شملان القناعي لـ«الراي»: جميع التخصصات الحيوية تحت سقف واحد لتقديم رعاية شاملة وفورية

«مركز الإصابات» بمستشفى جابر... دقّة طبيّة وسرعة استجابة

تصغير
تكبير

- المركز يجمع بين الخبرة والكفاءة التقنية لتقليل مضاعفات الإصابات المعقدة
- التعامل مع 800 حالة عبر الإسعاف و730 عن طريق الحوادث وإجراء 1400 عملية طارئة
- المركز عزز مكانته كرائد في الرعاية الطارئة وافتتاحه شكّل استجابة حقيقية للحاجة الوطنية
- تجهيزات متطورة وكوادر متخصصة... وبين استقبال المريض والتدخل الطبي الفوري دقائق معدودة
- «مركز الإصابات» نموذج متكامل للتعامل مع الإصابات الحرجة على مدار الساعة

تصبح الثواني، حاسمة جداً، في لحظات الطوارئ، والفارق بين الحياة والموت مرتبط مباشرة بسرعة الوصول إلى الرعاية الطبية المتخصصة.

من هذا المنطلق، تتجلى أهمية المراكز الطبية المتخصصة في التعامل مع الإصابات الطارئة. وفي إطار هذه الرؤية، تم إنشاء مركز الإصابات والحالات الطارئة في مستشفى جابر الأحمد، الذي يعمل على مدار الساعة، ليصبح حجر الزاوية في منظومة الطوارئ الوطنية، ضمن خطة تطوير القطاع الصحي وتعزيز القدرة على الاستجابة السريعة للطوارئ.

المركز الذي افتُتح في سبتمبر 2024، لم يعد منذ ذلك التاريخ مجرد منشأة طبية، بل أصبح خط حياة حقيقياً، يسهم في إنقاذ الأرواح وتقليل الإعاقات طويلة الأمد، ويجسد التزام الدولة بتقديم رعاية عاجلة عالية الجودة لكل محتاج.

«الراي» زارت المركز وتجولت فيه، والتقت رئيسه، الدكتور شملان القناعي، وتعرفت على مرافقه وآليات عمل كوادره وأشكال الرعاية الطبية المقدمة فيه.

أكد رئيس مركز الإصابات وجراحات الطوارئ في مستشفى جابر الأحمد، الدكتور شملان القناعي، أن المركز يواصل ترسيخ مكانته كأحد أبرز المراكز الطبية المتخصصة في الكويت، بفضل بنيته التحتية المتطورة، وكوادره الطبية المؤهلة، وتخصصاته الحيوية التي تعمل بتنسيق متكامل على مدار الساعة لتقديم أفضل رعاية للحالات الطارئة والحرجة.

وقال الدكتور القناعي، خلال جولة لـ «الراي» داخل المركز، إن «فكرة إنشاء المركز جاءت لتكون نقلة نوعية في التعامل مع الإصابات المتعددة، مستلهمة من التجربة السابقة لوحدة جراحة الإصابات في مستشفى العدان، والتي وضع أسسها الدكتور سعود الزيد».

وأضاف أن دعم وزارة الصحة والتعاون بين الإدارات المختلفة،«مكّن الفريق الطبي من تجهيز المركز في مهلة قصيرة، مع اعتماد أحدث الأجهزة الطبية، وتهيئة بيئة علاجية متكاملة لجميع أنواع الإصابات، بما في ذلك حالات النزيف الداخلي، الكسور الشديدة، والإصابات المتعددة».

وأوضح عن بداية تأسيس المركز، أنه «عند وصولي إلى الكويت في يوليو 2024، وجدت الدكتور سليمان المزيدي على رأس قسم الجراحة، وكان هناك توجه وطني واضح لافتتاح مركز الإصابات، ضمن خطة لتحديث وتطوير الرعاية الصحية المتخصصة في البلاد».

وأضاف القناعي: «تم منحي مهلة لا تتجاوز 8 أسابيع لإنشاء وتجهيز المركز، وبدعم من إدارات متعددة وتعاون وثيق مع العديد من الأقسام والكوادر، استطعنا أن نحقق الهدف في الوقت المحدد، بل وتجاوزنا التوقعات في مستوى التجهيزات الطبية والتقنيات المستخدمة بفضل دعم وزير الصحة ووكيل الوزارة».

ولفت إلى أن «ما يميز مركز الإصابات في مستشفى جابر أنه لا يعتمد فقط على الكادر الطبي المتخصص، بل تم تزويده بأحدث الأجهزة والمعدات الجراحية، ما يجعله من المراكز الرائدة في التعامل مع الحالات المعقدة، مثل الإصابات المتعددة، النزيف الداخلي، الكسور الشديدة، وحالات ما بعد الحوادث الخطيرة».

استجابة للحاجة الوطنية

وأكد القناعي أن «افتتاح هذا المركز لم يكن خطوة تنظيمية فقط، بل استجابة حقيقية لحاجة وطنية، تعكس وعياً بأهمية وجود مركز متكامل للإصابات يعمل وفق بروتوكولات عالمية ومعايير جودة عالية. كما أنه يمثل استثماراً في مستقبل التخصص، وتدريب الأجيال الجديدة على العمل في بيئات الضغط المرتفع».

وبيّن أن «المركز يعتمد على بنية تحتية حديثة ومجهزة بالكامل للتعامل مع مختلف أنواع الإصابات، ويضم بين مرافقه الأساسية، قسم الأشعة المزود بأحدث الأجهزة التشخيصية، مثل الأشعة المقطعية والرنين المغناطيسي، الأمر الذي يسهم في تسريع التشخيص ودقة التقييم، وبنك الدم وثلاجات الحفظ، التي تضمن الجاهزية الدائمة لنقل الدم الفوري في الحالات الطارئة دون تأخير».

تحت سقف واحد

وقال القناعي إن «ما يميز مركز الإصابات، هو تواجد جميع التخصصات الطبية الحيوية تحت سقف واحد، ما يتيح تقديم رعاية شاملة ومترابطة، ومن أبرز هذه التخصصات جراحات المخ والأعصاب، والعظام، والحوادث، والقلب والقفص الصدري، والمسالك البولية، والجراحة العامة، وجراحة العيون والوجه والفكين، والأنف والأذن والحنجرة، والتخدير والعناية المركزة».

وأكد أن «هذا التكامل يعد عنصراً أساسياً في تقليل وقت الاستجابة، خصوصاً في الحالات التي تعاني من إصابات متعددة تستدعي تدخلاً من أكثر من تخصص في الوقت ذاته، لذا ومن خلال التنسيق الدائم بين الأقسام، وتوافر جميع التخصصات وأحدث الأجهزة، يقدم المركز رعاية صحية على أعلى مستوى، ترتكز على الجودة، السرعة، والاحترافية في التعامل مع الحالات الطارئة والمعقدة».

رعاية على مدار الساعة

وأوضح القناعي أن «جميع هذه التخصصات والفرق الطبية، تعمل على مدار الـ24 ساعة يوميا طوال الأسبوع، ما يجعل المركز على أهبة الاستعداد لاستقبال أي حالة طارئة في أي وقت، ما يعزز من سرعة التقييم والعلاج ويقلل من معدلات المضاعفات والوفيات».

أرقام تروي الإنجاز

ولفت الدكتور القناعي إلى ان «مركز الإصابات وجراحات الطوارئ في مستشفى جابر الأحمد، أحد أكبر وأحدث المراكز المتخصصة في معالجة الإصابات المعقدة والحالات الحرجة، وقد أظهر منذ افتتاحه، كفاءة من خلال استقباله أعداداً كبيرة من الحالات الطارئة خلال فترة زمنية قصيرة، حيث استقبل نحو 800 حالة عبر الإسعاف المباشر، وتعامل مع نحو 730 حالة وصلت عن طريق قسم الحوادث، وتم إجراء نحو 1400 عملية طارئة داخل المركز، وهو رقم كبير يعكس حجم الاستجابة التي يقدمها كادرنا الطبي المتخصص».

وأشار إلى أن «هذه الأرقام تؤكد أن المركز لم يكن مجرد إضافة للبنية التحتية، بل أصبح محوراً حيوياً للتعامل مع الحالات الخطرة وتقديم الرعاية المتقدمة على مدار الساعة».

وأضاف أن «السرعة في تقديم الرعاية الطبية للمصابين يعدُّ أحد أهم المؤشرات على جودة الخدمات وقد أثبت المركز ريادته في هذا المجال من خلال آلية استقبال متطورة وسلسة تضمن وصول المريض إلى الخدمة العلاجية المطلوبة في وقت قياسي».

استجابة قياسية

وقال القناعي إنه «فور وصول المريض إلى المركز، تبدأ رحلة دقيقة من التنسيق الفوري، منذ لحظة دخول الباب وحتى وضع المريض على سرير الفحص في غرفة الملاحظة والإنعاش، ولا يستغرق الأمر أكثر من دقيقة واحدة فقط، ما يعكس كفاءة الطاقم الطبي وجهوزية التجهيزات».

وأضاف انه «بعد التقييم السريع لحالة المريض، يُنقل مباشرة إلى قسم الأشعة عند الحاجة، ولا يستغرق النقل سوى خمس دقائق على الأكثر، بفضل قرب المسافة بين غرفة الإنعاش وقسم الأشعة «50 متراً فقط»، ما يسهم في تقليل الزمن التشخيصي وتسريع اتخاذ القرارات العلاجية».

وقال:«في الحالات الحرجة التي تتطلب نقل المريض إلى العناية المركزة، فإن العملية تتم خلال ست دقائق فقط منذ لحظة وصوله، بفضل وجود جميع التخصصات الطبية الضرورية بالقرب من بعضها البعض، الأمر الذي يسهل تنقل المريض بين الأقسام دون أي تأخير يذكر».

بروتوكول الطوارئ... تنسيق بلا تأخير

أوضح الدكتور القناعي أن «الإصابات المتعددة، في ميدان الطوارئ والطب الحرج، تعد من أصعب السيناريوهات التي قد يواجهها الطاقم الطبي، نظراً لتنوع مواقع الإصابات وتشابك الأولويات العلاجية، ومع كل دقيقة تمر، قد تكون الحياة على المحك، ما يستدعي تدخلاً سريعاً، منسقاً ومحترفاً».

وأضاف: «نواجه مثل هذه الحالات بأعلى درجات الجاهزية، من خلال بروتوكول طبي معتمد صيغ بعناية، ويطبّق عملياً بأعلى مستوى، وهو البروتوكول ذاته الذي تم اعتماده سابقا من قبل الدكتور سعود الزيد، حيث كان مثالاً يُحتذى في سرعة التنسيق وفعالية الاستجابة».

وقال إن «ما يميز هذا البروتوكول، أنه يفعّل التنسيق الفوري بين جميع التخصصات الطبية ذات العلاقة، بمجرد وصول الحالة. ففي حالة وجود نزيف في الدماغ مثلاً، بالتزامن مع نزيف داخلي في البطن وكسور شديدة، يتم إشعار واستدعاء جراحة المخ والأعصاب والجراحة العامة وجراحة العظام وطاقم العمليات والتمريض، وقد شهد المركز إحدى هذه الحالات أخيراً، حيث كان المريض يعاني من نزيف بالبطن، كسور متعددة، وكدمة في الدماغ، وأثناء تواجده في غرفة التقييم، رفعنا رؤوسنا لنجد نحو 50 من الطواقم الطبية داخل غرفة العمليات، كلٌّ يعرف دوره، وكل دقيقة محسوبة».

بنك دم متكامل... وثلاجات للحفظ

قال القناعي إن مركز الإصابات في مستشفى جابر «يتميز بوجود بنك دم متكامل، مزود بثلاجة لحفظ الدم، ما يضمن توفير الدم في أسرع وقت ممكن عند الحاجة، دون الحاجة إلى تحويل المريض لمراكز خارجية، أو انتظار التوريد».

وأكد أن هذه المنظومة المتكاملة لم تكن لتتحقق لولا التنسيق العالي بين الأقسام، وتوفر الكوادر الطبية المتخصصة، والحرص الدائم على تحسين جودة الرعاية الصحية المقدمة وعليه فإن السرعة في إنقاذ الأرواح لم تعد شعاراً بل واقعاً ملموساً في مركز الإصابات.

كل حالة إسعافية تُعدّ حرجة

ذكر القناعي أن أي مريض يصل إلى المركز بسيارة الإسعاف «يتم التعامل معه كحالة حرجة، بغض النظر عن تفاصيل الإصابة، وذلك لضمان سرعة التقييم والتدخل، حيث تبدأ فور وصوله، الإجراءات الطبية دون تأخير، ويُنقل مباشرة إلى غرفة الإنعاش والملاحظة، ومن ثم إلى الأشعة أو المختبر أو غرفة العمليات، حسب الحاجة».

الحوادث العامة... مسار موازٍ للتعامل

بيّن القناعي أنه «تم تخصيص مسار خاص للحوادث العامة داخل المستشفى، والحالات التي تصل بسيارات خاصة، مثل شخص سقط أو تعرض لإصابة في حادث عابر، يتم استقبالها في قسم الحوادث، ويتم تقييم الحالة فوراً من قبل الطاقم الطبي».

وذكر أن«في حال استدعت الحالة تدخلاً متخصصاً، يتوجه فريق جراحي من المركز لتقييم ما إذا كانت الحالة تستدعي النقل للمركز، أو الاكتفاء بإجراء الفحوصات اللازمة».

رعاية صحية بمستويات عالمية

أكد القناعي أن «التعامل مع الإصابات المتعددة يتطلب أكثر من مهارة طبية؛ حيث يحتاج إلى نظام متكامل، سرعة في القرار، وتنسيق عالٍ بين التخصصات. وهو ما يحدث في مركزنا اليوم الذي بات يعد نموذجا فعليا لكيف يمكن للجاهزية أن تترجم إلى نتائج ملموسة، تنقذ الأرواح وتُعيد للمرضى فرص الشفاء الكاملة».

وقال إن «مركز الإصابات في مستشفى جابر يجسد مفهوم الرعاية الصحية المتكاملة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، عبر منظومة طبية متخصصة تعمل بتناغم كامل لخدمة المريض أولاً وأخيراً، وأن وجود هذا العدد الكبير من التخصصات تحت سقف واحد وعلى مدار الساعة، يجعل من المركز نموذجاً متقدماً في التعامل مع الإصابات، ويُسهم في رفع جودة الرعاية الصحية في الكويت إلى مستويات عالمية».

تدخل جراحي فوري في العمليات الطارئة

لفت القناعي إلى «واحدة من أبرز نقاط القوة في مركزنا، وهي القدرة على إجراء العمليات الطارئة بشكل فوري، سواء كانت الحالة زائدة دودية، التهاباً أو انسداداً في المرارة أو في الأمعاء، فالمركز مجهّز بكامل الإمكانات لإجراء التدخل الجراحي اللازم، دون الحاجة لتحويل المريض لمستشفيات خارجية، وبعد العملية، يُنقل المريض مباشرة إلى الأجنحة المخصصة داخل المركز، لمتابعة حالته وتقديم الرعاية بعد الجراحة، ضمن منظومة متكاملة تضمن استمرارية الرعاية من لحظة الدخول وحتى التعافي».

عمليات دقيقة ومُتقنة

قال القناعي إن «جراحات الإصابات المتعددة ليست استجابة طارئة فحسب، بل عملية دقيقة تهدف لتقليل المضاعفات والوفيات إلى أدنى حد ممكن. ففي هذه الحالات، لا يكفي مجرد إنقاذ الحياة، بل الأهم هو الحفاظ على الوظائف الحيوية وتقليل الضرر المستقبلي، وتشير المؤشرات الأولية إلى أن تطبيق البروتوكول المتكامل أدى إلى تحسن كبير في نسب النجاة وتقليل المضاعفات والوفيات، ما يعكس أننا نسير في الطريق الصحيح، طبياً وإدارياً».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي