قبل سنوات عدة، وفي مشهد أشبه بتصوير فلم سينمائي، رجل آسيوي وزوجته أعتقد أنهما من اليابان، نظراً لخبرتي في اليابانيين، حيث كانوا يعملون بجانبنا في وزارة الكهرباء والماء... المهم أن المشهد كان في مطار دبي، وجميعنا يعرف حجم المطار حيث المسافات الطويلة، فقد كانا يهرولان مع قهقهات ضحك وبعد مسافة وصلا لطابور طويل... كنت أحد الواقفين وأشاهد ذلك، فكانا في قمة الحرج يعتذران من الواقفين في الطابور لأن طائرتهما على وشك الإقلاع بكلمات
(Sorry sir - Sorry maam)، فسمحوا لهما مع ضحكاتهما فقد أخذا الأمر بكل أريحية، وركضا مسرعَين، وعرفت في ما بعد أنهما وصلا لبوابة الطائرة قبل الإقلاع.
لو أسقطنا ذلك المشهد على واقع الحياة الزوجية للكثير من الأزواج، خصوصاً الشباب، لرأيناه مختلفاً تماماً، فلنا أن نتخيل ذلك، سنجد اللوم والعتاب وربما الصراخ وربما يتطور الوضع ويخرج عن السيطرة، بسبب تأخر عن الطائرة، وسيتبادل الأزواج التُّهم ويرمي كُلٌّ منهما على الآخر سبب التأخير وربما التّعمّد في ذلك من أجل عدم السفر، وستتدخل الأم وربما الأب والعائلة في ذلك النزاع وستنقلب الحياة رأساً على عقب...
ربما يتهمني بعض أعزائي القراء بالمبالغة، ولكنه واقع بكل أسف، وأقصد مع كثير من الأزواج.
ففي آخر إحصائية مخيفة عن نسبة الزواج والطلاق في الكويت بشكل عام، أكدت ارتفاع عدد حالات الزواج في الكويت خلال عام 2024 إلى 14639 حالة، بزيادة 10 في المئة عن عام 2023، وكذلك حالات الطلاق من 7865 حالة عام 2023 إلى 8168 في 2024 بمقدار 303 حالات وبنسبة 3.9 في المئة.
كما جاء في الإحصائية ارتفاع حالات الطلاق التي تمت في سنة الزواج نفسها من 710 عام 2023 إلى 769 في 2024 بـ59 حالة وبنسبة 8.3 في المئة.
تلك الإحصائية الصادمة قسمت حالات الطلاق، بحسب المؤهل الدراسي بالنسبة للأزواج لتأتي نسبة 44.1 في المئة من الأزواج عام 2024 من حملة المؤهل الجامعي، ثم الدبلوم بنسبة 21.7 في المئة فالثانوية بـ19.1 في المئة والمتوسطة بـ11.0 في المئة.
أما بالنسبة للزوجات فجاءت الإحصائية 55.6 في المئة من الزوجات في 2024 من حملة المؤهل الجامعي ثم الثانوية بنسبة 23.2 في المئة والدبلوم بـ13.6 في المئة والمتوسطة بـ4.8 في المئة من إجمالي حالات الزواج، وجاءت محافظة الأحمدي الأعلى في نسب الطلاق بـ19.5 في المئة تليها حولي بـ18.2 في المئة فالفروانية بـ17.5 في المئة وأخيراً العاصمة، بـ15.7 في المئة.
ما قصدته من ذلك المقال هو أن يدرك الأزواج أن الحياة الزوجية هي مشاركة وتسير بين مد وجزر، وحلو ومر، فالصبر والحِلم وضبط النفس وحُسن المعاملة لابد أن تطغى عليها، والتفاهم والمشاركة والتنازل من كُل طرف حتى تسير الحياة الزوجية بشكل أفضل.
فكم أتمنى أن تضمحل نسب الطلاق خصوصاً مع وجود أطفال حتى لا تتفك الأسر ويتضرر المجتمع، والله من وراء القصد.