علي غلوم محمد/ الحكومة فازت على النواب
علي غلوم محمد المجتمع الكويتي فضلا عن أي مجتمع يعد في طور النهوض، يفتقر إلى الكثير من المفاهيم والمفردات التي نجدها تسود المجتمعات التي سبقتها بمراحل في مجال التجربة السياسية وقضايا الحكم والادارة. وحين نقول التجربة السياسية نريد بها جميع القدرات، أيا كانت هذه القدرات وفي أي صورة تتجسد، ولكنها تخدم في النهاية قضية سياسية أو منهجا سياسيا أو رؤية سياسية. ولما كانت هذه المفاهيم والمفردات، كالديموقراطية وفكرة الأحزاب والمؤسسات والليبرالية الاقتصادية، وحقوق الانسان، وآليات اتخاذ القرار، وصناعة السياسات والبرلمان وتوزيع السلطات لم تتبلور وتترسخ في مجتمعاتنا كثمرة من ثمار التخلف والركود الحضاري والمجتمعي والمدني منذ أجيال.وإذا نظرنا إلى المجتمعات التي تعيش تحت حكم الفرد الواحد وتشيع فيها الديكتاتورية، وتنغمس النخبة الحاكمة فيها بالفساد السياسي وغيره، نراها في حالة جمود. ومع جمود المجتمع يجمد الفكر، او الذي يحرك الفكر ويحفزه على النمو والابداع في الآفاق الرحبة.ومهما يكن فان مجتمعنا لم تتفش فيه المفاهيم الآنفة الذكر وليس معنى كلامنا هو التنصل منها والتصدي لها ورفضها، فالديموقراطية هي في الأصل وليدة المجتمع الاغريقي، ولكنها في نموها وتبلورها في صيغها النهائية ليست اغريقية، وفكرة الأحزاب هي أيضا فكرة قديمة قدم الانسان وقدم تنظيماته السياسية، ولكنها تطورت واختلفت في مضامينها الفكرية والاجتماعية، وكذلك مفهوم حقوق الانسان.ورغم ذلك كله، فان المجتمع الكويتي متماسك اجتماعيا مهما اختلف الأمر واختلفت الاراء والنظريات، فكلنا شاهد المباراة التي اقيمت بين فريق الحكومة وفريق النواب، وكيف كان اثر التنافس واضحا، واستطاعت الحكومة ان تفوز على النواب، وان سبب فوز الحكومة على النواب هو عدم وجود اللاعب الكبير مسلم البراك، والمتألق عادل الصرعاوي وعدم وجود الحارس الأصلي والأمين سيد عدنان عبدالصمد، والمحترف وليد الجري، والمدافع مرزوق الحبيني ضمن الفريق وكانت غالبية اللاعبين من المتمصلحين باستثناء مرزوق الغانم.ولهذا استطاعت الحكومة ان تفوز وهي دائما فائزة ما دامت هناك مصالح مشتركة. كاتب كويتي