ماذا يريد المواطن البسيط من المجلس والحكومة الجديدة؟ هل يعرفان ماهي أمنياته؟ وماهي مشاكله؟ وما هي همومه؟ وما هي أولوياته؟

إذا كنا نريد أن نعرف هل المجلس والحكومة يعيان ويدركان هموم المواطن وأمنياته وطموحاته فلننظر لأولويات المجلسين وما هي القوانين التي أقرت أو يسعيان لاقرارها؟ بناءً على هذه القوانين والأولويات سوف نعرف هل الحكومة والمجلس فعلاً يعملان للمواطن البسيط أم يعملان وفق أجندات معينة معظمها لتصفية حسابات سياسية ؟ أم لقوانين تهم فئة معينة أو طبقة معينة؟

أسئلة كثيرة تتبادر دائماً إلى اذهان المواطنين البسطاء في الدواوين وفي وسائل التواصل الاجتماعي، وبالنظر إلى الأولويات المتفق عليها بين السلطتين، الجميع يسأل ماذا يستفيد المواطن البسيط الذي راتبه لا يصل حتى لنهاية الشهر من اقرار المفوضية الانتخابية؟ ماذا يستفيد المواطن البسيط الذي لا يستطيع تلبية احتياجات بيته وأسرته من اقرار قانون لغرفة التجارة؟ ماذا يستفيد المواطن البسيط الذي يعاني الأمرين من ارتفاع الأسعار من قانون رد الاعتبار؟ ماذا يستفيد المواطن البسيط الذي معظم مشترياته بالدين من البقالة والمطعم والحلاق من تعديل قانون المحكمة الدستورية؟

كل هذه القوانين تخدم الطبقة السياسية فقط، يعني أن المستفيد من اقرار هذه القوانين هم النواب ومن يدور في فلكهم،

أما القوانين التي اقرت ونعتقد أنها خدمت الناس فأتت ناقصة مثل الحد الأدنى للمتقاعد والذي تشوبه عدم العدالة بين المتقاعدين، وعدم شموله الجميع كمتقاعدي الباب الخامس، والقانون الثاني الذي أقر وهو تعديلات قانون الاعاقة تم رده من الحكومة، حقيقةً لا أعرف ماهي الإنجازات التي يتحدثون عنها وماهي نتيجة هذا التوافق للمواطن البسيط.

حتى الأدوات الدستورية في الغالب في كل المجالس تستخدم لتنفيذ أجندات ولصراعات سياسية في الأغلب، وإلا هل رأينا استجواباً حول رداءة التعليم في الكويت؟ هل رأينا استجواباً عن رداءة الخدمات الطبية؟ هل رأينا استجواباً لعدم تحسين مستوى المواطن المعيشي؟ هل رأينا استجواباً لعدم ضبط الأسعار؟ للأسف لا، حيث ان معظم الاستجوابات هي استجوابات بالوكالة واستجوابات عدم تمرير معاملات واستجوابات ضغط لمصالح خاصة.

يا سادة يا كرام... كل هذه الصراعات السياسية النخبوية بينكم لا تعني للمواطن البسيط أي شيء، المواطن يريد تحسين مستواه المادي وزيادة رواتب وحلاً لأزمة القروض وضبط الأسعار وتحسين الخدمات ورفع مستوى التعليم وتقليص مدة انتظار بيت العمر وإيجاد وظيفة مناسبة لأبنائه. حسب تخصص الخريج، ماذا فعل المجلسين لهذه الهموم أو لهذه المطالب؟

أتمنى من المجلس والحكومة الجديدة أن يستوعبا مشاكل وهموم الناس وأن يعيدا ترتيب الأولويات التي لا تعني للمواطن البسيط أي شيء، فعلى المجلسين النزول للشارع والاستماع لهموم الشعب وتطلعاته وأنا أتحدى أنهما يسمعان من المواطنين أولوية من الأولويات التي هما وضعاها لمناقشتها واقرارها وهذا يدل على أن المجلس والحكومة في وادٍ وهموم المواطنين وأولوياتهم في واد.

نتمنى من الحكومة الجديدة التعاون التام والتوافق مع المجلس لما فيه مصلحة البلاد والعباد وتلبية مطالب المواطنين وحل مشاكلهم.