كي تنهض أي أمة أو شعب فلابُد من أن يكون للشباب الدور الأكبر في هذا النهوض، فالشباب هم عماد المجتمعات، الذي يصنع التنمية ويسمو بها إلى أبعد الآفاق، فإن كان الشباب على قدر المسؤولية نجح المجتمع، ونجحت معه الأمة وقامت عليه الدول، وأدركت هذه الرؤية العديد من الدول في العالم فأنشأت لهذا الغرض الهيئات والمؤسسات، وساهمت في منح الشباب منزلة خاصة.

وفي بلدنا الحبيب أولت الدولة للشباب نصيباً مهماً من الرعاية، لأن رؤية الكويت 2035 لن تتحقق على أصولها إلّا بمساهمة الشباب، فالمشاريع والأنشطة يجب تركيزها على الشباب وفتح آفاق ومجالات عديدة لتدريبهم وتهيئتهم على الانخراط في ورش العمل للوصول إلى رؤية 2035، فالبرامج يجب أن تكون واعدة وتحقق طموحات هؤلاء الشباب، كما ويجب أن تكون تلك البرامج متنوعة، وهنا نقول إن الهيئة العامة للشباب التي أنشأتها الدولة كانت قراراً صائباً مئة في المئة، والتي تم تأسيسها على أساس أن الشباب شركاء ومنتجون في ريادة الكويت خلال المرحلة الحالية من عمر البلاد، والتي من خلالها يتم تعزيز الموقع المهم للدولة، على خارطة العمل الشبابي الدولي في العالم.

إن تدريب وتهيئة الشباب على قيادة بلدهم هو الهدف الملح دائماً وأبداً، والذي لا يقف عند نقطة أو مرحلة معينة، وذلك من خلال تدريب الشباب وتوفير كوادر مهيأة تكون على مستوى عالٍ من التدريب، واستثمار المواهب والمبدعين منهم وتخصيص برامج مواهب خاصة، وذلك لخدمة أهداف البلاد التنموية، كما أن إبراز القدرات الشبابية في العديد من المجالات، سيكون له عظيم الأثر في المستقبل.

بالإضافة إلى أهمية البرامج الأخرى في مسيرة الشباب مثل الفنون والإعلام والريادة في سوق العمل، فالفنون على سبيل المثال تنمي المواهب وتفجّر طاقات الشباب وتخرج ما في أنفسهم، وتدرّبهم في حقل الإعلام، حيث تعمل على إخراج جيل من الشباب يعي أهمية الإعلام اليوم في حياة الشعوب، وتأتي الريادة في سوق العمل ضمن أهم الأولويات التي يجب أن يتدرّب الشباب عليها، كما أن تعدد البرامج الأخرى التي تعنى بالشباب وتركز على هذه الشريحة المهمة من المجتمع، سيكون له عظيم الأثر في تكوين وصقل المواهب استعداداً للمستقبل.

ونتمنى من المسؤولين في هيئة الشباب بالتركيز على الجانب الرياضي وبشكل كبير، والاهتمام بالبرامج الأخرى لخدمة هؤلاء الشباب، الذين ينتظرهم الغد ليخدموا بلدهم ومجتمعهم، وفي هذا الصدد لابد لنا هنا من الإشادة بوزير الإعلام والشباب عبدالرحمن المطيري، على تلك الجهود المباركة نحو تهيئة الشباب للمرحلة المقبلة، والله الموفق.

Dr.essa.amiri@hotmail.com