حملت الرياح الشمالية الغربية النشطة التي فاقت سرعتها خلال اليومين الفائتين 70 كيلومترا، آلاف الأطنان من الرمال الناعمة (السافي) إلى الطرق السريعة، فضلاً عن الغبار الكثيف العالق الذي لفّ سماء الكويت، ونزل على البيوت والسيارات، تاركاً خلفه كآبة المنظر الذي يتوقع له أن يستمر طوال أيام هذا الأسبوع.

فقد توقّع خبير الأرصاد الجوية محمد كرم لـ«الراي» استمرار حالة عدم استقرار طقس الكويت المتشبّع بالغبار، نتيجة نشاط الرياح الشمالية الغربية الجافة، حتى يوم الاربعاء المقبل.

وقال «إن الكويت ومنطقة شبه الجزيرة العربية تتأثران حالياً بتقدم المنخفض الهندي الموسمي الحراري من جهة الشرق، مع وجود المرتفع الجوي من جهة الغرب في شبه الجزيرة العربية، ما يسبّب تصاعد خطوط الضغط، الأمر الذي يؤدي الى هبوب الرياح الشمالية الغربية النشطة التي تصل سرعتها إلى أكثر من 70 كيلومتراً في الساعة، ويؤدي إلى انخفاض الرؤية الأفقية الى ما دون 500 متر في بعض المناطق الداخلية، وانعدامها كلياً في بعض المناطق المكشوفة».

وأوضح كرم أن حالة الطقس غير المستقر يتوقع أن تستمر بالتفاوت حتى يوم الأربعاء المقبل، لاسيما أن الكويت تمر حالياً بفترة موسم البوارح التي تنشط فيها الرياح الشمالية الغربية الجافة نتيجة تقدم المنخفض الهندي والمتوقع أن تستمر لمدة 40 يوماً، لافتاً إلى أن درجة حرارة الطقس ستتراوح خلال تلك الفترة ما بين 43 إلى 44 درجة مئوية نتيجة سرعة الرياح ووجود الغبار العالق.

في الأثناء، يبقى زحف (السافي) على جنبات الطرق السريعة، مشكلة تؤرّق مسؤولي وزارة الأشغال والهيئة العامة للطرق، على مدار العام، لما تمثله من خطورة بالغة على حياة مستخدمي هذه الطرق، فضلاً عن الأموال الكبيرة التي تنفقها الوزارة وبعض الجهات المساندة لها من دفاع مدني وقوة إطفاء في إزاحة السافي وفتح المجال أمام السيارات المارة.

وحملت مصادر مسؤولة في وزارة الأشغال، مسؤولية تكرار زحف الرمال على جنبات الطرق السريعة، مثل طريق السالمي والعبدلي والنويصيب والصبية وغيرها من الطرق الأخرى، إلى الهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية، لتقاعسها في تشجير الأحزمة الموازية لتلك الطرق المذكورة بالأشجار المناسبة لتخفيف زحف الرمال إلى الطرق السريعة.

وقالت المصادر لـ«الراي» إن الوزارة والهيئة العامة للطرق ينصب عملها حالياً على تسخير معداتها لإزاحة الرمال الزاحفة من الطرق السريعة، مشيدة بمساندة بعض الجهات الأخرى لمساعدتها في رفع آلاف الاطنان من الرمال.

وأوضحت أن المشكلة ستظل قائمة ان لم يتم تشجير الشريط المحاذي للطرق السريعة لتكون بمثابة مصدات للرمال التي تتراكم على جنبات الطرق بعد تعرض البلاد لأيّ نشاط في الرياح، مشيرة إلى تكبّد الوزارة أموالاً كبيرة في رفع الرمال من جنبات الطرق.

ميدانياً، تواصل الهيئة العامة للطرق منذ يومين أعمالها لإزاحة الرمال الناعمة المتراكمة على جنبات الطرق السريعة بمساندة قوة الإطفاء وبعض الجهات الأخرى، حيث طلبت وزارة الأشغال من بعض المقاولين مساندتها في تلك القيام بأعمال إزاحة الرمال. وقالت المصادر«إن جهود الوزارة في ازالة الرمال تتواصل تقريباً طوال السنة، إلّا ان المشكلة تزداد بشكل كبير خلال موسم البوارح».

مصائب «الأشغال» عند «الكهرباء»... فوائد

يبدو المثل الذي يقول «مصائب قوم عند قوم فوائد» منطبق على مشكلة زحف الرمال التي تُعاني منها وزارة الأشغال العامة بسبب الرياح النشطة التي تثير معها الأتربة والغبار، فيما الفائدة الكبيرة من هذا الوضع عادت على وزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة، حيث يعمل الغبار العالق على تخفيف درجة حرارة طقس الكويت، الأمر الذي أدى إلى خفض معدلات استهلاك التيار، لذا فإن مسؤولي وزارة الكهرباء يكونون أكثر سعادة خلال الأيام المغبرة، خصوصاً في موسم الصيف الذي يزيد فيه الطلب على الكهرباء والماء بشكل كبير.