ناظرات الـ «BSK» لـ«الراي»: بناء الشخصية من الصف التمهيدي إلى عتبات الجامعة
المنهج البريطاني... منظومة متكاملة أكاديمياً وتربوياً
مرتكزاً على قِيَم بناء الشخصية المُتّزنة وإعداد الطلاب بشكل متكامل، يواصل المنهج البريطاني تقديم أبعاد جديدة للعملية التعليمية والتربوية، ويعزف لحناً يلامس كل ما يأمله أولياء الأمور في رؤيته متجسداً في أبنائهم، بدءاً من المهارات التعليمية، مروراً بالقِيَم الإنسانية والمقوّمات الشخصية، وصولاً إلى الجهوزية لمواكبة تحديات التطور التكنولوجي والتقني.
منظومة متكاملة مُحكمة الدقّة والإتقان، كشفت عنها ناظرات المدرسة البريطانية بالكويت (BSK) المسؤولات عن المراحل الأربع المختلفة، التي تحتضن الطفل منذ نعومة أظافره في الصفوف التمهيدية، وتؤهله للوصول باحترافية لإنهاء المرحلة الثانوية ليكون على أهبة الاستعداد لعتبات المرحلة الجامعية.
ناظرات المدرسة البريطانية، التي تنطلق من أكثر من 47 عاماً من التميّز والإبداع والريادة مستعينة بالمنهج البريطاني في أعلى مستوى معاييره الأكاديمية، كشفن في حديثهن عن نقاط التميّز في هذا المنهج الشامل، بالتوازي مع الاهتمام ببناء الشخصية المتزنة القادرة على المنافسة وتحقيق أعلى مراتب التميز.
ناتاشا زيكيك: تعزيز روح التحدّي والاهتمام بالأنشطة غير الدراسية
قالت ناظرة المرحلة الابتدائية العليا ناتاشا زيكيك «يحفّز منهجنا الدراسي في المرحلة الابتدائية العليا التي تضم الصفوف الثالث والرابع والخامس طلبة المرحلة الأساسية الثانية على تحقيق التميز، ويعزز نموهم الأكاديمي والشخصي بشكل شامل، حيث ينخرط الطلبة في أنشطة تعليمية تجريبية متعددة التخصصات، تثير حماسهم وتدفعهم للتحدي والتفاعل».
وتحدثت عن «تعزيز روح التحدي مع مراعاة الفروق الفردية بين الطلبة والأخذ بعين الاعتبار أهمية الأنشطة غير الدراسية»، مضيفة «يستمتع الطلبة بتجارب تفاعلية في مختلف المواد الدراسية، مما يعزز معرفتهم في اللغة الإنكليزية والرياضيات والعلوم، فضلاً عن التربية الشخصية والاجتماعية والصحية، والعلوم الإنسانية، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والفنون، والموسيقى، والتربية البدنية، والتصميم والتكنولوجيا، واللغة الفرنسية، والدراسات الاجتماعية الكويتية (الصف الخامس)، واللغة العربية، والدراسات الإسلامية والدراسات القرآنية لطلابنا المسلمين، مع مجموعة واسعة من الأنشطة، مثل الرحلات المدرسية والاحتفالات الثقافية».
جين وارن: مسار رائد يُرسّخ التميّز الأكاديمي ومهارات البحث المستقلة
قالت ناظرة المرحلة الثانوية جين وارن إن «منهج هذه المرحلة يجمع بين التميّز الأكاديمي البريطاني وتجارب التعلم الاستثنائية، ليبني الأسس القوية لمستقبل الطلبة، من خلال صقل مواهبهم وتنمية مواهبهم على مدار عامين، مما يهيئهم بشكل مثالي لاختبارات المستوى المتقدم التكميلي (AS) والمستوى المتقدم (A Level)، واختبارات شهادة IGCSE» في المرحلة الثانوية التي تضم الصفوف التاسع والعاشر والحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر.
وأوضحت أنه «في الصفوف من الـ9 إلى الـ11، يدرس الطلاب برنامج الـ IGCSE، الذي يمنحهم قاعدة واسعة من المواد الدراسية، تتيح لهم استكشاف اهتماماتهم وبناء أسس قوية. نحن نقدم حوالي 25 مادة يختار منها الطلاب حتى يتمكنوا من التخصص تدريجياً مع الحفاظ على التنوع. ثم في مرحلة النموذج السادس (الصفان الـ12، والـ13)، ينتقلون إلى مرحلة الـ AS والـ A Levels، حيث يركزون بشكل أعمق على المواد التي يهتمون بها أو التي تتوافق مع أهدافهم الجامعية أو المهنية المستقبلية».
وزادت: «نوفر في الـBSK خيار (المشروع البحثي الموسع)، الذي يعزز مهارات البحث المستقل، والتفكير النقدي، والمهارات الأساسية للتوظيف مثل العمل الجماعي، والمرونة، وإدارة الطاقة، وهي مؤهلات معترف بها دولياً وتضع طلابنا في موقع قوي للالتحاق بأفضل الجامعات في أي مكان في العالم»، موضحة أن «الطلاب يحصلون على فرص للتعلم خارج الصف الدراسي، ويتم تشجيعهم على تولي أدوار قيادية (في نظام الفرق المدرسية، أو اللجان، أو المشاركة في المبادرات العالمية مثل نموذج الأمم المتحدة، أو برنامج دوق إدنبرة، أو الرياضة، أو أنشطة الإثراء الأخرى)، مما يساعدهم على بناء الثقة بالنفس، وتنمية مهارات القيادة، والعمل الجماعي، والتعاطف، والمرونة، وإدارة الوقت».
وشدّدت على أن «الرعاية الطلابية عنصر أساسي، إذ يحظى كل طالب بإمكانية الوصول إلى فرق رعاية مدربة جيداً، عبر شبكة دعم قوية، ومراقبة الصحة النفسية لضمان أن يزدهر الطلاب ليس فقط أكاديمياً، بل أيضاً عاطفياً واجتماعياً وثقافياً».
وعن الانتقال السلس بين المراحل المختلفة واستمرار الدعم في المدرسة، قالت وارن: «تدار مراحل الانتقال بعناية، فعند دخول الصف الـ9، يتلقى الطلاب برنامجاً توجيهياً ليتفهموا ما هو متوقع منهم في مستوى الـ IGCSE، كما ينسق الأساتذة عبر المراحل المختلفة لضمان أن الطلاب المنتقلين يمتلكون أساسيات المهارات والمعرفة وعادات الدراسة. وبالمثل، عند انتقال الطلاب إلى المرحلة التالية، نوفر لهم لقاءات تنويرية ونصائح حول اختيار المواد، واجتماعات تعريفية (مثل أمسيات عرض المواد وخياراتها) لمساعدتهم على التكيف مع أسلوب التعلم الأكثر استقلالية».
صوفي غور: «المتوسطة» مرحلة انتقالية ... فيها يتم اكتشاف المواهب وبناء الثقة
أكّدت ناظرة المرحلة المتوسطة صوفي غور أنه من خلال منهج المرحلة المتوسطة، التي تضم الصفوف السادس والسابع والثامن، «يتم إعداد الطلبة بشكل مثالي لاختبارات الشهادة الدولية العامة للتعليم الثانوي (IGCSE)، حيث يعمق معرفتهم بالمواد الدراسية ويعزز نموهم العاطفي والاجتماعي والبدني، من خلال برنامج التربية الشخصية والاجتماعية والصحية والاقتصادية».
واعتبرت أنه «من خلال دعمنا اليومي، سيكتشف الطلبة نقاط قوتهم ويطورونها، ويخطون بثقة نحو المستقبل»، مؤكدة على «دعم النمو الشخصي والتطور الأكاديمي للطلبة وفتح آفاق جديدة لاكتشاف مواهبهم وشغفهم، مع التركيز على مهارات الصداقة، والمواطنة، والسلوك الاجتماعي المسؤول، والتعاون، والعمل الجماعي، وتطوير العلاقات الجيدة، واحترام الاختلافات بين الناس».
وبينت أن «المرحلة المتوسطة هي وقت النمو والانتقال، حيث ينتقل الطالب من بيئة المرحلة الابتدائية المألوفة إلى بيئة أكثر تخصصاً وعمقاً في المواد الدراسية، مع تشجيع الفضول ليبدأ الطلبة في إقامة روابط بين المواد الدراسية وتطوير مهارات التعلم المستقل التي ستعدهم لامتحان IGCSES».
وأكّدت أنه «في الوقت الذي نضع فيه توقعات أكاديمية عالية، ندرك أيضاً أن كل طالب يتعلم بشكل مختلف، من خلال التقييم المنتظم والدعم المستهدف وفرص الإثراء، ولذا نسعى لاكتشاف المواهب وبناء الثقة، سواء من خلال الأدوار القيادية أو العروض أو المسابقات، ويتم تشجيع الطلاب على مواجهة تحديات جديدة وتطوير المرونة والعمل الجماعي والإبداع».
وأضافت «نعلم أن هذه السنوات بالغة الأهمية اجتماعياً وعاطفياً، ولذا نعمل بشكل وثيق مع أولياء الأمور لتوجيه الطلبة لمواجهة التحديات عبر الدعم المستمر، وبناء الاستقلالية والمسؤولية، من خلال التخطيط للانتقال إلى المرحلة التالية بعناية».
كريستي كريسلر: بيئة تعليمية آمنة ومُحفزة
والتركيز على المهارات والقِيَم في المرحلة الابتدائية
أشارت ناظرة المرحلة الابتدائية كريستي كريسلر إلى أن «المنهج البريطاني يوفر بيئة تعليمية آمنة ومُحفزة للطلبة في المرحلة الابتدائية، حيث يُقدّم الأساتذة مزيجاً شيقاً من الأنشطة العملية التي تُغذي فضول الطلبة وإبداعاتهم، وتهدف إلى ربط النظريات بتجارب الحياة الواقعية، وبرنامجنا التعليمي في هذه المرحلة يعتمد على اللعب كوسيلة رئيسية للتعلم وتعزيز التواصل واللغة، والنمو البدني، والتطور الشخصي والاجتماعي والعاطفي، والقراءة والكتابة، والرياضيات، وفهم العالم، والفنون التعبيرية والتصميم».
وأضافت نسعى في هذه المرحلة التي تضم الصفوف التمهيدي والأول والثاني إلى «التركيز على القِيَم والمهارات الاجتماعية، ومنها التأكيد على الاحترام، والتعاطف، والعمل الجماعي، والمرونة، ويقوم منهجنا على ثلاثة أعمدة متساوية الأهمية: الإنجاز الأكاديمي، والتطوير الشخصي، والرعاية الطلابية، ونُخطط بعناية فائقة لكل انتقال دراسي حتى يشعر الأطفال بالأمان والثقة والاستعداد للمرحلة التالية من تعلمهم».
وضربت أمثلة لأنشطة تتم في تلك المرحلة من بينها، «زيارات للفصول الدراسية، وحصص قراءة مع معلمين جدد، وجلسات (تعرف على المعلم)»، لافتة إلى أنه «في مرحلة الطفولة المبكرة (التمهيدي)، يتم التركيز على تنمية الطفل ككل اجتماعياً، وعاطفياً، وجسدياً، ومعرفياً، حيث يتعلم الأطفال من خلال اللعب المنظم والاستكشاف، مما يعزز الفضول والإبداع، أما في المرحلة الأساسية الأولى (الصفان الأول والثاني) فيتم التركيز على أسس قوية في القراءة والرياضيات، وتعريف مبكر بالأصوات، ومفهوم العدد، ومهارات التواصل، مع التركيز على احتياجات كل طفل، وتشجيع الاستقلالية، والتعاون، وحب التعلم، عبر منهج واسع ومتوازن يشمل اللغة الإنجليزية، الرياضيات، العلوم، الحوسبة، الفنون، التربية البدنية، والعلوم الإنسانية، وتدريس منهجي للأصوات، واستيعاب القراءة، وتعزيز تدريجي لمفاهيم الرياضيات، ودروس مصممة لتطوير مهارات التفكير، والاستقصاء، والثقة في التعبير عن الأفكار».