تم الإعلان عن الحكومة الجديدة برئاسة الشيخ صباح الخالد، ونتمنى التوفيق للوزراء الذين ينتظرهم الكثير من التحديات والمطبات السياسية... فهناك العديد من الملفات التي تحتاج معالجات عاجلة لحلها، وبعضها يحتاج إلى قرارات جريئة وأخرى إلى عمليات جراحية.

وهناك قضايا قد لا يختلف عليها أحد خصوصاً في ما يتعلق بالتعليم والصحة والإسكان وتوفير فرص عمل حقيقية، لذلك هذه مجموعة من التحديات التي تنتظر الحكومة:

1 - الحالة المالية للدولة والتي تحتاج إلى محترفين في الاقتصاد، والحديث عن السحب من احتياطي الأجيال لتوفير السيولة، والبحث عن حلول دائمة مثل تقليص المصروفات، وإعادة تسعير بعض الخدمات مع مراعاة الطبقة المتوسطة وتكون بنظام الشرائح، ولكن هذا الأمر يحتاج جدية من الحكومة، بحيث من غير المعقول أن تقلص الرواتب من جهة وتزيد من جهة أخرى!

2 - إعادة ترتيب الخريطة السكانية، حيث هناك آلاف الوافدين الذين غادروا الكويت، وأصبحت هناك فجوة كبيرة في العمالة الماهرة مما زاد أسعار الأيدي العاملة، ومن لديه قسيمة تحت التشطيب يعرف ذلك جيداً، وتجار الإقامات تجب محاسبتهم على هذه الجريمة، وهي الاتجار بالبشر، وإنهاك القطاع الصحي والمؤسسات الأمنية خلال فترة الجائحة.

3 - تعويض الطلبة عن الفاقد التعليمي بسبب الجائحة وعدم المهارة في التعامل معها وعودة كاملة لكل قطاعات التعليم. مع الأسف أصبح لدينا جيل لا يجيد الكتابة ولا القراءة، وغير فعال في التعليم عن بُعد، نحن أمام كارثة - بكل ما تعنيه الكلمة من معنى - بحق هذا الجيل ما لم يتم تدارك الأمر وبأسرع وقت.

4 - استكمال مسيرة النجاح في التصدي لفيروس كورونا ومنعه من الانتشار، حتى تأمن حياة الناس، خصوصاً من المتحول الجديد الذي بدأ ينتشر وبدأ بعض دول العالم يغلق من جديد، وتم إلغاء العديد من الرحلات بسبب هذا الفيروس، ونتمنى عدم استهتار الناس في الأخذ بالاحتياطات الصحية، حتى يزول هذا الوباء بإذن الله.

5 - إن التكنولوجيا ستغير وجه الكثير من الصناعات التقليدية... لا أقول خلال عشر أو خمس سنوات، وإنما خلال عام أو عامين، ولعل «جائحة كورونا» ساهمت في ذلك كثيراً، والعالم يتغير بصورة غير متوقعة. قبل 12 عاماً، كان غلاف مجلة «Forbes» عن عملاق الاتصالات في ذلك الوقت «نوكيا»، وكتبت بالمانشيت العريض «نوكيا مليار مستخدم... من يستطيع اللحاق بملك الهواتف المحمولة»؟... هل هناك أحد كان يتوقع ما حصل اليوم من تراجع للشركة؟

نحن أمام تحديات لن تصمد أمامها أكبر جيوش العالم، إنها جيوش العلم والتقدم والتكنولوجيا. إن لم نستعد جيداً لهذا التغيير ونكون على قدر من المسؤولية ونعيش في حدود الزمن، ونترك التفكير في الماضي وصراعاته ونبحث عن البطولات الزائفة... فمصيرنا سيكون التقاعد المبكر والعيش على هامش الحياة.

وهناك دول كثيرة في العالم العربي ستتقاعد مبكراً، وهناك مؤشرات ومجسات تبين هذه الحقيقة ولعل من أهمها، الفشل الاقتصادي.