ذات مرة قال الشيخ الدكتور محمد الصباح - مازحاً - لدى استقباله ضيفاً زائراً في المطار: لما «يطق» المطر في الكويت تجد الجميع سعيداً ومسروراً إلا وزير الأشغال! وذات مرة «طق» المطر أثناء أمسية شعرية للراحل غازي القصيبي، فانقطعت الكهرباء فعلق ساخراً: الحمد لله أنني لست وزيراً للكهرباء، فعيّن بعدها وزيراً للمياه.

وفي كل مرة «يطق» فيها المطر «ننطق» بين مدن تغرق في شبر مطر، ونستقبل غرقها بمدح أو سخرية لاستجداء ضحكة تطلقها شر البلية! لكن شر البلية لا يضحك أحياناً بل يؤلم بشدة، بين مشهدين: عدم استغلال فرصة كورونا لإصلاح الشوارع، ومشهد الطرق المكسرة، بشكل تنكسر لها القلوب، وكأنها عصية على الإصلاح في بلد يفضحه مطر! وتكتمل الفضيحة في مشهد سوريالي: شوارع مكسورة ومطر، (لا ذنب له أنه تحول إلى وحل على قارعة الطريق، لا غابات خضراء في قلب الصحراء)، واعلان مدفوع يقول: معاً نصنع المستقبل! أين المستقبل؟ جرفه المطر، فطفح الكيل به.