أعرب مدير مستشفى مبارك الكبير الدكتور مهدي الفضلي، عن ثقته بقرب تجاوز أزمة جائحة «كورونا»، مبدياً تفاؤله بعودة الحياة الطبيعية قريباً جداً، بشرط تطبيق الاشتراطات الصحية وتلقي التطعيم.

وأكد الفضلي، في لقاء مع «الراي»، أن النجاح سيكون حليف المنظومة الصحية في السيطرة على الجائحة، بحكمة قيادات الوزارة وفرق العمل التي تواصل الليل بالنهار، محذّراً في الوقت نفسه من تفشي الإشاعات التي تؤثر سلباً وتعمل على زعزعة الأمن الصحي.

وأضاف «كل من نطلبه حالياً أن تثقوا بمنظومتنا الصحية، فهي قوية ومتينة، وواجهت الأزمة بكل اقتدار في وقت عجزت منظومات دول متقدمة وانهارت، وبعض المسؤولين في دول عدة وصلوا إلى حد القول إن حلول الأرض انتهت والأمر متروك للسماء»، مؤكداً أن إجراءات وزارة الصحة الحازمة والحاسمة في مواجهة الجائحة جنّبت الكويت كارثة صحية.

وكشف عن تخصيص أربعة أجنحة لحالات «كوفيد.19» في المستشفى بسعة 118 سريراً، لافتاً الى أن نسبة الاشغال فيها نحو 61 في المئة في الوقت الحالي، مع تجهيز جناح خامس ليكون جاهزاً عند الحاجة، فيما أكد أن نسبة الاشغال في العناية المركزة بلغت 50 في المئة.

وتطرّق الفضلي إلى تفاصيل بعض الاجراءات التنظيمية التي قام بها المستشفى خلال الأزمة، سواء على مستوى العيادات الخارجية، أو تخصيص منطقة عزل للحالات المشتبه بإصابتها، فضلا عن تفعيل دور لجنة إدارة أسرّة المستشفى.

وفي ما يلي تفاصيل اللقاء:

• كيف ترى حالات الدخول لأجنحة «كوفيد 19» أو غرف العناية المركزة خلال الأسابيع الاخيرة؟

- سبّب تضاعف أعداد المصابين في الفترة الأخيرة، ابتداء من يناير من العام الجاري، بزيادة عدد الأجنحة المخصصة لاستقبال مرضى كورونا إلى 118 سريراً، موزعة على أربعة أجنحة بنسبة إشغال 61 في المئة تقريباً، وهو أمر أدّى أيضاً إلى الاستشعار بخطر تضاعف الأعداد أكثر فأكثر، فتم الاتفاق على إضافة جناح خامس لنكون على أهبة الاستعداد لاستيعاب الزيادة في الحالات المصابة، كما تمت إضافة جناح عناية آخر إلى أجنحة عناية المرضى المصابين، بنسبة إشغال حالية 50 في المئة من عدد الأسرّة، وأيضاً تم تجهيز العيادات الخارجية لاستقبال مرضى قسم الطوارئ إذا لزم الامر في حال زيادة الحالات، وهذا الأمر يدعو إلى القلق ما لم يكن هنالك تكاتف مجتمعي بالالتزام بالاشتراطات الصحية المطلوبة والمبادرة بالتطعيم.

• ما الإجراءات التنظيمية لمستشفى مبارك الكبير لفرز الحالات المشتبه في إصابتها بـ«كوفيد 19»؟

- تم تخصيص منطقة عزل للحالات المشتبه في إصابتها، وحالات الأعراض التنفسية، وتحتوي على 6 أسرّة إنعاش و32 سرير ملاحظة (رجال ونساء) و5 أسرّة عزل، ويمكن أن تتسع كل غرفة لمريضين ليصبح الإجمالي 10 أسرّة عزل، إلى جانب غرفة أشعة عزل، بالتوازي مع توافر عدد من الاطباء والهيئة التمريضية.

• ماذا عن إصابات الكوادر الطبية بـ«كوفيد 19» في المستشفى حالياً، مقارنة بالفترة الأولى من بداية الأزمة؟

- بلا شك الأمر مختلف تماماً عن السنة الماضية في بداية الأزمة، بعد معرفة الكثير من الحقائق عن فيروس «كورونا» وبعد نشر الوعي، بالإضافة إلى توافر اللقاحات الآمنة، الأمر الذي أدّى إلى تقليص إصابة العاملين في المستشفيات بشكل ملحوظ وملموس ولله الحمد.

• هل كل الكوادر الطبية في مستشفى مبارك الكبير تلقّت اللقاح؟

- أؤكد بكل فخر أن السواد الأعظم من كوادرنا الطبية والإدارية، بالإضافة إلى جميع عمال التنظيف والنقل في المستشفى، تلقوا التطعيم سواء في مركز أرض المعارض، أو في مركز التطعيم بالمستشفى، حيث إنه تم تطعيم 2600 موظف من جميع الفئات المذكورة.

• باعتقادك هل الإجراءات التي اتخذتها وزارة الصحة، جنّبت الكويت كوارث صحية مثلما حدث في دول متقدمة؟

- لا يخفى على أحد أنه منذ الوهلة الاولى لانتشار الجائحة في العالم، اتخذت دولة الكويت ممثلة بوزارة الصحة إجراءات حازمة وحاسمة، حيث أشادت منظمة الصحة العالمية (WHO) بجهود الكويت في السيطرة على المرض واحتوائه، وقيام الوزارة بتدريب الكوادر الطبية والفنية وفرض الحظر في فترات زيادة الحالات، وإغلاق أماكن التجمع وتعطيل الدراسة، بالإضافة إلى إقامة مراكز خاصة للفحص، ومراكز للتطعيم، وقد أشادت صحف عالمية بالتنظيم في هذه المراكز وآلية عملها، في حين أن الجميع رأى دولاً متقدمة قد عجزت وانهارت منظومتها الصحية، ومنهم من قال (انتهت حلول الارض والأمر متروك للسماء)، ولكن ما تم اتخاذه من إجراءات صارمة في وزارة الصحة، بقيادة الوزير الشيخ الدكتور باسل الصباح والوكيل الدكتور مصطفى رضا وبقية القيادات، جنّب الكويت الحبيبة بالفعل الوقوع في كارثة صحية لا سمح الله.

• كيف ترى السبيل للخروج من أزمة «كورونا»، وهل العودة للحياة الطبيعة ستطول؟

- للخروج من أزمة «كورونا» العالمية، هناك أمران لا ثالث لهما، هما الالتزام التام بالاشتراطات الصحية، وتطعيم 70 في المئة من أفراد المجتمع للوصول إلى المناعة المجتمعية، وما أراه بأن العودة الى الحياة الطبيعية قريبة جداً بإذن الله، ولكنها مرهونة بتطبيق الأمرين المذكورين سابقاً (الاشتراطات والتطعيم).

• كيف ترى سهام النقد التي توجه للجسم الطبي خلال الفترة الراهنة وكثرة الإشاعات التي تصدر تجاهه؟

- إيماننا بالديموقراطية يجعلنا نتقبل الرأي والرأي الآخر، وأبوابنا مفتوحة لتلقي كل الملاحظات والاقتراحات، ولكن المشكلة تكمن في النقد الهدّام ونشر الإشاعات التي تحاول زعزعة المنظومة الصحية لأهداف غير معلومة، ولا أبالغ في القول إننا في هذه الازمة نحارب عدوّين اثنين، الأول هو تفشي انتشار الوباء، ونحن قادرون على هذا العدو، بإذن الله وبحكمة قيادات الوزارة وفرق العمل التي تواصل الليل بالنهار، والثاني هو تفشي الإشاعات والتي تؤثر سلباً على الاستقرار المجتمعي، وقد تعمل على زعزعة الأمن الصحي، ولكن أؤكد أن منظومتنا الصحية متينة ومستقرة وتسير بخطى ثابتة نحو تحقيق الهدف.

•ماذا يحتاج الجسد الطبي من المجتمع كأفراد خلال الظروف الراهنة؟

- ما نطلبه هو أن يضعوا ثقتهم بمنظومتنا الصحية التي واجهت الأزمة بكل جدارة واقتدار، والالتزام التام بالاشتراطات الصحية، وأخذ اللقاحات والابتعاد عما يثير زعزعة الامن الصحي في البلاد، وزيادة الدور الإعلامي الإيجابي، ودعوة كل جمعيات النفع العام للقيام بدورها المجتمعي الايجابي كما تقوم جمعية الهلال الاحمر بقيادة الدكتور هلال الساير، وتركيز الخطاب الديني على توجيه المجتمع لأهمية الالتزام بالاشتراطات الصحية.

• هل نستطيع القول إن وزارة الصحة نجحت في التعامل مع أزمة كورونا؟

- ما قامت به وزارة الصحة يدعو إلى الفخر، فقد نجحت في اتخاذ كل الاجراءات للمحافظة على أرواح وصحة المواطنين والمقيمين، وفي توفير الأسرّة الكافية في المستشفيات والمحاجر والأدوية ووسائل الحماية الشخصية والفحوصات وغيرها من المتطلبات، بالاضافة الى توفير اللقاحات الآمنة... وبعد مرور أكثر من عام على الأزمة نجد المنظومة الصحية متماسكة، على الرغم من تضاعف أعداد المصابين في الفترة الاخيرة، وقريباً النجاح سيكون حليفنا في السيطرة على هذا العدو الخفي بإذن الله.

•هل من كلمة أخيرة؟

- أقول للجميع: ثقوا بمنظومتنا الصحية، فهي قوية ومتينة وقادرة على العبور الى بر الامان، فالجميع يعمل لمصلحة الكويت، ويداً بيدٍ نسيطر على الجائحة ونتعايش مع هذا الفيروس كبقية الفيروسات، وستعود الحياة إلى طبيعتها قريباً بإذن الله، بفضل الاجراءات المتخذة والتزام المجتمع بالاشتراطات الصحية والمبادرة بالتطعيم ووأد الإشاعات.

خدمة مليون نسمة

أوضح مدير مستشفى مبارك الكبيرالدكتور مهدي الفضلي أن المستشفى تم إنشاؤه في العام 1982، «أي أن كثيراً من المرافق في المباني تحتاج إلى تأهيل وترميم، وقد تم وضع خطة تأهيل كاملة، وجار العمل على تحقيق أهدافها تباعاً حسب الجدول الزمني المرسوم لها»، مشيراً إلى أن «المستشفى يخدم السكان التابعين لمنطقة حولي الصحية، وتعدادهم يزيد على المليون نسمة، علماً أنه تم نقل منطقة الشعب الى المستشفى الاميري، ومناطق جنوب السرة إلى مستشفى جابر الاحمد، لكن حالياً نستقبلهم بسبب أزمة كورونا. كما أن المستشفى يشتمل على معظم التخصصات التي تخدم جميع سكان الكويت، مثل جراحة الأوعية ووحدة كلى الأطفال وغيرها».

وأضاف أنه «بسبب موقع المستشفى الجغرافي، وقربه من معظم المستشفيات الخاصة، يزيد الضغط على أقسامه، الأمر الذي دعانا إلى تطبيق بروتوكولات إدارة التراخيص الطبية في التعامل في مثل هذه الحالات، كما تم تفعيل دور لجنة إدارة الأسرّة التي قامت بدور فعّال في تقليص أعداد المرضى طويلي المكوث بشكل ملحوظ».

إعادة التأهيل وتوسعة المرافق

لفت الفضلي إلى أنه «تم الاتفاق في اجتماعات مجلس إدارة مستشفى مبارك الكبير على وضع خطة تحتوي على 14 بنداً لإعادة تأهيل وتوسعة مرافق المستشفى المختلفة، بعد موافقة إدارة منطقة حولي الصحية، حيث يجري العمل في الكثير منها، وتم تأجيل البعض منها بسبب تضاعف أعداد المصابين في الفترة الحالية».

روح الفريق الواحد

أكد الدكتور مهدي الفضلي أن جميع الاقسام الطبية والفنية والادارية في المستشفى كانت وما زالت على قدر عال من المسؤولية في ظل جائحة «كورونا»، حيث التعاون الكبير والعمل بروح الفريق الواحد، الأمر الذي سهّل العمل علينا، بالاضافة الى وجود إدارة واعية وناضجة في المنطقة الصحية ممثلة بمديرتها الدكتورة نادية الجمعة، ناهيك عن المتابعة المباشرة من قيادات الوزارة مثل الدكتورعبدالله السند والدكتور هاشم الهاشمي والدكتورة ليلى العنزي لتذليل أي صعوبات قد نواجهها.

وسائل حماية الأطباء

قال الفضلي إن وزارة الصحة وفرت جميع وسائل الحماية الشخصية PPE منذ بداية الأزمة وحتى الآن، على الرغم من كثرة الطلب عليها عالمياً، حيث يتم تسلمنا لها أسبوعياً ويتم توزيعها للأقسام والاجنحة والعمليات والعنايات حسب الكميات المطلوبة.

نمسك الخشب

رداً على سؤال في شأن ما إذا كانت شهدت فترة توليه مسؤولية إدارة المستشفى أي حوادث اعتداء على الاطباء، نفى الفضلي حدوث أي اعتداء خلال هذه الفترة، وقال وهو يبتسم «نمسك الخشب».

تكريم الموظفين المثاليين

كشف الفضلي عن اتباعه سُنّة حميدة بالاحتفال بتكريم الموظفين المثاليين في كل مستشفى أداره، مثل مستشفى الصباح ومستشفى الفروانية، وأنه بصدد تكريم العاملين في مستشفى مبارك الكبير قريباً.