يُعرف الإعلام بأنه مجموعة من الوسائل والأدوات التي تستخدم لنقل المعلومات والأخبار والمحتوى الثقافي والترفيهي للجمهور. وتهدف وسائل الإعلام إلى توفير المعلومات وتشكيل وجهات نظر الجمهور والتأثير على سلوكهم وآرائهم. وتُشكل الوسيلة الإعلامية، سواء الصحافة أو التلفزيون أو أي وسيلة تواصل أخرى، خطراً حقيقياً إن استخدمت بشكل غير هادف، بل إنها تساهم بشكل كبير في صقل وتشكيل شخصية الطفل والمراهق، حتى أنها تؤثر بشكل سلبي أو إيجابي على المُتلقي بغض النظر عن عمره.

اليوم في ظل التطور الكبير الذي يشهده الإعلام وطُغيان وسائل التواصل الاجتماعي وتسارع وتيرة نقل المعلومة والخبر وكثرة الشائعات وتحوّل شكل الإعلام والصحافة وقلة تصفح الكُتب واقتنائها، أصبحنا جميعاً تكنولوجيين إلا ما ندر...!

لا نكتب بالقلم، ولا نرى الورق سوى في بعض المعاملات! نعيش في زحام إلكتروني نسابق فيه الزمن، فقد ضاعت وسائل إعلام متعددة وسط هذا الزحام. وهنا لا بد من الإبداع في العمل والجهد، وصُنع أفكار خارقة وجديدة من أجل أن نضع لنا قدماً وسط هذا الزحام الإلكتروني.

وهنا بكل تأكيد أقصد من السطور السابقة ما يحاول جاهداً، وزير الإعلام والثقافة وزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري، وطاقم الوزارة، فعله من خلال إطلاق مبادرة المشروع الوطني «الريادة بالإرادة»، وهو مشروع يسعى لتحقيق الريادة في مختلف المجالات معتمداً على الكوادر الوطنية، وإصدار الهوية الجديدة لقناة الأخبار والدورة البرامجية الخاصة في بداية أكتوبر المقبل، والحرص على تعزيز المهنية الإعلامية وتطوير الإنتاج البرامجي التلفزيوني للارتقاء بجودة المحتوى.

اجتماع معالي وزير الإعلام بطاقم وزارته تضمن استعراض أبرز ملامح عمل منصة «visit kuwait» وخططها لتعزيز قطاع السياحة، كإحدى ركائز الاقتصاد الوطني وتنشيط الحركة الثقافية والترفيهية في البلاد.

تلك الجهود مقدرة، وشاهدنا بعضاً من الإبداع في الأعمال السابقة، مثل الجهد الكبير والعمل الدؤوب الذي ساهم بشكل كبير في نجاح دورة الخليج العربي لكرة القدم السابقة التي أُقيمت في الكويت، والنقلة النوعية في برامج تلفزيون الكويت والبرامج الإذاعية.

فاليوم لا يخفى على أحد أن التنافس على أشدة... ربما وسيلة إعلامية بسيطة تستقطب جماهيرية أكثر من بعض الوسائل الكبيرة الرسمية، ولكن كما ذكرت في أول المقال، يبقى الإبداع والجهد هما الفيصل للنجاح مع العمل كفريق واحد مترابط.

ولكن إن لم يأت الإقناع واحترام عقل المشاهد فلن تستمر المتابعة وستُصبح كُل الجهود والأفكار، هباءً منثوراً.

اليوم يا معالي وزير الإعلام! لن تستطيع إقناع شاب لم يتجاوز الـ20 عاماً ببرنامج تكنولوجي أو فني يُقدمه مذيع تجاوز الـ70 مع كامل الاحترام لتاريخه وشخصه، ولكن هذه حقيقة...

إن أردنا النجاح فلابد أن نكون أكثر صراحة، وكذلك من غير المعقول ولا المقبول أن تحاول أن تجذب المشاهد ببرنامج يقدمه من لا يتقن اللهجة الكويتية، على سبيل المثال... كما أن الدور الإعلامي الهادف لا يمكن أن يغفل عن الرقابة على ما يحدث في وسائل التواصل الاجتماعي، من شتم وإهانات وتجريح وتمزيق النسيج الوطني ونحن نعلم مدى الحرص على محاربة ذلك، ولكن نتمنى قطع تلك الممارسات الخاطئة من جذورها، ونتمنى الإسراع في إصدار قانون الإعلام الجديد، خصوصاً في تصاريح الصُحف الإلكترونية والإعلانات والحسابات الوهمية.

فمن غير المعقول أن يمتلك صحيفة إلكترونية من لا يمارس المهنة ولا يعرف عنها شيئاً... أتمنى من الوزير الشاب أبي يوسف تقبُّل ما جاء في المقال بصدر رحب كما عودنا، والله من وراء القصد.

@mesferalnais