بالقلم والمسطرة

تحرير الرياضة!

تصغير
تكبير

بعد خروج منتخب الكويت من كأس العرب في قطر وما حصل من أداء جيد في أول مباراتين وخسارته في آخر مباراتين والإحباط الذي أصاب الجماهير الكروية، فإن ذلك يتطلب وقفة حازمة لإصلاح هذا التراجع، والتعامل بعمق مع جذور المشكلة! وليس بشكل سطحي أو عاطفي.

لذا، فإنه لا وقت للمجاملات وأصبحت الحاجة مُلحّة لتحرير الرياضة -إن جاز التعبير- من القيود التي تُكبِّل تطورها، وخصوصاً كرة القدم فالمواهب موجودة والحماس حاضر، لكن الواقع لايزال محاصَراً بروتينٍ إداري، وبِنية تحتية لا تواكب طموح اللاعبين ولا الجماهير.

لذلك، فإن الإصرار على هذه العقلية يعني ببساطة إضاعة فرص جديدة وبطولات متعاقبة وترك مستقبل الكرة الكويتية رهين قيودٍ تجاوزها العالم منذ سنوات. واليوم، بات التحرر -كما ذكرت- من هذه المعوقات ضرورة قصوى لعودة الرياضة الكويتية إلى مكانتها التي تستحقها وإطلاق مرحلة نوعية من التغيير.

وأنا قلت مراراً وتكراراً: يجب أن تكون الحركة الرياضية مشروع دولة، وعمل التشريعات المطلوبة ومتابعة هموم اللاعبين وتطوير الإستراتيجية الرياضية بالأساسات القوية للبدء بها، ومنها التمويل وليس فقط من ميزانية الدولة مثل الهيئة العامة للاستثمار، على أن تتعامل مع الأندية كأنها نموذج ربحي، والقطاع النفطي أيضاً يساند في هذا الأمر، وتخصيص الأندية وتحويلها إلى نماذج تجارية ومشاريع استثمارية لتسخير هذا المال الناتج عن الدورة الاقتصادية الصحيحة لتطوير الألعاب المختلفة، والدوري ونظام الاحتراف وعمل الفعاليات لتواكب الأندية العالمية وطريقة عملها الإداري والمالي والتشغيلي.

وكذلك للتعاون مع القطاع الخاص العالمي والمحلي المتخصص في المجال الرياضي من ناحية البناء والإنشاءات والاستثمار، مثل نظام (بي أو تي) وهو التشييد والتشغيل وتحويل الملكية للدولة وتغيير مواقع بعض الأندية الحالية إلى أماكن أكبر بعيداً عن الزحمة والكثافة السكانية! وكذلك الاستفادة من خبرات الدول الأخرى مثل قطر وتنظيمها للمونديال والسعودية وتطويرها للدوري والاستعانة بمستشارين متخصصين في الإدارة الرياضية وأصحاب الخبرات في المحافل الدولية.

لذا، فإن النهضة الرياضية يجب أن تكون بعيدة عن التخبطات الإدارية وفوضى الصراعات على المناصب، وبدايتها من الحكومة باتخاذ الإجراءات في مواجهة التضخم الإداري بدمج الرياضة والشباب في هيئة واحدة مع الجهاز المتعلق بالمنشطات، والتغيير يكون بإدارة جديدة للهيئة بعد الدمج المطلوب، إن شاء الله، بقيادات متخصصة وليس المهم لاعب سابق بل شخص يحدث بإذن الله فارقاً لمصلحة الرياضة. والتأكيد على قرارات جريئة وخطة مدروسة وأن يخرج من دائرة الكلام إلى التنفيذ الفعلي. والخلاصة، وفيما يتعلق بإصلاح المنتخب فإنه يبدأ بمدرب محترف بصلاحيات وتكوين قاعدة لاعبين موهوبين ورفع اللياقة البدنية والانضباط وتحسين الدوري واختيار اللاعبين بالأداء المتميز فقط، مع خوض مباريات قوية محلية ودولية لصقل الخبرة مع الإستراتيجية الرياضية كما ذكرت أعلاه. والله عزوجل المعين في كل الأحوال.

X @Alsadhankw

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي