رؤية ورأي

وزارات خدمية تقتدي بشركات أهلية متميّزة

تصغير
تكبير

شاسع الفارق بين مستوى الاستعانة بوسائل التواصل المباشر – لتحسين الخدمات المقدّمة – من قبل شركات أهلية متميزة، وبين مستوى الاستعانة بها من قبل الجهات الحكومية الخدمية، كوزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجدّدة.

فقبل أيّام اشتريت سلعة كبيرة من إحدى الشركات المشهورة. وبعد سداد قيمة السلعة، وصلت إليّ نسخة إلكترونية من الفاتورة التفصيلية (تبيّن الفترة الإجمالية لكفالة المصنع والكفالة المضافة) عبر البريد الإلكتروني. ثم تسلّمت عبر الهاتف النقال رسالة نصية تؤكّد موعد توصيل السلعة إلى منزلي، وهو الموعد الذي اخترته قبل دفع الفاتورة. ثم في الصباح الباكر من يوم التسليم، وصلتني رسالة نصّية تذكّرني بموعد التسليم، متضمّنة رقم هاتف لتغيير الموعد، إن رغبت. ثم، بعد قرابة ساعتين، جاءني اتصال من فريق التوصيل يتحقّق حسب الظاهر من عنوان التوصيل، وضمناً ليؤكد الموعد مرة أخرى. ثم، بعد أقل من ساعة من خروج فريق التوصيل والتركيب من منزلي، جاءني اتصال من قسم مراقبة الجودة التابع للشركة لاستشفاف رأيي حول مستوى خدمات الشركة من لحظة دخولي المعرض إلى ساعة خروج فريقها من منزلي.

هذا التوظيف المتكامل من قبل الشركة لوسائل الاتصال المباشر، ذكرني بمناشداتي السابقة – منذ انتشار تطبيق «واتساب» – بتوفير الاتصال المباشر بين مراقبي عمّال شركات المقاولة المنفّذة لمشاريع وخدمات الوزارات، ومعهم موظفو الوزارات المشرفون على تنفيذ عقود المقاولة، وبين قاطني «الفرجان» أو الحارات مواقع تنفيذ المشاريع. وذلك لتحقيق التعاون والتناغم بين الأطراف الثلاثة (المقاول والوزارة والسكان) أثناء تنفيذ عقود خدمات الطوارئ وعقود صيانة وتطوير المرافق التابعة للوزارة الخدمية. أو على أقل تقدير، لقياس درجة رضا السكّان (المواطنين والمقيمين) من الأعمال المنفذة ونظافة أماكن التنفيذ.

لست بصدد سرد مجموعة من وقائع معاناة سكّان من مقاولي جهات حكومية. وإنما سأشير إلى بعض الفرص المهملة من قبل الوزارات الخدمية، وتحديداً الفرص المتاحة مجّاناً في وسائل التواصل المباشر كتطبيق «واتساب»، التي يمكن توظيفها في تحسين مستوى الخدمات التي تقدّمها الوزارات الخدمية عبر شركات المقاولة التي تتعاقد معها.

فعلى سبيل المثال، عندما أقدّم بلاغاً إلى وزارة الكهرباء – عبر تطبيق MEW 152 أو القنوات الأخرى – في شأن انقطاع كلّي أو جزئي للتيار الكهربائي عن منزلي. لماذا لا يُنشئ الموظف مستقبل البلاغ نافذة افتراضية موقتة، «قروب واتساب» مثلاً، للتواصل المباشر بين المعنيين بالبلاغ، وهم: أنا وجيراني المتضررين من انقطاع التيار، والمهندس أو مراقب الفنيين المنتسب لشركة المقاولات المكلف بمعالجة الإشكالية، ومهندس الوزارة المشرف على تنفيذ أعمال العقد؟

فهذه النافذة الافتراضية تسمح لنا كمتضرّرين متابعة أعمال الإصلاح، وترتيب أمورنا واستعداداتنا وفق التطورات والمستجدات التي يزودنا بها المقاول عبر النافذة، والتعاون معه. وفي الوقت ذاته، تزيد كفاءة إشراف الوزارة على تنفيذ أعمال العقد.

كما أن أهمية هذه النافذة تتنامى بتفاقم الإشكالية وتعقيدات الإصلاح. فعلى سبيل المثال، قد تتطلب الحالة تبديل كابل كهرباء مدفون، وتباعاً الاستعانة لأيام عدة بمولدات كهرباء متنقلة. فبالنسبة للمولدات، تعاون الجيران مطلوب في تحديد مواقع تركينها، لأنها غالباً تكون مستقطعة من مواقف سياراتهم. وأيضاً تعاونهم مطلوب في التحقق من سلامة توصيل كابلات المولدات المتنقلة بصناديق كهرباء مساكنهم (من خلال التدقيق في اتجاه دوران مراوح المكيفات المركزية). وبالنسبة لتبديل كابل الكهرباء، تعاون الجيران مطلوب في إخلاء المساحات على جانبي مسار الكابل. وأيضاً مطلوب في تقييم أعمال الردم والترميم بعد استبدال الكابل.

الخلاصة، أنه لا يليق بوزاراتنا الخدمية الاستمرار في تجاهل الطفرات المتتالية في وسائل التواصل المباشر، وما توفرها من إمكانات لتحسين الخدمات التي تقدمها هذه الوزارات. لذلك، أدعوها إلى التوظيف الأمثل لهذه الإمكانات، بعد الانتهاء عاجلاً من إعداد وإقرار لوائح تنظّم هذا التوظيف...

اللهمّ أرنا الحقّ حقاً وارزقنا اتباعه.

abdnakhi@yahoo.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي