كلمة صدق

الدور التربوي المهم للأخصائي الاجتماعي

تصغير
تكبير

كثيراً ما يكون الحديث حول المُعلّمين والمُعلمات وأهميتهم وأهمية دعمهم مادياً ومعنوياً للارتقاء بالتربية والتعليم في المدارس الخاصة بشكل عام وبالمدارس العامة بشكل خاص.

لكن هناك ذكر أقل للدور المهم والحيوي الذي يقوم به الأخصائيون الاجتماعيون، وقليلاً ما يتم الاستماع إلى أصواتهم واحتياجاتهم وربما مطالبهم، على الرغم من دورهم الكبير في النظام التربوي والتعليمي.

فالأخصائي الاجتماعي هو حلقة الوصل بين جميع أطراف العملية التعليمية والإدارية في المدرسة، وهو حلقة الوصل بين الإدارة والطلبة وحلقة الوصل بين أولياء الأمور وإدارة المدرسة، وحلقة الوصل بين أولياء الأمور والمدرسين وأحياناً حلقة وصل بين المدرسين والإدارة.

لذلك، فإن أيّ قصور في دور الأخصائي الاجتماعي ينعكس سلباً على العملية التربوية في المدارس وينعكس سلباً وبشكل مباشر على التلاميذ الصغار والطلبة الكبار في ما يحتاجون له من دور الأخصائي الاجتماعي.

فمن المعوقات التي تعترض الأخصائي أحياناً حين يتم تكليفه بمهام ليست من طبيعة عمله، أو ضعف التركيز عليه بالمهام التي هي من صلب عمله.

إنّ أي اختلال في دور الأخصائي الاجتماعي ينعكس مباشرة على أدائهم بالشكل الذي ينعكس سلباً وبدرجة أولى على التلاميذ الذين هم المستهدف المباشر من العملية التربوية والتعليمية.

إنّ كل المتعلقين في الدائرة التربوية والتعليمية يحتاجون إلى الأخصائيين الاجتماعيين، وأن الأخصائيين الاجتماعيين يحتاجون الدعمين المادي والمعنوي، للقيام بمهامهم الكبيرة في المدرسة.

فمن ضمن مهامهم للفرد، دعم الطلبة المتعثرين والتعامل مع الحالات السلوكية، ومن أعاد السنة أكثر من مرة، وحالات الغياب المتكرّر لبعض الطلبة وما يرتبط منها من ظروف، والحالات الصحية الخاصة. والأخصائي يتعامل مع مئات الطلبة وبينهم حالات كثيرة تعاني من مشاكل أو ظروف اجتماعية صعبة أو معقدة قد تعيق توجه وأداء الطالب التعليمي، ليقوم الأخصائي بدراستها وإيجاد الحلول لها.

هناك تلاميذ لديهم مشاكل اجتماعية، فهذا تلميذ يتيم الأب وآخر فاقد لأمه، وغيرهما لطيم فاقد الأبوين، وهناك حالات يواجهها الأخصائي لتلاميذ برب أسرة واحد بسبب حالات الانفصال والطلاق المتزايدة للأسف في المجتمع. هذه حالات كثيرة يواجهها الأخصائي الاجتماعي مع عدم إغفال الدور المهم للأخصائيين النفسيين الذين يستحقون أن تفرد لهم ولدورهم أسطر خاصة في المستقبل.

كذلك من التحديات التي يواجهها الأخصائيون الاجتماعيون، أن بعض المعلمين قليلي الخبرة قد يتعاملون مع التلاميذ بغير الأساليب التربوية، وذلك يعقد بشكل كبير عمل الأخصائي، وينعكس بشكل سلبي على أداء التلميذ، خصوصاً إذا كان لديه ظروف خاصة.

كذلك من مهام الأخصائيين الاجتماعيين خدمة الجماعة، وذلك عبر عمل جماعات لأنشطة تربوية مختلفة، كإنشاء جماعة لمحاربة الممارسات الضارة والخطيرة كتدخين السجائر أو المواد الخطرة، وكذلك إنشاء جماعات تفيد الطلبة والتلاميذ، وهناك خدمة المجتمع والأنشطة المختلفة التي يساعد في تنظيمها الأخصائي، لكن ما يكبل أداء الأخصائي لهذه الأنشطة هو عدم توافر ميزانية مناسبة لتمويل هذه الأنشطة الجماعية والفردية وأنشطة خدمة المجتمع.

هناك نقطة تستحق الإشارة إليها أيضاً، وهي أن نسبة الذكور قليلة في هذه الوظيفة مقابل نسبة الإناث من المواطنين، ويبدو من ذلك أن هذه الوظيفة قد لا تحقق للذكور طموحهم في الوظيفة، أو أنهم لا يرون أن المقابل المادي والإداري والمعنوي يستحق الجهد المبذول فيها، وهي نقطة تستحق المتابعة من قبل المهتمين فيها.

بناءً على كل ذلك، فلا بأس في إعادة النظر في الحوافز المادية والمعنوية وحتى الإدارية لهذه الوظيفة المهمة في مؤسسة المدرسة، ولا بأس في النظر مرة أخرى بكل اهتمام لهم ولدورهم التربوي في المدرسة، فشهاداتهم جامعية كنظرائهم من المدرسين، وساعات التواجد في المدرسة واحدة، والمجهود الذي يقومون فيه مهم ودورهم حيوي، كل ذلك يتطلب سماع أصواتهم واقتراحاتهم وتوفير أكبر قدر من الدعم لهم ولدورهم سواء كان الأخصائي مواطناً أو وافداً.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي