بعد تسليط الضوء في مقال الأحد، المعنون «مشكلة الهشاشة والضحالة»، على الباحثين عن «الشو»، وأنهم يُحدثون الفوضى الاجتماعية... فالعرف أن الفوضى هي أقصر طريق للانحدار والانهيار لأي مجتمع وأي مؤسسة ولأي بيئة كانت... وما يهمنا هنا هو النسيج الاجتماعي لنخلق بيئة صالحة فيها العاملون والمواطنون متحابون منتجون، ويُشجَّع فيها الصالح ويُبعَد الطالح.

الفوضى نعيشها ونراها في أمور حياتنا وبالتحديد في تواصلنا الاجتماعي سواء بالمجالس (دواوين/ملتقيات/مناسبات) أو عبر التواصل الاجتماعي.

البعض يأخذ انطباعاً عن الشخص «المفوّه» الذي حباه الله مَلَكة الكلام والخبرة الطيبة وهو قيادي بالفطرة ومسطرة أخلاقية مستقيمة بأنه «مزعج/فوضوي»، ولا يحاول معرفة ذلك الشخص وخلفيته.

في المجالس، كل وما قدر الله له... بعضهم يتحدث بنبرة صوت منخفضة وكأنه «يهمس» بأذنك، والبعض لا يحب الكلام، ومجموعة تستمع فقط لمن مستوى الارتياح معهم عال، وآخرون حسب تطابق الكيمياء الشخصية.

حتى مستوى الارتياح لا ينتج إلا عبر المعايشة وتبادل الحديث وتكراره... فكيف يحق لنا أن نحكم على من لا نعرفه: إنها فوضى العلاقات وتكوينها!

أحياناً تأتي الفوضى من أشخاص لا نعرفهم ممن يبحثون عن «الشو» أو إشباع علة الـ«الأنا» التي حذرْنا منها في المقال السابق... وأحياناً أخرى تنتج الفوضى الاجتماعية من أهل النميمة والغيبة التي نهانا الشرع عنها وهي أخطر نوع.

الشاهد، أن مجتمعنا صُنِّف بأنه شبابي، حيث نسبة الفئة العمرية من الشباب تشكل الأغلبية ولهذا السبب يجب علينا لزاماً توجيه النصيحة لهم من قِبل أهل الرشد والخبرة والمعرفة الصالحة والسلوك الحسن.

لا تكن طرفاً في... «الفوضى» الاجتماعية واجعل الآية الكريمة «يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين» (سورة الحجرات)، أساساً للتقويم والقياس.

حاول أن تملأ صحيفتك بأقوال وأفعال صادقة تغرس قيماً طيبة وتترك انطباعاً جيداً عند من تخالطه وتتحدث معه... وهو جزء لا يتجزأ من بناء الذات؛ حيث إن كل فرد يشكل شخصيته وفق ما يكتسبه من معلومات ومعرفة، والمهارات كذلك.

الزبدة:

نودع عاماً ونستقبل عاماً جديداً... فهل تساءلنا عن حصيلة ما اكتسبناه في العام الماضي وماذا تعلمنا من الأخطاء التي وقعنا فيها؟

إن صلاح المجتمع هو المرتكز لصلاح الوطن، والفوضى الاجتماعية هي العدو لنا ولكم.

نتمنى من الجميع أن يولوا الأهمية القصوى للمعلومات التي تصل إليهم أو تنقل بين أطراف الحديث حيث يجب أن نتبع الحق ونستمع فقط للمعلومات الصحيحة من الثقات «أهل الرشد والشرف» كي تعم الفائدة ونحقق الإصلاح للمجتمع ومؤسساته... الله المستعان.

terki.alazmi@gmail.com

TerkiALazmi@