قبل سنوات عدة وتحديداً في العام 2018، زرت دولة قطر الشقيقة للمرة الأولى، فوجدت بلداً أشبه بخلية نحل في كُل شارع وزاوية. أعمال بناء وشوارع قد أغلق جزء منها لتصليحها وسكة يتم إنشاءها للمترو وبنايات متعددة ومجمعات في مرحلة البناء، باختصار شديد بلد يُعاد بناؤه من جديد.

كان ومازال من طبيعتي أن أبحث وأتقصى المعلومات السياحية وغيرها عن أي بلد قبل زيارته، ولكن لضيق الوقت وبسبب قصر مدة زيارتي لم أفعل ذلك، ولكن ما إن وجدت تلك الأعمال الضخمة، قررت أن أبحث عن ذلك بكل شغف حتى وجدت أن السبب الحقيقي يتمثل في القرار الأميري رقم 44 لسنة 2008، والذي تم بموجبه اعتماد الرؤية الشاملة للتنمية لدولة قطر «رؤية قطر الوطنية 2030»، وذلك باعتبار التنمية الشاملة هي الهدف الأساسي لتحقيق التقدم والازدهار للمواطنين حيث تهدف رؤية قطر 2030 إلى تحويل قطر إلى دولة متقدمة قادرة على تحقيق التنمية المستدامة وعلى تأمين استمرار العيش الكريم لشعبها جيلاً بعد جيل، من خلال أربع ركائز مترابطة تتمثل في التنمية البشرية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية.

رؤية دولة قطر الشقيقة 2030، لديها سمات محددة للمستقبل وتحديات رئيسية تتمثل في التحديث مع المحافظة على التقاليد، احتياجات الجيل الحالي والأجيال القادمة، النمو المستهدف والتوسع غير المنضبط، مسار التنمية وحجم ونوعية العمالة الوافدة المستهدفة، التنمية الاقتصادية والاجتماعية وحماية البيئة وتنميتها.

بعد سنوات من زيارتي الأولى، زرت دولة قطر الشقيقة عام 2023، فوجدت دولة متطورة حديثة بشوارعها وجسورها وبناياتها وسكك قطار ومترو الدوحة، ومجمعاتها العملاقة ومُدنها الجميلة المتميزة كمدينة لوسيل الحديثة، واندهشت من جماليات التصاميم الهندسية فكل مبنى كأنه لوحة فنية سواء مجمعات تجارية أو ملاعب رياضية، على سبيل المثال مجمع فاندوم، ذو التصميم الخلاب، واستاد البيت المستوحى من بيت الشعر ليمثل التراث القطري والخليجي.

إن ما حدث في دولة قطر الشقيقة هو باختصار رؤية ملهمة استطاع الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أن يستنهض الهمم ويختصر الزمن نحو مستقبل مشرق، والذي يعمل دون كلل وملل من أجل أن يجعل دولة قطر الشقيقة، الصغيرة حجماً والكبيرة في مواقفها وإنسانيتها، تواكب الدول المتقدمة وتصنع بصمة خاصة بها عنوانها التطور والنمو والتقدم في جميع المجالات.

في هذه الأيام تحتفل دولة قطر الشقيقة بيومها الوطني وبهذه المناسبة العزيزة نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لمقام سمو أمير دولة قطر الشقيقة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وللشعب القطري الحبيب، بمناسبة اليوم الوطني القطري الذي يصادف 18 ديسمبر، وهو اليوم الذي تولى فيه مؤسس دولة قطر الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني، مقاليد الحكم في 18 ديسمبر 1878، ويُعد يوماً فاصلاً في تاريخ قطر الحديث والذي تحتفل به الدولة كل عام.

mesferalnais@