا للميزانية، لكنه يضعه ضمن برنامج تنمية صناعي كامل. بعض المحللين يقول وقد يصدق في قوله بأن روسيا تحاول اذاقة الغرب من الكأس الذي شربت منه وهو جرها لسباق تسلح في وقت تكون أولوية الغرب ضخ الروح في اقتصادها المتآكل، ومع انشغال العالم الغربي بالمواجهة في بؤر ساخنة كثيرة في العالم. حتى في مجال النقد فان بوتين لا يثق بالغرب ولا يقبل سياساته فقد انتقد مرارا عمليات إغراق الأسواق بالأموال المطبوعة أي الدولارات ووصف سياسة طبع الدولارات بالعمل الفوضوي.هل ما زال بوتين يعيش أجواء الحرب الباردة؟ صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية ترى ذلك، وهي تدعوه لخلع النظارة السوداء للحرب الباردة.قد يكون بوتين خلع نظارته السوداء منذ زمن فرأى صورة أوضح، فد يكون رأى فرصة للانقضاض على غريمه التاريخي المندفع اندفاع المصارع، والمحاط في نفس الوقت بالأزمات من كل مكان، خصوم في كل بقعة من الأرض، واقتصاد ضعيف، ودول كبيرة متمردة على العالم الغربي، تدور باستقلالية عكس دوران فلكه، كل ذلك أغرى موسكو أن تعود مرة أخرى للساحة من جديد، لا لتعيد مجد امبراطوريتها الآفل ولكنها عائدة بالتأكيد لتغيير قواعد اللعبة في العالم. Alzoor3@yahoo.com

علي الخميس

علي الخميس / وضع البلد حدّث ولا حرج
| علي الخميس |عندما يصبح الصدق كذبة وتجد الكذبة خبرا صادقا، ويكون الشريف خائنا وافعال الخائن شريفة، وعندما يترشح فيها الاهوج ويشطب من الترشيح الواعي، وعندما يدان الامين ويمنع العقاب عن المزور، وينتصر فيها الفاسق ويخسر فيها الصالح وينجو بفعلته السارق، ويصوت فيها للمتفيضل ويحجب الصوت عن الفاضل، فيها خطط التنمية تقر بساعة وتنفيذها اشاعة...!!فيها وزراء مستثمرون ووزراء مضاربون، وفيها نواب يستجوبون ونواب يقبضون، ونواب يضربون ونواب يتشمتون! فيها المعايير مقلوبة يخترقون القانون (الفرعيات) لكي يقسموا على احترام القانون (قسم العضوية) فيها النقد ممنوع وفيها الذم محمود.فيها مليون خبير دستوري!!ومليون خبير اقتصادي!!ومليون خبير رياضي!!ومع هذا دستورها يهانواقتصادها ليس في امانوالرياضة فيها فقط ايام زمانوفيها وفيها وفيها... املأ الفراغ بما شئت من التناقضاتتكون قد وصلت بالسلامة لدولة الكويت!!اتقوا الله في بلدكم فقد كانت في يوم من الأيام درة واصبحت بفضلكم قصة مرة!...

علي الرز

علي الرز / فليقتد اللبنانيون بسورية!
علي الرزمن سمع الخطاب الناري للرئيس السوري بشار الاسد عقب انتهاء حرب يوليو 2006، ومن تابع كيف خوّن الغالبية اللبنانية واعتبرها منتجا اسرائيليا مطالبا باسقاطها لأنها كانت تمتلك رأيا مخالفا لاطلاق حرب في هذه الظروف، ومن توقف عند هجومه حتى على زعماء عرب اعترضوا على الحرب معتبرا إياهم «انصاف رجال»، ومن شاهد مقابلة الدكتور بشار مع الاعلامي حمدي قنديل وفيها ان التحضيرات الداخلية السورية تكثفت في اطار تعميم ثقافة المقاومة... من فعل ذلك لم يكن يتوقع بالطبع ردا سوريا عسكريا سريعا على اي انتهاك اسرائيلي، لكنه لم يكن يتوقع ايضا حجم الصمت «السياسي» و«الشعبي» ازاء الانتهاكات الاسرائيلية للاجواء والارض في سورية.  لا شك في ان دمشق عندما تريد ان ترد على اسرائيل او تعلن الحرب فإن وزير دفاعها لن يعقد مؤتمرا صحافيا يشرح فيه طبيعة الرد، ولن تنفذ وزارة الاعلام السورية زيارة ميدانية الى الحدود في الجولان تشرح فيها للاعلاميين الامكنة التي ستضربها المدفعية او ستقصفها الطائرات، كذلك فإن خطة الهجوم لن تكون مدار بحث مع ضيوف لبنانيين وعرب واجانب... ولكن ان تخرج تظاهرات في دمشق ومختلف المدن السورية احتجاجا على غارات اسرائيلية على لبنان ولا تخرج تظاهرة واحدة احتجاجا على غارة اسرائيلية على سورية ولا حتى ندوة او بيان من قوى سياسية فهو امر يقتضي التأمل.منذ 1973 وسورية ترد على اي انتهاك اسرائيلي لاجوائها بالعبارة التالية: «نحن نختار مكان المعركة وزمانها». وهي عبارة تدل على جملة عوامل تتعلق بموازين القوى من جهة وبالحسابات السورية الداخلية والخارجية من جهة اخرى. مرة واحدة فقط منذ ما يزيد على 34 عاما خرقت هذه المعادلة او بالأحرى اخترقت عام 1982 حين فرضت حسابات الفلسطينيين والاسرائيليين وبعض الانظمة العربية اجندتها الحربية على لبنان وسورية فدخلت الاخيرة لا اراديا معركة جوية كبيرة في اجواء البقاع سقط على اثرها عدد كبير من مقاتلات الميغ، اضافة الى معارك ارضية لمنع تقدم الجيش الاسرائيلي كان ابرزها واحدة عند الطريق الدولي بين لبنان وسورية واخرى في منطقة المتحف في بيروت المحاصرة. يومها، كانت القيادة في دمشق في أوج الغضب من انفلات السلاح الفلسطيني واليساري اللبناني من ساعة الضبط السورية على رغم ان الاجتياح كان من انتاج واخراج وتنفيذ اسرائيل المستفيدة من جبهة شرقية ملتهبة بفعل الحرب الايرانية العراقية، ومن خليج خائف متوتر ومن مصر كامب ديفيد ومن انقسام لبناني مريع سهل وصول قواتها الى بيروت خلال ايام فقط للقضاء على منظمة التحرير... رغم ذلك كان الرئيس حافظ الاسد متضايقا جدا من اسلوب ادارة الصراع حيث تشاركه فصائل فلسطينية متحالفة مع احزاب يسارية لبنانية قرار الحرب والسلم، وحيث تفتح هذه المشاركة ثغرات كبيرة تعقد امساكه بالورقتين اللبنانية والفلسطينية وتجعل احتمال توريط الجيش السوري في معارك كبيرة ممكنا حتى لو لم تكن الجهوزية حاضرة.ويومها، والتاريخ ليس ببعيد، اكملت سورية على ما تبقى من منظمة التحرير اثر قرار مركزي اتخذ بعدم السماح بتكرار ما حصل، وبتسلم القرار اللبناني كاملا بدعم من الحلفاء المقاومين للاحتلال من دون اي مشاركة فلسطينية. دعمت دمشق انشقاقا في حركة «فتح» اسمته «فتح - الانتفاضة» (تفرع منه لاحقا تنظيم «فتح الاسلام») وتم استهداف المقار العسكرية الفلسطينية التي بقيت سالمة في البقاع، وقتل القائد الفلسطيني الكبير ابو الوليد، ثم حوصرت طرابلس عندما عاد اليها ياسر عرفات بحرا وقصفت ودمرت، لتنتهي الحرب السورية على المدينة برحيل عرفات كما اتى عن طريق البحر فيما كانت قواته سبقته الى تونس ومصر.ومن 1982 الى يومنا الراهن، عادت عبارة: «نحن نحدد مكان المعركة وزمانها» رغم كل المعارك العسكرية التي شهدتها ساحتا الجنوب اللبناني وفلسطين، وكان لسورية الدعم الكبير في امداد المقاومين بالسلاح والتدريب والتغطية السياسية، واستمرت العبارة مع تحليق الطيران الاسرائيلي فوق دمشق واخيرا مع الغارة التي شنت على موقع في شمال سورية.انسجمت سورية مع نفسها واقعيا وعمليا عندما رددت هذه العبارة، فهي دولة تحسب تماما ارقام الربح والخسارة نائية بنفسها عما يريده شارع مطوع الى حد كبير ومسير بدرجة متقدمة. فدمشق تعلم ان مصلحتها تكمن في عدم الرد على اسرائيل في الوقت الذي تريده اسرائيل وربما في اي وقت. وهو ادراك محق وأدعى إلى الهدوء، خصوصا بالنسبة الى الوجه الآخر من صورة شارع يموج او ثوريين يتحرقون شوقا الى معركة، أي معركة. بل هو أدعى إلى أن تعمم سورية هذه السياسة الواقعية بالنسبة الى الساحتين اللتين ما زالت تتحكم الى حد كبير بقرار المواجهة فيهما، اي لبنان وفلسطين، متذكرين كيف حصلت حرب يوليو 2006 وكيف انتهت وما هي تداعياتها على الداخل اللبناني بعد خطاب الرئيس الاسد.تحصل غارة في سورية ولا تخرج تظاهرة ولا تعقد ندوة ولا نسمع بأي حملات شعبية للتنديد والتعبئة بل عبارة الرد في المكان والزمان المناسبين. نتمنى ان يحصل ذلك في لبنان الذي حرر المقاومون ارضه عام 2000، وان تقتدي الحكومة المركزية او السلطة بالحكم في سورية فتقيس حسابات الربح والخسارة عند مناقشة اي رد على انتهاك اسرائيلي، وتتمكن بهدوء وسلام من مناقشة ابعاد خطف جنديين من داخل الخط الازرق. نتمنى ان يحصل ذلك بحس وطني عال تماما كالحس الوطني العالي الذي تتمتع به السلطة في سورية، مع ضمان ألا يذهب اي مسؤول لبناني الى ما ذهب اليه وزير الخارجية السوري وليد المعلم حين اعتبر الداعين الى فتح جبهة في الجولان بأنهم متآمرون على سورية.سورية على حق في طريقة مقاربتها للانتهاكات الاسرائيلية، وسورية واقعية جدا في استعدادها لمعاودة المفاوضات مع اسرائيل حول الجولان من دون اي شروط مسبقة، مسقطة اي تحفظ بما فيه «وديعة رابين»... وليكن هذا ديدن اللبنانيين في مقاربتهم لاستعادة مزارع شبعا، ولتدفعهم واقعيتهم ووطنيتهم وحرصهم على الاستقرار والسلم الى الاقتداء بالتجربة السورية، بحيث يتحدد الرد على عدو لئيم غادر في المكان والزمان اللذين يرى جميع اللبنانيين انهما يتوافقان ومصلحة البلاد العليا، بعيدا من سياسات التخوين والتخريب والتعطيل واجهزة التنصت التي تكشف للمعتصمين في وسط بيروت ما يدور في الغرف المغلقة بين بيروت وواشنطن وتل ابيب وفرنسا.علي الرزalirooz@hotmail.com

علي السند

علي السند / وجدي غنيم... ضحية التكسب السلفي
اسوأ شيء ان يلبس الانسان اهواءه النفسية وأطماعه الشخصية وصرعاته الحزبية لباس الوطنية والمصلحة الاسلامية، والاسوأ من ذلك ان يكون صاحب هذا المسلك المشين ممن يسوق نفسه أمام الناس على انه من المناصرين للاسلام والمسلمين، بينما هم في الحقيقة خصوم أي نجاح اسلامي يبرز على يد من لا ينتمي لحزبهم.برزت تلك المسالك المشينة في التحركات «السلفية» لمنع زيارة الداعية وجدي غنيم، اذ طغى الحسد على ناظرهم، وأعمتهم المصالح الحزبية، وأوهموا الناس انهم حريصون على هذا الوطن، ولكن اللعبة أصبحت مكشوفة للكل، لان الناس يعلمون ان الحرص على الوطن ومصلحته لا يمكن ان تبرز فجأة وبعد مرور سبع عشرة سنة.انهم منعوا خيرا كثيرا كان سيستفيد منه الكثيرون من الناس، وذلك بسبب تلك الالعاب السياسية والأهواء النفسية التي أتقنوها وألبسوها لباس المصلحة، وانا لا أعلم ما هي المصلحة من منع داعية من دخول الكويت؟والأعجب من ذلك انهم يستعملون في تلك المعركة الخائبة مصطلحات لا يفقهون من حقيقتها شيء، فهم يرددون عبارات مثل «تصحيح مسار الدعاة»، و«الرد على المخالف من أصول أهل السنة والجماعة»، وغيرها من عبارات أكبر من حجمهم، فهم لا يستعملونها إلا لتبرير ما في صدورهم من حسد طغى على بصائرهم.ان الشيطان إذا استحكم في الانسان فانه ربما يدخل عليه من مدخل الدفاع عن الاسلام، ويوهمه ان كل أهوائه ورعوناته النفسية هي لنصرة الاسلام، وهكذا يصبح ألعوبة بيد الشيطان، وربما يؤدي الدور نيابة عنه، ويا لفرح الشيطان حين يمتطي أصحاب اللحى والمتحدثين باسم الاسلام.اذا كان الداعية وجدي غنيم قد أخطأ في حق الكويت والكويتيين فان الكثيرين من المجرمين أخطأوا كذلك وأجرموا لكن الكويت قد سامحتهم وزاروها من دون ان نرى تلك الانتفاضة الوطنية «السلفية»، وما زيارة ابومازن عنا ببعيد، ولم يكن غريبا ما أثاروه بعد ان اعتذر الداعية وجدي غنيم، ولم يقبلوا ذلك الاعتذار فالشاعر يقول:«يرجو قبولا لديكم غب معذرةوالعذر عند كرام الناس مقبول»اما هؤلاء فإن الاعتذار سيغلق عليهم باب التكسب السياسي، وتفريغ ما في نفوسهم من غل على اخوانهم. لذلك فهم رفضوه وصاروا يحاولون ان يبحثوا عن ما فيه من ثغرات ويحمّلون الفاظه ما لا تحتمل، وليتهم يستوعبون كلام ابن القيم (رحمه الله) حين قال: «وأما قبولك من المعتذر معاذيره فمعناه: ان من أساء إليك ثم جاء يعتذر من اساءته فان التواضع يوجب عليك قبول معذرته حقا كانت أو باطلا وتكل سريرته إلى الله».وأغرب ما في الامر ان كبيرهم الذي ساءه حضور وجدي غنيم الى الكويت قد كتب قبل فترة يطبّل للتواجد الاميركي في المنطقة، ويحاول ان يبحث عن شتى المبررات لوجودهم، لكنه لم يحاول ان يبحث عن مبرر واحد لوجود داعية اسلامي يخطئ ويصيب، فأين هذا الرجل من قول الله تعالى: «أشداء على الكفار، رحماء بينهم»، وأين هو من قول عطاء (رضي الله عنه) المؤمن للمؤمنين كالوالد لولده وعلى الكافرين كالسبع على فريسته».وصدق الشاعر حين قال:«كبر علينا وجبنا عن عدوكملبئست الخلتان: الكبر والجبن».إن أسوأ ما في الأمر ان الذي يقود تلك التخبطات هم الذين يحاولون ان يقنعوا الناس انهم أصحاب المنهج الاسلامي الصحيح، وهم الفرقة الناجية وأتباع أهل العلم، وأصبحوا يمارسون أهواءهم وتخبطاتهم بأسماء تلك الأوصاف البريئة منهم، ولكن... هيهات!والله المستعانعلي السندbusanad2020@hotmail.com

علي الفضلي

خالد مشعل وشاليط جديد
بداية نشكر سمو الأمير على استضافته لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس الأخ المجاهد خالد مشعل، وبحسب المعلومة المتوافرة أن اللقاء كان إيجابيا ومثمرا، وسيصب في صالح الأخوة الفلسطينين بإذن الله.وهذا الأمر ليس بغريب على الكويت التي رعت منظمة التحرير منذ انطلاقتها، وقدمت الدعم وما تزال لأشقائنا الفلسطينين منذ الاحتلال إلى يومنا هذا، وبذلك تتمايز الكويت عن كثير من الدول العربية التي تخاذلت عن نصرة أهل غزة وفلسطين ناهيك عن تلك التي تآمرت عليها.برغم حزننا وآلامنا على سقوط الشهداء بإذن الله من النساء والأطفال على أرض فلسطين، وخاصة مع المجزرة الأخيرة التي وقعت في حي الشجاعية، والتي برّرها الصهاينة بأنها كانت من أجل التمكن من نقل فطائسهم وجرحاهم الذين سقطوا في المواجهة مع حماس،أقول برغم هذه الآلام إلا أن هناك مبشرات كثيرة تجعلنا نفرح ونتفاءل خيرا بأن النصر سيكون حليفا لإخواننا المجاهدين على أرض غزة، ومن المبشرات تمكن أبطال القسام من قتل العشرات من جنود الصهاينة خلال محاولة تقدمهم في الحرب البرية، وزادت الفرحة عندما تمكن الأبطال من أسر شاليط جديد وهو الجندي «شاؤول آرون» وقد أعلنت القسام عن اسمه ورقمه العسكري، ولعل التاريخ يعيد نفسه، فاليهود في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام تحصنوا في قلاعهم، لكنها في النهاية لم تحميهم بل وقعوا في أيدي المسلمين بين أسير وقتيل، وصدق الله «وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم ( أي قلاعهم وحصونهم ) وقذف في قلوبهم الرعب فريقا تقتلون وتأسرون فريقا» واليوم عندما حاول الصهاينة بالحرب البرية وقف صواريخ المقاومة التي عجزت القبة الحديدية في منعها، إذ بهم يقعون بين أسير وقتيل وجريح، فلله الحمد والمنّة.طبعا الحرب على غزة تكشف لنا كل يوم مواقف جديدة وتكشف لنا أقنعة مستترة، وصدق من قال بأن ميادين الجهاد تهتك أستار المنافقين، وإذا أردت معرفتهم فتأمل فقط بعض القنوات العربية، التي تدين حماس وتلتمس العذر لليهود، شاهد قبح الكلام اللاإنساني الذي ينطق به بعض المذيعين على بعض القنوات المصرية، والذين يطالبون بتشديد الحصار على غزة، وعدم فتح معبر رفح، حتى للحالات الإنسانية، وزاد قيح كلامهم عندما طالبت إحدى المذيعات بطرد كل الفلسطينيين من أرض مصر ومصادرة أملاكهم وبالقبض على كل متعاطف معهم ( صهيونية بامتياز )!!أردوغان ليس عربيا لكنه مسلم غيور، فتح أبواب تركيا للاجئين السوريين من أجل تخفيف معاناتهم، برغم المعارضة التي يجدها من بعض الأحزاب، لكن غيرته وشهامته جعلته لا يلتفت لهذه النداءات، وبالفعل بالمواقف تتضح معادن الناس.والعجب الثاني من بعض أدعياء السلفية والذين ما يزالون يشمتون بإخوانهم الذين يسقطون شهداء في غزة، وإلى الآن يضعون الذنب في رقبة حماس، بدلا من أن يطالبوا بنصرتهم ودعمهم!!أعجبتني بعض التغريدات حول أسر الجندي الإسرائيلي ومنها ما كتبها أحدهم : « انظر إلى قلبك بعد أسر الجندي الصهيوني، فإن وجدت حقدا على حماس فهذا يعني انك تصهينت، وإن وجدت فرحا فاطمئن، فقلبك ما زال حيا».والأخرى « ثلاثة ساءهم أسر اليهودي : اليهود، والطغاة، والجامية».الآلام شديدة والجرح عميق، لكنها تضحيات لا بد لها من أجل العزة والكرامة، ومن أجل فجر جديد للأمة يقول سيد قطب رحمه الله: «لا بد للأمة الإسلامية من ميلاد، ولا بد للميلاد من مخاض، ولا بد للمخاض من آلام».Twitter :@abdulaziz2002

علي حسين باكير

علي حسين باكير / الزلزال المالي العالمي يعمّق من أزمة البطالة العربية
في الوقت الذي تناشد فيه الدول الكبرى دول الخليج العربي المساهمة في حل الأزمة المالية العالمية وتوجيه استثمارات الصناديق السيادية إليها، تلوح في الأفق أزمة تكاد لا ترى حلاً ناجعاً لها في ظل السياسات المتّبعة إلى الآن، والتي أثبتت فشلها بواقع الأرقام والحقائق. إنها أزمة البطالة في العالم العربي والتي جاءت الأزمة المالية العالمية لتعمّق من حجمها وتزيد من خطورتها ما يستوجب معها تحركاً سريعاً من الدول العربية وفق خطة استراتيجية ومنهجية مع ما يتطلبه ذلك من تفعيل وتحرير التجارة البينية وتحقيق التكامل العربي الاقتصادي.وفي الوقت الذي تشير فيه جميع التقديرات إلى أن معدلات النمو العربية ستنخفض إلى أدنى حد لها في السنة المقبلة متأثرة بتداعيات الأزمة المالية العالمية، ما من شأنه أن يخفض الإنفاق في ظل انكماش العجلة الاقتصادية، يؤكد تقرير حديث لمنظمة العمل العربية على أن الوضع الحالي للبطالة في المنطقة العربية يعد الأسوأ بين جميع مناطق العالم من دون منازع، وأنه في طريقه لتجاوز الخطوط الحمراء كلها، إذ تخطت نسبة البطالة الـ 14 في المئة، وبلغ عدد العاطلين عن العمل أكثر من 17 مليون شخص، وينبه تقرير لمنظمة العمل الدولية إلى إمكانية أن يصل عدد العاطلين عن العمل في البلدان العربية عام 2010 إلى 25 مليون عاطل، 60 في المئة تقريباً منهم دون سن الخامسة والعشرين، وتتوقع مصادر أخرى أن يقفز هذا الرقم إلى 80 مليون عاطل بحلول عام 2020، علماً أن هناك بعض التقارير الاقتصادية ومنها تقرير الوحدة الاقتصادية في الجامعة العربية يقدر معدل البطالة الحالي في الوطن العربي بين 15 في المئة و20 في المئة.وتشير دراسة اقتصادية حديثة في إطار «مبادرة شباب الشرق الأوسط» إلى أن كلفة البطالة في 11 دولة عربية تصل إلى 25 بليون دولار سنوياً، أي ما نسبته 2.3 في المئة من إجمالي الناتج المحلي. واستناداً إلى تقديرات منظمة العمل العربية، فكل زيادة في معدل البطالة بنسبة 1 في المئة سنوياً تنجم عنها خسارة في الناتج الإجمالي المحلي العربي بمعدل 2.5 في المئة، أي نحو 115 مليار دولار، وهو ما يعني ارتفاع المعدل السنوي للبطالة إلى 1.5 وارتفاع فاتورة الخسائر السنوية إلى أكثر 170 مليار دولار، علماً أن هذا المبلغ يمكن أن يوفر نحو 9 ملايين فرصة عمل، وبالتالي تخفيض معدلات البطالة في الوطن العربي إلى ربع حجمها الحالي، علماً أن التقديرات تفيد إلى وجوب استثمار نحو 70 مليار دولار، إذا ما أردنا الحفاظ على المعدل الحالي للبطالة، وتوفير فرص عمل جديدة تناسب الداخلين الجدد إلى سوق العمل والذين يقدر عددهم بنحو 4 ملايين شخص سنوياً.وللمفارقة، ففي الوقت الذي يعاني فيه الوطن العربي من هذه الأرقام المخيفة في البطالة، نجد أن عدد الأجانب العاملين في الدول العربية يتزايد بشكل مستمر، ونسبة كبيرة من هؤلاء من غير المختصّين وحملة الشهادات، ما يعني أنها عمالة ذات مستوى منخفض، وقد بلغ عددها نحو نصف مليون عامل عام 1975 ووصل إلى 8.8 مليون عام 2000.المفارقة الثانية هي أن عدد العاطلين عن العمل بارتفاع مستمر رغم أن الفترة السابقة لتداعيات الأزمة المالية العالمية شهد أعلى معدلات للنمو الاقتصادي في البلدان العربية على الإطلاق، مترافقة مع تدفق عائدات مالية ضخمة لدى الدول العربية المصدّرة للنفط، واستفادت الدول الأخرى غير المصدرة من هذه العائدات على شكل تدفقات استثمارية وصلتها إثر السيولة الضخمة التي تكونت لدى الدول النفطية، إذ يذكر تقرير لصندوق النقد الدولي أن نمو اقتصادات دول المنطقة استمر في تخطي معدل النمو العالمي البالغ نحو 5 في المئة للسنة السادسة على التوالي، خصوصاً دول الخليج العربي. ورغم الأداء القوي هذا، واستمرار صعود الفائض المالي في المنطقة، فإن رقم البطالة تضاعف في معظم دول المنطقة عن تلك الفترة.ولنا أن نتصور الوضع الآن في ظل الانعكاسات السلبية الضخمة للأزمة المالية العالمية ووضع الدول العربية بالنسبة إليها. إذ تلفت اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا التابعة للأمم المتحدة «أسكوا» إلى أن نصف سكان العالم العربي يعيشون بأقل من دولارين في اليوم، إذ جاء في دراسة صادرة عنها «ان صورة العرب الأثرياء هي الصورة الطاغية، إلا أن الواقع يظهر أن بين 40 في المئة إلى 50 في المئة من السكان يعيشون بأقل من دولارين يومياً».ثمة مسببات متنوعة ومتعددة للبطالة، وهي:1 - تدني المواءمة بين مخرجات التعليم واحتياجات ومتطلبات سوق العمل من جهة، وعدم خلق وظائف جديدة من جهة أخرى، وهو الأمر الذي يؤدي إلى تراكم أعداد هائلة من خريجي الجامعات في صفوف الباحثين عن العمل، وبالتالي إلى زيادة نسبة البطالة لدى المتعلمين وحملة الشهادات أكثر من أي فئة أخرى، وهو ما تؤكده التقديرات التي تقول إن معدلات البطالة بين الأميين هي الأدنى في غالبية البلدان العربية، في حين ترتفع هذه المعدلات في صفوف ذوي التعليم الثانوي والمتوسط والجامعي، لتبلغ عشرة أضعاف في مصر، وخمسة أضعاف في المغرب، وثلاثة أضعاف في الجزائر، مما يعني أن غير المتعلمين أكثر حظاً في العمل من المتعلمين في البلدان العربية.2 - انتشار الفساد والمحسوبيات التي تحرم الشاب الكفؤ والمتعلّم من الحصول على الوظيفة التي يستحقها عبر المباراة لمصلحة من هم أقل مستوى أو تعليماً أو اختصاصاً منه.3 - ضعف الاستثمار الداخلي، وتوجيه الأموال العربية إلى الخارج بدلاً من توظيفها في سبيل خلق اقتصاد إنتاجي يقوم على العلم والمعرفة ويوظّف القدرات والطاقات البشرية في سبيل خلق قيمة مضافة تؤدي إلى ضمان هيكلية اقتصادية مستقبلية بعيداً عن الاقتصاد الريعي والاستهلاكي غير المنتج الذي يساعد على تزايد معدلات البطالة لقدرته المحدودة على استيعاب وظائف جديدة، علماً أن حجم الاستثمارات العربية الموظّفة خارجا يقدر بـ 1400 مليار للعام 2005 أي قبل الطفرة وارتفاع أسعار النفط في الفترة السابقة التي زادت بالتأكيد من حجمها.4 - استنزاف معظم الموارد العربية، خصوصاً إبان فترة الازدهار الاقتصادي إثر الفوائض المالية الناجمة عن ارتفاع أسعار النفط في الإنفاق على التسلح، وتمويل الحروب التي اندلعت في المنطقة، إذ تعد دول العالم العربي من اكبر دول العالم إنفاقاً على التسلح قياساً بالناتج المحلي الإجمالي، إلى جانب الفساد وتراكم الديون وخدمة هذه الديون.5 - العزوف عن التوجه إلى العمل الحر لغياب الدعم المالي والمبادرة والتشجيع من قبل الدولة أو القطاع الخاص إلى جانب تفضيل الشباب عدم المغامرة بسبب المسؤوليات والمهام الملقاة على عاتقهم في تحمّل عبء العائلة التي ينتمون إليها.6 - الافتقار إلى قواعد بيانات وإحصاءات عن طبيعة وعدد ونوع الوظائف المتوافرة إلى جانب عدد واختصاص وتوجه الباحثين عن عمل، وهو الأمر الذي يضفي غموضاً على حجم سوق العمالة في الوطن العربي ويجعله يسير بشكل عشوائي بعيداً عن أي آليات أو ضوابط.علي حسين باكير باحث ومحلل أردني وهذا المقال منشور بالتعاون مع مشروع «منبر الحرية» www.minbaralhurriyya.org

علي سويدان

علي سويدان / إبداع... وإبعاد!
كما انتظرنا وصول «انفلونزا الطيور» إلينا! ننتظر وبكل شجاعة وكرم الضيافة وصول «انفلونزا الخنازير» لا قدّر الله! فقد تعودنا على الانتظار وعدم المبادرة دائماً، كما ننتظر الجديد من الصناعات العالمية، ومن الملبوسات وآخر الصرخات، نحن في مجتمعاتنا لا تنشط عقولنا ولا ينتبه تفكيرنا إلا عندما تمَس مصالحنا الفردية فنعَبر عن ذلك بأنانية واضحة! أو حين نتعرض إلى مضايقاتٍ شخصية تصحو فينا دواعي التفكير السليم وتستيقظ عندنا كل قوةٍ للدفاع عن الذات، وللأسف تكون عقولنا أكثرَ نشاطاً وحيوية حين تملأُ الغيرة قلوبَنا من زميلٍ متميز بيننا في دائرةِ العمل مثلاً...يبدو أمراً مخيباً للأمل حين يرتطم الإنسان بجدار عالٍ يحول بينه وبين حريته للوصول إلى إبداعاته، بعد أن عاش فترة ليست بالقصيرة مصغياً فيها إلى دعوات إحلال الديموقراطية في الخطابات الرسمية عند العرب، وبعد أن استفاق من حلم عميق غمرته فيه أصواتنا الإعلامية في الشرق يجد نفسه في العراء فريسة أجنبي يدعي تحريره، أو تحت سطوة قريبٍ أقسى من الغريب!إن الرصيد الثقافي للإنسان وراء كل إبداع وإشراق في حياته وحياة مجتمعه؛ وأقصد بـ«الرصيد الثقافي» كل ما اكتسب الإنسان من لغة وعلم ووعي وتجربة وقدرة على التعبير، وكل ما أُعطيَ من مَلكة وموهبة. ولا أقصد بالرصيد الثقافي ما حصره الكثير في دائرة النشر والمهرجانات والأمسيات والندوات... الرصيد الحقيقي للثقافة يصل به الإنسان إلى عالم من الإبداع المطلق بعيداً عن القيود وبعيداً عن المثبِّطين ومرضى القلوب... وبه ينطلق المبدعُ من دون اعتبار لأي أمر سوى تقديم الجديد لتراثٍ عربي تركه لنا مَن سبقنا بحرية عاشوها بحق، وربما انتزعوها ممن منعها عنهم! إن هذا التصور يعني الوصول إلى حالة من الإنطلاق مع الإبداع بشجاعة وأدب من دون الشعور برهبة المتسلطين أو مزاحمة المتسلقين... هذا التصور للأسف ليس في عقليات رهبان الثقافة في الاتحادات والنقابات الخاصة بأصحاب الأقلام أو المثقفين في الشرق.إنه مزيج من التراكم الثقافي والتربوي يتجاوز التخصصاتِ ويعلن عالميته قبل عولمة اليوم، إن هذا الإنسان المبدع المثقف بحق سيتألق في تخصصه بامتداده وتميزه، أَرجع لأذكر أنني لا أقصد بالإنسان المثقف أنه ذلك الذي يقيس المسافة بين دار للأدباء ومجلس أو وزارة للثقافة! ولا هو الذي يستعرض في أمسية أدبية أو بحضور رقصةٍ شعبية! ثم يوهِمُ نفسه وبكلِّ اهتمام أنه من صناع الثقافة، وربما من قادتها!إن ثقافة الإنسان التي يكتسبها من عمق فهمه لما يقرأُ، ومن تنوع ما يقرأ، يدفعه ذلك لتجسيد الجديد في أرض الواقع لشيء مما يقرأُ، بلون هادف لائق غير مرفوضٍ في مجتمعه ذلك هو المبدع من المثقفين سواء في السياسة باتخاذ القرار المواتي، أو في الاقتصاد في التخطيط للوصول إلى الأفضل، وغير ذلك في شتى الميادين.وعلى النقيض من ذلك... فثقافة ما نقتات عليها في الصباح واستسغناها حتى صرنا نتلمسها قبل النوم! هذه الثقافة تتلخص في تضييق آفاق التفكير عندنا وننقلها دون وعي إلى أبنائنا.. حتى أصبحت ثقافة الإنسان بفهم مغلوطٍ ما هي إلا أدب وشعر وقصص وروايات نموتُ ببطء بين أوراقها.وحين يظهر بيننا لون مميز ذهلنا من صاحبه وخفنا على أنفسنا منه بغيرَتنا المقيتة ومن سوء ما نضمر! فبدلاً من تشجيعه والاقتداء به نتفق على معاداته! مع أنه ليس عدونا بل هو عدو الحسد والغيرة التي في قلوبنا! وحين يواجهنا العدو الحقيقي في ساحة المعركة يدخل كل منا رأسه في الأرض كالنعام! ونحول المعركة إلى عداء مُصطنعٍ بيننا وبين كل مبدع ومتميز من قومنا! إن كل مبدع متألق بيننا لا يكتب له الانطلاق، لأننا أسوء حدود وقفت في وجهه أو أبعدته عن الساحة! ليبقي الصراع اليومي في حياتنا بين إبداعٍ... وإبعاد!علي سويدان كاتب كويتيSwaidan8@hotmail.com

علي عبداللطيف خليفوه

علي عبداللطيف خليفوه / تأبين بحق ناصر التناك
ناصر التناك ذلك الرجل الطيب المرح في خلقه الأمين على واجبه العسكري، المحافظ على صداقته مع ضباطه وضباط صفه وجنوده، لم اسمع طوال مدة خدمتي معه في الجيش الكويتي وخاصة في القوة البرية ان احداً من الضباط او ضباط الصف او الجنود قد ذكر ناصر بسوء. بل الكل راضٍ عنه وعن اخلاقه وعن علاقته معهم، كان الاخ للضباط والاب لضباط الصف والصديق لجنوده، عاملهم برفق وادب واحترام وحنان الاب لابنائه، خدم وهو ضابط صغير في القوة البرية للجيش الكويتي متقلداً مناصب كثيرة منها: آمر فصيل مشاة، ثم آمر سرية مشاة، ثم آمر كتيبة مشاة، ثم آمر الحرس الاميري، ومرافق خاص لصاحب السمو امير البلاد الراحل الشيخ جابر الأحمد رحمه الله.لقد خدم في قيادة القوة الكويتية على جبهة قناة السويس لمرات عدة، ثم آمرا لمدرسة المشاة، وقد قدم كثيرا من المشاريع التعبوية في الوقت الذي كان من النادر تقديم مثل هذه المشاريع، وعندما رأى انه لا يستطيع تقديم المزيد قرر التقاعد تاركاً وراءه ضباطا يستطيعون ان يقدموا ما يريده لهذا الجيش، ضباط تخرجوا في مدرسة ناصر التناك التعبوية واسلوب حياته العسكرية.انتقل العميد الركن متقاعد ناصر التناك إلى رحمة الله تعالى عن عمر يناهز 77 عاماً بعد ان ترك وراءه ثروة عسكرية ستكون نبراساً لابنائه الضباط، تاركاً وراءه اصدقاء واحبابا واخوانا سيذكرونه وسيذكرون مواقفه الشجاعة المطالبة دوما برفعة شأن هذا الجيش. رحمك الله يا ناصر رحمة واسعة وأدخلك جنته إن شاء الله.علي عبداللطيف خليفوهعميد ركن متقاعد

علي غلوم محمد

علي غلوم محمد/ الحكومة فازت على النواب
علي غلوم محمد المجتمع الكويتي فضلا عن أي مجتمع يعد في طور النهوض، يفتقر إلى الكثير من المفاهيم والمفردات التي نجدها تسود المجتمعات التي سبقتها بمراحل في مجال التجربة السياسية وقضايا الحكم والادارة. وحين نقول التجربة السياسية نريد بها جميع القدرات، أيا كانت هذه القدرات وفي أي صورة تتجسد، ولكنها تخدم في النهاية قضية سياسية أو منهجا سياسيا أو رؤية سياسية. ولما كانت هذه المفاهيم والمفردات، كالديموقراطية وفكرة الأحزاب والمؤسسات والليبرالية الاقتصادية، وحقوق الانسان، وآليات اتخاذ القرار، وصناعة السياسات والبرلمان وتوزيع السلطات لم تتبلور وتترسخ في مجتمعاتنا كثمرة من ثمار التخلف والركود الحضاري والمجتمعي والمدني منذ أجيال.وإذا نظرنا إلى المجتمعات التي تعيش تحت حكم الفرد الواحد وتشيع فيها الديكتاتورية، وتنغمس النخبة الحاكمة فيها بالفساد السياسي وغيره، نراها في حالة جمود. ومع جمود المجتمع يجمد الفكر، او الذي يحرك الفكر ويحفزه على النمو والابداع في الآفاق الرحبة.ومهما يكن فان مجتمعنا لم تتفش فيه المفاهيم الآنفة الذكر وليس معنى كلامنا هو التنصل منها والتصدي لها ورفضها، فالديموقراطية هي في الأصل وليدة المجتمع الاغريقي، ولكنها في نموها وتبلورها في صيغها النهائية ليست اغريقية، وفكرة الأحزاب هي أيضا فكرة قديمة قدم الانسان وقدم تنظيماته السياسية، ولكنها تطورت واختلفت في مضامينها الفكرية والاجتماعية، وكذلك مفهوم حقوق الانسان.ورغم ذلك كله، فان المجتمع الكويتي متماسك اجتماعيا مهما اختلف الأمر واختلفت الاراء والنظريات، فكلنا شاهد المباراة التي اقيمت بين فريق الحكومة وفريق النواب، وكيف كان اثر التنافس واضحا، واستطاعت الحكومة ان تفوز على النواب، وان سبب فوز الحكومة على النواب هو عدم وجود اللاعب الكبير مسلم البراك، والمتألق عادل الصرعاوي وعدم وجود الحارس الأصلي والأمين سيد عدنان عبدالصمد، والمحترف وليد الجري، والمدافع مرزوق الحبيني ضمن الفريق وكانت غالبية اللاعبين من المتمصلحين باستثناء مرزوق الغانم.ولهذا استطاعت الحكومة ان تفوز وهي دائما فائزة ما دامت هناك مصالح مشتركة.  كاتب كويتي

علي محمد الفيروز

علي محمد الفيروز/إطلالة / سمعة «الكويتية»
علي محمد الفيروزنبارك للحكومة مشروع تخصيص مؤسسة «الخطوط الجوية الكويتية»، وأيضا موافقتها زيادة رواتب العاملين فيها، ولكن السؤال: هل مشروع تخصيص «الكويتية» يعتبر ناجحاً أم انه يراوح في مكانه بين السيئ والأسوأ؟ إن تقرير الشال الأخير يفيد عدم جدوى خصخصتها بعد ان فقدت الكثير من سمعتها، فهي كانت تعيش في العصر الذهبي وهو عصر «الانفراد»، أما في الوقت الحالي بعد ان فك رباط احتكارها للترخيص، فهي لا تستطيع منافسة كبار الشركات التي دخلت على الخط نفسه واستطاعت معظمها ان تتخطاها وتحوز على رضا المسافرين أو الركاب في زمن قياسي قصير...هل يرجع السبب إلى عجز الإدارة السابقة أم عجز الإدارة العامة للبلد أو يرجع ذلك إلى سوء تخطيط رغم تضخم أعداد العاملين فيها؟ صحيح ان مقترح خصخصة هذه المؤسسة الحيوية وضع في ادراج المجلس والحكومة معاً وأخذ وقتاً طويلاً تحت مسمى «قيد الدراسة» شأنها شأن المشاريع الاخرى! ولكن أليست دراسة هذا المقترح على مدى أربعة عشر عاماً كثيرة عليه ومبالغاً بها؟ ثم لماذا تعرقل عقد شراء ستين طائرة جديدة لتضاف إلى أساطيلها؟ ولماذا تتعلق ميزانية مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية في مجلس الأمة كل عام؟ هل بسبب سوء ادارتها أم ان هناك شبهة دائمة في العقود والمشتريات؟في الحقيقة نجد أننا لا نستطيع اتهام أحد ما في هذه المؤسسة سواء كان قيادياً أو موظفاً إلا بوجود دلائل وبراهين تثبت ذلك. وعلى ضوء هذه الشكوك استمرت لجنة التحقيق البرلمانية في تجاوزات مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية في عملها لمراقبة الاوضاع الإدارية والمالية بالتعاون مع ديوان المحاسبة لتحقيق التوازن الايجابي في هذا القطاع، والذي من شأنه ان تتم معالجة حسابات الإدارة المالية للدولة بعد أن أصبحت الايرادات غير النفطية في الدولة تتجه نحو «الضآلة»!لماذا تستمر مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية بفقدان سمعتها التجارية؟ربما يعود ذلك إلى عوامل كثيرة، منها عدم وجود الحرص الكافي على جدول ونوعية صيانة طائراتها، رغم فقدان احترام مواعيدها في العمل، ولاحظنا في الآونة الاخيرة ارتفاع نسبة الشكاوى لدى الركاب، ناهيك عن وجود سبب رئيسي وهو ارتفاع معدل استقالة الطيارين والطواقم الفنية، سواء كانوا كويتيين أو غير كويتيين في المؤسسة وتفضيلهم الانتقال إلى شركات طيران أخرى تقدرهم، نظرا إلى ما يقدمونه من ميزات وعروض مغرية للغاية، وبالتالي لا تستطيع هذه المؤسسة الحيوية ان تقف صامتة أمام شركات طيران لها ثقلها ولها أساطيل ضخمة من الطائرات الحديثة القادرة على مواكبة العصر مع وجود طيارين أكفاء.إن عملية المقايضة السياسية بين الخصخصة بين بقائها جهة حكومية أضرها وأثر سلباً على أدائها، وكانت الطعنة الكبرى لها حينما وافقت الحكومة على الغاء احتكار ترخيصها والترخيص لمنافسين محليين، وهذا ما خلق جواً من المنافسة القوية بين شركات الطيران الاخرى. لقد كانت خطوة الغاء معالي وزير المواصلات بالوكالة السيد عبدالواحد العوضي مشروع الصفقة الأخيرة بين مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية وشركة «الآفكو» لتمويل الطائرات الاثر السلبي الكبير على أداء قيادتها السابقة، ربما بسبب وجود شبهة غير واضحة بالصفقة، وبالتالي في ظل ظروف التأزيم والتأخير ليس أمام مجلس الإدارة السابق سوى تقديم الاستقالة والتي لا نعرف إلى الآن لماذا قبلت تلك الاستقالة على وجه السرعة؟ هل بسبب عدم رغبة السيد الوزير الخوض في معركة تجارية أم بسبب تردي أداء الخدمة في المؤسسة؟ في النهاية نريد القول ان ما حدث داخل أروقة هذا القطاع شيء مؤسف، ولا يدل على وجود تعاون ما بين الحكومة والمؤسسة رغم تبعيتها الكاملة من ناحية الملكية للحكومة. نتمنى لهذه المؤسسة الحيوية بمجلس ادارتها الجديد ان تنهض من جديد نحو الأحسن والأفضل، فهي في النهاية تحمل اسم وسمعة الكويت داخلياً وخارجياً... والله المستعان وعليه التكلان. كاتب كويتي