يبدو أن قرار وزارة المالية في شأن عدم تخصيص أي مبالغ مالية لصيانة شوارع جليب الشيوخ، قد وضع حداً أمام أي محاولات مستقبلية لبقية الجهات الحكومية حال طلبها لـ«ميزانيات مالية» أخرى لطرح مناقصات صيانة البنية التحتية للمنطقة، سواء في ما يتعلق بمنظومة «الصرف الصحي» أو«سفلتة الشوارع» أو «صيانة خطوط الكهرباء والماء» أو «خطوط الاتصالات» وغيرها من أعمال الصيانة المطلوبة.

وقالت مصادر فنية في وزارة الأشغال العامة لـ«الراي» إن صيانة شوارع المنطقة وجميع خدماتها تحتاج قراراً سياسياً، إما بتأهيل وصيانة البنية التحتية وإما بالتثمين، مؤكدة أن المنطقة بوضعها الحالي خارج التنظيم، ويمكن وصفها بـ«المنطقة العشوائية».

وأوضحت أن «أعمال الصيانة في المنطقة لا تقتصر على سفلتة شوارعها، بل تحتاج أيضاً إلى صيانة منظومة الصرف الصحي بشكل كامل، حيث إن المجاري تطفح في كل جانب».

وفي هذا السياق، بيّن سعود الفهد المطيري (تاجر ووسيط عقاري) أن المنطقة تضم مواطنين لديهم أملاك فيها، وبالتالي يجب ألا تبقى طي النسيان طوال الوقت، ويجب أن يتم الالتفات لها، كما أنه من الضروري ألا تبقى على هذه الحالة التي يرثى لها، مشدداً على أهمية أن يكون هناك اهتمام أكبر بالمنطقة، وعلى الحكومة أن تقوم بواجباتها، وألا تعتبرها منطقة من خارج التنظيم.

وأكد أن «منطقة جليب الشيوخ (ماحد يدشها)، وهم يعرفون، فلماذا خرجت الميزانيات لكل المناطق إلا الجليب؟، هذا هو السؤال الذي نطرحه على الوزير المعني، ورئيس الوزراء، فليس هناك تثمين، ولا تنظيم، فالمنطقة منكوبة».

وبعد رفض وزارة المالية تخصيص ميزانية لصيانة الشوارع، تساءل عدد من أصحاب البيوت العربية في المنطقة عن وضعها، منتقدين بشدة استمرار تهميشها بهذا الشكل.

وأكدوا أنه «بسبب شوارع المنطقة المتهالكة لا يمكن دخولها، فلماذا ترصد ميزانيات لجميع المناطق باستثناء منطقة جليب الشيوخ؟، كما أن الجهات المسؤولة لا تريد تثمين أو تنظيم المنطقة».

يشار إلى أن وزيرة الأشغال والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الدكتورة رنا الفارس، قد حمَّلت وزارة المالية مسؤولية تعطيل صيانة شوارع منطقة جليب الشيوخ، لعدم إدراج المنطقة ضمن خطة قطاع هندسة الصيانة في الأشغال للسنوات المقبلة بسبب تعذر الحصول على موافقة وزارة المالية بطرح عقد الصيانة المعني.

وأشارت الفارس ضمنياً في ردها على أحد الأسئلة البرلمانية، إلى خروج منطقة الجليب من حسابات الحكومة، إذ قالت في معرض ردها عن تقييم أداء وزارة الأشغال وملاحظات جهاز متابعة الأداء الحكومي عليها، «إنه لا يوجد تقييم أو ملاحظات على أداء وزارة الأشغال في منطقة جليب الشيوخ من قبل جهاز متابعة الأداء الحكومي»، بما يؤكد أن المنطقة أصبحت خارج حسابات الحكومة، وأن حل إعادة تأهيلها يبدأ بالتثمين على غرار القطعتين (3 - 4) في منطقة خيطان الجنوبي.

حسن كمال لـ «الراي»:

لا رؤية ولا أولوية حكومية لمعالجة أوضاع جليب الشيوخ

المنطقة تعتبر من أسوأ مناطق الكويت... والبنية التحتية فيها منهارة تماماً

مخالفات البناء لا تعد ولاتحصى بعلم ومعرفة البلدية والجهات الحكومية الأخرى

تثمين قطع من خيطان أدى إلى دمار البنية التحتية في الجليب بسبب نزوح العزاب

تطوير استعمال المنطقة مرتبط كلياً ببناء المدن العمالية وإخلائها من العزاب فوراً

أكد عضو المجلس البلدي الدكتور حسن كمال، أن المنطقة تعتبر من أسوأ المناطق في الكويت، والبنية التحتية فيها منهارة تماماً، بالإضافة إلى الكثافة السكانية المتصاعدة، ومخالفات البناء التي لا تعد ولاتحصى (بعلم ومعرفة) البلدية والجهات الحكومية الرقابية الأخرى، لافتاً إلى ضرورة الالتفات إلى موضوع البعد الأمني، لاسيما أننا لمسنا الخلل والانفلات فترة الحظر الكلي، ومدى معاناة رجال الداخلية في المنطقة.

وقال كمال لـ«الراي» إن تثمين بعض قطع منطقة خيطان أدى إلى دمار البنية التحتية في جليب الشيوخ بسبب نزوح العزاب من تلك القطع، وهذا أدى تلقائياً إلى زيادة التخبط الحكومي في معالجة أوضاع المنطقة، موضحاً أن «المنطقة مهملة بالكامل، وفرق الجهات ذات العلاقة بمتابعة ملف المنطقة تعاني بشكل كبير سواء في الصيانة أو تنفيذ ما يسند لها، وهذا بسبب عدم وجود رؤية و أولوية حكومية لمعالجة أوضاع المنطقة».

وأضاف أن «الحل الجذري للمنطقة يكون بإيجاد حل لملف العمالة والعزاب من خلال التوجه الجدي لإنشاء المدن العمالية»، مؤكداً أن «تطوير استعمال المنطقة مرتبط كلياً ببناء المدن، وإخلائها من العزاب فوراً حتى تتمكن الجهات المعنية من التطوير».