ربيع الكلمات

رسالة إلى شباب الكويت

تصغير
تكبير

خير الكلام ما قلّ ودل، كما يقولون، وأوجه هذا الكلام المباشر لشباب الكويت وأمل المستقبل. ويقول أهل الاختصاص عندما تواجه مشكلة في حياتك فنصف الحل هو في التشخيص السليم لهذه المشكلة، وهذا ما أحاول أن أسلّط الضوء عليه وأضع المجاهر الفاحصة من خلال لغة الأرقام التي لا تكذب.

البعض قد يذهب بعيداً ويقول هذا كلام محبط وقد يكون كذلك، ما أفعله ودوري ككاتب أن أقول الحقيقة وما يمليه عليّ ضميري حتى تستعدوا للمستقبل جيداً، فالمقبل لا يرحم لمن لا يستعد له، خصوصاً أن الإحصائيات الحديثة للإدارة المركزية للإحصاء ذكرت أن عدد سكان الكويت في 2024 بلغ 4 ملايين و913 ألفاً و271، مقارنة بـ4 ملايين و793 ألفاً و568 في يناير 2023.

وبلغ عدد المواطنين مليوناً و545 ألفاً و781 مقابل مليون و517 ألفاً و76 قبل عام، بزيادة قدرها 28705.

أما عدد غير الكويتيين فقد بلغ 3 ملايين و367 ألفاً و490 مقارنة بـ3 ملايين و276 ألفاً و492 قبل عام، بزيادة قدرها 90 ألفاً و998. وأهم ما ذكر في هذه الإحصائيات أن هناك 650 ألف كويتي دون عمر 19 سنة بما يعادل 42 في المئة من الشعب الكويتي!

هذه الأرقام تجعل كل مسؤول لا ينام الليل ونحن لدينا كل هذا العدد الذي بحاجة إلى تعليم جيد، وسكن، ووظائف، وهل الدولة قادرة على توفير كل هذه الخدمات لهؤلاء الشباب، بدل الانشغال بقضايا هامشية لا تقدم أو تؤخر وحسابات وهمية وصراعات مصطنعة.

لا شك، أن الحكومة ستكون عاجزة عن استقبال الخريجين والبالغ عددهم 450 ألف خريج وخريجة خلال السنوات العشر المقبلة، لذلك لا بد من الاهتمام بأبنائكم من خلال التعليم الجيد، وعدم الاعتماد على الوظيفة الحكومية والتوجه للقطاع الخاص سواءً المحلي أو الخليجي أو حتى الشركات العالمية، وهذا بحاجة إلى تفكير ومصارحة الأبناء في ذلك.

وعند اختيار التخصص يجب أن يكون متوافقاً مع احتياجات المستقبل، بدل الدراسة في تخصصات لا يحتاجها سوق العمل، وكل شيء يتغير من حولنا ونحن لا نشعر، تخيل لدينا طوابير من المهندسين الذين تخرّجوا في الجامعات الخاصة الداخلية أو البعثات وليس هناك أي احتياج في سوق العمل، وما زالت هناك إعلانات للبعثات الداخلية والخارجية للتخصص ذاته!، وهناك الآلاف يدرسون في الخارج بتخصصات ليس هناك حاجة لها في سوق العمل.

وفي تقرير صادر عن بنك الاستثمار غولدمان ساكس، ذكر بأن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يحل محل ما يعادل 300 مليون وظيفة خلال الفترة المقبلة، وأن تقنيات الذكاء الاصطناعي ستقوم بمهام ربع الوظائف في الولايات المتحدة وأوروبا، لكن هذا قد يعني أيضاً وظائف جديدة وانتعاشاً في الإنتاجية.

وتفيد دراسة شركة برايس ووترهاوس كوبرز، إلى أن 15 تريليون دولار هي المساهمة المحتملة للذكاء الاصطناعي في الاقتصاد العالمي عام 2030، بزيادة بنسبة تصل إلى 26 في المئة في الناتج المحلي الإجمالي للاقتصادات المحلية الحالية.

وتوقعت شركة «آي بي إم» (IBM) أن برامج المحادثة الآلية يمكن أن تساعد الشركات على تقليل تكاليف خدمة العملاء بنسبة 30 في المئة، وذلك عن طريق تسريع مدة الاستجابة والإجابة عن 80 في المئة من أسئلة العملاء، وقد يستغرق الأمر بعض الوقت حتى تصبح سرعة ودقة نماذج تحويل الكلام إلى نص وتحويل النص إلى كلام كافية لاستبدال موظفي استقبال المكالمات بالكامل.

تحدثوا مع أبنائكم أن الذكاء الاصطناعي سيغير وجه وطبيعة الوظائف وخلال سنوات قليلة جداً مقبلة، ستحل التكنولوجيا مكان العديد من البشر، وهناك وظائف ستختفي وأخرى أكثر ستظهر، ونحن جزء من هذا العالم فيجب أن نستعد لذلك... ولكن لو نظرنا إلى ما يشغل السياسيين والناس لوجدنا أموراً صغيرة لا تستحق أن تذكر ومعارك هامشية.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي