مع ارتفاع درجة الحرارة ووصولها إلى نحو 50 درجة مئوية وهو حد قد يكون قاتلاً لبعض الطيور، طالب عدد من الناشطين البيئيين بتفعيل مبادرات «سُقيا الطيور» لإنقاذها والحفاظ على حياتها، مشيرين إلى ضرورة تكثيف المبادرات لتوعية المجتمع حيال هذا الموضوع.
وأكدوا عبر «الراي» ضرورة عدم المبالغة في أسعار الأدوات التي تستخدم لتقديم الماء والطعام لتلك الطيور، لافتين في الوقت ذاته إلى أنه «بالإمكان مساعدة الطيور حتى من خلال شرفات المنازل والشقق العادية عبر وضع أوانٍ صغيرة في النوافذ بها مياه وطعام».
شبيب العجمي: الإهمال يُعرّضها للخطر
شدد الناشط البيئي شبيب العجمي، الذي سبق ودشن مبادرة «سقيا الطيور» التي انتشرت داخل الكويت وخارجها، على أهمية تفقد الطيور وتقديم مقومات الحياة لها من ماء وطعام، لافتاً إلى أن «إهمال الطيور في ظل درجات الحرارة المرتفعة في الكويت يعرّضها للخطر».
سعد الحيان: إقامة بحيرات كبرى في عمق الصحراء
لفت الناشط البيئي سعد الحيان إلى أنه «ليس هناك أعظم من صدقة السُقيا لتروي عطش عابر سبيل أو محتاج أو سقيا الطيور أو الحيوان فأجرها عظيم، ومع حرارة الجو فإنه يعظم أجر صدقة سقيا الماء»، مؤكداً «أهمية الحاجة لتكثيف وتوعية وتثقيف الجميع لكي تكون لديهم هذه الثقافة».
وأضاف: «نحتاج لإقامة بحيرات كبرى من المياه المعالجة في عمق الصحراء الكويتية»، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن «الكويت تعد نقطة عبور رئيسية لعبور الطيور المهاجرة خلال موسم العبور الذي يبدأ في شهر أغسطس، من الشرق للغرب، كما أنها نقطة العودة بنهاية الموسم في شهر أبريل من الغرب للشرق.
ومن ثم فإن هذه البحيرات ستكون مقصداً للطيور المهاجرة لما تعانيه الكويت من التصحر وموت الطيور المهاجرة بسبب عدم وجود بحيرات مائية».
فنيس العجمي: وضع صحون الماء وتوفير أماكن مظللة
حذر الناشط البيئي الدكتور فنيس العجمي من أن «ارتفاع درجات الحرارة وتسجيل الكويت لأعلى معدلاتها على مستوى العالم يستوجب إنسانياً وأخلاقياً وشرعياً أن نراعي هذه المخلوقات، ونحرص على تخفيف معاناتها، بوضع صحون الماء والطعام وتوفير الأماكن المظللة»، لافتاً إلى أن «الحرارة المرتفعة جعلتنا نرى العديد من الطيور ملقاة على الأرض وهي نافقة بفعل العطش، الأمر الذي يتطلب منا جميعاً المساهمة في حل هذه المشكلة. وعلى الفرق التطوعية بذل المزيد من الجهود في هذا الصدد».
خالد الحسن: عدم المبالغة بأسعار أدوات سقيا الطيور
أكد الناشط البيئي خالد الحسن أهمية «وضع الماء للطيور، لأنها لم تفقد فقط الماء بل المسطحات الخضراء أيضاً»، مشيراً إلى أن «الشعور بهذه الحيوانات الضعيفة أمر ضروري، خاصة أن الماء متوافر في الكويت ولله الحمد».
وأضاف: «نتمنى من مُصنّعي أدوات سقيا الطيور عدم المبالغة في أسعار تلك الأدوات»، مضيفاً «سبق وصورت في المدينة الترفيهية التي كانت تتمتع بحدائق ومستنقعات ماء وكانت مأوى لطائر البلبل الذي تكاثر في هذا المكان، واليوم يعيش في هذه الصحراء القاحلة ويجب توفير مقومات الحياة له لأنه تعود على هذا المكان واستوطن فيه، وكانت المرة الأولى التي أجد فيها طائر البلبل يغرد في هذه الصحراء الجرداء».
بسام الشطي: في كل كبد رطبة... أجر
قال الأستاذ في قسم العقيدة والدعوة بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة الكويت الدكتور بسام الشطي: «جعل الله في قلوب العباد الرحمة وكل يود أن يحصل على الحسنات، وأبوابها كثيرة، منها المحافظة على بقاء الطيور والحيوانات السيارة في ظل ظروف موسمية ومناخية قاسية وصعبة تمر علينا حيث تصل درجة الحرارة إلى 50 في الظل».
وبيّن ضرورة «وضع طعام وشراب لتلك الطيور في أوانٍ نظيفة وأشكال مقبولة لتتمكن من الشرب والأكل بكل سهولة ويسر، وبشكل لا يؤثر على التلوث البيئي أو قباحة المنظر أو جلب حشرات للمنطقة... من باب (وفي كل كبد رطبة أجر)».