رسالتي

سدِّد الرأي كما سدّدت الرمي !

تصغير
تكبير

أُعلِن في غزة يوم الاثنين الماضي عن موافقة حركة حماس نيابة عن فصائل المقاومة على اتفاقية مقترحة لوقف إطلاق النار قدّمتها قطر ومصر، وتضمنها الولايات المتحدة والأمم المتحدة، تنص على إنهاء القتال في غزة على ثلاث مراحل تؤدي في النهاية إلى وقف نهائي لإطلاق النار، وانسحاب جيش الاحتلال من غزة، وفك الحصار والسماح بدخول المساعدات، وتبادل للأسرى والمحتجزين على فترات.

أدارت حركة حماس المفاوضات بمهارة وجدارة لا تقل عن إدارتها لساحة المعركة، والتي مكنتها من الثبات والصمود ومناكفة العدو الصهيوني، وإلحاق الخسائر في صفوفه في الجنود والآليات، برغم التفوق العسكري والدعم الغربي.

ربما لا تلبي بنود الاتفاقية كل الآمال التي يريدها أهل غزة، لكنها على الأقل تلبي الحد الأدنى من المطالب.

الكرة الآن في ملعب حكومة الكيان الصهيوني، والتي تتردد في قبول بنودها، خشية أن يُعتبر ذلك نصراً لحماس، لكن لعل بعض الضغوط الأميركية ربما تساهم في إبرام الاتفاقية.

إن تمت الموافقة على الاتفاقية فإن «حماس» وحركات المقاومة تكون قد حفظت دماء الشهداء وتضحيات أهل غزة ولم تضيعها.

وتكون قد أعطت نموذجاً مثالياً يمكن أن يُحتذى به في مقاومة المحتل، والذي لا يمكن طرده إلّا بالمقاومة، فما أُخِذ بالقوة لا يسترد إلّا بالقوة.

وتعطي درساً لكل مقاوم بأن سلاحه مثل الشرف للفتاة العفيفة، والتي لا يمكن أن تفرط في شرفها ولو أدى ذلك إلى التضحية بحياتها.

نقول لأهل فلسطين وأبناء الأمة العربية والإسلامية: افتخروا بهذه المقاومة التي حفظت للأمة شرفها وعزتها وكرامتها، فهذا فعل الشعوب الحرة التي تُكرم وتفتخر بأبطالها، كما هو الحال بأبطال ليبيا والجزائر وأفغانستان ومصر الذين قاوموا الاحتلال الإيطالي والفرنسي والأميركي والإنكليزي حتى تمكنوا من طرده من بلادهم.

كما أن هذه الشعوب - في المقابل - تحتقر الخونة والعملاء والجواسيس والمتآمرين وخدّام الاحتلال.

ندعو الله تعالى أن يوفق رجال المقاومة في غزة ونقول:

(اللهمّ كما سدّدت الرمي فسدِّد الرأي).

X: @abdulaziz2002

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي