قيم ومبادئ

الإسلام لم ينتشر بالسيف؟

تصغير
تكبير

الشريعة الإسلامية لم تضع السيف قط في غير موضعه ولم تستخدمه قط حيث تستغني عنه بغيره، بل من يقرأ سيرة الرسول، صلى الله عليه وآله وسلم، في مكة، يجد أنه مكث 13 سنة فيها ينشر دعوته ثم في المدينة بين أقوام يكرهونها ويحاربونها ويكيدون لها ويصدون الناس عنها ولم يؤمر فيها بالقتال...

ومن اختار الدين الجديد فهو مسلم كالمسلمين في ما له وفي ما عليه، ومن بقي على دين آبائه فليس عليه غير الجزية يؤديها للحاكم المسلم في مقابل حماية الدولة الإسلامية له وأمواله وصلبانه وكنائسه ومعابده، ولا يدفعها إلا الشاب القوي القادر على الكسب ولا تدفعها المرأة ولا الطفل ولا العاجز ولا الشيخ الهرم بل هؤلاء تكفلهم الدولة المسلمة ضمن رعاياها.

وقد غدر المشركون أكثر من مرة بعهودهم ولم يكن ذلك موجباً لسقوط العهد مع من استقام منهم على عهده، قال تعالى:

«فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم» كما أمر القرآن الكريم المؤمنين أن يعاملوا الخائن بمثل عمله ولا يتعدوه إلى الظلم والتنكيل وحثهم على الصبر إذا آثروه على الانتقام «وإنْ عاقبتم فعاقِبوا بمثلِ ما عُوقبتم به ولئن صَبرتم لهو خيرٌ للصّابرين»، كما غدر كفار قريش بعدما عقدوا صلح الحديبية فلم يُبطل النبي، صلى الله عليه وسلم، عهد سائرهم كما أنه التزم بمضمون الصلح.

فلم يقبل عنده مَن جاءه من المشركين في أثناء قيام صلح الحديبية عملاً بما تم الاتفاق عليه. قال أبو رافع مولى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بعثتني قريش إلى النبي فلما رأيته وقعَ في قلبي الإسلام، قلت يا رسول الله لا أرجع إليهم! قال (إني لا أخيسُ بالعهد ولا أحبسُ البردَ ولكن ارجع إليهم فإن كان في قلبك الإسلام فارجع).

ومثال آخر للوفاء بالعهد، قال حذيفة بن اليمان، رضي الله عنه، ما منعني أن اشهد بدراً إلا أنني خرجت وأبي حُسَيل فأخذنا كفار قريش فقالوا إنكم تريدون محمداً، فقلنا ما نريده وما نريد إلا يثرب! فأخذوا منا عهد الله وميثاقه لننطلق إلى المدينة ولا نقاتل معه، فأتينا رسول الله فأخبرناه الخبر، فقال: انصرفا، نفي بعهدهم، ونستعين الله عليهم؟

ولا نعرف إشاعة أكذب من قولهم جهلاً منهم أو تجاهلاً إن الإسلام دين سيف وإن العلاقة بينه وبين الأمم حرب وقتال ولو رجعنا للتاريخ القريب لوجدنا حروب العقائد من الهندوس والمجوس وعبّاد الصليب واليهود ونظرنا إليها من الوجهة العلمية لوجدنا أن أصحاب الأديان الأخرى قد شنوا على غيرهم من الحروب المقدسة أضعاف ما أثر عن تاريخ الإسلام.

ولعل اللاجئين والنازحين اليوم خير مثال على الظلم الذي جاء الإسلام بالنهي عنه، حيث تجدهم ينقلون عشرات الألوف في بلادهم إلى بلاد الأمم الغالبة ويعيشون بمستعمرات عيشة الأرقاء ويمتهنونهم بالأعمال الشاقة وإدارة المصانع والغابات والصحارى دون أدنى حقوق للإنسان. فأين احترام اتفاقية جنيف للأسرى؟

والمواد من 17 إلى 20 بشأن قوة الاحتجاز؟

ويقولون انتشر الإسلام بالسيف، ونقول (رمتني بدائها وانسلّت).

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي