محمود عبد العظيم حنفي

محمود عبد العظيم حنفي / حركات الإسلام السياسي ... شعارات حداثية وممارسات تقليدية
تمثل محاولات حركات الإسلام السياسي في العالم العربي الوصول إلي السلطة عاملاً مركزياً من عوامل تحريك عدم الاستقرار الهيكلي وآلياته، بحكم وضعه الجيوبوليتيكي، فضلاً عن وزنه الاقتصادي كمستودع للطاقة بالنسبة للعالم، فضلاً عن وزنه السياسي، علاوة على أنه يمثل تحدياً سياسياً كبيراً للنظم العربية. سواء في المشرق أو المغرب وهذه الحركات الأخيرة المغاربية تؤثر نسبياً على التفاعلات السياسية في المشرق العربي، نظراً للارتباطات الإيديولوجية والسياسية، والتنظيمية لها مع «حركة الإخوان المسلمين» في مصر، والسودان، وبعض الجماعات الأخرى، بالإضافة إلى وجود علاقات مع نظام الأصولية الشيعية الحاكمة في إيران، وتحكمها في «حزب الله» اللبناني الذي يتبع لها عقدياً وايدولوجياً وسياسياً، ويتبنى بالكامل أجندتها. فضلاً عن التغلغل الإيراني في العراق، وما الأزمة السياسية التي حدثت بين الجزائر وبين الصفوة السياسية الحاكمة في إيران بعيد منع جبهة الإنقاذ من تولي الحكم في الجزائر، وما قطع العلاقات بين المغرب وإيران أخيراً نظرا للأنشطة الشيعية الدينية في المغرب إلا دليل على ذلك. وكان نجاح «حركة حماس»، وقبلها «جبهة الإنقاذ»، وإلى حد ما «حزب الله» اللبناني، و«حركة الإخوان المسلمين» في مصر في الحصول على مقاعد نيابية عبر صناديق الاقتراح، تمثل حالات وصول الأصولية الإسلامية السنية إلى مفاصل الحكم عبر الآليات الديموقراطية، باستثناء حالة «الجبهة القومية الإسلامية» في السودان، التي تحالفت مع انقلاب عسكري، ما يعدها الأصوليون تجارب مرجعية يتم استلهامها في المنطقة كلها، سواء في إدارة العملية السياسية مع الدولة أو في آليات إدارة العمليات الانتخابية. وقد يكون لازماً عرض التباين بين نموذجين من تلك الحركات: إذا نظرنا إلى نماذج الإسلام السياسي الطرفي وهو النمط الذي برز منذ نهاية تسعينات القرن الماضي في السودان وتونس والجزائر، وهو نمط انتشر انطلاقاً من مرجعية تاريخية تتمثل في «حركة الإخوان المسلمين» في المركز (مصر)، وتميزت العلاقة بين إسلام المركز والأطراف، بالضمور الفكري وتآكلها الذاتي على مستوى بنية الأفكار السياسية، والاجتماعية في المركز، وما بدا من حيوية وتمدد في الأطراف، ففي حين أن الكوادر القيادية في المركز تتسم بالشيخوخة، العمرية والسياسية، اتسمت عناصر في القيادة في الأطراف، بالتكوين الثقافي المتميز في مستوياته العليا، وبالتفاعل الخصب بين الجماعات والقيادات السياسية في الأطراف، ونقل الخبرات التنظيمية، وصياغة الخطاب السياسي الإسلامي الجديد. مع ملاحظة طبيعة التكوين العلمي والثقافي لهذا النمط من القيادات (عباس مدني الذي كان يرأس «جبهة الإنقاذ» الجزائرية ثقافته ثلاثية المكونات انجلوفرانكوفوعربية، ودكتوراه في التربية من انجلترا). و(حسن الترابي الذي قاد انقلاب الإنقاذ في السودان، دكتوراه في القانون الدستوري حول الظروف الاستثنائية في النظامين الفرنسي والإنجليزي، ومعرفة بالشريعة الإسلامية على مستوى رفيع).وتميز الإسلام الطرفي في إنتاجه الأيديولوجي بخطاب مختلف وحديث، ونظام لغوي يختلف عن خطاب ولغة المراكز التقليدية، التي تجاوزها خطاب الإسلام السياسي الراديكالي («الجهاد» مثلاً) وكلاهما يستخدم المناورة من خلال بروز اتجاه يرى إمكانية تحقيق الدولة الإسلامية وتطبيق الشريعة الإسلامية، وفق مفاهيمهم، عبر صناديق الاقتراع، وبين اتجاهات ترفض الآلية الانتخابية لبناء الدولة الإسلامية، تحت شعار «إلى الدولة الإسلامية فوراً»، و«الدولة الإسلامية فريضة ولا تحتاج إلى صندوق اقتراع»... وانطلاقاً من الإطار الجيوبولتيكي والإيديولوجي الذي تتحرك فيه حركات الإسلام السياسي الأصولي، سواء في المركز أو الأطراف يمكن رصد حركتهم السياسية في سبيل الوصول إلي السلطة على النحو التالي:استفادة من بيئة نمو الغضب الاجتماعي والسياسي في المدن، والتي تتمثل مكوناتها في البطالة، الشباب وأزمة الإسكان.محاولة الاستفادة من فجوة المصداقية السياسية التي تكرست من خلال عجز تلك النظم وأجهزتها، ومن ثم محاولة تجنيد هؤلاء الشباب وإعدادهم ايدولوجياً وتعبئتهم سياسياً ضد نظم الحكم في الجامعات والأحياء ومحاولة الانتشار داخل النظام الإقليمي.استغلال وتوظيف الخطاب الديني الذي تسانده الدولة عبر وسائل الإعلام، والتعليم في البناء عليه، وتطويعه نحو خطاب تلك الحركات انطلاقاً من أن سيادة وشيوع البيئة والرموز والأسانيد الدينية للخطاب الحديث يؤدي إلى إضعافه وقوة الخطاب الديني.استغلال المساجد في التعبئة، والتنشئة الدينية العقدية، وتجنيد الكوادر. والاهتمام بوجود كادر قيادي وسيط قادر على ملء الفراغ القيادي في حالة اعتقال القيادات العليا. مع محاولة الاستحواذ على النقابات المهنية عبر استغلال الحشد والتنظيم مع تقاعس الآخرين أو عدم حماستهم للإدلاء بأصواتهم.محاولة إعداد قائمة الأعمال السياسية لتلك الحركات بمهارة ودقة، ومحاولة فرضها على الدولة والحكم، والقوى السياسية الأخرى، لتكون تلك الحركات هي المبادرة بالقائمة والفعل المواكب لها، وتكون القوى الأخرى، وعلى رأسها الحكم بمثابة رد فعل لمبادراتها وسلوكها السياسي، وهو الأمر الذي يؤدي إلى إرباك الخصوم السياسيين، وعدم قدرتهم على بلورة رؤية سياسية مخططة قادرة على المبادرة.وتلك الحركات تثير إشكالية، حيث أضحت المسألة الديموقراطية، وحقوق الإنسان أبرز بنود المطالبات المتعددة بالتغيير في عالمنا الذي يموج بالدعوات المختلفة للتعدديات مع ملاحظة أن الضغوط المقبلة من النظام الدولي، وما دونه إلى قاعدته، تخفي وراءها مصالح متعارضة، ومتشابكة، وتجد دعاوى التعددية أياً كانت مصادرها مقاومات في البنيات الداخلية، هنا التناقض الإشكالي بين التوق العارم في الحركة الاجتماعية، والسياسية للديموقراطية والتعددية كأسلوب حياة، وآليات العمل المؤسسي واليومي، وبين طبيعة التكوين الفكري والخبراتي للفاعلين سياسياً، إذ ان هؤلاء يرفعون شعارات، وخطابات التعددية، والليبرالية، والاحتكام إلى صناديق الاقتراع، وفي ذات الوقت يقفون ضد هذه القيمة الأساسية إذا ما أدت نتائج الاقتراع إلى ظهور الخصم السياسي، الثقافي ظافراً. وفي المستوى ذاته فإن بعض القوى اختارت الوصول إلى السلطة السياسية عبر آليات التعددية والاقتراع، وذلك لتنفيذ مشروع سياسي يناهض جذرياً المشروع الليبرالي التعددي في قيمه، وآلياته.محمود عبد العظيم حنفيكاتب مصري. والمقال بالتعاون مع مشروع «منبر الحرية» www.minbaralhurriyya.org

مرزوق علي الغانم

مرزوق علي الغانم / العم محمد الرشيد الرموز ترحل ولا تموت
بقلم: مرزوق علي الغانمغاب عن أنظارنا... ارتحل عن مرمى البصر... لكنه بقي في النفوس وبقيت مآثره في مجال العمل الوطني نموذجا يُقتدى به الكثيرون خصوصا من عرفه عن قُرب.العم محمد الرشيد، رحمه الله وطيب ثراه، كان مدرسة في الزهد والالتزام الديني والمحافظة على الثوابت، ونبراساً يحتذى به في أدب الحوار والاختلاف، ومنهجاً في المبادرات الايجابية الهادفة على مختلف المستويات.في عمله البرلماني توافق المختلفون على نزاهة أدائه وحرصه على الثوابت والدفاع عن الدستور. عايش النشأة والممارسة لبناء ديموقراطية وليدة متميزة بين جاراتها وفي محيطها، وكان انعكاسا حقيقيا لحلم التغيير الديموقراطي من خلال أداء برلماني راق معياره المصلحة العامة، وغايته واضحة لا لبس فيها.كان الفقيد أول من فعّل أداة المساءلة الدستورية بتقديمه أول استجواب في تاريخ الحياة البرلمانية إلى وزير الشؤون آنذاك العم المرحوم عبدالله مشاري الروضان، وما أن عقد اجتماع بينهما قبل مناقشة الاستجواب بحضور الفلكي العم صالح العجيري ووعد الوزير حينها بإزالة المخالفات محل الاستجواب... حتى أقدم على سحب طلب الاستجواب، في خطوة تمثل الهدف المأمول من النائب الوطني دون مزايدة أو تأويل أو مطالبات.ومثلما كان شرساً في الدفاع عن الدستور عندما تم تعليق الحياة البرلمانية في ثمانينات القرن الماضي كانت شراسته أكبر في الدفاع عن الشرعية إبان فترة الاحتلال الغاشم عام 1990. ومازلنا نذكر كيف كنا نتحلق حوله خلال تلك الفترة ونتلقى منه التوجيه والدعم وبث روح الحماسة ومعنويات الانتصار بتأكيده أن الحق سينتصر للشرعية عاجلاً أم آجلاً... كان مقاوما حقيقيا بالكلمة الصادقة. بالتعبئة. بشحن النفوس ضد اليأس. بالأمل في رؤية الضوء في نهاية النفق. بالايمان بأن للحق ألف صولة وجولة في مواجهة الباطل.العم محمد الرشيد، الوالد والقدوة والمعلم النزيه. تتلمذنا على يديه ونهلنا من فكره واكتسبنا منه مبادئ السياسة والعمل البرلماني. أتذكر عندما كنا نذهب معه أنا وأبناؤه ومنهم الأخ معن والدكتور أنس الرشيد من ندوة إلى أخرى ومن منتدى إلى آخر لنتعلم كيف يكون الحوار أساساً للعمل الجماعي. كان الحوار مذهبه، والحلم والهدوء والروية والكلمة الحسنة خريطة طريق لايصال أفكاره إلى الجميع بمن فيهم أهل بيته وأصدقاؤه. كان مدرسة حقيقية لم تبخل على زائريها بالمعرفة والنقاش واكتساب المهارات... وفوق ذلك كله كان نموذجا نادرا من الذين يفتحون عقولهم وقلوبهم للرأي الآخر وتقبل النقد والاختلاف خصوصا من أقرب المقربين إليه.نستذكرك أيها الكبير ونحتاجك في الوقت نفسه، إذ ما أحوجنا دائماً في العمل البرلماني إلى حُسن الظن بالآخر وقبول الآراء رغم اختلافها والابتعاد عن التأويل والمواقف المسبقة... من أجل تحقيق الفائدة من الديموقراطية كخيار دائم، استنادا إلى أن المعيار في الحكم دائماً هو المصلحة العامة.نستذكرك وأنت الزاهد الكبير بالمصالح الآنية والمكاسب الشخصية. أنت الحالم بأن تتبوأ الكويت منصبا مرموقا يعيدها إلى التألق الاقليمي والدولي. انت المقاتل من أجل أن تربح الكويت ويربح شعبها لا أن يربح بعض من في الكويت ويخسر الوطن. انت الذي أتعبت تلاميذك وجعلت الاقتداء بك مسألة يصعب حلها لأن الرقي والرؤية والحكمة وبُعد النظر ليست أرقاما حسابية بل كيمياء خاصة يهبها الله فتتولد موهبة وقيادة وحضوراً.غيّب الموت العم ابوأحمد... خطف الرحيل قامة من قامات الكويت لم تحنِها التجارب بل زادتها استقامة ولم تكسرها العواصف بل زادتها صلابة. غربت شمسه لكن تاريخه سيظل مشرقاً وخالداً لمن يريد الاستزادة من النهج الوطني الأصيل... هكذا كانت الكويت وستظل، وفية لنماذجها الوطنية التي تحولت رموزاً وحصدت اجماع المحبة من جموع تشاركت في الألم والأمل.رحم الله العم محمد الرشيد وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله ومحبيه وأبناء الشعب الكويتي الصبر والسلوان.وحتى نقابل هذه القامة الكويتية التاريخية بجزء يسير من عطاءاتها، وحتى نعمم القيم التي مثلها الفقيد الغالي في نفوس الجيل الجديد والأجيال القادمة، فإني أناشد جامعة الكويت أن تطلق اسم الراحل محمد الرشيد على أحد مرافقها. فهذا هو المكان الذي اعتبره ابوأحمد مصنعا للرجال، وما أحوج شباب الكويت اليوم إلى استلهام سيرته... من أجل أن تستعيد الكويت شبابها.

مساعد ثامر الشمري

مساعد ثامر الشمري / التفكير الرغبي
أتحفنا البعض بقوله في احدى صحفنا المحلية العزيزة على قلوبنا بأن موظفي الكويتية شعروا بارتياح حيال قرار وزير الاوقاف والشؤون الاسلامية ووزير المواصلات عبدالله المحيلبي احالة رئيس مجلس ادارة مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية حمد عبداللطيف الفلاح إلى التقاعد، ولعل هذه المزاعم تندرج في اطار «التكفير الرغبي» ولغايات في نفوس مطلقيها.ان مثل هذا التفكير ينطلق عادة من رغبات دفينة توحي بها النفس، الامارة بالسوء، إلى العقل الذي يتبناها على غير هدى ومن دون عناء البحث عن دليل مادي او منطقي او حتى عن ذريعة يتذرع بها ليبرر هذا التفكير، ولا اود ان اعمم، ذلك ان بعض اصحاب «التفكير الرغبي» ينطلقون من نيات طيبة ومن اريحية جبلوا عليها وهم غالبا ما يكونون من محبي الخير لغيرهم ولانفسهم ولاوطانهم، بيد ان البعض الاخر ينصح تفكيره، وللاسف، من نفس خبيثة ماكرة ينطبق عليها قوله جل وعلا: «وقد خاب من دسّاها».لعمري ما اسرع ما خيب الله نفوسهم ومحق سعيهم فكانت اللطمة بان تراجع الوزير المحيلبي عن قراره ليس من جراء ضغوط، وانما لهدف سام هو اعلم به، ألا وهو تغليب الصالح العام وتثبيت الرجل المناسب في المكان المناسب، ذلك الرجل الذي سرعان ما بدت للعيان، ولمس الجميع جهوده ومساعيه واجراءاته الاصلاحية.اعود لاصحاب «التفكير الرغبي» لأسألهم ان كانوا لا يعرفون ان حمد الفلاح لم يأت من خارج الكويتية، وانه تدرج فنيا واداريا من مهندس طيران إلى ان وصل إلى منصب رئيس مجلس الادارة في المؤسسة، انهم يدركون ان قرار الاحالة الموقت إلى التقاعد اصاب الخيرين في المؤسسة، وما اكثرهم، بنوبة من الاسى لم يمحها سوى قرار العودة عنها، لاسيما وان الرجل، ومن واقع التجربة، لم يفسده منصب او كرسي بل زاده ذلك حبا للآخرين وحرصا على مصالحهم واضطلاعا في شؤونهم.انهم يدركون ان قرار تعيين الفلاح في منصب رئيس مجلس الادارة جاء عن جدارة وليس من خلال «حب الخشوم» وبعيدا كل البعد عن استغلال موقع عائلته في النسيج الاجتماعي الكويتي العريق.وهم يدركون ان الفلاح وفي كل موقع حط به في المؤسسة احيط بزملائه واخوانه الذين لم يجدوا منه إلا التواضع والتعاون لما فيه خدمة الكويت ومن خلال سياسة الباب المفتوح بعيدا عن البيروقراطية.وهم يدركون ان الفلاح عمل حثيثا من خلال «قانوني الخصخصة» و«التقاعد» من اجل ضمان حقوق موظفي الكويتية جميعا وبكل كوادرها وفنييها. وهم يدركون ان مرحلة الخصخصة في عهده أتت من الثمار اكثر مماكان متوقعا لها وذلك لسبب جوهري جلي ألا وهو صدق النية وسلامة الطوية وسمو الروح فوق الشبهات والمصالح الشخصية.هذا هو حمد الفلاح، وهذه هي نظرة اخوانه الذين يضعون الصالح العام فوق الزمالة والصداقات، وحب الكويت فوق المنفعة الشخصية وخارج نطاق تثبيط الهمم الذي ارتضاه البعض نهجا لهم لتهدئة نفوسهم الآثمة.مساعد ثامر الشمريأمين سر نقابة الصحافيين الكويتية

مسافات حلم

مسافات حلم / رمضانيات 2 سياحة رمضانية
حمد الحمد حمد الحمد: كل عام ما أن يأتي شهر رمضان الكريم إلا ويهب البعض ومنهم أعضاء مجلس الأمة بالمطالبة بأن تكون العشر الأواخر من رمضان اجازة رسمية لتتيح للمواطنين التعبد وأداء صلاة القيام. أنا شخصياً اتحفظ على هذا المقترح لأنه إذا تمت الموافقة على العشر الأواخر من رمضان سيأتي آخرون ويطالبون بأن يكون شهر رمضان بأكمله اجازة رسمية وبذلك نحل الكثير من المشاكل ومنها ازدحام الشوارع أيضاً لنفترض تمت الموافقة على العشر الأواخر من رمضان وان يكون الهدف هو التعبد فهل سيذهب جميع الكويتيين إلى العمرة أو سيقضون فترة الاجازة في المساجد... أعتقد ان هذا لن يحدث، وإنما سيلجأ لاضافة ايام العيد إلى الاجازة واعداد حقائبهم للسفر إلى ديار الله الواسعة، حتما ستراهم في لبنان، وفي سورية وفي الإمارات، وفي كل بقاع العالم، إذاً سيتم استغلال هذه الاجازة استغلالا سيئاً، وسيتم تعطيل البلد وتجميد مصالح الناس. ما نود قوله في هذه العجالة... ان شهر رمضان هو شهر كريم ومختلف عن باقي الاشهر إلا أنه في قاموسنا شهر غير مستغل بمعنى ان كل مشاريعنا فيه تتوقف، فالشركات والبنوك توقف كل برامجها الداخلية والتدريبية والمصالح المهمة تؤجل إلى شهر آخر. فلماذا لا نحول شهر رمضان إلى عبادة وعمل بدلا من ان يكون فقط شهراً مخصصاً لمتابعة المسلسلات الرمضانية والبرامج الهزلية التي تؤذي مشاعر الناس. هذه وقفة قصيرة، مع طلبي من اعضاء مجلس الأمة بعدم اثارة قضية العشر الاواخر من رمضان خشية ان تستغل استغلالاً سيئاً، وتجعل مطار الكويت في أوج ازدهاره فأكثر من 15 يوما اجازة بإمكانك ان تلف فيها العالم من أوله إلى آخره اذا كنت غير مهتم بهذا الشهر الفضيل، اضافة إلى ان جموع المقيمين سيهاجرون إلى ديارهم، لأن تجربة الصيام في بلاد اخرى ايضا سياحة رمضانية، وهنا نتعرف على مصطلح جديد هو مصطلح السياحة الرمضانية، وسنرى جداول الرحلات التي تقدمها شركات السياحة والسفر وتتضمن برنامج السياحة الرمضانية بأسعار معقولة والدفع بالأجل بإذن الله، ومع ان العذر جاهز!

مسفر النعيس

مسفر النعيس / بلد لا يعتمد على شبابه
مسفر النعيس كلمات يرددها بعض المسؤولين أن الاعتماد الحقيقي على الشباب وأنهم عماد الوطن، وأنهم الجيل الجديد الذي يعتمد عليه، وأنهم كنز حقيقي، وبعض الكلمات والشعارات التي لا تسمن ولا تغني من جوع، فكل هذه الشعارات لم تطبقها حكومتنا الرشيدة، ولم تعط الكثير من الشباب الفرصة الحقيقية لإثبات الذات ورد بعض الجميل لهذا البلد المعطاء، فالشباب محاربون من قبل الكثيرين من المسؤولين في البلد.لعل التأكيد على ما ذكرناه يبرهنه بشكل قاطع بقاء الكثيرين من المسؤولين في مناصبهم لفترات طوال، وغالباً ما تكون الإدارة بسبب ذلك جامدة وغير منتجة ولا تواكب التطورات التكنولوجية المتسارعة. وما يجرى من قبل بعض المسؤولين ما هو إلا محاولات لإبقاء الوضع كما هو، فالجمود الوظيفي يسيطر بشكل طاغ على غالبية إدارات ووزارات الدولة، ولعل التغيير دائماً يكون بالمناصب مع الإبقاء على الأشخاص، وكأن البلد يخلو من الكفاءات والأشخاص القياديين.الشباب دخلوا في حرب ولعبة خفية مع بعض المسؤولين ممن تجاوزوا السن القانونية، حسب قرارات ديوان الخدمة المدنية، فالكثيرون من المسؤولين المعمرين في إداراتهم لا يريدون إعطاء أي فرصة للشباب لإثبات جدارتهم وتطبيق بعض دراستهم العلمية في العمل الحكومي، فصراع الأجيال أصبح واقعاً ملموساً لا يمكن أن ننكره، فهناك من تجاوزت مدة عمله في القطاع الحكومي أكثر من خمسة وثلاثين عاماً، فهل سيعطي أكثر من ذلك؟ وهل الإدارة لا يمكنها أن تستغني عن خدماته ومتمسكة به لهذه الدرجة، أم أن ديوان الخدمة المدنية لم يجد من يشغل وظيفته بسبب عبقريته غير المتوافرة في الوقت الحالي. نحن لا نتجنى على القيادات والخبرات، والتي كانت لها أدوار كبيرة في العمل بالقطاع الحكومي، ولكن نتمنى أن يتم التغيير وضخ دماء شابة في المناصب القيادية. هذه سنة الحياة ولا أحد باق في منصبه على الدوام، فلو دامت لغيرك ما اتصلت إليك، تلك العبارة الجميلة والتي تعلو قصر السيف العامر، ما هي إلا تأكيد على أن التغيير سنة الحياة ولا دائم إلا وجه الله تعالى.الوضع الحالي لا يبشر بالخير فالمسؤولون ووكلاء الوزارات والوكلاء المساعدون كثيرون منهم خدم أعواماً طوالاً، وقدم جهوداً مشكورة، ويجب عليه أن يرتاح لكي يأخذ الراية من بعده الشباب الذي قاربوا على الأربعين عاماً، ولم يُعطوا الفرصة الحقيقية، فالتغيير من شأنه أن ينتشل القطاع الحكومي من الفساد ويطوره ويدخل عليه بعض التعديلات اللازمة ويجعله قادراً على التماشي مع التطورات التكنولوجية، بعيداً عن الجمود الذي يجثم عليه أعواماً طوالاً، ولو تم التغيير بجميع الإدارات والقطاعات والتخصصات لأصبح الوضع أفضل، فبعض المسؤولين مازالوا لا يعتمدون على الشباب ويرددون اسطوانه مشروخة بأن شباب البلد لا يعملون وغير منتجين، ويسطرون في مكتبهم الكثيرين من المستشارين العرب الذين زادوا من الفساد وطبقوه على أصوله. ونحن لا نقصدهم جميعاً بل الغالبية، إذ يبدو بأن الكثيرين لا يريدون التغيير، ويعتبرون الإبداع والعمل مركزاً في من يمتلك الخبرات الطويلة.على سبيل المثال، نحن نمنح جائزة الدولة التقديرية لكبار السن لكي نشجعهم على المضي قدماً، فالمستقبل زاهر أمامهم، وتلفزيوننا يعتمد بشكل أسبوعي على مقدمي برامج حوارية ورياضية بلغوا من العمر ما بلغوا، وصحافتنا تعتمد على أقلام بعض كبار السن رغم أن صحفنا جديدة إلا أنها، بغالبيتها، تشجع الأقلام الناشفة وتبرم العقود مع بعض الكتاب العرب الذين يضمرون لنا ولديرتنا الشر، ووزارة الكهرباء تعتمد على مهندسين وفنيين منذ أيام العدوان الثلاثي، ويبدو أنهم لا يعرفون ما هي إجراءات التقاعد، ووزارة التربية لم تملك سوى الاستعانة بجهود أحدهم لوضعه مديراً لمنطقة تعليمية رغم أن هناك من هم أكفاء أكثر منه. ولكن لعن الله الخبرة إذا اجتمعت مع الواسطة، فيبدو والله أعلم أن الشباب يتوجب عليهم أن ينتظروا أعواماً عدة ليحققوا ما يصبون إليه، عندها ستحاول الأجيال القادمة إزاحتهم، وربما تضطر لتقديم مذكرة احتجاج لكي تأخذ فرصتها الحقيقة، وما أخشاه أن تقدم المذكرة إلى أحد المسؤولين الحاليين، والذي سيكون على كرسيه محنطاً.  كاتب كويتيmesfir@gmail.com

مشعل الظفيري

مشعل الفراج الظفيري / إضاءة للمستقبل / بلد المليون عبقري!
في السابق كنا نلوم على الحكومة أنها لا تتعامل مع الأمور إلا عندما تحدث أزمة، فلا تلتفت للخدمات الصحية إلا إذا احترق أحد المستشفيات وراح ضحيته عشرات الأبرياء، ولا تلتفت للتعليم إلا عندما يغتصب أحد تلاميذ المرحلة الابتدائية، ولا تلتفت لوزارة الشؤون إلا عندما تُسرق الملايين من الجمعيات التعاونية أو تحترق مجموعة من الناس في صالة نشاطها للأفراح، ولا تلتفت للبورصة إلا عندما يكسر عظم الفقير وتفلس صناديقها الاستثمارية، وغير ذلك من مجالات.أسألكم بالله هل نحن في بلد لديه حكومة ومؤسسات مدنية أم نحن في غابة؟ والطامة الكبرى أن أعضاءنا الكرام في مجلس الأمة يريدون أن يحرقوا البلد بمن فيه بسبب «الفهامية» الزائدة فكل أمر يحدث لديهم عنه ثقافة واسعة، والكل يريد أن يضع الحل حسب استراتيجيته، والحكومة مع الأسف تعطل عقلها أحياناً ليقوم السادة العباقرة بالتفكير عنها، وعلى سبيل المثال لا الحصر موضوع تعديل المناهج كان الأجدر بالوزيرة أن تعمل على دراسة المناهج وبشكل عملي وفي مطابخها الخاصة الموجودة في الوزارة، فإن كان هناك ما يلزم لتعديها فعليها رفع تقرير مفصل إلى مجلس الوزراء الذي بدوره يحوله إلى اللجنة التعليمية في مجلس الأمة وتتم مناقشته، ومن ثم يتم رفعه إلى مجلس الأمة للتصويت فإن حاز الأغلبية فلا بأس وهذه هي السياسة، أما إذا كنا نريد أن نلعب سياسة تارة وتارة أخرى نمارس الشيوعية فهذا لا يتوافق، فنحن لا نستحق حتى العيش في هذا الوطن الذي لا تأخذنا فيه رحمة أو مخافة من الله.أصبحنا محترفين في التنظير، ومستشارين في جلد الذات فأي مشكلة أو قضية سرعان ما تطفو على السطح نشبعها مناقشة ومن ثم ننتقل إلى مشكلة أخرى دون حل، فالناظر إلى مشاكلنا وعلى مدى أكثر من عشرة أعوام يرى أمامه الشريط يتكرر وبالسيناريو نفسه ولكن مع اختلاف بسيط في الأبطال والكومبارس، إنني لا أتهم أحداً وفي الوقت ذاته لا أبرئ أحداً فجميعنا مشاركون في هذه الجريمة المنظمة سواء بقصد أو من دون قصد فالأمم هي من تبني الأوطان وليست الأوطان هي من تبني الأمم، ونحن في الكويت لا نتمتع بالحرية المسؤولة، وليس لدينا احترام كامل للقانون، ووصل الحد بالأغلبية أن لديها القدرة في أحيان كثيرة على تطويع القانون، وفي المقابل وصل البعض إلى مرحلة اليأس فعندما ينكرون منكراً يقال لهم كن متفائل وهو يرى بأم عينيه كيف يستباح المال العام، وكيف تتدهور مؤسسات البلد، فالحرامي والمتجاوز على القانون هو من يجلس في الصفوف الأمامية، وأما العفيف والغيور على وطنه فهو غير مرغوب فيه حتى من بعض أصحاب القرار، ولهذا فلا غرابة أن نصل إلى هذا المستوى من الانحطاط في المناقشة والاختلاف في الرأي، فلم تعد لدينا شجاعة الكلمة، وأصبحنا موهوبين في التطبيل والتزمير أيضاً وجميع مشاكلنا مع الأسف هي خصومة بين فريقين ولكل فريق مشجعوه الذين ينتظرون المكافأة والمصالح الدنيوية الضيقة ولا عزاء للوطن... فلا نامت أعين الجبناء و«مسيلمة كذاب ومحمد نبي».إضاءةإذا وصلت الموؤدة والمختنقة إلى المنصب الوزاري فلا غرابة أن نرى سطوة المتردية والنطيحة على مؤسسات البلد وهذا أعتقد هو زمان الرويبضة الذي أخبرنا عنه رسولنا الكريم.مشعل الفراج الظفيري كاتب كويتيm-alfraaj19@hotmail.com

ملاك الدريب

ملاك الدريب / إنهم يغرّدون خارج السرب
لم تكن المرأة كائنا هامشيا في المجتمع مثلما يصوره البعض لاسيما وأن الإسلام كرمها من خلال النصوص الشرعية والتوجيهات النبوية، ومنحها حقوقها كاملة من دون نقصان. لكن حينما بدأت العادات والتقاليد المجتمعية الخاطئة تحيد المرأة، وتعزلها عن دورها المهم في المجتمع، أصبح الناس لا يرون في المرأة إلا ما تراه تلك التقاليد التي تحولت إلى قيد يكبل طاقاتها وقدراتها، ويقصي ويلغي آراءها وتطلعاتها، ويحصرها في زاوية مظلمة بعيداً عن الأدوار التي كانت من المفترض أن توكل إليها باعتبارها شريكا للرجل في كل أوجه الحياة وفق ما نصت عليه الشريعة الإسلامية. ولعل قرار خادم الحرمين الشريفين حفظه الله الذي ينص على منح المرأة حق العضوية في مجلس الشورى، وحق الانتخابات للمجالس البلدية، وضع الأمور في نصابها، وانتصر لها وعزز مكانتها، وهي التي ظلت بعيدة عن المشاركة الحقيقية الفاعلة في تأسيس مستقبل تظل هي فيه عنصرا مهما وأهم ركائزه. إلا أنه من المؤسف أنه مازال هناك من يغرد خارج السرب، ويتكئ على موروث اجتماعي تجاوزه الزمن، بل و ما أنزل الله به من سلطان، يقلل من دور المرأة شريكة للرجل في صنع القرار، ولا ادل على ذلك من نكات السخرية والتهكم التي ظل البعض يتداولها عبر وسائل الاتصال (منهم من يسأل هل سيصبح مجلس الشورى مجلسا واحدا أو مجلس حريم ومجلس رجال وبينهم مقلط)! ومنهم من يقترح إيجاد بدائل لكلمتي «الدورة والعضو» وبرغم أن هذه النكات تدل على خفة دم أصحابها إلا انها تنبئ عن ضيق أفق وسذاجة تفكير ونية مبيتة لإعاقة مسيرتها. نسي هؤلاء أو تناسوا أن بذرة المجتمع رجل وامرأة، وأنهما معا يمثلان جناحي المجتمع الذي لا يمكن أن يحلق في الفضاء إلا بهما. وهل يعي هؤلاء المثبطون أنه آن الأوان ليعيدوا حساباتهم، وليكونوا عونا لها، ويمنحوها الثقة التي طالما سلبت منها لتحل على الأقل قضاياها المتعثرة والتي تضر المجتمع كثيرا بتراكمها وبقائها معلقة بلا حلول. هل سيدرك المجتمع كم كان مخطئا عندما عزلها وهمش دورها؟ القرار فرصة تاريخية وذهبية، وتجربة لو نجحت سيكون من شأنها تغير النظرة تماما. وهو حلم وتحقق، ونسأل الله ألا تتدخل المحسوبيات والمجاملات، وألا يكثف التصويت لمرشحة لا تستحق الترشيح، ويترشح الحلم بأكمله... ملاك الدريب كاتبة سعوديةmalak_aldreeb@hotmail.com

ممدوح إسماعيل

ممدوح اسماعيل / «بلاك ووتر»... جيش مستتر خارج القانون
ممدوح اسماعيلشركات الأمن الاميركية تعتبر جيش قطاع خاص، أبرزها الآن «شركة بلاك ووتر للخدمات الأمنية» التي تصاعد في الفترة الاخيرة الحديث عنها عبر وسائل الاعلام وذلك بعد قتلهم نحو عشرة من المدنيين العراقيين في سبتمبر 2007 من دون مبرر وهو ما استدعى التنديد من رئيس الوزراء العراقي.وكان من اللافت انه تراجع عن التنديد بعد يومين ثم تناقلت وسائل الاعلام خبر ادخال الشركة اسلحة من دون ترخيص إلى داخل العراق، وهو ما اثار لغطا شديدا حولها، وحتى نقف على حقيقة تلك الشركة وهل هم جيش قطاع خاص يعمل خارج القانون. والشركة، كما جاء في ما كتبه مارك همنغواي في ديسمبر 2006، إذ كتب الآتي في مجلة «ويكلي ستاندرد» - «محاربون بالأجرة».المعلومات الكثير منها غير معلوم عن هذه الشركة ولكن المتاح يقول: «إن شركة «بلاك ووتر» أنشئت العام 1996 ومالك الشركة مليونير مسيحي متعصب من كتلة المحافظين الجدد اسمه إيريك برينس... أما رئيس الشركة غاري جاكسون فقد كان ضابطا سابقاً في البحرية الاميركية... مالك الشركة - يميني - مسيحي من عائلة جمهورية تعتبر من كبار الداعمين لحملات الجمهوريين الانتخابية».وقدساهم ايريك بتمويله المالي في صعود اليمين الديني وظهور تفوق الجمهوريين العام 1994، ولقد اهتم ايريك منذ تأسيسه لشركته بالالتزام بتوفير طلبات الحكومة المطلوبة من ناحية الأسلحة والتدريب على النواحي الأمنية.وخلال الأعوام التالية قام إيريك ومن معه بدعم الحملة الانتخابية للحزب الجمهوري ودعم سيطرة الحزب الجمهوري على الكونغرس وصعود جورج بوش للرئاسة.ومن اللافت ان الكاتب الأميركي جيرمي سيكل ينقل في كتابه عن شركة «بلاك ووتر» كلاما خطيرا عن بداية فكرة الاستعانة بجيش الظل للحكومة الأميركية وذلك من خطاب لرامسفيلد قبل 11 سبتمبر جاء فيه على لسان رامسفيلد قوله بأن «العدو أصبح قريباً من الوطن، وهو ما يتطلب إحداث نقلة شاملة في أسلوب إدارة «البنتاغون» واستحداث نموذج جديد يقوم على القطاع الخاص... ليست لديّ أي رغبة في مهاجمة البنتاغون، ولكنني أريد أن أحرره، إننا في حاجة إلى إنقاذ البنتاغون من نفسه».وقد أصبحت الشركة اللاعب الرئيسي بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر فيما يسمى الحرب على الإرهاب في افغانستان، ثم العراق. ويشير الكاتب الأميركي جيرمي سيكل في كتابه عن «بلاك ووتر» «جيش الظل» إلى أنه منذ العام 2001 ازدادت مكاسب شركة بلاك ووتر بنسبة 300 في المئة إذ حصلت هذه الشركة في أكتوبر 2003 على عقد قيمته 35.7 مليار دولار للقيام بتدريب ما لا يقل عن عشرة آلاف بحار من ولايات فرجينيا، وتكساس، وكاليفورنيا كل عام على فنون حماية القوات. وهو المصطلح الذي يقترب كثيراً من حرب العصابات. وقد أبرمت الشركة أول عقودها في العراق تحت مظلة «توفير الحماية للديبلوماسيين الأميركيين والمرافق التابعة لهم في العراق».وقد بدأ ذلك العقد في العام 2003 بقيمة 21 مليون دولار أميركي بالتكليف المباشر لتوفير الحماية للحاكم الأميركي بول بريمر. وقامت الشركة فيما بعد بحماية السفراء الأميركيين التالين وهم: جون نيغروبونتي «وزلماي خليل زاد وكروكر وغيرهم من الديبلوماسيين وتبع هذا العقد توقيع عدد لا حصر له من التعاقدات بين الشركة والإدارة الأميركية حتى إن التعاقدات التي وقعتها الشركة مع الخارجية الأميركية فقط بلغت قيمتها 750 مليون دولار منذ شهر يونيو 2004. وحسبما يذهب إليه سيكل فقد جاءت عمليات الشركة في العراق بناء على “قرار أصدره الحاكم المدني السابق للعراق بول بريمر في السابع والعشرين من يونيو 2004 بمنح الشركات الأمنية حرية العمل في العراق، كما منحها حصانة قضائية ضد ملاحقة القانون العراقي لها. كما يبيح لهذه الشركات استخدام معدات تقترب من الجيش النظامي؛ إذ إنها تستخدم أدوات قتالية متوسطة، وفي بعض الأحيان ثقيلة، بل إن جزءاً منها يستخدم الهليوكوبتر والمدرعات لتنفيذ أعمال قتالية.وقد ربحت الشركة في تلك الحرب بليون دولار من عقودها السرية مع الحكومة الأميركية من خلال الاسناد بالأمر المباشر.ويعمل لدى شركة «بلاك ووتر» حاليا مليونان وثلاثمئة ألف فرد يعملون في جميع أنحاء العالم ولديها أسطول جوي يقدر بـ 20 طائرة بما فيها طائرات الهليوكوبتر المقاتلة وجهاز خاص للاستخبارات.ويتمثل أكبر عقد حصلت عليه وتم إبرامه مع الحكومة في توفير الحماية للديبلوماسيين الأميركيين والمرافق التابعة لهم في العراق.أما في العراق فقد ظلت شركة “بلاك ووتر” تعمل في الظل حتى 31 مارس 2004 فخرجت الشركة إلى الاعلام وتدوال اسمها بوضوح عندما تعرض أربعة من جنودها في الفلوجة للهجوم وقتلوا، إذ قام الاهالي في الفلوجة بجر جثثهم في الشوارع وحرقها، ومن هنا بدأ يحدث تحول في الحرب على العراق حيث قامت القوات الأميركية بعد أيام عدة بمحاصرة الفلوجة وقتل آلاف من العراقيين وتهجير الالاف من ابناء الفلوجة وقد شاركت شركة «بلاك ووتر» في المذابح التي وقعت في الفلوجة بشكل ظاهر وهي تشارك في كل العمليات الامنية الاميركية والعراقية لمطاردة المقاومة وآخرها خطة أمن بغداد وهو ما استدعى انتباه المقاومة العراقية لها فوجهت لها ضربات كان منها ما حدث في أبريل2005 حيث قتل ستة من موظفيها الأميركيين عندما أسقطت مروحيتهم برصاص مسلحين من السنة. وفي 23 يناير 2007 لقي خمسة موظفين آخرون حتفهم إثر إسقاط مروحيتهم أيضا.وقد كتب في الآونة الأخيرة الصحافي الأميركي البارز «جيرمي سكاهيل» في صحيفة «لوس أنجلس تايمز« تحت عنوان «مرتزقتنا في العراق»: إن المرتزقة يشكلون اليوم ثاني أكبر قوة في العراق»، مضيفا: “هناك نحو مئة ألف في العراق، منهم 48 ألفاً يعملون كجنود خاصين، تبعاً لتقرير صادر عن مكتب المحاسبة الأميركي وراتب الفرد 1500 دولار يوميا وهو رقم صعب تخيله لجندي الا اذا كانت لديه مهام خاصة. كما أن جرائمهم ومخالفاتهم لا يتم توثيقها والمعاقبة عليها فهي شركة لاينطبق عليها القانون والاتفاقيات مثل اتفاقيات جنيف وهو ما يدفع بشكل أكبر نحو التغطية على التكلفة الحقيقة للحرب. وزيادة في حماية تلك الشركة وعملياتها التي تتم خارج القانون فقد صدر القرار الأميركي رقم 17 العام 2007 والذي يمنح حصانة لهؤلاء المتعاقدين العسكريين بعدم الخضوع للادعاء والمحاكمة في بلادهم، فيما يتم تهريبهم من العراق إذا طلبهم قضاء العراق لذلك تشير اصابع الكثير من العراقيين إلى ان امثال هذه الشركات هي المسؤولة عن كثير من حالات الاختفاء والجثث المجهولة والعنف المجهول الذي لايعلن احد المسؤولية عنه واخيرا بعد ما قدمنا يتضح بوضوح اننا لسنا امام شركة أمن عادية بل امام جيش قطاع خاص أميركي يعمل في الظل وله مهام محددة الكثير منها غامض وان اطلاق لفظ المقاولين اعلاميا على هذه الشركة أو غيرها هو نوع من الطرافة اوالتضليل الإعلامي لاعمال مثل هذه الشركات خصوصاً في الاعلام العربي لأن اللفظ عربي له دلالات تختلف عن حقيقة تلك الشركات التي هي على الاصح جيش من المرتزقة أو جيش خاص مستتر يعمل خارج أي قانون.  محام وكاتب مصريhotmail.com @elsharia5 

منتصر الزيات

منتصر الزيات / فتنة قوانين الأحوال الشخصية
تتداخل معاني الإصلاح التي تحمل في طياتها رغبة الإفساد، ويلتحف الخير بالشر، وتتضافر قوى الأخير لتخريب الأسرة المسلمة التي تمثل نواة المجتمع الصالح في الأمة المسلمة.وقد بدأت محاولات تخريب العلاقة بين المرأة والرجل في ظلال بيت يقدم لمجتمع مسلم منذ أسست هدى شعراوي الاتحاد النسائي المصري العام 23 وجعلت أول أهدافه منع الزواج بأكثر من واحدة! ثم أسست حزبها النسائي العام 45 لذات الهدف، وأكملت درية شفيق من خلال حزب بنت النيل مسيرة التخريب وفصم العلاقة الزوجية عما أراده الخالق لمن خلق.فالمعركة طويلة ومستمرة بين الذين يريدون فرض القيم الغربية في بلاد المسلمين وبين المقاومين لم تنته بعد، وتجيء محاولات تعديل بعض مواد قانون الأحوال الشخصية في مصر التي يتولاها دعاة التغريب لتصب في اتجاه ما يطلقون عليه «العصرنة» و«قيم الحداثة». والعجيب أن سن تلك التعديلات جرى بعيداً عن المؤسسات الدينية المنوط بها أمر النظر في القوانين التي تحكم إيقاع الأسرة من خلال الشريعة الإسلامية، أو العلماء والفقهاء المعتبرين، لكن الصادم أن الذي قام على أمر تلك التعديلات حتى أوصلها البرلمان المصري جمعيات نسائية وأخرى تعني بحقوق الإنسان ممن لا يجيدون معرفة شروط الطهارة شرعاً أو الوضوء الصحيح!كانت حجتهم منذ قديم الأزل أو قل منذ بدأت المعركة إلغاء التمييز ضد المرأة والاهتمام بقضايا المرأة، وجميع الفعاليات التي انعقدت بمصر طوال الأعوام الأخيرة لتنفيذ الأجندة الدولية في مصر هي منظمات دولية المفترض أنها تعني بحقوق الإنسان... فالفيديرالية الدولية لحقوق الإنسان ومقرها باريس عقدت مؤتمراً في القاهرة تحت شعار «القضاء على التمييز ضد النساء في الدول العربية»، ومنظمة «هيومان رايتس وتش» الأميركية لحقوق الإنسان أصدرت تقريراً تحت شعار «تمييز ضد النساء في حق الطلاق في مصر» أي يتعرضون لأمور مقررة في الشريعة الإسلامية! هذه المساعي الدولية الخبيثة انطلقت ساعية لتنفيذ مقررات مؤتمرات السكان الدولية التي انعقدت تحت مظلة الأمم المتحدة في بوخارست 74، وفي القاهرة 94، وفي بكين 95، وصدقت عليها كثير من الحكومات العربية مثل الحكومة المصرية، وللأسف فإن الشغل الشاغل لمقررات تلك المؤتمرات هدم أركان البيوت المسلمة وتخريب العلاقات الزوجية فيها.وإذا كان بعض الجمعيات تعمل مستترة تحت شعارات القضاء على التمييز ضد المرأة ليخدعوا المرأة العربية المسلمة، فإن القائمين على مقررات مؤتمرات السكان خرجوا بصورة أكثر سفوراً وجرأة يدعون إلى الإباحية الجنسية، وإطلاق الحمل خارج إطار الزواج، وإباحة الإجهاض، وزواج المثليين، وحق الإنسان في تغيير هويته الجنسية، والتحول من ذكر إلى أنثى والعكس، والاعتراف بحق الشواذ، وحق المرأة والفتاة في التمتع بحرية جنسية آمنة مع من تشاء وليس بالضرورة في إطار الزواج.جاء المشرعون الجدد في بلادنا ليقدموا للمجتمع تعديلاً مقترحاً لقانون الأحوال الشخصية يرمي إلى تحقيق هذه المساعي أو المقررات بصياغات أقل جرأة، فقالوا نريد رفع سن الزواج وتجريم زواج الفتاة أقل من 18 عام! طبعاً هم يريدون تحقيق مقررات «وثيقة بكين» التي تحدثت عن إباحة العلاقة الجنسية الآمنة! واضعو تعديل القانون يريدون نقل الثقافة الغربية إلى العالم الإسلامي. كما أوضح الدكتور رأفت عثمان في تعليقه على هذا التعديل الكارثي، وهو تعديل مرفوض تماماً من الناحية الشرعية، وفي الإطار نفسه أو فلسفة التعديل المقترح يسعى إلى تقييد إمكانية تعدد الزوجات! رغم ارتفاع معدلات العنوسة في مصر التي حددتها إحصاءات رسمية بـ «14» مليون عانس في مصر، لا يجوز أبداً تقييد هذا الحق بقانون وضعي لأن الشريعة أباحته بقول الله سبحانه: «فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع، فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة». لكن المولى سبحانه أبان في الآية نفسها: «ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة». وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو: «اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تؤاخذني بما لا أملك» أو ذلك معناه، لا ينبغي النظر إلى التشريع المقترح الذي يرمي إلى تقييد عدد الزوجات باعتباره اجتهاداً فلا يجوز الاجتهاد مع النص.نقاط أخرى كثيرة تخالف الشريعة في التعديل الكارثة، مثل إلغاء الطلاق الغيابي ومنح الزوجة حق توثيق طلاقها في المحكمة بالاستعانة بشاهدين... وقد حذر «مجمع البحوث الإسلامية» من إعطاء المرأة حق ادعاء تطليق زوجها لها لأن الذمم الخربة وتغير الأخلاق يعطي الفرصة للزوجة الادعاء كذباً وكتابة عنوان وهمي. يمكن لهؤلاء أن يتكلموا في جواز قيادة المرأة لسيارتها، أو في حق المرأة في التصويت أو الترشيح في الانتخابات... تلك أمور يجوز الحوار فيها، لكن التعرض بالتشريع في أمور هي خالصة لله تعالى فلا يجوز لأي جهة أن تتدخل في تقرير الحظر أو الإباحة إلا بأدلة الشريعة. العام 79 حاولت حرم الرئيس المصري الراحل السيدة جيهان السادات تمرير مشروع قانون مماثل يتضمن تعدياً على الشريعة، لكن كان للأزهر شيخ، وكان هناك رجال من العلماء زمجروا وعبروا عن غيرتهم حتى تم إحباط المشروع. فليكن للدين رجال يقولون كلمة حق يحبطون به محاولات مشبوهة لم تزل تحاول أن تفسد على الناس دينهم ودنياهم.منتصر الزياتكاتب ومحام مصري

منى راشد الدعيج

منى راشد الدعيج / رثاء / «ماما عفاف» حكاية الحب الفطري
كان في ذلك الوداع برقة في عينيها... لم أفسرها... إلا في صباح اليوم التالي، ناظرتنا نظرة الأم المودعة لفلذة أكبادها فكانت هي الأخيرة. لم يطرأ على خريطة عقلي بأنني لن ألقاها بعد ذلك، وكانت قبلتها الأخيرة طبعتها على وجنتي، انها النهاية لرواية غرزت جذورها في أفئدتنا المعتصرة ألماً، فكان صباح اليوم التالي الذي غاب فيه الضياء.حينما هتف المنادي لأحبابها، هرعت اليها وقد تثاقلت خطاي، دعوتها بندائي... فيا ضيائي أجيبي!أتحرى تلك النبرة في صوتها الحنون يطرق مسمعي... فهل حان ذلك الفراق فعلا؟ طافت بنا كنسيم عليل يطيب هواه... ألزمتنا بطاعة الله وصلة الأرحام وفعل الخيرات، لم لا وقد جندت نفسها وأموالها في حب المساكين والسعي لقضاء حاجة الآخرين، تفرح لفرحهم، وتحزن لحزنهم، وحملت هموم من عرفتهم ومن لم تعرفهم، تدعو لهم وبأسمائهم حتى في مرضها الأخير والذي عانت فيه أصعب الآلام، وقد شمل ذلك الدعاء غير المسلمين كذلك فيا عجبا لها!!فما كان إلا ان سخر الله لها كل من حولها. فبكوها بحرقة وحسرة رجالا كانوا ونساء مؤمنين بقضاء الله وقدره.أبت مقلتاي مفارقة محياها المشع نورا ووقارا، لأراجع شريط الذكريات القريبة والتي أخذت ترتب فيها أوراقها، وتخط على سطور صفحاتها الخاتمة، نقشت فيها تربية يعجز المربون على ان يأتوا بمثلها، وأخلاقا ندرت إلا في الأحلام، وحب فعل للخير ليس له شبيه سوى في الروايات والقصص، وما أن أتمت تلك السطور اختارت ان تنهيها ويالها من نهاية...أنهتها بين يدي وأحضان من رفرف قلبها له عشقا وحبا وافتخارا الابن البار والشقيق الغالي «محمد» لتودع ذلك الشموخ والعطاء وتختمه بشمع حب يملأ بعدد قطرات الأمطار أركان السماوات والأرض، لامسنا تلك الأقدام الطاهرة... فقلنا وداعا قبلنا ذلك الجبين النضر... وقلنا صبرا جميلا متسائلين كيف سيكون عيد الأم دونك؟ يا من كنت عيداً في أيامنا.نقول لك يا «ماما عفاف» طبت وطاب ممشاك، ونقول لأحبة حملوك على الأكتاف بلغوها سلام من ذاب بحبها منتظرا لقاءها في جنة عرضها السماوات والأرض وشكرا لك على أمومتك النادرة... شكرا لك على دفئك وحنانك... شكرا لك على دعائك لنا معزين أنفسنا بذلك الإرث والذي لا يرثه إلا السعداء وهو... «حب الناس لك» إليك يا من أضأت قلوبنا بالنور الملائكي قول الله عز وجل «فروح وريحان وجنة نعيم».ابنتك/ منى راشد الدعيج2011/2/22

منى فهد عبدالرزاق الوهيب

منى فهد الوهيب / من يقود من؟
من يقود من، هل الشارع يقود قادة الرأي والفكر؟ أم قادة الرأي والفكر هم من يقودون الشارع بأفكارهم ومفاهيمهم ورؤاهم المقننة والمقيدة بضوابط الشرع، نحو الارتقاء بأفكار الشارع الغوغائية إلى أفكار ذات قيمة فكرية عالية الجودة تساعد الفرد على التقييم والتقويم، والتخلص من المشكلات التي قد تواجهه في حياته اليومية.إن في كل مجتمع من المجتمعات مبادئ وقيماً وقواعد إنسانية مشتركة ما بين قادة الرأي والفكر وبين أبناء المجتمع، وهناك منظومات مادية وعقلية وروحية تربط قائد الفكر بأبناء مجتمعه، وهي التي تجعل قائد الفكر يرتقي بأبناء مجتمعه من البدائية إلى التحضر، والارتقاء في الفكر والسلوك، وحتى الشعور. ونحن في مقالنا هذا نخاطب ونناشد قادة الرأي والفكر في المجتمع أن يخرجوا من جحورهم، وينفضوا الغبار من على ظهورهم، وينبذوا ثقافة الانكفاء على النفس والاعتزال، حتى يرتقوا بالناس من الفوضى التي نعيشها اليوم من تدنٍ واضح وصريح في جميع الميادين... من فكر وسلوك وشعور وحوار، والحالة من أسوأ إلى أسوأ منه.إن الناس في حاجة إلى مراجع بشرية محايدة كلما احتاجوها رجعوا إليها، مراجع من مفكرين وقادة رأي ينتجون ويصنعون الأفكار والمفاهيم والرؤى غير التقليدية التي تساعد الفرد على السير في مسالك الحياة وهو في أمان بقدر الإمكان، وحتى لا يتعرض إلى المواقف والأحداث التي قد تفقده نفسه قبل أن تُفقده من حوله.إن دور قادة الفكر والرأي في المجتمع كبير جداً لا يوازيه شيء، والمهمة عظيمة وجسيمة على عاتق قادة الفكر والرأي، ولابد من آلية وعلاج لانتشال الناس من الوحل والارتقاء بهم إلى أعلى المستويات على جميع الأصعدة، هذا من وجه، والوجه الآخر أن أولئك القادة يقع عليهم عبء صناعة قادة رأي وفكر يأتون من بعدهم حتى لا تضيع الأمة في دوامة الحياة، لا يفقه أفرادها شيئا غير المأكل والمشرب والنسل والتسوق. لقد حان الوقت لتكاتف قادة الرأي والفكر لقيادة الشارع بأفكارهم وآرائهم المقننة بقواعد وثوابت الدين حتى لا يتيه الفرد في الفلاء، ويعاني من خواء ذهني حيث لا قيم ولا مبادئ ولا قناعات ولا أرض صلبة يقف عليها حتى تساعده على خوض مصاعب الحياة بنظام مرتب ومقنن، ومقيد، وراق برقي تلك المبادئ والقناعات والقيم التي استمدها المفكر من الشريعة وأنزلها على أرض الواقع، وربط ما بينها وبين سنن الله الكونية، وصنع منها المفاهيم والأفكار والرؤى التي تقود الناس إلى بر الأمان.ونحن ولله الحمد كنساء نقود للرأي والفكر بدأنا منذ ثلاثة أعوام في تأسيس منتدى فكري ثقافي إعلامي، يتم فيه تناول القضايا الفكرية والثقافية والإعلامية، ومناقشتها، وتفكيكها، وفهمها، وتقنينها، والعمل على ضبطها مع قواعد الشرع، وبعدها يتم طرحها على العضوات وإيجاد بدائل وحلول لما يستشكل علينا في فهم بعض القضايا، والآن ولله الفضل والمنة أصبحنا نقود بأقلامنا تحت شعار (ولنا كلمة)، وبعد تجربتا الناجحة وبامتياز في (منتدى القلم النسائي) بدأنا، بعد تأسيس المنتدى بعامين ونصف العام، في إنشاء صالون فكري لصناعة قائدات رأي وفكر من الشابات اللاتي سوف يقدن من بعدنا بإذن الله، وها نحن اليوم نحصد الثمار.منى فهد الوهيبm.alwohaib@gmail.com

مها بدر الدين

مها بدر الدين / الفضائيات العربية والفوضى الإعلامية
بعد أن كان الإعلام العربي يرزح تحت سيطرة الحكومات العربية تماماً، تسيسه حسب ما تقتضيه مصالحها، وتوجهه نحو ما يخدم أهدافها وأغراضها، وتسيره باتجاه واحد من القمة للقاعدة، فتحجب عن شعوبها ما تريد حجبه من أخبار وحقائق ومعارف، وتعرض ما يهمها أن تمليه عليها لتعزيز فروض الولاء والطاعة.وفي ظل الثورات التكنولوجية الكبيرة والمثيرة في عالم الاتصالات والمعلومات والشبكات العنكبوتية، تحرر الإعلام العربي من سطوة الحكومات بعد أن أسقط في يدها وأصبح القطاع الخاص شريكاً أساسياً لها في هذه الصناعة شاءت أم أبت، وذلك لما تقتضيه المرحلة الراهنة من وجوب بعض الانفتاح الإعلامي والثقافي تمشياً مع متطلبات الانخراط أو التعايش مع المجتمعات المتحضرة، فانفتح الفضاء الإعلامي العربي أخيراً ليتسع لمئات القنوات الفضائية التي أصبحت سمة العصر الحديث، ولتطل علينا كل يوم قناة فضائية خاصة تحمل طابعاً مميزاً تحدده سياسة القناة نفسها وإيديولوجية مؤسسيها وتوجه القائمين عليها.ولا نستطيع أن ننكر أن هذا التنوع والانفتاح الإعلامي الفضائي كان من المفترض أن يكون في مصلحة الجماهير العربية بالدرجة الأولى، فتعرضها لمختلف الرسائل الإعلامية التي تحمل مضامين سياسية وثقافية واجتماعية واقتصادية مختلفة ومتنوعة المصدر والرؤى والمنطق، يمنحها حرية انتقاء واختيار الرسالة الإعلامية التي تود أن تتعرض لها بما يتناسب مع عاداتها وتقاليدها وثقافتها الدينية والدنيوية، ويعطيها فرصة لممارسة حرية التعرض والتحليل والتفاضل بين القنوات الفضائية المختلفة التي تشاهدها.لكن هذه الانفتاح الفضائي غير المسبوق وغير المدروس، والذي ينقصه التشذيب الإعلامي، والتهذيب الفكري، والترتيب القانوني، أفرز بعض القنوات الفضائية التي أثرت بشكل سلبي على هذه التجربة الفضائية الحرة التي كانت الجماهير العربية بأمس الحاجة إليها للخروج من القمقم الإعلامي والثقافي الذي وضعت فيه لقرون، فتفاوتت هذه القنوات الفضائية بمستواها الإعلامي الثقافي والفني والتقني باختلاف أهدافها وسياستها والغرض الذي أطلقت من أجله وكانت الحصيلة بشكل عام إعلاما عربيا فضائيا هشا تغلب عليه السطحية في الموضوع والتناول والصدى.فبعض القنوات الفضائية الإخبارية العربية التي تصدت لنقل الأحداث من موقعها الأم في أي بقعة من العالم إلى الجماهير العربية محللة ومفسرة ومتابعة بشكل موضوعي ومحايد، وبرغم ما أتيح لها من إمكانات تقنية متطورة وكيانات مالية ضخمة، نجدها قد انحرفت عن سيرها لتنقل الأحداث من وجهة نظرها ونظر القائمين عليها بعيداً عن الموضوعية والحيادية وبما يخدم سياستها أحيانا وسياسة الدولة التي ترعاها أحياناً أخرى ولا تفتأ بين وقت وآخر أن تثير بعض النقاط الحساسة التي تؤجج الفتن وتشعل فتيل الصراع العربي العربي تاركة وراءها الكثير من علامات الاستفهام مثل، ما سرها، ما لونها، من وراءها، ومن ترى تكون؟كما نجد أن بعض القنوات الفضائية التي تهتم بالشأن الداخلي لدولتها وهموم مواطنيها ومعاناتهم وتطلعاتهم والتي من المفترض أنها قناة اتصال ثنائية المجرى بين قمة الهرم وقاعدته، والتي أطلقت نفسها تحت شعار الوحدة الوطنية والتعايش والارتقاء، قد مالت لاشعورياً نحو ثقافة العشيرة التي ينتمي إليها مؤسسوها وتغلب عليها طابعهم الشخصي بما يحمله من أفكار ومعتقدات واعتقادات موروثة، فبدأت تبث سمومها في عروق مجتمعها على هواها لتستفذ هذا على ذاك، وتثير النعرات الطائفية والقبيلة دون إدرك ووعي وبعد نظر بما قد تؤول إليه الأمور إلى عظيم الشرور.أما الصياح الفضائي الرياضي الذي يصم الآذان ويفسد الأذواق في عشرات القنوات الرياضية الفضائية، وظاهرة أن لكل لاعب رياضي حالياً قناة رياضية مستقبلا، فقد أفرز طبقة من الإعلاميين الرياضيين الذين لا يمتون للإعلام بصلة وغير مؤهلين لإدارة برنامج إعلامي وإن كان رياضياً ورغم خبرة مقدمه الرياضية العريقة في أجواء الملاعب، فإدارة حوار راق في برنامج يبث على قناة فضائية تصل إلى ملايين البيوت العربية، يشترط أن تكون لغته لغة إعلامية فائقة الاحترام والذوق والبساطة بين مقدم البرنامج وضيوفه حتى لا يخدش الحياء ويؤذي مشاعر المتابعين، كما لا ننسى دور بعض هذه القنوات في تأجيج نار الفتنة بين جماهير الشباب في الدول المتنافسة رياضياً لتصل حدة الخلاف للعلاقات السياسية والديبلوماسية بين حكومتي البلدين بسبب عدم قدرة هؤلاء المقدمين على ضبط الأعصاب وممارسة الديبلوماسية الإعلامية في الحوار بعكس الإعلامي المتخصص المؤهل والمدرب على إدارة رحى مثل هذه المعارك ذات الطبيعة الشعبية.والحديث يطول عن القنوات الفضائية الدينية والفنية والإعلانية وله شؤون وشجون، ولا يسع هنا المقال لكل ما يراد له أن يقال، لكن ما يجب قوله في ظل هذه الفوضى الإعلامية تحت دعوة حرية الرأي، بأنه يجب التفريق بين التحرر الإعلامي من كل القيود التي تعيق تداول الحقائق والمعلومات والمعارف والثقافات وحتى الترفيه بين الجماهير، والذي ينادي به كل مثقف وإعلامي حر يعرف قيمة الكلمة الحرة والمسؤولة في بناء المجتمع والارتقاء به، وبين التحلل الإعلامي الذي أصبح السمة السائدة لمعظم فضائياتنا العربية على مختلف مشاربها وانتمائها، والذي يسوق لمفاهيم ثقافية مشكوك بمصادرها، وعلاقات إنسانية انفعالية ومتعصبة، ولغة حوارية رديئة المفردات والمعاني، ومعالجات بعيدة عن الموضوعية والحيادية، وموضوعات هامشية سيئة التناول غزت فضائياتنا فحولتها إلى منابر للكلمة الطائشة التي تصيب أخلاقنا وأذواقنا في مقتل.مها بدر الدينكاتبة سوريةmaha_bader424@yahoo.com

مها بنت حليم

مها بنت حليم / حقوق المرأة... مشروع الرجال المؤجل!
في ظل طلسمة المفاهيم وتذويب المبادئ الإنسانية وتسييس القضايا الحقوقية أصبح من شبه المحال أن تنتصر المرأة في قضاياها أمام الرجل، إذ لا أمل يلوح في الأفق يمكن من خلاله استشفاف أن وضع المرأة في العالم سيكون أفضل حالاً مما هو عليه الآن، منذ عام 1945، العام الذي أقرت فيه الأمم المتحدة أول ميثاق ينص على تساوي حقوق المرأة مع حقوق الرجل، والمرأة تكابد الأمرين في سبيل الحصول على هذه المساواة، ومهما حاول رجال العالم اقناعنا بإيمانهم بقدرات المرأة وحقوقها فإنه يظل إيماناً منقوصاً ينكسر فور اصطدامه بأرض الواقع، فها هي هيلاري كلينتون، في البلد الذي يدعي أنه بلد الحريات في العالم، تضطر أن تستعين بزوجها لطمأنة الناخبين ان حس الرجل لن يكون بعيداً، مع تكهنات كبيرة في عدم نجاحها لأن رجال أميركا لم ولن يسمحوا أن تحكمهم امرأة، يحدث هذا في مجتمع يعتبر نفسه على رأس قائمة دول العالم الأول فكيف بأوضاع المرأة في مجتمع يتذيل قائمة دول العالم الثالث؟ ففي هذه الدول سيظل وضع حقوق المرأة معلقاً إلى ما يشاء الله، المرأة التي تطالب بالمساواة في هذه الدول تضيع وقتها وأعوام عمرها وستجد نفسها وصلت إلى لا شيء! لأن مساواة المرأة بالرجل تدخل ضمن ما لا يستوعبه عقل ولا تدركه حواس في دول العالم الثالث، وسيظل مشروع المساواة مشروعاً مؤجلاً، والسبب بكل بساطة أن القائمين عليه رجال أرادوا للمرأة أن تظل تدور في حلقة مفرغة حول الرجل، المرأة العربية وصلت إلى حالة من اليأس لم تعد معها تطالب بتطبيق مواثيق الأمم المتحدة بل تطالب فقط أن يلتزم الرجل العربي بالمشروع الذي أقره على نفسه والذي يتضمن حقوقها، لأن المرأة العربية من دون نساء العالم تعاني من عدم التزام الرجل بحقوقها الشرعية والقانونية على حد سواء، وخلال اهتمامي لأعوام طويلة بهذا الشأن وجدت أن السبب الحقيقي يكمن في المرأة نفسها، فالمرأة العربية تتم أدلجتها على أن جمال أنوثتها يكمن في ضعفها وتم افهامها أن قوة شخصيتها أو حتى معنوياتها العالية جزء من العيب الذي يجب أن تتجنب الوقوع فيه، وتنشأ في بيت يجعلها منذ أن تقترب من سن العشرين عاماً يداهمها قلق الحصول على زوج مما يجعل ثقافتها تتشكل حول قناعتها التامة بأن قوتها أو حتى حياتها لن تتحقق من دون وجود رجل تستند عليه، أهم سبب في هذا السياق يظهر في عدم دعم المرأة للمرأة، فمن المفارقات المضحكة أنك تجد أنه من النادر أن تلجأ امرأة إلى أخرى لدعم مشروعها في الحصول على حقوقها، يتضح هذا السبب بشكل جلي في تجربة المرأة ومحاولة اثبات وجودها في دول الخليج العربي، ففي تجربة المرأة الاماراتية خير مثال لعدم دعم المرأة لمشروعها الحقوقي، فقد ذهبت معظم أصوات النساء الأعضاء إلى الرجال ما جعلهن جميعا يخرجن من دون الفوز بأي مقعد، جميع التجارب الانتخابية التي تجرى في الدول العربية والتي يكون للمرأة فرصة فيها، تخرج المرأة دون فوز يذكر وكأن الهدف من مشاركتها اضفاء غطاء ديموقراطي لتمرير فوز الرجل من خلاله، كل شيء يمكن تقبله في تعطيل مشروع حقوق المرأة إلا مواقف المرأة ضد حقوقها وضد انتخاب امرأة أخرى فهذا موقف ليس له تفسير سوى الحسد أو عدم اقتناع النساء بقدرتهن على القيادة والنجاح، وهنا دور كبير ومهم على عاتق الرائدات من النساء في تثقيف الأخريات وحمايتهن من سلطوية الرجل الذي يحاول بشتى الوسائل أن يبقى صاحب وصاية جائرة ومسؤولاً يسن القوانين ويكيفها حسب مصالحه!مها بنت حليمكاتبة سعوديةmahabnt71em@hotmail.com

موسى القلاب

موسى القلاب / تهديدات الصواريخ الباليستية الإيرانية
التصريحات التي أطلقها المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي، والتي نقلتها «وكالة فرانس برس أ.ف.ب» يوم 5 مايو 2008، بأن إيران ستواصل برنامجها النووي رغم تهديدات القوى العظمى، يدل دلالةً واضحةً على إصرار القيادة الإيرانية على الاستمرار في برنامجها النووي المثير للجدل. ولعل ما يشجع إيران على سلوك هذا الطريق المحفوف بالمخاطر، أنها تمكنت من تجهيز البنية التحتية الأساسية اللازمة لهذا النوع من أسلحة الدمار الشامل، بامتلاكها منظومة هجومية من الصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسطة المدى. إذ تعد هذه الصواريخ إحدى وسائل نقل (حمل) الرؤوس الحربية، سواءً التقليدية منها أو غير التقليدية. جاء الاهتمام الإيراني بتطوير المنظومة الصاروخية الباليستية لقواتها المسلحة كونها الوسيلة الأكثر ملاءمةً للظروف المحيطة بإيران، وبسبب إمكانياتها وقدراتها العسكرية المحدودة في مجال استخدام طائرات قاذفة متوسطة المدى، ذلك أن مثل تلك الطائرات، بلا شك، غير قادرة على العمل بحرية تامة ضمن محيط منطقة الخليج المقابلة لإيران من الجهة الغربية للخليج، والتي تنتشر فيها قوات بحرية وبرية وجوية أميركية ذات دفاعات جوية استراتيجية وتكتيكية.يضاف إلى مبررات توجه إيران نحو تقنية الصواريخ الباليستية صعوبة وصول طائراتها المقاتلة خارج مجال منطقة الخليج لضرب أهداف منتخبة داخل إسرائيل، كما صرح مسؤولون إيرانيون على مختلف مستوياتهم القيادية، وذلك بسبب عدم توافر طائرات تزويد الوقود الجوي وطائرات القيادة والسيطرة، وطائرات الحراسة والمرافقة بعيدة المدى، اللازمة لهكذا عمليات جوية.وبما أن القوات الجوية الإيرانية غير قادرة حتى اليوم، ولا في المدى المنظور، على إحراز سيادة جوية مطلقة تحت أي ظرف من الظروف خارج نطاق مجالها الجوي، فإن القيادة الإيرانية، ومن هذا المنطلق، مازالت تعتبر أن قدراتها الصاروخية الباليستية تمثل الوسيلة الأفضل التي لا بديل لها، لتتمكن من إيصال قنابلها النووية والكيماوية والجرثومية إلى الأهداف المراد تدميرها.وبناءً على ذلك، أعلنت إيران من دون أي تحفظ مراراً وتكراراً، عن عزمها القيام بالرد الصاروخي الباليستي والتكتيكي المكثف ضد أي أهداف استراتيجية أميركية وخليجية وإسرائيلية، تقع ضمن مدى صواريخها لا سيما الباليستية منها، إذا ما نفذت القوات الأميركية في منطقة الخليج، أو أي قوات حليفة لها، ضربةً عسكريةً ضد منشآتها النووية، أو أي مواقع عسكرية استراتيجية داخل إيران.لقد أثارت القدرات الفنية للصواريخ الباليستية الإيرانية بعض الجدل والنقاش من قبل عدد كبير من الخبراء العسكريين والمختصين بالشؤون الدفاعية على الساحة العالمية، إذ أجرت إيران من عام 1998 إلى عام 2005 اختبارات عدة وتجارب إطلاق على صاروخ «شهاب - 3»، الذي يصل مداه إلى 800 ميل جوي. كما أعلنت إيران بعد تجربة يونيو 2003 أن الصاروخ قد دخل الخدمة الفعلية، وأصبح قادراً على ضرب أهداف داخل إسرائيل. وفي أكتوبر 2004، أعلنت إيران أنها تمكنت من تطوير مدى الصاروخ الباليستي «شهاب - 3»، بحيث أصبح مداه 1200 ميل، وأضافت في مطلع شهر نوفمبر 2004 أنها قادرة على إنتاج المزيد من هذا النوع الذي أطلقت عليه «شهاب - 4».وفي الرابع عشر من سبتمبر 2005، صدر تقرير عن صحيفة «الوول ستريت جورنال» ذكر أن الاستخبارات الأميركية تعتقد أن إيران تسعى لتطوير صواريخ «شهاب - 3» بحيث تصبح قادرةً على حمل رؤوس نووية. كما ذكرت تقارير صحافية لاحقة أن أجهزة الاستخبارات الأميركية كانت قد ضبطت في منتصف عام 2004 جهازاً حاسوبياً إيرانياً تبين لها من خلاله وجود خطط إيرانية لصنع رؤوس نووية بهدف تركيبها على صواريخ «شهاب - 4».وفي يناير 2006، أجرت إيران تجربة ناجحة على صاروخ «شهاب - 4»، إذ أكدت تلك التجربة «وكالة فرانس برس» في السادس من فبراير 2006. وفي الحادي والثلاثين من مارس 2006، أعلنت إيران عن إجراء تجربة على صاروخ باليستي من نوع «BM-25» متعدد الرؤوس الحربية بمدى يصل إلى 1500 ميل، ويُعتقد بأنه نسخة مطوّرة عن «شهاب - 4».يُذكر في هذا السياق أن رئيس الاستخبارات الإسرائيلية كان قد صرّح في السابع والعشرين من أبريل 2006، بأن إيران تسلمت شحنةً من كوريا الشمالية تألفت من صواريخ «BM-25»، والتي يُعتقد بأنها قادرة على حمل رؤوس نووية. وقد أيد تلك المعلومات تقرير صحيفة «الواشنطن بوست» في السادس من يوليو 2006، إذ بيّن التقرير أن تقنية هذا النوع من الصواريخ مبنية على قاعدة فنية تعود للصاروخ الروسي، السوفياتي سابقاً، من نوع «SS-N-6».واستكمالاً لمشروعها الصاروخي الباليستي، صنعت إيران نوعين آخرين من الصواريخ الباليستية بمدى 1200 ميل، وهما «عاشوراء» الذي أعلنت عنه في نوفمبر 2007، و«قادر» الذي تمت مشاهدته في العرض العسكري الإيراني الذي جرى في سبتمبر 2007. وفي ما إذا ثبتت صحة مدى هذين النوعين من الصواريخ، ثم أنتجت إيران المزيد منهما، فإن مساحات واسعة من منطقة الشرق الأوسط، ومنطقة جنوب شرق أوروبا، بما في ذلك القواعد الأميركية الموجودة في تركيا، ستكون ضمن مدى وتهديدات هذه الصواريخ.وفي معرض الاهتمام الإيراني بصناعة وتطوير الصواريخ الباليستية، ذكرت مصادر رسمية أميركية، تابعة لـ «إدارة الصواريخ العابرة للقارات»، في وقتٍ سابق أن إيران من المحتمل أن تكون قادرة على إنتاج صواريخ عابرة للقارات بمدى يصل إلى 3000 ميل بحدود عام 2015. موسى القلابمدير شؤون الدفاع في «مركز الخليج للأبحاث» في دبي، وهذا المقال برعاية «مصباح الحرية»، www.misbahalhurriyya.org

نادين البدير

نادين البدير / سلطانة وأربعة أزواج
فتشت كثيراً عن حكمة اقتران الرجل بعدد من النساء، حكمة أن ينام مع واحدة، أن يأكل عند أخرى، أن يعود لينام مع ثالثة...لكنني لم أجد الإجابة.حيرني كثيرا أمر قبول المرأة بدور الزوجة الرقم واحد أو اثنين أو ثلاثة أو أربعة .في طفولتي ومراهقتي كثيرا ما طرحت على زوجة خالي سؤالي القديم: لماذا تلزمين الصمت إزاء زواج خالي بامرأة أخرى؟لم تتغير إجابتها على مدى سنين طويلة، كانت دوماً تضحك على سؤالي الطفولي بنظرها وتقول: ما بيدي حيلة .أعداد أخرى سألتها السؤال ذاته. وأتتني أجوبة النسوة متماثلة، غالبيتها تصب في خانة ( ما باليد حيلة)قلت لجارتنا (ولماذا ما بيدك حيلة)قالت لي وهي المصابة بالتهاب الأعصاب جراء صدمة التعدد: هذا هو حقه السماوي..- وهل تبيح السماء أن يبكي الإنسان؟ أن تحرق قلوب النساء؟  إن السماء عادلة.- هذه هي سنة الله في خلقه .. احنا تحت وهم فوق،  احنا حريم وهم رجال. المهم لنا الآخرة.واحدة فقط أجابتني إجابة لم أفهمها وقتها، قالت لي : كل شيء له أوانه.هي أمي.أزعجتها كثيرا، قد أكون جرحتها أكثر وأنا أسألها: كيف تبررين وقوفك صامتة وأنت تعلمين أن أبي يجرحك بالخفاء وبالعلن. وأنت المتعلمة المثقفة؟قالت: كل شيء له أوانه. المرأة أقوى من أن تغضب.- لكن ذلك هو الضعف بعينه، هكذا أنظر أنا للأمور. كيف تصمت المرأة وترى في ذلك الصمت مدداً للقوة والطاقة ؟ هل توهم نفسها بأن هناك يوما سيأتي ليعتذر لها الخائن؟ ليكفر عن خطئه؟ ليطلب صفحها؟ لتنتقم منه؟ ما هذا الأوان الذي لم يأت بعد؟وجاءت فضيحة الرئيس السابق بل كلينتون مع مونيكا لوينسكي لتزيد حيرتي لأمرين:أولهما أن كشفت لي تلك الفضيحة حجم الفارق الإنساني بيننا وبين الغرب.. فتصفيق شرقنا لخيانة رجاله ومباهاته بعدد الزوجات والعشيقات في المجتمع كرمز لفحولة أبنائه وعطائهم، يقابله محاولة الغرب عزل رئيسه المتزوج حين فضح أمر خيانته. أما الأمر الآخر فهو صمت تلك السيدة الغربية الذي جعلني أحتار بأمر المرأة، أو أني لم أنضج، مازلت  أصغر من أن أفهمها، كانت ردة فعلها أقوى  من أن أفهمها.- هذه المرأة جنت بالفعل، الضعيفة تدافع عن زوجها الذي يدينه الجميع بالخيانة المهنية والزوجية. ولا تزال حين الحديث عنه تشير إليه بـ (سيدي الرئيس). لأجل ماذا؟ لأجل لقب زوجة الرئيس ؟  اليوم وبعد سنوات عدة أشاهد هيلاري وهي تترشح للرئاسة، أمنيتي أن تفوز لتأتي وتتولى حكم عربنا الذين يرفضون ولاية المرأة.صار شيء في داخلي يرى في تقدم هيلاري تفسيرا لإجابة أمي، لصمت هيلاري قبل سنوات، لسكوت زوجة خالي وجارتي وكل النساء اللواتي حسبتهن يوماً ضعيفات. لولا صمت هيلاري أيام الفضيحة ما وصلت اليوم لهذا الإنجاز التاريخي. هذا هو الأوان، تعيشه هيلاري، وتلك هي القوة الأنثوية إذاً، إنها مبادئ لعبة سياسية غريبة تلك التي تحكم علاقة المرأة بالرجل. هو يحسب أنه يحرك الكون بعضلاته، يرسم لوحات لنسائه، يبعث لهن أِشعاراً وغزلاً، قبل أن ينهال عليهن ضربا.  وهي تخطط، بارعة هي بالتخطيط، هي تملك الحنكة، وتحيك بها خيوط المستقبل . الضعيفة إذاً كانت هي الأذكى.لكن نجاح هيلاري لم يجبني عن تساؤل قديم.إذا تخلت المرأة عن كل شيء لأجل خيانة رجل والخيانة هنا تشمل الزواج المتعدد الذي هو برأيي أقسى أنواع التمييز ضد المرأة، فهل يعني هذا أنها امرأة ضعيفة ؟ وإذا كانت هيلاري تملك فرصاً بيئية دفعتها لالتزام الصمت، فماذا تملك نساؤنا الحزينات من فرص تشجعهن على التزام الصمت أمام غدر رجل مزواج؟كنت أجوب في الحريم بقصر توبكابي  في اسطنبول، دخلت مجلس السلطان الذي كان يسهر فيه مع زوجاته وأبنائه وأعداد جواريه اللامنتهية.. عدت أدراجي قبل أن أكمل بقية القصر الكبير الذي كان يرتع به السلطان تاركاً فراغا قليلاً للحريم مقارنة بمساحة الأرض الشاسعة.في مجلس السلطان كانت الزوجات يجلسن في منطقة مخصصة لهن يشهدن الجواري وهن يرقصن ويتغنجن للزوج الأوحد.تصنيف النسوة كان يميز السيدات الزوجات عن الجواري الراقصات. لكن المجموعة كلها كانت قافلة من العبدات.عدت للسؤال ذاته: لماذا قبلت نساء الحريم بذلك المنطق المنحط وبتلك الإهانة البطريركية ؟ لم أستغرب الحريم العثماني كثيراً، فقد كنت يوماً أعيش ابنة داخل الحريم، ولا أعتقد أن المرأة في بعض الدول العربية تقدمت مقارنة بعهد العثمانيين، فقافلة العبودية تزيد امتلاء يوماً بعد الآخر. أفهم الآن أن قافلة العبودية تملك من الخوف أو من المصالح ما هو أقوى من حريتها.خرجت من القصر العثماني مع استنتاج مهم وهو أن صمت المرأة صمت تاريخي قديم. ***وفي النهاية، سئمت من الاستمرار بالسؤال عن سلبية المرأة أمام تمييز الرجل عنها، وبدلا عن ذلك صرت أحلم بحياة أكثر عدالة، يوم أكون أنا أيضاً سلطانة، ويحيط بي عشرات العبيد والأزواج. ذلك يرقص وآخر يصفق وثالث يتمنى نظرة مني. كثير ما جاءتني انتقادات ذكورية حادة لأني أطالب بإلغاء تعدد الزوجات، كما سبق وألغينا الرق رغم أن الإسلام لم يحرم الرق. وانتقادات أكثر حدة كلما تساءلت عن أسباب منع النساء من التعدد. أذكر مدرسة الفقه التي وقفت تنظر لي كالخارجة عن الدين وأنا أسأل عن التعدد للمرة الأولىفي حياتي : إذا كان التعدد له تلك المحاسن التي ذكرتيها فلماذا لا يسمح لي بالتعدد؟حين كبرت ولم أجد إجابة مقنعة لحق الرجل في أن يتدلل وسط الزوجات، صرت أبحث عن إجابة مقنعة لحرماني من ذلك الدلال.- اسمحوا لي بالتعدد، إن كنتم تستمتعون به حقاً. - من العهر أن تصرحي بذلك، وكأنك تصرحين برغبتك في النوم مع رجال عدة.- ولماذا لا يخجل الرجل من التصريح بتلك الرغبة؟- المرأة لا تملك تلك القدرة على الجمع من الناحية البيولوجية والفسيولوجية؟-من قال ذلك؟ بدليل المرأة التي تخون زوجها وبائعة الهوى.. كلهن يمارسن الجنس عشرات المرات مع عشرات الرجال . - ماذا عن نسب الأبناء ؟- يحدده حمض الـ DNA .- هل سنقوم بتحليل حمض كل مولود يأتي إلى الدنيا؟- ربما من المفيد ان نقوم بتحليل الحمض النووي لجميع مواليد شرقنا العربي.إذا أردتم الاستمرار في الظلم، فليطبق على الجميع. تعلمون، أشعر بسعادة طفيفة وأنا أشاهد الحنق والسخط على محيا أي رجل أناقش معه مثل هذا الموضوع، في الوقت الذي يستنكر هو أن تمنعه زوجته من تكرار الزواج، معتبراً قبولها وصمتها من مسلمات الحياة ومن أقل واجبات الزوجة نحو زوجها.قلت أخيرا لمحدثي:- لماذا أنت غاضب؟ هل تشعر بالألم؟ بمرارة الخيانة؟ هل أحسست الآن بما تمر به ملايين النساء باسم الدين، وباسم «الجيش الإسلامي» الذي تعتبر زيادة عدده أحد واجبات النساء المقدسة ؟  ***لست أجد سببا يمنع الناشطات في الخليج من إعلان رفضهن للتعدد، في الوقت الذي تنحصر مطالبة بعضهن داخل إطار الحقوق التي يسمح لهن السياسي فقط بالمطالبة بها .لو أن السياسي في السعودية على سبيل المثال لم يفتح المجال أمام المطالبة بقيادة السيارات ، فهل كانت إحداهن لتجرؤ وتعلن رأيها في القيادة ؟لقد تم منع تعدد الزوجات في تونس والنتيجة هي نقصان نسب الطلاق.وفي منطقتنا يبلغ التعدد ذروته وعلى جميع الأشكال والمستويات: لدينا المسيار والمتعة والمصياف، ونسب الطلاق في ارتفاع مذهل. وتحليل ذلك طبيعي فالقاعدة الإنسانية تقول رجل واحد لكل امرأة وامرأة واحدة لكل رجل، الإنسانية تقول ان التعدد مرتبط بالطلاق لأن كثيرا من السيدات سيرفضن البقاء مع أزواجهن الذين خانوا قدسية الارتباط باسم التعدد وزيادة أعداد الأمة التي لا وجود لها سوى في أحلام كتب التاريخ.التعدد يعني زيادة أعداد الإخوة الأعداء...التعدد يعني زيادة نسبة الكره بين السيدات. فالمرأة تكره ضرتها وتغار منها.هكذا تمت زراعة بذور الحقد والكراهية بدلا عن بذور المحبة بين أفراد المجتمع...وفي النهاية ارتفع الحقد وزادت الكراهية حتى غدونا مجتمعا متهالكا نكره أنفسنا وننصب لها الفخاخ،  طبيعي إذاً كرهنا للغير وتحاملنا على الغير ودعوتنا عليه بالموت، فهكذا نشأنا وكذلك عشنا. القاعدة الإنسانية العالمية تقول رجل واحد وامرأة واحدة... لذلك ترونهما في الغرب يسيران وقد بلغا من العمر سنا متقدمة، ممسكين بأيدي بعضهما، حاملين معاً ذكريات طويلة وماض عريق وتاريخ حافل بحلو الحياة ومرارتها. يبدآن سياحتهما فيتنقلان بين البلدان، أراقبهما أينما أراهما، أراقبهما بغبطة، يرتديان ملابس أنيقة، وبهدوء ينظران لبعضهما ولمن حولهما. ماذا يحكيان يا ترى؟ ماذا يتبادلان عبر تلك النظرات الطويلة؟ أهو شيء أعلم أني لم أتعلمه أبداً في بيئتي؟ لا أستطيع منع عيني من اختلاس النظر، فتلك مشاعر فياضة يندر وجودها في قاموس كبار السن هنا.أما عن قاعدتنا المحلية... فلم يحدث قط أن رأيت رجلا متقدما يسير مع زوجته المتقدمة في السن، هذا الشيء غير موجود في ثقافتنا، إن عملية الفصل والعزل تتم في منتصف العمر تقريبا، ليبدأ السلطان الكهل بالبحث عن شابة في سن أحفاده. سيجدها وسيشتريها، الطرقات العربية مليئة بهن، سيجدها. طفلة في السادسة عشرة أو عشرينية، يعرضها نخاس بثمن بخس. وسيقبض الأب الثمن وتستلم الأم المهر، وتدفع العروس عمرها لأجل بنكنوت.حين ترمى عشرينية بأحضان ثمانيني، فهل نطمح بمجتمع أكثر ترهلاً بعدها؟ أما الزوجة المغلوب على أمرها فتقعد كما زوجات السلطان. تنتظر يوما تحلق به في سماء القوة،  ترقب أبناءها، ثمرتها، و تصبر نفسها قائلة (الخير في عيالي) و (لي الآخرة ).وأسأل نفسي : أهكذا تنتهي قصة زواج؟ زوج مراهق وزوجة صامتة ؟  ماذا عن الماضي الذي جمعهما؟ أين قصصهما؟  ضحكاتهما؟ هفواتهما ونزواتهما؟ أين صور التقطاها معا؟  كلها انتهت!كلها أحرقت!ويقولون تلك أوامر... ***ستمطر السماء يوماً مطرا أسود، سيتبعه برق معتم، ستختصر السماء يوماً كل آهات وتنهدات الكسيرات.|   نادين البدير  إعلامية وكاتبة سعودية   |

ناصر العيدان

ناصر العيدان / فوضى النشر الإلكتروني
في مطلع هذا العام أصدرت وزارة الثقافة والإعلام السعودية «اللائحة التنفيذية لنشاط النشر الالكتروني»، وهذه اللائحة الفريدة من نوعها نظرّت وبشكل استباقي آلية الترخيص في النشر على الشبكة العنكبوتية، دون أي قيد رقابي، إنما وضعت أساساً للتعريف والرسمية والمسؤولية لكل ماينشر الكترونياً. من الوهلة الأولى يُتوقع أن تكون هذه اللائحة فيها تقييد لما ينشر الكترونياً، إلا أنها كانت مرنة في تحديدها الهدف والغاية من إقرارها، حيث نصت إحدى موادها العشرين على أنه «لا يخضع النشر الإلكتروني بأشكاله كافة للرقابة من قبل الإدارة المعنية»، وهذا يضع حداً لمن سيتذرع بتقييد الحريات. جاءت اللائحة بتفضيل رائع ومفصل ومهني وحصري لكل أنواع النشر الإلكتروني، قلما تجد أدبية عربية تناقش هذا الفن من واقع عملي وتطبيقي، وتؤطره في إطاره الذي يجمع بين الاستفادة منه، والمسؤولية على ماينشر فيه. الرائع في اللائحة السعودية أنها وضحت أسس الترخيص، وشروطه، ومحله، وآليته في مزيج تفصيلي توضيحي تعريفي في منتهى الاجازة والشمولية، كما أكدت على مؤهل من يرخص للصحيفة الإلكترونية، ووضعت له عشرة شروط، كنوع من التأكيد على مسؤولية ومهنية صاحب الامتياز. كما قسمت النشر الإلكتروني إلى قسمين رئيسيين: النشر الإلكتروني والنشر الجوال (خدمات الهاتف المحمول)، فهي لم تغفل عن الثورة الإعلامية في عالم الاتصالات.نعيش اليوم في الكويت فراغاً تشريعياً لا يضمن ممارسة راشدة للنشر الإلكتروني، فقانون المرئي والمسموع (61/2007) لم يعالج أي بند إلكتروني إطلاقاً، ولا لائحته التنفيذية كذلك، ولم يفصل أو يوضح كيفية التعامل معه في حالة المخالفة. فنحن في حاجة إلى تعريف فني قانوني للنشر الإلكتروني، وإلى تصنيف ما يحتاج منها إلى ترخيص، وإلى تشريع يدافع عن حقوق النشر في التفصيل الذي يحدده أهل الاختصاص وفق التخصيص المهني والصحافي المدروس. إن النشر الإلكتروني هو وسيلة نشر حاله كحال الصحف الورقية الاعتيادية، وما ينظمهم يجب أن ينظمه، والحرية كلٌّ لا يتجزأ... إن نظمناها إلكترونياً، ننظمها ورقياً، والعكس بالعكس. ولمراجعة نص اللائحة السعودية، يرجى زيارة هذا الرابط الموجز: http://q80.in/VrPhz2ناصر العيدانكاتب كويتيinfo@nasser.com.kw

ناصر بدر العيدان

ناصر بدر العيدان / من الآخر / اسمع كلام عبدالكلام
| ناصر بدر العيدان |مشكلتان يجمع على خطورتهما كل العالم، الأولى أن ثلثي البشرية اليوم يعيش تحت خط الفقر، والثانية أن نصف البشرية لا تتوافر لهم مياه صالحة للشرب! هاتان المشكلتان هما هاجس الرئيس الهندي السابق د. زين العابدين عبد الكلام، الرجل «الصاروخ» صانع النووي الهندي، والفيزيائي الأسطورة الذي جاوز عمره الثمانين وما زال يلقي محاضرات هنا وهناك، ويحل ضيفاً على أكبر الجامعات في العالم. ولكن، ما نظرية عبدالكلام في حل هذه المشاكل المأسوية؟يقول عبدالكلام ان «العقل المتّقد» لدى «الشباب» هو أعظم ثروة على وجه الأرض. وبهذه الجملة لخص عنوان الحلول لكل المشاكل التي تعاني منها الهند، والعالم على وجه العموم. ليس هذا فقط، فقد أنشأ عبدالكلام رئيس الهند السابق منظمة شبابية أسماها: الحركة الشبابية لتنمية الهند 2020، وألف كتاباً بهذا الخصوص أسماه «الهند 2020» الذي يذكرني بكتاب «رؤيتي» لسمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، إنها قيادات لها رؤية.مما شدني في أفكار عبد الكلام التنموية، هو حرصه على الوعي السياسي للشباب، فهو يؤمن بتدريس مناهج العلوم السياسية للطلبة في المراحل المتوسطة، ليكونوا مستعدين للحياة السياسية وقراءة التحركات الاجتماعية المختلفة في سن مبكرة، ما يحصنهم من الاستغلال السياسي، أو الشحن الطائفي من قبل بعض الساسة ضعاف النفوس، وما قد يستهلك طاقة الشباب في غير صالح الوطن. وهذه الزاوية من الوعي، هي درجة راقية من الاهتمام بالشباب وبسن مبكرة، حيث توجيههم التوجيه الصحيح نحو تنمية الوطن، ولا شيء غير الوطن.في الحقيقة، يسهل خداع الشباب لأنهم يستعجلون الأمل، لذلك فإن احتواء الدولة لفئة الشباب وتخصيص وزارة «حقيقية لا شكلية» لهم يشكل ضرورة وطنية واهتماماً تنموياً يعود على الدولة ويرفع من قدرها وخطوات تقدمها. الشباب ثورة وثروة، علينا حمايتها وتنميتها وتوجيهها. ومن الآخر، إذا لم يحتوهم الوطن... «سيفترسهم» أعداء الوطن! Nasser.com.kw

ناصر محمد الخرافي

ناصر محمد الخرافي / عدو فاجر وصديق غادِر
| بقلم ناصر محمد الخرافي |في زحمة الأحداث العالمية، وما تمر به المنطقة العربية من اضطرابات وتغييرات في بعض الانظمة وبدلاً من أن يستوعب البعض الدروس ويستلهم العبر، ويتعظ مما يجري، ويحاول اصلاح النفس، ويهذب الفكر، ويدرك ان التاريخ لايرحم... نراه يفعل العكس.وقد كنا ننتظر موقفاً شجاعاً يجمع شمل الأمة، ويوجه سلاحه صوب العدو الصهيوني الذي يتربص بنا ليل نهار، غير ان هذا كله لم يحدث، بل راح البعض يستغل الفرصة ليطعن الشرفاء المجاهدين بخنجر مسموم في ظهورهم، وهم في ذروة الدفاع عن الامة الاسلامية في مواجهتها للمخطط الصهيوني الآتي، وها هم قد كشروا عن انيابهم تجاه سيد المقاومة سماحة صاحب النصر الإلهي السيد حسن نصر الله، اذ لم تكتف اقلامهم عن الغمز واللمز تارة، والتلميح والتصريح تارة اخرى، معتبرين ان بعض تصريحات سماحته ما يسيء للبعض، ومعتقدين ذلك سقطة ليستغلوها للاساءة اليه، ونحن نقول لهم بعداً لكم، وهيهات ان تنالوا من سماحته، فهو أكبر وأعز من ابتذالكم، وما يتفوه به بعض القلة من السفهاء لايعبر الا عن رأي شاذ وعقيم، وان الغالبية الساحقة من امتنا تؤيد وتنادي بأعلى صوتها «نحن معكم ياسيد النصر الإلهي»، ولن نكترث لتهديدات من هنا، او محاولات لقطع الارزاق من هناك، فالمبدأ بالنسبة الينا فوق كل شيء، والموت اهون علينا من حياة ملؤها الذل والهوان، ان عزنا وفخرنا وقوتنا في اسلامنا وقوميتنا وان كنا نعتب على بعض القوميين من امتنا سكوتهم وصمتهم عما يحاك للابطال من مؤامرات، ولم نسمع لهم صوتا، ومع ذلك وعلى المستوى الشخصي ولولا امنك الشخصي، وامانك الذي يحاول العدو زعزعته على الدوام، لوهبتك سكني وبيتي المتواضع لتؤوي فيه محبة وتأييداً ودعماً لكم، واقول لسماحتكم لايحزنكم ما تثيره حشرات الليل التي اذا ازعجت، فانها لا تضر، وان مؤيديك ومحبيك من الغالبية الساحقة في عالمنا العربي والاسلامي يدعون لك في كل الاوقات بالعزة والشموخ، وان الله سبحانه وتعالى لن يتخلى عنك، بل يرسل لكم الدعم والمساندة.قال تعالى: «إذ يوحي ربك الى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا...». «إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألفٍِ من الملائكة مردفين».ويقول الشاعر: احذر عدوك مرة... واحذر صديقك ألف مرة... فلربما انقلب الصديق فكان أعلم بالمضرة.وفقكم الله وحفظكم واخواننا المقاومين الابطال الذين يواجهون الاعداء الصهاينة، وصبيانهم الاذلاء، الذين جعلوا الدنيا اكبر همهم، ومبلغ علمهم.والله ولي التوفيق،،،

ناصر ناجي النزهان

ناصر النزهان / «حدس» ... وشراء المديونيات
ينقسم الشارع الكويتي وكذلك مجلس الأمة والتكتلات والتيارات والأعضاء فيه على موضوع شراء مديونيات المواطنين إلى قسمين: الأول مؤيد والآخر معارض، ولا أتردد في ذكر عدم صواب الرأيين. لأن الرأي الأول المؤيد يرى انه لا توجد مشكلة على الاطلاق ولا يوجد عدد «لا يستهان به» من المواطنين في حالة عسر تام، وكذلك لا يرى أن البنوك والمصارف والمؤسسات الاستثمارية الربوية بعدم الالتزام بقوانين وضوابط الاقتراض ما فاقم المشكلة وضاعف آثارها، وكذلك لا يرى تراخي الحكومة بالرقابة على سياسات الاقتراض، ولا يرى مشكلة في ارتفاع سعر الفائدة ارتفاعاً ضخماً، ولا يرى تهاون الحكومة في التعاون باستثمار الفائض المالي الكبير في الدولة، ولا يرى أيضاً مشكلة بعدم تقديم الحكومة والنواب الرافضين للقانون لبدائل في حل معاناة المواطنين.وملخص هذا الرأي: يرى أنه لا توجد مشكلة أصلاً ولا تستحق المناقشة كما هو رأي الحكومة «والتكتل الوطني».أما الرأي الآخر (المعارض) فله وجهة نظر تختلف ولا تقل استخفافاً بما ذكره الرأي الأول حتى اعتقد ان جميع المواطنين يعتبرون من المعسرين وبالغ بالمشكلة حتى اعتقد أن جميع المواطنين عليهم ضبط واحضار او لديهم مشاكل قضائية.وملخص هذا الرأي أنه يريد شراء جميع المديونيات عن كل المواطنين، ولا يفوتنا ما سيقع من ظلم على غير المقترضين.وفي ضوء بحث هذه المشكلة فقد أصدرت الحركة الدستورية الإسلامية (حدس) بعد اجتماع الأمانة العامة للحركة بياناً وقد وفقت في الرأي بما توصلت اليه لأنها توصلت إلى حل مختلف مع الاتجاهين السابقين، وملخص بيانها الموافقة على قانون شراء المديونيات مع الضوابط الخمسة التي اقرتهاالحركة وهي كالآتي:1 - ان يكون الدخول في برنامج جدولة الديون اختياريا للمدينين.2 - يلتزم من يدخل البرنامج عدم الاقتراض طوال فترة تسديده للدين.3 - تعديل نص المادة (3) من القانون المقترح بحيث لا يتجاوز سقف اعادة جدولة الدين عن (20 عاماً) للديون المسقطة و(10 أعوام) للديون الاستهلاكية.4 - تلتزم البنوك والمؤسسات الاستثمارية باسقاط الفوائد المستحقة عن القروض المشتراة من تاريخ الشراء.5 - يحظر على الوزراء والنواب المستفيدين من مشروع قانون المديونيات الصعبة للاستفادة من هذا القانون.وبما قررت الحركة الدستورية (حدس) نحو تأكيدها على توجهها لفتح حوار التعاون مع الكتل البرلمانية للبحث عن وسائل تحقق العدالة والمساواة بين شرائح المجتمع من خلال تقديم مقترحات اخرى تراعي الفئات غير المستفيدة من هذا القانون.ولا يفوتنا في ختام هذه المقالة استنكار ما ورد على لسان اعضاء تكتل «العمل الوطني» بالتصريحات الصحافية بأن هذا القانون جريمة بحق الشعب الكويتي، ولا أفهم معنى الجريمة التي يتحدثون عنها رغم وجود تراض اجتماعي وفق الضوابط لهذه المشكلة، وكما هو معلوم بأن القوانين تكون في خدمة المجتمع وليس العكس بأن المجتمع في خدمة القانون، وهذا التعاون الاجتماعي يحقق المصلحة العامة.ناصر النزهانكاتب كويتيalnzhan@hotmail.com

نايف عبيد العجمي

نايف عبيد العجمي / قليلا من الانصاف يا أستاذ تركي
يبدو ان قضية المساجلات التي حدثت بين النائب مسلم البراك والوزير احمد باقر اخذت اكبر من حجمها وتناولتها الاقلام الصحافية، كل يفسر الموضوع حسب هواه او بناء على مواقف مسبقة واحكام مصدرة ربما حتى قبل حدوث الحادثة، ومن ذلك ما كتبه الزميل الفاضل الاخ تركي العازمي في جريدة «الراي» في عددها الصادر يوم السبت 5/7/2008 وعنون لها «باقر وصلاة البراك!».وقد احزنني في مقال الاخ تركي بعده عن الانصاف في الحكم على الاخ احمد باقر، بينما كان المديح للأخ مسلم البراك، وهو يستحق ذلك وشدد في إلقاء اللائمة على الأخ احمد باقر في حين ان الكاتب لو تأمل الحادثة وتابعها جيدا لعلم يقينا ان البادئ في التعدي هو الاخ مسلم البراك، بينما كان الوزير باقر في موضع الدفاع عن النفس، وايضا النائب الفاضل مسلم البراك هو الذي خرج عن موضوع النقاش - صندوق المعسرين - وتحدث عن بعض الامور التي لا ينبغي الخوض فيها في هذا المكان احتراما له، الامر الذي يعتبر مخالفا للائحة الداخلية وإلا فما علاقة شيك باقر بصندوق المعسرين.وايضا استشهاد الوزير احمد باقر بكلام المعتوق عن عدم صلاة البراك لم يأت ابتداء بل كان ردا على استشهاد مسلم البراك بكلام للمعتوق يدعي فيه قيام الوزير احمد باقر للشيك احتراما له! فإيراد الوزير احمد باقر بكلام المعتوق كان من باب الاحتجاج فقط فإذا كنت يا مسلم تصدق كلام المعتوق فهذا المعتوق نفسه يقول عنك كذا وكذا!والعجيب ان المعتوق نفى في اليوم التالي مباشرة النقلين كليهما، ومن عدم انصاف الكاتب انه نقل نفي المعتوق لكلام باقر وحجب نفي المعتوق لكلام مسلم ايضا؟ وهذا غريب!لكن عموما انا ارى ان هذه القضية لا تستحق هذه الهالة الاعلامية كلها التي رافقتها فذلك كله ليس فيه مصلحة للكويت والواجب على الجميع ان يقدم مصلحة الكويت على كل شيء، والاخوان مسلم البراك واحمد باقر لهما جهود مشكورة في خدمة الكويت، نسأل الله لهما الاعانة والتوفيق.نايف عبيد العجميnom77@hotmail.com