أضواء

الاحتجاجات الطلابية ولحظة فيتنام بايدن

تصغير
تكبير

بعد عملية طوفان الأقصى، زار الرئيس الأميركي بايدن الإرهابي نتنياهو، وتعهد له بالدعم العسكري والسياسي والإعلامي في حرب الإبادة التي يشنها على سكان غزة المحاصرين، وكان استخدامه الفيتو لمنع وقف حرب الإبادة من تجليّات ذلك الدعم، ولم يتردد باعتماد بلايين الدولارات لدعم آلة الحرب الصهيونية، التي تفتك بسكان غزة وأطفالها، وتدمر مرافقها الحيوية والسكنية، حتى أنه لم يلتفت إلى حكم محكمة العدل الدولية بأغلبية ساحقة بإدانة الكيان الصهيوني بارتكابه خرقاً لاتفاقية منع الإبادة البشرية، بل ذهب أبعد من ذلك، عندما هدّد محكمة العدل الدولية من مغبّة إصدار مذكرة اعتقال للإرهابي نتنياهو وبعض من أفراد حكومته.

هنا يمكن القول إن هذا الإصرار من بايدن على مواصلة حرب الإبادة على سكان غزة المحاصرين، هو ما فسره طلبة الجامعات الأميركية، بأنه تصرّف غير مسؤول من رئيسهم الذي بلغ فيه حد الغطرسة مستوى لا يمكن السكوت عنه، وأنه لا بد من فضح تصرفاته الحمقاء أمام الشعب الأميركي، من خلال استخدام ورقة الاحتجاجات في ساحات جامعاتهم.

من السهل، بالنسبة لبايدن والساسة الأميركيين الصهاينة، مواجهة الضغوط الخارجية بالفيتو، والتهديد، وأشكال الضغوط كافة، لكن من الصعب إسكات الاحتجاجات الطلابية ضد حرب الإبادة، وقد انتشرت في العشرات من الجامعات الأميركية وعلى رأسها جامعات مرموقة مثل جامعة كولومبيا، وجامعة هارفارد، وتم مواجهتها باستخدام الهراوات والغازات المسيلة للدموع، والاعتقال.

مثل هذه الإجراءات التعسفيّة ضد طلبة مسالمين، يعبّرون عن موقفهم الإنساني الذي كفله لهم دستورهم الأميركي، سوف يثير الرأي العام الأميركي، وحتى بعض الساسة مثل النائب بيرني ساندرز، الذي دافع عن تلك الاحتجاجات الطلابية ووصفها بأنها تصب في مصلحة المجتمع الأميركي، مثل بقية الاحتجاجات التي كان لها الأثر في فرض الحقوق المدنية، والتخلّص من السياسات العنصرية، والدفاع عن حقوق الموظفين والعمال.

لا شك، أن الاحتجاجات الطلابية تذكّر بايدن بالاحتجاجات التي شهدتها جامعة كولومبيا في العام 1968 المطالبة بإنهاء الحرب الفيتنامية، وكانت الشرارة التي أنهت الحرب في ما بعد، ولذلك حاول قمعها بشرطة مكافحة الشغب، حيث لا شغب، وركب رأسه عندما قال «الاحتجاجات في الجامعات لن تغيّر سياسة الولايات المتحدة تجاه إسرائيل». لكنه لن يفلح في ذلك، وهو ما أكد عليه بيرني ساندرز بقوله: «احتجاجات الطلاب المناهضة للحرب بالجامعات الأميركية قد تكون لحظة فيتنام بايدن»، التي لن يجني منها غير خسارته في دعم الإرهابي نتنياهو، وفي الانتخابات الرئاسية.

بطولات بايدن وتحدياته الاستعراضية تجلّت في قصف غزة وقتل أطفالها، لكنها تتلاشى في الإقدام أو حتى التفكير في قصف موسكو!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي