دخلتْ قواتُ الاحتلال الإسرائيلية مناطقَ شمال وجنوب غزة من جبهات عدة بعد أكثر من 64 يوماً من الحرب. إلا أنها دخلتْ الشمال في الأسابيع الأولى، ليس فقط لتهجير أبنائه في محاولةٍ لتسجيل انتصارٍ ما يستطيع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ان يقدّمه للعالم، بل لتدمير القطاع وجعْله أرضاً محروقة غير قابلة للسكن بعد الحرب.
/>
/>وهذا يعني أن غزة قد سلّمت نفسها لأيدي المقاومة التي تشتبك مع العدو داخل المناطق غير المأهولة والمدمَّرة وتقترب من القوات الغازية، لأن ذلك من شأنه أن يضع حداً لضربات المدفعية والطيران ويفرض التحام القوات مع بعضها البعض ليُظْهِر كل فريق جرأته وشجاعته.
/>
/>إلا أن تصميمَ الغرب على الدعم المطلق واطلاق يد إسرائيل في تدمير غزة لجعلها أرضاً محروقة لم يتزعزع، على الرغم من انتفاضة الشعوب ضد قتْل الشعب الفلسطيني، لأن الصهيونية وجدت الذريعة المُناسِبة لإنهاء ما تعتبره شوكةً في خاصرةِ تَمَدُّدِ دولتها العنصرية التي لا تريد لأحد أن يعيش على أرضها سوى اليهود. ولكن الكلمة الأخيرة تبقى للميدان.
/>
/>يجهل جيش العدو الصهيوني أن حي الشجاعية قد سماه أهل غزة تيمُّناً بـ «الشجاع» لأن سكان هذا الحي من الأسود، بحسب تعبير الغزاويين، ومنه خرج مسؤولون في المقاومة مثل رمضان عبدالله شلح وزياد النخالة وعشرات آخَرين من القادة. وهو يقع في الشق الشمالي القريب من مدينة غزة الذي احتلتْه إسرائيل منذ الرابع والعشرين من الشهر الماضي والذي يشتبك فيه المقاومون مع الجيش الغازي عشرات المرات يومياً ويُنْزِلون بصفوفه الإصاباتِ بمعدلِ 3 قتلى من الجنود كل يوم (5 - 10 قتلى يومياً حسب الصحافة الإسرائيلية) مع تدمير عشرات الآليات.
/>
/>ففي عام 1967 خلال حرب إسرائيل الاستباقية، خسرتْ إسرائيل 650 قتيلاً و2000 جريح و15 وقعوا في الأسر. وفي حرب الأيام الستة عام 1973، قُتل 2650 من الإسرائيليين ضدّ أربعة جيوش عربية وجُرح 7250 وأُسر 340. أما في عام 2023 فقد قُتل لإسرائيل نحو 2000 جندي وضابط وجُرح نحو 10.000 وأُسر 242 ومازالت المعركة دائرة.
/>
/>والمُلاحظ أنه في المعركة الحالية، تضاربت الأرقام بين الاعلام الإسرائيلي وإحصاءات الجيش:
/>
/>فقد سحبت صحيفة «يديعوت أحرونوت» رقم الـ 5000 جريح لتستبدله بـ 2000 في حالة إعاقة دائمة، و 255 أصيبوا بجروح حرجة من دون ذكر الإصابات الأخرى، بحسب الرواية الرسمية لجيش الاحتلال.
/>
/>وأعلن الجيش الاسرائيلي أن قتلاه لغاية اليوم، بين الجنود فقط، وصلوا إلى 426. وهذا يدلّ على إشكالات كبيرة تواجه حكومة الاحتلال التي حشدت ما مجموعه 100.000 جندي وضابط دخلوا قطاع غزة الذي لا تتجاوز مساحته 6 إلى 12 كيلومتراً عرض و41 كيلومتراً طول، ومعهم ثلاث فرق مدرّعة ومشاة ومؤللة، بالإضافة إلى الدعم الجوي والبحري.
/>
/>وتفيد وسائل الإعلام الإسرائيلية بأن الجيش والشعب في حال صدمة لأسباب عدة. فهناك نحو 58 في المئة من الجرحى في حالة خطرة وبإصاباتٍ تفرض بتْر الأعضاء و12 في المئة يعانون من إصابات داخلية و7 في المئة من حالات واضطرابات نفسية.
/>
/>وقد أظهرت المقاومة صدقية عالية من خلال الإعلام الحربي الذي صوّر جميع العمليات وأخرجَها إلى العلن ليُظْهِر تَكَبُّد العدو خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، خصوصاً ان معارك عدة خاضتها المقاومة الباسلة من مسافة صفر أو بضعة أمتار من أهدافها الآلية والبشرية.
/>
/>وانتقلتْ المقاومة من موقع الهجوم يوم السابع من أكتوبر إلى الدفاع المتين وحرب المدن لتظهر استغلالها للركام والمباني المهدّمة والاستفادة منها لمباغتة العدو الغازي وتحويلها إلى كمائن قاتلة.
/>
/>ووضعتْ المقاومة الفلسطينية، إدارة وقيادة وسيطرة، الاحتلالَ في مأزق ومنعتْه من تحقيق أهدافه، وأظهرتْ فشلَه المتواصل ما ضرب معنويات «الجيش الذي لا يقهر». إذ لم تَسقط هذه المقولة من خلال المباغتة يوم السابع من أكتوبر فقط بل بمواجهة هذا الجيش في أتم استعداده داخل غزة وهو مدعوم بالآليات والمسيَّرات والمدفعية والتجهيزات الفردية واستعدادات الكتائب المتقدّمة بعد القصف السجادي العنيف الذي لم يمسّ المقاومة وقدراتها. ولإخفاء أي إنجاز، اعتقلت إسرائيل المدنيين لتصويرهم شبه عراة وكأنهم من المقاومة في مسرحيةٍ لم تنطل على الإعلام الإسرائيلي ولا الدولي.
/>
/>ورغم التوغّل الكبير للقوات الإسرائيلية، مازالت المقاومة تسيطر على الأرض والمربّعات، حتى أنها تحمي الأسرى الإسرائيليين وتحافظ على حياتهم حتى ولو انتفى الأمن في جميع أنحاء القطاع الذي لم يُترك مكان فيه لم تطاوله القذائف الإسرائيلية.
/>
/>فالتطور التكنولوجي لدى إسرائيل والدعم اللا محدود من أكبر قوة عظمى أميركية بقوات دلتا (2000 ضابط) ومن خلال قاعدتها في صحراء النقب والخدمات اللوجستية والتخطيطية والاستخباراتية التي تقدّمها قيادة القوات الأميركية في أوروبا CENTCOM الذي يضم إسرائيل كعضو فيها لم يقدّم لها الانتصار.
/>
/>وكذلك تقدّم أميركا وبريطانيا إمكاناتهما الاستخباراتية الضخمة المتمركزة في الشرق الأوسط وفي جزيرة قبرص التي أصبحت مركز الدعم اللوجستي لتجميع الذخائر الآتية من حلف «الناتو» وتوضيبها حسب الحاجة والنوع وإرساله بحراً إلى ميناء حيفا وأشدود لدعم المجهود الحربي الإسرائيلي والإمعان في تدمير القطاع.
/>
/>وفيما تمنح الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وبريطانيا وكندا الدعم لاسرائيل بالذخائر اللا محدودة، قدمت أميركا 45.000 صاروخ و14.000 قذيفة دبابة من عيار 120 مللمتراً من مخزونها الاستراتيجي بأمرٍ من الرئيس جو بايدن، وصواريخ اعتراضية وأسلحة فردية وذخائر أخرى.
/>
/>يضاف إلى كل ذلك الدعم من قواتٍ بحرية وثلاث مدمّرات أميركية وسفن حربية أميركية وبريطانية وفرنسية تقدّم الغطاء الجوي لاعتراض وصول الصواريخ والمسيَّرات اليمنية نحو إسرائيل.
/>
/>وهذا الدعم الهائل لم يسعف إسرائيل لتحقق أهدافها المعلنة بالقضاء على حركة «حماس» وتحرير الأسرى العسكريين، ولا الهدف غير المعلَن بإفراغ سكان غزة وجعْلها أرضاً محروقة غير قابلة للسكن ليتم تهجير أهلها إلى صحراء سيناء.
/>
/>وهكذا أصبح سباق إسرائيل مع الوقت أقرب إلى النزيف لأنه لا يصبّ في مصلحتها لتُراكِمَ الفشل والخسائر المادية والبشرية وينفذ صبر قادة العالم الذين يخشون انتقاد إسرائيل علناً وإظهار جرائمها.
/>
/>وبسبب عدم وجود أي إنجاز وأي سيطرة على الأرض، أدار جيش الاحتلال ظهره للاتفاقات الدولية التي ترعى أداء الجنود في مناطق الحرب وتحمي المقاتلين والمدنيين والمؤسسات المحلية والدولية، وضرب بها عرض الحائط. بل ذهب نتنياهو إلى أبعد من ذلك ليهدد العالم من أي إجراء قانوني ضدّ جرائم إسرائيل «فأي محاولة لجرّ إسرائيل أمام المحاكم الدولية يمثل تحدياً للدولة الديموقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط. وهذا موجَّه ضد اليهود، و(هو) ضد السامية ويشرّع الهولوكوست ضد الشعب اليهودي، وضد قرار عودة اليهود إلى الأرض المقدسة، وهذا يُعد جريمة حرب. وإذا حاربنا الإرهاب تُعتبر جريمة حرب. سنحارب هذا التلاعب بالعدل بكل ما لدينا من قوة».
/>
/>لقد لفّ رئيس الوزراء الإسرائيلي يديه حول عنق رؤساء دول الغرب - عدا إسبانيا وبلجيكا - ليهددهم ويبسط ويثبت نفوذ إسرائيل وضعف الدول أمام سيطرتها الإعلامية والسياسية.
/>
/>إلا ان هذا لن ينجي جيش الاحتلال من هزائمه كلّما توغّل داخل غزة. وتعكس هذه النتائج ضراوة المعركة وشدّتها، وأن من الواضح أنها ستستمر لفترة طويلة وأنه يجب أن يستعدّ الشعبين الفلسطيني والاسرائيلي لتحمُّل هذه الخسائر.
/>
/>في 7 أكتوبر كُتبت نتيجة الحرب وليس بدايتها، وكَسرت المقاومة سمعة إسرائيل وجيشها، وكسرت أهدافَه في حرب المدن التي تمثّل مقبرة الجيوش. وأظهرت المقاومةُ وحشيةَ وانعدامَ أخلاق هذا الجيش الذي لا يتمتع بأي روحية احترام لقوانين وقواعد وأدبيات الحرب، على عكس أصحاب الأرض الأصليين الذين يدافعون عن أنفسهم ولا مكان آخَر لهم ليذهبوا إليه، بل البقاء على أرض فلسطين أو أن يُدفنوا في ترابها.
/>
/>وهذا يعني أن غزة قد سلّمت نفسها لأيدي المقاومة التي تشتبك مع العدو داخل المناطق غير المأهولة والمدمَّرة وتقترب من القوات الغازية، لأن ذلك من شأنه أن يضع حداً لضربات المدفعية والطيران ويفرض التحام القوات مع بعضها البعض ليُظْهِر كل فريق جرأته وشجاعته.
/>
/>إلا أن تصميمَ الغرب على الدعم المطلق واطلاق يد إسرائيل في تدمير غزة لجعلها أرضاً محروقة لم يتزعزع، على الرغم من انتفاضة الشعوب ضد قتْل الشعب الفلسطيني، لأن الصهيونية وجدت الذريعة المُناسِبة لإنهاء ما تعتبره شوكةً في خاصرةِ تَمَدُّدِ دولتها العنصرية التي لا تريد لأحد أن يعيش على أرضها سوى اليهود. ولكن الكلمة الأخيرة تبقى للميدان.
/>
/>يجهل جيش العدو الصهيوني أن حي الشجاعية قد سماه أهل غزة تيمُّناً بـ «الشجاع» لأن سكان هذا الحي من الأسود، بحسب تعبير الغزاويين، ومنه خرج مسؤولون في المقاومة مثل رمضان عبدالله شلح وزياد النخالة وعشرات آخَرين من القادة. وهو يقع في الشق الشمالي القريب من مدينة غزة الذي احتلتْه إسرائيل منذ الرابع والعشرين من الشهر الماضي والذي يشتبك فيه المقاومون مع الجيش الغازي عشرات المرات يومياً ويُنْزِلون بصفوفه الإصاباتِ بمعدلِ 3 قتلى من الجنود كل يوم (5 - 10 قتلى يومياً حسب الصحافة الإسرائيلية) مع تدمير عشرات الآليات.
/>
/>ففي عام 1967 خلال حرب إسرائيل الاستباقية، خسرتْ إسرائيل 650 قتيلاً و2000 جريح و15 وقعوا في الأسر. وفي حرب الأيام الستة عام 1973، قُتل 2650 من الإسرائيليين ضدّ أربعة جيوش عربية وجُرح 7250 وأُسر 340. أما في عام 2023 فقد قُتل لإسرائيل نحو 2000 جندي وضابط وجُرح نحو 10.000 وأُسر 242 ومازالت المعركة دائرة.
/>
/>والمُلاحظ أنه في المعركة الحالية، تضاربت الأرقام بين الاعلام الإسرائيلي وإحصاءات الجيش:
/>
/>فقد سحبت صحيفة «يديعوت أحرونوت» رقم الـ 5000 جريح لتستبدله بـ 2000 في حالة إعاقة دائمة، و 255 أصيبوا بجروح حرجة من دون ذكر الإصابات الأخرى، بحسب الرواية الرسمية لجيش الاحتلال.
/>
/>وأعلن الجيش الاسرائيلي أن قتلاه لغاية اليوم، بين الجنود فقط، وصلوا إلى 426. وهذا يدلّ على إشكالات كبيرة تواجه حكومة الاحتلال التي حشدت ما مجموعه 100.000 جندي وضابط دخلوا قطاع غزة الذي لا تتجاوز مساحته 6 إلى 12 كيلومتراً عرض و41 كيلومتراً طول، ومعهم ثلاث فرق مدرّعة ومشاة ومؤللة، بالإضافة إلى الدعم الجوي والبحري.
/>
/>وتفيد وسائل الإعلام الإسرائيلية بأن الجيش والشعب في حال صدمة لأسباب عدة. فهناك نحو 58 في المئة من الجرحى في حالة خطرة وبإصاباتٍ تفرض بتْر الأعضاء و12 في المئة يعانون من إصابات داخلية و7 في المئة من حالات واضطرابات نفسية.
/>
/>وقد أظهرت المقاومة صدقية عالية من خلال الإعلام الحربي الذي صوّر جميع العمليات وأخرجَها إلى العلن ليُظْهِر تَكَبُّد العدو خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، خصوصاً ان معارك عدة خاضتها المقاومة الباسلة من مسافة صفر أو بضعة أمتار من أهدافها الآلية والبشرية.
/>
/>وانتقلتْ المقاومة من موقع الهجوم يوم السابع من أكتوبر إلى الدفاع المتين وحرب المدن لتظهر استغلالها للركام والمباني المهدّمة والاستفادة منها لمباغتة العدو الغازي وتحويلها إلى كمائن قاتلة.
/>
/>ووضعتْ المقاومة الفلسطينية، إدارة وقيادة وسيطرة، الاحتلالَ في مأزق ومنعتْه من تحقيق أهدافه، وأظهرتْ فشلَه المتواصل ما ضرب معنويات «الجيش الذي لا يقهر». إذ لم تَسقط هذه المقولة من خلال المباغتة يوم السابع من أكتوبر فقط بل بمواجهة هذا الجيش في أتم استعداده داخل غزة وهو مدعوم بالآليات والمسيَّرات والمدفعية والتجهيزات الفردية واستعدادات الكتائب المتقدّمة بعد القصف السجادي العنيف الذي لم يمسّ المقاومة وقدراتها. ولإخفاء أي إنجاز، اعتقلت إسرائيل المدنيين لتصويرهم شبه عراة وكأنهم من المقاومة في مسرحيةٍ لم تنطل على الإعلام الإسرائيلي ولا الدولي.
/>
/>ورغم التوغّل الكبير للقوات الإسرائيلية، مازالت المقاومة تسيطر على الأرض والمربّعات، حتى أنها تحمي الأسرى الإسرائيليين وتحافظ على حياتهم حتى ولو انتفى الأمن في جميع أنحاء القطاع الذي لم يُترك مكان فيه لم تطاوله القذائف الإسرائيلية.
/>
/>فالتطور التكنولوجي لدى إسرائيل والدعم اللا محدود من أكبر قوة عظمى أميركية بقوات دلتا (2000 ضابط) ومن خلال قاعدتها في صحراء النقب والخدمات اللوجستية والتخطيطية والاستخباراتية التي تقدّمها قيادة القوات الأميركية في أوروبا CENTCOM الذي يضم إسرائيل كعضو فيها لم يقدّم لها الانتصار.
/>
/>وكذلك تقدّم أميركا وبريطانيا إمكاناتهما الاستخباراتية الضخمة المتمركزة في الشرق الأوسط وفي جزيرة قبرص التي أصبحت مركز الدعم اللوجستي لتجميع الذخائر الآتية من حلف «الناتو» وتوضيبها حسب الحاجة والنوع وإرساله بحراً إلى ميناء حيفا وأشدود لدعم المجهود الحربي الإسرائيلي والإمعان في تدمير القطاع.
/>
/>وفيما تمنح الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وبريطانيا وكندا الدعم لاسرائيل بالذخائر اللا محدودة، قدمت أميركا 45.000 صاروخ و14.000 قذيفة دبابة من عيار 120 مللمتراً من مخزونها الاستراتيجي بأمرٍ من الرئيس جو بايدن، وصواريخ اعتراضية وأسلحة فردية وذخائر أخرى.
/>
/>يضاف إلى كل ذلك الدعم من قواتٍ بحرية وثلاث مدمّرات أميركية وسفن حربية أميركية وبريطانية وفرنسية تقدّم الغطاء الجوي لاعتراض وصول الصواريخ والمسيَّرات اليمنية نحو إسرائيل.
/>
/>وهذا الدعم الهائل لم يسعف إسرائيل لتحقق أهدافها المعلنة بالقضاء على حركة «حماس» وتحرير الأسرى العسكريين، ولا الهدف غير المعلَن بإفراغ سكان غزة وجعْلها أرضاً محروقة غير قابلة للسكن ليتم تهجير أهلها إلى صحراء سيناء.
/>
/>وهكذا أصبح سباق إسرائيل مع الوقت أقرب إلى النزيف لأنه لا يصبّ في مصلحتها لتُراكِمَ الفشل والخسائر المادية والبشرية وينفذ صبر قادة العالم الذين يخشون انتقاد إسرائيل علناً وإظهار جرائمها.
/>
/>وبسبب عدم وجود أي إنجاز وأي سيطرة على الأرض، أدار جيش الاحتلال ظهره للاتفاقات الدولية التي ترعى أداء الجنود في مناطق الحرب وتحمي المقاتلين والمدنيين والمؤسسات المحلية والدولية، وضرب بها عرض الحائط. بل ذهب نتنياهو إلى أبعد من ذلك ليهدد العالم من أي إجراء قانوني ضدّ جرائم إسرائيل «فأي محاولة لجرّ إسرائيل أمام المحاكم الدولية يمثل تحدياً للدولة الديموقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط. وهذا موجَّه ضد اليهود، و(هو) ضد السامية ويشرّع الهولوكوست ضد الشعب اليهودي، وضد قرار عودة اليهود إلى الأرض المقدسة، وهذا يُعد جريمة حرب. وإذا حاربنا الإرهاب تُعتبر جريمة حرب. سنحارب هذا التلاعب بالعدل بكل ما لدينا من قوة».
/>
/>لقد لفّ رئيس الوزراء الإسرائيلي يديه حول عنق رؤساء دول الغرب - عدا إسبانيا وبلجيكا - ليهددهم ويبسط ويثبت نفوذ إسرائيل وضعف الدول أمام سيطرتها الإعلامية والسياسية.
/>
/>إلا ان هذا لن ينجي جيش الاحتلال من هزائمه كلّما توغّل داخل غزة. وتعكس هذه النتائج ضراوة المعركة وشدّتها، وأن من الواضح أنها ستستمر لفترة طويلة وأنه يجب أن يستعدّ الشعبين الفلسطيني والاسرائيلي لتحمُّل هذه الخسائر.
/>
/>في 7 أكتوبر كُتبت نتيجة الحرب وليس بدايتها، وكَسرت المقاومة سمعة إسرائيل وجيشها، وكسرت أهدافَه في حرب المدن التي تمثّل مقبرة الجيوش. وأظهرت المقاومةُ وحشيةَ وانعدامَ أخلاق هذا الجيش الذي لا يتمتع بأي روحية احترام لقوانين وقواعد وأدبيات الحرب، على عكس أصحاب الأرض الأصليين الذين يدافعون عن أنفسهم ولا مكان آخَر لهم ليذهبوا إليه، بل البقاء على أرض فلسطين أو أن يُدفنوا في ترابها.