من الخميس إلى الخميس

أعداءُ أُمة العرب

تصغير
تكبير

لا يجب أن نُتْعِب أنفسنا في البحث عن أعدائنا، إذا أردنا معرفة أعداء أمتنا فما علينا سوى النظر حوالينا، بيننا اليوم كثير من أعدائنا، يلبسون لباسنا ويتكلّمون بلساننا لكنهم يدفعوننا إلى الوراء.

إذا نظر العالم حولنا فماذا سيرى؟ معارك في اليمن ولبنان وسورية والعراق والسودان وليبيا، مئات الآلاف من المهاجرين العرب يُعذّبون حتى فوق أراضٍ عربية، خلافات عميقة بين شعوب المنطقة العربية، حملات تخوين والكل يسخر من الكل، أحزاب استولت على دول وسلّمت مفاتيحها لبلاد تبحث عن الانتقام من العرب، وشعوب لا تُدرك مصلحتها تندفع وراء التحريض، أصبحت مُتعتنا الكبرى أن نُرسل الرسائل السلبية عن بعضنا البعض، وغدت منصات التواصل الاجتماعي في أغلبها منصات لتخليص الحسابات وتفريغ الأحقاد.

ماذا ربحنا من تلك الخلافات؟ هل عادت أراضينا المحتلة؟ هل حررنا شبراً من فلسطين، أو أعدنا مهاجراً إلى بلاده! هل استفدنا من تخوين بعضنا وجرعات السباب بيننا!

لا تتعبوا أنفسكم بالبحث عن أعدائنا بعيداً، إنهم في الصورة معنا، يوالون أعداء أمتنا ويتلقون منهم التوجيهات بل ويسارعون لإرضائهم على حساب قضايا أُمتنا نحن نغطي أعيننا حتى لا نرى الحقيقة، شعارنا الخوف ومنهجنا الصمت، أما هم، الذين يعيشون بيننا، فهم مستمرون في طاعتهم لأعدائنا مستمتعين بإثارة الفتن بيننا ومبدعين في صياغة الحجج وتقديم المقترحات والنصائح لتغطية خطيئتهم الكبرى، إنهم مستمتعون بالخديعة التي يمارسونها منذ عقود والتي جعلت أمتنا مجرد تجمعات بشرية منشغلة بالصراع والبحث عن السبب، السبب في ما نحن فيه من فتن وضعف، ورغم وضوح السبب وقربه منا إلا أننا نخاف من تشخيصه وكشفه.

هل نحن الذين نضع أيدينا فوق عيوننا حتى لا نرى من معنا في الصورة، أم هي يد غريبة تمنعنا أن نرى ما يجب أن نراه؟، هذا هو السؤال!.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي