يقول نيتشه: «لا تقع ضحية المثالية المفرطة.

وتعتقد أن قول الحقيقة سيقربك من الناس.

الناس يحبون ويكافئون من يخدّرها بالأوهام.

منذ القدم والبشر لا تعاقب إلا من يقول الحقيقة.

لذا إن أردت البقاء مع الناس.

شاركهم أوهامهم.

يقول الحقيقة فقط من يرغب في الرحيل».

لكنني أرى أنه لا يجب التنازل عن الحقيقة من أجل الآخر أو المصلحة أو لأي سبب كان.

الحقيقة مقدسة ومنزهة وتستحق القتال والنضال من أجلها.

ليس مطلوباً منّا التزوير والتزييف والكذب أو المجاملة لأي سبب أو شخص.

أخلاقياً وإنسانياً ووجودياً، وإلا خسرنا هويتنا ومصداقية كل ما نقول ونفعل وأصبحنا مجرد رقم في القطيع.

ثم إن الذين كنت تظنهم أصحاباً وكنت تنقر اللوز والسكر من كفوفهم، وتستظل بأجنحتهم من الغربة والوحشة، فجأة انسحبوا وبعدوا. وصرت وحدك، لكنك ستدرك أنك لست وحدك.

فلديك نفسك بكل ما تعنيه من إمكانيات وقدرات واحتمالات.

ستكتشف ماذا تستطيع فعله دونهم، وكل قدراتك وقوتك التي كانت نائمة ومخدرة بوجودهم، وصوتك المخفي في ظلالهم، كنت على الرصيف والآن تسير في المقدمة، لديك اسمك، وجهك، فكرك، صوتك، قلمك، أصبحوا خلفك... ثق بذاتك.

الحياة تستمر.

همسة

يقول افلاطون:

أرغب في أن أكون الليل

لأرى نومك بألف عين.