سنة الكورونا
فيما كنت جالساً في حجري المنزلي اطل برأسي من نافذة حجرتي واستنشق هواء الطبيعة، سرحت بفكري ولا اذكر فيما كنت افكر! المهم.. لاح لي خيال طيف طننت في بداية الأمر أنه طائر وإذا به "كوفيد" بشحمه ولحمه، يلبس قميصاً مطبوع على ظهره رقم 19، فسألني فيما افكر ؟ولكنني لا أتذكر!غير أني جلست احكي وهو يسمع منصتاً. قلت له أتعرف ماذا سيروي التاريخ عنك غير أنك قاتل لعين:في سنتك: حضرت قرارات الحكمة والحزم التي تبنى عليها الدول وتحفظ الأوطان، وغابت سياسات الأيادي المرتجفة والمنفلتة التي لا تصنع الإنجاز وتقود إلى طريق الهاوية. في سنتك: انكشف عجز دول متقدمة وعدم اهتمامها بشعوبها، وسجل التاريخ دولة الكويت في مصاف أفضل الدول في تسخير امكاناتها لخدمة شعوبها.في سنتك: تكاتف تجار الكويت ووضعوا أموالهم وأملاكهم تحت تصرف الدولة، في وقت وجهت فيه دول عظمى رعاياها بطلب المساعدة من اللجان الخيرية.في سنتك: اعطيتنا دروساً فأحييت قلوباً كانت غافلة عن أهمية المسؤولية الاجتماعية، وعلمتنا الالتزام، وكشفت ما عميت عنه أبصارنا، فصرنا نميز بين أبطال قلوبهم على أوطانهم وأشرار لا يفكرون إلا بأنفسهم، وأشخاص على قدر من المسؤولية الوطنية، وآخرين لا يعرفون معناها.في سنتك: عادت رؤوس الفتنة إلى جحورها وفشل كل من أراد أن يشعل أزمة طائفية أو عرقية أو عنصرية، عندما وقف الشعب الكويتي صفاً واحداً متحدين ضد أي عمل تكسبي او مشين.في سنتك: غاب عبيد الكاميرات الذين يضحكون على عقول الشعب فتكممت افواههم، وظهر رجال الدولة الحقيقيون في الصفوف الإمامية يعملون بصمت على خط النار فداء للوطن.في سنتك: أعيد ترتيب فئات المجمتع ترتيبا صحيحاً فصار في المقدمة العلماء والطواقم الطبية والأمنية والإعلاميون والمتطوعون وكل مواطن خفير قلبه معلق الوطن، وعاد مشاهير الخيبة إلى وضعهم الطبيعي مغمورين وغير مرئيين.في سنتك: طُبقت الرقابة الحقيقية على الفساد والغش التجاري والمحلات المخالفة، وفتح المجال للمزارعين الكويتيين للمساهمة في توفير المخزون الغذائي في الجمعيات التعاونية.في سنتك: عدنا إلى حياة البسطاء وعرفنا قيمة الأيام التي تمر علينا وديعة وهادئة نجلس فيها مع عائلاتنا دون التفكير بمتاعب الحياة اليومية، أو اللهث وراء الكماليات التي لا تغني صاحبها.في سنتك: أعدتنا إلى الطريق السليم ورسمت لنا خارطة جديدة وقلت لنا من هنا طريق التنمية ومن هنا تعود الكويت درة الخليج. في سنتك: سمعنا صوت وزير الصحة المرهق، وعلى وجهه التعب والأرق، وفي عينه لمعان يعكس حجم المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقه، يقول :أستحلفكم بالله البقاء في منازلكم ولكن لحظة ... ماذا لو تفشيت ؟صحيح أنك أنيسي الليلة ولكن دعني أعود للواقع قليلاً بعد أن استدرجتني إلى عالم أحلامي، ماذا لو فاق عدد مرضاك الطاقة الاستيعابية لوزارة الصحة وأصبحنا في مواجهة حقيقية معك ؟؟ لا ليس تشاؤماً ولكنني فقط اتوقع الأسوأ منك وأتساءل ما هي الخطة؟أتعلم .. حتى يباعد الله بيننا وبينك، ليس أمامنا سوى التباعد الاجتماعي والالتزام بتعليمات وزارة الصحة، وحظر التجوّل، هكذا يقول المنطق.لحظة أخرى ..قبل ان تذهب اسمع هذه القصة، لتعرف أنك في المكان الخاطئ...في عام 2012 تم إنشاء مركز ادارة الكوارث والازمات لدول مجلس التعاون الخليجي وهو مركز مختص للتعامل مع الكوارث الطبيعية وإدارة الأزمات قبل واثناء وبعد وقوعها في اي دولة خليجية.اذكر حينها قمت بإجراء لقاء صحافي مع نائب رئيس المركز في منزله وصرح لي باختيار دولة الكويت مقرا رئيسيا للمركز، وتم توظيف عدد كبير من المسؤولين والموظفين فيه، ورسم خططه المستقبلية واهدافه الاستراتيجية. حاولت أن أكمل ليهاب ولكن للأسف.. انتهت القصة!