No Script

ناصر بدر العيدان / من الآخر / اسمع كلام عبدالكلام

تصغير
تكبير
| ناصر بدر العيدان |

مشكلتان يجمع على خطورتهما كل العالم، الأولى أن ثلثي البشرية اليوم يعيش تحت خط الفقر، والثانية أن نصف البشرية لا تتوافر لهم مياه صالحة للشرب! هاتان المشكلتان هما هاجس الرئيس الهندي السابق د. زين العابدين عبد الكلام، الرجل «الصاروخ» صانع النووي الهندي، والفيزيائي الأسطورة الذي جاوز عمره الثمانين وما زال يلقي محاضرات هنا وهناك، ويحل ضيفاً على أكبر الجامعات في العالم. ولكن، ما نظرية عبدالكلام في حل هذه المشاكل المأسوية؟

يقول عبدالكلام ان «العقل المتّقد» لدى «الشباب» هو أعظم ثروة على وجه الأرض. وبهذه الجملة لخص عنوان الحلول لكل المشاكل التي تعاني منها الهند، والعالم على وجه العموم. ليس هذا فقط، فقد أنشأ عبدالكلام رئيس الهند السابق منظمة شبابية أسماها: الحركة الشبابية لتنمية الهند 2020، وألف كتاباً بهذا الخصوص أسماه «الهند 2020» الذي يذكرني بكتاب «رؤيتي» لسمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، إنها قيادات لها رؤية.

مما شدني في أفكار عبد الكلام التنموية، هو حرصه على الوعي السياسي للشباب، فهو يؤمن بتدريس مناهج العلوم السياسية للطلبة في المراحل المتوسطة، ليكونوا مستعدين للحياة السياسية وقراءة التحركات الاجتماعية المختلفة في سن مبكرة، ما يحصنهم من الاستغلال السياسي، أو الشحن الطائفي من قبل بعض الساسة ضعاف النفوس، وما قد يستهلك طاقة الشباب في غير صالح الوطن. وهذه الزاوية من الوعي، هي درجة راقية من الاهتمام بالشباب وبسن مبكرة، حيث توجيههم التوجيه الصحيح نحو تنمية الوطن، ولا شيء غير الوطن.

في الحقيقة، يسهل خداع الشباب لأنهم يستعجلون الأمل، لذلك فإن احتواء الدولة لفئة الشباب وتخصيص وزارة «حقيقية لا شكلية» لهم يشكل ضرورة وطنية واهتماماً تنموياً يعود على الدولة ويرفع من قدرها وخطوات تقدمها. الشباب ثورة وثروة، علينا حمايتها وتنميتها وتوجيهها. ومن الآخر، إذا لم يحتوهم الوطن... «سيفترسهم» أعداء الوطن!

 

Nasser.com.kw
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي