«يا ولاد الكلب» هي الصرخة الأشهر في تاريخ أفلام السينما العربية، حيث كان يصرخ بها ويكررها سائق الأوتوبيس حسن في نهاية الفيلم المشهور وهو يسدد اللكمة تلو اللكمة لذلك (النشال) الذي أدماه حسن في الشارع العام، وذلك بعد أن سرق النشال المال من حقيبة إحدى السيدات اللاتي كُن يركبن الباص وفر هارباً من نافذة الباص!

عن قصة فيلم سواق الأوتوبيس قال مؤلفه بشير الديك:«اشتغلت على وجع مصر في فترة السبعينات، ماذا كان يحدث في فترة السبعينات».

إن من نوادر ما قد يراه المشاهد في أي فيلم سينمائي هو أن يكون المشهد الأخير في نهاية الفيلم هو مختصر الفيلم ذاته الذي كان يتابع كل تفاصيله بتركيز وشغف! وهذا هو الذي كان في (سواق الأوتوبيس) الأمر الذي جعل لكمات حسن على وجه ذلك النشال تلتصق في ذاكرة المشاهد العربي، خصوصاً وأن المشهد الأخير في الفيلم كانت خلفيته موسيقى النشيد الوطني لجمهورية مصر.

حينما أتم الكاتب المصري بشير الديك قصة فيلمه (سواق الأوتوبيس) قدمه على الفور لصديقه المخرج محمد خان، ليقوم بإخراجه، فتفاجأ بشير الديك بأن المخرج محمد خان أعطى قصة الفيلم لصديقهم الثالث المخرج عاطف الطّيب، من دون أن يخبره أو يستأذنه!

فسأل بتعجب بشير الديك المخرج خان عن سبب ذلك؟!

فأجاب خان، صديقه بشير الديك، باختصار شديد: «عاطف حيِخرج الفيلم أحسن مني».

قال الكاتب بشير الديك في لقاء معه عبر برنامج (باب الخلق) مع الإعلامي محمود سعد على قناة النهار، بأن الفيلم في البداية تم عرضه على الممثل المتميّز عادل إمام، ليقوم بتأدية دور حسن سائق الأوتوبيس، لكن عادل إمام قال لهم بأن سِكة هذا النوع من الأفلام مُش سِكته، وأن شخصية حسن في الفيلم مش شخصية فاعلة بل هي ردة فعل، لذا اعتذر إمام عن قبول الفيلم، فتم بعد ذلك اختيار الممثل المتميّز نور الشريف للقيام ببطولة الفيلم وحقق نجاحاً سينمائياً عظيماً في ذلك!

سواق الأوتوبيس فيلم مصري من إنتاج عام 1982، من إخراج عاطف الطيّب وبطولة نور الشريف وميرفت أمين ومجموعة من الممثلين.

(مَن هم المقصودون بأولاد الكلب)؟

عبر برنامج (مصر اليوم) على قناة دريم سُئل الكاتب بشير الديك عن المقصود بتلك الصرخة التي أطلقها أكثر من مرّة سائق الأوتوبيس حسن: «يا ولاد الكلب»؟ فأجاب: «كل من سرق الحلم المصري».

(أولاد الكلب) الذين يسرقون أحلام وأمنيات الشعوب في أوطانهم متعددو الأشكال، فمنهم بعض السياسيين وبعض التجار وبعض المسؤولين في الدوائر الحكومية، وتلك الفئة القذرة مهما بلغ طغيانها ومهما امتد نفوذها ومهما تنعمت بالملذات في النهاية لن تُفلت من عقاب الله تعالى سواء في الدنيا أو الآخرة.