قال برنارد شو: (إذا علّمت الشخص أي شيء، فهو لن يتعلّم).

هذه الجملة تحطّم غرور الأشخاص الذين تغنوا بثقافتهم وشهاداتهم العليا، لقد مر وقت ولّى ورحل (ولله الحمد) كان الناس يتدافعون لشراء الشهادات دون تعب وجهد للحصول على زيادات في الوظيفة ومكانة اجتماعية مشرفة.

ويزداد الغرور إذا كان الشخص يحمل الدكتوراه، كنت أصطاد المزيفين منهم عند التحدث وحصيلته من المعلومات والثقافة. بعضهم يتذكر فقط اسم أطروحته.

وعلى سبيل الفكاهة البعض يضع لقب (دكتور) على واجهة منزله. تحتاج إلى بعثة دراسية ومعدل دراسي ورغبة في الدراسة كي تحصل على الشهادة، لكن من الصعب جداً أن تكون مخترعاً وتؤثر بشكل مباشر جداً في العالم.

إننا في المدارس والجامعات ندرس علوماً أسسها علماء درسوا عن طريق التأمل والملاحظة والتجارب والمصادر المكتوبة والرحلات وغيرها من الوسائل البعيدة عن ورقة الاختبار واستعطاف الدكتور وحفلات التخرج.

لأثبت لك أن شهادة الدكتوراه، ليست دافعاً للغرور، اكتب في مؤشر البحث عن قائمة أغنى الناس في العالم لعام 2025، ستجد قائمة بعشرة تسيدهم في الدرجة الأولى ايلون ماسك، حاصل على درجة البكالوريوس في الفيزياء. كان ينوي دراسة الدكتوراه لكنه ترك الجامعة بعد يومين، فقد وجد ما هو أهم من وجهة نظره. المثال الثاني دونالد ترامب، أكثر رئيس مثير للجدل في الولايات المتحدة، رجل أعمال يحب الشهرة والتفاخر، ولكن مصدر غروره لم يكن الشهادة العلمية فقد حصل على درجة البكالوريوس في الاقتصاد.

المثال الثالث هو جيفري ابستين، ولا تهمني حياته الشيطانية هنا، بل لسبب ثرائه وشهرته فقد كان ذكياً لم يحصل على شهادته الجامعية، وسبب غروره هو قوة علاقات الاجتماعية مع شخصيات مهمة وسياسية وحساسة في العالم، جعله الصندوق الأسود.

المثال الأشهر هو بيل غيتس، مؤسس «مايكروسوفت» صنع ثروة هائلة من ثورة الحاسوب، لم يكمل دراسة القانون في الجامعة. لن أطيل بذكر الأسماء، على حملة الدكتوراه (المغرورين منهم) أن يتواضعوا، فالرسالة ليست للتفاخر وإنما للبحث والإنجازات التي تخلد اسم صاحبها في صفحات التاريخ ويساهم في تغيير العالم للأفضل.

ترددت في العمل مع مجموعة من الدكاترة فبعضهم لا يتعاملون بناء على عقليتك وإنجازاتك في الحياة... وإنما هل تحمل شهادة الدكتوراه أم لا، ليس غروراً، ولكن من الناحية العملية فإنني أتفوق على بعضهم ولا أرغب بتضييع المزيد من وقتي لفلسفة زائدة. وما زلت أتذكر أحد الدكاترة وهو مغرور الذي في كل جملة وأخرى يكرر (لما كنت أدرس الدكتوراه في أميركا).

لا أقصد أن أكون قاسية جداً مع الدكاترة فكثير منهم رائعون، بل ولا يذكرون أنهم دكاترة من شدة التواضع لكن من يرتدي زي الغرور فقط لأنه دكتور، فأنصحه بنزعه لأنه لا يليق به، وبأن هناك أناساً كثراً في هذا العالم يحق لهم أن يكونوا مغرورين ومع ذلك التزموا التواضع وتقربوا للناس بابتكاراتهم واختراعاتهم لا بفلسفة زائدة.