ناصر التناك ذلك الرجل الطيب المرح في خلقه الأمين على واجبه العسكري، المحافظ على صداقته مع ضباطه وضباط صفه وجنوده، لم اسمع طوال مدة خدمتي معه في الجيش الكويتي وخاصة في القوة البرية ان احداً من الضباط او ضباط الصف او الجنود قد ذكر ناصر بسوء. بل الكل راضٍ عنه وعن اخلاقه وعن علاقته معهم، كان الاخ للضباط والاب لضباط الصف والصديق لجنوده، عاملهم برفق وادب واحترام وحنان الاب لابنائه، خدم وهو ضابط صغير في القوة البرية للجيش الكويتي متقلداً مناصب كثيرة منها: آمر فصيل مشاة، ثم آمر سرية مشاة، ثم آمر كتيبة مشاة، ثم آمر الحرس الاميري، ومرافق خاص لصاحب السمو امير البلاد الراحل الشيخ جابر الأحمد رحمه الله.
لقد خدم في قيادة القوة الكويتية على جبهة قناة السويس لمرات عدة، ثم آمرا لمدرسة المشاة، وقد قدم كثيرا من المشاريع التعبوية في الوقت الذي كان من النادر تقديم مثل هذه المشاريع، وعندما رأى انه لا يستطيع تقديم المزيد قرر التقاعد تاركاً وراءه ضباطا يستطيعون ان يقدموا ما يريده لهذا الجيش، ضباط تخرجوا في مدرسة ناصر التناك التعبوية واسلوب حياته العسكرية.
انتقل العميد الركن متقاعد ناصر التناك إلى رحمة الله تعالى عن عمر يناهز 77 عاماً بعد ان ترك وراءه ثروة عسكرية ستكون نبراساً لابنائه الضباط، تاركاً وراءه اصدقاء واحبابا واخوانا سيذكرونه وسيذكرون مواقفه الشجاعة المطالبة دوما برفعة شأن هذا الجيش. رحمك الله يا ناصر رحمة واسعة وأدخلك جنته إن شاء الله.
علي عبداللطيف خليفوه
عميد ركن متقاعد